"و كان الرب مع يوسف فكان رجلا ناجحا و كان في بيت سيده المصري "(تك 39 : 2)

06-03-2012, 10:58 PM

"و كان الرب مع يوسف فكان رجلا ناجحا و كان في بيت سيده المصري "(تك 39 : 2)

"و كان الرب مع يوسف فكان رجلا ناجحا و كان في بيت سيده المصري "(تك 39 : 2)

النجاح الروحي والنجاح الزمنى

من أهم الصفات التى قيلت عن أولاد الله أنه ليس فيهم عقيم " ( نش 4 : 2 ، نش 6 : 6) . ، ومن ثم فهم دائماً مثمرين، والثمر علامة قوية على النجاح.

ويرتبط نجاح الإنسان فى حياته بالجانب الروحى ، إذ أن النجاح الروحى كفيل بجعل الإنسان ناجحاً فى كل شىء ..

فلئن كان الله مع يوسف ، وكان لذلك ناجح روحياً ، كان أيضاً رجلاً ناجحاً فى شتى جوانب حياته ، فلقد نجح يوسف فى كسب محبة أبيه ورضاه ، ونجح فى الإنتصار على كراهية إخوته له ، ونجح كعبد ونجح كسجين ونجح فى الانتصار على ميول الإنتقام من إخوته ، ونجح أيضاً فى التدبير عندما تولى منصب الرجب الثانى فى مصر ، فكان رجلاً ناجحاً فى سائر جوانب حياته المختلفة ، وذلك لأنه كان رجلاً ناجحاً روحياً .. نجح فى إقامة علاقة قوية بالله فشمل هذا النجاح باقى جوانب حياته ..

ومجالات النجاح كثيرة جداً ولا تقع تحت حصر فهناك من ينجح فى القضاء على ميول الغضب التى بداخله ، وهناك من ينجح كيف يقود أسرته للمسيح ، وثالث ينجح فى السيطرة على افكاره الشريرة ، ورابع ينجح فى جذب الأخرين للمسيح ، وخامس ينجح فى إختيار أصدقائه ، وسادس ينجح فى الإستفادة من وقت الفراغ ، وأخر ينجح فى أن ينتصر على كل مشغولية تعطلة من قراءة كلمة الله والجلوس لمحاسبة النفس كل يوم ، وهناك من ينجح فى معرفة قدر نفسه ... الخ

وإذا كانت مجالات النجاح هكذا عديدة ومتشعبه ، فحرى بكل إنسان ان يحرز عدداً من النجاحات فى حياته والتى تعطى له الإحساس ببنوته لله ومجد الحرية المكفول لهم .

وجدير بالإشارة إلى قصدى من هذا المقال ، فلا أعنى هنا النجاح الزمنى الذى قد يكون ليس على مستوى مشيئة الرب ، بل ما أقصده هنا هو النجاح الذى يبقى ويدوم ويكون سبباً فى سلام الإنسان ودخوله الملكوت ... أى كما ذكرت فى مستهل المقال " النجاح الروحي ".

النجاح الروحى يحتاج إلى جهاد و تعب وكد ، وكذلك النجاح الغير روحي يحتاج أيضاً إلى جهاد وتعب وكد ، فحرى بنا ان نهتم بالروحى لا بغيره ، وذلك حتى لا يكون تعبنا وكدنا وجهادنا باطلاً أو سبباً فى دينونتنا .

والنجاح الزمنى مفرح بل متاح و ممكن للذين يرغبونه ، ولكن نجاح إلى حين ..

فلقد نجح أدولف هتلر ( قائد حزب العمال الوطني إلاشتراكي وزعيم المانيا النازية ) كقائد حرب ، ونجح نيرون فى حرق روما ، ونجح دقلديانوس فى تحقيق وعيده بهرق دم المسيحين وجعله حتى ركب الخيل ، ونجح أديسون فى إختراع المصباح الكهربائي، ونجح الأغنياء الذين عاشوا فى زمان أنبا أنطونيوس فى تمجيد ذواتهم وإرضاء شهواتهم ، ولكن كلها كانت نجاحات زمنية ولم تدوم لانها كانت غير روحية ، ومن ثم فهى زمنية ، إضافة إلى أن أغلب هذه النجاحات كانت ضد إرادة الرب ومشيئته.

والآن ياصديقى أى نجاح تبتغيه ، الروحى ام غير الروحى ، إذا أخترت النجاح غير الروحى فسيكون مجدك زمنياً وفرحك لا يدوم ، بل ستعيش فى قلق وتعب ، وستبقى بعيد كل البعد عن السلام والشبع والقناعة ، إضافة إلى أنك " ستذخر لنفسك غضبا في يوم الغضب .. " (رو 2 : 5) متى كان نجاحك ليس على مستوى إرادة الرب ومشيئته وكان هذا النجاح سبباً فى تعب الأخرين وآنينهم .

صديقى اتسألنى كيف أكون رجلا ناجحاً وكيف أبدأ ، سأقول لك كن رجل الله فى البر والتقوى ..وأبدأ بالطاعة ، وسترى النجاح يسرى فى كل جوانب حياتك .. لك القرار والمصير .

المصدر: منتدى ام السمائيين و الارضيين - من قسم: قسم الموضوعات الروحيه المختلفه

", ;hk hgvf lu d,st t;hk v[gh kh[ph , td fdj sd]i hglwvd "(j; 39 : 2)