موسوعة متكاملة عن رحلة العائلة المقدسة الى أرض مصر - منتدى ام السمائيين و الارضيين
الرئيسية التسجيل مكتبي
Image
البحث الأعضاء الرسائل الخاصة


منتدى ام السمائيين والارضيين


   
العودة   منتدى ام السمائيين و الارضيين > منتدى علم وتاريخ الكنيسه > الاديرة القبطية وتاريخها
 
الاديرة القبطية وتاريخها حصريا بمنتدانا الغالى ام السمائيين والارضيين موسوعة لجميع الاديرة الموجود فى مصر وخارجها منذ تاسيسها بالصور على مر العصور

إضافة رد
   
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 06-03-2012, 09:41 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية عادل جبران
 

 

 
فع موسوعة متكاملة عن رحلة العائلة المقدسة الى أرض مصر





رَحَلْةالعائلة الْمُقَدَّسَة إِلَى أَرْض مصر



موسوعة متكاملة رحلة العائلة المقدسة


هُوَذَا الرَّبُّ رَاكِبٌ عَلَى سَحَابَةٍ سَرِيعَةٍ وَقَادِمٌ إِلَى مِصْرَ (أشعياء 19: 1)
َمِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ إبْنِي (هوشع 11: 1)

مقدمة
لقد تباركت أرض مصر منذ قديم الأزمان بمجىء الآباء البطاركة القديسين إليها ومن أهمهم أبونا إبراهيم ويعقوب، وفيها ترعرع موسى النبى رئيس الأنبياء وتهذب بحكمة المصريين، وفى أرض جاسان بمصر عاش شعب بنى إسرائيل. أما مجىء العائلة المقدسة وتشريف رب المجد يسوع لبلادنا المصرية فهو قمة الأمجاد. وقد سارت العائلة المقدسة فى البلاد من أقصاها إلى أقصاها راسمة شبه صليب كبير على مصر لكى تحطم الوثنية بأصنامها وتغرس غرساً روحياَ مباركاَ يدوم مع الزمن، ولكى تحمل الصليب مع المصلوب.
وفى مفاجأة علمية وتاريخية نشرت جامعة كولون بالمانيا لأول مرة بردية أثرية ترجع إلى القرن الرابع الميلادى، تتحدث عن فترة وجود السيد المسيح والعائلة المقدسة فى مصر، مؤكدة أن طفولة السيد المسيح فى مصر استمرت ثلاث سنوات واحد عشر شهراً. والبردية التاريخية مكتوبة باللهجة القبطية الفيومية طولها 31.5سم وعرضها 8.4سم. وقد قال عالم القبطيات الدكتور جودت جبرة أن هذه البردية تشكل أهمية علمية وتاريخية كبيرة ايضاً. أضاف أن عالمة الآثار جيزا شنكل ابنة عالم القبطيات الألمانى الكبير شنكل نشرت هذه البردية الموجودة فى احدى مكتبات كولون، وقالت: إن البردية تؤكد أن البركة حلت بمصر وان شهر بشنس هو اكثر شهور السنة بركة ولذلك نجد الكنيسة القبطية تحتفل فى اليوم الرابع والعشرين منه (يوافق يوم 1 يونية) كل عام بذكرى د*** العائلة المقدسة إلى مصر.
ننضم إلى باقى الكتب والمخطوطات التى إهتمت بتسجيل هذه الزيـــــــارة الخالدة لبلادنا المصرية المحبوبة كباقة من الزهور مع سائـــر باقــات الزهور فى كنيستنا الخالدة.

هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر فترتجف أوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر داخلها

" أش 19 : 1 "


موسوعة متكاملة رحلة العائلة المقدسة






l,s,um lj;hlgm uk vpgm hguhzgm hglr]sm hgn Hvq lwv







التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 06-03-2012, 09:42 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية عادل جبران
 

 

 
افتراضي




تاريخ رحلة العائلة المقدسة لمصر

ظهر ملاك الرب ليوسف النجار فى حلم وقال له: قم وخذ الصبى وأمه وأهرب لأرض مصر لأن هيرودس مزمع أن يقتل الصبى، فخرج يوسف منفذاً أمر الملاك، واخذ معه السيدة القديسة العذراء مريم وهى تمتطى حماراً وتحمل على ذراعيها الرب يسوع* ويوسف بجانبهما يقود الحمار.
وقد أجمعت كل المصادر الشرقية والغربية أن وسيلة السفر التى حملت السيدة العذراء كانت حماراً، وسار يوسف إلى جانب الحمار ممسكاً بمقوده حسب المتبع فى تقاليد الشرق* ولم تكن هذه الصورة غريبة فى الكتاب المقدس فقد قدمها لنا سفر الخروج واصفاً رجوع موسى النبى من بلاد المديانيين إلى مصر: "فأخذ موسى إمرأته وولديه وأركبهم على الحمير* ورجع إلى أرض مصر وأخذ عصا الله بيده.." (الخروج 4: 20)"

وقد صحبتهم أيضاً سالومى القابلة وهى كانت إمراة كبيرة نوعاً فى السن:
ويقال أن سالومى كان لها إسم آخر عرفت به فى الإنجيل بأم إبنى زبدى (متى 20: 20)، (متى27: 56).غير انه من المرجح أنها إنسانة أخرى فإسم إمراة زبدى هى سالومة وهى أم يوحنا الحبيب ويعقوب أخاه وهى التى كانت واقفة عند الصليب، (متى 4: 21)، (مرقس 1: 19-20).
المصادر التاريخية التى ذكرت أن سالومى أو سالوما قد صحبت العائلة المقدسة لمصر من بيت لحم:
ا- السن**ار القبطى.. وضع الأنبا بطرس الجميل أسقف مليج والأنبا ميخائيل أسقف أتريب، والأنبا يوحنا أسقف البرلس - القاهرة 1936 الجزء الثانى ص 143 تحت اليوم 24 من شهر بشنس.

ب- وفى الذكصولوجية القبطية موجودة فى مكتبة الفاتيكان ورد فيها: " فقام يوسف، واخذ العذراء، والصبى معها وسالومى العجوز" فى الصورة المقابلة النص باللغة القبطية وهى اللغة المكتوبة بالحروف اليونانية والمنطوقة باللغة الفرعونية القديمة
ج - وفى الدفنار تحت يوم 8 بؤونة حيث يقال نفس العبارة السابقة باللحن الأدام: " ويذكر أسم سالومى مرة أخرى فى اللحن الواطس تحت نفس اليوم.
د - وفى ميمر البابا تاوفيلس بطريرك الأسكندرية من المخطوطات الأثيوبية.
Legends of Our Lady Mary the Perpetual Vergin and Her Mother Hanna. Translated from the Ethiopic Manuscrpts by E.A.W. BUDGE* London* 1922* p. 67.
ه - ميمر البابا تيوثيئوس بابا الأسكندرية
BUDGE* Legends of Our Lady p. 84.
P. De. LAGARDE* AWBYPTIACA* Gottingen* 1896* F. ROBINSON* Coptic Apocryphal Gospel* in Texts and Studies* vol. IV* 2 (Cambridge) 1896 p. 133
ز- ورد أيضاً فى كتاب تاريخ الكنيسة القبطية للقس المتنيح منسى يوحنا ص3
وخرج يوسف من بيت لحم بالأراضى المقدسة متجها إلى أرض وادى النيل، وكانت الصورة التى يجب أن نتأملها رجل عجوز يقود حماراً عليه السيدة العذراء حاملة الرب يسوع وخلفهما عجوز أخرى هى سالومى إلى اين يمضى؟ لم يكن يعلم كيف سيعيش فى أرض غريبة؟ كيف سيأكل هو ومن معه؟ أين يحتمى من حر الصيف وبرد الشتاء؟ كان كل همه ان ينفذ وصية الرب التى أتته فى حلم لم يشك فى مواعيد إلهنا لأنه كان عنده رجاء، فتشبة بأب الآباء إبراهيم الخليل الذى أطاع أمر الرب وترك أرضة وعشيرته (التكوين 12: 1) وخرج وهو لا يعلم إلى أين يأتى (العبرانيين 11: .

وتأمل آخر يجب أن نتجه إليه بأفكارنا عن هذه الفتاة الصغيرة العذراء مريم، التى تحمل إبنها من المرجح أن عمرها لم يكن يتجاوز 15 سنة وبالرغم من هذا كانت مستعده للتضحية بالهجرة من بين أهلها ووطنها ولسان حالها يقول لإنها: "أهرب يا حبيبى وكن كالظبى أو كغفر الأيائل على جبال الأطياب" (نشيد الأنشاد 8: 14) فى الصورة الأثرية المقابلة الموجودة فى دير العذراء مريم المعروف بالمحرق تمثل السيد المسيح والسيدة العذراء ويوسف البار ممسكاً براس حمار يقوده، ويظهر فى الصورة والشجرة وأوراقها متدليه منحنية وفى الطرف الشمالى يظهر ملاك متعبداً للرب يسوع المسيح. وحينما خطت خطوات العائلة المقدسة المكونة من أربعة افراد وأبتدات رحلة هروبها ولمست أرجلهم تراب وادى النيل تباركت للوقت أرض مصر هوذا الرب يسوع قادم إلى ارض مصر افرحى يا بنت مصر لأنه جائك ملكا يملك على قلبك إلى الأبد إقبله يا ابن مصر مخلصاً لأنه سيقود شعبك ويسكن معك على أرضك إلى يوم الساعة أقرأ وعد الوحى الإلهى على لسان أشعياء النبى اليهودى الذى جاء قبل المسيح بمئات السنين عن أن الرب نفسه قد حطم أوثان مصر فقال: "وحى من جهة مصر وهو ذا الرب يركب على سحابة سريعة ويدخل مصر، فترتجف (فتتزلزل) أوثان مصر من وجهه، ويذوب قلب مصر فى داخلها (أشعياء 19: 1).
وفسر آباء الكنيسة فى مواضع عديدة إن السحابة التى ركبها الرب فى قدومه إلى مصر هى مريم العذراء، لأن مريم هى فى بياض السحابة وطهارتها، وفى خفتها ورقتها، وسموًها ورفعتها.
فقد ورد فى كتاب الدفنار تحت اليوم 24 من يشنس:
طرح الآدام: "أسبح المسيح مخلصى، وامجد أمه العذراء السحابة الخفيفة التى نزلت إلى مصر، أعنى مريم العذراء القديسة وهى حاملة ربنا يسوع المسيح"
وجاء أيضا فى طرح واطس: "نزل المسيح إلى مصر على سحابة خفيفة، التى هى مريم والدة الإله القديسة، ومخلصنا يسوع المسيح راكباً على ذراعيها الطاهرين وهو طفل صغير كتدبيره.."

تحطم أوثان مصر أمام الإله الحقيقى
وإرتجفت اوثان مصر من هيبة الرب يسوع وجلال إلوهيته وقوته، وتزلزلت الأرض تحت أقدامها ومالت بثقلها الحجرى فتحطمت وت**رت أمام رجلى الصبى القادم غلى مصر وقد روى المؤرخون هذه الحادثة فقالوا: " أن الأصنام كانت تت**ر لدى ظهوره أمامها، والبرابى أقفرت من شياطينها.
وذاب قلوب كهنة الأصنام خوفاً وهلعاً، ودهشة وفزعاً، فهرعوا إلى حكام مصر لينصرهم على القادم الصغير ولكنه لم يكن سلطان الظلمة له سيطرة عليه، وفى أثناء هروب العائلة المقدسة من بلدة إلى أخرى كان يؤمن بعض المصريين بالرب يسوع و ولكنه كان يجد الكره والعداوة من بعضهم ألاخر ومن كهنة الأوثان وخدامها لفقدهم أرزاقهم، فحلت على الأولين بركته وعلى الآخرين هيبته.
وكما تحطم تمثال داجون أمام تابوت العهد المقدس هكذا سقطت تماثيل مصر عند مجئ يسوع، إذ لم تقوى على مواجهة حضورة.
والمؤرخ بلاديوس PALLADIUS أسقف هيلينوبوليس Helenopolis وهو من رجال القرن الرابع الميلادى ذهب بنفسه إلى إقليم الصعيد إلى " منطقة الأشمونيين " حيث ذهب الرب يسوع مع مريم ويوسف إتماماً لكلام الرب على لسان أشعياء (أشعياء 19: 1) الذى قال: " هو ذا الرب يركب على سحابة سريعة ويدخل مصر، فتتزلزل أوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر فى داخلها " وقال المؤرخ: " وقد رأينا أيضاً هناك بيت الأوثان حيث سقطت جميع الأوثان التى فيه على وجوهها عندما دخل مخلصنا المدينة".









التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 06-03-2012, 09:44 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية عادل جبران
 

 

 
افتراضي




عيد‏ ‏د***‏ ‏المسيح‏ ‏أرض‏ ‏مصر

المتنيح الأنبا غريغويروس


جريدة وطنى 32/5/2009م السنة 51 العدد 2475
للمتنيح الأنبا غريغويروس
في‏ ‏اليوم‏ ‏الرابع‏ ‏والعشرين‏ ‏من‏ ‏شهر‏ ‏بشنس‏ ‏القبطي‏ ‏أول‏ ‏يونية‏ - ‏حزيران‏ ‏تعيد‏ ‏كنيستنا‏ ‏الأرثوذ**ية‏ ‏في‏ ‏مصر‏* ‏ومعها‏ ‏الكنائس‏ ‏التي‏ ‏تتبع‏ ‏تقويمنا‏ ‏الشرقي‏* ‏بد***‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏أرضنا‏ ‏ومباركته‏ ‏بلادنا‏ ‏مصر‏* ‏ومعه‏ ‏الأم‏ ‏العذراء‏ ‏الطاهرة‏ ‏القديسة‏ ‏مريم‏* ‏سيدتنا‏ ‏وفخر‏ ‏جنسنا‏* ‏ويتبعهما‏ ‏القديس‏ ‏يوسف‏ ‏النجار‏* ‏خادم‏ ‏سر‏ ‏التجسد‏ ‏الإلهي‏* ‏ثم‏ ‏سالومي‏ ‏المباركة‏. ‏ويعتبر‏ ‏هذا‏ ‏العيد‏ ‏من‏ ‏أعيادنا‏ ‏السيدية‏ ‏الصغري‏. ‏
جاءوا‏ ‏جميعا‏ ‏مع‏ ‏يسوع‏ ‏المسيح‏ ‏الطفل‏ ‏الإلهي‏ ‏هاربين‏ ‏من‏ ‏وجه‏ ‏هيردوس‏ ‏ملك‏ ‏اليهود‏* ‏الذي‏ ‏إذ‏ ‏علم‏ ‏بميلاد‏ ‏المسيح‏ ‏ملك‏ ‏اليهود‏ ‏من‏ ‏المجوس‏ ‏الآتين‏ ‏من‏ ‏المشرق‏ ‏من‏ ‏بلاد‏ ‏الفرس‏ ‏أو‏ ‏إيران‏ ‏بناء‏ ‏علي‏ ‏ما‏ ‏أنبأهم‏ ‏به‏ ‏زرادشت‏ zarathustra ‏زعيم‏ ‏المجوسية‏.

وقد تنبأ لهم ‏زرادشت‏ zarathustra ‏‏الذي‏ ‏قال‏ ‏لهم‏:
‏إن‏ ‏بكرا‏ ‏طاهرة‏ ‏تحبل‏ ‏بجنين‏ ‏هو‏ ‏الكلمة‏ ‏مقيم‏ ‏السماء‏. ‏فإذا‏ ‏رأيتم‏ ‏نجمه‏* ‏فاذهبوا‏ ‏واسجدوا‏ ‏له‏* ‏وقدموا‏ ‏له‏ ‏هداياكم‏* ‏لئلا‏ ‏يصيبكم‏ ‏بلاء‏ ‏عظيم‏.
‏فلما‏ ‏رأوا‏ ‏النجم‏ ‏الموعود‏ ‏وعلموا‏ ‏أنه‏ ‏نجم‏ ‏المولود‏ ‏ملك‏ ‏اليهود‏* ‏جاءوا‏ ‏إلي‏ ‏أورشليم‏ ‏في‏ ‏موكب‏ ‏عظيم‏ ‏ومعهم‏ ‏هداياهم‏: ‏من‏ ‏ذهب‏ ‏ولبان‏ ‏ومر‏* ‏قائلين‏: ‏أين‏ ‏هو‏ ‏المولود‏ ‏ملك‏ ‏اليهود‏* ‏فإننا‏ ‏رأينا‏ ‏نجمه‏ ‏في‏ ‏المشرق‏ ‏وأتينا‏ ‏لنسجد‏ ‏له‏. ‏فلما‏ ‏سمع‏ ‏هيرودس‏ ‏الملك‏ ‏ذلك‏ ‏اضطرب‏ ‏هو‏ ‏وكل‏ ‏أورشليم‏ ‏معه‏* ‏وجمع‏ ‏كل‏ ‏رؤساء‏ ‏الكهنة‏ ‏وكتبة‏ ‏الشعب‏* ‏وسألهم‏: ‏أين‏ ‏ينبغي‏ ‏أن‏ ‏يولد‏ ‏المسيح؟‏ ‏فقالوا‏ ‏له‏: ‏في‏ ‏بيت‏ ‏لحم‏ ‏التي‏ ‏بإقليم‏ ‏اليهودية‏* ‏لأنه‏ ‏هكذا‏ ‏كتب‏ ‏بواسطة‏ ‏النبي‏: ‏وأنت‏ ‏يا‏ ‏بيت‏ ‏لحم‏ ‏بأرض‏ ‏يهوذا‏* ‏لست‏ ‏الصغري‏ ‏بين‏ ‏ولايات‏ ‏يهوذا‏* ‏لأنه‏ ‏منك‏ ‏يخرج‏ ‏الحاكم‏ ‏الذي‏ ‏يرعي‏ ‏شعبي‏ ‏إسرائيل‏* ‏وعند‏ ‏ذلك‏ ‏اختلي‏ ‏هيرودس‏ ‏بالمجوس‏* ‏وتحقق‏ ‏منهم‏ ‏عن‏ ‏الوقت‏ ‏الذي‏ ‏ظهر‏ ‏فيه‏ ‏النجم‏* ‏ثم‏ ‏بعث‏ ‏بهم‏ ‏إلي‏ ‏بيت‏ ‏لحم‏ ‏قائلا‏: ‏اذهبوا‏ ‏وابحثوا‏ ‏عن‏ ‏الصبي‏ ‏بتدقيق‏* ‏فإذا‏ ‏وجدتموه‏ ‏فأخبروني‏ ‏لكي‏ ‏أجئ‏ ‏أنا‏ ‏أيضا‏ ‏وأسجد‏ ‏له‏ ‏فاستمعوا‏ ‏إلي‏ ‏الملك‏ ‏وانصرفوا‏* ‏وإذا‏ ‏النجم‏ ‏الذي‏ ‏كانوا‏ ‏قد‏ ‏رأوه‏ ‏في‏ ‏المشرق‏ ‏يتقدمهم‏ ‏حتي‏ ‏جاء‏ ‏ووقف‏ ‏فوق‏ ‏الموضع‏ ‏الذي‏ ‏كان‏ ‏فيه‏ ‏الصبي‏. ‏فلما‏ ‏رأوا‏ ‏النجم‏ ‏فرحوا‏ ‏فرحا‏ ‏عظيما‏ ‏جدا‏. ‏وحين‏ ‏أتوا‏ ‏إلي‏ ‏البيت‏ ‏رأوا‏ ‏الصبي‏ ‏مع‏ ‏مريم‏ ‏أمه‏* ‏فخروا‏ ‏وسجدوا‏ ‏له‏. ‏ثم‏ ‏فتحوا‏ ‏كنوزهم‏ ‏وقدموا‏ ‏له‏ ‏هدايا‏ ‏من‏ ‏ذهب‏ ‏ولبان‏ ‏ومر‏. ‏ثم‏ ‏أوحي‏ ‏إليهم‏ ‏في‏ ‏حلم‏ ‏ألا‏ ‏يرجعوا‏ ‏إلي‏ ‏هيرودس‏ ‏فانصرفوا‏ ‏من‏ ‏طريق‏ ‏آخر‏ ‏إلي‏ ‏بلادهم‏ (‏متي‏ 2: 1-12). ‏
أما‏ ‏هيرودس‏ ‏فحين‏ ‏رأي‏ ‏أن‏ ‏المجوس‏ ‏قد‏ ‏سخروا‏ ‏به‏ ‏استشاط‏ ‏غضبا‏* ‏وأرسل‏ ‏فقتل‏ ‏كل‏ ‏الأطفال‏ ‏الذين‏ ‏كانوا‏ ‏في‏ ‏بيت‏ ‏لحم‏ ‏وفي‏ ‏كل‏ ‏نواحيها‏* ‏من‏ ‏ابن‏ ‏سنتين‏ ‏فأقل‏* ‏وفقا‏ ‏للزمان‏ ‏الذي‏ ‏تحققه‏ ‏من‏ ‏المجوس‏ (‏متي‏ 2: 16). ‏

الهرب‏ ‏إلي‏ ‏مصر‏ ‏ليلا
وقبل‏ ‏أن‏ ‏يصدر‏ ‏هيرودس‏ ‏قراره‏ ‏بمذبحة‏ ‏بيت‏ ‏لحم‏* ‏كان‏ ‏المجوس‏ ‏قد‏ ‏انصرفوا‏ ‏إلي‏ ‏بلادهم‏ ‏وفقا‏ ‏للحلم‏ ‏الذي‏ ‏رأوه‏* ‏إذا‏ ‏ملاك‏ ‏الرب‏ ‏قد‏ ‏ظهر‏ ‏ليوسف‏ ‏في‏ ‏حلم‏ ‏قائلا‏: ‏قم‏ ‏وخذ‏ ‏الصبي‏ ‏وأمه‏ ‏واهرب‏ ‏إلي‏ ‏مصر‏ ‏وامكث‏ ‏هناك‏ ‏حتي‏ ‏أقول‏ ‏لك‏* ‏فإن‏ ‏هيرودس‏ ‏سيبحث‏ ‏عن‏ ‏الصبي‏ ‏ليهلكه‏. ‏فقام‏ ‏وأخذ‏ ‏الصبي‏ ‏وأمه‏ ‏ليلا‏ ‏وانطلق‏ ‏إلي‏ ‏مصر‏* ‏ومكث‏ ‏هناك‏ ‏حتي‏ ‏موت‏ ‏هيرودس‏* ‏ليتم‏ ‏ما‏ ‏قاله‏ ‏الرب‏ ‏بفم‏ ‏النبي‏ ‏القائل‏: ‏من‏ ‏مصر‏ ‏دعوت‏ ‏ابني‏ (‏متي‏ 2: 13-15)* (‏هوشع‏ 11: 1). ‏
أما‏ ‏الملاك‏ ‏فكان‏ ‏هو‏ ‏جبرائيل‏ ‏أو‏ ‏غبريال‏ ‏أحد‏ ‏رؤساء‏ ‏الملائكة‏ ‏السبعة‏ ‏الواقفين‏ ‏أمام‏ ‏الله‏ ‏في‏ ‏السماء‏ (‏لوقا‏ 1: 19)* (‏طوبيا‏ 12: 15)* (‏الرؤيا‏ 1: 4)* (3: 1)* (4: 5)* (5: 6)* ‏وهو‏ ‏الملاك‏ ‏المختص‏ ‏بالبشارة‏ ‏وهو‏ ‏الذي‏ ‏بشر‏ ‏زكريا‏ ‏بولادة‏ ‏يوحنا‏ ‏المعمدان‏* ‏وبشر‏ ‏العذراء‏ ‏أم‏ ‏النور‏ ‏مريم‏ ‏بولادة‏ ‏المسيح‏ ‏منها‏ (‏لوقا‏ 1: 11* 19* 26). ‏
وأما‏ ‏يوسف‏* ‏فهو‏ ‏المعروف‏ ‏بيوسف‏ ‏النجار‏* ‏وشهد‏ ‏عنه‏ ‏الإنجيل‏ ‏أنه‏ ‏كان‏ ‏رجلا‏ ‏بارا‏ (‏متي‏ 2: 19) ‏وهو‏ ‏الذي‏ ‏اختاره‏ ‏الرب‏ ‏الإله‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏رجل‏ ‏مريم‏* ‏وقد‏ ‏كانت‏ ‏مريم‏ ‏فتاة‏ ‏صغيرة‏ ‏نذرها‏ ‏أبواها‏ ‏منذ‏ ‏الثالثة‏ ‏من‏ ‏عمرها‏* ‏فأقامت‏ ‏في‏ ‏الهيكل‏ ‏في‏ ‏بيت‏ ‏النذرين‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏بلغت‏ ‏الثانية‏ ‏عشرة‏ ‏من‏ ‏عمرها‏* ‏ولما‏ ‏كانت‏ ‏قد‏ ‏تيتمت‏ ‏قبل‏ ‏ذلك‏ ‏من‏ ‏أبويها‏* ‏وكان‏ ‏لابد‏ ‏أن‏ ‏تخرج‏ ‏من‏ ‏الهيكل‏ ‏وقد‏ ‏أدركت‏ ‏سن‏ ‏البلوغ‏ ‏للبنات‏* ‏رأي‏ ‏الكهنة‏ ‏أن‏ ‏يزوجوها‏ ‏لرجل‏* ‏لتكون‏ ‏تحت‏ ‏رعايته‏ ‏وحمايته‏* ‏وبإرشاد‏ ‏الله‏ ‏في‏ ‏حلم‏ ‏جمعوا‏ ‏عصي‏ ‏الرجال‏ ‏وكتبوا‏ ‏علي‏ ‏كل‏ ‏عصا‏ ‏اسم‏ ‏صاحبها‏* ‏ووضعوها‏ ‏في‏ ‏الهيكل‏* ‏تماما‏ ‏كما‏ ‏فعل‏ ‏النبي‏ ‏موسي‏ ‏بأمر‏ ‏الرب‏ ‏إعلانا‏ ‏للاختيار‏ ‏الإلهي‏ ‏لهرون‏* (‏سفر‏ ‏العدد‏ 17: 1-11) ‏وفي‏ ‏اليوم‏ ‏التالي‏ ‏رأوا‏ ‏أن‏ ‏العصا‏ ‏المكتوب‏ ‏عليها‏ ‏اسم‏ ‏يوسف‏ ‏النجار‏ ‏قد‏ ‏أفرخت‏ ‏وأزهرت‏ ‏ونبتت‏ ‏فيها‏ ‏البراعم‏ ‏كما‏ ‏أفرخت‏ ‏عصا‏ ‏هرون‏ ‏الكاهن‏ ‏من‏ ‏قبل‏ (‏العدد‏ 17: * (‏العبرانيين‏ 9: 4). ‏فأمسك‏ ‏الكهنة‏ ‏بيدي‏ ‏يوسف‏ ‏ومريم‏ ‏وباركوهما‏ ‏ببركة‏ ‏الزواج‏ ‏المقدس‏* ‏وبناء‏ ‏علي‏ ‏هذ‏ ‏العقد‏ ‏الرسمي‏ ‏صار‏ ‏يوسف‏ ‏زوجا‏ ‏رسميا‏ ‏لمريم‏ ‏وأخذها‏ ‏إلي‏ ‏بيته‏* ‏لكن‏ ‏هذا‏ ‏الزواج‏ ‏كان‏ ‏مجرد‏ ‏عقد‏ ‏رسمي‏ ‏من‏ ‏دون‏ ‏اختلاط‏ ‏جسدي‏* ‏فكان‏ ‏ذلك‏ ‏الزواج‏ ‏البتولي‏* ‏ولذلك‏ ‏ظل‏ ‏يوسف‏ ‏ومريم‏ ‏بمثابة‏ ‏خطيبين‏ ‏علي‏ ‏الرغم‏ ‏من‏ ‏العقد‏ ‏الرسمي‏ ‏بينهما‏. ‏قال‏ ‏الإنجيل‏ ‏كانت‏ ‏مريم‏ ‏مخطوبة‏ ‏ليوسف‏ (‏متي‏ 1: 1. ‏
وأما‏ ‏أن‏ ‏الإعلان‏ ‏الإلهي‏ ‏ليوسف‏ ‏النجار‏ ‏ليأخذ‏ ‏الطفل‏ ‏الإلهي‏ ‏وأمه‏ ‏ويهرب‏ ‏إلي‏ ‏أرض‏ ‏مصر‏* ‏كان‏ ‏في‏ ‏حلم‏* ‏فهو‏ ‏بينة‏ ‏علي‏ ‏هذا‏ ‏النوع‏ ‏من‏ ‏الأحلام‏ ‏الإلهية‏ ‏التي‏ ‏يوحي‏ ‏الله‏ ‏بها‏ ‏إلي‏ ‏بعض‏ ‏الناس‏ ‏وليست‏ ‏هذه‏ ‏هي‏ ‏المرة‏ ‏الوحيدة‏ ‏التي‏ ‏يعلن‏ ‏الله‏ ‏إرادته‏ ‏فيها‏ ‏إلي‏ ‏يوسف‏ ‏عن‏ ‏طريق‏ ‏الأحلام‏. ‏فعندما‏ ‏اكتشف‏ ‏يوسف‏ ‏أن‏ ‏مريم‏ ‏حبلي‏* ‏وهو‏ ‏يعلم‏ ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏الحبل‏ ‏ليس‏ ‏منه‏ ‏لأنه‏ ‏لم‏ ‏يسمها‏* ‏شك‏ ‏في‏ ‏أمرها‏ ‏وإذ‏ ‏كان‏ ‏يوسف‏ ‏رجلها‏ ‏بارا‏* ‏ولم‏ ‏يشأن‏ ‏أن‏ ‏يشهر‏ ‏أمرها‏* ‏أراد‏ ‏أن‏ ‏يخلي‏ ‏سبيلها‏ ‏سرا‏* ‏ولكنه‏ ‏فيما‏ ‏كان‏ ‏يفكر‏ ‏في‏ ‏ذلك‏* ‏إذا‏ ‏ملاك‏ ‏الرب‏ ‏قد‏ ‏ظهر‏ ‏له‏ ‏في‏ ‏حلم‏ ‏قائلا‏: ‏يا‏ ‏يوسف‏ ‏بن‏ ‏داود‏* ‏لا‏ ‏تخف‏ ‏أن‏ ‏تستبقي‏ ‏مريم‏ ‏امرأتك‏* ‏لأن‏ ‏الذي‏ ‏سيولد‏ ‏منها‏ ‏إنما‏ ‏هو‏ ‏من‏ ‏روح‏ ‏القدس‏* ‏وستلد‏ ‏ابنا‏ ‏وتسميه‏ ‏يسوع‏* ‏لأنه‏ ‏هو‏ ‏الذي‏ ‏يخلص‏ ‏شعبه‏ ‏من‏ ‏خطاياهم‏ (‏متي‏ 1: 18-21). ‏ثم‏ ‏إنه‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏دخلت‏ ‏العائلة‏ ‏المقدسة‏ ‏أرض‏ ‏مصر‏* ‏وأقامت‏ ‏فيها‏ ‏نحو‏ ‏أربع‏ ‏سنوات‏* ‏علي‏ ‏ما‏ ‏تدلنا‏ ‏مصادرنا‏ ‏التاريخية‏ ‏الكنسية‏* ‏وكان‏ ‏هيردوس‏ ‏قد‏ ‏مات‏ ‏فلما‏ ‏مات‏ ‏هيردوس‏* ‏إذا‏ ‏ملاك‏ ‏الرب‏ ‏يظهر‏ ‏في‏ ‏حلم‏ ‏ليوسف‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏قائلا‏: ‏قم‏ ‏وخذ‏ ‏الصبي‏ ‏وأمه‏* ‏واذهب‏ ‏إلي‏ ‏أرض‏ ‏إسرائيل‏* ‏فقد‏ ‏مات‏ ‏الذين‏ ‏كانوا‏ ‏يبتغون‏ ‏قتل‏ ‏الصبي‏ (‏متي‏ 2: 19: 20). ‏ولغير‏ ‏يوسف‏ ‏النجار‏ ‏كان‏ ‏الله‏ ‏يعلن‏ ‏إرادته‏ ‏لعدد‏ ‏من‏ ‏أنبيائه‏ ‏وقديسيه‏ ‏عن‏ ‏طريق‏ ‏الأحلام‏. ‏من‏ ‏ذلك‏ ‏يوسف‏ ‏الصديق‏ ‏ابن‏ ‏يعقوب‏ ‏أبي‏ ‏الأسباط‏ ‏الذي‏ ‏عرف‏ ‏بأنه‏ ‏صاحب‏ ‏الأحلام‏ (‏التكوين‏ 37: 19) (‏التكوين‏ 37: 5* 6* 8* 9* 10* 20) (42: 9)* ‏ويعقوب‏ ‏أبوالأسباط‏ (‏التكوين‏ 31: 10* 11) ‏ودانيال‏ ‏النبي‏ (‏دانيال‏ 1: 17)* (7: 1)* ‏وسليمان‏ ‏الحكيم‏ (1‏الملوك‏ 3: 5* 15). ‏وقال‏ ‏الرب‏ ‏إن‏ ‏كان‏ ‏منكم‏ ‏نبي‏ ‏للرب‏ ‏فبالرؤيا‏ ‏أستعلن‏ ‏له‏ ‏في‏ ‏الحلم‏ ‏أكلمه‏ (‏العدد‏ 12: 6). ‏وقال‏ ‏الرب‏ ‏أيضا‏ ‏علي‏ ‏فم‏ ‏النبي‏ ‏يوئيل‏ ‏إني‏ ‏أسكب‏ ‏روحي‏ ‏علي‏ ‏كل‏ ‏بشر‏* ‏فيتنبأ‏ ‏بنوكم‏ ‏وبناتكم‏* ‏ويحلم‏ ‏شيوخكم‏ ‏أحلاما‏* ‏ويري‏ ‏شبابكم‏ ‏رؤي‏ (‏يوئيل‏ 2: 2* (‏أعمال‏ ‏الرسل‏ 2: 17). ‏

العائلة‏ ‏المقدسة‏ ‏تدخل‏ ‏مصر
خرج‏ ‏يوسف‏ ‏كأمر‏ ‏الملاك‏* ‏وخرجت‏ ‏معه‏ ‏سيدة‏ ‏الكل‏ ‏تمتطي‏ ‏حمارا‏ ‏وتحمل‏ ‏علي‏ ‏ذراعيها‏ ‏الرب‏ ‏يسوع‏* ‏ويوسف‏ ‏بجانبها‏ ‏يقود‏ ‏الحمار‏* ‏وتصحبهما‏ ‏سالومي‏. ‏وقد‏ ‏أجمعت‏ ‏كل‏ ‏التقاليد‏ ‏الشرقية‏ ‏والغربية‏ ‏علي‏ ‏أن‏ ‏مريم‏ ‏العذراء‏ ‏ركبت‏ ‏حمارا‏* ‏وسار‏ ‏يوسف‏ ‏إلي‏ ‏جانب‏ ‏الحمار‏ ‏ممسكا‏ ‏بمقوده‏ ‏حسب‏ ‏المتبع‏ ‏عادة‏ ‏في‏ ‏الشرق‏. ‏ولعل‏ ‏هذه‏ ‏هي‏ ‏الصورة‏ ‏التي‏ ‏قدمها‏ ‏سفر‏ ‏الخروج‏ ‏عن‏ ‏موسي‏ ‏النبي‏ ‏عندما‏ ‏رجع‏ ‏من‏ ‏بلاد‏ ‏المديانيين‏ ‏إلي‏ ‏مصر‏ ‏فأخذ‏ ‏موسي‏ ‏امرأته‏ ‏وبنيه‏ ‏وأركبهم‏ ‏علي‏ ‏الحمير‏* ‏ورجع‏ ‏إلي‏ ‏أرض‏ ‏مصر‏* ‏وأخذ‏ ‏عصا‏ ‏الله‏ ‏في‏ ‏يده‏ (‏الخروج‏ 4: 20). ‏
يظهر‏ ‏ذلك‏ ‏في‏ ‏ذكصولوجية‏ ‏محفوظة‏ ‏بمكتبة‏ ‏الفاتيكان‏ ‏يرد‏ ‏فيها‏ ‏فقام‏ ‏يوسف‏ ‏وأخذ‏ ‏العذراء‏* ‏والصبي‏ ‏معها‏. ‏وسالومي‏ ‏العجوز‏. ‏كما‏ ‏يظهر‏ ‏أيضا‏ ‏في‏ ‏كتاب‏ ‏الدفنار‏ ‏تحت‏ ‏يوم‏ 8 ‏من‏ ‏شهر‏ ‏بؤونة‏ ‏القبطي‏ ‏حيث‏ ‏تقال‏ ‏نفس‏ ‏العبارة‏ ‏باللحن‏ ‏الآدام‏* ‏ويذكر‏ ‏اسم‏ ‏سالومي‏ ‏مرة‏ ‏أخري‏ ‏في‏ ‏اللحن‏ ‏الواطس‏ ‏تحت‏ ‏نفس‏ ‏اليوم‏* ‏كما‏ ‏يرد‏ ‏هذا‏ ‏أيضا‏ ‏في‏ ‏ميمر‏ ‏البابا‏ ‏ثاؤفيلوس‏ ‏بطريرك‏ ‏الإسكندرية‏. ‏
خرج‏ ‏يوسف‏ ‏من‏ ‏أرض‏ ‏فلسطين‏ ‏متجها‏ ‏صوب‏ ‏مصر‏* ‏ولم‏ ‏يكن‏ ‏يعلم‏ ‏إلي‏ ‏أين‏ ‏يمضي‏ ‏فيها‏* ‏فكان‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏شبيها‏ ‏بأبينا‏ ‏إبراهيم‏ ‏الخليل‏ ‏الذي‏ ‏أطاع‏ ‏أمر‏ ‏الرب‏ ‏وترك‏ ‏أرضه‏ ‏وعشيرته‏ ‏وكل‏ ‏بيت‏ ‏أبيه‏ (‏التكوين‏ 12: 1) ‏وخرج‏ ‏وهو‏ ‏لا‏ ‏يعلم‏ ‏إلي‏ ‏أين‏ ‏يأتي‏ (‏العبرانيين‏ 11: . ‏
دخل‏ ‏المسيح‏ ‏الرب‏ ‏أرضنا‏ ‏الطاهرة‏ ‏علي‏ ‏ذراعي‏ ‏أم‏ ‏النور‏ ‏فتباركت‏ ‏بقدومه‏ ‏بلادنا‏. ‏وتم‏ ‏بذلك‏ ‏قول‏ ‏الوحي‏ ‏الإلهي‏ ‏وحي‏ ‏من‏ ‏جهة‏ ‏مصر‏. ‏هوذا‏ ‏الرب‏ ‏راكب‏ ‏علي‏ ‏سحابة‏ ‏سريعة‏ ‏وقادم‏ ‏إلي‏ ‏مصر‏* ‏فترتجف‏ ‏أوثان‏ ‏مصر‏ ‏من‏ ‏وجهه‏* ‏ويذوب‏ ‏قلب‏ ‏مصر‏ ‏في‏ ‏داخلها‏ (‏إشعياء‏ 19: 1). ‏
وقال‏ ‏آباء‏ ‏الكنيسة‏ ‏إن‏ ‏السحابة‏ ‏التي‏ ‏ركبها‏ ‏الرب‏ ‏في‏ ‏قدومه‏ ‏إلي‏ ‏مصر‏ ‏هي‏ ‏مريم‏ ‏العذراء‏* ‏لأن‏ ‏مريم‏ ‏هي‏ ‏في‏ ‏بياض‏ ‏السحابة‏ ‏وطهارتها‏ ‏ونقاوتها‏* ‏وفي‏ ‏خفتها‏ ‏ورقتها‏* ‏وسموها‏ ‏ورفعتها‏. ‏
جاء‏ ‏في‏ ‏كتاب‏ ‏الدفنار‏ ‏تحت‏ ‏اليوم‏ ‏الرابع‏ ‏والعشرين‏ ‏من‏ ‏بشنس‏ ‏طرح‏ ‏آدام‏: ‏أسبح‏ ‏الرب‏ ‏مخلصي‏* ‏وأمجد‏ ‏أمه‏ ‏العذراء‏* ‏السحابة‏ ‏الخفيفة‏ ‏التي‏ ‏نزلت‏ ‏إلي‏ ‏مصر‏* ‏أعني‏ ‏مريم‏ ‏العذراء‏ ‏القديسة‏* ‏وهي‏ ‏حاملة‏ ‏ربنا‏ ‏يسوع‏ ‏المسيح‏.










التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 06-03-2012, 09:44 AM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية عادل جبران
 

 

 
افتراضي




لماذا هرب السيد إلي مصر؟



1. لكي يتحقق بر القديس يوسف لانه كان باراً فيجب علية أن يتحمل الآلام.. وهي تعلمنا أن حياة الإنسان حلقة من الأفراح والصيقات. لما شك القديس يوسف في العذراء الحبلى أظهر له الرب ملاك ففرح، ولما ولد السيد فرح، لكن لما ثار هيرودس بسبب تجاهل المجوس تحمل الألأم وهرب إلى مصر...
2. لكي يؤكد حقيقة تجسدة: (انه أظهر منذ طفولته المبكرة عجائب لما حسب إنساناُ)
يوحنا ذهبي الفم.
3. لكي يعلمنا مبدأ هام هو الهروب من الشر (لآن النار لا تطفي بالنار بل بالماء) وأيضا الإتضاع
يوحنا ذهبي الفم.
4. مصر وبابل في كل الإنجيل رمز للوثنية والشر ففرعون مصر للترف ومحبة العالم، واكن بميلاد الرب أرسل لبابل المجوس أما مصر فباركها بنفسه... فتحولت اللعنة إلي بركة وتخزن بها النعم مثلما خزن بها يوسف القمح مصر كانت ملجأ لكثير من القديسين فلجأ أليها إبراهيم هرباً من المجاعة (تك10: 12-20)، وبنو يعقوب لطاب القمح، وهرب إليها يربعام الإفريمي طلباً للسلام فيها من وجه سليمان الملك... إذ قال الوحي "من مصر دعوت أبني" (هو 1: 11)، "مبارك شعبي مصر " (أش 19) ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم "هذه البركة تظهر في كيف صارت أرض مصر فردوسا ومنها خرج الشهداء والحركات الرهبانية وسكن فيها وفي بريتها الناسك... "
5. الهروب فيه صورة مسبقة للصليب: فإذا حل السيد المسيح بمصر هربت الشياطين و انهد مت الأوثان وحلت النعم فهي تذكار أو صورة مسبقة لدحر الشيطان في معركة الصليب...

قتل أطفال بيت لحم:
عبارة راحيل تبكي.. (أرميا) (زوجة يعقوب) لأن قبر راحيل في الرامة في بيت لحم فهي تبكي على أحفادها الذين قتلهم هيرودس.


لماذا سمح الرب بسبب ميلاده أن يموت هؤلاء وهو ملك السلام؟
أطفال بيت لحم ليسوا حادثة فقط لكنهم يمثلوا الكنيسة أو هم باكورة الكنيسة المنتصرة لأنهم عبروا إلي السماء (معمودية الدم)

لماذا عاد يوسف إلي الناصرة؟
1- بسبب خوفه من أرخيلاوس أبن هيرودس الذي تملك على اليهودية.
2- ولغرض الهي أن يسكن الرب في بلد ليست مشهورة لأن اليهود يعتزوا بالبلاد والأسباط ويفتخروا بها "هل من الناصرة يخرج شئ صالح "... يو، "فتش وانظر انه لم يقم نبي من الجليل "(يو 52: 7)
3- الناصرة اصلها العبري نأتزر natzer آي غصن غير أساسي، وهذا ما تنبأ عنه الأنبياء....
"ويخرج قضيب من جزع يسي وينبت غصن من أصوله" (أش 1: 11-2).
"وأقيم لداود غصن بر" (أر 5: 11، 15: 33).
"هانذا أتي بعبدي الغصن" (زك 8: 3)
"هوذا الرجل الغصن أسمه" (زك 12: 6).









التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 06-03-2012, 09:45 AM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية عادل جبران
 

 

 
افتراضي




مدة إقامة العائلة المقدسة فى مصر


يعتقد الكثيرين أن مدة إقامة العائلة المقدسة لا تتجاوز السنتين، وحتى المؤرخين أختلفوا فى تقدير مدة إقامة العائلة المقدسة فى مصر، فقدر بعضا منهم أن مدة إقامتهم فى مصر أنه سنة وقدرها آخرون بأنها سنتين، وغيرهم بثلاث سنوات، وآخرون بأربع سنوات (1)، وذهب بعض منهم إلى تقديرهم لهذه المدة بسبع سنوات (2).
والواضح من كلمات الإنجيل المقدس، وكذلك التقليد والمصادر الكنسية أن العائلة المقدسة هربت إلى مصر بعد زيارة المجوس للرب يسوع وتقديم هداياهم لهم، وانها تلقت الأمر بالعودة إلى إسرائيل بعد موت هيرودس الملك.
ويؤكد المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا (3) أن المدة تزيد عن ثلاث سنوات ونصف فقال: " وفى إعتقادنا أن المدة تزيد قليلاً على ثلاث سنوات وقد تبلغ أربع سنوات. "
كما تؤكد بعض المصادر الكنسية تنص على أن إقامة العائلة المقدسة فى مصر إلى أن تلقت الأمر الإلهى بالعودة إلى الوطن أستغرقت أكثر من ثلاث سنوات ونصف (4)، أو ثلاث سنوات وسبعة أشهر (5)، ولا بد أن رحلتها أستغرقت بضعة شهور أخرى منذ مغدرتهم جبل قسقام فى صعيد مصر حتى وصلت مسقط رأسهم فى الناصرة، وذلك فى الطريق الع**ى الذى سلكته من إسرائيل إلى قسقام وراجعة إلى بابليون مصر ومنها إلى الناصرة المدة التى أقامتها العائلة المقدسة فى جبل قسقام (الدير المحرق الان)

ومن الملاحظ أن المدة التى أقامت فيها العائلة المقدسة فى جبل قسقام حيث يقوم الآن الدير المحرق كانت طبقاً للمصادر الكنيسة القبطية هى ستة أشهر وعشرة أيام (6)* وذكرت بعض المصادر الشهور وأسقطت الأيام (7).


وفى بحث أورده المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمى ( قال:
"جاء فى ميمر البابا ثيؤفيلوس ال 23 قول السيدة العذراء تخاطبه:
"وبعد ذلك أقمنا مدة ياتوفيلس إلى تمام الستة شهور حيث كان د***نا هذا الموضع المقدس فى 7 من شهر برمودة، وقيامنا منه فى 6 من شهر باباة، اليوم الذى ظهر فيه ملاك الرب ليوسف وقال له قم وخذ الصبى وأمه ومضى بهما إلى أرض إسرائيل (9) ".. فإذا أحصينا الأيام أبتداء من 7 من برمودة حتى 6 من بابة كانت المدة اكثر من 6 أشهر لأنها تتخللها أيام النسئ (الشهر الصغير) وهى تبلغ 5 ايام فى السنوات البسيطة وستة ايام فى سنوات الكبيسة.

ويذكر المؤرخ المسلم المقريزى فى كتابه الخطط (2) (المتوفى سنة 845 ه أو 1441م) تحت أسم الدير المحرق فقال: " تزعم النصارى أن المسيح عليه السلام أقام فى موضعة ستة أشهر واياماً " وهذا يدل على منذ القرن الرابع عشر ويعرف المسيحيين ان السيد المسيح قد أقام فى الدير المحرق ستة اشهر وعدة ايام.
المراجع
(1) تاريخ الأمة القبطية، الحلقة الثانية - لجنة التاريخ القبطى - القاهرة 1935 ص 40 - مختصر تاريخ المة القبطية فى عصرى الوثنية والمسيحية لسليم سليمان ص 269 - وراجع الخطط للمقريزى الجزء الرابع (طبعة 1326 ه) ص 378 - وكذلك راجع القول الإبريزى للعلامة المقريزى ص 17.
(2) مقال الأب يعقوب موزر ص 233
(3) المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف عام للدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمى - فى كتاب الدير المحرق.. تاريخه، وصفه، وكل مشتملاته سنة 1992 م ص 89
(4) الدفنار تحت اليوم السادس من هاتور
MEINARDUS (O.) In the Steps p. 13.
(5) BUDGE (E. A. W.)* One Hundred and Ten Miracles.. etc.. (Translated from Ethiopic*) p* 145.
(6) كما سجل على اللوحة أو الحجر الذى وضعة يوسف النجار على قبر يوسى.
MEINARDUS (O.)Monk and Monasteries. p* 286
راجع أيضاً كتاب هروب السيد المسيح إلى مصر تأليف الأستاذ وليم باسيلى ص 108
(7) الميمر الثالث (للأنيا زخارياس أسقف سخا) فى كتاب ميامر وعجائب العذراء ص 78
( المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف عام للدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمى - فى كتاب الدير المحرق.. تاريخه، وصفه، وكل مشتملاته سنة 1992 م ص 90 - 91
(9) راجع ميمر البابا ثيئفيلوس - مخطوط رقم 9/ 14 بمكتبة مخطوطات دير المحرق.. ميامر وعجائب السيدة العذراء ص 98
M. JULLIEN. L'Egypte p. 242.
(10) الخطط المقريزية تأليف المقريزى - القاهرة 1326 ه - الجزء الرابع - ص 416









التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 06-03-2012, 09:45 AM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية عادل جبران
 

 

 
افتراضي




مسيرة‏ ‏العائلة‏ ‏المقدسة‏ ‏في‏ ‏أرض‏ ‏مصر

المتنيح الأنبا غريغوريوس




خرج‏ ‏يوسف‏ ‏من‏ ‏بيت‏ ‏لحم‏ ‏كأمر‏ ‏الملاك‏،‏وخرجت‏ ‏معه‏ ‏سيدتنا‏ ‏مريم‏ ‏تمتطي‏ ‏حمارا‏ ‏وتحمل‏ ‏علي‏ ‏ذراعيها‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏طفلا‏، ‏ويوسف‏ ‏بجانبها‏ ‏يمسك‏ ‏بمقود‏ ‏الحمار‏. ‏وكان‏ ‏لابد‏ ‏للعائلة‏ ‏المقدسة‏-‏وهي‏ ‏هاربة‏ ‏من‏ ‏شر‏ ‏هيرودس‏-‏أن‏ ‏لا‏ ‏تسلك‏ ‏الطرق‏ ‏المألوفة‏ ‏التي‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يسلكها‏ ‏المسافر‏ ‏من‏ ‏فلسطين‏ ‏إلي‏ ‏مصر‏. ‏
وتدلنا‏ ‏مصادرنا‏ ‏الكنسية‏ ‏التاريخية‏ ‏علي‏ ‏أن‏ ‏العائلة‏ ‏المقدسة‏ ‏دخلت‏ ‏مصر‏ ‏عن‏ ‏طريق‏ ‏صحراء‏ ‏سيناء‏ ‏من‏ ‏جهة‏ (‏الفرما‏) ‏بالقرب‏ ‏من‏ ‏بيلوزيوم‏PELUSIUM(‏تسمي‏ ‏الآن‏ ‏تينة‏) ‏الواقعة‏ ‏بين‏ ‏ميدينتي‏ ‏العريش‏ ‏وبورسعيد‏، ‏وأتوا‏ ‏أولا‏ ‏إلي‏ ‏مدينة‏(‏بسطة‏) ‏أو‏ ‏بوتستيس‏(‏وهي‏ ‏الآن‏ ‏تل‏ ‏بسطة‏) ‏بالقرب‏ ‏من‏ ‏الزقازيق‏، ‏وهناك‏ ‏أنبع‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏عين‏ ‏ماء‏. ‏وقد‏ ‏سقطت‏ ‏أصنام‏ ‏المدينة‏ ‏أمامه‏، ‏فلم‏ ‏يقبل‏ ‏الكهنة‏ ‏وأهل‏ ‏المدينة‏ ‏إقامة‏ ‏العائلة‏ ‏المقدسة‏ ‏في‏ ‏مدينتهم‏ ‏وأساءوا‏ ‏معاملتها‏، ‏فنزحت‏ ‏إلي‏ ‏إحدي‏ ‏ضواحيها‏، ‏وهناك‏ ‏وجدوا‏ ‏شجرة‏ ‏فمكثوا‏ ‏عندها‏ ‏أياما‏، ‏وغسلت‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏ملابس‏ ‏المسيح‏ ‏طفلا‏ ‏وأحمته‏، ‏فسمي‏ ‏المكان‏ ‏ب‏ (‏المحمة‏)، ‏وهي‏ ‏الآن‏ ‏بلدة‏ (‏مسطرد‏). ‏وقد‏ ‏ينيت‏ ‏فيما‏ ‏بعد‏ ‏كنيسة‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏المكان‏ ‏باسم‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏لا‏ ‏تزال‏ ‏قائمة‏ ‏إلي‏ ‏اليوم‏ ‏ويقصد‏ ‏إليها‏ ‏الزوار‏ ‏المصريون‏ ‏والأجانب‏. ‏وقد‏ ‏رجعت‏ ‏العائلة‏ ‏المقدسة‏ ‏إلي‏ (‏المحمة‏) ‏مرة‏ ‏أخري‏ ‏في‏ ‏طريق‏ ‏عودتها‏ ‏إلي‏ ‏فلسطين‏. ‏
ومن‏ ‏المحمة‏ ‏رحلت‏ ‏العائلة‏ ‏المقدسة‏ ‏إلي‏ (‏بلبيس‏). ‏ويري‏ ‏التقليد‏ ‏أن‏ ‏في‏ ‏بلبيس‏ ‏شجرة‏ ‏استظلت‏ ‏تحتها‏ ‏العائلة‏ ‏المقدسة‏. ‏ولذلك‏ ‏صارت‏ ‏تسمي‏ ‏بشجرة‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏، ‏يجلها‏ ‏المسيحيون‏ ‏والمسلمون‏ ‏علي‏ ‏السواء‏. ‏ويدفن‏ ‏المسلمون‏ ‏من‏ ‏حولها‏ ‏أمواتهم‏ ‏الأعزاء‏ ‏تبركا‏ ‏بهذه‏ ‏الشجرة‏. ‏ويروون‏ ‏أن‏ ‏عسكر‏ ‏نابوليون‏ ‏بونابرت‏(1769-1821) ‏م‏ ‏عندما‏ ‏مروا‏ ‏ببلبيس‏ ‏أرادوا‏ ‏أن‏ ‏يقتطعوا‏ ‏من‏ ‏هذه‏ ‏الشجرة‏ ‏خشبا‏ ‏يطبخون‏ ‏به‏ ‏طعامم‏. ‏فلما‏ ‏ضربوها‏ ‏بالفأس‏ ‏أول‏ ‏ضربة‏ ‏بدأت‏ ‏تدمي‏، ‏فارتعب‏ ‏العسكر‏ ‏ولم‏ ‏يجرؤوا‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏ ‏علي‏ ‏أن‏ ‏يمسوها‏. ‏ويقوم‏ ‏في‏ ‏هذه‏ ‏البقعة‏ ‏الآن‏ ‏جامع‏ ‏عثمان‏ ‏بن‏ ‏الحارس‏ ‏الأنصاري‏ ‏في‏ ‏وسط‏ ‏المدينة‏ ‏عند‏ ‏ملتقي‏ ‏شارع‏ ‏الأنصاري‏ ‏بشارع‏ ‏البغدادي‏. ‏
وتركت‏ ‏العائلة‏ ‏المقدسة‏ ‏بلبيس‏، ‏وذهبوا‏ ‏إلي‏ (‏منية‏ ‏جناح‏) ‏ومنها‏ ‏إلي‏ ‏ميت‏ ‏سمنود‏ ‏أو‏ (‏سمنود‏). ‏وكانت‏ ‏تعرف‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏القديمة‏ ‏باسم‏ (‏ذب‏ ‏نثر‏=‏هيكل‏ ‏الله‏) ‏والمعروف‏ ‏أن‏ ‏الكنيسة‏ ‏الحالية‏ ‏المكرسة‏ ‏باسم‏ (‏القديس‏ ‏أبانوب‏) ‏بنيت‏ ‏علي‏ ‏أنقاض‏ ‏كنيسة‏ ‏قديمة‏ ‏باسم‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏، ‏أقيمت‏ ‏علي‏ ‏نفس‏ ‏البقعة‏ ‏التي‏ ‏أقامت‏ ‏فيها‏ ‏العائلة‏ ‏المقدسة‏. ‏ويقول‏ ‏المسيحيون‏ ‏في‏ ‏سمنود‏ ‏إنه‏ ‏كان‏ ‏في‏ ‏وقت‏ ‏ما‏ ‏عند‏ ‏شرقية‏ ‏الكنيسة‏ ‏بئر‏ ‏أنبعه‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏بنفسه‏ ‏وباركه‏. ‏وبعد‏ ‏سمنود‏ ‏ذهبوا‏ ‏إلي‏ (‏البرلس‏) (‏المطلع‏)، ‏ثم‏ ‏عبروا‏ ‏الفرع‏ ‏السبنيتي‏ ‏للنيل‏ ‏إلي‏ ‏الجهة‏ ‏الغربية‏ ‏حيث‏ (‏سخا‏ ‏إيوس‏) ‏وهي‏ (‏سخا‏) ‏الحالية‏ ‏في‏ ‏مركز‏ ‏كفر‏ ‏الشيخ‏، ‏وقديما‏ ‏كانت‏ ‏تسمي‏ (‏خاست‏). ‏وهناك‏ ‏أثر‏ ‏قيل‏ ‏إنه‏ ‏حجر‏ ‏من‏ ‏قاعدة‏ ‏عمود‏ ‏وقف‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏عليه‏، ‏فانطبع‏ ‏أثر‏ ‏قدميه‏ ‏علي‏ ‏الحجر‏ ‏فسمي‏ ‏المكان‏ (‏كعب‏ ‏يسوع‏). ‏وكان‏ ‏الناس‏ ‏يأتون‏ ‏من‏ ‏الأقاليم‏ ‏البعيدة‏ ‏والبلاد‏ ‏المجاورة‏ ‏ويضعون‏ ‏في‏ ‏موضع‏ ‏القدم‏ ‏زيتا‏ ‏ويحملونه‏ ‏إلي‏ ‏أرضهم‏ ‏وينتفعون‏ ‏به‏ ‏كثيرا‏. ‏وقد‏ ‏بنيت‏ ‏في‏ ‏نفس‏ ‏البقعة‏ ‏كنيسة‏ ‏باسم‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏وبجوارها‏ ‏مغطس‏. ‏ويضم‏ ‏الكنيسة‏ ‏والمغطس‏ ‏دير‏ ‏ظل‏ ‏عامرا‏ ‏بالرهبان‏ ‏إلي‏ ‏نهاية‏ ‏القرن‏ ‏الثاني‏ ‏عشر‏ ‏الميلادي‏، ‏سمي‏ ‏بدير‏ ‏المغطس‏ ‏ذكره‏ ‏الشيخ‏ ‏المؤتمن‏ ‏أبو‏ ‏المكارم‏ ‏سعدالله‏ ‏بن‏ ‏جرجس‏ ‏بن‏ ‏مسعود‏ ‏أنه‏ ‏في‏ ‏جهة‏ ‏منية‏ ‏طانة‏ ‏بالغربية‏.




ثم‏ ‏سارت‏ ‏العائلة‏ ‏المقدسة‏ ‏إلي‏ ‏الغرب‏ ‏في‏ ‏مقابل‏ (‏وادي‏ ‏النطروي‏) ‏وهو‏ ‏الذي‏ ‏صار‏ ‏فيما‏ ‏بعد‏ ‏عامرا‏ ‏بالأديرة‏ ‏والرهبان‏. ‏
بعد‏ ‏ذلك‏ ‏اتجهت‏ ‏العائلة‏ ‏المقدسة‏ ‏إلي‏ (‏أون‏) ‏أو‏ (‏عين‏ ‏شمس‏) ‏في‏ ‏المكان‏ ‏المعروف‏ ‏حاليا‏ ‏ب‏ (‏المطرية‏) ‏وقد‏ ‏كانت‏ ‏مشهورة‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏القديمة‏ ‏بجامعتها‏ ‏العريقة‏. ‏واستظلوا‏ ‏تحت‏ ‏شجرة‏ ‏تعرف‏ ‏إلي‏ ‏اليوم‏ (‏بشجرة‏ ‏مريم‏). ‏وهناك‏ ‏أنبع‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏عين‏ ‏ماء‏ ‏وشرب‏ ‏منه‏ ‏وباركه‏، ‏وغسلت‏ ‏فيه‏ ‏العذراء‏ ‏ملابسه‏ ‏وصبت‏ ‏غسالتها‏ ‏علي‏ ‏الأرض‏، ‏فنبت‏ ‏في‏ ‏تلك‏ ‏البقعة‏ ‏نبات‏ ‏عطري‏ ‏ذو‏ ‏رائحة‏ ‏جميلة‏ ‏هو‏ ‏البلسم‏ ‏أو‏ ‏البلسان‏، ‏يستخدمونه‏ ‏في‏ ‏صنع‏ ‏الميرون‏، ‏وبعد‏ ‏تقديسه‏ ‏بالصلوات‏ ‏يستعملونه‏ ‏في‏ ‏تدشين‏ ‏الكنائس‏ ‏ومشتملاتها‏، ‏وفي‏ ‏الطقوس‏ ‏الدينية‏ ‏الأخري‏. ‏
ومن‏ ‏هناك‏ ‏ساروا‏ ‏جنوبا‏ ‏إلي‏ (‏الفسطاط‏) ‏في‏ ‏المنطقة‏ ‏المعروفة‏ ‏ب‏ (‏بابيلون‏) ‏مصر‏ ‏القديمة‏، ‏وسكنوا‏ ‏المغارة‏ ‏التي‏ ‏توجد‏ ‏الآن‏ ‏بكنيسة‏ ‏القديس‏ ‏سرجيوس‏ ‏أو‏ (‏أبي‏ ‏سرجه‏) ‏ويبلغ‏ ‏طول‏ ‏المغارة‏ ‏عشرين‏ ‏قدما‏ ‏وعرضها‏ ‏خمسة‏ ‏عشر‏ ‏قدما‏، ‏وليست‏ ‏بها‏ ‏نوفذ‏. ‏وتعد‏ ‏الكنيسة‏ ‏من‏ ‏أقدم‏ ‏الكنائس‏ ‏التي‏ ‏بنيت‏ ‏في‏ ‏مصر‏. ‏وقد‏ ‏تهدمت‏ ‏فيما‏ ‏بعد‏، ‏فقام‏ ‏بترميمها‏ ‏نحو‏ ‏سنة‏1073‏م‏ ‏ابن‏ ‏السرور‏ ‏يوحنا‏ ‏بن‏ ‏يوسف‏، ‏المعروف‏ ‏بابن‏ ‏الأبح‏، ‏كاتم‏ ‏سر‏ ‏الخليفة‏ ‏المستنصر‏ ‏الفاطمي‏ (1036-1094) -‏ويبدو‏ ‏أنهم‏ ‏لم‏ ‏يستطيعوا‏ ‏البقاء‏ ‏في‏ ‏بابيلون‏ ‏إلا‏ ‏أياما‏ ‏قلائل‏ ‏لا‏ ‏تزيد‏ ‏عن‏ ‏أسبوع‏ ‏نظرا‏ ‏لأن‏ ‏الأوثان‏ ‏تحطمت‏ ‏أمام‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏وهربت‏ ‏منها‏ ‏شياطينها‏، ‏الأمر‏ ‏الذي‏ ‏أثار‏ ‏والي‏ ‏الفسطاط‏، ‏فأراد‏ ‏قتل‏ ‏الصبي‏ ‏يسوع‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏تبين‏ ‏أنه‏ ‏بسببه‏ ‏حدث‏ ‏للأصنام‏ ‏ما‏ ‏حدث‏، ‏فسارت‏ ‏العائلة‏ ‏المقدسة‏ ‏إلي‏ (‏منف‏) ‏أو‏ ‏منفس‏Memphis‏وكانت‏ ‏عاصمة‏ ‏مصر‏ ‏قديما‏،‏واسمها‏ (‏من‏ ‏نفر‏)-‏ومعناها‏ (‏المقبرة‏ ‏الجميلة‏-‏أو‏ ‏الميناء‏ ‏الجميل‏).
وأقلعت‏ ‏العائلة‏ ‏المقدسة‏ ‏إلي‏ ‏الصعيد‏ ‏في‏ ‏مركب‏ ‏شراعي‏ ‏بالنيل‏ ‏من‏ ‏البقعة‏ ‏القائمة‏ ‏عليها‏ ‏الآن‏ ‏كنيسة‏ ‏العذراء‏ ‏ب‏ (‏المعادي‏). ‏ثم‏ ‏جاءوا‏ ‏إلي‏ ‏بقعة‏ ‏شرقي‏ (‏البهنسا‏) ‏بمركز‏ ‏بني‏ ‏مزار‏ ‏تسمي‏ (‏أباي‏ ‏إيسوس‏) ‏أي‏ (‏بيت‏ ‏يسوع‏)،‏أقاموا‏ ‏فيها‏ ‏أربعة‏ ‏أيام‏. ‏كما‏ ‏يروي‏ ‏القديس‏ ‏قرياقوس‏ ‏أسقف‏ ‏البهنسا‏ ‏في‏ ‏عظة‏ ‏له‏ ‏باللغة‏ ‏القبطية‏ ‏وجدت‏ ‏مكتوبة‏ ‏علي‏ ‏ورق‏ ‏البردي‏. ‏وبنيت‏ ‏فيها‏ ‏كنيسة‏. ‏وفي‏ ‏القرن‏ ‏الخامس‏ ‏للميلاد‏ ‏زاد‏ ‏عدد‏ ‏كنائسها‏ ‏عن‏ ‏اثنتي‏ ‏عشرة‏ ‏كنيسة‏ ‏وكان‏ ‏بها‏ ‏أديرة‏ ‏كثيرة‏ ‏للرجال‏ ‏بلغ‏ ‏عدد‏ ‏رهبانها‏ ‏عشرة‏ ‏آلاف‏ ‏راهب‏، ‏وأديرة‏ ‏للبنات‏ ‏قدر‏ ‏عدد‏ ‏راهباتها‏ ‏باثنتي‏ ‏عشرة‏ ‏ألف‏ ‏راهبة‏. ‏
ثم‏ ‏عبروا‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏ ‏النيل‏ ‏إلي‏ ‏شاطئه‏ ‏الشرقي‏ ‏وجاءوا‏ ‏إلي‏ ‏المنطقة‏ ‏المعروفة‏ ‏ب‏ (‏جبل‏ ‏الطير‏) ‏بالقرب‏ ‏من‏ (‏سمالوط‏). ‏ويروي‏ ‏أبو‏ ‏المكارم‏ ‏أنهم‏، ‏وهم‏ ‏في‏ ‏النيل‏، ‏كادت‏ ‏صخرة‏ ‏كبيرة‏ ‏من‏ ‏الجبل‏ ‏أن‏ ‏تسقط‏ ‏عليهم‏، ‏وذلك‏ ‏بفعل‏ ‏امرأة‏ ‏ساحرة‏، ‏فذعرت‏ ‏مريم‏ ‏العذراء‏، ‏لكن‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏مد‏ ‏يده‏ ‏ومنع‏ ‏الصخرة‏ ‏من‏ ‏السقوط‏، ‏فامتنعت‏، ‏وانطبعت‏ ‏كفه‏ ‏علي‏ ‏الصخر‏ ‏وصار‏ ‏الجبل‏ ‏لذلك‏ ‏يعرف‏ ‏أيضا‏ ‏ب‏ (‏جبل‏ ‏الكف‏) ‏والكنيسة‏ ‏التي‏ ‏بنتها‏ ‏فيما‏ ‏بعد‏ ‏الملكة‏ ‏هيلانة‏ ‏باسم‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏صارت‏ ‏تعرف‏ ‏بكنيسة‏ (‏سيدة‏ ‏الكهف‏). ‏
ومن‏ ‏جبل‏ ‏الطير‏ ‏رحلت‏ ‏العائلة‏ ‏المقدسة‏ ‏إلي‏ (‏الأشمونين‏) ‏بمركز‏ ‏ملوي‏ ‏علي‏ ‏بعد‏300‏كيلو‏ ‏متر‏ ‏جنوبي‏ ‏القاهرة‏. ‏وكان‏ ‏اسمها‏ ‏بالمصرية‏ ‏القديمة‏ (‏خمنو‏) ‏أي‏ (‏ثمانية‏) ‏وذلك‏ ‏بالنظر‏ ‏إلي‏ ‏عدد‏ ‏آلهتها‏ (‏الثمانية‏) ‏وأكبرهم‏ (‏تحوت‏) ‏المرموز‏ ‏إليه‏ ‏بطائر‏ ‏اللقلق‏. ‏وقد‏ ‏تطورت‏ ‏الكلمة‏ ‏فصارت‏ ‏تكتب‏ ‏بالقبطية‏ (‏شمون‏). ‏ولما‏ ‏كانت‏ ‏المدينة‏ ‏القديمة‏ ‏قد‏ ‏اندثرت‏ ‏وحلت‏ ‏محلها‏ ‏مدينة‏ ‏أخري‏ ‏بنفس‏ ‏الاسم‏، ‏لذلك‏ ‏سميت‏ ‏المدينة‏ ‏الجديدة‏ (‏أشمونين‏) ‏أي‏ ‏أشمون‏ ‏الثانية‏. ‏وفي‏ ‏العهد‏ ‏اليوناني‏ ‏البطلمي‏ ‏سميت‏ (‏هيرموبوليس‏Hermopolis) ‏ويقول‏ ‏المؤرخ‏ ‏سوزومينوس‏ ‏الذي‏ ‏عاش‏ ‏في‏ ‏النصف‏ ‏الأول‏ ‏من‏ ‏القرن‏ ‏الخامس‏ ‏في‏ ‏كتابه‏ (‏تاريخ‏ ‏الكنيسة‏) ‏يقال‏ ‏إنه‏ ‏كان‏ ‏في‏ ‏الأشمونين‏ ‏شجرة‏ ‏تسمي‏ ‏بيرسيا‏ (Persis) ‏وهي‏ ‏من‏ ‏نوع‏ ‏شجر‏ ‏الغار‏ ‏وقيل‏ ‏إنها‏ ‏من‏ ‏شجرة‏ ‏اللبخ‏-‏وفي‏ ‏اللحظة‏ ‏التي‏ ‏اقترب‏ ‏فيها‏ ‏المسيح‏ ‏من‏ ‏باب‏ ‏المدينة‏ ‏انحنت‏ ‏الشجرة‏ ‏إلي‏ ‏الأرض‏ ‏علي‏ ‏الرغم‏ ‏من‏ ‏علوها‏... ‏وفي‏ ‏نفس‏ ‏الوقت‏ ‏انكفأت‏ ‏جميع‏ ‏أوثان‏ ‏مصر‏ ‏علي‏ ‏وجوهها‏... ‏وفي‏ ‏الأشمونين‏ ‏أقام‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏الموتي‏ ‏وأخرج‏ ‏الشياطين‏ ‏من‏ ‏كثيرين‏، ‏وجعل‏ ‏العرج‏ ‏يمشون‏، ‏والعمي‏ ‏يسمعون‏، ‏والخرس‏ ‏يتكلمون‏، ‏والبرص‏ ‏يطهرون‏. ‏وفي‏ ‏كلمة‏ ‏واحدة‏ ‏إنه‏ ‏صنع‏ ‏هناك‏ ‏كل‏ ‏العجائب‏. ‏
ومن‏ ‏الأشمونين‏ ‏ذهبت‏ ‏العائلة‏ ‏المقدسة‏ ‏إلي‏ ‏قرية‏ ‏تسمي‏ (‏فيليس‏) philes‏أو‏phylace‏وهي‏ ‏الآن‏ (‏ديروط‏ ‏الشريف‏) ‏وتبعد‏ ‏عن‏ ‏الأشمونين‏ ‏جنوبا‏ ‏بنحو‏ ‏عشرين‏ ‏كيلو‏ ‏مترا‏، ‏وهي‏ ‏أيضا‏ ‏علي‏ ‏الضفة‏ ‏اليسري‏ ‏للنيل‏، ‏وأقاموا‏ ‏في‏ ‏هذه‏ ‏القرية‏ ‏أياما‏، ‏ثم‏ ‏اتجهوا‏ ‏إلي‏ ‏القوصية‏ ‏القديمة‏ (‏وكانت‏ ‏تسمي‏ ‏بالمصرية‏ ‏القديمة‏ ‏قوست‏) ‏فلم‏ ‏يرحب‏ ‏أهلها‏ ‏بهم‏ ‏وطردوهم‏، ‏وذلك‏ ‏عندما‏ ‏رأوا‏ ‏معبودهم‏ ‏سقط‏ ‏وتحطم‏، ‏وهو‏ ‏تمثال‏ ‏البقرة‏ ‏حاتحور‏ ‏التي‏ ‏ترمز‏ ‏للإلهة‏ ‏إيريس‏. ‏فهربت‏ ‏العائلة‏ ‏المقدسة‏ ‏إلي‏ ‏قرية‏ (‏ميرة‏) ‏علي‏ ‏بعد‏8‏كيلو‏ ‏مترات‏ ‏شرقي‏ (‏نزالي‏ ‏جنوب‏) ‏وهي‏ ‏الآن‏ (‏مير‏)، ‏ومنها‏ ‏إلي‏ ‏جبل‏ ‏قسقام‏ ‏حيث‏ ‏يقوم‏ ‏الآن‏ ‏دير‏ ‏السيدة‏ ‏العذراء‏ ‏الشهير‏ ‏بالمحرق‏ ‏ويبعد‏ ‏نحو‏12‏اثني‏ ‏عشر‏ ‏كيلو‏ ‏مترا‏ ‏غرب‏ ‏بلدة‏ ‏القوصية‏ ‏الحالية‏ ‏التي‏ ‏تقع‏ ‏في‏ ‏محافظة‏ ‏أسيوط‏ ‏علي‏ ‏بعد‏327‏كيلو‏ ‏مترا‏ ‏جنوبي‏ ‏القاهرة‏، 48‏كيلو‏ ‏مترا‏ ‏شمال‏ ‏مدينة‏ ‏أسيوط‏.
وفي‏ ‏دير‏ (‏المحرق‏)، ‏وفي‏ ‏الجهة‏ ‏الغربية‏ ‏منه‏ ‏توجد‏ ‏الكنيسة‏ ‏الأثرية‏، ‏وتعد‏ ‏أقدم‏ ‏كنيسة‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏كلها‏. ‏وهيكلها‏ ‏هو‏ ‏نفس‏ ‏المغارة‏ ‏التي‏ ‏سكنتها‏ ‏العائلة‏ ‏المقدسة‏ ‏وأقامت‏ ‏فيها‏ ‏ستة‏ ‏أشهر‏ ‏وعشرة‏ ‏أيام‏، ‏وهي‏ ‏أطول‏ ‏مدة‏ ‏أقامتها‏ ‏العائلة‏ ‏المقدسة‏ ‏في‏ ‏رحلتها‏ ‏التي‏ ‏تنقلت‏ ‏فيها‏ ‏من‏ ‏مكان‏ ‏إلي‏ ‏آخر‏. ‏ويقول‏ ‏المؤرخ‏ ‏المقريزي‏ ‏تحت‏ ‏اسم‏ (‏الدير‏ ‏المحرق‏) (‏تزعم‏ ‏النصاري‏ ‏أن‏ ‏المسيح‏ ‏عليه‏ ‏السلام‏ ‏أقام‏ ‏في‏ ‏موضعه‏ ‏ستة‏ ‏أشهر‏ ‏وأياما‏). ‏
وتجمع‏ ‏كل‏ ‏المصادر‏ ‏التاريخية‏ ‏والكنسية‏ ‏علي‏ ‏أن‏ ‏منطقة‏ ‏دير‏ ‏المحرق‏ ‏في‏ ‏جبل‏ ‏قسقام‏ ‏هي‏ ‏آخر‏ ‏بقعة‏ ‏في‏ ‏صعيد‏ ‏مصر‏ ‏بلغتها‏ ‏العائلة‏ ‏المقدسة‏ ‏في‏ ‏رحلتها‏ ‏التاريخية‏ ‏من‏ ‏الشمال‏ ‏إلي‏ ‏الجنوب‏، ‏وأن‏ ‏هناك‏ ‏رأي‏ ‏القديس‏ ‏يوسف‏ ‏النجار‏ ‏خطيب‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏الحلم‏ ‏الذي‏ ‏أعلمه‏ ‏فيه‏ ‏الملاك‏ ‏بموت‏ ‏هيرودس‏ ‏الملك‏، ‏وأمره‏ ‏أن‏ ‏يعود‏ ‏إلي‏ ‏فلسطين‏ (‏فلما‏ ‏مات‏ ‏هيرودس‏، ‏إذ‏ ‏ملاك‏ ‏الرب‏ ‏يظهر‏ ‏في‏ ‏حلم‏ ‏ليوسف‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏قائلا‏: ‏قم‏ ‏وخذ‏ ‏الصبي‏ ‏وأمه‏ ‏وأذهب‏ ‏إلي‏ ‏أرض‏ ‏إسرائيل‏، ‏فقد‏ ‏مات‏ ‏الذين‏ ‏كانوا‏ ‏يبتغون‏ ‏قتل‏ ‏الصبي‏ (‏الإنجيل‏ ‏متي‏2: 19-21). ‏
وهذا‏ ‏بالطبع‏ ‏لا‏ ‏يمنع‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏العائلة‏ ‏المقدسة‏، ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏تلقت‏ ‏في‏ ‏جبل‏ ‏قسقام‏ ‏الأمر‏ ‏بالرجوع‏ ‏إلي‏ ‏أرض‏ ‏فلسطين‏ ‏قد‏ ‏سلكت‏ ‏في‏ ‏عودتها‏ ‏طريقا‏ ‏انحرف‏ ‏بها‏ ‏إلي‏ ‏الجنوب‏ ‏قليلا‏ ‏حتي‏ ‏جبل‏ ‏أسيوط‏. ‏فقد‏ ‏كانت‏ ‏أسيوط‏ ‏آنذاك‏ ‏مرسي‏ ‏سفن‏ ‏وكان‏ ‏لابد‏ ‏للعائلة‏ ‏المقدسة‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏تذهب‏ ‏جنوبا‏ ‏إلي‏ ‏أسيوط‏ ‏حتي‏ ‏يستقلوا‏ ‏المركب‏ ‏التي‏ ‏تعود‏ ‏بهم‏ ‏إلي‏ ‏الشمال‏. ‏وهناك‏ ‏تقليد‏ ‏شفاهي‏ ‏يروي‏ ‏أنها‏ ‏اختبأت‏ ‏وقتا‏ ‏ما‏ ‏في‏ ‏مغارة‏ ‏بجبل‏ ‏أسيوط‏ ‏وهي‏ ‏المشهورة‏ ‏الآن‏ ‏بدير‏ ‏العذراء‏ ‏بجبل‏ ‏أسيوط‏، ‏والمعروف‏ ‏أن‏ ‏العائلة‏ ‏المقدسة‏ ‏كانت‏ ‏هاربة‏ ‏ومطاردة‏ ‏ولم‏ ‏تكن‏ ‏ظروفها‏ ‏ميسرة‏ ‏حتي‏ ‏تسلك‏ ‏في‏ ‏سيرها‏ ‏طريقا‏ ‏مستقيما‏، ‏فلابد‏ ‏أنها‏ ‏عرجت‏ ‏علي‏ ‏بضع‏ ‏أماكن‏ ‏أخري‏ ‏غير‏ ‏التي‏ ‏ذكرناها‏ ‏تقتضيها‏ ‏رحلتها‏ ‏المحوطة‏ ‏بظروف‏ ‏شاقة‏ ‏غير‏ ‏طبيعية‏. ‏
مدة‏ ‏إقامة‏ ‏العائلة‏ ‏المقدسة‏ ‏في‏ ‏مصر‏: ‏
وقد‏ ‏اختلفت‏ ‏المؤرخون‏ ‏في‏ ‏تقدير‏ ‏المدة‏ ‏التي‏ ‏أقامتها‏ ‏العائلة‏ ‏المقدسة‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏وفي‏ ‏اعتقادنا‏ ‏أن‏ ‏المدة‏ ‏تزيد‏ ‏قليلا‏ ‏علي‏ ‏ثلاث‏ ‏سنوات‏ ‏ونصف‏، ‏وقد‏ ‏تصل‏ ‏إلي‏ ‏أربع‏ ‏سنوات‏. ‏ذلك‏ ‏أن‏ ‏بعض‏ ‏المصادر‏ ‏تنص‏ ‏علي‏ ‏أن‏ ‏إقامة‏ ‏العائلة‏ ‏المقدسة‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏استغرقت‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏ثلاث‏ ‏سنوات‏ ‏ونصف‏، ‏أو‏ ‏ثلاث‏ ‏سنوات‏ ‏وسبعة‏ ‏أشهر‏. ‏ولابد‏ ‏أن‏ ‏استغرقت‏ ‏رحلة‏ ‏العودة‏ ‏بضعة‏ ‏شهور‏ ‏أخري‏ ‏منذ‏ ‏أن‏ ‏غادرت‏ ‏جبل‏ ‏قسقام‏ ‏حتي‏ ‏وصلت‏ ‏أرض‏ ‏فلسطين‏، ‏في‏ ‏الطريق‏ ‏الع**ي‏ ‏الذي‏ ‏سلكته‏ ‏من‏ ‏فلسطين‏ ‏إلي‏ ‏قسقام‏. ‏
وبعد‏، ‏أليس‏ ‏هذا‏ ‏شرفا‏ ‏اختص‏ ‏الله‏ ‏به‏ ‏مصر‏ ‏وحدها‏ ‏من‏ ‏دون‏ ‏بلاد‏ ‏العالم‏ ‏كلها‏، ‏بأن‏ ‏يلجأ‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏إليها‏ ‏وأمه‏ ‏العذراء‏ ‏القديسة‏ ‏مريم؟إنه‏ ‏حقا‏ ‏شرف‏ ‏عظيم‏ ‏وبركة‏ ‏جزيلة‏. ‏أليس‏ ‏هذا‏ ‏هو‏ ‏قول‏ ‏الوحي‏ ‏الإلهي‏ ‏في‏ ‏الكتاب‏ ‏المقدس مبارك‏ ‏شعبي‏ ‏مصر (إشعياء 25: 19).









التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 06-03-2012, 09:46 AM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية عادل جبران
 

 

 
افتراضي




مصادر رحلة العائله المقدسه إلى أرض مصر


التقليد القديم المتداول من جيل إلى جيل في الكنيسة يروى أن العائلة المقدسة حلت بموضعها المقدس في أثناء هروبها في أرض مصر من وجه هيرودس الظالم ومنها أخذت مركباً في النيل إلى الصعيد.
وبالبحث عن كتبة الميامر التي تتناول مجيء العائلة المقدسة إلى أرض مصر،
وجدنا منهم ثلاث تناولوا لهذه الرحلة في ربوع مصر، وهم حسب الترتيب الزمني:

الأول: البابا ثاوفيلس الإسكندري البطريرك (23) 385 – 412م
كتب الرحلة حسب رؤية رآها، وقد ترجم ميمره من القبطية إلى العربية في عهد القمص يعقوب رئيس دير السيدة المعروف بدير المحرق في 18 نوفمبر سنة 1284م

الثاني: أنبا هرياقوص (وينطق أيضاً قرياقوس) أسقف البهنسا
عاش في النصف الثاني من القرن السابع الميلادي. هذا الأب الأسقف كتب ميمران عن العائلة المقدسة. الأول ميمر حلول السيدة العذراء وابنها الحبيب بجبل القوصية المعروف الآن بدير المحرق، يقرأ في السابع من شهر برمودة والثاني ميمر مجيء العائلة المقدسة إلى أرض مصر وإقامتهم بدير بي ايسوس الذي تفسيره بيت يسوع، شرقي البهنسا (وهي اليوم دير الجرنوس بمركز مغاغة بمحافظة المنيا)، يقرأ في 25 بشنس

الثالث: أنبا زخارياس أسقف سخا
وكان من أولاد البابا سيمون الأول البطريرك (42) 692 – 700 م كتب ميمر مجيء العائلة المقدسة إلى أرض مصر، وهو الذي يقرأ في 24 بشنس
هذه الميامر كتبت أصلاً باللغة القبطية، ثم فقدت أصولها القبطية وبقيت لنا ترجماتها باللغة العربية،
وهي التي عنها الآن ننقل ونبحث.
وبقي أن نبحث في المصادر التاريخية الأخرى اللاحقة والتي تكلمت عن رحلة العائلة المقدسة إلى أرض مصر. ويوجد لدينا منها في هذا مصدران تاريخيان هما:

موهوب بن منصور بن مفرج الاسكندراني
هو أحد كتبة ومكملي كتاب " سير البيعة المقدسة"، والمعروف حالياً باسم " تاريخ البطاركة " وذكر الكنيسه في اثناء كتابة سيرة البابا كيرلس الثاني البطريرك (67)، وفي خاتمة هذه السيرة ذكر لنا هذا المؤرخ كشفاً بالمزارات وآثار العائلة المقدسة التي زارها ورآها في أيامه، فقال عنها " وأنا أذكر ما رايته وتباركت منه: …. واثارات سيدنا المسيح ووالدته السيدة مرتمريم العذرى القديسة في عدة مواضع بأرض مصر .. كنيستها بالمرتوتي"


أبو المكارم سعد الله بن جرجس بن مسعود:
عاش هذا المؤرخ في النصف الثاني من القرن الثاني عشر، وإلى بدايات القرن الثالث عشر الميلادي. وله كتاب مهم عن " الكنائس والديارة "وكتب فيه عما كان يعرفه عن هذه الكنيسة في عهده، وقال:
" البستان المعروف بالعدوية ومنية السودان …. بيعة السيدة الطاهرة مرتمريم المعروفة بالمرتوتي داخلة قبة. وكانت في القدم معبد لبني إسرائيل لما كانوا في العبودية بأرض مصر.. ولما ورد سيدنا يسوع المسيح إلى مصر ووالدته بالجسد ستنا السيدة العذرى الطاهرة والشيخ البار يوسف النجار من الشام جلسوا في هذا المكان الذي فيه صورة السيدة، الآن قبالة المذبح المقدس، وانشاها القبط على اسم السيدة. فاما انها عرفت بالمرتوتي وهي لفظة بالرومي: متيرتا، اعني أم الله الكلمة"
هذان هما المصدران الوحيدان القديمان عن مجيء العائلة المقدسة إلى موضع الكنيسة. ويوجد مصدر ثالث قديم وإن كان لا يتكلم لنا صراحة عن مجيء العائلة المقدسة إليها، إلا أنه يشير بطرف خفى إلى عتبة مكان مقدس بها موضع تقدير وتقديس بها.

المراجع
1. الكتاب المقدس
2. السن**ار
3. الدفنار
4. كتاب الدير المحرق للأنبا إغريغوريوس " أسقف عام الدراسات العليا القبطية والبحث العلمى "
5. الكنائس القبطية القديمة بالقاهرة " د0 رءوف حبيب "
6. تاريخ الكنيسة القبطية " القاهرة 1983 م " " القس / منسى يوحنا "
7. كتاب تاريخ كنائس وديارات مصر " تأليف أبو المكارم سعد الله جرجس بن مسعود المنسوب خطأ إلى " أبى صالح الأرمنى "
8. كتاب دليل الأديرة والكنائس لمرقس سميكة باشا " مدير المتحف القبطى السابق - القاهرة 1933 م "
9. كتاب ميامر وعجائب العذراء مريم والدة الإله الكلمة على حسب ما وضعه آباء الكنيسة الأرثوذ**ية طبع على نفقة القمص عبد المسيح سليمان السريانى " مصر 1927 "
10. كتاب تاريخ وجداول بطاركة الأسكندرية تأليف كامل صالح نخلة " 1943 م "
11. تاريخ بطاركة الأسكندرية تأليف ساويرس إبن المقفع القرن العاشر الميلادى
12. تاريخ الأقباط المعروف بالقول الأبريزى للعلامة المقريزى لتقى الدين المقريزى " 845 ه - 1441 م "
13. مقال للباحث / سامى صالح عبد المالك باحث آثار بسيناء تم نشره فى كتاب أسبوع القبطيات السابع إصدار كنيسة العذراء روض الفرج
14. الخطط التوفيقية الجديدة لمصر القاهرة تأليف على باشا مبارك ج 10 " 1305 ه "
15. كتاب تاريخ الأمة القبطية إصدار لجنة التاريخ القبطى " 1925 م "
16. كتاب مريم العذراء أم النور إصدار كنيسة مارمرقس القبطية بمصر الجديدة
17. المطرية وشجرة العذراء للدكتور / رءوف حبيب
18. كتاب الدليل إلى الكنائس والأديرة القديمة من الجيزة إلى أسوان إعداد القس صموئيل السريانى
19. الخريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسة للأسقف إيسيذوروس
20. كتاب تحفة السائلين فى ذكر أديرة الرهبان المصريين للقمص عبد المسيح المسعودى " القاهرة 1932 م "
21. ميمر وضعه القديس أنبا زخارياس أسقف مدينة سخا يقرأ فى اليوم الرابع والعشرون من شهر بشنس
22. ميمر البابا ثأوفيلوس ال 23 مخطوط رقم 9/14 من مكتبة مخطوطات دير المحرق
23. مخطوطة رقم 13 د/ 19 الموجودة بكنيسة العذراء بدير المحرق
24. ميمر وضعه أسقف البهنسا الأنبا قرياقوس يقرأ فى اليوم الخامس والعشرون من شهر بشنس
25. القاموس الجغرافى للبلاد المصرية من عهد القدماء المصريين إلى سنة 1945 م، محمد رمزى المفتش السلبق بوزارة المالية " القاهرة 1963 م "
26. كتاب المسيح فى مصر بقلم الدكتور ميخائيل م**ى اسكندر - وقام بالدراسات الروحية نيافة الحبر الجليل الأنبا متاؤس أسقف ورئيس دير السريان العامر
27. Budge* Legends of Our Lady p. 84-99.
28. Legends of Our Lady Mary the Perpetual Vergin and Her Mother Hanna. Translated from the Ethiopic Manuscrpts by E.A.W. BUDGE* London* 1922* p. 67.
29. P. De. Lagarde* Awbyptiaca* Gottingen* 1896* F. ROBINSON* Coptic Apocryphal Gospel* in Texts and Studies* vol. IV* 2 (Cambridge) 1896 p. 133
30. The History of the Virgin Mary related to Timothy* Patriarch of Alexandria. in Legends of Our Lady etc. p. 99









التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 06-03-2012, 09:46 AM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية عادل جبران
 

 

 
افتراضي




ميلاد المسيح


بشارة الملاك للعذراء
إجتمع الكهنة يفكرون فى عمل ستر يكون حجاباَ على باب مذبح الغفران فوقع الإختيار على العذراء مريم لتقوم بهذا العمل المقدس وأثناء قيامها بهذا العمل وهى وحيدة وإذا ملاك الرب جبرائيل بشرها بأن المسيح مخلص العالم يولد منها وأن الروح القدس يحل عليها فتلد الكلمة الأزلى وتصير والدة الإله، فقبلت البشرى بفرح عظيم وتم لها ما بشرها به الملاك.

ميلاد السيد المسيح له المجد
ولما تمت أيام العذراء لتلد، غادرت مدينة الناصرة قبل ذلك بقليل مع خطيبها يوسف النجار بأمر أوغسطس قيصر للأكتتاب فى بيت لحم حسب المرسوم الإمبراطورى القائل: [يجب أن يكتتب كل واحد فى مسقط رأسه] فبناء على هذا الأمر ذهب القديس يوسف النجار لكونه من بيت داود وعشيرته ليكتتب مع العذراء مريم " وهى حبلى " إلى بيت لحم.
وأثناء السفر شعرت بآلام المخاض وظهرت على وجهها النورانى الطاهر علامات التعب، فعلم القديس أنها علامات قرب الوضع وأسرع فى السير حتى وصل إلى حدود بيت لحم خارج البلدة فوجدوا خاناَ " فندق". ولما كان الأكتتاب قد جعل كثيرين يفدون إلى هذه البلدة الصغيرة، فلم يجدوا موضع فى الفندق، فأضطروا للنزول فى المغارة الملحقة به وهى حظيرة حيوانات وهناك ولدت العذراء إبنها وقمطته وأضجعته فى مذود البقر.
وكان هذا الميلاد الإلهى العجيب فى ليلة 29 كيهك على الحساب القبطى حسب تقاليد كنيستنا القبطية الأرثوذ**ية.
ظهور الملاك للرعاة
وفى ليلة ميلاده ظهر ملاك الرب لجماعة من الرعاة وبشرهم بميلاد المخلص ثم رأوا بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوى مسبحين الله قائلين " المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة " فترك الرعاة القطعان وذهبوا إلى المكان الذى دلهم عليه الملائكة " بيت لحم " فرأوا الطفل فى المذود وعادوا وهم يمجدون الله على كل ما سمعوه ورأوه كما قيل لهم0 " لو 2: 8 - 20 "

ختان الصبى
ولما تم الصبى ثمانية أيام قام القديس يوسف النجار بختان الطفل بحسب شريعة موسى. وفى نفس اليوم سمى الطفل علانية بإسم يسوع كما أمر الملاك جبرائيل.
وبعد أربعين يوماَ حسب شريعة موسى صعدوا به إلى أورشليم يقدموه للرب
وهناك فى الهيكل حمل سمعان الشيخ الطفل على يديه وبارك الله وكذلك حنة النبية، ولما أكملوا كل شىء حسب ناموس الرب رجعوا إلى الجليل إلى مدينتهم الناصرة.

مجىء المجوس



لقد حل بأورشليم ركب إرتجت له المدينة كلها، وذلك أن جماعة من عظماء بلاد المشرق وحكمائها فى ذلك العصر ظهر لهم فى السماء نجم عظيم غير عادى عرفوا أنه نجم مولود جديد هو ملك اليهود المتنبأ عنه فعزموا على الذهاب بأنفسهم إلى حيث هذا المولود ليسجدوا له.
ثم حملوا هداياهم من الذهب واللبان والمر، وسافروا والنجم يسيرأمامهم ليرشدهم فى الطريق إلى أن جاءوا أورشليم وسألوا عن مكان هذا الملك.

هيرودس والمجوس



فلما علم هيرودس ملك اليهود بأمرهم استدعاهم إليه واستطلع أمرهم فقصوا عليه سبب مجيئهم، فداخله الخوف على ملكه من هذا المولود الجديد وأضمر له الشر، فجمع رؤساء الكهنة وكتبة الشعب وسألهم أين يوجد المسيح؟ فقالوا له فى بيت لحم اليهودية حسب النبوءات، فقال للمجوس: " إذهبوا إلى بيت لحم ومتى وجدتموه فعودوا وأخبرونى لكى آتى أنا أيضاَ وأسجد له ". فذهبوا ووجدوا الصبى مع أمه فخروا وسجدوا له، وقدموا له هداياهم - وإذ كانوا متأهبين للرجوع إلى هيرودس، أمرهم ملاك الرب فى حلم بأن يعودوا إلى كورتهم فى طريق آخر. فانتظر هيرودس عودتهم إليه لكى يخبروه بما وجدوا، فلما إستبطأ المجوس أرسل يسأل عنهم، فعلم أنهم سافروا بغير أن يرجعوا إليه. فاغتاظ وأمر بقتل جميع أطفال بيت لحم والبلاد المجاورة له من إبن سنتين فما دون، لإعتقاده أن الصبى يسوع لابد أن يكون واحد منهم ليهلكه. ولكن ظهر ملاك الرب ليوسف فى حلم قائلاَ: "قم وخذ الصبى وأمه وأهرب إلى مصر. وكن هناك حتى أقول لك. فقام وأخذ الصبى وأمه ليلاَ وأنصرف إلى مصر"، ومن هنا بدأت رحلة العائلة المقدسة إلى أرض مصر








التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 06-03-2012, 09:47 AM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية عادل جبران
 

 

 
افتراضي




خريطة رحلة العائلة المقدسة إلى مصر



فهرس أقسام الرحلة
(أولاً) طريق رحلة العائلة المقدسة من فلسطين إلى مصر



المرحلة الأولى: عبر شمال سيناء
1- رفح
2- الشيخ زويد
3- العريش
4- الفلوسيات "مدينة الواردة حاليا"
5- القلس
6- المحمدية
7- الفرما




المرحلة الثانية: عبر الدلتا
8- تل بسطا
9- مسطرد "المحمة"
10- بلبيس
11- منية سمنود ودقادوس
12- سمنود
13- البرلس
14- سخا





المرحلة الثالثة: عبر وادى النطرون
15- وادى النطرون "برية شيهيت"


دير الأنبا بيشوى



دير السريان - وادى النطرون






دير الأنبا مقار - وادى النطرون


دير البراموس - وادى النطرون


المرحلة الرابعة: عبر القاهرة الكبرى
16- منطقة المطرية وعين شمس
17- منطقة الزيتون ووسط القاهرة - حارة زويلة
18- منطقة مصر القديمة (الفسطاط)
19- منطقة المعادى





المرحلة الخامسة: عبر الوجه القبلى - صعيد مصر
20- البهنسا ودير الجرنوس
21- جبل الطير - ديروط أم نخلة - دير أبو حنس - بير السحابة فى أنصنا - كوم ماريا
22- الأشمونين
23- ديروط الشريف
24- القوصية
25- قرية ميرة
26- جبل قسقام – دير العذراء فى المحرق
27- جبل أسيوط - دير العذراء فى درنكة





(ثانياً) طريق عودة العائلة المقدسة من وسط مصر (أسيوط) إلى فلسطين










التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 06-03-2012, 09:49 AM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية عادل جبران
 

 

 
افتراضي




(أولاً) طريق رحلة العائلة المقدسة من فلسطين إلى مصر

حسب المصادر التاريخية القبطيةوأهمها ميمر البابا ثاؤفيلس (23) بابا الإسكندرية (384-412م)
كان هناك ثلاثة طرق يمكن أن يسلكها المسافر من فلسطين إلى مصر في ذلك الزمان، ولكن العائلة المقدسة عند مجيئها من فلسطين إلى مصر لم تسلك أي من الطرق الثلاثة المعروفة، لكنها سلكت طريقاً آخر خاصاً بها. وهذا بديهي لأنها هاربة من شر الملك هيرودس فلجأت إلى طريق غير الطرق المعروفة، قادها الرب وملاكه فيه وهذا الطريق هو الذي ذكره السن**ار القبطي أخذاً عن رؤيا البابا ثيئوفليس التي سجلها في ميمره المعروف.
والثلاث طرق للقوافل للقادم إلى مصر أحدهم الطريق الساحلى والثانى فى الجنوب عن طريق باب المندب، ويعتبر الطريق الساحلى أكثر أمنا لهذا سلكته العائلة المفدسة فى هروبها إلى مصر وهناك مصادر تاريخية منها كتاب سياحة أنطونينوس Itinerarium Anonini - وكتاب سياحة بيوتنجرItinerarium Peutinger وكان الطريق الساحلى هو الطريق المفضل فى الغزوات والهجرات والتجارة لقلة رماله وإعتدال هوائة ووجود مصادر للمياه كل مسافه منه وقد بنيت عليه الحصون والقلاع فى فترات الحكم البطلمى والرومانى والبيزنطى، ولكن المصادر الكنسية والتقليد الكنسى وتسليم الاباء لنا ومنها ميمر البابا ثاؤفيلس البابا ال 23 من باباوات الأسكندرية، وأيضا السن**ار القبطى تحت اليوم 24 من شهر بشنس وكتب أخرى تقودنا إلى إعتقاد أكيد أن العائلة المقدسة سلكت طريقاً خاصا يختلف عن الطرق الثلاثة المعروفة فى ذلك الزمان وقد يتسائل البعض لماذا لم تتبع العائلة المقدسة إحدى طرق القوافل الآمنة التى كانت معروفة ايامهم؟
والإجابة عن هذا السؤال اجاب عليه علامة القرن العشرين المتنيح الأنبا أغريعوريوس أسقف الدراسات اللاهوتية: فقال يبدو أن هيرودس علم بعد فوات الأوان بهرب العائلة المقدسة إلى مصر، فأرسل عشرة جواسيس من قبله إلى مصر وأمرهم بأن يفتشوا بتدقيق على الصبى، ويأتوا به إليه حيا ليقتله بيدية، ولكن الجنود العشرة لم يهتدوا إلى الصبى الإلهى ولم يعرفوا طريقه لأنه اخفى عن أعينهم، وكانت العائلة المقدسة تغير مكان إقامتها فى مصر شمالاً وجنوباً، وشرقاً وغرباً، ومات هيرودس قبل أن يتمكن من بلوغ مأربه الخبيث"







التوقيع

رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين