وهبتنى كنزك

وهبتني كنزك
**********
وقفت الابنة بجوار أحد المتاجر التي تبيع حلي من النحاس والمعادن الرخيصة فرأت "عقدًا" مزين بسبع أحجار مزيفة من الزجاج.
سألتها والدتها أن تسير معها لتشترى طعامًا، لكن الابنة قالت لها: "أماه، أرجوك اشتري لي هذا العقد، إني معجبة به جدًا".
بحزن قالت الأم لها: "يا ابنتي، ثمنه ثلاثون دولار وأنا لا أملك في محفظتي سوى ثلاثون دولار اشتري بهم طعامًا لنا جميعًا".
حزن الابنة وقالت: "إنه عقد جميل يا أماه، اشتريه لي وأنا لا آكل اليوم وغدًا".
فردت الأم تقول: "صدقيني أنا لا املك سوى هذه الثلاثون دولار".
وبتذمر قالت الابنة: "إنه جميل".
فأجابت الأم: "لا تضايقيني، لنذهب إلى المنزل ونفتح الحصالة، بعد ثلاثة أيام يوم عيد ميلادك سيقدم لك والدك هدية عيد ميلادك عشرة دولارات، تعالي أنتي واشتري العقد".
صمتت الابنة، وسارت مع والدتها وعلامات الحزن لا تزال على وجهها، وإذ بلغت المنزل أحضرت للحال حصالتها وكسرتها فوجدت فيها اربع وعشرون دولار.
عبرت الأيام الثلاثة أيام كأنها ثلاث سنوات، فهي تترقب يوم عيد ميلادها ليس من اجل الكعكة التي أعدتها والدتها لها، وإنما من اجل استلام العشر دولارات هدية عيد ميلادها من والدها لتشتري العقد المزين بالجواهر المزيفة.
جاء يوم عيد ميلادها وتسلمت الابنة العشر دولارات، لم يكن يشغلها شيء طوال حفل ميلادها سوى شراء العقد.
وفي الصباح الباكر جدًا طلبت الابنة من والدتها أن تذهب معها إلى السوق لتشتري العقد.
اشترت العقد ولم تنتظر أن تعود إلى بيتها بل لبسته في المحل، وجاءت إلى بيتها منطلقة نحو المرآة لترى صدرها وقد تزين بالعقد الجديد.
لم تكن الابنة تخلع العقد قط حتى في لحظات نومها ماعدا عندما تستحم، إذ قالت لها والدتها بأنها إن لم تخلعه فإن النحاس يصدأ، ويصير شكله رديئًا.
كعادته بعد شهور، في إحدى الليالي إذ روى الأب قصة المساء كعادته لابنته، قال لها: "يا ابنتي، أتحبينني؟".
فأجابت الابنة: "نعم يا أبي".
فقال الأب: "أعطيني هذا العقد!".
فقالت الابنة: "يا أبي أنا أحب هذا العقد كثير، خذ الدمية التي قدمتها لي والدتي في عيد ميلادي".
فرد الأب: "شكرًا لا أريد الدمية، أرجو لكِ أحلامًا سعيدة، الرب معكِ يا ابنتي".
بعد أسابيع تكرر الأمر بعد أن روى الأب قصة المساء وكرر طلبه بأن يأخذ العقد من ابنته، ولكن في هذه المرة تسللت الدموع من عيني الابنة وهي تقول له: "هذا العقد لا يصلح لك يا أبي، خذ ما يعجبك من حجرتي!".
أما هو فقَّبلها وشكرها وقال لها: "أرجو لك أحلامًا سعيدة، الرب معك".
عاد الأب بعد أسابيع يكرر نفس الطلب وتكرر نفس الأمر.
لم يمضِ بعد سوى ثلاثة أيام، وإذ جاء الأب إلى حجرة الابنة وروى لها قصة المساء، وقبل أن يقَّبلها خلعت الابنة عقدها، وبفرحٍ شديدٍ قدمته إلى والدها وهي تقول له: "أرجوك يا أبي اقبل هذه الهدية البسيطة، إني أحبك. كل حياتي هي ملكك!"
لم يحتمل الأب منظر ابنته وهي بحب شديد وفرح تقدم له العقد الثمين في عينيها، تسللت الدموع من عينيه، ومد يده اليسرى ليستلم الهدية بينما قدم بيده اليمنى عقدًا ثمينًا به حجارة كريمة حقيقة، دهشت الابنة لما فعله والدها.
أما هو فقال لها: "لقد اشتريت هذا العقد لك منذ شهور وأنا أترقب تلك اللحظات التي فيها تقدمين العقد النحاسي بالحجارة المزيفة لأهبك هذا العقد الثمين".

أنه يطلب منا أن نحمل صليبنا ونتبعه، ونحن نتثاقل في ذلك، بعناه بثلاثين من الفضة المزيفة الفانية، وهو اشترانا بدمه الثمين السرمدي اللامتناهي، يطرق باب قلوبنا كي يمنحنا الخلاص، ونحن نغلق أذننا عن سماع طرقات يديه، يدعونا للسير في طريق الحق والحياة، ونحن نتخبط بطرقات الحياة الأرضية وشهواتها المزيفة.

أنت تطلب القليل مما وهبتني. تشتاق أن تأخذني لتفتح لي أبواب مخازنك. وأنت تسلم ملك لي، تهبني بالأكثر ما يفوق إدراكي، وأنا ابخل عليك بكلمات الحب والشكر، وهبت لي دمك الثمين، فمنحتي خلود الحياة، حبك عجيب يا أيها الأب، أنا مشتاق لكنز ملكوتك الحقيقي... أمين

المصدر: منتدى ام السمائيين و الارضيين - من قسم: قسم القصص المسيحيه

---

,ifjkn ;k.;

مرسى مدام ليزا على القصة الجميلة

شكرا جزيلا للمرور القيم الاخت بنت العدرا