الاصحاح 22 - منتدى ام السمائيين و الارضيين
الرئيسية التسجيل مكتبي
Image
البحث الأعضاء الرسائل الخاصة


منتدى ام السمائيين والارضيين


   
العودة   منتدى ام السمائيين و الارضيين > منتدى الكتاب المقدس > دراسة الكتاب المقدس > انجيل معلمنا متى
 
إضافة رد
   
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 01-25-2012, 06:39 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية mena_malak
 

 

 
201 الاصحاح 22





الأَصْحَاحُ الثَّانِى وَالعِشْرُونَ
مثل العُرس i معتقدات الصَدّوقيّين i أعظم الوصايا

(1) مثل العُرس (ع 1-14):
1- وجعل يسوع يكلمهم أيضا بأمثال قائلا: 2- "يشبه ملكوت السماوات إنسانا ملكا صنع عُرسا لابنه. 3- وأرسل عبيده ليدعوا المدعوين إلى العرس، فلم يريدوا أن يأتوا. 4- فأرسل أيضا عبيدا آخرين قائلا: قولوا للمدعوين هوذا غدائى أعددته، ثيرانى ومسمناتى قد ذبحت، وكل شىء معد، تعالوا إلى العرس. 5- ولكنهم تهاونوا، وَمَضَوْا، واحد إلى حقله، وآخر إلى تجارته. 6- والباقون أمسكوا عبيده وشتموهم وقتلوهم. 7- فلما سمع الملك غضب، وأرسل جنوده وأهلك أولئك القاتلين، وأحرق مدينتهم. 8- ثم قال لعبيده: أما العرس فمستعد، وأما المدعوون فلم يكونوا مستحقين. 9- فاذهبوا إلى مفارق الطرق، وكل من وجدتموه فادعوه إلى العرس. 10- فخرج أولئك العبيد إلى الطرق، وجمعوا كل الذين وجدوهم، أشرارا وصالحين، فامتلأ العرس من المتكئين. 11- فلما دخل الملك لينظر المتكئين، رأى هناك إنسانا لم يكن لابسا لباس العرس. 12- فقال له: يا صاحب كيف دخلت إلى هنا وليس عليك لباس العرس؟ فسكت. 13- حينئذ قال الملك للخدام: اربطوا رجليه ويديه، وخذوه واطرحوه فى الظلمة الخارجية، هناك يكون البكاء وصرير الأسنان. 14- لأن كثيرين يدعون وقليلين ينتخبون."

ع1-2: كعادة المسيح، قدّم المعانى الروحية فى أمثال لتكون قريبة إلى فهم سامعيه، وذلك لغلاظة قلوبهم، وميلهم إلى رفض تعاليمه العميقة روحيا.
"ملكا": الآب.
"عُرسا": الكنيسة التى يفرح فيها الله باتحاد شعبه به، بتناول جسده ودمه الأقدسين، إذ ينالون الخلاص من الخطية بالمعمودية والاعتراف والتناول.
"لابنه": يسوع المسيح.
ع3-4: "أرسل عبيده": الآباء إبراهيم وإسحق ويعقوب، والأنبياء، وكل رجال العهد القديم الذين أعلنوا الله للبشرية.
"عبيدا آخرين": الرسل والتلاميذ، وكهنة وخدّام العهد الجديد، الذين يدعون البشرية للإيمان والحياة فى الكنيسة.
الله يحترم إرادة الإنسان، فيدعوه إلى كنيسته، ولا يجبره. وقد أعد كل شىء، فهو يقدّم محبته لنا، ويبقى أن نتجاوب نحن معه.
"لم يريدوا": أى رفض اليهود تعاليم الأنبياء، وابتعدوا عن التوبة، ولم يؤمنوا بالمسيح.
"ثيرانى ومسمناتى قد ذبحت": تشير إلى ذبيحة المسيح على الصليب التى كانت ترمز إليها ذبائح العهد القديم، وهى ذبيحة جسده ودمه على المذبح كل يوم.
وترمز أيضا إلى كلمة الله التى تشبع النفس.
وكذلك ترمز لحياة الشهداء والقديسين، الذين قدّموا حياتهم ذبيحة حب لله على مثال المسيح المصلوب، وَسِيَرُهُمْ تُشبِع النفس المؤمنة بمحبة الله المطبقة عمليا فى حياتهم.

ع5-6: للأسف، كان رد المدعوين على صاحب العُرس سيئاٍ، إذ انهمكوا فى الشهوات المادية التى يعبّر عنها بالحقل والتجارة. وهم يرمزون لليهود الذين لهم المواعيد والدعوة للحياة مع الله، ولكنهم انهمكوا فى الماديات، بل وأكثر من هذا، أساءوا إلى أنبيائه الحاملين دعوته لهم، وشتموهم وقتلوهم.

ع7: "الملك": هو الله. وقد غضب من شرور هؤلاء المدعوين، وأصدر أمره بإهلاكهم، أى العذاب الأبدى لرفضهم الإيمان، وكذلك هدم مدينتهم، وقد حدث ذلك فعلا عام 70م، عندما أهلك الرومان مدينة أورشليم.

ع8-9: "مفارق الطرق": حيث يزدحم الناس.
"كل من وجدتموه": الدعوة لكل البشر.
رفض اليهود دعوة الله، رغم أنه كان المفروض أن يكونوا مثالا للإيمان أمام الأمم، فوجّه الله دعوته للعالم كله عن طريق عبيده التلاميذ والرسل، فخرجوا فى طرق العالم يدعون الكل للإيمان وإلى وليمة المسيح، أى جسده ودمه الأقدسين.
ع10: "أشرارا": حياتهم الماضية مملوءة شرورا ظاهرة أمام الناس.
"صالحين": لهم فضائل معروفة أمام الآخرين.
لكن الكل محتاجون للإيمان بالمسيح وفدائه، والتوبة عن خطاياهم.
دعا التلاميذ كل الأمم، سواء الأشرار منهم أو الصالحين، مهما كانت خطايا الأشرار، ولكن لهم استعداد للتوبة. فآمنوا وتركوا حياتهم الماضية، ودخلوا إلى الكنيسة مؤمنين بالمسيح ليشبعوا به.

ع11: "لباس العرس": ثياب يهبها صاحب العُرس للمدعوين. وهى هنا ترمز للأسرار المقدسة وخاصة المعمودية والاعتراف والتناول. فإن أهمل أحد هذه الثياب، واعتمد على بره الذاتى، أى لم يستمر فى الاعتراف والتناول والسلوك فى الحياة الجديدة مع الله، يتعرى من ثياب العُرس، وتكون نهايته الهلاك.
فالأمم لما آمنوا ودخلوا إلى الكنيسة، كان لابد أن يحتفظوا بحياتهم نقية فى الله، بالاستمرار فى حياة التوبة، لتكون لهم الحياة النقية، وهى الثياب المناسبة للعُرس، أى الوجود فى الكنيسة على الأرض، ثم الامتداد فيها إلى الأبد.

ع12: ثم تأتى ساعة الدينونة، فيسأل الملك، أى الله، المتهاونين من المؤمنين، كيف لم يثبتوا فى محبته ومحبة الآخرين وخاصة الأعداء؟ كيف استهانوا بالخطايا ولم يتوبوا عنها؟ وحينئذ يسكت هؤلاء الأشرار، لأنه لم يعد هناك وقت للتوبة.

ع13: إن المتهاون يقيّد حياته بالخطية، فينال جزاءه، وهو أن يُربَط بها إلى الأبد للعذاب، لأنه رفض حرية الروح والتمتع بالله.
ويعبّر عن صعوبة العذاب ومشاركة الجسد للروح فيه، بعد أن تغيّر إلى جسم روحانى ب"البكاء وصرير الأسنان"، وهذا يعنى آلام صعبة جدا.

ع14: هكذا يدعو الله الجميع للإيمان، ولكن من يؤمنون ويثبتون فى الإيمان قليلون، وهؤلاء هم المنتخبون للحياة الأبدية.
فرصة العمر تتيح لك الاشتراك فى العشاء الربانى، أى التناول من الأسرار المقدسة. فلا تنشغل عنه بارتباطات الحياة، ولا تعتذر عنه لكثرة خطاياك، فسر الاعتراف يغفر لك كل شىء مهما كان صعبا أو مسيطرا عليك لسنوات طويلة.
فلا تتهاون متناسيا خطاياك، بل اهتم أن تلبس ثياب العرس، لتأكل من عشاء الملك. وداوم على ذلك، فتفرح بعشرة المسيح وتحيا معه إلى الأبد.

(2) دفع الجزية (ع 15-22):
15- حينئذ ذهب الفرّيسيّون وتشاوروا لكى يصطادوه بكلمة. 16- فأرسلوا إليه تلاميذهم مع الهيرودُسِيّين، قائلين: "يا معلم، نعلم أنك صادق وتُعلّم طريق الله بالحق، ولا تبالى بأحد، لأنك لا تنظر إلى وجوه الناس. 17- فقل لنا ماذا تظن، أيجوز أن تُعطَى جزية لقيصر أم لا؟" 18- فَعَلِمَ يسوع خبثهم، وقال: "لماذا تجربوننى يا مراؤون؟ 19- أرونى معاملة الجزية." فقدموا له دينارا. 20- فقال لهم: "لمن هذه الصورة والكتابة؟" 21- قالوا له: "لقيصر." فقال لهم: "أعطوا إذًا ما لقيصر لقيصر وما لله لله." 22- فلما سمعوا تعجبوا وتركوه وَمَضَوْا."

ع15-17: "الهيرودُسِيّين": جماعة من اليهود يتحزّبون لعائلة هيرودس، وهى من أصل أدومى، أى غير يهود، ويتمنون أن يكون أحد أفراد هذه الأسرة واليا على اليهودية من قِبَلِ السلطة الرومانية، ويهتمون بالخضوع للدولة الرومانية وجمع الجزية.
استمر الفرّيسيّون فى شرهم نحو المسيح، ورغم احتقارهم للهيرودُسِيّين لأنهم يتبعون السلطة الرومانية، أما هم فيقاومون المستعمر الرومانى، لكنهم اتحدوا معهم ليمسكوا أى خطأ على المسيح.
وبرياء، مدحوا المسيح قائلين إنه معلم الحق، واستفزّوه بمدحهم له أنه لا يخاف من أحد، حتى يرفض دفع الجزية. ثم سألوه: هل تُعطَى الجزية لقيصر بحسب أوامر الدولة الرومانية؟ فإذا قال تُعطَى، يكون متعاونا مع المستعمر، فيثيروا اليهود عليه. وإن قال لا، يصبح مقاوما للدولة، ولابد من القبض عليه ومحاكمته.
"قيصر": اسم لأى إمبراطور رومانى، مثل لقب فرعون لأى ملك فى مصر القديمة، وكان القيصر حينذاك هو تيباريوس.
ع18: الله فاحص القلوب وعالم الغيب، عَلِمَ أفكارهم، وقال لهم: "لماذا تجربوننى؟" ونبههم إلى خطيتهم وهى الرياء، لعلهم يتوبون ويؤمنون به أنه هو الله عالم الغيب، ولكنهم للأسف لم يتأثروا لقساوة قلوبهم.

ع19-22: "أرونى معاملة الجزية": وهى إحدى أنواع النقود التى تُدفَع بها الجزية، مثل الدينار الرومانىٍ. وبتقديمهم هذا الدينار، يعلن الفرّيسيّون خضوعهم للسلطة، عكس ما ينادون به من أن خضوعهم يلزم أن يكون للهيكل فقط. فليست معهم نقود يهودية فقط، مثل الشاقل، بل نقود رومانية أيضا. فأعلن لهم أنهم ينادون بما لا يطبقونه، خوفا من السلطة.
طلب منهم المسيح إحدى العملات فأروه دينارا عليه بالطبع صورة القيصر الرومانى واسمه. فسألهم: لمن الصورة والكتابة؟ فقالوا: لقيصر. فقال لهم: أعطوا قيصر ما يخصه، وهو الجزية وكل الواجبات السياسية المطلوبة من المواطن التابع للدولة الرومانية، فحيث أن الدولة تقدم خدمات للمواطنين، فهى تستحق أن تأخذ هذه الجزية. أما الأهم، وهو الروح، فأعطوها لله، لأن المال هو الأدنى والأقل أهمية، أما روح الإنسان فهى أهم ما فيه. فتعجبوا جدا من حكمته، لأنه لم يسقط فى خطأ يمسكونه عليه، ولكن للأسف لم يؤمنوا ويتوبوا.
أنت صورة الله فَأَعْطِهِ قلبك وحياتك، ولا تكن صورة لإبليس بمحبة الشهوات الرديّة والكبرياء. تُبْ والتصق بالله، لتستعيد صورته فيك.

(3) الصَدّوقيّون والزواج (ع 23-33):
23- فى ذلك اليوم، جاء إليه صَدّوقيّون، الذين يقولون ليس قيامة، فسألوه 24- قائلين: "يا معلم، قال موسى إن مات أحد وليس له أولاد، يتزوج أخوه بامرأته وَيُقِمْ نسلا لأخيه. 25- فكان عندنا سبعة إخوة، وتزوج الأول ومات، وإذ لم يكن له نسل، ترك امرأته لأخيه. 26- وكذلك الثانى والثالث إلى السبعة. 27- وآخر الكل، ماتت المرأة أيضا. 28- ففى القيامة، لِمَنْ مِنَ السبعة تكون زوجة، فإنها كانت للجميع؟" 29- فأجاب يسوع وقال لهم: "تضلون إذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله. 30- لأنهم فى القيامة لا يزوجون ولا يتزوجون، بل يكونون كملائكة الله فى السماء. 31- وأما من جهة قيامة الأموات، أفما قرأتم ما قيل لكم من قِبَلِ الله القائل: 32- أنا إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب. ليس الله إله أموات، بل إله أحياء." 33- فلما سمع الجموع بهتوا من تعليمه.
ع23: كان الصّدّوقيّون طائفة أرستقراطية غنية من اليهود، وكانوا لا يؤمنون بحياة أخرى بعد هذا العالم، أو قيامة للأجساد بعد تحللها، وكان منهم معظم رؤساء الكهنة.

ع24: أشار الصّدّوقيّون للمسيح عن جزء من شريعة موسى، وهى أنه إن تزوج رجل بامرأة ولم ينجب ومات، يتزوجها بعده أخوه أو أقرب الأقرباء، حتى يقيم نسلا باسم الميت، ليرث أرضه ويحافظ عليها، فكان البكر المولود يُنسب للميتٍ (تث 25: 6)، وكان ذلك رمزا للمحافظة على ميراثنا الأبدى.

ع25-28: ألّفوا قصة وسألوا المسيح بخصوصها، إذ رأوا أنها معضلة ليس لها حل. وهى وجود سبعة إخوة، تزوج أحدهم بامرأة ومات ولم ينجب، فتزوجها الثانى ولم ينجب أيضا، وهكذا حتى سابع أخ ولم ينجب، ثم ماتت المرأة. وسؤالهم، إن كانت هناك قيامة وحياة أبدية، فهذه الزوجة ستكون لِمَنْ مِنَ السبعة وتعيش معه فى الأبدية، لأنها كانت زوجة للجميع على الأرض، ولم تنجب، حتى لا يرد عليهم أحد أنها تكون زوجة لمن أنجبت منه.

ع29-30: نبههم المسيح إلى عدم تدقيقهم وعدم فهمهم نبوات الأنبياء، إذ أخذوها دائما بالمعنى المادى، لأن فكرهم منغمس فى الماديات، مع أن الكلام واضح عن حياة روحية فى السماء، وعدم الحاجة لعلاقات جسدية أو أى عمل مادى، بل الكل يكونون أرواحا متعلقة بالله، تجمعهم مشاعر المحبة دون تمييز للقرابة الجسدية، إذ صاروا أعلى منها بإحساسهم الروحى العميق. ولأنهم خالدون، لا يحتاجون للزواج والتناسل، يعرفون بعضهم بعضا كأرواح، دون الحاجة للمشاعر الجسدية.

ع31-32: قدّم لهم المسيح دليلا آخر غير نبوات الكتب المقدسة، وهو قول الله لموسى وللأنبياء أنه إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب (خر 3: 6 و15)، فهل ينسب الله نفسه لأموات قد انتهوا ولم يعد لهم قيمة؟!
بالطبع لا، فالله العظيم، ينسب نفسه لأرواح حية معه فى السماء هم أولاده، والذين عرفناهم فى الجسد ويحيون الآن بالروح فى السماء.
وقد أورد هذا الدليل من أسفار موسى، لأن الصّدّوقيّين يعتمدون عليها، ويهملون أسفار أخرى كثيرة من العهد القديم. فالله لم يقل كنت إله إبراهيم، بل هو إلههم حاليا. وكان ذلك فى كلامه مع موسى بعد سنوات كثيرة من موتهم، أى أن أرواحهم حية فى السماء، وهو إلههم؛ فالأرواح لا تتلاشى بموت الجسد كما ينادى الصّدّوقيّون.

ع33: لسمو تعاليم المسيح وحكمته وقوة كلامه، اندهش السامعون، وأُفْحِمَ الصّدّوقيّون أمام حجته. وكانت الجموع، ليست فقط من الصّدّوقيّين، بل أيضا من الفرّيسيّين واليهود العاديين.
فكّر فى عظمة السماء ومجد الأرواح هناك، حتى لا تنغمس فى الشهوات المادية، بل وترفض شرورك، وتهتم بحياتك الروحية.

(4) أعظم الوصايا (ع 34-40):
34- أما الفرّيسيّون، فلما سمعوا أنه أبكم الصَدّوقيّين، اجتمعوا معا. 35- وسأله واحد منهم، وهو ناموسى، ليجربه قائلا: 36- "يا معلم، أية وصية هى العظمى فى الناموس؟" 37- فقال له يسوع: "تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك. 38- هذه هى الوصية الأولى والعظمى. 39- والثانية مثلها، تحب قريبك كنفسك. 40- بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والأنبياء."

ع34: فَقَدَ الصّدّوقيّون القدرة على أن يمسكوا خطأ على المسيح، أو حتى محاورته لأجل حجته القوية. ولذا تجمّع الفرّيسيّون، وهم المتمسكون بالشريعة، ليجربوا المسيح ويسقطوه فى أى خطأ.
قوة الله التى فيك تُسكت الأشرار مهما كانت شرورهم أو حِيَلِهم، لأن الله الذى معك أقوى من كل الشياطين التى تحرك الشر فى البشر.

ع35-36: سأل فرّيسيّ منهم المسيح، وكان ناموسيا، أى من المدققين فى حفظ وشرح الوصايا والناموس الموسوى، قائلا: ما هى أعظم الوصايا؟ حتى إذا ميّز المسيح إحداها يكون مخطئا، لأن الكل وصايا الله. ولعلهم سمعوا عن عظته على الجبل، التى أكمل فيها معانى الوصايا، فيتهموه أنه يقول إن الناموس ناقص.
هل أنت برىء فى كلامك مع الآخرين، أم تحاول إظهار تميّزك أو ضعفاتهم؟
ع37-39: لخّص المسيح الوصايا العشر فى وصيتين، ولم يميّز واحدة عن الأخرى، فالوصية الأولى تتحدث عن علاقة الإنسان بالله، وهى أن يحبه بكل كيانه، أى بقلبه ونفسه وفكره، وهذا هو أهم شىء، أى محبة الله، وينتج عنها بالضرورة الوصية الثانية، وهى محبة القريب، أى كل البشر، وهى دليل على محبة الإنسان لله.
والمحبة الحقيقية هى محبة الإنسان للآخر مثل نفسه، وليس مجرد بعض الاهتمام، ثم تتعاظم محبة العهد الجديد، فتصير محبة الآخر أكثر من النفس، كما فعل المسيح على الصليب، إذ أحبنا، وبذل نفسه لأجلنا.
ليس هذا فقط، بل إنه من فيض نهر حبه الذى لا يجف، وفى ذروة الآلام، طلب لصالبيه من الآب، قائلا: " يا أبتاه، اغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لو 23: 34).

ع40: بهذه المحبة، يلخّص كل الناموس والوصايا، وكلام الأنبياء.

(5) المسيح وداود (ع 41-46):
41- وفيما كان الفرّيسيّون مجتمعين، سألهم يسوع 42- قائلا: "ماذا تظنون فى المسيح، ابن من هو؟" قالوا له: "ابن داود." 43- قال لهم: "فكيف يدعوه داود بالروح ربا، قائلا: 44- قال الرب لربى اجلس عن يمينى حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك. 45- فإن كان داود يدعوه ربا، فكيف يكون ابنه؟" 46- فلم يستطع أحد أن يجيبه بكلمة. ومن ذلك اليوم، لم يجسر أحد أن يسأله بَتَّةً.

ع41-42: أطال المسيح أناته على أسئلة الصّدّوقيّين والفرّيسيّين والنّاموسيّين، التى ذُكر بعضها فى الأعداد السابقة، ومحاولتهم إسقاطه فى أى خطأ. وأفحمهم بحججه القوية. وفى النهاية، اضطر أن يُظهر لهم خطأ ما يفعلونه، إذ بهذا يقاومون الحق وهم ضعفاء جدا أمامه، فسألهم سؤالا دينيا من دراستهم للأنبياء والناموس، وهو: ماذا تقول الكتب المقدسة عن المسيا المنتظر، ابن من هو؟ فأجابوا سريعا: "ابن داود"، إذ لا خلاف على ذلك، أنه سيأتى من نسل داود بحسب النبوات.

ع43-45: "يدعوه داود": فى (مز 110: 1)، وكان اليهود متفقين على أن كاتبه هو داود.
"بالروح": بالوحى الإلهى.
"الرب": الله الآب.
"ربى": أى سيد وإله داود، ولا يمكن أن يدعو إنسان ابنه أو حفيده "ربى".
قال لهم المسيح، إن كان هو ابن داود، فكيف يدعوه داود فى مزموره أنه ربه، حينما قال: "قال الرب لربى اجلس عن يمينى" (110: 1)، وذلك فى حديث بين الآب والابن بعدما يكمل المسيح الفداء على الصليب، وتصير كل الشياطين خاضعة له، إذ قيّدهم بصليبه، أى يصير فى عظمته الإلهية المشار إليها باليمين.
فكيف يكون هو ابن داود ورب داود فى نفس الوقت؟!

ع46: تَحيّر الفرّيسيّون وعجزوا عن الإجابة، لانهماكهم فى التفكير المادى عن المسيح، مع أن الرد بسيط، يفهمه أى مسيحى، وهو أن المسيح ابن داود فى الجسد، وهو الله الأزلى فى نفس الوقت، فهو الإله المتأنس.
وإذ شعروا بعجزهم، انصرفوا عنه فى خزى، ولم يعودوا يقاوموه.
الله يريدك ألا تقاوم الحق، بل تتوب وتحبه وتحيا معه؛ فَأَطِعْ كلام الله وَعِشْ فيه.




hghwphp 22







التوقيع

رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين