سلسة مقالات قصيرة عن الروح القدوس ابونا متى المسكين - منتدى ام السمائيين و الارضيين
الرئيسية التسجيل مكتبي     البحث الأعضاء الرسائل الخاصة


منتدى ام السمائيين والارضيين


   
العودة   منتدى ام السمائيين و الارضيين > منتدى الطريق نحو الابديه > قسم الموضوعات الروحيه المختلفه
 
قسم الموضوعات الروحيه المختلفه يشمل كل الموضوعات الروحيه التى تهم كل انسان مسيحى

إضافة رد
   
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 05-05-2012, 12:00 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مشرف
 
الصورة الرمزية بنت مارمينا
 

 

 
Forum New[1] سلسة مقالات قصيرة عن الروح القدوس ابونا متى المسكين





سلسلة مقالات قصيرة عن الروح القدس ـ أبونا متى المسكين
(9)


مخاوف الروح وأخطاره


سلسة مقالات قصيرة الروح القدوس
يظن الجهلاء أن للروح القدس مخاوف وأخطاراً، ولكن ليس الروح هو الذى يُلقينا على الجبال؛ بل كبرياؤنا، ولا هو الذى يُسقطنا فى حضيض الأودية؛ بل يأسنا وصغر نفوسنا.
فعلى الإنسان الذى يُصادق الروح القدس، أن يحذر من هذين الخطرين: خطر الزهو والاعتداد بالذات، وخطر اليأس وصغر النفس.
لأنه بينما يكون الروح صاعداً بنا إلى علو التأمل والصلاة، وبينما تنتابنا أفكار الزهو والخيلاء، فنسقط على شوامخ جبال الرؤى والتجليات والأحلام، حيث يفصلنا عن الواقع مخاطر النزول؛ فلا يمكن أن نعود إلى اتضاعنا السهل، إلا بالمحن والانحدار تلو الانحدار!!
كذلك بينما يكون الروح حاملاً النفس فى مركبته النارية الملتهبة، وقد احتواها بحرارة العبادة، والغيرة المتقدة، ثم يحدث أن تميل إلى اليأس والشك من صعودها وتتمسك بربط خطاياها، وتفقد رجاءها؛ حينئذ يتخلى عنها الروح، فتقع فى حضيض الدنيا، وتلتصق بتراب الأرض، حيث يفصلها عن حقيقة الروح والحياة الأبدية هوة سحيقة، وبحر اليأس، الذى لا يمكن عبوره إلا على دم المسيح!!
فيا روح الله الذى أصعد إيليا إلى السماء على مركبته النارية، أعطنى اتضاع المسيح، الذى أصعده من تراب القبر إلى عرش الله.
حقق فىّ رجاء المسيح ووعده، خذ منى وأعطنى، خذ مما له وحصنى، لأن الصعود بالروح شاق شاق جداً، لأنسان يحمل ثقل خطاياه.
إن كان العشار المبرر لم يستطع أن يرفع عينيه إلى السماء، فكيف ترتفع روحى لتبلغ الله؟ وإن كان التلميذ الغيور صرخ أنه غير مستحق لأن يقترب الرب إلى سفينته، فكيف أبلغ أنا حضرة القدير؟
وإن كان الصعود شاقاً بهذا المقدار، فاحتمال السقوط من بعد الصعود أشق وأخطر.
فيا روح الله أمنى ضد الزهو والكبرياء.
الناس فى العالم يؤمنون حياتهم ضد الفقر والعوز والذلة، ولكن أمنى أنت ضد الغنى واعظمة والكرامة.
أمنى ضد نفسى حتى لا تطلب العزة التى لله وحده.
أمنى ضد الارتفاع الخاطئ، لئلا أسقط، ويكون سقوطى عظيماً.
احملنى فى مركبتك الخفيفة، التى تلغى ثقلى، واحتوينى بحرارتك التى تعزلنى عن العالم، فأرتفع حيث تشاء!



sgsm lrhghj rwdvm uk hgv,p hgr],s hf,kh ljn hgls;dk







رد مع اقتباس
قديم 05-05-2012, 12:00 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
مشرف
 
الصورة الرمزية بنت مارمينا
 

 

 
افتراضي




سلسلة مقالات قصيرة عن الروح القدس ـ أبونا متى المسكين
(8
)

غضب الروح






"فحل روح الله على شاول عندما سمع هذا الكلام وحمى غضبه جداً." (1صم6:11)
يوجد غضب بشرى، ويوجد غضب إلهى. غضب الإنسان لا يصنع بر الله، ولا يوافق قصد مشيئته، لأنه من حركة النفس عندما تحقد وتثور لذاتها، ذلك لأنها تستاء من الألم.
الغضب المقدس يتفجر من الروح فى القلب، أما غضب الإنسان فينبع من جرح يكون قد أصاب الذات.
عندما يحمى غضب الروح فى قلب الإنسان، ينسى نفسه، ويطلب ما لله. وعندما يهيج القلب بالغضب المُفسد، ينسى الإنسان الله، وكل ما هو لله، ولا يذكر إلا نفسه، وما أصاب كرامته.
عندما يغضب الله لنفسه، يهتف له الأبرار، لأنه مستحق كرامة ومجداً. وعندما يغضب الإنسان لنفسه، يبكى القديسون، لأن اسم الله يُهان!!

فيا روح المسيح، يا من أتيت لكى تقدس كل غرائز طبيعتى لله، قدس غضبى لك، ليمجدك ويخدم برك.

لقد أتيت لا لكى تهلك بل لتخلص.

فلا تطفئ شجاعتى، التى تدفعنى للغضب المُفسد، بل اشعلها بروحك لكى تنقاد إلى المتواضعين.

اسند غضبى، حتى لا يتحيز لنفسى أو "ليوم بشر"، واملك على تسرعى، حتى لا أحكم قبل الوقت، أو أدين، وأنا مديون.

لا تجعلنى أغضب على خطيئة إنسان أو خطئه، وأنا واقع مثله تحت الحكم!!

أيقظ ضميرى، يا روح الله، حتى لا أحزن على اليقطينة الذابلة، وأنسى المدينة الهالكة، فأغضب لتوافه الأمور، وأنسى عملك العظيم، وجسامة الخدمة!!

تكلم فى قلبى، يا روح الله، حينما تثور طبيعتى فىّ، حتى لا أنطق إلا بكلمات الصخور واليقين، وكل ما يبنى الآخرين؛

وحينما تشعل غضبى على بيتك وأولادك ومقدساتك وعبادتك وحقك، امنع نفسى من أن تنزل بمستوى الغيرة المقدسة، إلى مستوى الطين والتراب.







رد مع اقتباس
قديم 05-05-2012, 12:04 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
مشرف
 
الصورة الرمزية بنت مارمينا
 

 

 
افتراضي




سلسلة مقالات قصيرة عن الروح القدس ـ أبونا متى المسكين


أسبقية الروح




قبل أن يقول الله : "ليكن نور" كان روح الله يرف على وجه المياه. لقد كان الروح هو المفتاح الأول الذى انبعث منه صوت فى الكون وللنفس البشرية. لم يكن هناك فائدة من حضور النور، ما لم يكن الروح أولاً. فالنور لا يجعل وجه المياه سعيداً، ما لم ترف الحياة
عليه.

إن النور هو فى الخارج فقط، أما الروح فمكان راحته فى الداخل حيث تنبعث السعادة من العمق.
هكذا أيضاً من العبث أن تحيطنى بالنور والعشب وطير السماء وسمك البحر، بل حتى ولو بلغت القمة فى علاقتى مع إخوتى البشر الذين خُلقوا على صورة الله، فلن تكون هناك سعادة فى أعماقى، ما لم يرف الروح على وجه نفسى.

إن ما يجعلنى سعيداً ليس ما أحصل عليه، بل ما أكونه، وما أكونه أنا هو الروح !! إذن، فقد كان من الضرورة حضور الروح قبل كل هبات الله: قبل النور، وقبل الجلد، وقبل كل خليقة، وقبل عشب الحقل. وكما أنه من الحسن أن يسبق فرح الحياة فى القلب الفرح
بالكون، هكذا قبل أن يقوم النور يجب أن يرف روح الله على وجه المياه.



أيها الروح الإلهى الذى سبق نسيمك كل الأشياء،

إننى، بجهل، أسعى لأقلب ترتيب أعمالك،

إننى أسأل عن الأشياء قبل أن أسأل عنك.

إننى قبل أن أطلبك، أسعى فى طلب النور والشمس والقمر والنجوم والعشب الأخضر وطير السماء وحيوان الأرض ووجوه الناس.

لقد نسيت أن النور بدونك لا يكون، والحشائش لا تنمو، والطيور والحيوانات لا توجد.

تعال انت بنفسك فى قلبى قبل كل شئ، ورف على وجه المياه.

لتُعط النور حقيقته ومعناه، وللحشائش قوتها ونفعها، وللطير والحيوان أُلفته وصحبته معى.

تعال واجعلنى أرى صورة الله التى فى الإنسان، فأطلبها قبل أن أطلبه، وأحبها فأحبه، وأكرمها فى كل وجه، فأجد الفرح والسلام.

فبدونك، أيام خليقتى هى أمسية حزينة، بدون صباح، ولكن عندما تتحرك على وجه المياه سوف يشرق


فى قلبى سبت الخلود الذى لا يغشاه ليل!.






رد مع اقتباس
قديم 05-05-2012, 12:07 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
مشرف
 
الصورة الرمزية بنت مارمينا
 

 

 
افتراضي




سلسلة مقالات قصيرة عن الروح القدس ـ أبونا متى المسكين
(9)


مخاوف الروح وأخطاره



يظن الجهلاء أن للروح القدس مخاوف وأخطاراً، ولكن ليس الروح هو الذى يُلقينا على الجبال؛ بل كبرياؤنا، ولا هو الذى يُسقطنا فى حضيض الأودية؛ بل يأسنا وصغر نفوسنا.
فعلى الإنسان الذى يُصادق الروح القدس، أن يحذر من هذين الخطرين: خطر الزهو والاعتداد بالذات، وخطر اليأس وصغر النفس.
لأنه بينما يكون الروح صاعداً بنا إلى علو التأمل والصلاة، وبينما تنتابنا أفكار الزهو والخيلاء، فنسقط على شوامخ جبال الرؤى والتجليات والأحلام، حيث يفصلنا عن الواقع مخاطر النزول؛ فلا يمكن أن نعود إلى اتضاعنا السهل، إلا بالمحن والانحدار تلو الانحدار!!
كذلك بينما يكون الروح حاملاً النفس فى مركبته النارية الملتهبة، وقد احتواها بحرارة العبادة، والغيرة المتقدة، ثم يحدث أن تميل إلى اليأس والشك من صعودها وتتمسك بربط خطاياها، وتفقد رجاءها؛ حينئذ يتخلى عنها الروح، فتقع فى حضيض الدنيا، وتلتصق بتراب الأرض، حيث يفصلها عن حقيقة الروح والحياة الأبدية هوة سحيقة، وبحر اليأس، الذى لا يمكن عبوره إلا على دم المسيح!!
فيا روح الله الذى أصعد إيليا إلى السماء على مركبته النارية، أعطنى اتضاع المسيح، الذى أصعده من تراب القبر إلى عرش الله.
حقق فىّ رجاء المسيح ووعده، خذ منى وأعطنى، خذ مما له وحصنى، لأن الصعود بالروح شاق شاق جداً، لأنسان يحمل ثقل خطاياه.
إن كان العشار المبرر لم يستطع أن يرفع عينيه إلى السماء، فكيف ترتفع روحى لتبلغ الله؟ وإن كان التلميذ الغيور صرخ أنه غير مستحق لأن يقترب الرب إلى سفينته، فكيف أبلغ أنا حضرة القدير؟
وإن كان الصعود شاقاً بهذا المقدار، فاحتمال السقوط من بعد الصعود أشق وأخطر.
فيا روح الله أمنى ضد الزهو والكبرياء.
الناس فى العالم يؤمنون حياتهم ضد الفقر والعوز والذلة، ولكن أمنى أنت ضد الغنى واعظمة والكرامة.
أمنى ضد نفسى حتى لا تطلب العزة التى لله وحده.
أمنى ضد الارتفاع الخاطئ، لئلا أسقط، ويكون سقوطى عظيماً.
احملنى فى مركبتك الخفيفة، التى تلغى ثقلى، واحتوينى بحرارتك التى تعزلنى عن العالم، فأرتفع حيث تشاء






رد مع اقتباس
قديم 05-05-2012, 12:09 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
مشرف
 
الصورة الرمزية بنت مارمينا
 

 

 
افتراضي




تأثير الروح فى العالم الدنيوى



"ولما جاءوا إلى هناك، إلى جبعة، إذا بزمرة من الانبياء لقيته (شاول)، فحل عليه روح الله فتنبأ فى وسطهم." (1صم10:10)
† "ولما جاءوا إلى هناك ... إذا بزمرة من الأنبياء لقيته".
ما أعظم فعل الجماعة على النفس الضعيفة، وما أحلى اجتماع الإخوة فى عين الروح. إذ لما اجتمعوا لم يكن من مانع لدى الروح لكى يحل على هذه الزمرة، ويحل أيضاً على شاول. هكذا
إن أوقات الإعلانات والرؤى هى أوقات انفتاح الذهن. اصمت وانتظر بلإيمان وأنت ترى الله.
هذا هو ناموس نظرة الروح الداخلية. أو لماذا رأى اسطفانوس السماء مفتوحة وابن الإنسان جالساً عن يمين الله؟ أليس ذلك بسبب أن الروح كان حالاً عليه ؟
والروح وديع هادئ، كالحمامة، وفى الوداعة والهدوء تنظر العين ما لم تكن تراه !!
هناك مئات من الأشياء الروحية العجيبة تحيط بى، ومع هذا لا أستطيع أن أراها، إذا كان يعوزنى الهدوء والوداعة. لماذا كانت هاجر تعانى البؤس والشقاء فى الصحراء ؟ وبئر الماء كان أمام عينيها مباشرة، ومع ذلك تاهت عن رؤيتها ؟ لم تكن إرادة النظر التى منعهتها من الرؤية، ولكن حاجتها إلى حلول الروح!! أو بالحرى إلى الهدوء والوداعة.
الحزن والكآبة يفسدان العين الجسدية، فما بالك بعين الروح ؟ اليأس يبدد الخيرات والنعم من محيط الرؤيا، ويخفى منظر الله الواقف أمامنا. وعندما يحل الروح، نرى ما لم نكن نراه، ولكن عندما نحاول أن نزيد الرؤيا تكف وتتلاشى.
++++++++++++++++++++++
أيها الروح الذى يحل فى القلب، فترى العين ما لايرى، وينطق اللسان برجاء الخلاص،
إنى أنتظرك، وأعد قلبى لمجيئك كل يوم، وأهيئ قلبى بالشكر مقدماً، وأعد لسانى بالتسبيح.

تكلم، ياروح الله، بالسلام لنفسى، حتى أتيقظ للأنغام العذبة التى تعزف حولى بعجائب الله اتى تحيط بى.

تكلم بالسلام لنفسى، حتى أستطيع فى أحرج ساعات ظلمتى أن أرى السلم القائم بين الأرض والسماء، والملائكة آتية من فوق.

تكلم، ياروح الله، بالسلام لنفسى، حتى أدرك فى شدة حيرتى أن هناك سبعة آلاف ركبة حولى، تسجد لك فى الخفاء، فأتنبأ برحمتك، التى تفوق عجز الإنسان.






رد مع اقتباس
قديم 05-05-2012, 12:10 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
مشرف
 
الصورة الرمزية بنت مارمينا
 

 

 
افتراضي





إعلان الروح

"فلما حلت عليهم الروح تنبأوا ولكنهم لم يزيدوا." (عدد25:11"

+ "لما حلت عليهم الروح تنبأوا".

إن حلول الروح يفك عقدة اللسان المربوط بعجز الخطيئة، ويُجلى الرؤيا أمام العين التى تعتمت بالشهوة.
إن أوقات الإعلانات والرؤى هى أوقات انفتاح الذهن. اصمت وانتظر بلإيمان وأنت ترى الله.
هذا هو ناموس نظرة الروح الداخلية. أو لماذا رأى اسطفانوس السماء مفتوحة وابن الإنسان جالساً عن يمين الله؟ أليس ذلك بسبب أن الروح كان حالاً عليه ؟
والروح وديع هادئ، كالحمامة، وفى الوداعة والهدوء تنظر العين ما لم تكن تراه !!
هناك مئات من الأشياء الروحية العجيبة تحيط بى، ومع هذا لا أستطيع أن أراها، إذا كان يعوزنى الهدوء والوداعة. لماذا كانت هاجر تعانى البؤس والشقاء فى الصحراء ؟ وبئر الماء كان أمام عينيها مباشرة، ومع ذلك تاهت عن رؤيتها ؟ لم تكن إرادة النظر التى منعهتها من الرؤية، ولكن حاجتها إلى حلول الروح!! أو بالحرى إلى الهدوء والوداعة.
الحزن والكآبة يفسدان العين الجسدية، فما بالك بعين الروح ؟ اليأس يبدد الخيرات والنعم من محيط الرؤيا، ويخفى منظر الله الواقف أمامنا. وعندما يحل الروح، نرى ما لم نكن نراه، ولكن عندما نحاول أن نزيد الرؤيا تكف وتتلاشى.
++++++++++++++++++++++

أيها الروح الذى يحل فى القلب، فترى العين ما لايرى، وينطق اللسان برجاء الخلاص،
إنى أنتظرك، وأعد قلبى لمجيئك كل يوم، وأهيئ قلبى بالشكر مقدماً، وأعد لسانى بالتسبيح.

تكلم، ياروح الله، بالسلام لنفسى، حتى أتيقظ للأنغام العذبة التى تعزف حولى بعجائب الله اتى تحيط بى.

تكلم بالسلام لنفسى، حتى أستطيع فى أحرج ساعات ظلمتى أن أرى السلم القائم بين الأرض والسماء، والملائكة آتية من فوق.

تكلم، ياروح الله، بالسلام لنفسى، حتى أدرك فى شدة حيرتى أن هناك سبعة آلاف ركبة حولى، تسجد لك فى الخفاء، فأتنبأ برحمتك، التى تفوق عجز الإنسان.






رد مع اقتباس
قديم 05-05-2012, 12:12 PM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
مشرف
 
الصورة الرمزية بنت مارمينا
 

 

 
افتراضي




طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللَّهَ.
متى 5 : 8


أنقياء القلب ذوو بساطة روحية تنعكس على قلوبهم فتزيدهم صفاء . فقنى القلب صاحب روح وديعة و بسيطة كالطفل , لا يستمدها من أخلاق مصطنعة , و انما هى خصال يهبها الله كطبيعة جديدة للانسان الوديع المحب الذى ارتوى من نهر نعمة الله .

لذلك نسمع السيد المسيح الذى ظهر لـ"فيبى" المتنصرة, يقول لها عندما ارتبكت و اضربت من ملاحقة الذين ارادوا الفتك بها : " انظرى الى " , " انظرى الى " . لا نظرة العين , بل نظرة القلب التى حققها موسى بأمر الرب أن يصنع حية نحاسية يرفعها على صارى , حتى اذا نظر اليها الذين كانت الحيات المحرقة تلدغهم يبرأون فى الحال . و كان هذا تشبيها لما سيكون من أمر المسيح و ابليس الحية القديمة قتال الناس منذ البدء ( وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَانِ يوحنا 3 : 14, أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌّ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ. يوحنا 8 : 44 ) . فكل من نظر الى المسيح بالروح و الحق يبرأ من ملاحقة أعدائة .

هكذا الذين ينظرون بقلوبهم بالروح الى المسيح , تبرأ قلوبهم من كل غش او فساد , و تتنقى و تصفو كالنور . لأن من كثرة النظر الى المسيح فى انجيلة المقدس و فى وصاياه المعزية , تستنير أعين قلوبهم و تتنقي من شوائب العالم , التى تعكر من صفاء القلب و الروح .

و من كثرة النظر الى المسيح تخترق عيونهم حجب الظلمة التى تصيب القلوب من جراء سماع قباحات العالم و النظر اليها فى ما يسمى بالتلفزيون و الصور الخارجة عن حدود الادب , التى تسد منافذ النعمة و تعمى عيون القديسين .

فنقاوة القلب فى هذه الايام بضاعة نادرة , لا يهنأ بها الا الذين ضاموا عن الدنيا و مباهجها . فطوبى لاولائك الاحبة الذين أخرجوا هذه التلفزيونات من بيوتهم , و هيأوا للمختارين فرص القداسة رحمة بمستقبلهم العتيد ان يكون .

أعرف سيدة نبيلة تحسب من القديسات , ظلت تترجى زوجها أن يتخلص من التلفزيون الذى يلهى الاولاد عن الله و الطهارة و الدراسة ايضا . و أخيرا استجاب لها , و أخذ التلفزيون و نزل من البيت و وضعة على الرصيف , و وقف هو و زوجتة يترقبون مصيرة . و لكن مر علية كثيرون و هم مستغربون الامر , و أخيرا جاء انسان و التقط التلفزيون و جرى و هو يبتفت وراءه .فما كام من السيدة النبيلة الا ان صفقت بيديها و شكرت الله و زوجها , و عاشت الاسره فى خوف الله و تربى الاولاد عى التقوى .

يا ليت اولاد الله يسمعوننى اليوم و يتخلصون من هذا الوباء الاخلاقى, الذى يفسدالنفوس و القلوب . و ان كانت الاسرة لم تشتر بعد هذه المسيبة , فياليتها لا تشترى بيديها خراب أخلاق الاولاد , بل و ربما الكبار أيضا .

فالعالم اليوم و صاحب هذا العالم دخل كل البيوت , و أفسد قلوب النشء الذين هم ذخيرة الكنيسة , و فقدوا نصيبهم فى ميراث المسيح و شركتة السعيدة .

و يكفى جدا رجاء المسيح , أن طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله . فهل نعاين التلفزيون بعد أو نعاين الله ؟ احكموا انت حكما عادلا و لا تخيبوا ظن المسيح فيكم , فتحكموا على انفسكم بالحرمان من ملكوت الله و معاينة الحياة الابدية فى ملك الله السعيد







رد مع اقتباس
قديم 05-05-2012, 12:13 PM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
مشرف
 
الصورة الرمزية بنت مارمينا
 

 

 
افتراضي




طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللَّهَ.
متى 5 : 8


أنقياء القلب ذوو بساطة روحية تنعكس على قلوبهم فتزيدهم صفاء . فقنى القلب صاحب روح وديعة و بسيطة كالطفل , لا يستمدها من أخلاق مصطنعة , و انما هى خصال يهبها الله كطبيعة جديدة للانسان الوديع المحب الذى ارتوى من نهر نعمة الله .

لذلك نسمع السيد المسيح الذى ظهر لـ"فيبى" المتنصرة, يقول لها عندما ارتبكت و اضربت من ملاحقة الذين ارادوا الفتك بها : " انظرى الى " , " انظرى الى " . لا نظرة العين , بل نظرة القلب التى حققها موسى بأمر الرب أن يصنع حية نحاسية يرفعها على صارى , حتى اذا نظر اليها الذين كانت الحيات المحرقة تلدغهم يبرأون فى الحال . و كان هذا تشبيها لما سيكون من أمر المسيح و ابليس الحية القديمة قتال الناس منذ البدء ( وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَانِ يوحنا 3 : 14, أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌّ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ. يوحنا 8 : 44 ) . فكل من نظر الى المسيح بالروح و الحق يبرأ من ملاحقة أعدائة .

هكذا الذين ينظرون بقلوبهم بالروح الى المسيح , تبرأ قلوبهم من كل غش او فساد , و تتنقى و تصفو كالنور . لأن من كثرة النظر الى المسيح فى انجيلة المقدس و فى وصاياه المعزية , تستنير أعين قلوبهم و تتنقي من شوائب العالم , التى تعكر من صفاء القلب و الروح .

و من كثرة النظر الى المسيح تخترق عيونهم حجب الظلمة التى تصيب القلوب من جراء سماع قباحات العالم و النظر اليها فى ما يسمى بالتلفزيون و الصور الخارجة عن حدود الادب , التى تسد منافذ النعمة و تعمى عيون القديسين .

فنقاوة القلب فى هذه الايام بضاعة نادرة , لا يهنأ بها الا الذين ضاموا عن الدنيا و مباهجها . فطوبى لاولائك الاحبة الذين أخرجوا هذه التلفزيونات من بيوتهم , و هيأوا للمختارين فرص القداسة رحمة بمستقبلهم العتيد ان يكون .

أعرف سيدة نبيلة تحسب من القديسات , ظلت تترجى زوجها أن يتخلص من التلفزيون الذى يلهى الاولاد عن الله و الطهارة و الدراسة ايضا . و أخيرا استجاب لها , و أخذ التلفزيون و نزل من البيت و وضعة على الرصيف , و وقف هو و زوجتة يترقبون مصيرة . و لكن مر علية كثيرون و هم مستغربون الامر , و أخيرا جاء انسان و التقط التلفزيون و جرى و هو يبتفت وراءه .فما كام من السيدة النبيلة الا ان صفقت بيديها و شكرت الله و زوجها , و عاشت الاسره فى خوف الله و تربى الاولاد عى التقوى .

يا ليت اولاد الله يسمعوننى اليوم و يتخلصون من هذا الوباء الاخلاقى, الذى يفسدالنفوس و القلوب . و ان كانت الاسرة لم تشتر بعد هذه المسيبة , فياليتها لا تشترى بيديها خراب أخلاق الاولاد , بل و ربما الكبار أيضا .

فالعالم اليوم و صاحب هذا العالم دخل كل البيوت , و أفسد قلوب النشء الذين هم ذخيرة الكنيسة , و فقدوا نصيبهم فى ميراث المسيح و شركتة السعيدة .

و يكفى جدا رجاء المسيح , أن طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله . فهل نعاين التلفزيون بعد أو نعاين الله ؟ احكموا انت حكما عادلا و لا تخيبوا ظن المسيح فيكم , فتحكموا على انفسكم بالحرمان من ملكوت الله و معاينة الحياة الابدية فى ملك الله السعيد







رد مع اقتباس
قديم 05-05-2012, 12:17 PM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
مشرف
 
الصورة الرمزية بنت مارمينا
 

 

 
افتراضي




كان اليهود من أشد الناس و أعنفهم فى ايمانهم بيهوه , الذى هو الله . و لما جاء المسيح جاء ليأخذ دور يهوه تماما , فكان الأمر من أصعب ما يكون على اليهود , و خاصة الكتبة و الفريسيين و رجال الكهنوت , اذ لم يطيقوا قط أن يتكلم عن نفسة كمن له سلطان يهوه و أكثر . فكونه يقول انه ابن الله , أى ابن يهوه , اعتبروا ذلك تجديفا , و أرادوا مرارا رجمه بالحجارة . فكان المسيح يلجأ فى الدفاع عن نفسه الى قوله انه يعمل اعمال الله , فلماذا الرجم , و هو قادر ان يقيم الموتى و يشفى جميع المرضى بجميع الامراض ؟ فكان يسأل مَنْ رفعوا الحجارة ليرجموه : أى عمل أنا عملته حتى ترجمونى , « َإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِي فَآمِنُوا بِالأَعْمَالِ » يوحنا 10 : 38 , فالاعمال « تَشْهَدُ لِي. » يوحنا 10 : 25 انى « أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ». يوحنا 10 : 30 . فكانوا يسدون آذانهم و يصرخون فى وجهه : ليس من أجل اعمال عملتها , بل من اجل انك : « وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلَهاً » يوحنا 10 : 33 !!

و لكن هنا و من هنا يُسْتَعْلَنَ سر المسيح , أنه و هو انسان, هو هو اله . فمن يصدق ؟ كان الأمر يعلو على عقولهم و فوق طاقتهم في التفكير . فلجأ المسيح لهذه الآية : « أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ فَآمِنُوا بِي. » يوحنا 14 : 1 كان هذا عسيرا على عقولهم و على إيمانهم , لان المسيح كان يعتمد على إقناعهم بالأعمال التي لا يعملها إلا الله. فكانوا يصرخون بأنهم غير فاهمين و لا مصدقين. لأنه كما يقول اشعياء النبي انه قد انطمست عقولهم حتى لا يفهموا و حتى لا يؤمنوا.( لِيَتِمَّ قَوْلُ إِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ: «يَا رَبُّ مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنَا وَلِمَنِ اسْتُعْلِنَتْ ذِرَاعُ الرَّبِّ؟» 39 لِهَذَا لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُؤْمِنُوا. لأَنَّ إِشَعْيَاءَ قَالَ أَيْضاً: 40 «قَدْ أَعْمَى عُيُونَهُمْ وَأَغْلَظَ قُلُوبَهُمْ لِئَلَّا يُبْصِرُوا بِعُيُونِهِمْ وَيَشْعُرُوا بِقُلُوبِهِمْ وَيَرْجِعُوا فَأَشْفِيَهُمْ». 41 قَالَ إِشَعْيَاءُ هَذَا حِينَ رَأَى مَجْدَهُ وَتَكَلَّمَ عَنْهُ. يوحنا 12 : 38-41. ) ( فَقَالَ: «اذْهَبْ وَقُلْ لِهَذَا الشَّعْبِ: اسْمَعُوا سَمْعاً وَلاَ تَفْهَمُوا وَأَبْصِرُوا إِبْصَاراً وَلاَ تَعْرِفُوا. 10 غَلِّظْ قَلْبَ هَذَا الشَّعْبِ وَثَقِّلْ أُذُنَيْهِ وَاطْمُسْ عَيْنَيْهِ لِئَلاَّ يُبْصِرَ بِعَيْنَيْهِ وَيَسْمَعَ بِأُذُنَيْهِ وَيَفْهَمْ بِقَلْبِهِ وَيَرْجِعَ فَيُشْفَى». اشعياء 6 : 9 - 10 ) و كان هذا الأمر بالذات معروفا لدى المسيح . و وافق علية بولس الرسول و صرح به , و هو المطلع على سر المسيح ة الله , أن« لأَنَّ الإِيمَانَ لَيْسَ لِلْجَمِيعِ. »2 تسالونيكي 3 : 2 , و انه قد انطمست عقولهم و قلوبهم لان الله و المسيح أيضا كان ينفى تبعيتهم له , و يصرح لهم علنا أنهم ليسوا من خرافه , لأن خرافه هو يعرفها و هى تعرفه . , أعلن لهم لا يمكن أن يأتى اليه احد « إِنْ لَمْ يَجْتَذِبْهُ الآبُ أَوَّلاً » . يوحنا 6 : 44 . هو حينما قال لهم « أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ فَآمِنُوا بِي. » يوحنا 14 : 1 ¸كان هذا تعجيزا لهم , و لكن كانت هذه هي حقيقة بل جوهر حقيقة المسيح , فبينما هو إنسان , كان هو هو الإله الذي أرسله الله إلى العالم ليسهد له .

فحينما قال : « أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ فَآمِنُوا بِي. » يوحنا 14 : 1 , كان هذا القول هو حجر المحك , أو جوهر قضية المسيح , أنه لن يؤمن به الا من دعاه الاب و جذبه جذبا للايمان بالمسيح . لأن الاب كان له مختارون , هؤلاء هم الذين دعاهم و جذبهم ليتتلمذوا للمسيح و يؤمنوا به و يحبوه . فمفتاح الايمان بالمسيح كان فى يد الاب , يدعو من يشاء و يرفض من يشاء .

و فى قول المسيح هذه الاية المدخل السرى اليه , أى آمنوا اولا بالله حقا . فان امنتم بالله حقيقة , فلابد ستؤمنون بى حتما . و هنا فتح باب سر المسيح , الذى هو الاب الذى أرسله , و الذى أعطاه ما يقول و ما يعمل . و فى الواقع و عين الامر , ان المسيح بقوله هذه الاية كان يظهر و يعلن لهم انهم لا يؤمنون بالله , و بالتالى لن يؤمنوا به . فان ارادوا حقا أن يؤمنوا به , فعليهم أولا أن يؤمنوا بالله . لأن الحقيقة و عين الامر , أن الله الاب و المسيح واحد , فالذى يؤمن بالاب يكون قد آمن بالابن .







رد مع اقتباس
قديم 05-05-2012, 12:18 PM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
مشرف
 
الصورة الرمزية بنت مارمينا
 

 

 
Angry انتم تامنون




كان اليهود من أشد الناس و أعنفهم فى ايمانهم بيهوه , الذى هو الله . و لما جاء المسيح جاء ليأخذ دور يهوه تماما , فكان الأمر من أصعب ما يكون على اليهود , و خاصة الكتبة و الفريسيين و رجال الكهنوت , اذ لم يطيقوا قط أن يتكلم عن نفسة كمن له سلطان يهوه و أكثر . فكونه يقول انه ابن الله , أى ابن يهوه , اعتبروا ذلك تجديفا , و أرادوا مرارا رجمه بالحجارة . فكان المسيح يلجأ فى الدفاع عن نفسه الى قوله انه يعمل اعمال الله , فلماذا الرجم , و هو قادر ان يقيم الموتى و يشفى جميع المرضى بجميع الامراض ؟ فكان يسأل مَنْ رفعوا الحجارة ليرجموه : أى عمل أنا عملته حتى ترجمونى , « َإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِي فَآمِنُوا بِالأَعْمَالِ » يوحنا 10 : 38 , فالاعمال « تَشْهَدُ لِي. » يوحنا 10 : 25 انى « أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ». يوحنا 10 : 30 . فكانوا يسدون آذانهم و يصرخون فى وجهه : ليس من أجل اعمال عملتها , بل من اجل انك : « وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلَهاً » يوحنا 10 : 33 !!

و لكن هنا و من هنا يُسْتَعْلَنَ سر المسيح , أنه و هو انسان, هو هو اله . فمن يصدق ؟ كان الأمر يعلو على عقولهم و فوق طاقتهم في التفكير . فلجأ المسيح لهذه الآية : « أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ فَآمِنُوا بِي. » يوحنا 14 : 1 كان هذا عسيرا على عقولهم و على إيمانهم , لان المسيح كان يعتمد على إقناعهم بالأعمال التي لا يعملها إلا الله. فكانوا يصرخون بأنهم غير فاهمين و لا مصدقين. لأنه كما يقول اشعياء النبي انه قد انطمست عقولهم حتى لا يفهموا و حتى لا يؤمنوا.( لِيَتِمَّ قَوْلُ إِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ: «يَا رَبُّ مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنَا وَلِمَنِ اسْتُعْلِنَتْ ذِرَاعُ الرَّبِّ؟» 39 لِهَذَا لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُؤْمِنُوا. لأَنَّ إِشَعْيَاءَ قَالَ أَيْضاً: 40 «قَدْ أَعْمَى عُيُونَهُمْ وَأَغْلَظَ قُلُوبَهُمْ لِئَلَّا يُبْصِرُوا بِعُيُونِهِمْ وَيَشْعُرُوا بِقُلُوبِهِمْ وَيَرْجِعُوا فَأَشْفِيَهُمْ». 41 قَالَ إِشَعْيَاءُ هَذَا حِينَ رَأَى مَجْدَهُ وَتَكَلَّمَ عَنْهُ. يوحنا 12 : 38-41. ) ( فَقَالَ: «اذْهَبْ وَقُلْ لِهَذَا الشَّعْبِ: اسْمَعُوا سَمْعاً وَلاَ تَفْهَمُوا وَأَبْصِرُوا إِبْصَاراً وَلاَ تَعْرِفُوا. 10 غَلِّظْ قَلْبَ هَذَا الشَّعْبِ وَثَقِّلْ أُذُنَيْهِ وَاطْمُسْ عَيْنَيْهِ لِئَلاَّ يُبْصِرَ بِعَيْنَيْهِ وَيَسْمَعَ بِأُذُنَيْهِ وَيَفْهَمْ بِقَلْبِهِ وَيَرْجِعَ فَيُشْفَى». اشعياء 6 : 9 - 10 ) و كان هذا الأمر بالذات معروفا لدى المسيح . و وافق علية بولس الرسول و صرح به , و هو المطلع على سر المسيح ة الله , أن« لأَنَّ الإِيمَانَ لَيْسَ لِلْجَمِيعِ. »2 تسالونيكي 3 : 2 , و انه قد انطمست عقولهم و قلوبهم لان الله و المسيح أيضا كان ينفى تبعيتهم له , و يصرح لهم علنا أنهم ليسوا من خرافه , لأن خرافه هو يعرفها و هى تعرفه . , أعلن لهم لا يمكن أن يأتى اليه احد « إِنْ لَمْ يَجْتَذِبْهُ الآبُ أَوَّلاً » . يوحنا 6 : 44 . هو حينما قال لهم « أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ فَآمِنُوا بِي. » يوحنا 14 : 1 ¸كان هذا تعجيزا لهم , و لكن كانت هذه هي حقيقة بل جوهر حقيقة المسيح , فبينما هو إنسان , كان هو هو الإله الذي أرسله الله إلى العالم ليسهد له .

فحينما قال : « أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ فَآمِنُوا بِي. » يوحنا 14 : 1 , كان هذا القول هو حجر المحك , أو جوهر قضية المسيح , أنه لن يؤمن به الا من دعاه الاب و جذبه جذبا للايمان بالمسيح . لأن الاب كان له مختارون , هؤلاء هم الذين دعاهم و جذبهم ليتتلمذوا للمسيح و يؤمنوا به و يحبوه . فمفتاح الايمان بالمسيح كان فى يد الاب , يدعو من يشاء و يرفض من يشاء .

و فى قول المسيح هذه الاية المدخل السرى اليه , أى آمنوا اولا بالله حقا . فان امنتم بالله حقيقة , فلابد ستؤمنون بى حتما . و هنا فتح باب سر المسيح , الذى هو الاب الذى أرسله , و الذى أعطاه ما يقول و ما يعمل . و فى الواقع و عين الامر , ان المسيح بقوله هذه الاية كان يظهر و يعلن لهم انهم لا يؤمنون بالله , و بالتالى لن يؤمنوا به . فان ارادوا حقا أن يؤمنوا به , فعليهم أولا أن يؤمنوا بالله . لأن الحقيقة و عين الامر , أن الله الاب و المسيح واحد , فالذى يؤمن بالاب يكون قد آمن بالابن .







رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين