الاحد الثانى من الصوم الكبير( احد التجربه ) حصريا للشماس ملاك حمايه جرجس

03-22-2013, 01:50 PM

الاحد الثانى من الصوم الكبير( احد التجربه ) حصريا للشماس ملاك حمايه جرجس

الأحد الثانى من الصوم الكبير المقدس

( أحد التجربة )
انجيل متى 4: 1-11

بقلم الشماس / ملاك حمايه جرجس

فى هذا الأسبوع ترشدنا الكنيسة و تقودنا الى أن ندرك مفاهيم التجربة و أعماقها ، و أن هدفها تنقيتنا و أنه يجب علينا أن نتمثل بالسيد المسيح الذى انتصر على حرب عدو الخير( الشيطان ) فى تجاربة و صومه الذى صامه عنا لأنه لا يحتاج الى هذا الصوم الذى صامه لذلك صامه عنا لأننا أعضاء فى جسده ولكى يضع نصب أعيننا أعماله قدوة و ليؤسس سر النصرة و الغلبه و طريقة سكنه البرارى . لأن بهذا يغلب . فوضع نفسه لنا مثلا يحتذى به . فهو صام عنا . ولأجلنا و أنتصر لنا لكى نحن أيضا ننتصر به . لقد ظهر كأنه مجاهد مع أنه هو الأله القدير . ولقد فعل هذا لكى نتمثل نحن أيضا به لكى نصوم ونصلى ونحتمل التجارب وننتصر مثله على عدو الخير

* فكيف يجوع السيد المسيح مع انه هو الذى يعطى طعاما للجائعين ؟؟
لقد جاع اخيرا وهو الذى يطعم الجميع ويشبع كل الجياع من بره
بل هو نفسه الخبز النازل لنا من السماء.

لكنه من أجل محبته لنا نحن البشر جبلة يديه الطاهره تنازل وأخذ صورتنا وأخذ جسدا من العذراء مريم دائمة البتوليه لكى يرتفع بنا نحن الخطاه ويخلصنا من الخطيه الجديه لذلك قيل عنه انه جاع فهو أخذ الذى لنا وأعطانا الذى له ,وهو الذى افتقر وهو غنى لكى نستغنى نحن بفقره
(2كو9:8)
فجاع لكى يؤكد لنا حقيقة ناسوته لذلك جاع معنا ليعطينا الشبع والغنى وبنفس هذا الجوع انتصر على الشيطان .

فهو لم يصعد الى البريه كما هو الملزم أو المضطر الاثير انما صعد لها باشتياق الى المعركه وان كان الشيطان يذهب الى الانسان لكى يجربه لان ابليس لم يستطيع ان يهاجم السيد المسيح . لذلك ذهب المسيح اليه فتوهم ابليس ان الم الجوع سيحقق مقاصده الشريره وقال له

( ان كنت ابن الله فقل لهذا الحجر ان يصير خبزا )
وهنا يجرب الشيطان السيد المسيح كانه انسان عادى أو كواحد من القديسين لأ نه كان مرتابا فى أن يكون هو المسيح , لذلك أراد أن يعرف بحيلته وبمكره ويتحقق من الوهية السيد المسيح عالما أن تحويل طبيعة شئ الى طبيعه أخرى هو وحده من عمل الله وليس البشر .

وبالطبع علم السيد المسيح ما يدور فى فكره ( اى فكر الشيطان )

وحيلته ومكره فلم يحول الحجاره الى خبز كما حول الماء الى خمر فى عرس قانا اجليل صود الحاح الشيطان وفضوله

(ليس بالخبز وحده يحى الانسان بل بكل كلمه تخرج من فمك الله .مت4:4)

* وانتصر عليه السيد المسيح ايضا عندما اخذه ابليس فوق الهيكل قائلا له

( ان كنت ابن الله فاطرح نفسك الى اسفل لانه مكتوب انه يوصى ملائكته بك فعلى اياديهم يحملونك لكى تصطدم بحجر رجلك فكان رد السيد المسيح عليه مكتوب ايضا لا تجرب الرب الهك .
(مت 4 : 5 -7)

* وتواصل ابليس فى مكره لكى يعرف هل هذا هو المسيح ابن الله ام انسان عادى فاخذ المسيح الى المدينة المقدسه اورشليم الى اعلى الهيكل وقال له

( اعطيك هذه جميعها ان خررت وسجدت لى فصدمه يسوع بقوله له
اذهب ياشيطان لانه مكتوب : للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد).
فلما راى الشيطان ان السيد المسيح هرب من تجربة المجد الباطل وهى امتلاك العالم طاع امره بالذهاب عنه وتركه وذهب عنه وللوقت جاءت له ملائكه وصارت تخدمه .

ورجع يسوع بقوة الروح القدس الى الجيل بعد ان سكن البريه وصام عنا وجرب من الشيطان وهناك فاز بالنصره لنا وسحق راس التنين لانه ساد على الشيطان ووضع الاكليل على طبيعة الانسان فى شخصه المبارك بالغنائم التى اغتنمها بالنصره .

عاد الى الجليل لكى يجرى العجائب ويصنع المعجزات لانه ابن الله

* ومن هنا قد غلبنا بالمسيح يسوع ربنا وفزنا بالنصره نحن فيه ورجع ابليس مكسورا مهزوما الذى كان قد سبق وغلب ادم وتمكن فيه ثديما , ونحن الان ندوسه بقوة يسوع المسيح الذى له المجد دئما لاننا فىالمسيح الذى قال
( ها انا عطيكم سلطانا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو . لو 10 :19 )

* لذلك يجب علينا ان نواصل جحدنا للشيطان الذى جحدناه فى المعموديه وذلك بالمواظبه على الصلاه والصوم والعطف على الفقراء وعدم حب الامتلاك والهروب من العظمه ومظاهرها لان كل هذا مجد باطل ولان نسعى الى هدفنا الاساسى وهو السير فى الطريق الكرب الضيق الذى قال عنه رب المجد انه هذا الطريق المؤدى الى الحياة الابديه شاكرين الرب كل حين لانه منحنا هذه النصره العظيمه بمحبته لنا لانه صام عنا ونصرنا معه فلنشكره ونمجده الى الابد امين