اغضبوا ولا تخظئوا - منتدى ام السمائيين و الارضيين
الرئيسية التسجيل مكتبي     البحث الأعضاء الرسائل الخاصة


منتدى ام السمائيين والارضيين


   
العودة   منتدى ام السمائيين و الارضيين > منتدى الطريق نحو الابديه > قسم الموضوعات الروحيه المختلفه
 
قسم الموضوعات الروحيه المختلفه يشمل كل الموضوعات الروحيه التى تهم كل انسان مسيحى

إضافة رد
   
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 10-14-2011, 01:14 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية mena_malak
 

 

 
Talking اغضبوا ولا تخظئوا





اغضبوا ولا تخطئوا.لا تغرب الشمس على غيظكم اف 4:26


هي واحدة من وصايا عديدة (نبذ الكذب والغضب والسرقة والكلام الفاسد) أدرجها بولس الرسول في سياق تعليمه المؤمنين، في كنيسة أفسس، عن أسس الحياة الجديدة (4: 26). وهي تعنينا جميعاً نحن الذين نحيا في عالم شاع فيه الغضب وتأكيد الذات الفرديّة. وتساعدنا، مؤمنين، على مصالحة روح السلام الذي يوطّد القلب، ويجمع الناس التماساً لدوام رضى الله وحبّاً بالشهادة التي هي عصب الوجود.

ربّ أحد يقول إنّ الغيظ، الذي هو، لغةً، الغضب أو أشدّه (وقيل أيضاً إنّه سَوْرته، أو أوّله)، موجود طبيعيّاً في الإنسان، وهذا صحيح، أو ليس كلّ غضب شرّاً بالكلّيّة، وهذا أيضاً صحيح. فآباء الكنيسة عرفوا هذا القول وذاك، ورأوا أنّ الغضب الطبيعيّ موجود في الإنسان من أجل إحقاق الحقّ، وأنّ ثمّة غضباً مصلحاً يراد به تقويم الخاطئ وإصلاحه. غير أنّ آباءنا انتبهوا إلى أنّ الغضب يمكن أن ترافقه تصرّفات مشينة، وأن يتحوّل إلى غضب شرّير. ولذلك دعوا المؤمنين دائماً إلى حفظ السلام، وحذّروهم من كلّ غضب، حتّى لا يتدنّسوا. وهذا ما أكّده الرسول يعقوب في رسالته الجامعة، بقوله: “على كلّ إنسان أن يكون سريعاً إلى الاستماع بطيئاً عن الكلام، بطيئاً عن الغضب، لأنّ غضب الإنسان لا يعمل لبرّ الله. فألقوا عنكم كلّ دنس وكلّ ما يفيض من شرّ، وتقبّلوا، بوداعةٍ، الكلمة المغروسة فيكم والقادرة على خلاص نفوسكم” (1: 19- 21).
ثمّ يمكننا أن نلاحظ أنّ قولة بولس، التي يعنينا التعليق عليها، يمكن أن توحي بأن ليس كلّ غيظ، أو غضب، شرّاً بالكلّيّة. فهو لم يقل لا تغتاظوا أبداً، ولكن “لا تغرب الشمس على غيظكم”. وهو قصد أن يقول إن اغتظت، وكان سبب غيظك محقّاً، لا تجعل الوقت يمرّ عليه حتّى لا يتوغّر، فترتكب إثماً مضاعفاً، وتدنّس أنت نفسك، و”تعثّر نفوساً كثيرة، وتثبط عزمها” (القدّيس يوحنّا السلمّيّ، “سلّم الفضائل: 8: 18). فإن حللت ما سبّب لك الغيظ، توّاً، أو في اليوم ذاته، فأنت قادر على أن تحافظ على سلامك، أو تستعيده، وأن تبقي علاقتك مع من سبّبه لك طبيعيّة. وهذا قد يعطيك، مؤمناً، أن تساعد غيرك على تصحيح ما بدا خطأ في تصرّفه. فالغيظ، إذا توغّر، لا يليق بالإنسان، ويعطّل كونه شاهداً لمحبّة الله، أو لرحمته.
فلا تغضب أنت عادةً (ما لم يكن الغضب الشرّير عيباً فيك متأصّلاً) على غيرك إن لم يثرك غيرك. غضبك، عموماً، قد يأتي نتيجة غلط أحدهم، أو تفسيرك تصرّفاته التي تعتقدها خاطئة. وهذا قد يسبّبه لك غريب، أو جار، أو صديق، أو قريب، أو أحد أفراد عائلتك أو رعيّتك. بولس، هنا، يريد المؤمنين أن يعاملوا جميع الناس معاملة واحدة. هو قال ما قاله، ولم يحدّد على من يجب ألاّ نغتاظ، أو نغضب كثيراً. يريد سلاماً سريعاً مع كلّ الناس قريبين كانوا أم بعيدين. لأنّه يعرف أنّ الله هو ديّان العالم وحده، ولأنّه ينتظر أن يغيّر السلام السريع قلب المغتاظ ومن سبّب له الغيظ، وينقذ علاقتهما.
يعرف المؤمنون الحقيقيّون أنّه إذا حاول أحد الناس إغاظتهم، أو إغضابهم، لا يمكنهم، إذا خطئوا، أن يبرّروا أنفسهم، أو يلقوا تبعة تصرّفهم على غيرهم. فالمؤمن لا يبرّره أنّه لم يكن أوّل من سبّب الخطأ. فإذا قَبِل الخطأ، أو دخل في لعبة الشرّ، صار، برضاه أم بغير رضاه، شريكاً فيه. ليس المهمّ من يبتدئ بإثارة الخطأ. ولكن من يخرج من قبضة إبليس من دون أن يتدنّس، ومن يحاول، إن أمكن، أن يردّ الذين يثيرون الشرّ، أو يعملونه، إلى الله وحقّه.
هذا أثبته الرسول، في موقع آخر، بقوله: “لا تدع الشرّ يغلبك، بل اغلب الشرّ بالخير” (رومية 12: 21). فالمطلوب من المؤمن أن يكون فاعل خير دائماً ، ولا سيّما إذا هاجمه شرّ الأشرار. وفعل الخير يفترض، ممّا يفترض، ليس أن تصحّ تصرّفات المؤمن في أوقات الفوضى فحسب (على أهمّيّة هذا الأمر)، ولكن أيضاً أن يكون المبادر الأوّل في حلّ كلّ مشكلة. أن يقول مؤمن: ليس عليّ حقّ في الخطأ الذي جرى بيني وبين صديقي، أو أخي، أو زوجتي (والخلافات بين الزوجين عظيمة ومتزايدة في هذه الأيّام)، وينام مطمئنّ البال، والخلاف قائم؛ أو أن يقول: لست المذنب لأعتذر، أو لأسعى إلى معالجة الوضع، يعني أنّه لم يفهم شيئاً من فعل الخير. فعل الخير لا يوافقه أن يذكر المؤمن دائماً أنّه غير مسؤول عن الخلافات الطارئة، أو التي يرضى أن تتحكّم، أي لا يوافقه أن يحيا في ذاكرة مريضة. ولا يوافقه أيضاً أن يوحي بأنّ كرامته لا تسمح له بأن يبادر إلى حلّ الأمور المخالفة. فكرامة الإنسان أن يرضي ربّه. وليس خارج رضا الربّ من كرامة. والأمورالمخالفة لا يجوز أن يمرّ يوم من دون أن تُحلّ. هذا، وحده، يدلّ على أنّ الربّ هو الذي يسود كلّ علاقة بين الناس، وأنّ أوامره لا تناقش، أو لا تُرَدّ.
أن نحلّ أمورنا توّاً، أو في اليوم عينه، لهو من مقتضيات حياتنا الجديدة الملزمة. فهذا يفترضه وعينا أنّ الناس جميعاً هم “إخوتنا في الإيمان”، أو في الإنسانيّة. وهذا تأكيدنا الثابت أنّنا نؤمن بـ”المسيح سلامنا”، وأنّنا نرجو أن يبعد عنّا غضبه في اليوم الذي ستظهر عيوبنا أمامه واضحة وضوح الشمس و لنتذكر دائما ان ننسى غيظنا قبل ان تغرب الشمس


اغضبوا تخظئوا



hyqf,h ,gh jo/z,h







التوقيع

آخر تعديل بنت العدرا يوم 01-12-2013 في 11:21 AM.
رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين