حصريا الرسالة الثانية من القمص متى المسكين الى القمص بيشوى كامل أثناء مرضة - منتدى ام السمائيين و الارضيين
الرئيسية التسجيل مكتبي     البحث الأعضاء الرسائل الخاصة


منتدى ام السمائيين والارضيين


   
العودة   منتدى ام السمائيين و الارضيين > منتدى الطريق نحو الابديه > قسم اقوال الاباء والقديسين
 
قسم اقوال الاباء والقديسين يشمل جميع الاقوال للاباء مكتوبه او مصورة للفضائل التى يجب ان يحيا بها الانيان المسيحى

إضافة رد
   
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 09-27-2011, 08:25 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ملاك حمايه جرجس
 

 

 
Unhappy حصريا الرسالة الثانية من القمص متى المسكين الى القمص بيشوى كامل أثناء مرضة






الرسالة الثانية من القمص متى المسكين

الى القمص بيشوى كامل أثناء مرضة

حصريا الرسالة الثانية القمص المسكين




٨ /١٩٧٧
حبيبنا العزيز في الرب أبونا بيشوى كامل

في سلام ومحبة المسيح أبعث اليك برسائلي المعبأة بكل مشاعر المسيح في أسبوع آلامه، أكتبها لك بحبْر و قلم وأنا واثق أن قلب يسوع قادر أن ينقلها اليك مشروحة ومُصوَّرة كما شرحها وصورها قلبي. إنها رموز محمَّلة بنبضات قلب يستمد من أسبوع الآلام كل نسماتها التي كان يستنشقها المسيح عابرةً عليه من الجلجثة تفيح برائحة الذبيحة التى سبق ذبْحها فى مشورة العلي منذ تأسيس العالم (رؤ13: 8).

ما أمْجدها آلاماً تلك التى كتب بها إنجيله! فصار رسالة غفران وفداء وحب وعهد وسلام أبوي للناس. لقد بلغت شهوة الفداء في قلب الحبيب ذروتها فى هذا الأسبوع، فرأى الصليب وكأنه يوم عرسه. لقد كان حب أبيه يُحرك قلبه ولسانه ويقود قدميه الى الجلجثه. لقد ذهب خلسةً من وراء تلاميذه وعاين رابية الجلجثة دون أن يراه أحد، فسُرَّ بها جداً واستحسن المكان وكأنه الفردوس الجديد. وكتب اسْمه هناك على الجمجمة للتذكار: "أنا يسوع حضرتُ وعاينتُ المكان، إنه أشهى بقعة وجدتها على الأرض العتيقة لأزرع فيها حبي! لقد صعدتُ إلى المرتفع فرأيتُ مشورة قلب أبي من وراء الأرض والزمان فوجدتُها تماماً حسب قلبي".

إن ذبيحة نفسي صارت موضوع سروري أمامي. من هنا سأُعلن للعالم كله عن أعظم هدية حملتُها من عند أبي لبني الإنسان: آلامي التي هي سر الصعود الى المجد. نعم سأجعل صليبى في متناول كل انسان، حتى إذا انفتحت عيناه على سر آلامي ورأى وعاين وصدَّق وشاركني فى ذبيحة حبي ولو بألم يسير يدخل الى مجدي، عيد صليبي، عيد جسدي المكسور، ليعاين سرَّي وسر أبي، سر الحب الذي يجمع المتفرقين إلى واحد. لقد غرستُ أمجادي في آلامي و أخفيتُها فيها جداً بكل حكمة وفطنة، حتى لا يستطيع أحد أن يُفرَّق أبداً بينهما، فلا يأخذ الواحدة ويترك الأخرى! لقد صممتُ أن أَهَب آلامي لكل ذي جسد حتى لا يُحرم أحد قط من مجدي، كل منْ ذاق ألماً باسمي!!

المجد الذى أُعطيه هو صليبى، عاري مع خزيى، مُرَّي مع خَلَّي، جسدي مع دمي، وآلامي الظاهرة مُخفَى فيها مجدي الذي لا يُنطق به! كل مَنْ يتشجع ويذوقه يتحول تحت لسانه إلى بذرة حية، بذرة تسبيح وتمجيد لا يهدأ، لا يسكنها خوف ولا ألم ولا وجع ولا موت، تظل تعطي المجد لله أي مع السُّبح والكرامة والسجود إلى أبد الآبدين.

هذه البذرة أنا الذي وضعتُها في الكنيسة تحت لسانها، فألَّفت ألحانها فأجادت جداً، حتى أن كل مَنْ يسمعها بالروح يدخل في صورة المجد ويراني أنا الحمل المذبوح منذ تأسيس العالم، ويشترك فى خورس الُمسبَّحين وكأن لحن الجلجثة لحنه الخارج من لحمه وعظامه!

أنا يسوع، أعطيتُ آلامي لتكون لحن الخليقة الجديدة، سأضع هذه البذرة في كل لسان يتحدث باسْمي ويشهد لآلامي.

يا يسوع، لقد أحببت صليبك جداً، وكلنا نُحبك، نُحبك كثيراً يا يسوع من أجل صليبك. لقد أَسَرَتْنا جُلجثتك جداً، وسنذهب جميعاً وسنمضي كلنا كل واحد باسْمه وكل واحدة باسْْمها تحت إمضائك.


لقد عشقنا صليبك بشهوة وأحببنا موتك، فكلاهُما قد صار لنا ينبوعاً من الدموع أحلى وأشهى لنا من كل أمْجاد الدنيا. سوف نحيا في الجلجثة، سنضع فيها خيْمتنا، سننتظرك هناك حتى تأتي حسب الوعد.

لقد بكيتُ بلا وعي، بكيتُ حتى لم تعُد في داخلي قوة على البكاء.
أُسْكُتْ لا تبكِ كثيراً، هكذا سمعتُ صوتاً من داخل أعماقي. هوذا المسيح قادم من وراء القبْر الفارغ، هو سيمسح دموعك. ولكنني ظللتُ أبكي وجريتُ نحوه. هل رأيتني يا ربي وأنت على الصليب؟ لقد كنتُ أنظر آلامك فتسحَّ الدموع من عينيَّ بلا كيل، كنتُ أستمد دموعي من محبتك وليس من يأسي؛ ليس من يأسي أبداً يا رب.

أنا أحب صليبك يا رب، لأنى أرى كل آلامي منقوشة عليه ومعها إسْمي - الذى تعرفه انت يا رب، الذى غيَّرته لى حين وجدتني تائهاً في دروب العالم – محفوراً على الخشبة ومطبوعاً على يدك! الدم رَسَمه رسْماً على كفَّك كختم. فكيف إذاً لا يمكنني أن أحب صليبك يارب؟ أنه صليبى ويحمل اسْمي.

آه، يا ويْحي من وجهك الشاحب الذي لمحتُه حين أنْزلوك من على الخشبة! عندما سكنت خفقات آلامك لما توقف قلبك. لقد خفق الحزن داخلي وسَرَتْ فيَّ غًُصة ربطتني بموتك الى الأبد. فأقسمتُ بحبك ألا أحب أي وجه غير وجهك، وأحسستُ أن خفقات آلامي داخلي تشدَّني إليك وقد تحولت الى خفقات الحياة! لقد تحول موتك الى حياتي ياربي. أنا أحب موتك جداً، أحسه في داخلي حياةً، وعبيقه أشهى من رائحة لبنان.

جلستُ إلى جانب القبْر الفارغ أتفرس بعينيَّ إلى الجلجثة أمامي، فإذا بي أرى السماوات مفتوحة، وسُلماً هائلاً يربط بين السمائيين، الجبل والصليب، رأيتُ عليه آلافاً آلافاً وربوات ربوات يتسلقون بخفة وفرح وتهليل كأنهم يطيرون، وكل واحد يحمل آلامه مع جروحه وأحزانه ملفوفة، كلها ملطخة بدم جهاده، وكلهم يُهللون والفرح يطفح من وجوههم مترنمين: "جلجثة إميتهبريئوس".

سلامي مع محبتي ومع العواطف الأخوية الروحية التي لا يستطيع أن يُفسرها إلا صليب المسيح.
القمص متى المسكين


حصريا الرسالة الثانية القمص المسكين


حصريا الرسالة الثانية القمص المسكين






pwvdh hgvshgm hgehkdm lk hgrlw ljn hgls;dk hgn fda,n ;hlg Hekhx lvqm







التوقيع

رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين