التسبحة والألحان فى الكنيسة

06-19-2012, 09:06 PM

بسم الله القدوس

التسبحة والألحان فى الكنيسة ( رؤ 4، 5 )

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هى الكنيسة التى حافظت على كل ما تسلمته من الآباء الرسل بأمانة منقطعة النظير . فكل طقس له أصل، وكل حركة لها تفسير، وكل شكل من أشكال العبادة له معنى روحى، وكل رتبة لها دور، وكل رداء لكل رتبة له مرموز، وكل لحن له مكانة فى كل مناسبة روحية . وجميع هذه تم استلامها من الآباء القديسين الأولين، ومن جميعها لم يسقط شيء قط . ومن فوائد اللحن والتسبحة :
1- وحدة الجسد : فكلمة كنيسة تعنى جماعة واحدة والوحدة هى رغبة السيد المسيح :
ش
. أَيُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ . الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا نَحْنُ .. « وَلَسْتُ أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ هَؤُلاَءِ فَقَطْ بَلْ أَيْضاً مِنْ أَجْلِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِي بِكلاَمِهِمْ . لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِداً كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً وَاحِداً فِينَا لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي . وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ . أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي ( يو 17 )
الكنيسة جسد واحد ( لا كسر للعظام، لا رجم، لا سيف يفصل الرأس عن الجسد .. )
والتجميع هو هدف كل ما يمارس فى الكنيسة . الأسرار، والصوم، والخماسين، والأعياد، والألحان، والأجبية ( نفس المزامير ) ، والاتجاه للشرق ..
2- توحيد العبادة ، وجماعية الآداء : ففيه تجميع للقلوب وفرصة للإحساس بوحدة الكيان فى الجسد الواحد لرأس واحد هو المسيح .

وكل أعضاء الجسد تشترك فى الصلاة . لذلك فالليتورجية تقول : يقول الكاهن، ويقول الشماس، ويقول الشعب .. وفى تحليل الخدام يذكر الشعب إذ له دور فى الخدمة .. ولا تقوم الليتورجية فى غياب أحدهم ..
من حق المسيحى ألا يكون غريبا فى كنيسته . لابد أن يشارك، ولذلك لابد أن يعرف، وهو يعرف بوجود ترتيب ثابت تنتفى فيه المفاجآت .. ويتممه اللحن بموسيقاه التى تحقق التوحيد بين أحاسيس البشر . لذا نقول فى تسبحة باكر : هؤلاء الذين ألفهم الروح القدس مثل القيثارة .
الصلوات والتسابيح الجماعية داخل الكنيسة، هى بحد ذاتها شركة حية ناطقة . ينشطها الروح القدس ويحييها ليجعل الأعضاء بواسطتها جسما روحيا مؤتلفا ..
3 اشتراك الإنسان ككل : التعبير عن العبادة بكل الكيان البشرى الروح والذهن والجسد .

حيث تشترك مشاعر الإنسان ووجداناته وحواسه . فرؤية الصور والأيقوناتوالكلمات واللحن مثل كلمات ولحن اخرستوس آنيستى .. تجعلنا نعيش المناسبة بكل كياننا ( ونستطيع أن ندرك قوة اللحن وتأثيره بالمقارنة بين مشاعرنا فى أسبوع الآلام، وفى عيد القيامة والخماسين .. )

والتسبيح أرقى أنواع الموسيقى فهو يغذى النفس بالنغمات، ويرفع الروح نحو خالقها الذى هو "مخوف بالتسبيح" ( خر 15: 11 ) والجسد باللحن الروحانى ينفصل عن ضجيج الأرض، ليتحد شيئا فشيئا مع الأجناد السمائية والطبائع الروحية منشدا بما يصرخون به .
4 تنقل إلينا روحانية الآباء : إذ لحنوها بالروح القدس، والدليل على هذا أن هذه الألحان عبرت مع الكنيسة كل عصور الاضطهاد المختلفة، وظلت صامدة خالدة، ووصلت إلينا عبر ( 2000 ) سنة رغم عدم تدوينها وهذا يعد معجزة .

وهم قديسون أبرار أطهار، فألحانهم تحمل إلينا مشاعرهم، ونحن نعيش هذه الروحانية، ونحيا بمشاعرهم .
5- تنقل إلينا إيمان الآباء وتحفظه :

فالتسبحة والألحان تحمل الإيمان الصحيح بكل دقة . والكنيسة حافظت على إيمانها سليما من خلال الطقس واللحن، حيث الطقس جعل الناس تعيش اللاهوت بغير انحراف . ولنأخذ كنموذج لحن أومونوجينيس وما يحويه من إيمانيات ..
لذلك صاغت الكنيسة عقائدها فى طقوس وألحان . فكل اللاهوتيات مصاغة فى طقوس وألحان، وكل الطقوس والألحان لها شرح لاهوتى ..
والتسبيح، والتمجيد والحمد والترنم لاسم الرب القدوس، يرسخ الحقائق الدينية فى أذهان المصلين، والمزمور يقول :
الأَحْدَاثُ وَالْعَذَارَى أَيْضاً الشُّيُوخُ مَعَ الْفِتْيَانِ . لِيُسَبِّحُوا اسْمَ الرَّبِّ لأَنَّهُ قَدْ تَعَالَى اسْمُهُ وَحْدَهُ . مَجْدُهُ فَوْقَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ ( 148: 12، 13 )
6- التسبيح والألحان تعلن حبنا وفرحنا بالله :

أمسرور أحد فليرنم .. فنحن نعلن أننا فى حالة فرح دائم مهما كان الظرف . حتى فى أسبوع الآلام، أو فى حالة الوفاة ..
واللحن الحزاينى ليس هكذا بالمفهوم العالمى .. فهو لا يصيب بالاكتئاب، بل بالهدوء ويشعر بالراحة والسلام، ونحن نسمع ألحان الشهداء ( التماجيد ) فنفرح ..
7- مشاركة السمائيين فى تسبيحهم :

فالتسبيح خدمة ملائكية خالصة، وعمل سمائى صرف نقرأ عنه فى سفر الرؤيا . ونحن بالتسبيح نشارك السمائيين فى تسبيحهم
تسبحة "المجد لله فى الأعالى .. " كانت أولى علامات المصالحة والالتحام المفرح بين الله فى الأعالى والناس على الأرض . فظهور ابن الله على الأرض جعل الملائكة يبدأون خدمتهم على الأرض بمرأى من الناس، كدعوة لإشراكهم فى ذات الخدمة، ولتكون هذه هى أول مرة يدعى فيها البشر للانضمام إلى خورس ملائكة ليقدم الجميع خدمة تسبيح مشتركة ..
ونحن نسبح بالألحان القبطية، نشترك مع آباء قديسين كثيرين، سبحوا بذات الألحان على مدى ألفى سنة، فتختلط تسبحتنا بتسبحتهم، وتتصل كنيستنا المجاهدة بتلك المنتصرة، وتتقوى بها، فترتفع التسبحتين معا نحو السماء ..
أمور هامة ينبغى أن ننتبه لها :

1- خطورة احتراف التسبيح ..
2- قال القديس إكليمندس السكندرى :
الموسيقى ينبغى لها أن تهدف إلى التحلى بالأخلاق وتهذيبها .. أما الموسيقى الزائدة عن الحد فينبغى نبذها، إذ أنها تمزق الإحساس، وتؤثر على المشاعر بدرجات متفاوتة . لدرجة أنها أحيانا ما تكون محزنة، وأحيانا بلا حياء تثير الغرائز، وأحيانا صاخبة تدفع إلى الجنون ..
3- المزامير نموذج ذاخر بتسابيح الله من قلب مخلص يفيض حمدا وشكرا وتهليلا . لذا صارت منهجا للتسبيح والصلاة والخدمة داخل الكنيسة وخارجها . خاصة أنه كان السفر المحبوب لدى المسيح الذى علم به، واستشهد منه، وصلى به فى المجمع، وسبح به فى عشائه الأخير، ومات وآخر كلمة على فمه منه :
فى يدك أستودع روحى ( مز31: 5 ولو23: 46 )

المصدر: منتدى ام السمائيين و الارضيين - من قسم: قسم الالحان والترانيم المسيحية

hgjsfpm ,hgHgphk tn hg;kdsm