الآن مرة أخرى

الآن مرة أخرى


+الان مرة أخرى اليوم ,بعيون خفيضة من الخجل و العار , أتجرأ أتكلم معك أيها السيد الإله و خالق الكل ,أنني تراب و رماد ,حقيقتي دودة و لست أنسانا ,مدان بالكامل و في عمق الحزن . كيف يمكنني أن انظر إليك يا سيدي؟ بأي قلب ؟و بأي ضمير ؟وبأي لسان يمكن أن أتكلم معك؟ كيف يمكنني أن أبدأ اعترافي ؟ و بأي خطايا ؟ هل يمكنني أنا المسكين أن اسأل أولا غفران الخطايا التي ارتكبتها بمعرفة و ليس لي عذر فيها أو الخطايا التي اقترفتها و التي يجب أن أحاسب عليها؟ أنى اعرف يا سيدي إنني غير مستحق أن أدعو اسمك المهاب القدوس أو اقف لأصلى إليك ,لكثرة أعمالي الشريرة و خطاياي . أو انظر عاليا ناحية السماء لأنني تعديت اكثر من أي إنسان . لقد كسرت الوصايا ,و عشت في ضلال اكثر من الابن الضال ,لقد تعديت اكثر من أهل نينوى . ولكن بدون ندم . خطاياي ارتفعت اعلي من رأسي ,و كحمل ثقيل ضغطت على بشدة . وهكذا أصبحت تعيسا ضالا. فأنا الآن منحني إلى اسفل إذ أغضبت اسمك القدوس الطاهر و أحزنت روحك , و احتقرت وصاياك , و تسببت بطرق مختلفة في صبغ روحي بالأوساخ و هي التي خلقت حسب صورتك. ضيعت حياتي في الخطية بالرغم من الوقت الذي أعطيتني إياه للندم و الرجوع,جعلت وجهي مشينا و عيوني فقدت الإبصار كلية,نجست شفتاي بالأكاذيب و أصبحت جميع أجزاء نفسي وجسدي أدوات للخطية,و اختلط عقلي بالأفكار الشيطانية. و عصيت جلالك بكل أعمالي و أفكاري ,بينما كنت اخدم عدوي الذي يحاربني. و لذلك أدين نفسي قبل يوم الحساب الأخير.
آه يا سيدي , قد بددت بسوء تصرفاتي معاناتك علي الصليب من أجلي ومرت سنين عمري بدون فائدة .
ولكن يا سيدي.انظر بالرحمة من مكانك الطاهر العالي ,و افحص روحي الغير قابلة للإصلاح , و بطريقتك اصلحني برحمتك . و كأني واقف أمامك أيها الملك المسيح . و كأني المس قدميك الطاهرتين . أتضرع إليك بقلب منكسر ,كن رحيما بي أيها الحبيب الممتلئ حنانا. لا تنظر إرادتي الفاسدة ,لأنه ليس لدي حافز علي اصلاح نفسي ,لأني كثيرا ما كنت أود أن اندم و لكني أنا الأكثر بؤسا ,أصبحت كاذبا بالنسبة إلى رغبتي أن أكون معك. .
يا سيدي ,في مرات عديدة كانت تشلمني رحمتك , و لكني أهملتك .رفعتني كثيرا من سقطاتي , و لكني وقعت مرة أخرى , لقد تحملت أخطائي و لكني اغضبك بتمادي فيها . كم مرة امتلأت نفسي الوضيعة ببركتك يا سيدي, مرات كثيرة أضأت عقلي المظلم , كم مرة أرحت فقري و أزلت اكتئابي , كم مرة خلصت أفكاري من أوهام الخيالات, كيف أناديك يا سيد الجميع دون أن احفظ وصاياك ؟ .
هذه هي حياتي بين آلاف من مثل هذه الشرور , أكافح لاحصل علي خلاصي, و لكن حقي و كبريائي لا يسمحان لي بتفحصها .
و الان ما هو عذري أمامك يا الهي , إذا قلت أن الشيطان هو الذي حفزني إليها ؟ و حتي آدم لم تساعده هذه الإجابة عندما اعتذر بهذه الطريقة .من لا ينوح علي ضياعي ؟ من سوف لا يتنهد علي فقدان بصيرتي ؟ من لا يلوم عدم إحساسي؟.
آه يا سيدي اعطني أن أكون نادما من اجل عطفك اللا نهائي. يا جميع القديسين تشفعوا من اجلي ,أنا الخاطئ , ارفعوا التماساتكم إلى الله الرحوم حتى يرجع و ينادي روحي التي ارتبطت بالشيطان من خلال الانفعالات المشينة . يا جميع القديسين تشفعوا من اجلي ,فمن خلال صلواتكم الطاهرة قد أصير مستحقا للندم . لان ذلك هو عملكم أيها القديسون أن تتشفعوا للخطاة , و الرحمة هي عمل الله لهؤلاء الفاقدين الأمل .
تفضل يا سيدي الإله و تقبل مني التماسي ,لتشملني رحمتك من خلال تشفعات والدتك الطاهرة و جميع قديسيك , حتى أكون مع جميع المخلصين بواسطة رحمتك الغير محدودة.

المصدر: منتدى ام السمائيين و الارضيين - من قسم: قسم الموضوعات الروحيه المختلفه

---

hgNk lvm Hovn