الصوم المقبول

الصوم المقبول

ليس كل صوم هو صوم مقبول وكأن الرب يقول لنا "هل تسمي هذا صوما و يوما مقبولا للرب " أش 58:5 إن صومنا كثيرا ما يكون تغيير لأنواع الطعام دون أن يحدث أي تغيير في حياتنا وعاداتنا. ولذلك نحن نضع أمامنا بعض من الممارسات الروحية التي يجب أن نلاحظها في صومنا لكي نحصل علي فوائد اكثر عندما نصوم:

1- الصوم و التوبة:

إن الصوم هو دعوة للتوبة ؛ وكل توبة يجب أن يصاحبها صوم ، وكل صوم يجب أن يلتصق بالتوبة. إن التوبة و الصوم هما متلازمان و كل منهما يقود الآخر. والتوبة هي تغيير فكر الإنسان ليس لترك الخطية فقط بكل صورها و أشكالها ولكن أيضا بترك العادات والطبائع الرديئة. وهكذا يحذرنا الرب يسوع المسيح " إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون " لو 3:13

2- الصوم والصلاة

الصوم والصلاة هما الجناحان اللذان يساعدان علي التحليق في السمائيات و لذلك كل صوم يجب أن يرافقه صلاة و تسبيح ، ونمو في فترات الخلوة و صلوات الأجبية. وكذلك حروب الشيطان و تجاربه إنما تتبدد ويمكننا أن ننتصر عليها بالصوم المقرون بالصلاة. ولذلك في فترة الصوم يجب أن تتضاعف صلواتنا و خصوصا صلوات المزامير خلال الأجبية و هكذا يوصينا الرسول بولس قائلا " فأطلب أول كل شيء أن تقام طلبات و صلوات و ابتهالات و تشكرات لأجل جميع الناس …لكي نقضي حياة مطمئنة هادئة في كل تقوى ووقار " 1 تى 1:2-2 وهكذا فإن الصلاة تمنحنا الحياة الهادئة المطمئنة التي فقدناها و نحتاج إليها

3- الصوم و التناول:

كل تناول يجب أن يسبقه صوم تسع ساعات ، و كذلك كل صوم يجب أن ينتهي بالتناول من جسد الرب و دمه. وفي أوقات الآصوام تكثر القداسات و تزداد فرص التناول و لنتذكر دعوة الرب لنا للتناول من مائدة جسده المقدس و دمه الكريم لكي نثبت فيه و هو فينا " من يأكل جسدي و يشرب دمي يثبت فيّ وأنا فيه " يو 56:6

4- الصوم و التدريبات الروحية:

حياتنا الروحية تحتاج إلي ممارسات وتدريبات روحية. وفرصة الصوم هي فرصة للتدريبات الروحية. فالصوم الإنقطاعي هو فرصة للتدريب علي التخلص من التدخين و إدمان الشاي والقهوة و خلافة. والصوم الإنقطاعي أيضا فرصة للتدريب علي عدم الغضب و الشجار و الخلافات الزوجية و المناقشات التي لا داعي لها . وهكذا يقول الرسول بولس " أدرب نفسي ليكون لي دائما ضمير بلا عثرة من نحو الله و الناس " أع 16:24

5- الصوم و الرحمة :

هكذا علمتنا الكنيسة خلال مديحة الصوم الكبير حين نسبح و نقول " طوبى للرحماء علي المساكين …فإن المسيح يرحمهم في يوم الدين" وهكذا نحن مدعوون لمشاركة الفقراء و المساكين في احتياجاتهم و أعوازهم. ولقد دعانا الرب لهذا العمل في قوله المقدس في سفر دانيآل " قارن خطاياك بالبر و آثامك بالرحمة للمساكين لعله يطال اطمئنانك " دا 27:4

6-الصوم و الزهد:

فترة الصوم المقدس هي فترة للزهد و النسك ، و لكن في حدود إمكانياتنا و في حدود الظروف المحيطة بنا ، ليس فقط زهدا في أنواع الأكل ، ولكن زهد في كثير من الرفاهية التي نستمتع بها. حقا إن الله أعطانا كل شيء بغنى لكي نتمتع به. ولكن دعانا أيضا أن يكون لنا قوة الروح و السلوك بالروح و لذلك فإن رفاهية الجسد من معطلات السلوك بالروح " فإن الذين هم حسب الجسد فبما للجسد يهتمون و لكن الذين حسب الروح فبما للروح. لأن اهتمام الجسد هو موت و لكن اهتمام الروح هو حياة و سلام" رو 5:8-6

7- الصوم و الكتاب المقدس:

هكذا كان الآباء القديسين يتفرغون في وقت الصوم الكبير لقرآة الكتاب المقدس بأكمله ، ونحن نحتاج إلي كلمة الله التي هي عزاء لأرواحنا فيجب أن نخصص لها وقتا ثابتا كل يوم لكي نلهج في ناموس الله و لكي نفرح بصوت الله المكتوب في الكتاب المقدس لأنه "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ، بل بكل كلمة تخرج من فم الله " مت 4:4

إنها دعوة خلال الصوم أن تفتح الكتاب و تقرأ و تحفظ و تتأمل وتسلك بما في الكتاب.

8- الصوم و هدف حياتنا:

إن الصوم دعوة لإصلاح المسيرة و تحديد الهدف، هو الملكوت و الأبدية ومادامت الدعوة هي هذه " أباكم قد سُرَّ أن يعطيكم الملكوت" لو 32:12 ومادام أبونا السماوي قد سُرَّ أن يعطينا الملكوت فيجب أن نقدم توبة و جهاد و مسيرة تليق بتلك الدعوة. وهكذا نحن نقول في كل يوم " ليأتي ملكوتك ‍‍" لو2:12

المصدر: منتدى ام السمائيين و الارضيين - من قسم: قسم خــــــزين السنه صوم 2017 الصوم الكبير

---

hgw,l hglrf,g

كل عام وحضراتكم بخير بمناسبة بدء الصوم المقدس

اذكرونا فى صلاتكم