ليكونوا هم أيضًا واحدًا فينا - منتدى ام السمائيين و الارضيين
الرئيسية التسجيل مكتبي
Image
البحث الأعضاء الرسائل الخاصة


منتدى ام السمائيين والارضيين


   
العودة   منتدى ام السمائيين و الارضيين > منتدى الطريق نحو الابديه > قسم الموضوعات الروحيه المختلفه
 
قسم الموضوعات الروحيه المختلفه يشمل كل الموضوعات الروحيه التى تهم كل انسان مسيحى

 
   
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 06-26-2014, 05:47 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
6000 ليكونوا هم أيضًا واحدًا فينا






ليكونوا أيضًا واحدًا فينا

لقد صلى السيد المسيح ليلة آلامه قائلاً:
" ليكون الجميع واحدًا كما أنك أنت أيها الآب فيّ وأنا فيك ليكونوا هم أيضًا واحدًا فينا" (يو21:17).

فكما أن أقانيم الثالوث الثلاثة كل منهم كائن في الآخر، هكذا الإنسان الذي جُعل على صورة الثالوث، مدعو "للثبات" في الله الثالوث. فالذين يثبتون فى الله بالمحبة ويمتلئون من حضوره فيهم بالروح هؤلاء يعبّرون عن المحبة
التى هى الثالوث "الله محبة".

هذه الحقيقة عن إتحاد الإنسان بالله والثبات فيه، وعن كون الله ساكنًا فينا ونحن فيه، هى موضوع إنجيل القديس يوحنا، وتظهر أيضًا كثيرًا في رسائل بولس الرسول الذي ينظر إلى الحياة المسيحية على أنها، قبل كل شئ "حياة في المسيح"، إذ يقول على سبيل المثال " أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّ"
(غلا20:2).

ونعثر على الفكرة عينها في النص الشهير لرسالة بطرس الثانية:
" قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية" (2بط4:1).

وصوّر القديس باسيليوس الكبير الإنسان على أنه مخلوق أُمِرَ بأن يصبح إلهًا (1) .

أما القديس أثناسيوس فقال:
[ إن كلمة الله صار إنسانًا لكي يؤلهنا نحن] (2) .

ويؤلهنا تعنى تقديسنا، والقداسة وفقًا لتعاليم الكنيسة الأرثوذكسية، هى الهدف النهائي الذي يجب أن يتطّلع إليه كل مسيحي، أى أن يصبح بالنعمة على مثال الله فى القداسة. وباستطاعتنا أن نعرف الله ونحيا فى شركة معه كما يقول القديس غريغوريوس النزينزى في تفسيره للتطويبات:
" لم يُطوِّب الرب مَن يعرف شيئًا عن الله، بل من يكون الله حاضرًا فيه".

والقداسة ليست هى عملية "إنزوائية"، بل لها علاقة "بالآخر"،
فنحن نصل إلى حالة القداسة "بإتباع الوصايا"،
والسيد المسيح لخّص لنا الوصايا كلها في وصيتين هما
محبة الله ومحبة القريب.
هاتان الوصيتان لا تنفصلان، فالإنسان لا يستطيع أن يحب قريبه محبته لنفسه ما لم يحب الله فوق الجميع، كما لا يستطيع الإنسان أن يحب الله مالم يحب اخوته البشر (انظر 1يو12:4).
يقول ق. يوحنا ذهبي الفم
[ ليس شئ يجعل الإنسان مثل المسيح كاهتمامه بالآخرين. ليس شئ تافهًا مثل مسيحي لا يهتم بخلاص الآخرين. إن قلت إنك مسيحي ولا تقدر أن تفعل شيئًا للآخرين يكون في قولك هذا تناقضًا، وذلك كالقول إن الشمس لا تقدر أن تعطي نورًا ] (3) .

إن الاتحاد بين الله والإنسان هو اتحاد حقيقي، لكنه إتحاد لا يندمج فيه الخالق والمخلوق في كائن واحد.
ففي التقديس لا يستنفذ الله طاقاته الإلهية، ولا يبتعد الإنسان "المتقدس" عن كيانه البشري ولا يفقد خصائصه الشخصية بل تظل هذه الخصائص مخلوقة مع كوننا أصبحنا نتمتع بشركة مع الله بفضل نعمته.

وعودة مرة أخرى إلى موضوعنا ـ أهمية الإيمان بإله واحد مثلث الأقانيم نجد فى المقابل أن إيمانًا آخر بالوحدانية المطلقة فى الله من شأنه أن يُظهر الله ككائن مكتفي بذاته مبتعد عن الإنسان وعن العالم معتزلاً في السماء، الأمر الذي يتعارض مع صلاح الله ومحبته للبشر وخلقته للإنسان على صورته.
فالإنسان في حاجة إلى التعرّف ليس على إله بعيد عنه في سماواته، وإنما على إله حيّ قريب منه يحتضنه ويقدر أن يدخل إليه، ويشاركه مشاعره وأحاسيسه ويسكن في أعماقه ويملأ كل فراغ فى داخله.
والإيمان الثالوثي هو الذي يكشف لنا ـ كما سبق القول ـ عن تنازل الله ليشاركنا طبيعتنا وحياتنا وعالمنا.
وهذه نقطة هامة تخاطب أصحاب ذلك الإيمان بالوحدانية المطلقة لأن الشعور بالفراغ والقلق ـ رغم التطور المستمر ـ يزداد باستمرار عند هؤلاء الناس يومًا بعد يوم.
ولعل التطرّف الديني الذي نعاني منه بشدة اليوم هو في جوهره وصميمه فراغ الروح والذهن والحياة، ومحاولة لإثبات الوجود، حينما يشك الإنسان في وجوده.

ليكونوا أيضًا واحدًا فينا
جزء من مقال للقس صموئيل وهبه , دورية يوليو 2005 , السنه الثامنه العدد السادس عشر , مجله دوريه إصدار المركز الارثوذكسي للدراسات الابائيه ،
ص 57 ، 58
1 - انظر الكنيسة الأرثوذكسية إيمان وعقيدة، تيموثي وير، منشورات النور ـ لبنان 1982.
2 - تجسد الكلمة (3:54) ترجمة د. جوزيف موريس فلتس ـ إصدار مركز دراسات الآباء ـ القاهرة 2002.
3 - القديس يوحنا ذهبي الفم ـ إصدار كنيسة مار جرجس سبورتنج ـ الأسكندرية 1980، ص199ـ200.

ليكونوا أيضًا واحدًا فينا

ليكونوا أيضًا واحدًا فينا
ليكونوا أيضًا واحدًا فينا

ليكونوا أيضًا واحدًا فينا



gd;,k,h il HdqWh ,hp]Wh tdkh







التوقيع


آخر تعديل بنت البابا كيرلس يوم 06-26-2014 في 06:03 AM.
رد مع اقتباس
 



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين