من الداخل ام من الخارج - منتدى ام السمائيين و الارضيين
الرئيسية التسجيل مكتبي     البحث الأعضاء الرسائل الخاصة


منتدى ام السمائيين والارضيين


   
العودة   منتدى ام السمائيين و الارضيين > منتدى قداسة البابا شنودة الثالث > مقالات البابا شنودة الثالث فى الجرائد > جريدة الاهرام منذ عام 2006
 
إضافة رد
   
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 04-24-2012, 11:24 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مشرف
 
الصورة الرمزية بنت مارمينا
 

 

 
من الداخل ام من الخارج







من الداخل. أم من الخارج؟
المصدر: الأهرام اليومى
بقلم: البابا شنودة الثالث

الداخل الخارج

البابا شنودة الثالث

- إذا اجتمعت أعضاء الإنسان يوما، فلا شك أن القلب سيكون بينها رئيسا، ذلك لأن الانسان تقوده مشاعره، والمشاعر كامنة داخل القلب.
ولكى تكون المشاعر سليمة، فإن القلب يصطحب معه الضمير، بشرط أن تكون أحكام الضمير صالحة، وأحكامه توافق الحق، ولا يكون تحت تأثير خارجي.
ولذلك لابد من عمل تقييم مستمر لمستوى المشاعر واتجاهاتها، وتغيرها من حين إلى آخر! والتأكد من سلامة تصرف الإنسان فى سلوكياته.
وهكذا تدعو الحاجة إلى مراقبة حالة النفس من الداخل ومن الخارج، وكيف تسلك النفس فى عدة موضوعات من التقوى والعفة والصداقة وألوان من العبادة.
وسنحاول أن نطرق الموقف من كل هذه الأمور وغيرها، بمقياس الخارج والداخل.
إن الله تهمه حالة القلب قبل كل شئ، وليس مجرد المظاهر الخارجية. إلا لو كانت تلك المظاهر الخارجية تعبيرا صادقا عن حالة القلب من الداخل، بحيث يكون الأمران معا عبارة عن صورة واحدة فى تيار واحد.
- من الملاحظ أن بعض الوعاظ ورجال التربية يهتمون كل الاهتمام بالنقاوة الخارجية فقط ويركزون عليها! فبالنسبة إلى الفتاة مثلا، يهتمون بمظهرها: هل تتفق ملابسها وقواعد الحشمة؟
وهل هى تسرف فى زينتها لكى تجذب بذلك غيرها! ويركزون على هذه السلبيات، ولا يتطرقون إلى الباعث الداخلي، الذى يكمن فى القلب، ويسبب عدم الحشمة!
والمفروض أن يكون التركيز على الداخل، من جهة محبة الفضيلة ونقاء القلب، فإن صار القلب نقيا من الداخل، وتخلص من المشاعر التى تدفع الفتاة إلى التبرج فى زينتها، حينئذ هى نفسها، من تلقاء ذاتها وبدون وعظ، ستتخلى عن كل تلك المظاهر الخاطئة.
كذلك الشاب الذى يطيل شعره لكى يتميز عن غيره، ويلبس ملابس لا تليق، ويضع سيجارة فى فمه ليشبه الكبار، ويستخدم العنف ليثبت قوته! هذا لا يثنيه الوعظ أو الضغط الخارجي، إنما يحتاج أن يعرف ما معنى الرجولة؟ وما هى علامات قوة الشخصية؟ وكيف يمكنه أن يكسب محبة وتقدير الناس؟ بالاضافة إلى نقاء القلب من الداخل، فإن اقتنع بكل هذا، لابد سيترك أخطاءه بدون توبيخ أو قهر.
إن العنف والضغط الخارجى والشدة فى التوبيخ، ليست هى الأمور التى تصلح الآخرين وغاية من تصل إليه هو الإجبار على مظهر خارجى يبدو سليما، ويبقى القلب كما هو، بنفس رغباته، واتجاهاته يضاف إلى ذلك روح التذمر والضيق!
يحسن أن يعرف الشباب وغيره، أن العنف ليس دليلا على القوة، بل هو الاعتراف بالعجز عن حل الأمور بطريقة هادئة! وبهذه المناسبة، أتذكر ما قاله أحد الشعراء:
ضعاف الأسد أكثرها زئيرا. وأصرمها اللواتى لا تزير
وقد كبر البعير بغير لب. ولم يستفد بالكبر البعير
- إن الذين يهتمون بالمظاهر الخارجية الزائفة، ربما يشبهون قبورا مزينة جدا من الخارج، بينما فى الداخل أجساد قد تحللت ويأكلها الدود! إن المظاهر الخارجية غير مقبولة عند الله، ولا ينخدع بها جميع الناس.
ومع ذلك لا ننكر أنه بالاضافة إلى القلب النقى من الداخل، يحسن أيضا أن يكون الخارج نقيا: ويكون سلوك كل شخص حسنا جدا من الخارج، بحيث يكون ذلك نابعا من القلب، وليس مجرد تظاهر أورياء لمجرد نوال مديح الناس! بل الهدف هو إرضاء الله، وايضا لكيلا يكون عثرة أمام الناس، بل قدوة صالحة تنفع الغير ولاشك أن الاهتمام بنقاء القلب من الداخل، ليس معناه ترك الخارج أيضا. إنما علينا أن نضع أسسا سليمة للتخلص من الأخطاء.
- مثال ذلك: إنسان يكذب كثيرا، هل إصلاحه يأتى بعظات عن خطية الكذب وخطورتها ومضارها؟! وهل توبيخه على كذبه يجعله يبطل ذلك؟! إن الأفضل لإصلاحه أن نبحث عن الأسباب التى تدعوه إلى الكذب: هل هو يكذب لإخفاء خطية وقع فيها؟ أو يكذب للحصول على منفعة ما؟ أو القصد من الكذب هو التباهي، أو التخلص من الإحراج؟ أو أن الكذب قد صار عادة عنده، بحيث يكذب بلا سبب يضطره إلى ذلك؟ أم يكذب عن طريق الفكاهة، أو لإغاظة غيره أو التهكم عليه؟ أو لسبب آخر؟
إذن نبحث عن سبب الكذب ونعالجه. ونقنع صاحبه بعدم جدواه. ونقدم له حلولا عملية أو بدائل لا خطأ فيها، مع الاقتناع بكسب ثقة الناس واحترامهم بأسلوب الصدق. وهكذا نعالج الداخل، فيزول الخطأ الخارجى تلقائيا.
- نصيحتى لك: أن تحترس من الأسباب التى تقودك إلى الخطأ الخارجي. وهذا الاحتراس يقودك إلى نقاء الداخل، ومن أجل أمانتك فى الخارج، يساعدك الله على النقاء الداخلي.
- نصيحة أخري، وهو أن تسلك فى الفضيلة بطريقة سليمة، تدرك عمقها الداخلي، وليس مجرد الممارسة الخارجية.
فالصوم مثلا، لا تعتبره مجرد فضيلة خاصة بالجسد فى الامتناع عن الطعام، فهذا عمل خارجى لا علاقة له بالقلب، إنما تضيف إلى ذلك الامتناع عن بعض الخطايا التى تقع فيها، وهنا يجتمع الأمران معا: عمل الجسد وعمل القلب والروح.
- الصلاة أيضا لا تعتبرها مجرد كلام أمام الله، كما قال عنها أحد القديسين: أنا ما وقفت أمام الله لكى أعد ألفاظا! إنما ليدخل عمل القلب فى صلاتك: من حيث أن تصبح الصلاة صلة مع الله، بتركيز الفكر والقلب فى كل كلمة تقولها وتعنيها، وأيضا باشتراك القلب بخشوعه.
وليرشدك الله فى ممارسة كل فضيلة، بحيث لا تكتفى بمظهرها الخارجي، إنما تدخل إلى عمقها، وليكن الرب معك.




الداخل الخارج الداخل الخارج

الداخل الخارج
لاتقرأ وتذهب بل سجل بالمنتدى لتكون عضوا مشاركا معنا
الداخل الخارج الداخل الخارج













lk hg]hog hl hgohv[







آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 04-24-2012 في 06:48 PM.
رد مع اقتباس
قديم 04-24-2012, 02:59 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
 
افتراضي




ليرشدك الرب لكل فضيلة وليكن الرب معك

شفاعة البابا شنودة تكون معكم






التوقيع

:p:p:p

رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين