الصوم الهدوء والصمت والعطاء - منتدى ام السمائيين و الارضيين
الرئيسية التسجيل مكتبي     البحث الأعضاء الرسائل الخاصة


منتدى ام السمائيين والارضيين


   
العودة   منتدى ام السمائيين و الارضيين > منتدى الاصوام المقدسه > قسم خــــــزين السنه صوم 2017 الصوم الكبير
 
قسم خــــــزين السنه صوم 2017 الصوم الكبير خاص وحصرى بمنتدانا

إضافة رد
   
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 03-10-2012, 12:43 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مشرف
 
الصورة الرمزية بنت مارمينا
 

 

 
155 الصوم الهدوء والصمت والعطاء





الصوم الهدوء والصمت والعطاء


+ الصوم يحتاج إلى الهدوء والصمت والعطاء

1-الهدوء والصمت:

"لأنَّهُ هكذا قالَ السَّيدُ الرَّبُّ قُدّوسُ إسرائيلَ: "بالرُّجوعِ والسُّكونِ تخلُصونَ. بالهُدوءِ والطُّمأنينَةِ تكونُ قوَّتُكُمْ" (إش30: 15). إن إيقاع الحياة الصاخب, وعُنف متطلبات المعيشة, وكثرة الحركة والانشغال والهموم, أفقدوا الإنسان معناه وإنسانيته، وحولوه إلى مجرد ترس في ماكينة ضخمة، يتحرك بتحركها, ويقف بوقوفها إن وقفت. الإنسان اليوم يعيش في تشتت مرعب يبدد قوى الجسم والنفس والعقل.. فكم بالحري قوى الروح. إننا أحوج ما نكون إلى فترات هدوء واعتكاف نعود فيها إلى أنفسنا، ونغوص في أعماقنا بدون تأثير المشتتات الخارجية. إنها رحلة إلى أعماق الإنسان لاكتشاف الهوية وضبط الاتجاهات.. دعنا نختزل من برنامجنا اليومي كل ما هو غير ضروري: الثرثرة والأحاديث الباطلة, والتليفزيون, والمكالمات التليفونية الطويلة دون داع, والزيارات غير الضرورية, والملاهي والمآدب. ألا ترى أنه سيتجمع لدينا وقت كاف للتمتع بالهدوء والاعتكاف في جلال الصمت وخشوع العبادة، والتأمل والتعمق، واكتشاف سطحيتنا وزيف علاقتنا مع الآخرين. إن كلامنا الثرثار في طوفان الأحاديث الباطلة قد فَقَد قوته ومعناه.. الصوم بجلاله يُعيد إلى الكلمة قدسيتها ووقارها وسلطانها.. "إنْ كانَ أحَدٌ لا يَعثُرُ في الكلامِ فذاكَ رَجُلٌ كامِلٌ، قادِرٌ أنْ يُلجِمَ كُلَّ الجَسَدِ أيضًا" (يع3: 2). آه لو نستطيع أن نَقتطِع من برنامجنا اليومي الصاخب لحظات للهدوء والاعتكاف والتزام الصمت.. اسمع الصوت الذي كلم القديس أرسانيوس قديمًا: "يا أرسانيوس ألزم الهدوء والبعد عن الناس, وأصمت, وأنت تخلص لأن هذه هي عروق دم الخطية". فإن كان القديس أرسانيوس قد لزم الصمت والبُعد عن الناس طول العمر.. فليس بكثير علينا أن نلزمها لحظات يوميًا خاصة في الصوم. العالم اليوم يحتاج إلى شهادة حيّة, لا بالوعظ والكلام, بل بقديسين يحملون نورًا وفرحًا وعُمقًا, ورزانةً ووقارًا, ولهم سر الصمت وقوة الهدوء كعلامة وبرهان على حضور الله فيهم..

2-العطاء:
"طوبى للرحماء على المساكين, فإن الرحمة تحل عليهم, والمسيح يرحمهم في يوم الدين ويحل بروح قدسه فيهم". "يقولونَ: لماذا صُمنا ولم تنظُرْ، ذَلَّلنا أنفُسَنا ولم تُلاحِظْ؟... أمِثلُ هذا يكونُ صَوْمٌ أختارُهُ؟... هل تُسَمي هذا صَوْمًا ويومًا مَقبولاً للرَّب؟ أليس هذا صَوْمًا أختارُهُ: حَلَّ قُيودِ الشَّر. فكَّ عُقَدِ النيرِ، وإطلاقَ المَسحوقينَ أحرارًا، وقَطعَ كُل نيرٍ. أليس أنْ تكسِرَ للجائعِ خُبزَكَ، وأنْ تُدخِلَ المَساكينَ التّائهينَ إلَى بَيتِكَ؟ إذا رأيتَ عُريانًا أنْ تكسوهُ، وأنْ لا تتغاضَى عن لَحمِكَ" (إش58: 3-7). لا تَنسُوا فِعلَ الخَيرِ والتَّوْزيعَ (على الفقراء)، لأنَّهُ بذَبائحَ مِثلِ هذِهِ يُسَرُّ اللهُ" (عب13: 16).. لأن "الديانَةُ الطّاهِرَةُ النَّقيَّةُ عِندَ اللهِ الآبِ هي هذِهِ: افتِقادُ اليَتامَى والأرامِلِ في ضيقَتِهِمْ، وحِفظُ الإنسانِ نَفسَهُ بلا دَنَسٍ مِنَ العالَمِ" (يع1: 27). والقديس إشعياء سجل لنا ما قاله أبو مقار لرهبان من الإسكندرية:
"إن مَنْ لم يشأ أن يصنع رحمة من فلس واحد فلن يعمل رحمة من ألف دينار". وقال القديس الأنبا موسى القوي:
"الصدقة بمعرفة تُوَلِد التأمل فيما سيكون وتُرشِد إلى المجد, أما الإنسان القاسي القلب فإنه يدل على انعدامه من أي فضيلة".
"أعط المحتاجين بسرور ورضى لئلا تُخجَل بين القديسين وتُحرَم من أمجادهم".
"اجذب المساكين لتَخلُص بسببهم في أوان الشدة".
إن الرحمة وروح العطاء إنما هما دليل على القلب الزاهد المحب لله.. إنه القلب الذي يَسعَد بالعطاء ويفرح لفرح الآخرين.
والصوم المقدس فرصة رائعة لتدريب النفس على الزهد في حطام الدنيا.. والعودة إلى الفلسفة الحقيقية التي بها نكتشف أن مكاسب العالم هي نفاية, وأن الممتلكات هي معوقات وثقل كان من الأجدر بنا أن نستثمرها في كسب أصدقاء يقبلوننا في المظال الأبدية (راجع لو16: 9). بل والأكثر من هذا سيكون العطاء وسيلة لتقديسنا.. "بَل أعطُوا مَا عِندَكُمْ صَدَقَةً، فهوذا كُلُّ شَيءٍ يكونُ نَقيًّا لكُمْ " (لو11: 41)، وكذلك الصدقة هي طريق للكمال: "إنْ أرَدتَ أنْ تكونَ كامِلاً فاذهَبْ وبِعْ أملاكَكَ وأعطِ الفُقَراءَ، فيَكونَ لكَ كنزٌ في السَماءِ، وتَعالَ اتبَعني" (مت19: 21). إذن فالصوم المقدس فرصة للتعبير العملي عن إيماننا بأنه "ليس بالخُبزِ وحدَهُ (ولا بأي ممتلكات للدنيا) يَحيا الإنسانُ، بل بكُل كلِمَةٍ تخرُجُ مِنْ فمِ اللهِ" (مت4:4), "فإنَّهُ مَتَى كانَ لأحَدٍ كثيرٌ فليستْ حَياتُهُ مِنْ أموالِهِ" (لو12: 15).








hgw,l hgi],x ,hgwlj ,hgu'hx







آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 03-10-2012 في 01:44 PM.
رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين