إخوة الرب يسوع - منتدى ام السمائيين و الارضيين
الرئيسية التسجيل مكتبي
Image
البحث الأعضاء الرسائل الخاصة


منتدى ام السمائيين والارضيين


   
العودة   منتدى ام السمائيين و الارضيين > والدة الاله > موضوعات مختلفه ونادرة عن العذراء
 
موضوعات مختلفه ونادرة عن العذراء موضوعات شبه تنفرد بها منتديات ام السمائيين والارضيين عن والده الاله

إضافة رد
   
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 07-28-2011, 07:40 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية mena_malak
 

 

 
Unhappy إخوة الرب يسوع





إِذَا أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ قَدْ وَقَفُوا خَارِجاً طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوهُ.
(متى 12: 46) (يوحنا 2: 12)، (متى 13: 54–56)، (مرقس 6: 1–3)،
(أعمال الرسل 1: 14) (غلاطية 1: 18-19).
مما يعنى أنهم إخوة للمسيح ولدتهم مريم العذراء
الرد:

آراء قرابة إخوة الرب بيسوع المسيح:
(ثالثاً) إخوة الرب: (يَعْقُوبَ - َيُوسِي - َيَهُوذَا َسِمْعَانَ): هم أبناء مريم خالة المسيح، وهم أبناء كلوبا زوج مريم الصغرى شقيقة السيدة مريم العذراء:
الرأى الثالث يقول: أن إخوة الرب هم أبناء مريم خالة المسيح، وهم أبناء كلوبا زوج مريم الصغرى شقيقة السيدة مريم العذراء، وهذا الرأى مبنى على ما جاء فى الإنجيل، بمعنى أن يعقوب ويوسى وسمعان ويهوذا لم يكونوا أشقاء للسيد المسيح وإنما أولاد خالته مريم زوجة كلوبا الشقيقة الصغرى لمريم العذراء. وكلوبا (أو كليوباس أو حلفى) هو قريب يوسف النجار وأحد التلميذين اللذين ظهر لهما السيد المسيح بعد القيامة فى إنجيل لوقا (لوقا 24: 18).

وهذا الرأى الثالث تدعمة آيات الإنجيل والحقائق الآتية:
(أ) حقائق كتابية:
(1) ذكر إنجيل يوحنا إسم أم إخوة الرب بوضوح:
فهى مريم زوجة كلوبا وهى الأخت الصغيرة للسيدة مريم العذراء وكانت واقفة عند الصليب مع مريم العذراء، وبالتالى كانت أمهم على قيد الحياة وليس صحيح أنهم أولاد يوسف من زواج سابق من زوجتة المتوفية:
+ (يوحنا 19: 25)"وَكَانَتْ وَاقِفَاتٍ عِنْدَ صَلِيبِ يَسُوعَ، أُمُّهُ، وَأُخْتُ أُمِّهِ مَرْيَمُ زَوْجَةُ كِلُوبَا، وَمَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ".
(2)المقصود بمريم أمة هنا هى خالتة مريم الصغرى زوجة كلوبا:
من المرجح أن جملة "أَلَيْسَتْ أُمُّهُ تُدْعَى مَرْيَمَ" الواردة فى (متى 13: 55)، (مرقس 6: 3) يقصد بهاأخت مريم العذراءأمة وهى مريم خالتة زوجة كلوبا والتى خرجت مع أبنائها يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَسِمْعَانَ وَيَهُوذَا، وأرسلوا فى طلب الرب يسوع، لأن الخالة والعمة فى التقليد اليهودى هى أم أيضاً. مثلما قال يعقول لإبنة يوسف إبن راحيل عن خالتة ليئة أخت راحيل أنها أمة (تكوين 37: 5-10).
(3) إخوة الرب منسوبين أساساً لأم أخرى غير مريم العذراء:
قد يعترض البعض قائلاً إن الإنجيل يذكر دائماً إخوة الرب مميزين عن تلاميذه "هو وأمه وإخوته وتلاميذه" وكان الرسل يجتمعون للصلاه بعد الصعود "مع مريم أم يسوع ومع إخوته"، ويميز القديس بولس بينهم وبين بقيه الرسل وأخوه الرب".
ولكن هذا لا يغير فى الأمر شئ؟ للأسباب التالية:
أ- الأربعه المدعوين أنهم إخوه الرب وهم: "يعقوب ويوسى وسمعان ويهوذا" هم أنفسهم منسوبين لأم أخرى هى مريم خالة المسيح وهى نفسها زوجة كلوبا، وهى الملقبة "مريم الأخرى"، و "مريم أم يعقوب ويوسى"، و "مريم أم يعقوب الصغير"، و "مريم أم يعقوب الصغير ويوسى"، و "مريم أم يعقوب"، و "مريم أم يوسى".
ب- يؤكد إنجيل يوحنا على وجود أخت للعذراء تدعى مريم أيضاً "وأخت أمه (المسيح) مريم زوجه كلوبا" (يوحنا 19: 25).
ج- سواء كان كلوبا هو حلفى أو غيره فإن المذكورين إنهم إخوه المسيح مذكورين أيضاً أنهم أبناء مريم أخت أمه، أى أبناء خالته. وهكذا دُعوا بإخوه الرب لأنهم أبناء خالته (بالجسد) أخت أمه، وهكذا دعى يعقوب أسقف أورشليم وأحد الثلاثه المعتبرين أنهم أعمده بإسم "يعقوب أخا الرب"، لأنه إبن خالة يسوع "مريم أم يعقوب".
د. السؤال المهم:
إذا كانت مريم أم يعقوب ويوسي هي مريم العذراء ألا يجب أن تسمى مريم أم يسوع ويعقوب ويوسي ويهوذا!! باعتبار ان يسوع هو ابنها البكر والشخصية التي تدور هذه الأحداث لكل هذه الاحداث!.
* فواضح إذن أن مريم أم يعقوب ويوسي ليست هي مريم العذراء ام يسوع، ولم يحدث مطلقاً أن دعاها الكتاب المقدس مريم العذراء أُم يعقوب ويوسي ويهوذا وسمعان. بل دعاها مريم ”أم يسوع” فقط!!! انظر (مت 27: 17)، (يو 2: 1)، (يو 2: 3)، (أع 1: 14).
(4)عدم ذكر أى أبناء لمريم أثناء طفولة يسوع:
عند هروب يوسف ومريم إلى مصر كان يسوع آنذاك قد قارب على السنتين، وعند الرجوع من مصر كان يسوع قد قارب على سن الخمس سنوات، ولم يذكر إسم أى إبن لمريم غير يسوع فقط، وهذا ينفى القول بأن يوسف قد عرف مريم وتزوجها وأنجب منها أولاد وبنات بعد ولادة يسوع:
+ (متى 2: 14) فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ لَيْلاً وَانْصَرَفَ إِلَى مِصْرَ
+ (متى 2: 20) قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ لأَنَّهُ قَدْ مَاتَ الَّذِينَ كَانُوا يَطْلُبُونَ نَفْسَ الصَّبِيِّ». 21فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَجَاءَ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ.
(5)عدم ذكر أى أبناء لمريم حتى بلوغ السيد المسيح 12 سنة:
لم يكن هناك أى ذكر لهؤلاء الإخوة حتى بلوغ السيد المسيح 12 سنة من عمرة، أى أنه على الرغم من بلوغ عمر السيد المسيح 12 سنة، والعذراء فى بيت يوسف النجار ولكن لم تنجب منه أبناء، وهذا ينفى القول بان يوسف قد عرف مريم وتزوجها وأنجب منها بعد ولادة يسوع
+ (لوقا 2: 42-43) 42وَلَمَّا كَانَتْ لَهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَنَةً صَعِدُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ كَعَادَةِ الْعِيدِ. 43وَبَعْدَمَا أَكْمَلُوا الأَيَّامَ بَقِيَ عِنْدَ رُجُوعِهِمَا الصَّبِيُّ يَسُوعُ فِي أُورُشَلِيمَ وَيُوسُفُ وَأُمُّهُ لَمْ يَعْلَمَا.
(6)عدم ذكر أى أبناء لمريم حتى بلوغ السيد المسيح 30 سنة:
يذكر لوقا أن يسوع بدأ خدمتة عندما كان له نحو 30 سنة:
+ (لوقا 3: 23) وَلَمَّا ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِينَ سَنَةً وَهُوَ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ ابْنَ يُوسُفَ بْنِ هَالِي
وجاء فى إنجيل يوحنا أثناء عرس قانا الجليل الآتى:
+(يوحنا 2: 1-4) 1وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ كَانَ عُرْسٌ فِي قَانَا الْجَلِيلِ وَكَانَتْ أُمُّ يَسُوعَ هُنَاكَ. 2وَدُعِيَ أَيْضاً يَسُوعُ وَتلاَمِيذُهُ إِلَى الْعُرْسِ. 3وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ». 4قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ! لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ». 5قَالَتْ أُمُّهُ لِلْخُدَّامِ: «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ».
نلاحظ من هذه الآيات الآتى:
1- تم توجية دعوة للعذراء مريم أم يسوع لحضور العرس
2- تم توجية للسيد المسيح لحضور العرس
3- تم توجية لتلاميذ السيد المسيح لحضور العرس.
4- قيل" وَكَانَتْ أُمُّ يَسُوعَ هُنَاكَ. ولم يقال (وكانت أم يسوع وإخوتة (كأشقاء) هناك).
5- لو كان للمسيح بالفعل إخوة أشقاء لكن واجب أدبى من أصحاب العرس أن يدعوهم هم أيضاً لحضور العرس مثل مريم ويسوع.
كما جاء فى إنجيل يوحنا بعد معجزة تحويل الماء إلى خمر فى عرس قانا الجليل:
+ (يوحنا 2: 12) وَبَعْدَ هَذَا انْحَدَرَ إِلَى كَفْرِنَاحُومَ هُوَ وَأُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ وَتلاَمِيذُهُ وَأَقَامُوا هُنَاكَ أَيَّاماً لَيْسَتْ كَثِيرَةً
هنا ترك يسوع قانا الجليل وذهب إلى كفر ناحوم مصطحباً معه أهلة بما فيهم أمة وإخوتة (أبناء خالتة) وتلاميذه، ومع أن إثنين من أبناء خالتة (يعقوب ويهوذا) كانا من ضمن قائمة التلاميذ الإثنى عشر، إلا أن كاتب الإنجيل كان بإستمرار يميز بين التلاميذ عموماً وإخوتة (أبناء خالتة) من التلاميذ، لأنه فى موضع آخر كان يقول أن إخوتة وهو المعنى العام لأقرباؤة أنهم لم يؤمنوا به:
+ (يوحنا 7: 5) لأَنَّ إِخْوَتَهُ أَيْضاً لَمْ يَكُونُوا يُؤْمِنُونَ بِهِ
بل وذكر إنجيل مرقس أن بعض أقرباء يسوع خرجوا ليمسكوه لأنهم قالوا انه مختل:
+ (مرقس 3: 21) وَلَمَّا سَمِعَ أَقْرِبَاؤُهُ خَرَجُوا لِيُمْسِكُوهُ لأَنَّهُمْ قَالُوا: «إِنَّهُ مُخْتَلٌّ!».
+ (مرقس 6: 4) فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَيْسَ نَبِيٌّ بِلاَ كَرَامَةٍ إلاَّ فِي وَطَنِهِ وَبَيْنَ أَقْرِبَائِهِ وَفِي بَيْتِهِ».
ولكن مرقس أكد أن إخوتة (أقرباء يسوع) ليس المقصود بهم يعقوب ويهوذا (أبناء خالتة) لأنهم كانوا من بين التلاميذ الإثنى عشر، وهنا ذكر مرقس مباشرة أن يسوع دعى تلاميذه الإثنى عشر وأعطاهم سلطان على الأرواح النجسة:
+ (مرقس 6: 7) وَدَعَا الاِثْنَيْ عَشَرَ وَابْتَدَأَ يُرْسِلُهُمُ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً عَلَى الأَرْوَاحِ النَّجِسَةِ.

وقد قال القديس أوغسطينوس أن كلمة إخوتة هنا تشير إلى أن كل من يمتون بعلاقة دموية لأقارب مريم العذراء يحسبون إخوة للمسيح، مثلما دُعي لوط إبن أخ إبراهيم أخًا له (تكوين 13: 8)، (تكوين 14: 14). ودُعي لابان خال يعقوب أخًا له (تكوين 28: 5)، (تكوين 29: 12-15). كما تحدث السيد المسيح عن أقربائه أنهم إخوته (متى 12: 46-50).
(7) قول الإنجيل أن إخوتة لم يؤمنوا به لا ينطبق على يعقوب ويهوذا إخوة الرب:
ذكرت الإناجيل أن الأخوين يعقوب يهوذا إبنى حلفى كانا من تلاميذ المسيح الذين إختارهم الرب للكرازة معه منذ البداية، أما إخوتة الذين لم يؤمنوا به فكان المقصود بهم أقرباؤة بالناصرة عندما زيارة المسيح لهم ولم يقبلوة، ولذلك قال لهم المسيح "ليس نبى بلا كرامة إلا فى وطنة" (متى 13: 57). ولذلك لم يذكر الإنجيل هؤلاء الإخوة والأقارب إلا عندما ذهاب المسيح لوطنة فى بلدة الناصرة.
والشواهد الكتابية التالية تؤكد أن يعقوب ويهوذا من قائمة التلاميذ الإثنى عشر:
1- يعقوب ويهوذا ضمن قائمة تلاميذ السيد المسيح الإثنى عشر:
+(متى 10: 2-4) 2وَأَمَّا أَسْمَاءُ الاِثْنَيْ عَشَرَ رَسُولاً فَهِيَ هَذِهِ: الأَََوَّلُ سِمْعَانُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ وَأَنْدَرَاوُسُ أَخُوهُ. يَعْقُوبُ بْنُ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخُوهُ. 3فِيلُبُّسُ وَبَرْثُولَمَاوُسُ. تُومَا وَمَتَّى الْعَشَّارُ. يَعْقُوبُ بْنُ حَلْفَى وَلَبَّاوُسُ الْمُلَقَّبُ تَدَّاوُسَ (يهوذا). 4سِمْعَانُ الْقَانَوِيُّ وَيَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيُّ الَّذِي أَسْلَمَهُ.
+(مرقس 3: 14-19) 14وَأَقَامَ اثْنَيْ عَشَرَ لِيَكُونُوا مَعَهُ وَلْيُرْسِلَهُمْ لِيَكْرِزُوا، 15وَيَكُونَ لَهُمْ سُلْطَانٌ عَلَى شِفَاءِ الأَمْرَاضِ وَإِخْرَاجِ الشَّيَاطِينِ. 16وَجَعَلَ لِسِمْعَانَ اسْمَ بُطْرُسَ. 17وَيَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَا يَعْقُوبَ وَجَعَلَ لَهُمَا اسْمَ بُوَانَرْجِسَ (أَيِ ابْنَيِ الرَّعْدِ). 18وَأَنْدَرَاوُسَ وَفِيلُبُّسَ وَبَرْثُولَمَاوُسَ وَمَتَّى وَتُومَا وَيَعْقُوبَ بْنَ حَلْفَى وَتَدَّاوُسَ (يهوذا) وَسِمْعَانَ الْقَانَوِيَّ 19وَيَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيَّ الَّذِي أَسْلَمَهُ. ثُمَّ أَتَوْا إِلَى بَيْتٍ.
+ (لوقا 6: 13-16) 13وَلَمَّا كَانَ النَّهَارُ دَعَا تَلاَمِيذَهُ وَاخْتَارَ مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ الَّذِينَ سَمَّاهُمْ أَيْضاً «رُسُلاً»: 14سِمْعَانَ الَّذِي سَمَّاهُ أَيْضاً بُطْرُسَ وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ. يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا. فِيلُبُّسَ وَبَرْثُولَمَاوُسَ. 15مَتَّى وَتُومَا. يَعْقُوبَ بْنَ حَلْفَى وَسِمْعَانَ الَّذِي يُدْعَى الْغَيُورَ. 16يَهُوذَا بْنَ يَعْقُوبَ وَيَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيَّ الَّذِي صَارَ مُسَلِّماً أَيْضاً.
+(أعمال الرسل 1: 13) وَلَمَّا دَخَلُوا صَعِدُوا إِلَى الْعِلِّيَّةِ الَّتِي كَانُوا يُقِيمُونَ فِيهَا: بُطْرُسُ وَيَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا وَأَنْدَرَاوُسُ وَفِيلُبُّسُ وَتُومَا وَبَرْثُولَمَاوُسُ وَمَتَّى وَيَعْقُوبُ بْنُ حَلْفَى وَسِمْعَانُ الْغَيُورُ وَيَهُوذَا بْنُ يَعْقُوبَ.
وبمراجعة الإصحاح الثالث من إنجيل مرقس (مرقس 3: 14-19)، نجد أن السيد المسيح قد إختار تلاميذة الإثنى عشر وكان من بينهم يعقوب ويهوذا الملقبان بإخوة يسوع (أبناء خالتة)
ثم فى نفس الإصحاح الثالث من إنجيل مرقس الإصحاح بعد إختيار التلاميذ بآيتين نجد:
+ (مرقس 3: 21) وَلَمَّا سَمِعَ أَقْرِبَاؤُهُ خَرَجُوا لِيُمْسِكُوهُ لأَنَّهُمْ قَالُوا: «إِنَّهُ مُخْتَلٌّ!».
وهكذا فإن أقرباء يسوع الذين خرجوا ليمسكوة يختلفون عن تلاميذة الإثنى عشر وكان منهم أبناء خالتة، وذلك لتوضيح أن يعقوب ويهوذا ليس هما المقصودان بأنهما من ضمن الذين لم يؤمنوا بالسيد المسيح. ونلاحظ أيضا أن إخوتة المذكورين فى (متى 12: 46-50)، (مرقس 3: 31-35)، كانوا يطلبون أن يكلموه من أجل حمايتة من الأقرباء الذين يريدون أن يمسكوا يسوع وقالوا عنه أنه مختل، وهنا نجد الفارق بين الإثنين فمجموعة (إخوتة) تريد أن تكلمة، ومجموعة (أقرباؤة) تريد أن تمسكة وتقبض علية.
2- يهوذا أخو يعقوب كان موجود وقت العشاء الربانى ضمن تلاميذ السيد المسيح الإثنى عشر:
+ (يوحنا 7: 2-5) 2وَكَانَ عِيدُ الْيَهُودِ عِيدُ الْمَظَالِّ قَرِيباً 3فَقَالَ لَهُ إِخْوَتُهُ: «انْتَقِلْ مِنْ هُنَا وَاذْهَبْ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ لِكَيْ يَرَى تلاَمِيذُكَ أَيْضاً أَعْمَالَكَ الَّتِي تَعْمَلُ 4لأَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَعْمَلُ شَيْئاً فِي الْخَفَاءِ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَكُونَ علاَنِيَةً. إِنْ كُنْتَ تَعْمَلُ هَذِهِ الأَشْيَاءَ فَأَظْهِرْ نَفْسَكَ لِلْعَالَمِ». 5لأَنَّ إِخْوَتَهُ أَيْضاً لَمْ يَكُونُوا يُؤْمِنُونَ بِهِ.
+ (يوحنا 14: 21-22) 21اَلَّذِي عِنْدَهُ وَصَايَايَ وَيَحْفَظُهَا فَهُوَ الَّذِي يُحِبُّنِي وَالَّذِي يُحِبُّنِي يُحِبُّهُ أَبِي وَأَنَا أُحِبُّهُ وَأُظْهِرُ لَهُ ذَاتِي». 22قَالَ لَهُ يَهُوذَالَيْسَ الإِسْخَرْيُوطِيَّ: «يَا سَيِّدُ مَاذَا حَدَثَ حَتَّى إِنَّكَ مُزْمِعٌ أَنْ تُظْهِرَ ذَاتَكَ لَنَا وَلَيْسَ لِلْعَالَمِ؟»
النص الأول الوارد فى (يوحنا 7: 2-5) قبل عيد المظال وكان يحمل صيغة تهكم من أقرباء يسوع له، إذ كانوا يقولون له أن يذهب إلى اليهودية لكى يرى تلاميذه أعمالة علانية وأن يظهر نفسة للعالم لأنهم لم يكونوا يؤمنون به.
أما النص الثانى الوارد فى (يوحنا 14: 21-22) أثناء ليلة العشاء الربانى، وقالة يهوذا ليس الإسخريوطى ومقصود به يهوذا أخو الرب، وذلك بعد أن قدم لهم السيد المسيح الوعود الإلهية الفاقة عندما قال لهم:
+ (يوحنا 14: 1-21) «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي... صَدِّقُونِي أَنِّي فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ وَإِلاَّ فَصَدِّقُونِي لِسَبَبِ الأَعْمَالِ نَفْسِهَا. ... اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضاً وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا لأَنِّي مَاضٍ إِلَى أَبِي. ... وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذَلِكَ أَفْعَلُهُ لِيَتَمَجَّدَ الآبُ بِالاِبْنِ. ... إِنْ سَأَلْتُمْ شَيْئاً بِاسْمِي فَإِنِّي أَفْعَلُهُ. ... وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّياً آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ ... لاَ أَتْرُكُكُمْ يَتَامَى. إِنِّي آتِي إِلَيْكُمْ. ... بَعْدَ قَلِيلٍ لاَ يَرَانِي الْعَالَمُ أَيْضاً وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَرَوْنَنِي. إِنِّي أَنَا حَيٌّ فَأَنْتُمْ سَتَحْيَوْنَ.
فلما قال لهم السيد المسيح بعد قليل لا يرانى العالم (يقصد صعودة للسموات بعد القيامة)، وأما أنتم فتروننى، وهنا قال يهوذا أخو يعقوب للسيد المسيح يا سيد ماذا حدث حتى إنك مزمع أن تظهر ذاتك لنا وليس للعالم؟
وهكذا يتضح الفارق الزمنى بين النصين فأول كان فى عيد المظال والثانى كان فى ليلة العشاء الربانى، وأيضاً الفارق فى المعنى.
(8)نبؤة حزقيال النبى عن بتولية مريم العذراء:
من يقول أنهم أولاد مريم العذراء سواء من يوسف النجار، أو من زوج آخر بعد موت يوسف النجار يلغى أو ينكر نبؤة حزقيال النبى بدوام بتولية السيدة مريم العذراء، إنه رحم مريم العذراء الذى دخل منه الرب، فظل مغلقا لم يدخله ابن آخر لها:
+ (حزقيال 44: 1-3)"ثُمَّ أَرْجَعَنِي إِلَى طَرِيقِ بَابِ الْمَقْدِسِ الْخَارِجِيِّ الْمُتَّجِهِ لِلْمَشْرِقِ وَهُوَ مُغْلَقٌ. 2فَقَالَ لِيَ الرَّبُّ: [هَذَا الْبَابُ يَكُونُ مُغْلَقاً, لاَ يُفْتَحُ وَلاَ يَدْخُلُ مِنْهُ إِنْسَانٌ, لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ دَخَلَ مِنْهُ فَيَكُونُ مُغْلَقاً. 3اَلرَّئِيسُ الرَّئِيسُ هُوَ يَجْلِسُ فِيهِ لِيَأْكُلَ خُبْزاً أَمَامَ الرَّبِّ. مِنْ طَرِيقِ رِوَاقِ الْبَابِ يَدْخُلُ, وَمِنْ طَرِيقِهِ يَخْرُجُ»
وهكذا نرى أن الرئيس وحده (المسيح)، هو يجلس فى أحشاء العذراء ليأكل في محضر الله. فيدخل من مدخله ويخرج من نفس الطريق (رحم العذراء) والباب يكون مغلق لا يدخل ولا يخرج منه إنسان لأن المسيح وحدة هو الذى دخل فيه فيكون مغلقاً.
(9) نبؤة موسى النبى عن بتولية مريم العذراء:
يفسر القديس هيبوليتس التطويب الذي ذكره موسى النبى فى سفر التثنية:
+ (تثنية 33: 13) وَلِيُوسُفَ قَال: «مُبَارَكَةٌ مِنَ الرَّبِّ أَرْضُهُ".
فالأرض تمثل الأم كما قال أيوب البار والجامعة وأرميا النبى:
+(أيوب 1: 21) عُرْيَاناً خَرَجْتُ مِنْ بَطْنِ أُمِّي وَعُرْيَاناً أَعُودُ إِلَى هُنَاكَ.
+ (الجامعة 5 : 15) كَمَا خَرَجَ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ عُرْيَاناً يَرْجِعُ ذَاهِباً كَمَا جَاءَ وَلاَ يَأْخُذُ شَيْئاً مِنْ تَعَبِهِ فَيَذْهَبُ بِهِ فِي يَدِهِ.
+(أرميا 20: 17) لأَنَّهُ لَمْ يَقْتُلْنِي مِنَ الرَّحِمِ فَكَانَتْ لِي أُمِّي قَبْرِي وَرَحِمُهَا حُبْلَى إِلَى الأَبَدِ.
وجاء فى مقال للبابا ثيؤدوسيوس الإسكندري (حوالي عام 567م) بالقبطية البحيرية:
عن "نياحة مريم"، أنها واجهت حزن الرسل على موتها بالسؤال التالي: "أليس مكتوب أن كل جسد يلزم أن يذوق الموت هكذا يليق بي أن أعود إلى الأرض ككل سكان الأرض!".
كما يقدم النص السابق تعليلا أخر لموتها إلا وهو تأكيد حقيقة التجسد، فقد أورد حديثا للسيد المسيح مع أمه، يقول فيه: "كنت أود ألا تذوقي الموت، بل تعبرين إلى السماوات مثل أخنوخوإيليا، لكن حتى هذين يلزم لأن يذوقا الموت. فلو حققت هذا معكلظن الأشرار أنك مجرد قوة نزلت من السماء وأن ما تحقق من تدبير (التجسد) لم يكن إلا مظهرا".
فقول موسى النبى مباركة من الرب أرضه، تبقى له وتتبارك بندى السماء نبؤة عن قداسة مريم، الأرض المباركة إذ تقبلت كلمة الله النازل كندى السماء، فهى أرض (أم) الرب وحدة.
(10) ذكر سفر اللاويين أن الكاهن الأعظم يجب أن يتزوج من إمرأة عذراء:
+(لاويين 21: 10-14) 10وَالْكَاهِنُ الاعْظَمُ بَيْنَ اخْوَتِهِ الَّذِي صُبَّ عَلَى رَاسِهِ دُهْنُ الْمَسْحَةِ وَمُلِئَتْ يَدُهُ لِيَلْبِسَ الثِّيَابَ لا يَكْشِفُ رَاسَهُ وَلا يَشُقُّ ثِيَابَهُ... 13هَذَا يَاخُذُ امْرَاةً عَذْرَاءَ. 14امَّا الارْمَلَةُ وَالْمُطَلَّقَةُ وَالْمُدَنَّسَةُ وَالزَّانِيَةُ فَمِنْ هَؤُلاءِ لا يَاخُذُ بَلْ يَتَّخِذُ عَذْرَاءَ مِنْ قَوْمِهِ امْرَاةً. 14امَّا الارْمَلَةُ وَالْمُطَلَّقَةُ وَالْمُدَنَّسَةُ وَالزَّانِيَةُ فَمِنْ هَؤُلاءِ لا يَاخُذُ بَلْ يَتَّخِذُ عَذْرَاءَ مِنْ قَوْمِهِ امْرَاةً.
وتنبأ داود النبى أن المسيح هو الكاهن الأعظم إلى الأبد على طقس ملكى صادق:
+(مزمور 110: 4) أَقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ يَنْدَمَ: [أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادِقَ].
وتحققت نبؤة داود النبى فى رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين:
+(عبرانيين 5: 5-6) 5كَذَلِكَ الْمَسِيحُ أَيْضاً لَمْ يُمَجِّدْ نَفْسَهُ لِيَصِيرَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ، بَلِ الَّذِي قَالَ لَهُ: «أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ». 6كَمَا يَقُولُ أَيْضاً فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: «أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادِقَ».
+(عبرانيين 7: 1-3) 1لأَنَّ مَلْكِي صَادِقَ هَذَا، مَلِكَ سَالِيمَ، كَاهِنَ اللهِ الْعَلِيِّ، الَّذِي اسْتَقْبَلَ إِبْرَاهِيمَ رَاجِعاً مِنْ كَسْرَةِ الْمُلُوكِ وَبَارَكَهُ، 2الَّذِي قَسَمَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ عُشْراً مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. الْمُتَرْجَمَ أَوَّلاً «مَلِكَ الْبِرِّ» ثُمَّ أَيْضاً «مَلِكَ سَالِيمَ» أَيْ مَلِكَ السَّلاَمِ 3بِلاَ أَبٍ بِلاَ أُمٍّ بِلاَ نَسَبٍ. لاَ بَدَاءَةَ أَيَّامٍ لَهُ وَلاَ نِهَايَةَ حَيَاةٍ. بَلْ هُوَ مُشَبَّهٌ بِابْنِ اللهِ. هَذَا يَبْقَى كَاهِناً إِلَى الأَبَدِ.
+(عبرانيين 7: 14-17) 14فَإِنَّهُ وَاضِحٌ أَنَّ رَبَّنَا قَدْ طَلَعَ مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا، الَّذِي لَمْ يَتَكَلَّمْ عَنْهُ مُوسَى شَيْئاً مِنْ جِهَةِ الْكَهَنُوتِ. 15وَذَلِكَ أَكْثَرُ وُضُوحاً أَيْضاً إِنْ كَانَ عَلَى شِبْهِ مَلْكِي صَادِقَ يَقُومُ كَاهِنٌ آخَرُ، 16قَدْ صَارَ لَيْسَ بِحَسَبِ نَامُوسِ وَصِيَّةٍ جَسَدِيَّةٍ، بَلْ بِحَسَبِ قُوَّةِ حَيَاةٍ لاَ تَزُولُ. 17لأَنَّهُ يَشْهَدُ أَنَّكَ «كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادِقَ».
+(عبرانيين 7: 21) لأَنَّ أُولَئِكَ بِدُونِ قَسَمٍ قَدْ صَارُوا كَهَنَةً، وَأَمَّا هَذَا فَبِقَسَمٍ مِنَ الْقَائِلِ لَهُ: «أَقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ يَنْدَمَ، أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادِقَ».
وبدراسة تلك النصوص يتضح أن الكاهن الأعظم فى كهنوت هارون الخارج من سبط لاوى يجب أن يتزوج من إمرأة عذراء، أما ربنا يسوع المسيح الكاهن الأعظم إلى الأبد على طقس ملكى صادق الخارج من سبط يهوذا، فقد وُلد من العذراء البتول مريم
ولأن المسيح كاهن إلى الأبد
فتظل أمة مريم التى لم تعرف رجلاً قبل ولا بعد ولادتها يسوع بتولاً أيضاً إلى الأبد
لأنها أم رئيس الكهنة، وبتوليتها مثل الجنة المغلقة عين مقفلة وينبوع مختوم:
+ (نشيد الأنشاد 4: 12) أُخْتِي الْعَرُوسُ جَنَّةٌ مُغْلَقَةٌ عَيْنٌ مُقْفَلَةٌ يَنْبُوعٌ مَخْتُومٌ.
(11) مريم العذراء رمز خيمة الإجتماع لا يسكن فيها سوى الرب وحدة:
+ (خروج 40: 35) فَلَمْ يَقْدِرْ مُوسَى انْ يَدْخُلَ خَيْمَةَ الاجْتِمَاعِ لانَّ السَّحَابَةَ حَلَّتْ عَلَيْهَا وَبَهَاءُ الرَّبِّ مَلا الْمَسْكَنَ.
+ (لوقا 1: 35) فَأَجَابَ الْمَلاَكُ: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.
جائت كلمة حلول السحابة على خيمة الإجتماع بنفس معنى كلمة بشارة الملاك جبرائيل لمريم "تُظَلِّلُكِ"
Episkiasei - ἐπισκιάζω - episkiazō
والفعل يسكيازينepeskiasen" يقابلة في العبرية "שכןshakan" (شكن أي يسكن) المستخدم فى خيمة الاجتماع حيث كان الله يسكن في وسط شعبه، وهو ذات الفعل الذي تم إستخدامة في لحظات تجلي السيد المسيح على الجبل حيث كان الرب حاضرا وسط اثنين من أنبيائه وثلاثة من تلاميذه وكانت السحابة تظللهم.
+ (متى 17: 5) وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ وَصَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا».
وجاء في سفر الخروج (خروج 40: 35) أن موسى لم يستطع دخول الخيمةبسبب مجد الله، لأن الرب سكن "شكن" فيها ومجد الرب ملأها، وخيمة الإجتماع كانت رمز ونبؤة عن الممتلئة نعمة العذراء مريم، فمن يقدر أن يتفهم سر العذراء التي حملت الله نفسه في أحشائها المقدسة؟ وهكذا القديسة مريم فهي الخيمة الحقيقية التي سكن الرب فيها وسط شعبه لا يمكن لشخص آخر أن يدخل لتلك الخيمة (أحشاء العذراء) ويسكن فيها غير الرب وحدة.

(12) نبؤة نشيد الأنشاد عن بتولية مريم العذراء:
+ (نشيد الأنشاد 4: 10) مَا أَحْسَنَ حُبَّكِ يَا أُخْتِي الْعَرُوسُ
+ (نشيد الأنشاد 4: 12) أُخْتِي الْعَرُوسُ جَنَّةٌ مُغْلَقَةٌ عَيْنٌ مُقْفَلَةٌ يَنْبُوعٌ مَخْتُومٌ.
هذة نبؤة عن بتولية مريم العذراء، وأنها لم تنجب سوى المسيح فقط، لأنها جنة مغلقة لعريسها فقط ومكرسة لله وحدة، لم يدخل تلك الجنة (أحشاء العذراء) سوى الله الكلمة، وجاء أيضاً:
+ (نشيد الأنشاد 5 : 4) حَبِيبِي مَدَّ يَدَهُ مِنَ الْكُوَّةِ فَأَنَّتْ عَلَيْهِ أَحْشَائِي.
الكوة = كان للبيوت قديما فتحة صغيرة فوق القفل لإدخال المفتاح، وتتسع لإدخال اليد، وكانت توجد فتحة أخرى يطل منها الساكن ليتكلم ويرى القارع (شراعة).
حبيبي مد يده = يد المسيح التى بها آثار المسامير، فلما رأتها أنت (أنين) فيها أحشائها
وهذا تعبير أن المسيح إستطاع أن يفتح الباب رغم أن الباب كان مغلقاً.

(13) مريم العذراء رمز جبل سيناء:
+ (خروج 19 : 11-13) 11وَيَكُونُوا مُسْتَعِدِّينَ لِلْيَوْمِ الثَّالِثِ. لانَّهُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَنْزِلُ الرَّبُّ امَامَ عُِيُونِ جَمِيعِ الشَّعْبِ عَلَى جَبَلِ سِينَاءَ. 12وَتُقِيمُ لِلشَّعْبِ حُدُودا مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ قَائِلا: احْتَرِزُوا مِنْ انْ تَصْعَدُوا الَى الْجَبَلِ اوْ تَمَسُّوا طَرَفَهُ. كُلُّ مَنْ يَمَسُّ الْجَبَلَ يُقْتَلُ قَتْلا. 13لا تَمَسُّهُ يَدٌ بَلْ يُرْجَمُ رَجْما اوْ يُرْمَى رَمْيا. بَهِيمَةً كَانَ امْ انْسَانا لا يَعِيشُ.
عندما نزل الرب وظهر لموسى على جبل سيناء حذرة من أن الذى سوف يمس الجبل قتلاً يقتل
بل أن الشخص الذى يلمس الجبل هو بدوره لا يلمسه أى شخص آخر
وإنما يرموة ويرجموة بالحجارة من بعيد حتى يموت.
فإن كان الله فعل ذلك مع الجبل فكم بالحرى أحشاء أمه القديسة مريم العذراء التى مكث فيها المسيح تسعة أشهر، فهل لأى إنسان مقارنة بما حدث مع جبل سيناء أن يتخيل أن أحشاء العذراء وبتوليتها يلمسها أى إنسان أخر، أو يجلس فى نفس مكان هيكل الرب أى جنين أخر!!!.

(ب) حقائق منطقية:
(1) منكرى بتولية العذراء مريم يجعلونها فى مرتبة أقل من تلاميذ المسيح:
إن الذين ينكرون بتولية مريم العذراء وأنها تزوجت وتفرغت لحياتها وأنجبت أبناء، يجعلوها فى مرتبة أقل من تلاميذ السيد المسيح الذين تركوا كل شئ وتبعوة:
+(متى 19: 27) فَأَجَابَ بُطْرُسُ حِينَئِذٍ: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ. فَمَاذَا يَكُونُ لَنَا؟»
+(مرقس 10: 28) وَابْتَدَأَ بُطْرُسُ يَقُولُ لَهُ: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ».
+(لوقا 18: 28) فَقَالَ بُطْرُسُ: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ».
(2) منكرى بتولية العذراء مريم يجعلونها فى مرتبة أقل من مريم أخت لعازر:
إن الذين يفترون على العذراء مريم بأنها تزوجت وأنجبت أولادا وإنشغلت عن كلمة الله ببالزواج وإنجاب أولاد وتربيتهم، يضعونها أيضاً فى منزلة أقل من مريم أخت مرثا ولعازر التى جلست عند قدمى يسوع تسمع كلامة وتركت أختها وحدها فى خدمة المنزل:
+(لوقا 10: 38-42) 38وَفِيمَا هُمْ سَائِرُونَ دَخَلَ قَرْيَةً فَقَبِلَتْهُ امْرَأَةٌ اسْمُهَا مَرْثَا فِي بَيْتِهَا. 39وَكَانَتْ لِهَذِهِ أُخْتٌ تُدْعَى مَرْيَمَ الَّتِي جَلَسَتْ عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ وَكَانَتْ تَسْمَعُ كَلاَمَهُ. 40وَأَمَّا مَرْثَا فَكَانَتْ مُرْتَبِكَةً فِي خِدْمَةٍ كَثِيرَةٍ فَوَقَفَتْ وَقَالَتْ: «يَا رَبُّ أَمَا تُبَالِي بِأَنَّ أُخْتِي قَدْ تَرَكَتْنِي أَخْدِمُ وَحْدِي؟ فَقُلْ لَهَا أَنْ تُعِينَنِي!» 41فَأَجَابَ يَسُوعُ: «مَرْثَا مَرْثَا أَنْتِ تَهْتَمِّينَ وَتَضْطَرِبِينَ لأَجْلِ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ 42وَلَكِنَّ الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ. فَاخْتَارَتْ مَرْيَمُ النَّصِيبَ الصَّالِحَ الَّذِي لَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا».
هل كان للعذراء مريم أم ينبوع الحياة ان تتزوج وهى تعلم أن:
+(متى 19: 29) َكُلُّ مَنْ تَرَكَ بُيُوتاً أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَباً أَوْ أُمّاً أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَداً أَوْ حُقُولاً مِنْ أَجْلِ اسْمِي يَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ وَيَرِثُ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ.
+(يوحنا 6: 68) فَأَجَابَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «يَا رَبُّ إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟ كلاَمُ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ عِنْدَكَ
(3) كان يوسف النجار رجلاً باراً وشيخ بتول:
وهذا تم توضيحة فى الفصل الثامن "بتولية يوسف النجار"، ويذكر التقليد أن الكهنة رشحوا يوسف النجاربإرشاد إلهى لإستلام مريم العذراء من الهيكل ليرعاها بصفتها كانت نذيرة للرب من بطن أمها بعد وفاة والديها، بل وأطلق يوسف على نفسة خادم سر التجسد.
(4) كان يوسف خطيب مريم نجار يعمل فى مهنة النجارة:
أَلَيْسَ هَذَا ابْنَ النَّجَّارِ؟ (متى 13: 55)، وجاء عن السيد المسيح أيضاً أنه كان نجار: أَلَيْسَ هَذَا هُوَ النَّجَّارَ ابْنَ مَرْيَمَ (مرقس 6: 3)، ويذكر التقليد أن يوسف مات وكان عمر السيد المسيح يتراوح ما بين (16-19) سنة، ولا شك أن يوسف النجار علم السيد المسيح تلك المهنة ليتكسب منها قوت يومة وينفق على العذراء أمة لتغطية إحتياجات الحياة بعد ذلك، وتنفيذاً للوصية الإلهية "بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَاكُلُ خُبْزا"، وبالتالى لاشك أيضاً أن يسوع وأمة كانا يسكنان فى منزل يوسف النجار وبة مكان العمل الذى يحتوى على أدوات النجارة، وهذا دليل ضمنى على أن العذراء لم تتزوج بشخص آخر بعد وفاة يوسف بل لم تفارق منزل يوسف النجار.
(5) لم تجسر الملائكة أن تجلس فى المكان الذى كان راقداً فيه المسيح بالقبر:
نعم فلم يجسر واحد من الملائكة بعد قيامة السيد المسيح من الأموات حتى أن يجلس فى القبر فى الوسط فى المكان الذى كان فية جسد يسوع موضوعا إنما جلس واحد بجوار مكان موضع الرأس والآخر عند مكان موضع القدمين، فكم بالحرى أن يوضع أى إنسان فى بطن العذراء فى الأحشاء التى حملت كلمة اللة المتجسد
+ (يوحنا 20: 12) "فَنَظَرَتْ ملاَكَيْنِ بِثِيَابٍ بِيضٍ جَالِسَيْنِ وَاحِداً عِنْدَ الرَّأْسِ وَالآخَرَ عِنْدَ الرِّجْلَيْنِ حَيْثُ كَانَ جَسَدُ يَسُوعَ مَوْضُوعاً".
(6) الرفض الأدبى لفكرة زواج مريم العذراء:
فكيف يتطرق تفكير العذراء مريم للزواج وتلد هذا العدد من الأولاد وهى أم الله، وهى التى حملت فى بطنها كلمة اللة المتجسد وعاينت مجد الله
وكما قال القديس باسيليوس: المسيحيون لا يطيقون أن يسمعوا بزواج العذراء بعد ولادة السيد المسيح لأنه على خلاف ما تسلموه من آبائهم.
(7) حياة العذراء مريم صلاة وتسبيح وتأمل وآلام وإحتمال، إنطبق عليها بالفعل قول سمعان الشيخ:
+ (لوقا 2: 35) وَأَنْتِ أَيْضاً يَجُوزُ فِي نَفْسِكِ سَيْفٌ لِتُعْلَنَ أَفْكَارٌ مِنْ قُلُوبٍ كَثِيرَةٍ».
كانت هذه نبؤة عن مِقدار الألم التي سوف تجتازه العذراء، وقد جاز السيف أعماقها:
1- سيف اليتم بعد ان فقدت أبوها وامها وهى فى سن الثامنة من عمرها.
2- سيف بشارة الملاك لها بولادة المسيح وإخفاء سر الحبل الإلهى.
3- سيفمواجهه خطيبها يوسف بأمر الحمل الإلهى.
4- سيف العار: عندما أراد يوسف تخلِّيتها سراً رغم ما في ذلك من عدم تشهير بها وتقديراً لها، إلا أنه موقف بالضرورة تألمت لأجله.
5- سيف مواجهة مجتمعها وهي حبلى قبل أن يتم زفافها ليوسف كعادة اليهود.
6- سيف مطاردة هيرودس لإبنها.
7- سيف تغرَّبها عن بلادها وهروبها إلى أرض مصر.
8- سيف رفض اليهود رسالة إبنها لهم.
9- سيف محاولة قتلوطرح يسوع من أعلى الجبل (لوقا 4: 29)
10- سيف إتهام أقرباء يسوع له بأنه مختل (مرقس 3: 21)
11- سيف إتهام الفريسيون والكتبة وقادة الدينبأن يسوع يعمل المعجزات ويخرج الشياطين بقوة بعلزبول رئيس الشياطين.
12- سيف الصليب: وهو قمة الألم سيف رؤية إبنها مصلوباً ومعلقاً على خشبه الصليب أمام عينها، وهي واقفة تنتحب باكية لا تستطيع أن تعمل شيئاً من أجله. وقد ورد فى قطع الساعة التاسعة بالأجبية: "عندما نظرت الوالدة الحمل والراعي مخلص العالم على الصليب معلقا قالت وهي باكية: أما العالم فيفرح لقبوله الخلاص، وأما أحشائي فتلتهب عند نظري إلى صلبوتك الذي أنت صابر عليه من أجل الكل، يا ابني والهي".
13- يقدَّم لنا القدِّيس أمبروسيوس مفهومًا آخر للسيف الذي يجوز في نفس القدِّيسة مريم، ألا وهو "كلمة الله" التي يليق بنا أن نتقبَّلها في أعماقنا كسيفٍ ذي حدين (عبرانيين 4: 12)، تفصل الشرّ عن الخير الذي يقوم... [لم يذكر الكتاب ولا التاريخ أن مريم استشهدت، غير أن السيف المادي لا يجوز في الروح بل في الجسد، إنما كلمة الله قويّة وفعّالة وأمضى من كل سيف ذي حدِّين، وخارقة إلى النفس والروح (عبرانيين 4: 12)
فكم كان رهيباً ذاك السيف الذي أجتاز في نفسك يا والدة الإلة مريم العذراء الدائمة البتولية وأنتِ الممتلئة نعمة، والمباركة وسط نساء العالمين.
14- سيف التعب ومضايقات اليهود لها, الذين حاولوا أن يصبوا عليها غضبهم وضيقهم من المسيح, وخاصة بعد أن قام من بين الأموات.
15- سيف البدع والهرطقات التى قامت ضد بتولية العذراء مريم وإنكار لقب والدة الإله عليها.
(8)كيف يقبل أبناء مريم أن أمهم تعيش فى بيت يوحنا الحبيب؟
من غير المعقول أن يكون لمريم العذراء كل هذا العدد من الأولاد والبنات ثم يعهد بها السيد المسيح وهو على الصليب إلى تلميذه يوحنا الحبيب، فلاشك أن أولادها كانوا أولى بها لو كان لها أولاد وهى أمهم بالفعل. وقد يقول البعض معترضاً أن إخوتة لم يكونوا قد أمنوا به بعد، ولكن نرد ونقول ما علاقة هذا بذاك، فمن حيث المبدأ المقصود بإخوتة هنا هم أقرباؤة، وحتى على إفتراض زعم المعترض أنهم إخوة يسوع فعلا وأشقاؤة (حاشاً) ولم يؤمنوا به، فهل أيضا لم يؤمنوا بأمهم ويتخلوا عنها؟ حتى يتركوها تعيش فى منزل رجل غريب حتى وإن كان هو التلميذ الذى يحبه يسوع، هل أيضاً لم يؤمنوا بقول الله "أكرم أباك وأمك"؟ ويكسروا وصية الرب بإكرام الآب والأم، هل كان سيقبل هؤلاء الرجال الأربعة وبناتها هذا العار فى نظر الآخرين؟ بتركهم أمهم تسكن فى بيت رجل آخر!!:
+ (يوحنا 19: 25-27) وَكَانَتْ وَاقِفَاتٍ عِنْدَ صَلِيبِ يَسُوعَ أُمُّهُ وَأُخْتُ أُمِّهِ مَرْيَمُ زَوْجَةُ كِلُوبَا وَمَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ. 26فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أُمَّهُ وَالتِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ يُحِبُّهُ وَاقِفاً قَالَ لِأُمِّهِ: «يَا امْرَأَةُ هُوَذَا ابْنُكِ». 27ثُمَّ قَالَ لِلتِّلْمِيذِ: «هُوَذَا أُمُّكَ». وَمِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ أَخَذَهَا التِّلْمِيذُ إِلَى خَاصَّتِهِ.

وقد ذكر ماكس توريان أحد إخوة دير تيزيه البروتستانت 1963، فى كتابه بعنوان: "مريم أمّ الربّ ورمز الكنيسة":
تعليقًا على قول يسوع ليوحنّا الواقف مع مريم العذراء أمام الصليب: "هذه أمّك": "يستطيع التلميذ الذي يحبّه يسوع أن يقول عن مريم إنّها أمّ يسوع وأمّه شخصيًّا، فيحقّق الصداقة الحميمة التي تربطه بالمسيح ربّه وأخيه. ومريم أمّ يسوع وأمّه، هي الشخص الذي يستطيع أكثر من أي شخص آخر أن يقرّبه من المسيح سيّده وربّه، وقد كانت وإيّاه شاهدة على ساعات المصلوب الأخيرة، وسمعت آخر كلماته، وقبلت الروح الذي أسلمه إلى كنيسته. فمريم هي له، وبه لجميع التلاميذ وللكنيسة التي تجتمع حولهم، علامة قريبة لحضور الربّ، أمّ روحية في الجماعة المسيحية، وهي الأكثر إكرامًا من بين الأمّهات الروحيّات التي يجدها المسيحي في الكنيسة. إنّها الأمّ الروحيّة بكلّ ما في هذا التعبير من عمق وسموّ للتلميذ الحبيب والأمين، أي لكلّ مسيحي. لأنّ كلّ مسيحي هو أخ ليسوع... مريم هي بالنسبة للتلميذ الذي كان يسوع يحبّه، ولكلّ التلاميذ معه، صورة الكنيسة-الأمّ، والأمّ الروحيّة التي يجدها في الكنيسة من يؤمن بالمسيح (مرقس 3: 31- 35). وتستطيع، بقدرة الروح، أن تنقل إلى التلاميذ وإلى الكنيسة الأولى كلّ ما تعرف عن يسوع، ابنها الحبيب، وما حفظته وما تأمّلته في قلبها (لوقا 2: 19، 51). ستحمل بتواضع إنجيل ابنها، لا على طريقة الرسل المبشّرين، بل على طريقة أمّ محبّة تعمل بصمت، أمّ بشريّة لابن الله الذي عرفته في أعماقه أكثر من أيّ شخص آخر، وأمّ روحيّة للتلاميذ تساعدهم على أن يتذكّروا كلّ ما قاله المسيح وعمله، وكانت له شاهدة متيقّظة وأمينة. بإيمانها ورجائها ومحبّتها وصلاتها، ستكون أمًّا روحيّة في الكنيسة-الأمّ التي هي صورتها الحيّة والمتواضعة".
ومن أقوال مارتن لوثر التى عرضها ماكس توريان في هذا الموضوع:
- "إنّه لفرح عظيم يتحدّث عنه الملاك. وهي تعزية الله ورحمته الفائضة. فيحقّ لكلّ إنسان أن يفتخر بكنز كهذا: مريم هي أمّه الحقيقية والمسيح أخوه والله أبوه".
- "أظنّ أن لا أحد منّا يرفض أن يترك أمّه ليكون ابن مريم. ويمكنك الوصول إلى ذلك. بل هذا معروض عليك، وهو فرح أعظم ممّا لو كنت تعانق أمّك وتقبّلها بقبلات حقيقيّة".
- "مريم هي بحق أمّنا. ولكن إذا أردنا أن نبني على ذلك، فنأخذ من المسيح كرامته ورسالته ونعطيها لمريم، فهذا يعني إنكارًا لآلام المسيح".
- "مريم هي أمّ يسوع وأمّنا جميعًا... فإذا كان (يسوع) خاصّتنا، وجب أن نكون نحن في وضعه. فحيث هو، يجب أن نكون أيضاً، كلّ ما له يجب أن يكون لنا، وأمّه هي أيضاً أمّنا".
ويرى مارتن لوثر علاقة حميمة بين العذراء والكنيسة. فالعذراء هي صورة الكنيسة، فهي ولدت المسيح، والكنيسة تلد إخوة المسيح. يقول:
"إنّنا نختلف في الولادة الجسديّة. ولكنّنا، في العماد، كلّنا أبناء أبكار للعذراء، أي للكنيسة التي هي العذراء النقيّة بالروح. عندها كلمة الله النقيّة، تحملها في أحشائها. هنا نحن الثمار الأولى الحقيقيّة (البواكير)، لنكون ملك الربّ إلهنا".
ويتابع ماكس توريان تلك الصورة فيقول:
"تلد الكنيسة أبناء الله الآب، إخوة يسوع، بقدرة الروح القدس، وتغذّيهم، وتعتني بهم. بكلمة الله والمعموديّة تلد المؤمنين الجدد إلى عالم الإيمان والرجاء والمحبّة، وبالإفخارستيّا تغذّيهم بجسد الربّ ودمه المحيِيَيْن، وبالحلّ تعزّيهم في رحمة الآب، وبالمسحة ووضع اليد تمنحهم شفاء الجسد والنفس.
"إنّ كلّ خدمة تمارسها تتّسم بسمة الأمومة الروحيّة هذه. لقد كتب بولس، لنفسه ولجميع الرعاة الذين يرتسمون لخدمة الكنيسة من أجل بناء كهنوت المؤمنين الملكي: "أيّها الكورنثيّون، إنّ فمنا قد انفتح إليكم وقلبنا قد اتّسع. لستم متضايقين فينا... إنّي أكلّمكم كأبنائي. وسّعوا أنتم أيضاً قلوبكم... لقد قلت لكم آنفًا: إنّكم في قلوبنا للحياة وللموت. إنّ لي بكم ثقة عظيمة، ولي بكم فخرًا عظيمًا، ولقد امتلأت تعزية، وأنا أفيض فرحًا في كل ضيقنا" (2كو 6: 11- 13؛ 7: 3- 4)، "وما عدا هذه، ما يتراكم عليّ كلّ يوم، والاهتمام بجميع الكنائس. فمن يضعف ولا أضعف أنا، من يعثر ولا أحترق أنا؟" (2كو 11: 28- 29). أليس هذا الكلام شبيهًا برسالة أمّ لأبنائها؟ يبدو بولس في رسائله أحيانًا أبًا، وأحيانًا أمًّا. وفي خدمته يحقّق رسالة الأمّ في الكنيسة. هذا العطف وهذا الحنان اللذان يميّزان قلب الأمّ عرفهما أيضاً يوحنّا في خدمته الراعويّة: "يا أولادي الصغار، أثبتوا الآن فيه... يا أولادي الصغار، لا يضلّكم أحد" (1 يو 2: 1، 12، 28؛ 3: 7، 18؛ 4: 4؛ 5: 21، تتكرّر لفظة "أولادي الصغار" سبع مرّات في الرسالة).
ثمّ يختم ماكس توريان بقوله:
"يجب على سلطة الخدمة أن تقترن بوداعة الخدمة. السلطة الضروريّة في الكنيسة يجب أن تظهر بروح محبّة الكنيسة الأمّ. ومريم صورة الكنيسة الأمّ، يمكنها أن تعلّم خدّام الكنيسة، والسلطات في الكنيسة، وجميع المؤمنين، أنّ من يعي الإرشاد الروحي كما تعيه الأمّ وعيًا شديدًا وبدون ميوعة، يستطيع وحده التعبير حقيقة عن محبّة الآب الذي يلد إلى الإيمان، ويغذّي، ويعزّي، ويشفى بكلمته وعلامات حضوره".


Yo,m hgvf ds,u







التوقيع

رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين