سلسلة ناظرين إلى.. يسوع - الصفحة 2 - منتدى ام السمائيين و الارضيين
الرئيسية التسجيل مكتبي     البحث الأعضاء الرسائل الخاصة


منتدى ام السمائيين والارضيين


   
العودة   منتدى ام السمائيين و الارضيين > منتدى الطريق نحو الابديه > قسم الموضوعات الروحيه المختلفه
 
قسم الموضوعات الروحيه المختلفه يشمل كل الموضوعات الروحيه التى تهم كل انسان مسيحى

إضافة رد
   
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 03-06-2012, 02:32 PM   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ابو بيشو
 

 

 
افتراضي




جاء مملوءاً نعمة وحقاً


نقرأ في هوشع 7: 8 «أَفرايم صارَ خُبزَ مِلَّةٍ لَمْ يُقلَبْ»، أي إن أفرايم أصبح مثل الكعكة التي وُضعت على النار لتُخبَز ولكنها تُركت على جانب واحد، حتى احترق والجانب الآخر ما زال نيئًا؛ والنتيجة أن تصبح الكعكة غير صالحة للأكل بالمرة. ويستخدم الرب هذا التشبيه لتوضيح الحياة البشرية غير المتزنة، حيث نرى الإنسان ينحاز ويتطرف في اتجاة معين وينسى الجانب الآخر تمامًا؛ وتكون النتيجة حرمانه من الحياة الناضجة الصحيحة، وحرمان الآخرين من الاستفادة من إمكانياته ومواهبه التي أعطاها له الله.



لكن عندما ننظر إلى سيدنا العظيم، كالإنسان الكامل على الأرض، نراه يطبِّق مبدأ الاتزان الكامل في حياته، مُحقِّقًا ما جاء عنه بالنبوة «قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة خامدة لا يطفئ، إلى الأمان يُخرِج الحق» (إشعياء 42: 3)، وفيه «الرحمة والحق التقيا، البر والسلام تلاثما» (مزمور 85: 10). وعندما كان في الأرض، قيل عنه «مملوءًا نعمة وحقًا» (يوحنا 1: 14). لنتأمل قليلاً في بعض المواقف التي نرى فيها حياة الاتزان الصحيحة التي عاشها على أرضنا، فنتعلم منه هذا الدرس الهام.
أولاً: في الحياة الشخصية

  1. الخلوة الشخصية والخدمة: كثيرًا ما ننشغل بالخدمة والمسؤوليات اليومية العاجلة والهامة، فلا نجد الوقت الكافي للجلوس والسكون في الخلوة مع إلهنا المحب؛ وتكون النتيجة اضطرابات وتوترات في الحياة. لكن ما أعظم سيدنا، الذي نقرأ عنه في إنجيل مرقس، كالخادم الكامل، أنه كان يقضي فترات كثيرة في الصلاة منفردًا، سواء في الصباح الباكر أو في المساء، ثم يتجة إلى تتميم العمل الذي أعطاه الآب أن يكمله (مرقس 1: 21-35).

  2. الخضوع للآب السماوي وللسلطات الأرضية: كثيرًا ما ننخدع من العدو ونُقنع أنفسنا بأنّ الخضوع لله يبرّر لنا تجاوزنا في الخضوع للسلطات الأرضية أيضًا. فعندما كان في سن الثانية عشر من عمره، وذهب مع أبويه الأرضيين إلى الهيكل، ودخل وجلس وسط المعلّمين يسمعهم ويسألهم، كان لسان حاله «ينبغي أن أكون في ما لأبي». ولكن عندما جاء أبواه، وطلبا أن ينزل معهما إلى الناصرة «نزل معهما... وكان خاضعًا لهما» (لوقا 2: 45-51). وفي مرة أخرى، سُئِل عن أعطاء الجزية لقيصر، فكان جوابه «أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله» (مرقس 12: 17).

  3. الاهتمام بالخدمة لم يُنسه الاهتمام بأمه: البعض يُقنع نفسه بأن الانشغال بخدمة الرب والآخرين تأخذ الأولوية، حتى على حساب احتياجات العائلة. ولكن ما أعظم سيدنا! حيث نراه وهو على الصليب، في أصعب مشهد على الأرض، وهو في قمة الآلام تنفيذًا لخطة الله العظيمة للخلاص، لم ينسَ احتياجات أمه المطوبة مريم ومشاعرها الحزينة، فنقرأ «فلمٍّا رأَى يسوع أُمَّهُ والتلميذ الذي كان يُحبُّهُ واقفًا، قال لأُمهِ: يا أمرأة، هوذا ابنكِ. ثم قال للتلميذ: هوذا أمُّكَ» (يوحنا 19: 26، 27).

  4. المشاركة في أفراح وأحزان الآخرين: يظن البعض أن مشاركة الآخرين أفراحهم أو أحزانهم ليس له أهمية خاصة في الحياة، ونسوا ما يُعلِمهُ الروح القدس «فرَحًا مع الفَرحينَ وبُكاءً مع الباكينَ» (رومية 12: 15). وهذا ما نراه في حياة سيدنا على الأرض فنقرأ أنه «كان عرسٌ في قانا الجليل... ودُعيَ أيضًا يسوعُ وتلاميذهُ إلى العرسِ»، ثم نقرأ عن حادثة إقامة لعازر من الأموات «فلما رآها (مريم) تبكي واليهود الذين جاءوا معها يبكون... بكى يسوع» وهكذا كان وجوده في الحالتين الفرح والحزن ليس فقط مشاركة اجتماعية بل سبب بركة عظيمة لكل الحاضرين (يوحنا 2: 1-11؛ 11: 17-44).


ثانيًا:في الخدمة والتعامل مع الآخرين

  1. الاهتمام بالجموع الغفيرة وكذلك الأشخاص منفردين: يميل البعض للاهتمام بالأعداد الكثيرة ويهملون الاحتياجات الفردية، لكن سيدنا؛ وسط مشاغله الكثيرة والجموع الغفيرة التي كانت تحيط به، لم ينسَ أو يقلِّل من أهمية العمل الفردي؛ فنقرأ مثلاً في يوحنا 4 قصة تقابلة مع المرأة السامرية على انفراد حيث روى عطشها الروحي فتحولت إلى امرأة كارزة للآخرين. وغيرها في الإنجيل ذاته.

  2. الاهتمام بالأمور الكبيرة وكذلك الصغيرة: عندما نقرأ معجزة إشباع الجموع الغفيرة في الأناجيل الأربعة، نرى كيف أن السيد العظيم لم يهتم فقط بإشباعهم من الخبز والسمك بل اهتم أيضًا بطريقة توزيع الطعام؛ حيث أمر التلاميذ أن يُتكئوا الجموع «رفاقًا رفاقًا» على العشب الأخضر، ثم بعد أن أكلوا وشبعوا «قال لتلاميذه: اجمعوا الكِسر الفاضلة لكي لا يضيع شيء» (مرقس 6: 39-44). أين نحن من هذا؟ كثيرًا ما نركز على الأمور الكبيرة ولا نهتم بالتفاصيل الصغيرة؛ فنُصاب بالفشل في تحقيق الهدف المطلوب من الخدمة.

  3. الاهتمام بالاحتياجات الروحية وكذلك الجسدية للمخدومين: كثيرًا ما نركز على الاحتياجات الروحية للنفوس التي نخدمها وننسى أن الله خلق الإنسان كيانًا واحدًا متكاملاً، روحًا ونفسًا وجسدًا، فتكون خدمتنا ناقصة. أما سيدنا فنقرأ عنه أنه «أبصر جَمعًا كثيرًا، تحنن عليهم وشفى مرضاهم» ولما تقدم إليه التلاميذ قائلين «الموضع خلاء والوقت قد مضى، اصرف الجموع لكي يمضوا إلى القرى ويبتاعوا لهم طعامًا»، كان جوابه لهم «لا حاجة لهم أن يمضوا، أعطوهم أنتم ليأكلوا» وكانت النتيجة النهائية «أكل الجميع وشبعوا» لقد سدد الاحتياجات الروحية والنفسية والجسدية (متى 14: 14-21). ما أعظمه معلِّمًا!

  4. الغيرة المقدّسة والانتباه لعدم إيذاء الآخرين: كثيرًا ما نندفع بغيرة مقدسة صحيحة، لكن لا نراعي وضع الآخرين الذين نتعامل معهم؛ فنتصرف بدون حكمة ونتسبب في إيذاء الآخرين بدلاً من إصلاح وضعهم، وهكذا تفقِد رسالتنا تأثيرها الصحيح في النفوس. ولكن دعونا نتأمل ما فعله سيدنا عندما دخل الهيكل ووجد الذين كانوا يبيعون بقرًا وغنمًا وحمامًا والصيارف جلوسًا. ماذا فعل؟ صنع سوطًا من حبال وطرد الجميع من الهيكل الغنم والبقر، وكب دراهم الصيارف وقلب موائدهم. ولكن يا للعجب، عندما جاء إلى باعة الحمام لم يقلب أقفاص الحمام، وإلا كانت قد طارت في السماء وخسر الباعة مصدر رزقهم. لكن ما أمجدة سيدنا إذ قال «ارفَعُوا هذهِ مِنْ ههُنا» (يوحنا 2: 13-17).

  5. كلام النعمة المصلح بملح: ما أخطر تأثير الكلمة على سامعيها وبحق قال الرب يسوع «بكلامك تتبرر وبكلامك تُدان» (متى 12: 37). كثيرًا ما لا نتنبة لكلامنا الخارج من أفواهنا، ونندفع بدعوى إعلان الحق دون انتقاء الكلمات المناسبة للشخص الذي نتكلم معه، فنقدم “ملحًا بدون نعمة”. دعونا نرجع لمقابلة الرب مع المرأة السامرية، ونرى كيف كان حديثهُ معها المثال الأعظم لتوازن النعمة والحق معًا. فعندما قال لها «ادعِي زَوجَكِ» كانت إجابتها «ليس لي زوج». فماذا كان ردّه؟ كان يمكن أن يقول لها “نعم أنا أعلم انكِ تعيشين في الزنا وعليك أن تتوبي عن ذلك الآن”. لكن ما أعظمه مثالاً في كل شيء، قال لها «حسنًا قُلتِ... هذا قُلتِ بالصدقِ». وهكذا استطاع كلام النعمة المُصلَح بالملح أن يكسر الحاجز النفسي لديها لتفتح قلبها له حتى النهاية.
هذا قليل من كثير نرى فيه حياة الاتزان الرائعة التي عاشها سيدنا العظيم على الأرض.

ليتنا نتعلم هذا الدرس الرائع والهام فلا ننجرف للتطرف إلى اتجاه معين دون أن نضع في الاعتبار الجوانب المختلفة من الأمر، وبالتالي بدلاً من أن نكسب الآخرين نتسبب لهم في متاعب أكثر.
لنذهب إليه ونتعلم منه، فهو الذي قال بحق «تعلَّموا منِّي، لأني وديع ومتواضع القلب»
(متى 11: 29).









التوقيع

آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 03-06-2012 في 03:38 PM.
رد مع اقتباس
قديم 03-06-2012, 02:37 PM   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ابو بيشو
 

 

 
افتراضي




تعالوا أنتم منفردين


عندما خلق الله الإنسان نقرأ القول: «وقال الله: نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا» (تكوين1: 26)، ثم يأتي القول في أمثال8: 31: «لذاتي مع بني آدم». وهكذا يُعلن الله منذ البداية قيمة الإنسان كفرد بالنسبه له. وعلى مر الزمان نرى اهتمام الله الواضح بالإنسان كفرد، وكيف يتعامل مع كل واحد بمفرده بطريقة خاصة متلائمة مع شخصيته وظروفه.
وفي حياة الرب يسوع على الأرض كان يهتم بالنفوس ليس فقط كمجموعات، بل ركَّز كثيرًا على أهمية التعامل الفردي المتميز مع نفوس كثيرة؛ فنجده يسير المسافات الطويلة ليتقابل مع أشخاص منفردين ليعالج وضعهم ويردهم إلى الطريق الصحيح. ودعونا نستعرض مفهوم العمل الفردي وأهميته متعلمين من سيدنا العظيم.



أولاً: أهمية العمل الفردي
1- تقدير الرب للفرد
في مثل الخروف الضال نقرأ: «ألا يترك التسعة والتسعين في البرية ويذهب لأجل الضال حتى يجده؟» (لوقا15). وهذا ما نراه واضحًا في حياة سيدنا عند ما كان هنا على الأرض؛ فمثلاً نراه يترك اليهودية ويمضي إلى الجليل وفي الطريق يجتاز السامرة ويأتي إلى مدينة سوخار ثم يجلس على البئر ليتقابل مع المرأة السامرية ويتكلم معها على انفراد (يوحنا4).
2- اختلاف الشخصيات البشرية
لقد خلق الله الإنسان بطبيعة وشخصية متميزة مختلفة كل واحد عن الآخر، وبحق كتب المرنم قديمًا: «نَسَجْتَني في بطن أمي. أحمدك من أجل أني قد امتزتُ عجبًا» (مزمور139: 13، 14). وهناك أشخاص لا يمكن التواصل معهم بطريقة مؤثرة إلا على المستوى الفردي، وهذا ما نرى السيد العظيم يفعله؛ فنراه مثلاً يتقابل مع المرأة السامرية على انفراد بعد ما مضى تلاميذه إلى المدينة ليبتاعوا طعامًا (يوحنا4: 11). كما نراه يجلس مع نيقوديموس ليلاً منفردين ليقوده إلى طريق الحياة الأبدية (يوحنا3).
3- اختلاف الظروف التى يعيش فيها الشخص
كثير من الناس يعيشون في ظروف شخصية أو اجتماعية خاصة تضع أمامهم عوائق كثيرة لسماع الأخبار السارة في الاجتماعات العامة؛ لذا يتطلب الأمر الوصول إليهم حيث هم وعلى انفراد. وهذا ما نراه في مقابلات السيد العظيم مع نيقوديموس الفريسي، والمرأة السامرية، ومريض بيت حسدا (يوحنا5).



ثانيًا: أهداف العمل الفردي
لكي ينجح العمل الفردي يجب أن يضع الخادم أمامه أهدافًا محدودة واضحة تتناسب مع حالة ووضع كل شخص، وهذا ما نتعلمه من سيدنا الخادم العظيم:
1- تغير الحياة والحصول على الولادة الجديدة
وهذا ما نراه في مقابلة الرب مع نيقوديموس الذي كان تركيز الرب معه في القول: «ينبغي أن تولدوا من فوق» (يوحنا3: 7). ثم المرأة السامرية حيث قال لها: «من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد» (يوحنا4: 14).
2- تصحيح مسار المؤمن
كما حدث مع تلميذي عمواس، فبعد ما اقترب منهما الرب وسار معهما الطريق كله إلى عمواس، صحَّح أفكارهما فرجعا مباشرة إلى أورشليم (لوقا24: 13 35). كما نرى ذلك أيضًا في مقابلة الرب لبطرس عند بحر طبرية وهو يحاول أن يصطاد السمك مرة أخرى «وقال له: اتبعني» (يوحنا21: 1 19).
3- التشجيع وتصحيح الأفكار
وهذا ما نراه بعد تقابل الرب مع مريم المجدلية عند القبر الفارغ بعد قيامته، فتحولت من باكية مضطربة إلى أول مبشرة كارزة بقيامته من الأموات (يوحنا20: 1 18). وأيضًا ما حدث عند ما ظهر الرب للتلاميذ بعد قيامته لكي يتقابل مع توما المتشكك حيث هتف بعدها قائلاً: «ربي وإلهي» (يوحنا20: 24 29).
4- نحو القامة الروحية
وهذا واضح في تعامل الرب مع مريم أخت مرثا، ففي المرة الأولى «جلست مريم عند قدمي يسوع وكانت تسمع كلامه» (لوقا10: 39)، وفي المرة الثانية «أخذت مريم مَنًا من طيب ناردين خالص كثير الثمن ودهنت قدمي يسوع ومسحت قدميه بشعرها» (يوحنا12: 3).
5- إعداد المؤمن للخدمة
وهذا واضح مما حدث مع أندراوس، فبعد ما مكث مع الرب على انفراد، مع تلميذ آخر، يومًا كاملاً، رجع إلى بيته وأخبر أخاه سمعان عن المسيح ثم جاء به إليه (يوحنا1: 35 42)، وأيضًا تكرّر هذا مع فيلبس الذي بعد ما تبع يسوع على انفراد ذهب وجاء بنثنائيل إلى يسوع (يوحنا1: 43 47).



ثالثًا: الأسلوب الصحيح للعمل الفردي
كثيرون يفشلون في العمل الفردي وبدلاً من أن يساعدوا الآخرين يكونون سببًا في تفشيلهم، لكن دعونا نتعلم من السيد الأساليب الصحيحة التي اتَّبعها في تعامله مع النفوس فاستطاع أن يربحها ويغير حياتها:
1- معرفة المدخل الصحيح للتواصل
لكي ننجح في العمل الفردي علينا أن نفتش على المدخل الصحيح للتعامل مع الأشخاص ونتعلم من سيدنا الذي بدأ الحديث مع نثنائيل بالقول: «هوذا إسرائيلي حقًّا لا غش فيه» (يوحنا1: 47)، أما مع نيقوديموس بالقول: «إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله» (يوحنا3: 3)، وأما المرأة السامرية فقال لها: «أعطيني لأشرب» (يوحنا4: 7).
2- معرفة حالة الشخص واحتياجه الرئيسي
لكل شخص احتياج أساسي يشغله وعدم تسديده بالطريقة الصحيحة يتسبب في تعطيل مسيرة حياته وقد يُسقِطه في أخطاء كثيرة. لذلك علينا التركيز في معرفة حالة الشخص وما يشغله. فنيقوديموس كان فريسيًّا ملتزمًا بالشريعة اليهودية لكنه كان يفتقد التمتع بالعلاقة الصحيحة مع الله لذلك ركز الرب معه على ضرورة الولادة من فوق. أما السامرية فكانت تفتقد للشبع العاطفي في حياتها والتي حاولت أن تقتله بطرقها الخاطئة ولم تقدر، فكلمها السيد عن الماء الحي الذي مَن يشرب منه لن يعطش إلى الأبد بل يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية.
3- استخدام الأسلوب الصحيح الذي يتناسب مع الشخص
هذا نجده واضحًا من أسلوب حديث الرب مع نيقوديموس الفريسي الذي يعرف كلمة الله في العهد القديم، فكلمه عن مفهوم الولادة من فوق، والحيَّة النحاسية. أما المرأة السامرية التي تبحث عن الشبع في مياه العالم التي لا يمكن أن تُشبِع فتكلم معها عن الماء الحي الذى يُعطي الارتواء الحقيقي.
4- التركيز على الاحتياج الرئيسي وليس الأمور الفرعية
كثيرًا ما يفشل العمل الفردي لأننا ننسى الهدف الرئيسي ونؤخَذ بعيدًا بأسئلة أو نقاشات قد تكون هامة لكنها قد تُبعدنا عن الخط الرئيسي في الحديث. ليتنا نتعلم من سيدنا الذي عندما تكلم مع المرأة السامرية ركَّز على احتياجها الرئيسي ولم يقف عند تعليقاتها الفرعية البعيدة عن الجوهر الرئيسي لاحتياجها، وحتى عندما سألته عن السجود كان رده: «صدقينى أنه تأتي ساعة لا في هذا الجبل ولا في أورشليم تسجدون للآب».
5– احترام أحاسيس الشخص ومشاعره
عندما أتى الكتبة والفريسيون بالمرأة التى أُمسكت فى زنا ليرجموها، انحنى يسوع إلى الأرض وبعد ما خرجوا واحدًا فواحدًا انتصب يسوع وقال لها: «أين هم أولئك المشتكون عليكِ؟ أما دانك أحد؟... ولا أنا أدينك. اذهبي ولا تخطئي أيضًا». فلم يجرح مشاعرها أو يذكِّرها بماضيها الشرير بل أطلقها بسلام (يوحنا8: 1 11). وأيضًا عندما ظهر عند بحر طبرية بعد قيامته من الأموات أخذ بطرس جانبًا وتكلم معه لا عن الخطإ الذى ارتكبه في رجوعه لصيد السمك وجذب التلاميذ الآخرين معه بل تكلم معه عن محبته له ثم رعاية غنمه وخرافه (يوحنا21: 1 17).
ليتنا نتعلم هذه الدروس العظيمة في العمل الفردي ولا يأخذنا العمل الجماعي عن تقديرنا لأهمية النفوس كأشخاص متميزين لهم تقديرهم وأهميتهم عند الله، فنتعامل معهم بالطريقة الصحيحة متذكرين القول: «قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يُطفئ حتى يُخرِج الحق إلى النصرة» (متى12: 20)!









التوقيع

آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 03-06-2012 في 03:40 PM.
رد مع اقتباس
قديم 03-06-2012, 02:38 PM   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ابو بيشو
 

 

 
افتراضي




ان كان أحد يخدمني فليتبعني


كثيرون هم الذين ينطلقون تحت شعار خدمة الرب، لكن قليلون هم الخدّام الحقيقيون الذين يخدمونه من قلب صادق وبحسب مشيئته ودعوته الإلهية. ولقد جاء سيدنا العظيم ليصنع لنا الصورة النموذجية الصحيحة للخادم الحقيقي الصحيح. لنتأمل قليلاً في حياة هذا الخادم العظيم، ثم نختبر أنفسنا لنعلم أين نحن، مُستمعين إلى دعوته الواضحة: «إن كان أحد يخدمني فليتبعني» (يوحنا12: 26).
أولاً: دعوة الخدمة والهدف منها
قيل عنه في النبوة «روح الرب عليَّ لأنه مسحني لأُبَشر المساكين، أرسلني لأشفي منكسري القلوب لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعمي بالبصر وأُرسل المنسحقين في الحرية وأكرز بسنة الرب المقبولة» (لوقا4: 18، 19؛ إشعياء61: 1، 2؛ نظر أيضًا متى12: 18؛ إشعياء61: 1، 2).
والآن ماذا عنَّا نحن؟ هل نحن واثقون أن الله هو الذي دعانا لهذه الخدمة التي نقوم بها؟ وهل نعرف ما هو الهدف الذي يريده الله منها؟
ثانيًا: حياة الخادم الشخصية
1- الوداعة والتواضع
نقرأ عنه القول: «لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد في الشوارع صوته. قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مُدَخِّنة لا يُطفِئ» (متى12: 19، 20؛ إشعياء42: 2، 3)، وبحق قال لنا: «تعلموا مِنِّي لأني وديع ومتواضع القلب» (متى11: 39).
عندما لم يقبله أهل قرية للسامريين قال له يعقوب ويوحنا: «يا رب أتريد أن نقول أن تنزل نار من السماء فتفنيهم؟»، التفت إليهما وانتهرهما وقال: «لستما تعلمان من أي روح أنتما. لأن ابن الإنسان لم يأتِ ليُهلك أنفس الناس بل ليُخَلِّص» (لوقا9: 51-56؛ انظر 1بطرس2: 21، 23).
دعونا نمتحن أنفسنا هنا ونتساءل: ما هي ردود أفعالنا ونحن في طريق خدمتنا عندما نتعرض إلى إساءة من الآخرين أو رفضهم لنا؟!
2- حياة الاكتفاء الزمني
عندما جاء واحد قائلاً له: «يا سيد أتبعك أينما تمضي»، قال له: «للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار أما ابن الإنسان فليس له أين يُسنِد رأسه» (لوقا9: 57، 58). ونقرأ أيضًا القول: «مضى كل واحد إلى بيته أما يسوع فمضى إلى جبل الزيتون» (يوحنا7: 53؛ 8: 1). ثم يكتب لنا بولس الرسول: «تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح أنه من أجلكم افتقر وهو غني لكي تستغنوا أنتم بفقره» (2كورنثوس8: 9).
ماذا عنَّا نحن؟ هل نعيش حياة الاكتفاء الفعلي ونحن في طريق الخدمة؟ هل أمور العالم المادية لا تمثل شيئًا في حياتنا أو اهتماماتنا الفعلية؟!
3- الثبات على هدف الخدمة
قال: «طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله»، وكذلك: «قد نزلتُ من السماء ليس لأعمل مَشيئتي بل مَشيئة الذي أرسلني»، وفي نهاية خدمته على الأرض نسمعه يقول للآب: «أنا مَجَّدتك على الأرض. العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته» (يوحنا4: 34؛ 6: 38؛ 17: 4).
هل ينطبق هذا علينا؟ هل نحن ثابتون في مسيرتنا لتنفيذ مشيئة الله في حياتنا وإتمام الخدمة التي أخذناها منه مهما قابلتنا المتاعب والآلام والمضايقات؟!
4- الشركة المستمرة مع الآب
نقرأ عنه: «وفي الصبح باكرًا جدًّا، قام وخرج ومضى إلى موضع خلاء وكان يصلي» (مرقس1: 35)، ثم نقرأ أيضًا: «وفي تلك الأيام خرج إلى الجبل ليصلي وقضى الليل كله في الصلاة» (لوقا6: 13)، وفي بستان جثسيماني نراه «جثا على ركبتيه وصلَّى... وإذ كان في جهاد كان يصلي بأشد لجاجة» (لوقا22: 39-46).
ماذا عنَّا نحن؟ هل نقضي وقتًا كافيًا في شركة شخصية مع إلهنا؟ أم هل تأخذنا مشاغل الحياة والخدمة ولا نجد وقتًا نقضيه مع إلهنا؟!
ثالثًا: أسلوب الخدمة
1- البذل والعطاء
نسمعه يقول: «ابن الإنسان لم يأتِ ليُخدَم بل ليَخدِم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين» (متى20: 28)، و«إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتَمُت فهي تبقى وحدها ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير» (يوحنا12: 24)، وفي الليلة الأخيرة من حياته على الأرض وهو مع تلاميذه في العلية: «قام عن العشاء وخلع ثيابه وأخذ مِنشفة واتَّزر بها ثم صَبَّ ماء في مغسل وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة» (يوحنا13: 4، 5).
ماذا عنَّا نحن الذين نخدم؟ هل نعيش حياة البذل والتضحية لأجل الآخرين؟!
نسمعه يقول لتلاميذه: «إني أعطيتكم مثالاً حتى كما صنعتُ أنا بكم تصنعون أنتم أيضًا» (يوحنا13: 15؛ انظر متى11: 29)، وفي نهاية حياته على الأرض، عندما قبض عليه رؤساء الكهنة لكي يحاكموه، نقرأ القول: «كان رؤساء الكهنة والمجمع كله يطلبون شهادة على يسوع ليقتلوه فلم يجدوا» (مرقس14: 55).
ليتنا نمتحن أنفسنا؛ نحن الذين نخدم، هل نحن قدوة صحيحة للذين نخدمهم؟ ماذا يقول الآخرون عنَّا؟ هل نقود الآخرين عمليًّا للحياة الصحيحة؟ أم نحن سبب عثرة في أوقات كثيرة؟!
3- كلام النعمة المصلح بملح
نراه عندما تكلم مع المرأة السامرية ليضعها أمام حقيقية حياتها يقول: «حسنًا قلتِ... هذا قلتِ بالصدق» (يوحنا4: 17، 18)، وعندما أحضر الفريسيون المرأة الخاطئة ليرجموها وليجربوه قال لهم: «من كان منكم بلا خطية فليرمها أولاً بحجر» ثم قال للمرأة: «ولا أنا أدينك. اذهبي ولا تخطئي أيضًا» (يوحنا8: 2-11).
فماذا عن أسلوب كلامنا مع الآخرين؟ هل لدينا الاتزان الصحيح؟ أم نسقط في خطإ الاندفاع في الكلام، الأمر الذي قد يتسبب في هروب الآخرين مِنَّا ورفضهم لسماع ما نقول؟!
4- تقدير قيمة النفوس واحتياجاتهم
نراه يمشي الساعات الطويلة، حتى تعب من السفر وجلس على البئر، ليتقابل مع امرأة خاطئة من السامرة (يوحنا4: 6؛ انظر 5: 1-9)، كما نراه يهتم باحتياجات الجموع الكثيرة التي طلبت أن تسمعه وتبعته ثلاثة أيام، فيقول للتلاميذ: «إني أشفق على الجمع لأن لهم ثلاثة أيام... لئلا يخوروا في الطريق» (متى15: 32-36)، كما نراه يأتي ليسير مع تلميذي عمواس المُحبَطين ليرد نفوسهم ويُرجعهم إلى الطريق الصحيح (لوقا24: 13-33).
فماذا عنَّا نحن؟ هل نقود النفوس التي نتعامل معها مهما كانت حالتها الأدبية أو الروحية؟ هل نهتم باحتياجاتهم المختلفة ونعمل على تسديدها بالطريقة الصحيحة؟!
هذا قليل من كثير. ليتنا نتعلم من هذا السيد العظيم؛ فنحقِّق مشيئة الله في خدمتنا، وعندها










التوقيع

آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 03-06-2012 في 03:41 PM.
رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين