7 رسائل الانبا انطونيوس - منتدى ام السمائيين و الارضيين
الرئيسية التسجيل مكتبي     البحث الأعضاء الرسائل الخاصة


منتدى ام السمائيين والارضيين


   
العودة   منتدى ام السمائيين و الارضيين > منتدى الشهداء والقديسين > قسم خاص بالقديس العظيم الانبا انطونيوس اب كل الرهبان > قسم خاص بالانبا انطونيوس اب الرهبان
 
إضافة رد
   
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 07-25-2011, 07:46 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية mena_malak
 

 

 
Exclamation 7 رسائل الانبا انطونيوس







مقتطفات من رسائل القديس أنطونيوس
رسائل الانبا انطونيوس
هذه المقالات للقديس أنبا أنطونيوس ، بسيطة غاية البساطة ، وعميقة غاية العمق ، تتناسب مع كل قامة روحية :
- فالبعيد عن الله تحذره ثم تناديه بلطف وتشجيع منقطع النظير .
- والذى ابتدأ الطريق ولا يزال على السطح توعيه وتفتح بصيرته ، لينتقل بغاية السهولة إلى العمق .
- والذين اتخذوا طريقهم بحزم وعزم فهى ترقى بهم فوق الصعاب ، وتنير أمامهم مفاهيم جديدة ، تزيدهم إحساسا بالتقوى والغيرة ، وتلهب قلوبهم للأمساك بدرب القديسين .
إن هذه الرسائل هى دستور السعى فى طريق الخلاص ، وأنها تحمل روح أنطونيوس حقا وفعلا ، إن صدق هذا القول يتضح من القراءة والتأمل الروحى فى هذه الرسائل .
الرسالة الأولى : رسالة أنطونيوس المتوحد ورئيس المتوحدين إلى الأخوة بكل موضع :
" قبل كل شىء أهدى محبتكم السلام بالرب ..
على ما أرى ، أن النفوس التى تأتى إلى محبة الله سواء كانوا رجــالاأو نساءا ، هم ثلاث رتب
الدعوة الأولى : هناك الذين أتت إليهم الدعوة بناموس المحبة الذى فى طبيعتهم ، الذى غرسه فيهم الصلاح الأصلى ، عند خلقتهم الأولى ، وحين بلغتهم كلمة الله لم يشكوا مطلقا ، بل قبلوها باستعداد الطاعة ، كما كان أبونا ابراهيم رئيس الآباء : لأن الرب لما رأى أنه ليس بتوسط تعليم الناس تعلم أن يحب اللــــه ، بل من الناموس المغروس فى طبيعته منذ بدء خلقته ، ظهر له الله وقال : " أخرج من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التى أريك " ( تك 12 : 20 ) ، فخرج بدون تشكك واذ كان مستعدا لقبول الدعوة ، وصار مثالا لهذه الدعوة التى ما زالت ثابتة للذين يتبعون خطواته ، فهم إذ يجاهدون ساعين وراء مخافة الله بالصبر والهدوء يدركون المسيرة الصادقة التى للحياة لأن نفوسهم تكون مستعدة أن تتبع حب الله ، وهذا هو النوع الأول من الدعوة .
الدعوة الثانية : هى هذه ؛ هم الذين المكتوب يشهد لهم عن العذابات والآلام المعدة للأشرار ، والمواعيد المعدة لمن يسلك كما يحق فى خوف الله ، وبهذه الشهادات المكتوبة فى الناموس تتيقظ نياتهم ويطلبون الدخول فى هذه الدعوة ، كما يشهد داود حين يقول " ناموس الرب بلا عيب يرد النفوس ، شهادات الرب صادقة تعطى حكمة للبسطاء " ( مز 19 : 7 ) . وفى مكان آخر " إعلان أقوالك ينير ويفهم البسطاء " ( مز 119 : 130 ) ، ومثل هذا كثير لا نستطيع أن نذكره كله الآن .
الدعوة الثالثة : هناك نفوس كانت قلوبهم قاسية فى البداية وداوموا على فعل الخطية ؛ والله الصالح فى رحمته يطلق على مثل هذه النفوس المحن والشدائد للتأديب ، حتى يتذللوا ويعودوا إلى صوابهم ، ويرجعوا ويقتربوا ويدخلوا إلى المعرفة ، ويتوبوا بكل قلوبهم ، ويدركوا أيضا السيرة الصادقة التى للحياة ، مثل أولئك الذين تكلمنا عنهم من قبل .
هذه هى الدعوات الثلاثة التى بواسطتها تأتى النفوس إلى التوبة ، حتى تنال نعمة ودعوة أبن اللــــه .
والآن ، بالنسبة للذين دخلوا بكل قلوبهم ، واقتنوا فى نفوسهم بغضة لكل شهوات الجسد ، ثابتين بعزم مقابل كل الحروب التى تثور عليهم حتى يغلبوا ، أرى أنه قبل كل شىء يدعوهم الروح ويجعل الجهاد خفيفا عليهم ، ويحلى لهم أعمال التوبة ، ويعلمهم كيف ينبغى أن يتوبوا بالجسد وبالنفس ، حتى يبلغ بهم إلى التحول الكامل نحو الله خالقهم ، ويسلمهم أعمالا بها يغصبون نفسهم ويقمعون جسدهم حتى يتقدسا كلاهما ويدخلا معا إلى ميراثهم .
وأولا يتطهر الجسد بالصوم الكثير ، والسهر والصلوات ، والخدم التى بها يقمع الأنسان جسده ، ويقطع من نفسه كل شهوات اللحم . وروح التوبة تكون مرشدة له فى هذه الأمور ، وتختبره بواسطتها ، لئلا يجعله العدو يرجع إلى ورائه .
فى نهاية الرسالة الأولى :
يقول القديس أنطونيوس :
" .......... فإن أسلمت النفس ذاتها لله من كل قلبها ، فإن الله يتحنن عليها ويمنحها روح التوبة الذى يشهد لها على كل خطية ، لكى لا تدنوا منها مرة أخرى . ويظهر لها أولئك الذين يقومون ضدها ويطلبون أن يعوقوها عن أن تفصل نفسها منهم ، ويقاومونها بشدة لكى لا تثبت فى التوبة ، فإن احتملت وداومت على طاعة الروح الذى يشير عليها بالتوبة ، فإن الخالق يفاجئها ويتحنن على أتعاب توبتها ، ناظرا إلى أتعاب الجسد فى الصلوات الدائمة والصوم الكثير والتضرعات والهذيذ فى كلام الله ، والتجرد من العالم ، والتواضع والدموع ومداومة التذلل
حينئذ إذ يرى الله الرحوم تعبها وخضوعها يتراءف عليها ويخلصها ".




+ + +



الرسالة الثانيــــــة:
إخوتى الأحباء المكرمين : أنا انطونيوس أهديكم السلام فى الرب
حقا أيها الأحباء بالرب أنه ليس فى وقت واحد فقط يفتقد الله خليقته ، بل منذ بداية العالم فإن كل من يأتى إلى خالق الكل بناموس عهده المغروس فيهم ، يكون الله حاضرا مع كل واحد منهم بصلاحه ونعمته بالروح القدس .
أما بالنسبة للطبائع الناطقة الذين برد فيهم العهد ، وانطفأ إدراكهم العقلى ، حتى أنهم لم يعودوا قادرين أن يعرفوا نفوسهم بحسب حالتهم الأولى ، فعن هؤلاء أقول أنهم أصبحوا جميعا بلا عقل ، فعبدوا المخلوقات دون الخالق .
لكن خالق الكل افتقدنا ، بصلاحه ، بناموس العهد المغروس فينا ، لأنه جوهر خالد ، والذين استحقوا الله ، وسعوا بناموسه المغروس ( فيهم ) ، وتعلموا من الروح القدس ، وقبلوا روح البنوة ، هؤلاء استطاعوا أن يعبدوا خالقهم كما يجب ، الذين يقول عنهم القديس بولس : أنهم " لم ينالوا الوعد بسببنا – أى لئلا يكملوا بدوننا – ( عب 11 : 39 ) .
والله خالق الكل ، الذى لا يندم على محبته ، أراد أن يفتقد ضعفنا وحيرتنا ، فأقام موسى معطى الناموس ، الذى أعطانا الناموس مكتوبا ، ووضع لنا أساس بيت الحق ، الذى هو الكنيسة الجامعة التى تجعلنا واحدا فى الله ؛ لأنه أراد أن يردنا إلى خلقتنا الأولى . فبنى موسى البيت ، ولكنه لم يكمله بل تركه ومضى . فأقام الله جماعة الأنبياء بروحه ، فبنوا هم أيضا على الأساس الذى وضعه موسى ، ولكنهم لم يقدروا أن يكملوا البيت ، بل تركوه ومضوا مثله .
وجميعهم إذ كانوا متسربلين بالروح رأوا أن الجرح ليس له شفاء ، وأنه لا أحد من الخلائق يقدر أن يشفيه ما خلا الأبن الوحيد ، الذى هو عقل الآب وصورته ، والذى على مثال صورته صنع كل خليقة ناطقة . لأنهم علموا أن المخلص هو الطبيب العظيم ، فاجتمعوا معا جميعهم ، وتضرعوا بالصلاة من أجل أعضائهم أى من أجلنا نحن ، وصرخوا قائلين : " أليس بلسان فى جلعاد أم ليس هناك طبيب ، فلماذا لم يأت شفاء إبنة شعبى " ( أر 8 : 22 ) ، " داويناهم فلم تشف دعوها ولنذهب عنها " ( أر 51 : 9 ) .
ولكن الله فى محبته الحقيقية الغنية أتى إلينا ، قائلا بواسطة القديسين : " يا أبن الأنسان اتخذ لنفسك آنية السبى " ( خر 12 : 13 ) .
وهو " إذ كان فى صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله ، لكنه أخلى نفسه آخذا صورة عبد ... وأطاع حتى الموت موت الصليب لذلك رفعه الله أيضا وأعطاه إسما فوق كل أسم لكى تجثو باسم يسوع كل ركبة مما فى السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب " ( فى 2 : 6 – 11 ) .
فالآن أيها الأحباء ، ليكن هذا الكلام ظاهرا لكم ، أن الآب فى صلاحه لم يشفق على أبنه الوحيد لأجلنا بل أسلمه من أجل خلاصنا أجمعين ( رو 8 : 32 ) ،" فبذل ذاته لأجل خطايانا " ( غل 1 : 4 ) ، وآثامنا واضعته ، " وبجلداته شفينا " ( أش 53 : 5 ) ، وبكلمة قدرته جمعنا من كل الأقطار ، من أقصى الأرض إلى أدناها ، وصار قيامة لعقولنا ، ومحوا لخطايانا ، وعلمنا أننا أعضاء بعضنا للبعض .
فأطلب إليكم أيها الأخوة ، أن تفهموا هذا التدبير العظيم ، أنه تشبه بنا فى كل شىء ما خلا الخطية ( عب 4 : 15 ) ، والواجب على جميع الطبائع الناطقة الذين من أجلهم خاصة جاء المخلص ، أن يفحصوا المثال ويعرفوا فكره ، ويميزوا بين الخير والشر ، حتى يصيروا أحرارا بمجيئه ، فالذين قد تحرروا بتدبيره ، دعوا عبيدا لله ، وهذا ليس هو الكمال بعد ، بل فى وقته هو البر ، ويقود إلى تبنى البنين .
فى نهاية الرسالة الثانية :
يقول القديس أنطونيوس :
" ......... فليكن هذا الكلام ظاهرا لكم ، أيها الأحباء : أن الذى لم يستعد أن يقوم نفسه ولم يتعب بكل قوته ، ليعلم مثل هذا أن مجىء المخلص سيكون له للدينونة لأنه لقوم " رائحة موت للموت " ، ولقوم " رائحة حياة للحياة " ( 2 كو 2 : 16 ) . لأنه قد وضع لسقوط وقيام كثيرين فى اسرائيل ، ولعلامة تقاوم " ( لو 2 : 34 ) فأطلب إليكم ، أيها الأحباء ، بأسم يسوع المسيح ، أن لا تهملوا خلاصكم ، بل فليمزق كل واحد منكم قلبه لا ثيابه ( يوئيل 2 : 3 ) ، لئلا نكون قد لبسنا هذا الزى الرهبانى باطلا ، ونعد لنفوسنا دينونة ، لأنه الآن قد قرب الزمان الذى تمتحن فيه أعمال كل واحد منا .
ولشرح ما أقولـه ، هناك أشياء أخرى كثيرة لأكتبها لكم ، ولكنه مكتوب " إعط الحكيم فرصة فيزداد حكمة " ( أم 9 : 9 ) .
أهديكم السلام جميعا من الصغير إلى الكبير ، وإله السلام يحفظكم جميعا أيها الأحباء ، آمين .
الرسالة الثالثة :
إن الأنسان الناطق الذى أعد نفسه لكى يعتق بمجىء يسوع ، يعرف ذاته فى جوهره العقلى ، لأن الذى يعرف نفسه يعرف تدابير الخالق وكل ما يعمله بين خلائقه .
أيها الأحباء بالرب ، أعضائنا ، وشركاء الميراث مع القديسين : أطلب إليكم فى أسم يسوع المسيح ، أن يعطيكم الرب روح افراز ، لكى تدركوا وتعلموا عظم المحبة التى لى نحوكم ، وأنها ليست محبة جسدانية بل محبة روحانية إلهية .
لأنه بالنسبة لأسمائكم الجسدانية ؛ ما كان هناك حاجة لنكتب إليكم مطلقا إذ أنها زائلة ، إذا عرف الأنسان اسمه الحقيقى ، فهو ينظر أيضا أسم الحق . ولهذا السبب أيضا كان يعقوب يصارع مع الملاك طول الليل ، وكان أسمه ما زال يعقوب ؛ ولكن لما كان الصباح ، دعى أسمه إسرائيل ، الذى يعنى " العقل الناظر اللـــــه " ( تك 32 : 24 – 30 ) .
وأنا أعلم أنكم لستم تجهلون أن أعداء الفضيلة هم دائما يتآمرون على الحق ، ولهذا السبب ليس مرو واحدة أفتقد الله خلائقه ، ولكن منذ البدء كان هناك البعض ممن استعدوا أن يأتوا إلى خالقهم بناموس عهده الثابت فيهم ، إذ قد تعلموا أن بعبدوا خالقهم كما يجب .
ولكن لسبب كثرة الضعف وثقل الجسد والأهتمامات الشريرة جف الناموس المغروس فيهم ، وضعفت حواس النفس ، حتى أن الناس لم يقدروا أن يدركوا نفوسهم كما هى على حقيقتها بحسب خلقتها ، أى فى جوهرها عادم الموت الذى لا ينحل مع الجسد ، وهذا الجوهر لم يكن ممكنا أن ينعتق ببره الخاص . ولهذا السبب تعامل الله معهم بحسب صلاحه ، بكتابة الناموس ، ليعلمهم أن يسجدوا للآب كما يجب .
الله واحد ، أى بوحدانية الجوهر العقلى ، وينبغى أن تفهموا هذا أيها الأحباء ، أنه فى كل المواضع حيث لا يوجد الوفاق ، يشن الناس الحروب على أنفسهم ويقيمون القضايا فيما بينهم .
" ......... فمنذ الآن أيضا سنكف عن أن نطلب يسوع لأجل حاجات جسدية ، إن مجىء يسوع يعيننا لكى نعمل ما هو صالح ، إلى أن نبطل كل شرورنا ، وعند ذلك يقول لنا يسوع " منذ الآن لست أدعوكم عبيدا بل إخوة " ( يو 15 : 15 ) . وعندما نال الرسل روح التبنى ، حينئذ علمهم الروح القدس أن يسجدوا للآب كما يجب .
فى نهاية الرسالة الثالثة :
يقول القديس أنطونيوس :
" ...... أما أنا المسكين ، أسير يسوع ، فهذا الوقت الذى صرنا إليه جلب لى سرورا ونوحا وبكاءا ، إذ أن كثيرين من جيلنا لبسوا ثياب التقوى ولكنهم أنكروا قوتها ، فبالنسبة للذين أعدوا نفوسهم لكى يتحرروا بمجىء يسوع ، فأنا أسر بهؤلاء ، أما أولئك الذين يهتمون بأسم يسوع ومع ذلك يصنعون إرادة قلوبهم وأجسادهم ، فأنا على هؤلاء أنوح ، والذين تطلعوا إلى طول الزمان ، فخارت قلوبهم وطرحوا ثوب العبادة ، وصاروا وحوشا ( كالبهائم ) ، فلأجل هؤلاء أنا أبكى ، واعلموا إذن أن مجىء يسوع لمثل هؤلاء الناس سيكون دينونة عظيمة .
فهل عرفتم نفوسكم ، أيها الأحباء بالرب ، لكى تعلموا مقدار هذا الزمان وتستعدوا أن تقدموا نفوسكم ذبيحة مقبولة للـــــــــه .
يا أحبائى بالرب – إنى أكتب إليكم كأناس فاهمين ، يمكنهم أن يعرفوا نفوسهم ، فأنتم تعلمون أن من يعرف نفسه يعرف الله ، ومن يعرف الله يعرف أيضا تدابيره التى يصنعها لخلائقه .
وليكن هذا الكلام ظاهرا لكم ، أن المحبة التى لى من نحوكم ليست محبة جسدانية بل محبة روحانية إلهية ، لأن الله ممجد فى مجمع قديسيه ( مز 88 : 8 ) .
فأعدوا نفوسكم إذ لكم شفعاء يطلبون إلى الله لأجل خلاصكم ، لكى يسكب فى قلوبكم تلك النار التى جاء يسوع ليلقيها على الأرض ( لو 12 : 49 ) ، لتستطيعوا أن تدربوا قلوبكم وحواسكم لتعرفوا كيف تميزوا الخير من الشر ، واليمين من الشمال ، والحقيقة من الباطل . ولأن يسوع يعلم أن الشيطان يستمد قوته من أشياء العالم المادية ، دعا تلاميذه وقال لهم " لا تكنزوا لكم كنوزا على الأرض " ، " ولا تهتموا بالغد لأن الغد يهتم بشأنه " ( مت 6 : 19 ، 34 ) .
بالحقيقة يا أحبائى ، أنتم تعلمون أنه فى زمان اعتدال الرياح يتفاخر ربان السفينة ، ولكن فى وقت اشتداد الرياح المضادة العاصفة ؛ حينئذ يظهر الربان الماهر ، فاعلموا أى وقت نحن فيه الآن .
وبخصوص شرح كلمة الحرية كان لى الكثير لأقولـه لكم ، ولكن " اعط الحكيم فرصة ليزداد حكمة " ( أم 9 : 9 ) .
أهديكم السلام ، من الصغير إلى الكبير فى الرب ، آمين .




+ + +


الرسالة الرابعة :
انطونيوس يطلب لجميع إخوته الأحباء الفرح بالرب ، إنى لست أمل من تذكركم يا أعضاء الكنيسة ، وأريدكم أن تعلموا أن المحبة التى بينى وبينكم ليست محبة جسدانية ، بل محبة روحية إلهية ، لأن الصداقة الجسدانية غير ثابتة ولا باقية ، لأنها متحركة مع الرياح الغريبة .
كل من يخاف الله ويحفظ وصاياه ، هذا يكون عبدا لله ، وهذه العبودية ليست هى الكمال ، بل هى البر الذى يؤدى للتبنى ، ومن أجل هذا فإن الأنبياء والرسل ، والجماعة المقدسة التى أختارها الله ، وأئتمنهم على الكرازة الرسولية صاروا بصلاح الله الآب أسرى يسوع المسيح ، لأن بولس الرسول يقول " بولس أسير يسوع المسيح المدعو ليكون رسولا " ( أف 3 : 1 ، رو 1 : 1 ) . لأن الناموس المكتوب يعمل معنا فى عبودية صالحة إلى أن نصبح قادرين أن نسود على كل ألم ، ونصير كاملين فى الخدمة الصالحة التى للفضيلة بواسطة هذه الدعوة الرسولية .
لأنه إذا اقترب الأنسان إلى النعمة ، عند ذلك يقول له يسوع " لست بعد أدعوكم عبيدا بل أدعوكم أحبائى وإخوتى لأن كل ما سمعته من أبى أعلمتكم به " ( يو 15 : 15 ) .
لأن الذين اقتربوا من النعمة ، وتعلموا بواسطة الروح القدس ، عرفوا نفوسهم بحسب جوهرهم العقلى ، وفى معرفتهم لنفوسهم صرخوا قائلين " لأننا لم نقبل روح العبودية أيضا للخوف بل روح التبنى الذى به نصرخ يا آبا الآب " ( رو 8 : 15 ) . لكى نعلم بما أنعم به الله علينا " إن كنا بنين فنحن ورثة الله وشركاء ميراث مع القديسين " ( رو 8 : 17 ) .
فيا أخوتى الأحباء ، وشركاء الميراث مع القديسين ، ليست الفضائل بأجمعها غريبة عنكم ، بل هى لكم ، إذ لم تكونوا تحت الأثم من هذه الحياة الجسدية ، بل ظاهرين أمام الله ، لأن الروح لا يدخل ( يسكن ) نفس إنسان قلبه نجس ، أو فى جسد يخطىء . فلكونه قوة مقدسة ( قدوس ) ، فهو بعيد عن كل غش .
وأنا بالحقيقة – يا أحبائى – أكتب إليكم كأناس عاقلين ، استطعتم أن تعرفوا نفوسكم ، لأن الذى يعرف نفسه يعرف الله ، والذى يعرف الله ، جدير به أن يسجد له كما يجب .
يا أحبائى بالرب – اعرفوا نفوسكم ، لأن الذين يعرفون نفوسهم ، يعرفون زمانهم ، والذين يعرفون زمانهم يستطيعون أن يثبتوا ، ولا يضطربوا بألسنة متنوعة .
لأن آريوس الذى قام بالأسكندرية وذكر كلاما غريبا عن الوحيد الجنس ، الذى جعل إبتداءا للذى ليس له ابتداء ، ونهاية للذى هو فائق الوصف بين الناس ، وحركة للذى هو بغير حركة .
فإذا أخطأ إنسان لأنسان يطلبون من أجله إلى الله ، ولكن إن أخطأ إنسان لله فلمن يتوجهون بالطلبة من أجله ؟ ( 1 صم 2 : 25 ) . فهذا الأنسان ( أريوس ) قد جلب على نفسه قضية عظيمة ، وجرحا عديم الشفاء . فلو كان ذاك عرف نفسه ( حقا ) ، لما كان لسانه قد نطق بما ليست له به معرفة ، بل ظاهر أنه لم يعرف نفسه .
الرسالة الخامســــــة :
أنطونيوس يكتب لأولاده الأعزاء ، الأسرائيلين الأطهار فى جوهرهم العقلى ، ليست هناك حاجة لأن أدعوكم بأسمائكم الجسدانية التى تزول ، لأنكم أبناء الأسرائيليين ( حقا ) .
بالحقيقة يا أولادى ، إن محبتى لكم ليست محبة جسدانية ، بل محبة روحية إلهية . ومن أجل هذا لست أمل من الطلبة إلى إلهى الليل والنهار لأجلكم لكى تستطيعوا أن تعرفوا النعمة التى صارت لكم ، لأنه ليس فى وقت واحد افتقد الله خلائقه ( خليقته ) لكنه منذ بداية العالم يصنع تدبيرا لخلائقه ، وفى كل جيل ينبه كل واحد بالأوقات ( بالظروف ) المناسبة وبالنعمة .
فالآن يا أولادى ، لا تغفلوا عن أن تصرخوا النهار والليل إلى الله ، لتستعطفوا صلاح الآب ، حتى ينعم لكم بمعونة من السماء ، ويعلمكم حتى تعرفوا ما هو الصالح لكم .
بالحقيقة يا أولادى ، نحن قاطنون فى موتنا ، ومقيمون فى بيت اللص ، ومربوطون برباطات الموت ، فلا تعطوا من الآن " نوما لعيونكم ولا نعاسا لأجفانكم " ( مز 132 : 4 ) حتى تقدموا ذواتكم ذبائح لله بكل قداسة ، تلك التى لا يرثها أحد بغير تقديس .
بالحقيقة يا أحبائى فى الرب ، لتصر هذه الكلمة ظاهرة لكم ، أن تصنعوا الخير ، وهكذا تفرحوا سائر القديسين ، وتعطوا سرورا لخدمة الملائكة ، وفرحا لمجىء يسوع ، لأنهم لم ينالوا بعد النياح حتى هذه الساعة لأجلنا ، ولى أنا أيضا ، الشقى المسكين ، الساكن فى هذا البيت الترابى تعطون سرورا لروحى .
وبالحقيقة يا أولادى ، إننا إذا مرضنا وانحط حالنا ، فإن ذلك يكون حزنا لجميع القديسين ، فيبكون وينوحون لأجلنا أمام خالق الكل . ومن أجل هذا يغضب إله الكل على أعمالنا الشريرة ، بسبب تنهدات القديسين ، ثم أيضا تقدمنا فى البر يعطى سرورا لشعب القديسين فيداومون بكثرة الطلبات بابتهاج ومسرة أمام خالقنا ، وخالق الكل نفسه يفرح بأعمالنا بشهادة قديسيه فيفيض علينا مواهب نعمته بلا كيل .
فلكى تعلموا أن الله دائما يحب خلائقه – إذ أن جوهرهم غير مائت ولا ينحل مع أجسادهم – رأى أن الطبيعة الناطقة قد انحدرت جميعها إلى القاع ( الحضيض ) وماتوا جميعا وجف ناموس العهد المغروس ( الثابت ) فيهم . وبصلاحه افتقد البشرية بواسطة موسى ، وموسى أسس بيت الحق وأراد أن يشفى الجرح العظيم ، وأحب أن يردهم إلى الوحدة الأولى ، ولكنه لم يقدر أن يفعل ذلك ، وانطلق من بينهم ، ثم أن خورس ( جماعة ) الأنبياء بنوا على أساس موسى ، ولم يستطيعوا أن يشفوا الجرح العظيم من أعضائهم ، ولما رأوا أن قوتهم فشلت ، اجتمع كل جماعة القديسين معا فى واحد ، وقدموا الطلبة أمام خالقهم قائلين : " أليس بلسان فى جلعاد ؟ أم ليس هناك طبيب ؟ فلماذا لم يأت شفاء إبنة شعبى ؟ داوينا بابل ولم تشفى . دعوها ولنذهب عنها " ( أر 8 : 22 ، 51 : 9 ) .
فى نهاية الرسالة الخامسة :
يقول القديس أنطونيوس :
" ....... بالحقيقة يا أولادى ، أنا أتكلم إليكم كما لأناس حكماء ، لكى تفهموا ما أقوله لكم ، وهذا أنا أشهد به لكم : أنه إن لم يبغض كل واحد منكم كل ما يختص بالطبيعة الأرضية ، ويرفضها وكل أعمالها بكل قلبه ، ويبسط يدى قلبه إلى السماء نحو آب الكل ، فلن يستطيع أن يخلص . فإذا عمل هكذا كما قلت فإن الله يترآف عليه لأجل تعبه ، وينعم له بالنار غير المرئية لتحرق كل نجاسة منه فيتطهر جوهرنا الروحى . وعند ذلك يسكن الروح القدس فينا ، ويسوع يمكث معنا ، ونستطيع أن نسجد لله كما يجب ، ولكن طالما بقينا مصطلحين مع طبائع العالم ، فسنظل أعداء لله وملائكته وجميع قديسيه .
والآن أطلب إليكم باسم ربنا يسوع المسيح أن لا تهملوا خلاصكم ، ولا تدعوا هذه الحياة الوقتية تحرمكم من الحياة الأبدية ، ولا هذا الجسد اللحمى الفاسد يبعدكم من مملكة النور غير المنطوق به ، ولا هذا الكرسى الأثيم يفقدكم عروش القضاء الملائكية .
بالحقيقة يا أولادى ، إن قلبى مبهوت ونفسى فزعة ، كوننا جميعا نتلذذ ( بالأوجاع ) مثل قوم يسكرون من خمر جديدة ، لأننا كل واحد منا قد باع نفسه بحرية إرادته ، وتسلط علينا من حرية اختيارنا ( بحريتنا ) ، ولم نرد أن نرفع أعيننا إلى السماء لنطلب مجد السماء وعمل القديسين ونسير على آثار خطواتهم .
ولهذا إفهموا الآن ، أن السموات المقدسة أو الملائكة أو العروش أو الأرباب أو الشاروبم أو السارافيم أو الشمس أو القمر أو النجوم ، أو رؤساء الأباء أو الأنبياء أو الرسل أو ابليس أو الشيطان أو الأرواح الخبيثة أو أراكنة الهواء أو أى رجل أو أمراة ، ( هؤلاء جميعهم ) فى بدء خلقتهم هم من مبدأ واحد – الكل ، ما عدا الثالوث المقدس الكامل الآب والأبن والروح القدس ، ولسبب سلوك البعض الشرير ، كان يلزم أن يطلق عليهم أسماء كحسب أعمالهم . والذين نموا بزيادة مجدهم بزيادة " .




+ + +


الرسالة السادسة
( لأولاده الرهبان المقيمين بالفيوم يعرفهم فيها قتالات الشياطين ومعونات القوات المقدسة ويحثهم على الصبر وتكميل ما خرجوا إليه بسلام الرب آمين ) .
أنطونيوس إلى جميع الأخوة الأحباء بأرسينوى وأعمالها ، وإلى كل الذين معكم السلام
أنتم جميعا الذين أعددتم نفوسكم للتقدم إلى الله ، أحييكم فى الرب أيها الأحباء من الصغير إلى الكبير ، الرجال والنساء ، الأبناء الأسرائيليين الأطهار فى جوهركم العقلى .
بالحقيقة يا أولادى ، عظيمة هى البركة التى أتتكم ، لأنها نعمة عظيمة تلك التى حلت عليكم فى جيلكم هذا ، ويليق بكم من أجل الرب الذى افتقدكم أن لا تكلوا فى جهادكم حتى تقدموا ذواتكم ذبيحة لله بكل قداسة ، التى بدونها لا ينال أحد الميراث .
وبالحقيقة يا أحائى ، أنه لشىء عظيم لكم أن ينبغى أن تسألوا عن فهم الجوهر العقلى ، الذى ليس فيه لا ذكر ولا أنثى بل هو جوهر غير مائت له بدء وليس له نهاية ، ينبغى أن تعلموا أنه سقط كله معا إلى الفضيحة والذلة العظيمة التى أتت علينا جميعا ، لكنه جوهر غير مائت لا ينحل مع الجسد ، ولهذا السبب رأى الله أن جرحها عديم الشفاء ، ولأن الأمر كان هكذا خطيرا ، افتقد البشرية برحمته ، وبصلاحه بعد مرور أزمنة أعطاهم ناموسا ، وأعانهم بواسطة موسى معطى الناموس .
وموسى أسس له بيت الحق ، وأراد أن يشفى ذلك الجرح العظيم ، ولم يقدر أن يكمل بناء البيت
ثم أن خورس ( جماعة ) القديسين اجتمعوا معا وطلبوا من تحنن الآب من أجل مخلصنا لكى يأتى إلينا لأجل خلاصنا جميعا لأنه هو رئيس أحبارنا العظيم . وهكذا بمسرة الآب أخلى نفسه من مجده فهو الإله وأخذ شكل العبد ( فى 2 : 7 ، 8 ) ، وأسلم ذاته لأجل خطايانا ، وخطايانا واضعته ، وبجرحه شفينا جميعا . ( أش 53 : 5 ) .
لهذا يا أولادى الأحباء فى الرب ، أريدكم أنتعلموا أنه لسبب جهلنا أخذ شكل الجهل ، ولسبب ضعفنا أخذ شكل الضعف ، ولسبب فقرنا أخذ شكل الفقر ( المسكنة ) ، ولسبب موتنا لبس شكل مائت ، وهذه كلها صبر عليها من أجلنا .
" ....... بالحقيقة يا أحبائى بالرب ، أتكلم إليكم كما لأناس حكماء ، كيما تعرفوا كل تدابير خالقنا التى صنعها لأجلنا ، والتى أعطانا إياها بالكرازة الظاهرة والخفية ، لأننا ندعى ناطقين ، ولكننا لبسنا عقل الكائنات غير الناطقة . أم لستم تعلمون ما هى كثرة حيل وصنائع الشيطان وماذا تشبه ؟ لأن الأرواح الشريرة تحسدنا منذ أن علموا أننا نحاول أن نرى خزينا ، وبدأنا نطلب طريقا للهروب من أعمالهم التى يعملونها معنا . وليس فقط أننا نحاول أن نرفض مشوراتهم الشريرة التى يزرعونها بيننا ، بل إن كثيرين منا يهزءون بصنايعهم وهم يعلمون تسامح خالقنا ، وأنه فى هذا العالم قد أدانهم للموت وأعد لهم أن يرثوا جهنم لسبب غفلتهم . وأريدكم أن تعلموا يا أحبائى ، أننى لا أمل من الطلبة إلى الله عنكم بالليل والنهار ، لكى يفتح أعين قلوبكم ، لتنظروا كثرة شرور الأرواح الشريرة التى يجلبونها علينا كل يوم فى زماننا هذا ، وأود أن يعطيكم الله قلب معرفة وروح افراز ، لكى تستطيعوا أن تقدموا قلوبكم ذبيحة نقية أمام الآب فى قداسة عظيمة وبلا دنس ( بلا عيب ) .
" .......... وبالحق يا أولادى ، أقول لكم إن كل إنسان يسر بإرادته ، ويغلب من أفكاره ، وينشغل بالأمور التى تزرع فى قلبه ويفرح بها ، ويظن فى نفسه أنها أسرار عظيمة مختارة ، ويزكى ذاته فيما يصنعه ، فإن نفس ذلك الأنسان تكون مسكنا للأرواح الشريرة التى تشير عليه بالشر ، وجسده يكون مكمنا للأسرار الشريرة التى تختفى فيه . وعلى مثل هذا الأنسان تتسلط الأبالسة بقوة عظيمة ، لأنه لم يرذلهم أمام جميع الناس .
أما تهلمون أنه ليس لهم طريقة واحدة فى الحرب حتى نعرفها ونهرب منها ؟ فانظروا إنكم لن تجدوا إثمهم وخطاياهم ظاهرا جسديا ، لأنهم لا يرون جسديا . ولكن ينبغى أن تعلموا هذا أننا نحن نقدم أجسادنا لخدمتهم ، إذ أن نفوسنا تتقبل شرورهم ، وحين تقبلها تجعلها ظاهرة فى الجسد الذى نسكنه .
فى نهاية الرسالة السادسة :
يقول القديس أنطونيوس :
" ..... وأنا اتحدث إليكم يا أولادى كم لأناس حكماء . وبالحقيقة أنا خائف لئلا يدرككم الجوع فى الطريق فى المكان الذى يلزمنا فيه أن نصير أغنياء، لى اشتهاء ( رجاء ) أن أراكم وجها لوجه بالجسد ، ولكنى أتطلع إلى قدام لذلك الوقت الذى هو قريب حين نكون قادرين أن نرى نفوس بعضنا البعض وجها لوجه ، حيث يهرب الحزن والتنهد ويحل الفرح على رؤوس الجميع ( أش 35 : 10 ) . إن لى أمورا أخرى كثيرة كنت أريد أن أخبركم بها ، ولكن " اعط الحكيم فرصة فيزداد حكمة " ( أم 9 : 9 ) .
أهديكم السلام جميعا يا أولادى الأحباء بأسمائكم .
لرسالة السابعــــــة :
يا أولادى تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح أنه من أجلنا افتقر وهو غنى لكى نستغنى نحن بفقره ( 2 كو 8 : 9 ) . أنظروا أن عبوديته جعلتنا أحرارا ، وضعفه قوانا ، وجهالته جعلتنا حكماء ، وأيضا موته يحقق قيامتنا . لكيما يكون بمقدورنا أن نرفع أصواتنا عاليا ونقول " إن كنا قد عرفنا المسيح حسب الجسد ولكن الآن لا نعرفه كذلك بعد . بل فى المسيح كل واحد هو خليقة جديدة " . ( 2 كو 5 : 16 ، 17 ) .
بالحقيقة يا أحبائى ، أقول لكم بخصوص إيضاح كلمة الحرية التى بها قد تحررنا ، ما زال لى أمورا كثيرة لأقولها لكم ، ولكن لا يوجد وقت الآن لأعلمكم بها . الآن أنا أهديكم السلام جميعا يا أولادى الأحباء بالرب ، يا بنى اسرائيل الأطهار فى جوهركم العقلى ، حقا هذا يليق بكم ، يا من اقتربتم من خالقكم أن تجدوا خلاص نفوسكم بناموس العهد الثابت ( فيكم ) .
لأنه لسبب تعاظم الشر وتفاقم الأثم وجموح الأوجاع ، جف ناموس العهد المغروس وماتت حواس نفوسنا ، ولهذا لم نستطع أن نعرف عظمة الجوهر العقلى لسبب الموت الذى سقطنا فيه ، ولهذا فإنه مكتوب فى الأسفار الإلهية " كما فى آدم يموت الجميع خكذا فى المسيح سيحيا الجميع " ( 1كو 15 : 22 ) .
فالآن ، إذن هو حياة كل طبيعة ناطقة خلقت بواسطته كشبه صورته ، الذى هو نفسه العقل الحقيقى للآب ، وصورة الآب غير المتغيرة .
أما الخلائق المصنوعة على صورته فهى من جوهر قابل للتغيير ، لأن الشر دخل فينا وبه متنا جميعا ، إذ أنه غريب عن طبيعة جوهرنا العقلى ، لهذا بواسطة كل ما هو غريب عن الطبيعة جعلنا نفوسنا بيتا مظلما مملوء حربا .
وبهذا أنا أشهد لكم أننا فقدنا كل معرفة بالفضيلة ، ولهذا رأى الله ضعفنا أننا صرنا غير قادرين أن نكسو أنفسنا إستقامة الحق ، لهذا فهو فى صلاحه أتى ليفتقد خلائقه بخدمة قديسيه .
أطلب إليكم جميعا بالرب أيها الأحباء ، أن تفهموا ما أكتبه لكم لأن المحبة التى لى من نحوكم ليست محبة جسدية ، بل روحية إلهية ، لهذا أعدوا نفوسكم لتتقدموا إلى الرب ، ومزقوا قلوبكم لا ثيابكم ( يؤ 2 : 13 ) ، وأسألوا نفوسكم " بماذا نكافىء الرب عن كل ما صنعه معنا " ( مز 116 : 11 ) ، الذى حتى فى مسكننا هذا وفى مذلتنا ذكرنا بعظم صلاحه ومحبته غير المحدودة ، ولم يعاملنا بحسب خطايانا ( مز 103 : 10 ) ، بل جعل الشمس تخدمنا فى بيتنا المظلم هذا ، ورتب القمر والنجوم أيضا لخدمتنا مخضعا إياها ( جميعها ) للبطل الذى سوف يزول ( رو 8 : 20 ) ، وذلك من أجل قيام أجسادنا ، وقوات أخرى أيضا ، قوات خفية جعلها خداما لنا ، قوات لا نراها بعين الجسد .
فالآن بماذا نجيبه فى يوم الدينونة ؟ لأنه أى خير أعوزنا من عنده ولم يصنعه لنا ؟ ألم يتعب رؤساء الآباء من أجلنا أو الكهنة لم يعلمونا ؟ أو القضاة والملوك لم يحاربوا عنا ؟ ألم يمت الأنبياء من أجلنا ( بسببنا ) ، أو الرسل ألم يضطهدوننا لأجلنا ؟ بل ألم يمت أبنه الحبيب عنا جميعا ؟ .
والآن ، يجب علينا أن نعد نفوسنا أن تتقدم إلى خالقنا بطهارة ، لأن الخالق رأى أن خلائقه حتى القديسين لم يكونوا قادرين أن يشفوا الجرح العظيم الذى فى أعضائهم ( أى فى الناس ) ، ولهذا إذ هو أب الخلائق ، علم ضعف قلوبهم ، وأظهر رحمته نحوهم حسب محبته العظيمة ، ولم يشفق على أبنه الوحيد لأجل خلاصنا كلنا ، بل أسلمه لأجل خطايانا ( رو 8 : 32 ) ، وخطايانا واضعته وبجلداته شفينا جميعا ( أش 53 : 5 ) ، وجمعنا من كل الأقطار بكلمة قدرته ، إلى أن يقيم قلوبنا من الأرض ، ويعلمنا أننا أعضاء بعضنا البعض ( أف 4 : 25 ) .
فى نهاية الرسالة السابعة :
يقول القديس أنطونيوس :
والآن اعلموا إذن أن القديسين والأبرار لابسى الروح ، يطلبون لأجلنا دائما لكيما نتضع أمام الله ، ونلبس ثانية الثوب الذى كنا قد خلعناه عنا فى جوهرنا العقلى ، لأن الصوت القادم من عند الله الآب على الدوام للذين لبسوا الروح يقول لهم " عزوا عزوا شعبى يقول الرب أيها الكهنة ، تكلموا لقلب أورشليم " ( أش 40 : 1 ، 2 ) ، لأن الرب دائما يفتقد خليقته وينعم عليهم بصلاحه .
بالحقيقة يا أحبائى ، لأيضاح كلمة الحرية التى بها قد صرنا أحرارا ، هناك أمور أخرى كثيرة لأعلمكم بها ولكنه يقول " إعط الحكيم فرصة فيزداد حكمة " ( أم 9 : 9 ) ، فليمنحكم إله السلام نعمة وروح إفراز ، لتفهموا أن ما أكتبه لكم هو وصية الرب ، فليحفظكم إله كل نعمة أطهارا فى الرب إلى النفس الأخير ، وأنا اتضرع إلى الله دائما يا أحبائى بالرب لأجل خلاصكم جميعا . نعمة ربنا يسوع المسيح مع جميعكم آمين .





7 vshzg hghkfh hk',kd,s







التوقيع

رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين