نظرة الآباء القديسين إلى الصوم الكبير - منتدى ام السمائيين و الارضيين
الرئيسية التسجيل مكتبي
Image
البحث الأعضاء الرسائل الخاصة


منتدى ام السمائيين والارضيين


   
العودة   منتدى ام السمائيين و الارضيين > منتدى الاصوام المقدسه > قسم خــــــزين السنه صوم 2017 الصوم الكبير
 
قسم خــــــزين السنه صوم 2017 الصوم الكبير خاص وحصرى بمنتدانا

إضافة رد
   
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 02-19-2012, 04:36 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية mena_malak
 

 

 
Post نظرة الآباء القديسين إلى الصوم الكبير





نظرة الآباء القديسين إلى الصوم الكبير

ينظر الآباء إلى الصوم الكبير على أنه بالأساس موسم شركة مع المسيح في جهاده من أجلنا: ”صوموا مع المخلص لكي تتمجدوا معه“. هذا القول لقديسنا الكبير أنبا مقار في خطابه الأخير الذي قاله في أواخر أيامه (بستان الرهبان قول 54)، حيث يقول:

[إن أول العصيان كان من آدم أبينا في الفردوس بسبب شهوة الطعام، وأول الجهاد من سيدنا المسيح كان في البرية في الصيام([1])... فصوموا مع المخلصِ لتتمجدوا معه وتغلبوا الشيطانَ].

لذلك كان الآباء دائماً يقولون إن بداية أي جهاد هي الصوم. ويقول أيضاً أنبا مقار في نفس العظة:

[إن صوم الأربعين هو الخميرة للسنة كلها، فيجب أن نوفيه باحتراس لأن الخميرة إذا فسدت أفسدت العجين كله]([2])

القديس مار اسحق نقل كثيراً عن أنبا مقار فهو يستشهد أكثر من مرة بما جاء في ”الكتاب الذي وضعه القديس مقاريوس“([3]). لذلك ليس غريباً أن نجد عنده نفس أفكار أنبا مقار بخصوص الصوم. يقول مار اسحق:

[إن أول وصية وُضعت على طبيعتنا في البداية كانت ضد تذوّق الطعام، ومن هذه النقطة سقط رئيس جنسنا، لذلك فإن أولئك الذين يجاهدون من أجل خوف الله يجب أن يبدأوا البناء من حيث كانت أول ضربة. مخلصنا الصالح عندما أظهر نفسه للعالم عند الأردن ابتدأ من هذه النقطة، فحينما اعتمد قاده الروح إلى البرية مباشرة فصام أربعين يوماً وأربعين ليلة، لذلك كل الذين يريدون أن يتبعوا خطواته يجب أن يضعوا أساس جهادهم على نموذج عمله.]

[هذا السلاح (الصوم) قد صقله الله، فمن ذا الذي يجترئ على احتقاره؟! (أي من يستطيع أن يقول إن الصوم غير مهم، أو يمكن الاستغناء عنه؟) إن كان معطي الناموس قد صام بنفسه، فكيف لا نصوم نحن الذين وُضع الناموس من أجلنا؟!]([4]).

ويقول القديس أنطونيوس في عظته لتلاميذه (في سيرته بقلم ق. أثناسيوس):

[لأن ما قاله الرب للشيطان فعله من أجلنا (نفس ما قاله آباء الكنيسة اللاهوتيون: إن كل ما فعله الرب بالجسد فعله من أجلنا)، حتى إذا ما سمعت الشياطين منا كلمات مماثلة هربت من قبل الرب الذي انتهرها بتلك الكلمات].

وقبل هذا القول مباشرة يقول القديس أنطونيوس في عظته:

[أما الرب فلم يسمح بأن يضللنا إبليس لأنه كلما صوّب نحوه ضلالات كهذه انتهره قائلا: ”اذهب عني يا شيطان، لأته مكتوب...“. إذن فلنحتقر المضل أكثر فأكثر لأن ما قاله الرب للشيطان فعله من أجلنا حتى إذا...]([5])

انظر ما أعظم السلطان الذي أعطاه لنا الرب: أن نستعمل نفس الكلمات التي قالها الرب ضد الشيطان، فيندحر الشيطان بسببها أمامنا، ليس من أجلنا، ولكن من أجل الرب الذي انتهره بهذه الكلمات.

لذلك قال الرب: «ها أنا أعطيكم سلطاناً أن تدوسوا على الحيات والعقارب وكل قوة العدو» (لو19:10). نفس السلطان الذي به غلب الرب الشيطان أعطاه لنا وسلَّمه إيانا مجاناً.

هذه هي أهمية أن نبني جهادنا في الصوم الكبير على الشركة مع الرب. هذا هو أعظم مكسب نكسبه في الصوم: أن تكون لنا شركة مع الرب.

يقول أبونا الروحي (الأب متى المسكين) في مقالته ”على جبل التجربة“:

[انصبغت الأصوام في الأرثوذكسية بصبغة لاهوتية، لا كمقاومة فردية للشيطان والخطية، بل كشركة في انتصار محقق أكمله الرب عنا لقبول نتائج فائقة على إمكانيات الإنسان!!]([6])

عندما تصوم وتجاهد ضد الشيطان لستَ تجاهد بعافيتك أو بقوتك أنتَ ”لا كمقاومة فردية للشيطان والخطية، بل كشركة في انتصار محقق“، هذا الانتصار قد تمَّ بالفعل. أنت تجاهد لتقبل من المسيح نتائج تفوق إمكانياتك أنت.

لاحظ أن الإنسان غلبان جداً أمام الشيطان، فالشيطان أصلاً طبيعة ملائكية ساقطة، هو جبار، فلا وجه للمقارنة بينه وبين الإنسان، لا يوجد تكافؤ للفرص لو أننا نجاهد أمامه، ولكن شكراً لله الذي نزل ولبس الجسد البشري ولبس طبيعتنا وقاوم الشيطان بطبيعتنا المتحدة بطبيعته.

هذه النقطة مهمة جداً، والآباء أكّدوا عليها كثيراً: أن الرب قاوم الشيطان بطبيعتنا المتحدة بطبيعته. كان مهماً جداً أن ينتصر الرب بطبيعتنا. لماذا؟ حتى تُحسب النصرة لنا نحن، لأنه لو كان قد انتصر على الشيطان كإله مجرد، أي ككلمة الله غير المتجسِّد، لكانت هذه النصرة شيئاً طبيعياً بالنسبة لله، ولا يكون لنا في هذه النصرة شيء، ولكن الرب انتصر بجسد بشري لكي تُحسب النصرة لنا. ولو كان بجسد بشري مجرد لما كان ممكناً أن ينتصر. لذلك كان لابد أن ينتصر بجسد متحد باللاهوت اتحاداً كاملاً.

([1]) لاحظ أن القديس بولس الرسول هو أول من وضع هذه المقارنة بين آدم الأول الذي سقط وأسقط معه الجنس البشري كله، وبين آدم الثاني الذي انتصر على الشيطان وغلبه فانتشرت الغلبة والنصرة من المسيح إلى الجنس البشري كله. ومن بعد القديس بولس تناقل معظم القديسين هذه الفكرة.




k/vm hgNfhx hgr]dsdk Ygn hgw,l hg;fdv







التوقيع

رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين