قصــــة الصــليــب المـقـدس

08-13-2011, 10:15 AM

قصــــة الصــليــب المـقـدس

فى السابع عشر من شهر توت من كل عام قبطى يحتفل الاقباط بعيد ظهور الصليب المقدس... بعد صلب المسيح ظل الصليب مطمورا بفعل اليهود , الذين أصدر زعماؤهم أمرا الى كل الشعب بأن كل من لدية قمامة أوكناسة . فليلق بها الى حيث المكان الذى بة صليب المسيح . وذلك ليخفوا معالم الصليب . والقبر المقدس الذى كانت تجرى منة آيات الشفاء والعجائب . مما أزعج اليهود وقض مضاجعهم .... وبمرور الزمن صار المكان تلا عاليا .وذكر المؤرخون أن الامبراطور الرومانى هادريان 117--138 م أقام على هذا التل .فى عام 135م هيكلا للزهرة فينوس ( الالهة الحامية لمدينة روما ) ومن بين من ذكروا هذة الرواية البروفيسور الدكتور جاكسون فى كتاب لة كما ذكرها هانزليتسمان فى كتابة ( تاريخ الكنيسة القديمة ) الجزء الثالث ، الجزء الخامس .وقد تم الكشف على الصليب المجيد بمعرفة الملكة القديسة هيلانة . أم الامبراطور قسطنطين وكان ذلك فى عام 326م ويوافق سنة 42 للشهداء الاطهار ...

لقد أشتاقت الملكة هيلانة (247 الى 327 م )الى أن تعرف مصير الصليب المقدس الذى صلب علية المسيح لة المجد وقيل انها رأت فى منامها حلما أنباها بأنها هى التى ستكشف عن الصليب . وقد شجعها أبنها الامبراطور قسطنطين .على رحلتها الى الاراضى المقدسة .وأرسل معها قوة من الجند قوامها ثلاثة الاف جندى ليكونوا فى خدمتها وتحت طلبها .

هناك فى اورشليم اجتمعت بالقديس مكاريوس أسقف المدينة والبالغ من العمر ثمانين عاما . وأبدت لة وللشعب رغبتها فأرشدوها الى رجل طاعنفى السن من أشراف اليهود ويسمى يهوذا وكان خبيرابالتاريخ والاحداثوالاشخاص وبالاماكن فاستحضرتة الملكة وسألتة عن صليب المسيح فأنكر فى مبدأ الامر معرفتة بة وبمكانة فلما شددت علية الطلب وهددتة ثم توعدتة ان لم يكاشفها بالحقيقة .فاضطر الى أن يرشدها الى الموضع الحقيقى للصليب وهو كوم الجلجسة وهو بعينة المكان الذى تقوم علية الان كنيسة القيامة بالقدس القديمة .أمرت الملكة هيلانة فى الحال بازالة التل فانكشفت المغارة وعثروا فيها على ثلاثة صلبان وكان لابد لهم أن يتوقعوا أن هذة الصلبان الثلاثة هى للمسيح والصين الذين صلبا معة عن يمينة ويسارة وقدعثروا كذلك على المسامير وعلى بعض ادوات الصلب كما عثروا على اللوحة التى كانت موضوعة فوق صليب المخلص ومكتوب عليها . يسوع الناصرى ملك اليهود . ويبدو أن هذة الصلبان كانت فى حجم واحد وشكل واحد أو متشابهة حتى أن الملكة ومن معها عجزوا عن التعرف على صليب المسيح يسوع من بينهما ويروى المؤرخ زوسيموس وكذلك المؤرخ روفينوس فى كتابة تاريخ الكنيسة..

أن الملكة استطاعت بمشورة الاسقف مكاريوس أن تميز صليب المسيح . بعد أن وضعت الصلبان الثلاثة الواحد بعد الاخر على جثمان رجل ميت فحدثت المعجزة وقام الميت على الفور عندما لمسة صليب المسيح فتحققت أنة هو بالذات صليب المسيح فأحنت الملكة رأسها اكراما وتكريما للصليب وكذلك صنع المرافقون للملكة ثم تقدمت الملكة هيلانة واخذت الصليب وغلفتة بالذهب الخالص ولفتة بالحرير ووضعتة فى خزانة من الفضة فى اورشاليم . وشهد بذلك أيضا أمبروسيوس رئيس أساقفة ميلانوفى سنة 340الى 397م وكذلك القديس يوحنا ذهبى الفم وغيرهم من أباء الكنيسة . وبعد ذلك أنشأت الملكة فوق مغارة الصليب والقبر كنيسة القيامة

ووضعت فيها الصليب المجيد وأرسلت الى القديس أثاناسيوس ليدشن الكنيسة فذهب ودشنها فى احتفال عظيم عام 328م ولاتزال مغارة الصليب قائمة فى كنيسة القيامة الى الان ويراها كل من يزور الاماكن المقدسة .......

وبعد ذلك أمر الملك قسطنطين بتوزيع قطع من الصليب على كنائس العالم أنذاك وقد احتفظت كنيسة الكسطنطينية بالجزء المتبقى فى حين حصلت كنيسة روما على قطعة كبيرة وذكر القديس كيرلس بطريرك أورشليم فى كتابة مواعظ التعليم المسيحى أن أساقف اورشليمكانوا يوزعون من عود الصليب على كبار الزائرين حتى ان الدنيا امتلات من أجزاءالصليب فى زمن قليل ومع ذلك لم ينقص منة شىء بسبب النشوة والنمو وبسبب القوة التى اكتسبها من جسد رب المجد يسوع المسيح .......

وظل الصليب قائما فى كنيسة القيامة الى أن أستولى ملك الفرس كسرى الثانى 590 الى628م على أورشليم عام 614م وهدم كنيسة القيامة ونقل الصليب معة الى بلاد الفرس فى مايو آيار لسنة 614 م

ويقول المؤرخون ان الفرس دفنوا الصليب فى حفرة فى بستان مقابل قصر الملك بعدما قتلوا الشماسين اللذين أمرهما الملك بحمل الصليب الى البستان وذلك حتى يخفوا معالم الصليب ولكن شاء اللة ان تشهد ذلك فتاة صعيرة ابنة كاهن كانت قد سباها الملك واقامها فى بيتة . وفى عهد هرقل امبراطور الروم 610 الى 641 م استرد الروم هيبتهم واستردوا الممتلكات التى اخذها الفرس منهم ومن بينها عود الصليب 622 الى 630م حيث أخرجوة بارشاد تلك الفتاة من الحفرة

وكان ذلك فى عام 629 لميلاد المسيح وقال المؤرخون أن هرقل اراد ان يرد الصليب الى كنيسة القيامة وان يحملة اليها بنفسة فلبس حلتة الملكية وتوشح بوشاحة الامبراطورى ووضع على رأسة تاجة الذهبى المرصع بالاحجار الكريمة ثم حمل الصليب على كتفة ولما اقترب من باب كنيسة القيامة ثقل علية الصليب الى درجة كبيرة ولم يستطيع أن يخطو عتبة الكنيسة فحار فى الامر وحينئذ تقدم الية احد الكهنة وقال . اذكر ايها الملك أن مولاك دخل الى هذا المكان حاملا الصليب وعلى هامتة اكليل من الشوك لا اكليل من الذهب فيلزم ان تخلع تاجك الذهبى وتنزع عنك وشاحك الملكى ليتسنى لك الدخول فرضخ الملك للنصيحة وفل كذلك حينئذ دخل الكنيسة بسهولة ويسر وكانة يحمل حمل هين .

ولذا تحتفل كنيستنا الارثوذكسية بعيدين للصليب اولهما فى 17 توت والثانى فى 10 برمهات الاول هو عيد ارتفاع الصليب وتكريس كنيستة .والثانى هو عيد ظهور الصليب واكتشافة .....

وتذكر المصادر العلمية ان الصليب المقدس نقل بعد ذلك الى القسطنطينية واودع فى كنيسة القديسة صوفية التى تحولت الى جامع ايا صوفيا باسطنبول فى عهد محمد الثانى الفاتح ( 1429 الى 1481 م ) وبعدها حدثت حربا عوانا استغرقت اكثر من قرن وذلك فى القرن الثامن الميلادى فى ايام فليب باردان (711 الى 713م ) حيث اذال رسومات الايقونات من كنيسة أجيا صوفيا ومن بينها خشبة الصليب التى اختفت من بعدها ومنز سنة 1400م اكتشفت قطعتين ضمن قطع الصليب فى كنيسة بايبارشية فرنسا القبطية الحالية وتم تقديم قطعة منها الى قداسة البابا شنودة الثالث لتكون بالمقر البابوى بالقاهرة بواسطة الانبا مرقص اسقف فرنسا المتني.