التبخير أمام أيقونات القديسين فـى الطقس الكنســى

11-30-2011, 05:02 PM

التبخير أمام أيقونات القديسين فـى الطقس الكنســى

التبخير أمام أيقونات القديسينفـى الطقس الكنســى

قال مار افرام السريانى معبراً عن جهاد الجسد و طهارته مشبهاً
ذلك بالبخور كذبيحة طيبة
فقال:
قد جعلت ذاتى كنيسة للمسيح و قربت له داخلها بخوراً
و طيباً باتعاب جسدى

و جعل القديس يوحنا كاسيان قولاً افاض فيه و جمع جمعاً شمولياً
عن عظمة تلك الذبيحة الطاهرة فقال :[البخور الذى نرفعه على المذبح المقدس و نطوف
به على الشعب والايقونات المقدسة و اجساد القديسين يحمل معنى سامياً] و فصل القديس هذا القول بالروح القدس الذى فيه
قال :[فالبخور فوق المذبح يشير الى عمل الروح القدس فى تقديس الامكنة و حلول نعمة الرب فى هيكل قدسه و اشارة الى
التطهير الذى تم بواسطة ذبيحته المقدسة التى قدمها عن البشر . كذلك هو تنبيه لحلول
الرب و لم يستطع الكهنة ان يقفوا للخدمة بسبب السحاب لان مجد الرب ملأ بيت الرب
حينئذ تكلم سليمان قال انه يسكن فى الضباب (1مل8: 12،11،10) .

و حينما نبخر امام ايقونات القديسين فنحن نعبر عن اشياء كثيرة
منها :

1- كيف صارت صلاتهم مقبولة امام الرب كرائحة البخور العطر .

2- و عن شركة صلاتنا معاً كاتحاد بين الكنيسة المجاهده و
الكنيسة المنتصرة فى السماء "فصعد دخان البخور مع صلوات القديسين "(رؤ4

القديسون

يمثلون سحابة الشهود المحيطة بنا و التى قال عنها بولس الرسول "لذلك نحن
ايضاً اذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا فلنطرح كل ثقل و الخطية بنا
بسهولة و لنحاصر بالصبر فى الجهاد الموضوع امامنا ناظرين الى رئيس الايمان و مكمله
يسوع الذى من اجل السرور الموضوع امامه احتمل الصليب مستهيناً بالخزى فجلس فى يمين
عرش الله . فتفكروا فى الذى احتمل من الخطاة مقاومة مثل هذه لئلا تكلوا او تخوروا
فى نفوسكم . لم تقاوموا بعد حتى الدم مجاهديين ضد الخطية "(عب1:12-4) اعتقد
ان البخور يشير الى السحابة و الشهود هم القديسين الذين جاهدوا حتى الدم ضد الخطية
.ايضاً تكريم الروح القدس الذى عمل فيهم و قدسهم .

3- البخور المحترق يشير الى صلوات القديسين التى تصعد قدام عرش
الله و هذا يؤيد صحة الاعتقاد بشفاعة القديسين(شفاعه توسليه و ليست شفاعه كفاريه)
كما تعلم بذلك كنيستنا انهم يحملون اناتهم و صرخاتهم و طلباتهم كما البخور فى
الجامات و الله المحب يرى فى هذه العمليه برهان الحب المتكامل و المتبادل فيستجيب
لهذه الطلبات .لم تصعد صلوات القديسين الى الله مباشرة و انما ذهبت أولاً الى
جامات هؤلاء الشيوخ لكى يوصلوها الى عرش الله و هذا يوضح اهمية شفاعة هؤلاء
الشيوخ"الشفاعه"فى توصيل الصلوات .

4- و ممارسة الكنيسه من استخدام البخور اثناء الصلوات لما يحمله
البخور من وضع روحى لاهوتى: رائحة البخور تصعد الى فوق كما صلوات القديسين ,البخور
رائحته زكية ,تدخل الى السماء كنسيم عطر يتنسم الرب منها رائحة الرضا ,البخور
يحترق فيصعد الى فوق ولا يمكن ان تصعد الصلاة الى فوق الى اذا كانت صلاة بحرقة مثل
التى قدمتها حنه ام صموئيل النبى ,البخور لا تظهر رائحته الا بالنار و المؤمن لا يظهر
عطر سيرته الا بالالام ,البخور يطرد الرائحه النتنه و الصلاه تطرد الأفكار الشريره

5- خروج الشماس من الهيكل حاملاً المبخره اثناء تلاوة الكاهن
لمجمع القديسين السبب الحقيقى هو ان يحمل معه حبات البخور للشعب خارج الهيكل حتى
يذكر المصلون من المؤمنين اقرباءهم من الموتى المنتقلين بأسمائهم ,فيضعها الكاهن
على المبخره مترحماً على الراقدين فيصعد البخور مع صلوات القديسين امام مذبح الذهب
الذى امام العرش الالهى(رؤ8:5)

6-ابقاء المجمره بالهيكل و جمرها فيها مشتعل دائماً و البخور
يصعد منها و لا تنطفىء لأنها صلاة دائمة قائمة تشير الى الفداء و الخلاص الذى قام
به المسيح الفادى كما انها تشير أيضاً الى صلوات القديسين القائمة امام العرش
الالهى و على رأسهم السيده العذراء فخر جنسنا (رؤ8:5) لهذا لا تَطفىء المجمره و تفرغ
بعد ان يضع فيها الاب الكاهن اخر يد بخور بعد صلاة المجمع بل تترك المجمره فى
الهيكل الى ان تنطفىء تلقائياً

7- احتراق البخور فوق الفحم المتقد يدل رمزياً على الآم المسيح,و
الرائحه الجميله للبخور تشير لبركات تلك الالآم المقدسه و رمز أيضاً للمؤمن
المتألم من اجل الله .

8- جمر النار المشتعل يشير الى جمر اللاهوت و بقية الفحم فيشير
الى جسد المسيح و اشتعال الفحم بالنار يشير الى اتحاد اللاهوت بالناسوت .ورفع
الكاهن للبخور يرمز ايضاً لإحتمال القديسين الذين فاح منهم عطر الشكر و التسبيح
لله,فى الضيقات التى سمح الله لهم بها من اجل امتحان ايمانهم و تزكيتهم و عندما
يرفع الكاهن البخور فى المذبح فيشير الى رغبة الشعب فى ان يرفع صلواتهم أمام عرش
النعمه.

السجود للقديسين :

قبل ان نتكلم عن السجود للقديسين يجب ان نتكلم عن انواع
المطانيات و انواع السجود:

السجود لله:

عن هذا الامر قال السيد المسيح مؤكداً شريعة العهد القديم"حينئذ
قال له يسوع اذهب يا شيطان لانه مكتوب للرب الهك تسجد و اياه وحده تعبد "
(مت10:4)

يقصد بالسجود لله العبادة من المخلوق للخالق ، و اليك بعض
الامثلة :

+ جاء عن لعازر الدمشقى
خادم ابراهيم :"فخر الرجل و سجد للرب " (تك 26:24)

+ و قال هو :" و خررت و سجدت للرب و باركت الرب "
(تك48:24)

+ يقول المرنم :" امامه تجثو اهل البرية و
اعداؤه يلحسون التراب.ملوك ترشيش و الجزائر يرسلون تقدمة ملوك شبا و سبا يقدمون
هدية. و يسجد له كل الملوك كل الامم تتعبد له" (مز72ك 9-11)

+ الانجيل بحسب القديس متى
:" و فيما هو يكلمهم بهذا اذا رئيس قد جاء
فسجد له قائلا ان ابنتي الان ماتت لكن تعال و ضع يدك عليها فتحيا" (مت18:9) .

+ وقال السيد المسيح للمرأة السامرية"الله روح والذين
يسجدون له فبالروح والحق ينبغي ان يسجدوا"يو25:24"

مطانيات العبادة:

و هى التى نقدمها لله أثناء عبادتنا الفردية او الجماعية . و
عنها يقول مار اسحق "اسجد فى بدء صلاتك و اسأل الله بانسحاق و تذلل ان يعطيك
الصبر و ضبط الفكر فى الصلاة ".

ما يتخلل الصلوات من سجدات اومطانيات الى الارض و يقول مار
يوحنا كاسيان و هو يتحدث عن رهبان مصر :"رأيتهم فى صلواتهم حينما ينتهون من
تلاوة كل مزمور لا يستعجلون فى السجود كواجب يراد انهاؤه كما يفعل الكثيرون منا
الان. بل رىيتهم على خلاف ذلك ،فبعد ان يفرغوا من المزمور يقفون برهة يقدمون فيها صلاة قصيرة ، ثم ينحون فى
خشوع و يسجدون الى الارض بوجوههم بورع كثير و تقوى شديدة،ثم ينتصبون بهمة و نشاط و
يعودون الى وقفتهم المنتصبة و افكارهم كلها منحصرة فى الصلاة".

و ما يعمله المؤمنون كقانن يومى فى العبادة بعدد ثابت من
السجدات بغرض تقديم الشكر لله على مراحمه
الكثيرة و التى هى جديدة كل صباح ، او بسبب موضوع معين ظهرت فيه يد الله بصورة
واضحة و ملحوظة و تسمى مطانيات شكر ، او بسبب طلب اقتناء الفضائل المتنوعة او من
اجل الاخرين .

يقول الشيخ الروحانى"محبة دوام السجود امام الله فى الصلاة
دلالة على موت النفس عن العالم و ادراكها لسر الحياة الجديدة ".

اما الاوقات الممنوع فيها السجود الى الارض والاكتفاء بالانحناء
اوالركوع فقط فهى ايام السبوت والاحاد والخمسين و الاعياد السيدية و بعد تناول
القربان .

- مطانيات التوبة :

كلمة ميطانية – كلمة يونانية معناها "توبة – او تقديم
توبة" اى تغيير الذهن و تحويله من الخطأ الى الصواب ، كما يقول الرسول
"تغيروا عن شكلكم بتغيير اذهانكم لتختبروا ما هى ارادة الله الصالحة المرضية
الكاملة "(رو2:12) .

و للمطانية المعمولة من كل القلب ، كما اختبرنا، عمل جبار فى
نوال صفح من اسئ اليه و لإزالة كل تأثير للاساءة او الاهانة من قلبه و رجوع محبته
و ثقته اقوى مما كانت.

يحكى لنا بستان الرهبان قصة راهبين قديسين كانا اخوين سكنا
البرية فحرص الشيطان ان يفرق بينهما . ففى احد الايام اوقد الصغير سراجاً و وضعه
على المنارة، وبحيلة من الشيطان وقع السراج و انطفأ فتضايق الكبير و ضربه، فصنع
الصغير ميطانية، و قال له لا تضجر يا اخى ، اطل روحك على و انا اوقده مرة اخرى .
فلما ابصر الرب صبر الاخ عذب ذلك الشيطان حتى الصباح فذهب الشيطان و اخبر رئيس
الجن بما كان ، و كان كاهن الاوثان الذى يخدمهم موجوداً فلما سمع لك الكلام ترك كل
شئ و امن و ترهب ن و من بدء رهبانيته كان يستعمل الاتضاع الكامل ، و كان يقول
"ان الاتضاع يقدر ان يقهر و يحل و يبطل كل قوة العدو ، و قد سمعت الشياطين
يقولون بعضهم لبعض "اننا كلما القينا السجس بين الرهبان نجدهم يلتقونه
بالاتضاع و يعمل بعضهم البعض مطانيات فكانوا بذلك يبطلون قوتنا"

و معروف ان عمل المطانية و طلب الصفح هما من علامات التواضع و
خوف الله و تنفيذ الوصية،و الشيطان المتكبر لا يحتمل هذه الفضائل العالية بل يرتعب
منها و يحترق .

3- السجود للملائكة و القديسين "مطانيات الاكرام" :

يقصد بها الاكرام ، و هو غير سجود العبادة الذى يقدم لله فقط ،
و اليك بعض الامثلة الكتابية :

+ فقال يوسف:"اسمعوا هذا الحلم الذي حلمت. فها نحن حازمون
حزما في الحقل و اذا حزمتي قامت و انتصبت فاحتاطت حزمكم و سجدت لحزمتي.فقال له
اخوته العلك تملك علينا ملكا ام تتسلط علينا تسلطا و ازدادوا ايضا بغضا له من اجل
احلامه و من اجل كلامه.ثم حلم ايضا حلما اخر و قصه على اخوته فقال اني قد حلمت
حلما ايضا و اذا الشمس و القمر و احد عشر كوكبا ساجدة لي. و قصه على ابيه و على
اخوته فانتهره ابوه و قال له ما هذا الحلم الذي حلمت هل ناتي انا و امك و اخوتك
لنسجد لك الى الارض" (تك37: 6-10)

+ "ثم رفع عينيه (عيسو) وابصر النساء و الاولاد و قال ما
هؤلاء منك فقال الاولاد الذين انعم الله بهم على عبدك. فاقتربت الجاريتان هما و
اولادهما و سجدتا.ثم اقتربت ليئة ايضا و اولادها و سجدوا و بعد ذلك اقترب يوسف و
راحيل و سجدا.فقال ماذا منك كل هذا الجيش الذي صادفته فقال لاجد نعمة في عيني سيدي"
(تك33: 5-Cool

+" فدخلت بثشبع الى الملك سليمان لتكلمه عن ادونيا فقام
الملك للقائها و سجد لها و جلس على كرسيه و وضع كرسيا لام الملك فجلست عن يمينه"
(1مل19:2) .

+"حينئذ خر نبوخذنصر على وجهه و سجد لدانيال و امر بان
يقدموا له تقدمة و روائح سرور"(دا46:2)

و هكذا نرى ان السجود بعرض التوقير و الاحترام هو امر متكرر فى
كثير من المواقف الكتابية .

صلوا من أجل الخدمة
ومن أجل ضعفى أنا الخاطى

المصدر: منتدى ام السمائيين و الارضيين - من قسم: قسم الموضوعات الروحيه المختلفه

hgjfodv Hlhl Hdr,khj hgr]dsdk tJn hg'rs hg;ksJJn