مجموعة عظات مكتوبة للبابا شنودة - منتدى ام السمائيين و الارضيين
الرئيسية التسجيل مكتبي
Image
البحث الأعضاء الرسائل الخاصة


منتدى ام السمائيين والارضيين


   
العودة   منتدى ام السمائيين و الارضيين > منتدى قداسة البابا شنودة الثالث > مقالات البابا شنودة الثالث فى الجرائد
 
مقالات البابا شنودة الثالث فى الجرائد هو أحد الكتاب المتميزين، وله أكثر من مائة كتاب، ومقالات أسبوعية في جريدة وطني، ومقالات في جريدة الجمهورية ، ومقالات في جريدة أخبار اليوم ، وجريدة الأهرام بالاضافه الى وطنى

إضافة رد
   
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 04-18-2012, 09:28 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ابو بيشو
 

 

 
94 مجموعة عظات مكتوبة للبابا شنودة







مجموعة عظات مكتوبة للبابا شنودة
مجموعة عظات مكتوبة للبابا شنودة





مجموعة عظات مكتوبة للبابا شنودةهذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 640x640.مجموعة عظات مكتوبة للبابا شنودة

لا تخافوا ولا تنزعجو
12\2\2012

بقلم: البابا شنودة الثالث
0 دعاني إلي الكتابة في هذا الموضوع‏,‏ أني رأيت كثيرين خائفين‏,‏ بل أري البعض منهم مرتعبين‏,‏ وكثيرا من الصحف‏,‏ بما تنشره من موضوعات مثيرة‏,‏ ومن صور مثيرة أيضا‏,‏ تبث الخوف من قلوب قرائها‏,‏ مثال ذلك عبارة مثل‏.
:, مصر تحترق].. أو قولهم, حرقوا مصر, وأضاعوا الثورة!!] أو عبارة, تدمير الدولة وإسقاطها].. أو عبارة, ضاعت البلاد وتحولت إلي خرابة!!] كلها عبارات صعبة غير مقبولة, لست أدري كيف دار معناها في ذهن ذلك الصحفي وهو يكتبها!
> وإلي جوار هذا كله, الدخول في تفاصيل مزعجة, تسندها أيضا صورة مثيرة,وعناوين من نفس النوع.. أي موضوعات تثير الخوف أو الحزن أو كليهما. مثل ما ينشرونه عن محاولات لإسقاط الدولة.والدخول في أحداث صعبة مثل: سرقة بنوك وسيارات ونهب بعض المحلات التجارية,مع عدد من حوادث الخطف وطلب الدية, اقتحام أقسام الشرطة والسجون, وتكرر أحداث السرقة والنهب.. وحوادث كرة القدم, وأعداد القتلي والمصابين.
> ويدخل هؤلاء الصحفيون أيضا في موضوعات سياسية, لاينتهون منها إلا إلي البلبلة, ومن غير حل! وبغير حل!! مثل سؤال البعض منهم: متي تسلم السلطة؟! وأيضا لمن؟ مع كلام طويل عن المخربين, ومثيري الفتنة, وعن الانقسام وأنواعه وعن المظاهرات والمليونيات, وعن مشكلة النقد الاجنبي, ومشكلة القروض والعلاقة مع سائر الدول مما يحتاج إلي آراء المتخصصين.
وكل هذا وأمثاله قد يزعج القاريء العادي, ولاينتفع منه بشيء!.. ولهذا رأيت أن أكتب لكم: لاتخافوا ولاتنزعجوا!
> ان الخوف يا أخوتي شيء جديد علي البشرية, منذ خلق الله الانسان, لم يكن الانسان يخاف, ولم يعرف الخوف إلا بعد الخطية, وبعد مقتل هابيل البار.
ثم تدخل الشيطان فجعله يخاف من الموت, يخاف من الموت ومن كل ما يوصل إليه, فيخاف من الامراض وبخاصة من الامراض الثقيلة الموصلة إلي الموت, ثم من المتاعب والضيقات.
> ان الحياة فيها الحلو والمر: فإن ركز الانسان علي المر, حينئذ سيتعب منه ثم يخاف ويخاف من كل ما هو مر, أو ما يراه هو مرا وبالتالي من الأحداث التي يراها متعبة أو من الأحداث التي يتصور أنها ستحدث وهي متعبة, ومن المشاكل التي قد تحدث, وليست لها حلول في ذهنه, وهكذا شيئا فشيئا يبدأ الخوف يستقر في نفسه, ويخاف من المجهول.
> إذا كان الطفل الصغير يخاف إذا ما جلس وحده, إذ ليس هناك ثان ليؤنسه ويعينه, فماذا إذن عن الكبار وأصحاب الفكر الكبير؟!
> الذي لا يخاف, يلزمه أن تكون له شخصية قوية من النوع الذي لا يهتز بسرعة ولا يضطرب بسرعة, وإنما يسلك بهدوء فكرا وعملا, ويلزمه أيضا أن تكون له أعصاب هادئة, فالانسان الغضوب ما أسهل أن يخاف, أقصد أن يخاف من نفسه, إذ هو سريع السقوط, وسقوطه يخيفه.
> يخاف الانسان اذا ما ساءت سمعته, فسمعته أمام الناس هي ميزان شخصيته وقدر مكانته وقدره في نظرهم, وهذا الخوف هو خوف ذاتي, وان كانت له أسباب خارجية هي وسائل حفظ السمعة سليمة بعيدة كل البعد عن الرياء والمظاهر الخارجية.
وتنضم إلي هذه النقطة, حفظ الانسان لسمعة بيته وأولاده, فإن ما يمسهم يمسه هو بلا شك.
> يوجد من الخوف نوعان: نوع نافع هو الخوف من السقوط, والخوف من جرح مشاعر الآخرين, وكلاهما للخير, ونتائجها طيبة, أما الخوف الضار فهو النابع من ضعف في الشخصية, فهو لا ينفع صاحبه وهو لا ينفع غيره.
> فوق كل نوع من أنواع الخوف, توجد مخافة الله وبها يخاف الانسان أن يكسر وصاياه, أو يعطي أي أمر من أوامره, أو أن يبعد عن الحياة معه, أو أن ينفصل عن بيته المقدس وفي مخافته لله, يحب حياة البر والتقوي. وأحيانا عبارة: انسان يخاف الله تحمل أسمي ما يمكن أن ينسب اليه من الفضيلة,وتدعو إلي الاطمئنان إليه.
>, علي أن مخافة الله هي بالضرورة أيضا خطوة مهمة توصل إلي محبته, فالذي يخاف الله, لابد أنه سيسلك في وصاياه, فاذا ما سلك فيها,يحبها, وبالتالي يحب الله معطيها, وأيضا يحب الله في محبته لهذه الحياة صار أنقي وأفضل, وتلقائيا يجد نفسه قد انتقل من مخافة الله إلي محبة الله.
> أما عبارة لا تنزعجوا فتعني لا تفقدوا سلامكم الداخلي الذي هو هام لكم, وهام أيضا في تعاملكم مع الناس, وهام ايضا في مظهركم الخارجي وتقدير الناس لكم..والشخص المنزعج لا يعرف أن يتصرف حسنا في أي أمر من الامور, إلا لو تخلص أولا من هذا الانزعاج, وعاد إلي الهدوء الطبيعي, ومن هنا يبدأ..
> وعدم الانزعاج هو الحالة الطبيعية للحياة العامة, ففي كل مناحي الحياة في الاقتصاد, في التعليم, في الحياة العامة, في التعامل مع الآخرين, لابد أن يكون الانسان هادئا غير منفعل, لكي يكون مقبولا من غيره, ولكي يصل إلي نتيجة سالمة.
> أما من جهة المشاكل والمتاعب التي وردت في مقدمة هذا المقال, فإن لكل مشكلة حلا أو جملة حلول, لأنك أنت شخصيا لا يمكنك التحرك في كل المجالات, وفي كل التخصصات انما اعمل فيما تستطيعه علي قدر الامكانات التي وهبك الله إياها.
> وأيضا اعتمد علي الله وعلي نعمته وقدرته في كل ما يقابلك من مشاكل ومن أسئلة صعبة, وأيضا اعرف ان لكل مشكلة مدي زمنيا لكي يمكن حلها فيه, فلا تنظر إلي مشكلة وتظن انها لابد ان تحل الآن! هذا كلام غير طبيعي, وعلي رأي المثل: إن الله لم يخلق العالم في يوم واحد.
أعود مرة أخري وأقول: لا تخافوا ولا تنزعجوا.



l[l,um u/hj l;j,fm ggfhfh ak,]m







التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 04-18-2012, 09:30 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ابو بيشو
 

 

 
Arrow




العالم محتاج

هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 640x640.


العالم محتاج

بقلم: البابا شنودة الثالث

علي الرغم من كل ما في العالم من كنوز‏,‏ ومن خيرات لا تحصي‏,‏ ومن نتائج كثيرة لنمو العلم و المخترعات‏,‏ ومن نتائج عجيبة للمدنية والحضارة والعلم‏..‏ ومع ذلك فإنه محتاج ولعلنا نسأل إلي أي شيء هو محتاج؟‏!‏العالم محتاج إلي السلام وإلي الهدوء‏.

, فإلي أي مكان نذهب إليه نجد احتياج العالم إلي السلام, في هذا الجو المضطرب, والذي يموج بالاختلافات في كل بلد وفي كل مكان.. حتي إنك لا تتصفح الجرائد في أي يوم, إلا وتجد أخبار الصحف الرئيسية عن مشاكل العالم جملة, وعن المشاكل المحلية في كل بلد. تجد هذا في العناوين الرئيسية.. فإن دخلت إلي التفاصيل تجد ما هو أبشع.. نعم هذا هو العالم الذي خلقه الله في سلام.. وفيه كان يعيش أبونا آدم في سلام حتي مع الوحوش.. كانت في سلام معه, ويعيش هو في سلام معها, وتأتي إليه ويسميها بأسماء.. وبنفس الوضع كان يعيش أبونا نوح مع الوحوش في الفلك ويهتم بها ويغذيها, ويتعهدها بالرعاية.
وإن كان السلام هكذا, فإن الله قد أوصانا قائلا: وأي بيت دخلتموه, فقولوا سلام لأهل هذا البيت. وهكذا عندما كنت أزور أي بيت من بيوت أولادنا في المهجر, كانت أول عبارة أقولها عندما تخطو قدماي باب بيتهم, كنت أقول: قال الرب: وأي بيت دخلتموه فقولوا سلام لأهل هذا البيت.
والسلام معروف في كل تحياتنا مع بعضنا البعض.. فإن حضر أحد من سفر نقول له: حمدا لله علي السلامة. وإن سافر, نقول له: مع السلامة, وإن وقع علي الأرض, نقول له: سلامتك. وأي اجتماع رسمي, نبدأه بالسلام الجمهوري.
> والسلام علي أنواع ثلاثة: سلام مع الله, وسلام مع الناس, وسلام داخل النفس, في الفكر وفي القلب, مابين الإنسان وبين نفسه, ولذلك فالإنسان البار هو في سلام مع الله.
أما إذا بدأ بالخطية يبتعد عن الله, حينئذ يفقد سلامه الداخلي, ويحتاج أن يصطلح مع الله بالرجوع إليه. غير المؤمن يصطلح مع الله بالإيمان وحياة البر.
أما المؤمن الخاطئ, فيصطلح مع الله بالإيمان وحياة البر. وإلهنا المحب الغفور يكون مستعدا لقبول ذلك الصلح, إذ يقول: ارجعوا إلي أرجع إليكم.
ويأتي هذا السلام أيضا بحفظ الله للإنسان: كما يقول: ها أنا معك وأحفظك حيثما تذهب.. أحفظك من حروب الشياطين, ومن الناس الأشرار.. وأحفظك من حروبك الداخلية, وأحفظ دخولك وخروجك.. وينضم إلي هذا المزمور وعود الله الكثيرة, كقوله: ها أنا معكم كل الأيام وإلي انقضاء الدهر وقوله عن الكنيسة: إن أبواب الجحيم لن تقوي عليها.
> نقطة ثانية وهي سلام مع الناس, فيها يسلم الناس علي بعضهم البعض ليس فقط بالأيدي وإنما بالقلب والشعور أيضا.. وإن كانت بينهم خصومة من قبل فإنهم يتصالحون. ولأنه قد يبدو من الصعب أن تصطلح النفس مع كثير من الأعداء والمقاومين, فإن الكتاب يقول: إن كان ممكنا, فعلي قدر طاقتكم سالموا جميع الناس, وقيل علي قدر طاقتكم فإن هناك أشخاصا تحاول أن تسالمهم وهم لا يريدون إما بسبب طباعهم, أو بسبب سلوكك الطيب يكشف سلوكهم الردئ, أو لأنهم يحسدونك بسبب نجاحك, أو بسبب تدبير أوبسبب تدابير معينة يدبرونها, أو لأي سبب آخر.. فهؤلاء أيضا سالمهم حسب طاقتك.. وإن وجد خلاف فلا يكن بسببك أنت.. قد يعاكسك الغير.. ولكن لا تبدأ أنت بالخصومة. ولا تكن حساسا جدا من جهة احتمال أخطاء الغير, كن واسع الصدر حليما وتذكر أنه قيل عن موسي النبي: وكان الرجل موسي حليما جدا أكثر من جميع الناس الذين علي وجه الأرض.
إن بدأ الغير بالخصومة فاحتمل, فقد قيل في الكتاب: لاتنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء.. لا تجازوا أحدا عن شر بشر. لذلك ابعد عن الغضب. ولاتعط فرصة لأحد أن يستثيرك فتخطئ واسمع هذه النصيحة الغالية: لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير.. واعرف أن الذي يحتمل هو الأقوي.. أما الذي لا يستطيع أن يحتمل فهو الضعيف. لأنه لم يقدر علي ضبط نفسه.
> لا تطالب الناس بمثاليات لكي تستطيع التعامل معهم. نعم, بل تعامل معهم كما هم, وليس كما ينبغي أن يكونوا, وإلا فربما يأتي عليك وقت تختلف مع الجميع, إننا نقبل الطبيعة كما هي: الفصل الممطر, والفصل العاصف, والفصل الحار.. دون أن نطلب من الطبيعة أن تتغير لترضينا.. فلتكن هذه معاملتنا لمن نقابلهم من الناس, إنهم ليسوا كلهم أبرارا أو طيبين. كثير منهم لهم ضعفات, ولهم طباع تسيطر عليهم, إنهم عينات مختلفة, وبعضها مثيرة, فلتأخذ منهم بقدر الإمكان موقف المتفرج وليس موقف المنفعل, وعاملهم حسب طبيعتهم بحكمة, ولكن احترس من معاشرة الأشرار الذين قد يجذبونك إلي الخطيئة معهم, إن المعاشرات الرديئة قد تفسد الأخلاق الجيدة.
> النقطة الأخيرة هي السلام داخل النفس, أي السلام داخل القلب والفكر, والذي عنده مثل هذا السلام, يظهر أيضا هذا السلام في ملامح وجهه. فنجد أن ملامحه مملوءة سلاما, ويستطيع أن يشيع السلام في نفوس الآخرين, وفي وجوده, يكون الجو مملوءا سلاما, ويكون مملوءا أيضا اطمئنانا وذلك بسبب عمل الله معه, وعمل الله فيه.
أما الذي يقد سلامه الداخلي, فإنه يقع في الاضطراب والخوف والقلق والشك.







التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 04-18-2012, 09:31 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ابو بيشو
 

 

 



فضيلة الاحتمال

بقلم: البابا شنودة الثالث


هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 640x640.

الاحتمال موضوع طويل‏,‏ وله أسباب عديدة‏:‏ فهناك من يحتمل بسبب الوداعة والهدوء في طبعه‏.‏ وهناك من يحتمل لاتضاع قلبه‏.‏ أو بسبب الحكمة إذ يتجنب عواقب الأمور‏.‏ أو لأسباب أخري‏.

ولكن موضوعنا الآن هو الاحتمال بسب المحبة‏,‏ المحبة التي تحتمل كل شئ‏فالذي يحب شخصا يكون مستعدا أن يحتمل منه‏,‏ وأن يحتمل من أجله‏,‏ يحتمل منه إساءاته وأخطاءه‏.‏ ويحتمل من أجله في الدفاع عنه‏.‏
ومن أمثلة المحبة التي تحتمل‏,‏ محبة الأمومة ومحبة الأبوة‏:‏ فالأم تحتمل متاعب الحمل والولادة‏,‏ ومتاعب الرضاعة‏,‏ وحمل الابن في صغره‏,‏ ومتاعب الصبر في تربية أبنائها والعناية بهم في غذائهم وفي نظافتهم‏,‏ وفي الاهتمام بصحتهم‏,‏ وفي تعليمهم النطق والكلام‏,‏ وفي الصبر علي صراخ الاطفال وصياحهم وعنادهم إلي أن يكبروا‏.‏ ومن جهة الأب‏:‏ يحتمل كثيرا في تربية أبنائه‏,‏ وفي مشقة العمل للإنفاق عليهم وتوفير كافة احتياجاتهم‏.‏
ومن أمثلة المحبة التي تحتمل‏,‏ ما احتمله الشهداء من سجن وعذابات لاتطاق‏,‏ ثابتين في محبة الله‏,‏ ورافضين أن ينكروه إلي أن قطعت رقابهم‏..‏ ولاننسي أيضا احتمال الانبياء والرسل في نشر رسالة الايمان‏,‏ ومايتلقونه من متاعب ومقاومات‏.‏
ومن أجل محبة الله أيضا احتمل الرهبان والنساك أن يعيشوا في البراري والقفار وشقوق الأرض‏,‏ بعيدا عن كل عزاء بشري‏,‏ في شظف الحياة زاهدين في كل شئ‏.‏
ومن أمثلة المحبة التي تحتمل‏,‏ محبة الجنود لوطنهم‏.‏ إذ يحتملون مشاق التدريب والحرب‏,‏ والتعرض للموت أو للاصابة‏.‏ وربما يحتملون أيضا فقد بعض أعضائهم‏,‏ أو التعرض لجروح شديدة أو تشوهات‏..‏ ونفس الوضع نقوله علي ما تحتمله الشرطة لحفظ الامن‏,‏ ومايتعرضون له احيانا من مقاومات من المتمردين علي النظام‏.‏
كل هذه الأمثلة عن المحبة من أجل الغير‏,‏ المحبة التي لاتطلب مالنفسها‏...‏ ومن الأمثلة أيضا رجال المطافئ‏,‏ وفرق الانقاذ علي تنوع تخصصاتهم‏.‏ أولئك يعرضون انفسهم للحريق أو للغرق أو للموت بأنواع كثيرة من اجل الغير‏.‏ ننتقل إلي نقطة أخري وهي الحديث عن محبة المخطئين واحتمال تصرفاتهم‏.‏ المحبة التي تحتمل الغير وتغفر له‏,‏ والمحبة التي تحتمل الإساءة ولاترد بالمثل‏.‏ ولاتشهر بالمخطئ‏,‏ ولا تشكو منه‏,‏ بل المحبة التي تنسي الأساءة‏,‏ ولاتخزنها في ذاكرتها كما يفعل البعض إذ يتذكر الإساءة لشهور وسنوات‏,‏ أما المحبة الغافرة فكثيرا ماتنسي حقوقها الخاصة‏.‏
المحبة التي تحتمل هي محبة الشخص صاحب القلب الكبير الواسع‏.‏ الذي يحتمل كلام الآخرين حتي لو كان ذلك بألفاظ صعبة‏.‏ ويحتمل حتي الفكاهة ولو كانت بأسلوب يبدو فيه تهكم‏.‏ ويحتمل العتاب القاسي ولايتضايق‏.‏
علي أن يكون الاحتمال في غير ضجر ولاتذمر ولاضيق‏.‏ بل بصدر رحب وروح طيبة‏,‏ غير متمركز حول ذاته وحول كرامتها‏...‏ وطبيعي أن المحبة التي لاتطلب مالنفسها‏,‏ سوف لاتطلب حقوقا لذاتها‏,‏ وبالتالي ستحتمل كل شئ‏,‏ دون أن تحتد‏.‏
بعض الناس لايحتملون الذين لايفهمونه‏.‏ ومن هنا كانت مشكلة الأذكياء مع الجهلاء أو الاقل فهما‏,‏ أو مع الطبقات الجاهلة‏.‏ لذلك يبعد مثل هؤلاء الاذكياء عن كثيرين من الناس‏.‏ وقد لايحتمل الواحد منهم طول الوقت في إقناع غيره‏,‏ فيبعد عنه‏.‏ بينما لو كانت في قلبه محبة لأطال أناته علي من لايفهمه‏,‏ وبمحبته يصبر عليه‏.‏ وبذلك يمكنه أن يضم إليه هذا الجاهل باحتماله له‏,‏ ويرجو منه خيرا‏!‏ ونفس الوضع في معاملته للأطفال‏.‏
إن القلب الضيق الخالي من الحب‏,‏ هو الذي لايحتمل الآخرين‏.‏ أما القلب المتسع فيستطيع أن يحتمل كل الناس‏.‏ لذلك كن متسعا في قلبك وفي صدرك وفي فهمك‏.‏ ولاتتضايق بسرعة واعرف أن المجتمع فيه أنواع متعددة من الناس‏.‏ وليسوا جميعا من النوع الذي تريده‏.‏ يوجد فيهم كثيرون لم يصلوا بعد إلي المستوي المثالي‏,‏ ولا إلي المستوي المتوسط‏.‏ وعلينا أن نحبهم جميعا‏.‏ وبالمحبة ننزل إلي مستواهم لنرفعهم إلي مستوي أعلي‏.‏ نتأني عليهم‏,‏ ونترفق بهم‏,‏ ونحتمل كل مايصدر من جهالاتهم‏,‏ ونصبر عليهم حتي يصلوا‏..‏
لاتقل‏:‏ الناس متعبون‏.‏ بل بمحبتك تعامل معهم‏,‏ وحاول أن تصلح من طباعهم‏.‏ لأنك لو كنت لاتتعامل إلا مع المثاليين‏,‏ فعليك أن تبحث عن عالم آخر تعيش فيه‏.‏
وكم مرة قدمنا لله توبة كاذبة‏,‏ وكان الله يقبلنا‏.‏ ثم نعود إلي خطايانا السابقة‏,‏ ويحتملنا الله ويطيل آناته علينا حتي نتوب مرة أخري‏.‏ وكم مرة يأتي موعد الصلاة‏,‏ فنقول ليس لدينا وقت لنصلي‏!‏ عجيب أن هذا التراب يقول لخالقه‏:‏ ليس لدي وقت لأكلمك‏!!,‏ ويحتمل الله عبده‏...‏ وكأنه يقول لهذا العبد‏:‏ إن وجدت وقتا افتكرني‏.‏
حقا ليتنا نتعلم دروسا من معاملة الله‏,‏ ونحتمل الناس‏.‏ نحتملهم كما يحتملنا الله‏,‏ ونحتملهم كما احتملهم‏.‏
كذلك الإنسان المحب لله يحتمل التجارب والمشاكل والأمراض‏.‏ ولاتتزعزع محبته لله مهما طال وقت التجربة أو ا زدادت حدتها‏.‏ بل يحتمل في ثقة وفي غير تذمر ولايتعجل حل المشكلات‏..‏ بل ينتظر الرب متي يحين الوقت الذي يخلصه فيه‏.‏ والذي يحب الله لايتضايق من انتظاره للرب بل يحتمل‏.‏ فقد يصلي‏,‏ ولايجد أن الصلاة قد استجيبت‏.‏ فلا يشك في محبة الله له‏,‏ ولايظن أن الله قد نسيه‏.‏ بل يحتمل مايظنه متأخرا في الاستجابة‏!!‏ واثقا أن الله لابد سيعمل من أجله‏.‏ ولكن الله دائما يعمل في الوقت المناسب حسب حكمته‏.‏
إن القلب الضيق أو الذي محبته قليلة‏,‏ هو الذي يتضجر‏.‏ ويريد أن يطلب الطلب‏,‏ ويناله في التو واللحظة‏,‏ دون أن يحتمل عامل







التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 04-18-2012, 09:33 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ابو بيشو
 

 

 



الله غير المحدود 19\2\2012

هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 640x640.

الله غير المحدود
بقلم: البابا شنودة الثالث


19\2\2012
إن الله تبارك اسمه له صفات كثيرة‏,‏ ولكنه في بعض هذه الصفات ينفرد بها وحده‏,‏ فمثلا صفة الله كخالق‏.‏ فهو وحده الخالق ولايوجد خالق سواه‏,‏ ومن صفاته التي ينفرد بها وحده أنه غير محدود‏.‏ وقد يوجد إنسان يتصف بالحكمة والمعرفة‏.‏ ولكن الحكمة عند الله غير محدودة والمعرفة.
غير محدودة. نستطيع بعد هذه المقدمة أن نضع هذه القاعدة, وهي أنه من صفات الله الخاصة به وحده أنه غير محدود, وهو غير محدود في المكان والزمان وفي القدرة وفي العلم وفي المعرفة وفي كل شيء.
الله غير محدود من جهة المكان والزمان, فهو موجود في كل مكان, ولا يحده مكان, ولا يسعه مكان. هو في الكون كله: هو في السماء وعلي الأرض وما بينهما. هو في الجو وفي أعماق البحر, السماء هي كرسي الله, والأرض هي موطئ قدميه. هو في كل مكان, حيث يري ما يفعل الناس, ويسمع ما يقولونه. كل إنسان مضبوط أمامه. لا يستطيع أن يختفي. كما يقف البشر أمام الله علي الأرض, هكذا أيضا يقف الملائكة أمامه في السماء, أمامه القديسون يسبحون بطهارة قلوبهم, وأمامه أيضا الأشرار في أماكن شرهم. إن أشعة الشمس تدخل في الأماكن الطاهرة كما تدخل أيضا في الأماكن القذرة لكي تطهرها وتقتل جراثيمها ولا تؤثر عليها قذارتها ولا تتأثر بها.
ـ ولأن الله في كل مكان لا نقول إنه يصعد أو يهبط, ولا نقول إنه يمشي أو يتحرك. فإن صعد, إلي أين يصعد؟ وهو موجود من قبل في المكان الذي يصعد إليه! وإن قلنا إنه ينزل إلي مكان ما, فهو بلا شك موجود من قبل في ذلك المكان الذي سوف ينزل إليه, وهو لا يمشي ولا يتحرك. لأنه في كل مكان, لا يفارق موضعا إلي موضع آخر. إنه مالئ الكل, وإن وجدت آيات في الكتاب المقدس تحمل مثل هذا التعبير, فإنها لكي تقرب المعني إلي عقولنا البشرية. أو تعني ظهوره في المكان الذي يقال أنه نزل إليه أو ظهر فيه أو عمل فيه عملا.
ـ فهو لا يأتي إلي مكان, ولا يفارق مكانا, ولا ينتقل من مكان إلي مكان, لأنه موجود في كل مكان, وفي كل وقت, وهو لا يأتي إلي مكان لأنه موجود في المكان الذي يقال إنه أتي إليه. إنما يظهر فيه, أو يعلن وجوده فيه, فيقال أنه أتي إليه.
عندما سلم الله وحي الشريعة لموسي علي الجبل, كان في نفس الوقت في السماء وعلي الأرض, وأيضا عندما كل أبانا إبراهيم ودعاه... ويسري هذا المنطق علي كل لقاءات الله مع البشر منذ أيام أبينا آدم وعلي مر الأجيال كلها. إنه غير محدود من جهة المكان.
ـ كذلك الله أيضا غير محدود من جهة الزمان. إنه أزلي أي لا بداية له. والأزلية هي من صفات الله وحده لا يشاركه فيها أحد. لأن كل الكائنات الأخري هي مخلوقات. وكل مخلوق له بداية وقبل تلك البداية لم يكن له وجود.
ولأن الله أزلي, فهو واجب الوجود, وهو موجود بالضرورة. فوجوده ضرورة تفسر وجود باقي الكائنات.
ـ وكما أن الله أزلي, فهو أيضا أبدي. فهو غير محدود من جهة الزمن, بلا بداية ولانهاية, ولذلك يوصف أيضا بأنه سرمدي. أنه لا يدخل في نطاق الزمن ولا مقاييسه. لأنه فوق الزمان. بل هو خالق الزمن. ونفس هذا الكلام يقال عن عقل الله وروحه. نعم يقال عن عقل الله الذي كل شئ به كان, وبغيره لم يكن شئ مما كان.
وكما أن الله غير محدود من جهة المكان والزمان, كذلك هو غير محدود من جهة القدرة.
ـ فمن جهة القدرة نقول: إن الله كلي القدرة, أو أنه قادر علي كل شيء ولهذا نقول: إن كل شئ مستطاع عنده, وأن غير المستطاع عند الناس هو مستطاع عند الله.
ومن هنا نؤمن بالمعجزات. وقد سميت المعجزات بهذا الاسم لأن العقل البشري يعجز عن تفسيرها. إنها ليست شيئا ضد العقل, إنما هي فوق مستوي العقل تدخل في قدرة الله غير المحدود.
ـ ومن قدرات الله غير المحدودة قدرته علي إقامة الموتي. ليس فقط في إقامة أشخاص معينين من الموت. بل بالأكثر القيامة العامة في أخر الزمان. إقامة كل البشر منذ أبوينا آدم وحواء. بل كل الذين تحولوا إلي تراب, والذين تحللت أجسادهم وامتصتها الأرض. كلهم سيقومون جميعا, ويقفون أمام الله يوم الحساب بأرواحهم وأجسادهم... إنها قدرة غير محدودة يقف أمامها العقل البشري مبهوتا ومذهولا.
ـ إن الله ليس فقط قادرا علي كل شئ, بل هو أيضا مصدر كل قوة. هو الذي يهب القدرة للملائكة, الذين يستطيعون أن ينتقلوا من السماء إلي الإرض في لمح البصر, والله هو أيضا الذي وهب قديسيه قوة لصنع المعجزات كالقوة التي وهبها لموسي النبي حينما ضرب البحر بعصاه. وكالقوة التي أقام بها إيليا أبن أرملة صرفة صيدا من الموت. إنها معجزات ليست بقوتهم البشرية إنما بقوة الله.
ـ إن الله القادر علي كل شئ, هو الذي وهب العقل البشري قدرات عجيبة. والله الذي يهب القدرة, هو قادر أيضا أن يسحبها متي شاء. هو الذي وهب شمشون الجبار قوة جسدية فائقة للوصف. وعندما كسر شمشون نذره بعد أن باح به لدليلة, سحب الله منه تلك القوة. فأذله أعداؤه.
الله أعطي القوة للنار أن تحرق. ولكنه في قصة الثلاثة فتية القديسين الذين ألقاهم الفرس في النار, لم يسمح الله للنار أن تؤذيهم, وشعرة واحدة من رؤوسهم لم تحترق.
نقول أخيرا إن الله سمح أن يكون للشيطان قوة. ولكن الله وضع حدودا معينة لقوة الشيطان, كما يظهر ذلك في قصة أيوب البار. وأيضا في التجربة علي الجبل قال الرب أخيرا للشيطان: أذهب يا شيطان. فذهب ولم يستطع أن يخالف. ولا ننسي المعجزات الكثيرة الخاصة بإخراج الشياطين, ولعل من بينها قصة لجئون. علي أن مصير الشيطان واضح أنه في يد الله الكلي القدرة الذي سيلقيه أخيرا في بحيرة النار والكبريت.






التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 04-18-2012, 09:35 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ابو بيشو
 

 

 



ما هى الصلاة؟ وكيف تصل إلى اللَّه؟
بقلم قداسة البابا شنوده الثالث
هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 640x640.

يظن البعض أنه يُصلِّي، بينما صلاته لم تكن صلاة، ولم تصعد إلى اللَّه! فما هى الصلاة إذن؟ وكيف تكون؟
?? الصلاة هى جسر يوصل بين الإنسان واللَّه. إنها ليست مُجرَّد كلام، إنما هى صلة ... هى صلة باللَّه قلباً وفِكراً ... إنها إحساسك بالوجود في الحضرة الإلهية، أي بأنك أمام اللَّه واقفاً أو راكعاً أو ساجداً. وبغير هذا الإحساس لا تكون الصلاة صلاة. وبالإحساس بالوجود في الحضرة الإلهية ينسى الإنسان كل شيء، أو لا يهتم بشيءٍ. ولا يبقى في ذهنه سوى اللَّه وحده. ويتضاءل كل شيء أمامه، ويُصبح اللَّه هو الكل في الكل وليس سواه...
?? الصلاة هى عمل القلب، سواء عبَّر عنها اللسان أو لم يُعبِّر. إنها رفع القلب إلى اللَّه، وتمتُّع القلب باللَّه. والقلب يتحدَّث مع اللَّه بالشعور والعاطفة، أكثر مِمَّا يتحدَّث اللسان بالكلام. ورُبَّما يرتفع القلب إلى اللَّه بدون كلام. لذلك فإنَّ حنين القلب إلى الله هو صلاة. ومشاعر الحُب نحو اللَّه هى صلاة. والصلاة كما قُلنا هى الصِّلة بين اللَّه والإنسان. وإن لم توجد هذه الصِّلة القلبية فلن ينفع الكلام شيئاً. إذن هى مشاعر فيها الإيمان، وفيها الخشوع، وفيها الحُب.
?? إن أحببت اللَّه تُصلِّي. وإن صليت تزداد حُبَّاً للَّه. فالصلاة إذن هى عاطفة حُب نحو اللَّه، نُعبِّر عنها أحياناً بالكلام ... نرى هذا الحُب وهذه العاطفة بكل وضوح في مزامير داود إذ يقول: " يا اللَّه أنت إلهي، إليك أُبكِّر. عطِشت نفسي إليك ". " كما يشتاق الأيّل إلى جداول المياه، هكذا تشتاق نفسي إليك يا اللَّه. عطشت نفسي إلى اللَّه، إلى الإله الحيّ. متى أجئ وأتراءى قُدَّام اللَّه "... إنه شوق إلى اللَّه وعطش إليه، كما تشتاق الأرض العطشانة إلى الماء.
?? كثيرون يُصلِّون، ولا تصعد صلواتهم إلى اللَّه، لأنها ليست صادرة من القلب ... هى مُجرَّد كلام!! هؤلاء رفض اللَّه صلواتهم. كما قال في العهد القديم عن اليهود: " هذا الشعب يكرمني بشفتيه، أمَّا قلبه فمبتعد عني بعيداً "... إذن حينما تُصلِّي أيها القارئ العزيز، تحدَّث مع اللَّه بعاطفة. فالصلاة هى اشتياق المخلوق إلى خالقه، أو اشتياق المحدود إلى غير المحدود، أو اشتياق الروح إلى مصدرها وإلى ما يشبعها.
?? والصلاة المقبولة هى التي تصدر من قلب نقي. لذلك قال اللَّه لليهود في العهد القديم:
" حين تبسطون أيديكم، أستُر وجهي عنكم. وإن أكثرتم الصلاة، لا أسمع. أيديكم ملآنة دماً ".

?? إذن ماذا يفعل الخاطئ المُثقَّل بآثامه؟ إنه يُصلِّي ليُساعده اللَّه على التوبة. ويتوب لكي يقبل اللَّه صلاته ... يُصلِّي ويقول: " توبني يارب فأتوب ". فالصلاة هى باب المعونة الذي يدخل منه الخاطئ إلى التوبة ... إذن لا تنتظر حتى تتوب ثم تُصلِّي!! إنما صلِّ طالباً التوبة في صلاتك لكي يمنحك اللَّه إيَّاها .. ذلك لأنه بمداومة الصلاة يُطهِّر اللَّه قلبك إن كنت تطلب ذلك بانسحاق أمام اللَّه.
?? الصلاة هى تدشين للشفتين وللفكر، وهى تقديس للنَّفس. وأحياناً هى صُلح مع اللَّه ... فالإنسان الخاطئ الذي يعصى اللَّه ويكسر وصاياه، يشعر أنه توجد خصومة بينه وبين اللَّه. فلا يجد دالة للحديث مع اللَّه. فإن بدأ يُصلِّي، فمعنى هذا إنه يريد أن يرجع إلى اللَّه ويصطلح معه ... وبالصلاة يتسحي أن يخطئ بعد ذلك، ويحب أن يحتفظ بفكره نقيَّاً. فهو إذن يصل إلى استحياء الفكر. وهذه ظاهرة روحية سليمة. وكُلَّما داوم على الصلاة، يدخل فكره وقلبه في جوٍ روحي.
?? الصلاة هى رُعب للشياطين، وهى أقوى سلاح ضدهم. الشيطان يخشى أن يفلت من يده هذا الإنسان المُصلِّي. ويخشى أن ينال المُصلِّي قوة يحاربه بها. كما أنه يحسده على علاقته هذه مع اللَّه، العلاقة التي حُرِمَ هو منها ... لذلك فالشيطان يُحارِب الصلاة بكل الطُّرق. يحاول أن يمنعها بأن يوحي للإنسان بمشاغل كثيرة مهمة جداً تنتظره، وأنه ليس لديه وقت الآن للصلاة! أو يشعره بالتعب أو بثقل الجسد. وإن أصرَّ على الصلاة، يحاول الشيطان أن يُشتِّت فكره ليسرح في أمور عديدة ... أمَّا أنت يا رجُل اللَّه، فاصمد في صلاتك مهما كانت حروب إبليس. وركِّز فيها فكرك وكل مشاعرك. واعرف أن محاولته منعك من الصلاة، إنما تحمل اعترافاً ضمنياً منه بقوة الصلاة كسلاح ضده. وثِق أنك في تمسُّكِكَ بالصلاة، فإنَّ نعمة اللَّه سوف تكون معك ولا تتخلَّ عنك.
?? وفي صلاتِك، افتح أعماق نفسك لكي تمتلئ من مُتعة الوجود في حضرة اللَّه ... اطلب اللَّه نفسه وليس مُجرَّد خيراته ونِعمه ... تأكَّد أن نفسك التي تشعر بنقصها، ستظل في فراغ إلى أن تكملها محبة اللَّه ... إنها تحتاج إلى حُب أقوى من كل شهوات العالم. وهى عطشانة، وماء العالم لا يستطيع أن يرويها. وكما قال القديس أوغسطينوس في اعترافاته مخاطباً اللَّه:
" ستظل نفسي حيرى إلى أن تجد راحتها فيك ".

?? قُل له يارب: " لست أجد سواك كائناً يرفق بي ويحتويني ... أنت الذي أطمئن إليه، فأفتح له قلبي، وأحكي له كل أسراري، وأشرح له ضعفاتي فلا يحتقرها بل يشفق عليها. وأسكب أمامه دموعي، وأبثه أشواقي. أشعر معه أنني لست وحدي، وإنما معي قوة تسندني .. بدونك يارب أشعر أنني في فراغٍ، ولا أرى لي وجوداً حقيقياً ... ومعك أشتاق إلى ما هو أسْمَى من المادة والعالم وكل ما فيه ... ". هذه هى صلاة الحُب وهى أعلى من مستوى الطلب. فالقلب المُحِب للَّه قد يُصلِّي ولا يطلُب شيئاً. وكما قال أحد الآباء: " لا تبدأ صلاتك بالطلب، لئلاَّ يُظن أنه لولا الطلب لما كنت تُصلِّي ".
?? والصلاة قد تكون شكراً للَّه على ما أعطاه لك من قبل. شكراً على عنايته بك ورعايته لك، وعلى ستره ومعونته وكل إحساناته، لك ولكل أصحابك وأحبائك. وقد تكون الصلاة تسبيحاً ... وقد تكون مُجرَّد تأمُّل في صفات اللَّه الجميلة ...







التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 04-18-2012, 09:36 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ابو بيشو
 

 

 



محبة‏ ‏الذات‏:‏من‏ ‏الخطايا‏ ‏الأمهات
بقلم قداسة البابا شنودة الثالث

نقول‏ ‏إنها‏ ‏من‏ ‏الخطايا‏ ‏الأمهات‏,‏لأن‏ ‏محبة‏ ‏الذات‏,‏أو‏ ‏المحبة‏ ‏الخاطئة‏ ‏للذات‏,‏هي‏ ‏أم‏ ‏ولود‏,‏تلد‏ ‏كثرة‏ ‏من‏ ‏الخطايا‏:‏
من‏ ‏أولي‏ ‏الخطايا‏ ‏التي‏ ‏تلدها‏(‏الأنا‏):‏الكبرياء

نقول‏ ‏إنها‏ ‏من‏ ‏الخطايا‏ ‏الأمهات‏,‏لأن‏ ‏محبة‏ ‏الذات‏,‏أو‏ ‏المحبة‏ ‏الخاطئة‏ ‏للذات‏,‏هي‏ ‏أم‏ ‏ولود‏,‏تلد‏ ‏كثرة‏ ‏من‏ ‏الخطايا‏:‏
من‏ ‏أولي‏ ‏الخطايا‏ ‏التي‏ ‏تلدها‏(‏الأنا‏):‏الكبرياء
المهتم‏ ‏بالأنا‏,‏يريد‏ ‏باستمرار‏ ‏أن‏ ‏يكبر‏ ‏ذاته‏ ‏فتكون‏ ‏ذاته‏ ‏كبيرة‏ ‏في‏ ‏عينيه‏,‏وأيضا‏ ‏كبيرة‏ ‏في‏ ‏أعين‏ ‏الآخرين‏.‏وفي‏ ‏ذلك‏ ‏يكون‏ ‏معجبا‏ ‏بذاته‏.‏وقد‏ ‏يقع‏ ‏فيما‏ ‏يسمونه‏(‏عشق‏ ‏الذات‏) ‏نفسه‏ ‏جميلة‏ ‏جدا‏ ‏في‏ ‏عينيه‏.‏كمن‏ ‏يحب‏ ‏باستمرار‏ ‏أن‏ ‏ينظر‏ ‏في‏ ‏مرآة‏,‏ويتأمل‏ ‏محاسنه‏...!‏
ومن‏ ‏هنا‏ ‏الذي‏ ‏يقع‏ ‏في‏ ‏محبة‏(‏الأنا‏).‏قد‏ ‏يقع‏ ‏في‏ ‏الغرور
ويظن‏ ‏في‏ ‏ذاته‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏حقيقة‏ ‏ذاته‏...‏إنه‏ ‏إنسان‏ ‏يحس‏ ‏بقيمة‏ ‏ذاته‏,‏يحس‏ ‏أنه‏ ‏شئ‏ ‏وأن‏ ‏له‏ ‏أهمية‏ ‏خاصة‏ ‏أو‏ ‏له‏ ‏مواهب‏ ‏خاصة‏, ‏أو‏ ‏أنه‏ ‏يمتاز‏ ‏علي‏ ‏غيره‏:‏يفهم‏ ‏أكثر‏,‏أو‏ ‏له‏ ‏مركز‏ ‏أكبر‏.‏وهذا‏ ‏الشعور‏ ‏يعطيه‏ ‏ثقة‏ ‏زائدة‏ ‏بالنفس‏,‏يريد‏ ‏أن‏ ‏يفرضها‏ ‏علي‏ ‏الآخرين‏.‏
وبهذا‏ ‏الشعور‏ ‏ينقاد‏ ‏إلي‏ ‏العظمة‏ ‏وإلي‏ ‏محبة‏ ‏المتكآت‏ ‏الأولي‏...‏
ربما‏ ‏هذا‏ ‏الشعور‏ ‏بالذات‏ ‏يأتي‏ ‏إلي‏ ‏الإنسان‏ ‏في‏ ‏سن‏ ‏المراهقة
عندما‏ ‏يشعر‏ ‏بانتقاله‏ ‏إلي‏ ‏مرحلة‏ ‏أعلي‏ ‏تمنحه‏ ‏أهمية‏ ‏معينة‏ ‏وما‏ ‏أكثر‏ ‏ما‏ ‏يستمر‏ ‏هذا‏ ‏الشعور‏ ‏المراهق‏ ‏معه‏ ‏كلما‏ ‏طال‏ ‏به‏ ‏العمر‏,‏ولكنه‏ ‏يأخذ‏ ‏مظاهر‏ ‏أخري‏ ‏غير‏ ‏مظاهر‏ ‏سن‏ ‏المراهقة‏...‏وقد‏ ‏يحدث‏ ‏هذا‏ ‏الشعور‏ ‏للطفل‏ ‏من‏ ‏كثرة‏ ‏المديح‏ ‏أو‏ ‏التشجيع‏,‏أو‏ ‏بسبب‏ ‏التفوق‏,‏أو‏ ‏بسبب‏ ‏ملكات‏ ‏خاصة‏.‏غير‏ ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏الشعور‏ ‏قد‏ ‏لاتكون‏ ‏له‏ ‏خطورة‏ ‏عند‏ ‏الطفل‏.‏ولكنه‏ ‏غالبا‏ ‏ماينحرف‏ ‏عند‏ ‏الكبار‏.‏
في‏ ‏كل‏ ‏هذا‏ ‏يكون‏ ‏المهتم‏ ‏بذاته‏ ‏بعيدا‏ ‏كل‏ ‏البعد‏ ‏عن‏ ‏التواضع
ذلك‏ ‏لأن‏ ‏محبته‏ ‏للكرامة‏ ‏قد‏ ‏تقف‏ ‏حائلا‏ ‏أمامه‏ ‏في‏ ‏الوصول‏ ‏إلي‏ ‏حياة‏ ‏الاتضاع‏.‏فهو‏ ‏يري‏ ‏في‏ ‏التواضع‏ ‏إقلالا‏ ‏من‏ ‏شأنه‏.‏وإبعادا‏ ‏له‏ ‏عن‏ ‏العظمة‏ ‏التي‏ ‏يريدها‏ ‏لنفسه‏.‏إنه‏ ‏يحب‏ ‏لذاته‏ ‏أن‏ ‏تحترم‏ ‏من‏ ‏الجميع‏ ‏بل‏ ‏يلذ‏ ‏له‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏المحترم‏ ‏الوحيد‏,‏ويريد‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏هو‏ ‏الوحيد‏ ‏الذي‏ ‏هو‏ ‏موضع‏ ‏اهتمام‏ ‏الناس‏ ‏وتقديرهم‏...‏
من‏ ‏أجل‏ ‏هذا‏ ‏قد‏ ‏يقع‏ ‏أيضا‏ ‏في‏ ‏خطايا‏ ‏الغيرة‏ ‏والحسد
وفي‏ ‏هذه‏ ‏الغيرة‏,‏يريد‏ ‏أن‏ ‏كل‏ ‏شئ‏ ‏يصل‏ ‏إليه‏ ‏هو‏:‏المديح‏ ‏والمال‏ ‏والإعجاب‏ ‏والنجاح‏ ‏والتفوق‏ ‏والاهتمام‏.‏
إنه‏ ‏ليس‏ ‏فقط‏ ‏يحب‏ ‏لذاته‏ ‏أن‏ ‏تمدح‏,‏بل‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏المدح‏ ‏كله‏ ‏له‏ ‏وحده‏.‏إن‏ ‏مدحوا‏ ‏غيره‏ ‏تتعب‏ ‏نفسه‏ ‏وتتضايق‏ ‏كما‏ ‏لو‏ ‏كان‏ ‏ذلك‏ ‏الغير‏ ‏الذي‏ ‏مدحوه‏ ‏قد‏ ‏اغتصب‏ ‏منه‏ ‏حقا‏ ‏موقوفا‏ ‏عليه‏.‏
وهكذا‏ ‏كانت‏ ‏الذات‏ ‏أو‏ ‏الأنا‏ ‏سببا‏ ‏لصراعات‏ ‏سجلها‏ ‏الكتاب‏:‏
بسبب‏(‏الأنا‏) ‏قام‏ ‏قايين‏ ‏علي‏ ‏أخيه‏ ‏هابيل‏ ‏وقتله‏.‏لأن‏ ‏هابيل‏ ‏كان‏ ‏أبر‏ ‏منه‏,‏وقد‏ ‏استجاب‏ ‏الله‏ ‏لهابيل‏ ‏وقبل‏ ‏منه‏ ‏محرقته‏(‏تك‏4) ‏وبسبب‏(‏الأنا‏) ‏قام‏ ‏الخلاف‏ ‏بين‏ ‏إبراهيم‏ ‏ولوط‏.‏وقال‏ ‏عنهما‏ ‏الكتابولم‏ ‏تسعهما‏ ‏الأرض‏ ‏أن‏ ‏يسكنا‏ ‏معا‏(‏تك‏13:6).‏فحدثت‏ ‏مخاصمة‏ ‏بين‏ ‏رعاة‏ ‏مواشي‏ ‏إبرآم‏,‏ورعاة‏ ‏مواشي‏ ‏لوط‏....‏لمن‏ ‏تكون‏ ‏الأرض‏ ‏المعشبة‏.‏
حتي‏ ‏أن‏ ‏أبانا‏ ‏إبرآم‏ ‏القديس‏ ‏قال‏ ‏للوط‏ ‏ابن‏ ‏أخيهلاتكن‏ ‏مخاصمة‏ ‏بيني‏ ‏وبينك‏,‏وبين‏ ‏رعاتي‏ ‏ورعاتك‏,‏لأننا‏ ‏نحن‏ ‏أخوان‏,‏أليست‏ ‏الأرض‏ ‏كلها‏ ‏أمامك‏.‏اعتزل‏ ‏عني‏.‏إن‏ ‏ذهبت‏ ‏شمالا‏,‏فأنا‏ ‏يمينا‏ ‏وإن‏ ‏يمينا‏,‏فأنا‏ ‏شمالا‏(‏تك‏13:7-9).‏
وهكذا‏ ‏افترقا
وبسبب‏ (‏الذات‏) ‏أيضا‏ ‏قامت‏ ‏عداوة‏ ‏بين‏ ‏يعقوب‏ ‏وعيسو‏,‏وهما‏ ‏شقيقان‏.‏

وعيسو‏‏من‏ ‏أجل‏ ‏انتقامه‏ ‏لذاته‏ ‏يقول‏ ‏في‏ ‏قلبهقربت‏ ‏أيام‏ ‏مناحة‏ ‏أبي‏.‏فأقبل‏ ‏يعقوب‏ ‏أخي‏(‏تك‏ 27:41).‏
كذلك‏ ‏فإن‏ (‏الأنا‏) ‏أوجدت‏ ‏صراعا‏ ‏بين‏ ‏شقيقتين‏ ‏هما‏ ‏ليئة‏ ‏وراحيل‏.‏
كل‏ ‏منهما‏ ‏تريد‏ ‏أن‏ ‏تكسب‏ ‏الرجل‏.‏وأن‏ ‏تنافس‏ ‏أختها‏ ‏في‏ ‏كثرة‏ ‏البنين‏.‏حتي‏ ‏أن‏ ‏راحيل‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏الصراع‏ ‏علي‏ ‏محبة‏ ‏زوجهما‏ ‏المشترك‏,‏وفي‏ ‏التنافس‏ ‏في‏ ‏الإنجاب‏,‏قالت‏ ‏مصارعات‏ ‏الله‏ ‏قد‏ ‏صارعت‏ ‏أختي‏(‏تك‏3:8),‏وفي‏ ‏هذا‏ ‏الصراع‏ ‏منحت‏ ‏كل‏ ‏منهما‏ ‏جاريتها‏ ‏ليعقوب‏ ‏لكي‏ ‏ينجب‏ ‏منها‏ ‏نسلا‏ ‏يحسب‏ ‏لها‏!‏
بسبب‏(‏الأنا‏) ‏أيضا‏ ‏كانت‏ ‏فننة‏ ‏تغيظ‏ ‏حنة‏.‏
لأن‏ ‏فننة‏ ‏كان‏ ‏لها‏ ‏أولاد‏,‏وضرتها‏ ‏حنة‏ ‏كانت‏ ‏عاقرا‏...‏فظلت‏ ‏فننة‏ ‏تغيظها‏ ‏حتي‏ ‏أبكتها‏,‏ولم‏ ‏تستطع‏ ‏أن‏ ‏تأكل‏ ‏من‏ ‏شدة‏ ‏الغيظ‏ ‏والحزن‏(1‏صم‏1:2-7) ‏وكأن‏ ‏فننة‏ ‏تقول‏:‏أنا‏ ‏التي‏ ‏لها‏ ‏أولاد‏...‏وهي‏ ‏ليس‏ ‏لها‏...‏وبنفس‏ (‏الأنا‏) ‏اشتكت‏ ‏مرثا‏ ‏من‏ ‏أختها‏ ‏مريم‏ ‏التي‏ ‏تجلس‏ ‏عند‏ ‏قدمي‏ ‏المسيح‏ ‏وشعورها‏:‏لماذا‏ ‏أتعب‏ ‏أنا‏,‏ومريم‏ ‏مستريحة‏ ‏تستمع‏ ‏للرب‏.‏وهكذا‏ ‏قالت‏ ‏لهيارب‏ ‏أما‏ ‏تبالي‏ ‏بأن‏ ‏أختي‏ ‏قد‏ ‏تركتني‏ ‏أخدم‏ ‏وحدي‏! ‏فقل‏ ‏لها‏ ‏أن‏ ‏تعينني‏(‏لو‏10:40).‏
وبنفس‏ (‏الأنا‏) ‏شاول‏ ‏الملك‏ ‏عادل‏ ‏داود‏ ‏وطلب‏ ‏أن‏ ‏يقتله
تصايق‏ ‏منه‏,‏وغار‏ ‏منه‏,‏وحسده‏,‏لأن‏ ‏النساء‏ ‏مدحته‏ ‏أكثر‏ ‏منه‏(‏حينما‏ ‏قتل‏ ‏جليات‏),‏وأنشدن‏ ‏قائلا‏ ‏ضرب‏ ‏شاول‏ ‏ألوفه‏ ‏وداود‏ ‏ربواته‏,‏فاحتمي‏ ‏شاول‏ ‏جدا‏,‏وساء‏ ‏هذا‏ ‏الكلام‏ ‏في‏ ‏عينيه‏.‏وقال‏ ‏أعطين‏ ‏داود‏ ‏ربوات‏,‏وأما‏ ‏أنا‏ ‏فاعطينني‏ ‏الألوف‏.‏وبعد‏ ‏نقط‏ ‏تبقي‏ ‏له‏ ‏المملكة‏(1‏صم‏18:6-8).‏ومنذ‏ ‏ذلك‏ ‏الحين‏ ‏بذل‏ ‏كل‏ ‏جهده‏ ‏ليقتل‏ ‏داود‏ ‏الذي‏ ‏أنقذه‏ ‏وأنقذ‏ ‏الجيش‏ ‏كله‏ ‏من‏ ‏جليات‏ ‏الجبار‏...‏ولكنها‏ ‏الذات‏!‏
وبسبب‏ ‏الذات‏ ‏استاء‏ ‏الابن‏ ‏الأكبر‏,‏ومن‏ ‏إكرام‏ ‏أبيه‏ ‏لأخيه‏ ‏التائب‏!‏
فلما‏ ‏سمع‏ ‏صوت‏ ‏الفرح‏ ‏برجوع‏ ‏أخيه‏,‏غضب‏ ‏ولم‏ ‏يرد‏ ‏أن‏ ‏يدخل‏ ‏إلي‏ ‏البيت‏,‏ولا‏ ‏أن‏ ‏يشترك‏ ‏في‏ ‏الفرح‏ ‏بعودة‏ ‏أخيه‏.‏ولما‏ ‏خرج‏ ‏إليه‏ ‏أبوه‏ ‏ليدعوه‏ ‏إلي‏ ‏الدخول‏,‏عاتب‏ ‏أباه‏ ‏بشدة‏,‏مركزا‏ ‏علي‏ ‏ذاته‏ ‏بقوله‏ ‏لأبيه‏:‏ها‏ ‏أنا‏ ‏أخدمك‏ ‏سنين‏ ‏هذا‏ ‏عددها‏,‏وقط‏ ‏لم‏ ‏أتجاوز‏ ‏وصيتك‏,‏وجديا‏ ‏لم‏ ‏تعطني‏ ‏قط‏,‏لأفرح‏ ‏مع‏ ‏أصدقائي‏! ‏ولكن‏ ‏لما‏ ‏جاء‏ ‏ابنك‏ ‏هذا‏ ‏الذي‏ ‏أكل‏ ‏معيشتك‏ ‏مع‏ ‏الزواني‏,‏ذبحت‏ ‏له‏ ‏العجل‏ ‏المسمن‏!!(‏لو‏15:25-30).‏
حقا‏,‏إن‏ ‏التركيز‏ ‏علي‏ ‏الذات‏,‏قد‏ ‏يضيع‏ ‏المحبة‏ ‏بين‏ ‏الإخوة‏ ‏والأشقاء
بل‏ ‏يوجد‏ ‏العدواة‏ ‏بينهم‏,‏عداوة‏ ‏تتطور‏ ‏إلي‏ ‏القتل‏,‏أو‏ ‏علي‏ ‏الأقل‏ ‏يصل‏ ‏الأمر‏ ‏إلي‏ ‏التنافس‏ ‏والصراع‏,‏أو‏ ‏الشكوي‏ ‏والانتقاد‏...‏
وبنفس‏ ‏السبب‏ ‏يفترق‏ ‏الأقارب‏ ‏كما‏ ‏حدث‏ ‏بين‏ ‏إبرآم‏ ‏ولوط‏...‏
كذلك‏ ‏نلاحظ‏ ‏أن‏ ‏المهتم‏ ‏بالأنا‏,‏يركز‏ ‏علي‏ ‏تحقيق‏ ‏ذاته
إنه‏ ‏لايفكر‏ ‏في‏ ‏ملكوت‏ ‏الله‏,‏وإنما‏ ‏في‏ ‏ملكوته‏ ‏هو‏.. ‏ملكوت‏ ‏الله‏ ‏لايشغله‏,‏إنما‏ ‏تشغله‏ ‏ذاته‏,‏وكيف‏ ‏يحقق‏ ‏لها‏ ‏وجودها‏ ‏وطموحاتها‏...‏حتي‏ ‏في‏ ‏صلاته‏,‏يري‏ ‏أن‏ ‏عمل‏ ‏الله‏ ‏الأول‏ ‏هو‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏لذاته‏,‏ويكبر‏ ‏له‏ ‏ذاته‏,‏علي‏ ‏الأرض‏ ‏وفي‏ ‏السماء‏ ‏ولا‏ ‏تشكل‏ ‏صلاته‏ ‏إلا‏ ‏عبارات‏ ‏أريد‏...‏وأريد‏!‏
الذي‏ ‏يركز‏ ‏علي‏ ‏ذاته‏,‏يريد‏ ‏أن‏ ‏الكل‏ ‏يحقق‏ ‏له‏ ‏ذاته
المجتمع‏ ‏الذي‏ ‏يحيط‏ ‏به‏,‏عليه‏ ‏أن‏ ‏يحقق‏ ‏ذاته‏,‏والكنسية‏ ‏واجبها‏ ‏أن‏ ‏تحقق‏ ‏له‏ ‏ذاته‏.‏وكذلك‏ ‏هذا‏ ‏هو‏ ‏عمل‏ ‏أب‏ ‏الاعتراف‏ ‏وإن‏ ‏دخل‏ ‏في‏ ‏الخدمة‏ ‏يهدف‏ ‏أن‏ ‏الخدمة‏ ‏إيضا‏ ‏تحقق‏ ‏له‏ ‏ذاته‏.‏وإذا‏ ‏لم‏ ‏يحدث‏ ‏هذا‏ ‏يثور‏ ‏علي‏ ‏الكل‏,‏يثور‏ ‏علي‏ ‏الكنيسة‏,‏إذا‏ ‏وجد‏ ‏أنها‏ ‏لاتحقق‏ ‏له‏ ‏ذاته‏.‏ويثور‏ ‏علي‏ ‏أب‏ ‏الاعتراف‏,‏إن‏ ‏رأي‏ ‏أنه‏ ‏لايحقق‏ ‏له‏ ‏ذاته‏.‏ويبتعد‏ ‏عن‏ ‏الوسط‏ ‏الديني‏ ‏كله‏ ‏ساخطا‏ ‏عليه‏,‏لأنه‏ ‏لايجد‏ ‏ذاته‏ ‏فيه‏!!‏بل‏ ‏أن‏ ‏كل‏ ‏شخص‏ ‏لا‏ ‏يحقق‏ ‏له‏ ‏ذاته‏ ‏يبتعد‏ ‏عنه‏ ‏حتي‏ ‏الله‏ ‏نفسه‏!!‏
لعل‏ ‏هذا‏ ‏يذكرنا‏ ‏بالوجوديين‏ ‏الملحدين
الذين‏ ‏كل‏ ‏منهم‏ ‏يبحث‏ ‏عن‏ ‏وجوده‏ ‏هو‏,‏وكيف‏ ‏يتمتع‏ ‏بهذا‏ ‏الوجود‏...‏ولسان‏ ‏حاله‏ ‏يقول‏:‏من‏ ‏الخير‏ ‏أن‏ ‏الله‏ ‏لايوجد‏ ‏لكي‏ ‏أوجد‏ ‏أنا‏!!‏
ومعني‏ ‏الوجود‏ ‏عنده‏,‏هو‏ ‏أن‏ ‏يتمتع‏ ‏باللذة‏.‏واللذة‏ ‏في‏ ‏نظره‏ ‏تتعلق‏ ‏بالمادة‏ ‏والحواس‏,‏فإن‏ ‏كانت‏ ‏وصية‏ ‏إلله‏ ‏تقف‏ ‏ضد‏ ‏متعته‏ ‏الجسدية‏ ‏والمادية‏,‏فلا‏ ‏كان‏ ‏الله‏ ‏ولا‏ ‏كانت‏ ‏وصيته‏ !!‏إلي‏ ‏هذا‏ ‏الحد‏ ‏تقود‏ ‏الأنا‏ ‏والذات‏...!‏
محبو‏ ‏الذات‏:‏كل‏ ‏فرحهم‏ ‏في‏ ‏الأخذ‏,‏لا‏ ‏في‏ ‏العطاء
يظنون‏ ‏أنهم‏ ‏بالأخذ‏ ‏يبنون‏ ‏الذات‏ ‏ويكبرونها‏,‏ويضيفون‏ ‏إليها‏ ‏جديدا‏!‏يذكروننا‏ ‏بالغني‏ ‏الغبي‏ ‏الذي‏ ‏قالأهدم‏ ‏مخازني‏ ‏وأبني‏ ‏أعظم‏ ‏منها‏.‏وأجمع‏ ‏هناك‏ ‏جميع‏ ‏غلاتي‏ ‏وخيراتي‏.‏وأقول‏ ‏لك‏ ‏يا‏ ‏نفسي‏ ‏خيرات‏ ‏كثيرة‏ ‏موضوعة‏ ‏لسنين‏ ‏عديدة‏.‏استريحي‏ ‏وكلي‏ ‏واشربي‏ ‏وافرحي‏...(‏لو‏12:16-19).‏
أما‏ ‏العطاء‏,‏فيقوم‏ ‏به‏ ‏الإنسان‏ ‏الذي‏ ‏يخرج‏ ‏من‏ ‏الاهتمام‏ ‏بذاته‏ ‏إلي‏ ‏الاهتمام‏ ‏بغيره‏,‏ويؤمن‏ ‏بأنه مغبوط‏ ‏هو‏ ‏العطاء‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏الأخذ‏(‏أع‏20:35).‏






التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 04-18-2012, 09:38 PM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ابو بيشو
 

 

 
افتراضي




ما نتعلمه من الأطفال


يبدو عنوان المقال غريبا‏,‏ فنحن لا نتعلم من الأطفال وإنما نعلمهم‏.‏ ولكنني لا أقصد من جهة العقل‏.‏ وإنما ما نتعلمه من الأطفال من جهة القلب‏,‏ والروح الطيبة‏,‏ والنفسية الصافية‏,‏ والطباع‏.‏ والمقصود بلاشك ما نتعلمه من الطفل السوي‏,‏ وليس الذي ولد بميول أو طباع منحرفة‏.

سواء من جهة الوراثة أو لأسباب أخري‏...‏ فما هو إذن ما ينبغي أن نتعلمه من الأطفال؟
أول ما نتعلمه منهم‏:‏ البراءة والبساطة‏.‏ فالطفل يولد بريئا‏,‏ ويعيش فترة طفولته في براءة‏.‏ إنه لا يعرف شرا بل لا يعرف أي نوع من الشرور‏.‏ لا يعرف الخبث ولا المكر ولا الكراهية‏.‏ وكل هذه من طباع الكبار التي قد يغرسونها فيه حينما يكبر‏,‏ للأسف الشديد‏.‏ وهو لا خبرة له أيضا للشر‏.‏ وبراءة الطفل أصبحت مثلا عند الناس‏.‏ وكما قال نزار القباني علي الشخص الذي يحاول أن يتظاهر بالبراءة‏:‏
اليوم عاد كأن شيئا لم يكن
وبراءة الأطفال في عينيه
نعم‏,‏ إن الخداع ليس من طبيعة الأطفال وإنما هو من طبع بعض الكبار‏.‏ ونحن حينما نتكلم عن براءة الأطفال حينما نقول‏:‏ إن لهم الفكر البريء‏,‏ والمشاعر البريئة‏.‏ ولأنهم لا خبرة لهم بالشر‏,‏ لذلك لا يخجلون مما يخجل منه الكبار‏.‏
ومن الصفات الجميلة عند الطفل أنه يحب المعرفة والتعليم‏.‏ وهو يسأل ويريد أن يعرف‏.‏ ولا يخجل من السؤال والإقرار بعدم المعرفة‏.‏ وهو يقبل التعليم‏,‏ وعن طريقه ينمو في المعرفة يوما بعد يوم‏.‏
أما الكبار فقد يمنعهم عن التعلم‏:‏ إما كبرياء لا تريد أن تظهر أنها لا تعرف‏.‏ أو يمنعهم الخجل من السؤال‏,‏ أو يمنعهم الاكتفاء بما هم فيه من معرفة‏.‏ وكلما كبر الإنسان في سنه أو في مركزه‏,‏ فقد يخجل أيضا من التعلم‏.‏ وهو لا يتدرب علي المعرفة بألا يخطئ أثناء تدربه‏.‏ أما الطفل فإنه أقدر علي تعلم كل شيء‏.‏ فهو مثلا أقدر علي تعلم اللغة من كبار السن‏.‏ لأنه لا يخجل من أن ينطق ولو نطقا خاطئا يصححه له معلمه‏.‏ بينما الكبير لا يفعل ذلك‏.‏
وأنت يا أخي القارئ حاول أن تتشبه بنمو الأطفال في المعرفة‏.‏ وأقصد المعرفة النافعة لك‏.‏ ومادمت قد كبرت في السن‏,‏ أمامك ألوان أساسية في المعرفة غير ما يسعي إليه الطفل‏.‏ عليك مثلا أن تعرف نفسك‏,‏ وأن تعرف الله‏,‏ وتعرف ‏,‏ وتعرف الطريق السليم الذي يوصلك‏.‏ وليكن لك التواضع الذي به تسأل وتطلب المعرفة‏,‏ دون أن تخجل‏.‏ ولا تتظاهر في كل شيء بأنك تعرف‏,‏ ودون أن تكون حكيما في عيني نفسك‏...‏ إن الطفل يرتفع عن هذا المستوي‏.‏ ويسأل باستمرار‏.‏ ولا يشعر أن السؤال يخدش كرامته‏.‏ فالطفل مرتفع عن مستوي هذا الاهتمام الضخم للكرامة‏.‏
من صفات الطفل أنه دائم النمو‏.‏ فهو ينمو دائما في القامة‏,‏ كما ينمو في المعرفة‏,‏ وهو ينمو في أشياء كثيرة‏.‏ فمن جهة القامة يصل الكبار إلي حد معين لا تنمو فيه قامتهم‏.‏ ولكنهم من جهة النمو عليهم أن ينمو في مجالات أخري ينبغي أن يمارسوها‏.‏ ومنها النمو في الروح والعقل‏,‏ وفي المعرفة وفي الحكمة‏,‏ وفي كل فضيلة وعمل صالح‏.‏ إذن حاولوا أن تتعلموا من الأطفال فضيلة النمو‏,‏ في المجالات المتاحة لكم‏.‏
من صفات الطفل أيضا الصدق‏,‏ وعدم الشك‏.‏ فهو يقول الصدق باستمرار‏,‏ إلا إذا خاف من عقوبة الكبار‏.‏ لذلك علي الكبار أن يطمئنوه باستمرار‏,‏ ولا يصح أن يلجأوا إلي العقوبة في كل شيء إنما بالإرشاد بدلا من العقوبة‏.‏ وهكذا ينزعون منه عامل الخوف الذي يكون جديدا عليه‏,‏ وبالتالي يثبتونه في الصدق الذي هو طبيعته‏.‏
من طبيعة الطفل أيضا أنه يثق ولا يشك‏.‏ إلا إذا خدعه الكبار‏,‏ فيبدأ يشك‏.‏ أما الشك فهو إذن دخيل علي طبيعته النقية‏.‏ هل يستطيع الكبار أن تتنقي طبيعتهم من الشك؟ أم أن فلاسفتهم يقولون إن الشك هو الطريق إلي المعرفة‏!‏ وبهذا يعلمون الأطفال الشك أيضا‏.‏
يعجبني في الطفل أيضا صفة البشاشة‏.‏ فهو باستمرار بشوش ويحب البشاشة‏.‏ يحب المرح‏,‏ ويحب أن يضحك‏,‏ ويحب من يضحكه‏.‏ إنه لا يحمل أمور الدنيا فوق كتفيه كما يفعل الكبار‏.‏ ولا يفكر في مشاكل اليوم ولا مشاكل الغد ولا هموم المستقبل‏.‏ بل يعيش باستمرار في سلام قلبي لا يعرفه الكبار‏.‏ بل هو لا يعرف كلمة مشكلة إنها لم تدخل في مفردات قاموسه اللغوي بعد‏.‏ وإن حدث وصادفه شيء من الضيق‏,‏ يلقي كل ذلك علي أبيه وأمه‏,‏ ويستمر في نقاوة قلبه من الضيق‏.‏ وحتي في أشد الأوقات خطورة‏,‏ تجد البيت كله منزعجا ومتوترا ومتوقعا شرا‏,‏ ما عدا الطفل‏.‏ فليتك يا أخي القارئ تتشبه بما يحمله الأطفال من هدوء ومن سلام قلبي ومن فرح‏.‏ وإن صادفتك مشكلة‏,‏ فحاول أن تحتفظ بهدوئك‏,‏ واشعر بان لها حلولا‏.‏ إن لم تقدر عليها‏,‏ فإن الله ـ تبارك اسمه ـ هو حلال المشاكل‏.‏
من صفات الطفل الجميلة أيضا أنه لا يحمل حقدا‏.‏ قد يوجد ما يغضبه أو يضايقه أو يحزنه‏.‏ ولكن هذا كله يأخذ وقته وينتهي‏,‏ دون أن يخزنه في قلبه أو في مشاعره كما يفعل الكبار وما أسرع أن يتصافي ويلعب مع طفل آخر كان يتعارك معه منذ لحظات‏.‏ فالطفل سريع التصالح‏.‏ وقد يضربه أبوه أو أمه‏.‏ وبسرعة يأتي فيرتمي في حضنهما‏.‏ وفي عطفهما ينسي كل ما حدث‏.‏
والطفل يتميز بعمق الإيمان ويقبل كل حقائق الإيمان‏.‏ دون أدني شك‏.‏ إنه يولد مؤمنا‏.‏ نقول له نصلي‏,‏ فيصلي‏.‏ قل يارب‏,‏ فيقول‏,‏ دون أن يسأل من هو الله؟ وما هي السماء؟
ومع كل ذلك أسمع من بعض الأمهات الشكوي من اشقاوة الأطفال‏,‏ إن ما يسمي بكلمة شقاوة هو نوع من نشاط للطفل الذي يريد أن يتحرك ويجري ويتكلم‏.‏ وعلي الرغم من كل ما قلناه قد يوجد للطفل بعض الأخطاء مما يترسب فيه من البيئة ومن تربية خاطئة‏.‏ أما طبيعة الطفل الفاضلة فهي أمثولة طيبة وقدوة صالحة للكبار‏.


بقلم: قداسة البابا شنودة الثالث







التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 04-19-2012, 07:13 AM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
 
افتراضي






عظات قيمه ومباركه
شكرا للمجهود المبارك
شفاعة البابا شنوده تكون معنا جميعا






التوقيع

:p:p:p

رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين