المرأة السامرية

المرأة السامرية



وحنا 4
من هي المرأة السامرية؟
لم يذكر الكتاب اسمها، فقط أشير إليها مرتين بالعبارة "امراة من السامرة".
(يو 4: 7، 9).

والواقع أننا لسنا بحاجة إلى معرفة اسمها، ليس لأنها امرأة خاطئة، بل لأن الوحي نفسه قصد ألا يذكره. وما من امرأة أخطأت واقتربت من المسيح إلا وأخفي اسمها.
ما اسم المرأة الخاطئة التي جاءته في بيت سمعان الفريسي؟ ما اسم المرأة التي أمسكت في ذات الفعل؟ ما اسم السامرية؟
لا نعلم.
ويبدو لنا أنها امرأة كانت تحب بني جنسها وقومها. فهي سامرية حتى النخاع متعصبة لسامريتها، تحسن فن الحوار والمحاورة والمواجهة. لكنها أيضاً فقيرة لأن النساء ذات الثراء لم تكن تستقين الماء من الآبار.
كانت ذات سمعه سيئة وتعيش مع رجل ليس زوجها، بعد أن تزوجت قبله خمس مرات. ويبدو أنه سبب سمعتها السيئة، كانت تهرب من مقابلة الناس، بدليل أنها خرجت لتستقي ماء وقت الظهيرة. وليس صباحاً ومساءً. هذه هي الملامح العامة لشخصيتها ولكن ما يهمنا أ، ندرسه ونتأمله يتمثل في الآتي:

أولاً: متدينة لكنها خاطئة
نكتشف من حوار الرب يسوع مع السامرية، أنها على معرفة واسعة بالأمور الدينية، كانت تعرف أن هذا البئر هو بئر يعقوب الذي شرب منه هو وبنوه ومواشيه.
كانت على علم بسبب الخلاف بين اليهود والسامريين إذ تقول "أباؤنا سجدوا في ه ا الجبل وأنتم تقولون أن في أورشليم الموضع الذي ينبغي أن يسجد فيه" (4: 20). كما كانت تعرف عن المسيا المنتظر (4: 25).

ونلاحظ في كلامها أنها تفتخر بانتمائها للآباء "أباؤنا" بل تحب بني جنسها وقومها إذ تقول للمسيح "كيف تطلب مني لتشرب وأنت يهودي وأنا امرأة سامرية؟
ولنلاحظ معاً نغمة التعصب، ولكن بالرغم من هذه المعرفة الواسعة والتعصب الشديد إلا أنها كانت تعيش في الخطية. فهي تعرف ناموس موسى بخصوص الزنا.
لكن المسيح بحكمته نقلها من دائرة التعصب إلى دائرة الحياة الروحية، ليعلن لها: "أذهبي وادعي زوجك".
وعندما كشف لها المسيح أن من تعيش معه ليس زوجها، حاولت الهرب من مواجهة الحقيقة، ودخلت في جدل عقائدي، ومرة أخرى أخرجها المسيح من هذا الجدل بعد أن وضح لها الفرق بين مكان العبادة وكيفية العبادة؟ وبين أين نعبد؟ وكيف نعبد؟
فالمعرفة شيء والتطبيق شيء آخر.
وفي عالمنا هذا نرى الكثيرين الذين يعرفون الكتب المقدسة، ويحفظون الكلمة ويرددون الآيات ويرفعون الصلوات ولكنهم يبغضون مذاهب غيرهم وعقائدهم.

ثانياً: تملك الماء لكنها عطشى:
كانت السامرية تأتي يومياً إلى بئر يعقوب للحصول على الماء لتشرب وترتوي، ولكن هناك بئراً أعمق من الحقائق الروحية الضرورية لإشباع حاجات الإنسان.
لقد كانت تتنقل في رحلة الحياة تبحث عن الارتواء في الملذات إلى أن وصل عدد الرجال إلى خمسة أزواج ورجل ليس زوج. وهذا التنقل من رجل إلى آخر إعلاناً واضحاً عن الإفلاس الروحي والفراغ الذي تعيش فيه.. هي صورة صادقة للنفس البشرية التي تشرب من مياه العالم.
حقاً قال لها المسيح: "من يشرب من هذا الماء يعطش أيضاً ولكن من يشرب الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد بل يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية".

ثالثاً: عنيدة لكنها خضعت
تختلف السامرية عن كثير من النساء الأخريات اللواتي، قابلن يسوع في جولاته التبشيرية. البعض لازمنه أو حصلن على ما يردن بلمسات الإيمان.
هناك المرأة الكنعانية الخاطئة التي بللت قدمي يسوع بدموعها وأرملة نايين التي حركت مشاعره ببكائها على وحيدها، ولكن السامرية لم تسع إليه ولم تطلب منه شيئاً بل هو الذي طلب وسعى إليها، وأعلن لها ما لم يعلنه حتى لتلاميذه أنه هو المسيا.
عندئذ تركت السامرية جرتها ونسيت ما جاءت لأجله وذهبت تنادي "هلموا انظروا إنساناً قال لي كل ما فعلت العل هذا هو المسيح؟
(يو 3: 29).

لقد ذهب عنها عنادها أمام محبته وطرحت عنها نجاستها أمام قداسته، فتركت جرة الماء أمام ينبوع الماء الحي الذي يُشبع ويُحي.
كم من أناس مازالوا يعيشون في خطاياهم بعناد وتصميم على عدم تركها، وقد يقفون أمام الله يصلون في كبرياء وعدم انكسار.
وقد يتحدون صوت الله الداعي لهم بترك خطاياهم واختبار التوبة.
ما أروع أن تأتي للمسيح بإخلاص لا بتدين، بعطش حقيقي لا بالمظاهر، بخضوع ووداعة لا بكبرياء.
منقول

المصدر: منتدى ام السمائيين و الارضيين - من قسم: العهد الجديد

---

hglvHm hgshlvdm

ما أروع أن تأتي للمسيح بإخلاص لا بتدين، بعطش حقيقي لا بالمظاهر، بخضوع ووداعة لا بكبرياء.

أختى الفاضله مدام نجمة أورشليم

ميرسى لمرورك الجميل
الاستاذ ملاك
الرب يباركك