اتجاهات ثلاثة

اتجاهات ثلاثة‏ (1)




بقلم: البابا شنوده الثالث

أمام البشر جميعا ثلاثة اتجاهات في الحياة هي‏:‏ الاتجاه الفردي‏,‏ والاتجاه الجماعي‏,‏ والاتجاه نحو الله‏..‏ وقد يختار البعض اتجاها واحدا من هذه الثلاثة يسلكون فيه ويركزون عليه‏.‏ وقد يجمع البعض بين اتجاهين‏.‏ وما أقل الذين يسلكون في الاتجاهات الثلاثة كلها بحكمة‏.‏ اما الاتجاه الفردي فهو‏:‏ واجبات الانسان نحو نفسه وحدها‏.‏ بينما الاتجاه الاجتماعي يشمل واجبات الشخص نحو المجتمع الذي يعيش فيه‏.‏ وأما الاتجاه الثالث فيهتم الانسان بواجبات نحو الله في العبادة والسلوك الروحي‏.‏
‏
***‏
الاتجاه الفردي
فيه يهتم الانسان كيف يبني ذاته في كل ما يرفع مستواه‏:‏
‏*‏ كأن يهتم بعقله وذكائه وفهمه‏.‏ وينمي مواهبه في ذلك‏,‏ كما يعمل علي اكتساب مواهب أخري‏.‏ وربما يدخل في تدريبات عقلية لتنمية الذاكرة أو الفهم‏,‏ أو الاستنتاج‏,‏ أو سرعة البديهة‏,‏ أو حل مشكلات عقلية أو الغاز لتنمية الذكاء أو قوة الملاحظة‏..‏ فيصير بهذا كله شخصا لماحا‏,‏ يدرك بسرعة ما لايدركه غيره‏.‏ وينظر الي الأمر الواحد من عدة زوايا‏.‏ ويحسب توقعات لكل ردود الفعل لكل عمل يقوم به‏.‏ وبهذا يكتسب فراسة تنفعه‏..‏

‏*‏ وقد يهتم بثقافته ومعرفته‏:‏ فيضيف الي عقله وذكائه كثيرا من المعلومات في عديد من العلوم والفنون ويصبح واسع الاطلاع له دراية بأمور متعددة سواء من الناحية النظرية أو الناحية العملية والخبرة‏.‏
‏
***‏
وقد يهتم ايضا بأن تكون له نفسية سوية‏,‏ بعيدة عن الخوف والاضطراب والقلق‏,‏ وما الي ذلك من الامراض النفسية‏,‏ وإن كان يحاربه شئ من هذا كله‏,‏ يحاول أن يحلله ويعرف اسبابه ويعالجه‏,‏ حت لايقع فيه‏...‏ وهكذا يصل الي الصفاء النفسي‏.‏

‏*‏وقد يهتم البعض برفاهية نفسه ومتعتها‏,‏ فيعطيها بكل ما يمكنه من اسباب التسلية والمتعة‏,‏ بحيث أن تكون بريئة‏.‏ وهكذا يقضي وقته في ألوان من الترفيه من قراءات وألعاب وموسيقي ومن سائر الفنون‏..‏ والبعض يجد متعة في نوع من الرياضة يمارسه أو ينبغ فيه أو يكتفي بالفرجة علي أبطاله

‏*‏ وربما يهتم البعض بقوة جسده أو صحته‏,‏ ويري أن ذلك يساعده علي رفاهية الحياة والبعد عن المرض والألم‏,‏ لذلك يضع لنفسه نظاما ثابتا للراحة‏,‏ ونظاما يوميا للرياضة‏,‏ ونظاما في التغذية والتقوية‏..‏

إن كان رجلا يهمه قوة جسده وصحته وإن كانت امرأة فيهمها جمال جسدها ورشاقته‏.‏ وكل من الاثنين يبذل وقتا من أجل الاهتمام بالجسد‏.‏

‏***‏
وغالبية الناس من الناحية الفردية يهمهم النجاح في الحياة‏:‏
سواء الطالب في دراسته‏,‏ أو الموظف في عمله‏,‏ أو رجل الاعمال في مشروعاته‏,‏ وبالمثل العالم والمفكر كذلك رب الاسرة وصاحب أي مسئولية‏,‏ يهمه النجاح في مسئوليته‏.‏

ولكن يختلف الناس في مستوي النجاح الذي يسعون إليه هل هو نجاح عادي أو متفوق أم عبقري‏,‏ أم له رقم قياسي؟‏..‏ كما يختلفون في طريقة الوصول الي هذا النجاح‏.‏ والبعض يقيس نجاحه بالمركز الذي يصل اليه في حياته العملية والبعض الآخر يقيس نجاحه بمدي اتقانه للعمل الذي يعمله مجردا من عنصر المكافأة عليه
كل هذا وما يشبهه يدخل في الاتجاه الفردي

‏***‏
الاتجاه الاجتماعي‏:‏
وفيه الفضائل التي يمارسها الإنسان وسط الناس أو في علاقته معهم‏.‏
ومنها‏:‏ فضيلة الاحتمال وعدم الغضب أو النرفزة‏:‏

سواء الغضب داخل نفسه من تصرفات تحدث له من آخرين‏,‏ أعني الغضب المكبوت‏.‏ أو غضب آخر ثائر لا يستطيع ضبطه‏,‏ ويكون له أثره في علاقته مع غيره‏.‏ يضاف اليه ما يصاحب هذا الغضب من أخطاء ومن قرارات لها خطورتها‏,‏ فالإنسان الفاضل علي المستوي الاجتماعي يضبط نفسه وقت الغضب‏.‏

ويحرص ألا تصدر منه إهانة لغيره أثناء غضبه‏,‏ ولا جرح لشعوره‏.‏ لا بكلمة شتيمة ولا بكلمة تهديد‏.‏ كما يحرص ألا يفقد أعصابه ويعلي صوته ـ إنما يكون متزنا مالكا لنفسه‏.‏ لا تزعزعه إهانة من غيره‏,‏ ولا تهبط بمستواه‏.‏ كذلك في غضبه لا يستخدم العنف الجسماني‏,‏ كالذي يدخل في عراك يستعمل فيه الضرب واللكم أو ما هو أسوأ من ذلك‏.‏ فإن هذا كله يهبط بمستواه الاجتماعي وهو ضد كرامته وسمعته وسط الناس‏.‏

‏***‏
البعد عن الغضب فضيلة سلبية‏,‏ تقابلها إيجابيا البشاشة والوداعة‏:‏
فالإنسان الفاضل اجتماعيا يكون بشوشا له ملامح مريحة تجعل الآخرين يحبونه‏,‏ وقد يتصف بالمرح البريء وباللطف وبروح الدعابة‏,‏ فيفرح من يختلط به‏,‏ وتلذ له عشرته‏.‏ ويبسط علي جلسته مع الآخرين روح الصفاء والود‏.‏

وهو يتصف بالوداعة وطيبة القلب‏,‏ وسعة الصدر في التعامل مع الآخرين‏.‏ ولا يسمح بأن تتأزم الأمور بينه وبين غيره‏.‏ وما أسهل أن يرد علي إساءة الغير بفكاهة تجعله يبتسم‏,‏ وتزول روح التوتر‏..‏ وهكذا ينطبق عليه المثل العامي بأنه‏(‏ إنسان بحبوح‏).‏
وعكس ذلك كله ـ من الناحية الاجتماعية ـ الإنسان النكدي‏..!‏

الذي بروح النكد يخسر الناس‏.‏ فالآخرون يبعدون عن عشرته‏,‏ خوفا من أن يفتقدوا معه سلامهم الداخلي‏.‏ ومن أمثلة ذلك الزوجة النكدية التي في كل مرة تقابل زوجها بالبكاء والحزن‏,‏ والتحقيقات الكثيرة‏,‏ والعقاب الشديد علي أتفه الأمور‏..!‏ وبهذا تجعل زوجها يهرب من منزله‏,‏ ويفضل قضاء الوقت مع أصدقائه بعيدا عن النكد‏..!‏

	لاتقرأ وتذهب بل سجل بالمنتدى لتكون عضوا مشاركا معنـــــــا

المصدر: منتدى ام السمائيين و الارضيين - من قسم: جريدة الاهرام منذ عام 2006

---

hj[hihj eghem

شكراااااا لك يا أختى
بنت مارمينا
على هذه العظع الجميله
ربنا ينفعنا بصلوات البابا شنوده
ويبارك حياتك وخدمتك