الوداعة وقوة الشخصية = جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 24-6-2007 - منتدى ام السمائيين و الارضيين
الرئيسية التسجيل مكتبي     البحث الأعضاء الرسائل الخاصة


منتدى ام السمائيين والارضيين


   
العودة   منتدى ام السمائيين و الارضيين > منتدى قداسة البابا شنودة الثالث > مقالات البابا شنودة الثالث فى الجرائد > جريدة الاهرام منذ عام 2006
 
إضافة رد
   
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 10-08-2012, 01:16 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية بنت العدرا
 

 

 
Arrow الوداعة وقوة الشخصية = جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 24-6-2007





الوداعة وقوة الشخصية

من مقالات البابا شنودة الثالث
المنشورة في جريدة الأهرام
مقال يوم الأحد 24 - 6 -2007 م

الوداعة وقوة الشخصية جريدة الأهرام

بدأت معكم في مقالى السابق موضوعًا عن الوداعة. فتحدثت عن علاقة الوداعة بدماثة الخلق، فشرحت بعضًا من شخصية الإنسان الوديع، ورقته وهدوئه ولطفه واحتماله... ولكي نستكمل هذا الموضوع، علينا أن نتحدث عن نقطة أخرى هامة وهى علاقة الوداعة بقوة الشخصية، وبالذات بفضائل أخرى مثل الشجاعة والشهامة والنخوة والجرأة، وهل كل تلك الفضائل تتعارض مع الوداعة في رقتها وهدوئها؟...

الوداعة وقوة الشخصية جريدة الأهرام
إن الفضائل لا يناقض بعضها بعضًا، فهى تتكامل ولا تتعارض. وينبغي أن يفهم الناس معنى الوداعة في حكمة. فالمعروف أن الطيبة هى الطبع السائد عند الوديع. ولكن عندما يدعوه الموقف إلى الشهامة أو الشجاعة أو الشهادة للحق، فلا يجوز أن يمتنع عن ذلك بحجة التمسك بالوداعة. أما إن امتنع عن الموقف الشجاع، فلا تكون هذه وداعة حقيقة، إنما تصير رخاوة في الطبع، وعدم فهم للوداعة، بل عدم فهم للحياة الروحانية بصفة عامة. فالروحانية ليست تمسكًا بفضيلة واحدة تُلغى معها باقى الفضائل، إنما هى في ممارسة كل الفضائل معًا بطريقة متجانسة ومتعاونة...

إن الشخص الوديع الطيب الهادئ، ليس هو جثة هامدة لا تتحرك.. بل إنه- إذا دعته الضرورة – يتحرك بقوة نحو الخير ونحو الغير.. ولا يكون هذا ضد الوداعة في شيء. إنما عدم تحركه يكون نوعًا من الخمول، ويُلام عليه. وربما يصبح هزأة في نظر الناس...
الوداعة وقوة الشخصية جريدة الأهرام

الوداعة وقوة الشخصية جريدة الأهرام

فالوديع يمكن أن يدافع عن المظلوم، وان ينقذ المحتاج. هل إذا رأى شخصًا في خطر، معرّضًا للقتل من بعض الأشرار، ألا يهمّ بإنقاذه، أم يحجم عن ذلك مدعيًا أن الوداعة لا تتدخل في شئون الغير؟! وهل إن سمع فتاة تصرخ وهى تستغيث بسبب أشخاص يحاولون الاعتداء عليها، أتراه يبعد عن إنقاذها، أم هو بكل شهامة ينقذها، ولو أدّى به الأمر أن يدخل في عراك أو شجار... فهكذا يكون موقف الرجولة والفروسية. وهو لا يتعارض مع الوداعة في شيء...
الوداعة وقوة الشخصية جريدة الأهرام
إن الوديع لا يكون سلبيًا باستمرار، إنما يتخذ الوضع الايجابى حينما تدفعه الضرورة إلى ذلك. فهو يشهد للحق ولا يمتنع. كما يتدخل لحل مشاكل الغير حين يكون في طاقة يده أن يفعل ذلك. ويكون حله للمشاكل في هدوء يتفق مع طبيعته، وفي حدود الواجب عليه.

الوداعة وقوة الشخصية جريدة الأهرام
من خصال الوديع أنه لا يتكلم كثيرًا. ولكنه في ذلك يضع أمامه قول سليمان الحكيم "لكل شيء تحت السموات وقت. للكلام وقت، وللسكوت وقت"... لذلك فهو يتكلم حين يحسن الكلام. ويصمت حين يحسن الصمت. واذا تكلم يكون لكلامه تأثيره وقوته. وإن صمت تكون في صمته أيضًا قوة – ولكنه لا يصمت حين تدعوه الضرورة إلى الكلام، شاعرًا بأننا أحيانًا ندان على صمتنا...

الوداعة وقوة الشخصية جريدة الأهرام
هنا ونسأل: هل يمكن للإنسان الوديع الطيب القلب أن ينتهر ويوبخ ويؤدب؟ نقول: إن كان ذلك من واجبه، فلابد أن يفعل ذلك. فالأب له أن يؤدب أولاده، وإن لم يؤدبهم يجازه الله على تقصيره. وكذلك المدرس بالنسبة الى تلاميذه، ورئيس أي عمل بالنسبة إلى مرؤسيه. فكل هؤلاء يمكنهم أن ينتهروا ويوبخوا المخطئين، حفظًا على سلامة سير الأمور. ولا يكون ذلك ضد الوداعة... على أن يكون التوبيخ في غير قسوة، وبأسلوب عفيف لا تتدنى فيه الألفاظ عن المستوى اللائق. والمعروف أن الأنبياء والرسل كانوا يوبخون البعيدين عن طريق الرب لكي يقودوهم الى التوبة. وما كان يتهمهم أحد بأنهم ضد الوداعة.
الوداعة وقوة الشخصية جريدة الأهرام

في موضوع الوداعة إذن، ينبغي أن نفرق بين الأشخاص الذين هم في وضع المسئولية، وبين الذين لا مسئولية لهم. فالذى هو في منصب الإدارة والمسئولية، له أن يأمر وينهى، بكل حزم لكي تستقيم أمور إدارته. ولكن ليس له أن يأمر في تسلط أو غطرسة، فهذا لا يتفق مع الوداعة. وهكذا يحتفظ بين الوداعة والسلطة. ولكن الإنسان الوديع العادى الذي لا مسئولية له، فإنه ينأى عن الأمر والنهى واستخدام السلطة.
الوداعة وقوة الشخصية جريدة الأهرام
كذلك فالشخص المسئول ينبغي أن تكون له هيبته واحترامه، لا في كبرياء، إنما لتوقير منصبه وشخصه أيضًا. ويمكن أن يجمع بين الوداعة والهيبة. فهو لا يكلم الناس من فوق، في تعالٍ بل في بساطة وحسن تعامل واحترام لمشاعرهم، دون الإخلال بوقار رئاسته. وهكذا فإن الشخص المسئول، يمكن أن يكون وديعًا، لا وضيعًا. وكبيرًا لا متكبرًا...
الوداعة وقوة الشخصية جريدة الأهرام
هل يمكن إذن للإنسان الوديع أن يغضب وأن يحتج دون أن يتعارض ذلك مع وداعته.
نعم، يمكن أن يغضب، ولكن في غير نرفزة (عصبية) لأن النرفزة هى ضعف في الأعصاب لا يليق بالوداعة. إنما الوديع في غضبه يعبر عن عدم رضاه، ويعبر عن ذلك فى حزم وفي هدوء، بدون صخب أو ضوضاء... وهو في غضبه يعمل على تصحيح الأخطاء.
وله أيضًا أن يحتج، ولكن في أدب وبأسلوب يليق بوداعته. واحتجاجه يكون تعبير عن عدم رضاه.

الوداعة وقوة الشخصية جريدة الأهرام
ان الإنسان الوديع له إنسانيته الكاملة، وله حقوقه وعليه واجبات. وإن كانت الطيبة هى الصفة السائدة في شخصيته، إلا أنها لا تلغى باقى صفات الشخصية من الشجاعة والشهامة والجرأة والشهادة للحق. كما أن للوديع حماسة قد تظهر في حينها، وإرادة تحب أن تعمل. (انظر المزيد من مقالات البابا شنودة الثالث هنا فى منتدى أم السمائيين والأرضيين ). والطيبة عنده لا تعنى السذاجة، وإنما هى دائمًا تمتزج بالحكمة، وتسلك بالأسلوب الرصين في هدوء وبعد عن الضجيج.
الوداعة وقوة الشخصية جريدة الأهرام
فالوديع لا يهين أحدًا، وفي نفس الوقت لا يعرّض ذاته للمهانة.. وهو لا يرد على الإساءة بالإساءة، وأيضًا يبعد عن المسيئين ويتحاشى الخلطة بهم. وهو يحترم الناس، ويتصرف بما يدعوهم إلى احترامه. هو في مستوى مرتفع عن الخطأ. فبقدر إمكانه لا يقع في خطأ. أما إن أخطأ اليه أحد، فذاك يبكته ضميره ويبكته الآخرون.
لهذا كله لا نتناول الوداعة بأسلوب أنصاف الحقائق، بل نعرضها بحقيقتها الكاملة، سواء من جهة دماثة الخلق، أو من جهة قوة الشخصية أيضًا. وبهذا تتضح صورتها الحقيقية.
الوداعة وقوة الشخصية جريدة الأهرام
الوداعة وقوة الشخصية جريدة الأهرام





hg,]hum ,r,m hgaowdm = [vd]m hgHivhl - lrhg d,l hgHp] 24-6-2007







التوقيع

آخر تعديل بنت العدرا يوم 10-08-2012 في 01:23 PM.
رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين