الغفــران والمحبـــة - منتدى ام السمائيين و الارضيين
الرئيسية التسجيل مكتبي     البحث الأعضاء الرسائل الخاصة


منتدى ام السمائيين والارضيين


   
العودة   منتدى ام السمائيين و الارضيين > منتدى الطريق نحو الابديه > قسم الموضوعات الروحيه المختلفه
 
قسم الموضوعات الروحيه المختلفه يشمل كل الموضوعات الروحيه التى تهم كل انسان مسيحى

إضافة رد
   
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 10-28-2013, 12:14 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ملاك حمايه جرجس
 

 

 
154 الغفــران والمحبـــة






الغفــران والمحبـــة


الغفــران والمحبـــة


ماذا يَعني أن نَغفِرَ للناس؟

والفعلُ باللُّغةِ اليونانيَّة التي كُتِبَ فيها الكتابُ المُقدَّسُ أوَّلا، يَعِني أن أُوسِّعَ لهُ مكانًا .

"أسامحُهُ" يعني أن أُوسِع لهُ قلبي، فأستوعِبُهُ كمَا هو، ولا أطلُبُ منهُ أن يكون أكثرَ من مِقداِره.
وعندَمَا يَسَعُ القلبُ الآخَرَ، مهمَا تَكن الإساءة، فإنَّهَا لا تَبرُزُ البتَّة، بل تضمحلُّ.(الإساءة)
والآخَرُ بنفس الوقتِ يَقبَلُ هذا الغفران. إن كان عندَهُ فكرٌ وقلبٌ متَّقِدٌ، يقبَلُ هذا الغفران ويتسلَّحُ به ويَقوَى، فلا يَعودُ فيما بَعدُ يَقدِرُ على الأذيَّة.
أمَّا النَذل، فإنَّهُ يَرَى فيكَ ضعًفا ويتمرَّد.
فينبغي أن نكون حَذرينَ ووَاعينَ كيفَ نُسامِح،
وعلى الأكثر أن نُسامِحَ باستمرار.

فإنَّنا نُخطئُ إلى إخوتِنا، وَهُم بَشرٌ يُخطئون إلينا أيضًا،
لكنَّنا نَحنُ نُخطئُ إلى الله
فعندمَا تُؤذِي إنسانًا ما، أنتَ تُؤذِي صورة اللهِ ومثاَله.
إنَّهُ إنسانٌ ضَعيف. فإذا ما أخطَأ إليك، سامِحهُ
لأنَّ اللهَ العلِيَّ القدُّوسَ والَقديرَ يُسامِحُكَ كلَّ مرَّةٍ تَرجعُ إليه وأنتَ إنسانٌ خاطئٌ تُسيءُ إلى الله.
فعندمَا تُسيءُ إلى إنسانٍ، إذاً أنتَ تُسيءُ إلى الله .
ولذلِكَ يُعطينا في هذا المَثل عُمقَ مَعرَفةِ الخبرةِ الروحيَّةِ من خلال المغفرة.
فإذا تقبَّلتَ هذا الغفران نُبلٍ، وتفاعَلتَ مَعَهُ وتُبتَ، يَعني أنَّكَ في ملكوتِ اللهِ ساكنٌ.
أمَّا إذا تمرَّدتَ كمِثل هذا العبدِ الشرِّير، فيَعِني أنَّكَ أنانيٌّ ولا تَصلُحُ لِتَسلُكَ في ملكوتِ السماوات.

المحبَّةُ التي يُقدِّمُهَا لنا المسيحُ هي أعظمُ من كلِّ الخطايا.
ونقرأُ ذلكَ في صلواتِ الإستعدادِ للمناولة: إنَّ كثرة الزلاَّتِ وعِظمَهَا لا تُقاِربُ رحمَتَكَ ومحبَّتَكَ للبشر.
مهمَا يَكُن الذنبُ عظيمًا، لن يكون أعظمَ من غفرانِ المسيح. .
فالمسيحُ يَقدِرُ أن يَغلِبَ كلَّ الزلاَّت ويَغفِرَهَا، لأنَّهُ وافِرُ المحبَّةِ وكثيرُ الصلاح،
لِدرجَةِ أنَّ القدِّيسينَ يَقولون إنَّهُ مُفِرطٌ في صلاحِه. يَصِفُوهُ بسلبيَّةٍ : مُفِرطٌ في صلاحِهِ ومحبَّتِه.
ويريدُ أن نُجاوبَهُ على هذا الإفراطِ بإفراطٍ كمِثلِه، أن نَكون نَحنُ نُبَلاء، نَقبَلُ هذا الغفران فنتوبُ ونتعلَّمُ ولا نَرجعُ إلى خطايانا.

هذا عبدٌ كمِثلِكَ يُخطئُ إليكَ ولا تَستطيعُ أن تغفِرَ له!
فَقاِرن نفسَكَ مَعَ الله. اللهُ القديرُ العزيزُ والخالِقُ والمُبدِعُ يَغفِرُ لك. هُو يتنازَلُ،
هو يُسامِحُكَ بالأكَثر .

فماذا تَفعَلُ أنتَ أيُّها الإنسان عندما تتشنَّجُ ولا تَغفِر لأخيك ؟!
إنَّكَ بذلِكَ تَركُمُ جَمرًا مِنَ الخطايا لأنَّكَ لا تقبَلُ نعمَة الغفرانِ
( التي منحها الله إياك ولا تتفاعَلُ معها.
)
فاللهُ الذي يَغفِرُ لك، لا يُداويك، لأنَّكَ لا تُريدُ أن تتجاوَبَ مع هذا الغفرانِ الذي يُعطيك.
إنَّ نعمَتَهُ لا تَرجعُ فاِرغًة، لذلكَ تُؤدبُكَ حتَّى تعتَدِل وتَصطلِح
.
ولماذا يُحدِّثُنا عَن الغفران؟
لأنَّهُ أكثرُ وسيلةٍ يُمكِنُ أن تَشفِيَ القلب، أن تُنقِّيه.

وإذا ما تنقَّى القلبُ، فهُوَ قادِرٌ على أن يَستوعِبَ نعمَة الله. "
القلبُ الخاشِعُ والمُتواضِعُ لا يَرذُلُهُ الله"، بل يُكرِّمُهُ ويُغدِقُ عليهِ بِنعَمِهِ الوَافِرة.

لذلِكَ أيُّهَا الأحبَّاء، لا نُفوِّتَنَّ فرصَة أن نُسامِحَ الآخرين الذينَ يُسيؤون إلينا، لأنَّنا بذلكَ نُثِبتُ وَنُؤكِّدُ أنَّنا جَديرون بغفرانِ المسيح. .
والذي لمَسَتهُ يَدُ الربِّ وعَزَّت قلبَهُ ومَسَحَت عنهُ كلَّ خطاياه، لا يُمكِنُ أن يَذكُرَ فيما بَعدُ الخطايا. لا يُمكِنُ.
هذا الإنسانُ الذي يَشعُرُ بمَحبَّةِ المسيح نَحوَه يَغفِرُ له و يُرجعُهُ إلى بُنوَّتِه، لا يَستطيعُ فيما بَعدُ إلاَّ أن يَغفِر،

إلاَّ إذا كان مُتشبِّثا بخطاياه، بأنانيَّتِه، بسُلطتِهِ، لِذلِكَ لا يَغفِرُ ولا يُسامِح.
وهذا الإنسانُلا يَسعَدُ في حياتِهِ البتَّة،
بل يَظلُّ شقيا يَشعُرُ بكراهيَّةِ الناس، لأنَّهُ يَكرَهُهُم.
يَشعُرُ بعَدَم محبَّتِهم، لأنَّ محبَّتَهُ ناقِصةٌ.
يَشعُرُ بقوَّةِ الخطيئةِ عليه، لأنَّهُ لا يُريدُ أن يَنطلِقَ هاِربًا مِنهَا وَمُتحرِّرًا
.
وقد علَّمَنَا الآباءُ القدِّيسونُ أن نُداومَ على ( التوبة &nbsp والإعترافِ كغَسيلٍ للنفس وللقلب من الخطايا، حتَّى نَستطيعَ أن نَقتَربَ إلى اللهِ ونتناول أسرارَهُ المقدَّسة .
لذلِكَ أيُّها الأحبَّاء، كلَّ يومٍ إنْ أمكن أن تَفحَصُوا ضمائِرَكُم وتَعِرفُوا أخطاءَكُم وضعفاتِكُم، حتَّى تتخلَّصُوا منها وتَرجعُوا إلى اللهِ تائبينَ طالبينَ منهُ أن يَغفِرَهَا. .
ومتَى تمتَّعتُم بغفراِنه، تفرَحُون ويَرتاح قلبُكُم.

إنَّ المُتمسِّكَ بحقدِهِ وعدم مَغفِرَتِه، يُشِبهُ إنسانًا قد وَضَعَ بَعضُهُم وَسَخًا في جيِبه.
فهُوَ يَشتمُّ دائمًا رائِحَة الوَسَخ ويَقرَفُ من نفسِهِ لأنَّهُ يَحمِلُ هذا الوسخ، لكنَّهُ لا يُريدُ أن يَطرَحَهُ عنهُ بعيدًا ويَغتَسِل.
هكذابعَدَم الغفران، يُشِبهُ مَكانًا موبوءًا ومِزبَلًة مَملوءًة بالأوساخ.
قلبُهُ إًذا لا يتنقَّى، فلا يَستطيعُ أن يتقبَّل نعَمَ اللهِ بالغفران
.
أمَّا الذي يُسرُّ عندَمَا يَغفِرُ للآخرين، فإنَّهُ يَمتلِكُ نعَمَ الربِّ، لأنَّهُ يُشِبهُ مَراحِمَ اللهِ، يَتشبَّهُ بمراحِم الله،
ولذلكَ يُعطيهِ الربُّ أن يفرَحَ أكَثرَ وأكَثر، ويتمتَّعَ بوَفرةٍ من نعَم المسيح
.
فلننظُر إذا ًعندمَا يُسيءُ الآخرون إلى ذواتِنا، ونفتَكِرُ كم نَستأهِلُ نحنُ مثل هذا الإهمال والإساءةِ لأنَّنا خطأة،
لذلِكَ نُواضِعُ أنفسَنا ونمتلئُ من بركاتِ الربِّ،
فلا يَعودُ فيمَا بَعدُ للشرِّيِر من سُلطةٍ علينا، ولا مَقدرَةٌ للخطيئةِ أن تضغَط نفسَنا وتَجعَلنا بَعيدينَ عن محبَّةِ المسيح.

فلنتأمَّل بذلك، ولنُحاول أن نَعِرفَ كيفَ أنَّ الإساءَة لا تُردُّ بالإساءة، بل بالغفران.


لأنَّ بولسَ الرسول علَّمَنا: لا تُقاومُوا الشرَّ بالشرِّ. فإنَّ الشرَّ يتفاَقمُ ويَزداد، أمَّا المحبَّةُ فلا بُدَّ أن تغلِب،

لأنَّها كمَا قال الرسولُ في نشيدِه: المحبَّةُ فوقَ كلِّ شيء، لأنَّها هِيَ الله.

والذي لا يَدخُلُ في هذا السرِّ المُبَارك، لا يَستطيعُ أن يَعِرفَ اللهَ حقيقًة وَيَراهُ وَجهًا لِوَجه.

إلى أن نلتَقِي بوجِههِ الكريم ويُشِرقَ نورُهُ علينا، علينا أن نَسعَى دائمًا لِنُنقِّي أنفسَنَا،
عَسَانا نَستطيعُ أن نَبلُغ شأوًا في ذلكَ، فيقبَلُ الربُّ جهدَنَا ويُكمِّلُ ما نَقصَ من جهادِنا،
آمين.


الغفــران والمحبـــة

الغفــران والمحبـــة
الغفــران والمحبـــة


الغفــران والمحبـــة




hgytJJvhk ,hglpfJJJm







التوقيع

آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 10-28-2013 في 12:29 PM.
رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين