الحرية.. ضوابطها وأنواعها - منتدى ام السمائيين و الارضيين
الرئيسية التسجيل مكتبي     البحث الأعضاء الرسائل الخاصة


منتدى ام السمائيين والارضيين


   
العودة   منتدى ام السمائيين و الارضيين > منتدى قداسة البابا شنودة الثالث > مقالات البابا شنودة الثالث فى الجرائد > جريدة الاهرام منذ عام 2006
 
إضافة رد
   
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 09-23-2012, 08:41 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية مارتينا
 

 

 
Arrow الحرية.. ضوابطها وأنواعها





الحرية.. ضوابطها وأنواعها

من مقالات البابا شنودة الثالث
المنشورة في جريدة الأهرام
مقال يوم الأحد 22 - 4 - 2007م


الحرية.. ضوابطها وأنواعها

لقد خلقنا الله أحرارًا, لا نُستعبد لشئ, ولا نُستعبد لأحد. ومن الكلمات الجميلة عن الحرية, ذلك المثل الأنجليزى الذي يقول:
"لو أنك فقدت كل شئ- ماعدا الحرية- فأنت لا تزال غنيًا"...
ولكن الحرية لها شروط وحدود, وإلا فأنها تتحول إلى لون من التسيب. ومع محبتنا العميقة للحرية, إلا أننا لا نؤمن بالحرية المطلقة, ولا نأمن لنا. بل الحرية السليمة هى الحرية المنضبطة...


الحرية.. ضوابطها وأنواعها

فما هى الحرية المنضبطة؟ وما هى ضوابطها؟

* كل إنسان حرّ, بحيث لا يعتدى على حريات غيره أو حقوقه. فهو لا يستطيع أن يضع يده في جيب غيره, ويقول "أنا حرّ أضع يدى حيثما أشاء"!! كما لا يليق به أن يقيم حفلًا بمكبرات صوت واسعة الانتشار، تزعج المريض الذي هو في حاجة إلى النوم والراحة، وتعطل طالب العمل الذي لا يمكنه أن يذاكر دروسه في وسط من الضجيج... وما يشبه ذلك من حالات
* والإنسان أيضًا حرّ، بحيث لا يخالف النظام العام. فهو لا يستطيع أن يقود سيارته بعكس قواعد المرور، ويقول "أنا حر أقود سيارتى حيثما أشاء"!
* والإنسان حرّ بحيث لا يتعدى القانون, ولا حتى العرف السائد, وإلا عرضّ نفسه للعقوبة والجزاء. وعدم معرفته بالقانون لا تعفيه اطلاقًا من المسئولية إذا ما خالفه.
* وأيضًا الإنسان حرّ, بحيث لا يخالف أي وصية من وصايا الله تبارك اسمه. وإن كان الله قد خلقنا أحرارًا, إلا إنه في نفس الوقت وضع لنا وصايا يجب أن نلتزم بطاعتها. أما إن خالفناها, فإننا نعرض أنفسنا للعقوبة الالهية...
* والإنسان حرّ, بشرط أنه لا يضر نفسه.. فليس هو حرًا في تعاطى المخدرات أو المسكرات, أو في الأضرار بصحته بأية طريقة من الطرق, أو بأية عادة ضارة, أو بالأهمال في دراسته. وليس هو حرًا فى نوعية الألفاظ التي يستخدمها, سواء كانت نابية أو غير لائقة...

الحرية.. ضوابطها وأنواعها

لكل هذا ينبغي أن يضبط الإنسان نفسه فيما يستخدم الحرية.
وإن لم يضبط نفسه, يتعرض لأن يضبطه المجتمع أو القانون. وما أجمل العبارة التى قالها أحد الآباء "احكم يا أخي على نفسك, قبل أن يحكموا عليك". إذن انضباط الحرية يبدأ من الضمير أولًا, ثم من المجتمع أو القانون الذي ينظم كافة العلاقات...
وقد وُضع القانون لحماية المجتمع من انحرافات البعض في استخدام الحرية, وأيضًا لحماية الضعيف من بطش القوى. كما وُضع القانون لتنظيم الحريات ومنعها من التسيب.
والإنسان الذي لا يضع حريته تحت إشراف من المراقبة والمحاسبة, فإن القانون سيتولى هذه المحاسبة وأيضًا المعاقبة. ومن حق القانون- في حالة انحراف الحرية- أن يحكم بالسجن بل وبالأعدام أيضًا. وإن كان السجن يمنع السجين من الحرية, إلا إنه في الواقع يمنعه من اساءة استخدام الحرية في إيذاء الغير. وكذلك الإعدام هو حماية للمجتمع ممن يستخدم حريته ضد غيره استخدامًا لا يستحق معه الحياة. وفي الكتاب المقدس آية تحكم بأن "سافك دم الإنسان, بيد الإنسان يُسفك دمه" وأيضًا "نفس تؤخذ عوضًا عن نفس". وتقوم الدولة بتنفيذ ذلك...

الحرية.. ضوابطها وأنواعها

وهناك فروع كثيرة للحرية, منها:
الحرية الشخصية, وحرية العقيدة, وحرية الفكر.
والحريات العامة, منها: حرية الرأى, وحرية الاجتماع, وحرية النشر, وحرية الصحافة. وكل ذلك في حدود القانون والقواعد الموعية..
* فالحرية الشخصية لها شروط أيضًا. فلا يجوز لأى إنسان- بأسم الحرية أن يقوم بأى عمل مخلّ بالآداب, كأن يسير عاريًا في الطريق, ولا يجوز أن يفتح ريكوردر في ركوبه للاتوبيس ويقول هذه حريتى. كما أنه في حريته الشخصية لا يسمح له بأن يتزوج زيجة غير شرعية, أو أن يمارس الشذوذ الجنسى, كما لا يجوز لفنانة أن ترقص في الطريق. وكذلك ليس من الحرية الشخصية أن ينتحر الإنسان, إذ ليس من حقه أن يقتل نفسه. فنفسه مِلك لله الذي خلقها, وأيضًا مِلك للمجتمع الذي رعاها وعلّمها وأنفق عليها وينتظر منها أن ترد الجميل.
ومن الحرية الشخصية, حرية العقيدة أيضًا. فالإيمان أمر بين الإنسان وربّه, لا يكرهه عليه أحد أو يغيرّه..

الحرية.. ضوابطها وأنواعها

ومن جهة حرية الفكر

فالإنسان حرّ يفكر كما يشاء. ولكنه مسئول أمام الله عن نقاوة فكره. فكل فكر خاطئ يُحاسب عليه أمام ضميره وأمام الله.
أما حرية الرأى وحرية النشر: فهما مكفولتان حسب القانون بحيث لا ينشر أحدًا أفكارًا هدامة أو يقُصد بها إثارة الجماهير وقيادتهم في ما يضر المجتمع. وكما يُسمح للإنسان بحرية الفكر والرأى, فإن عليه أن يلتزم بنزاهة الرأى وصدقه. فإن خرج عن هذا, يكون قد أساء استخدام الحرية, وتقع عليه المسئولية.
ونفس الوضع نقول عن حرية الأجتماع, فهى مكفولة طالما هى بريئة وصالحة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). أما إذا كانت تهدف إلى قلب الأنظمة القائمة, فما أسهل أن يوجد سبب لمنعها. ليس منع حرية الأجتماع, وإنما لمنع أهدافها الخاطئة.
حرية الصحافة: هى أيضًا قائمة حسب القانون. ولكن ينطبق عليها ما قلناه في حرية النشر. فلها أن تكتب ما تشاء مساهمة في بناء المجتمع وتثقيفه وتوضيح الأمور له. أما إذا تحولت كتابات بعض الأخبار أو المقالات إلى السب والقذف والتشهير والمساس بسمعة الآخرين, فحينئذ تدخل تحت طائلة القانون, لأن السب والتشهير ليسا من خواص الصحافة كما ينبغي لها أن تكون...
ومن جهة حرية الفكر. فالإنسان حرّ يفكر كما يشاء. ولكنه مسئول أمام الله عن نقاوة فكره. فكل فكر خاطئ يُحاسب عليه أمام ضميره وأمام الله.
أما حرية الرأى وحرية النشر: فهما مكفولتان حسب القانون بحيث لا ينشر أحدًا أفكارًا هدامة أو يقُصد بها إثارة الجماهير وقيادتهم في ما يضر المجتمع. وكما يُسمح للإنسان بحرية الفكر والرأى, فإن عليه أن يلتزم بنزاهة الرأى وصدقه. فإن خرج عن هذا, يكون قد أساء استخدام الحرية, وتقع عليه المسئولية.
ونفس الوضع نقول عن حرية الأجتماع, فهى مكفولة طالما هى بريئة وصالحة. (انظر المزيد من مقالات البابا شنوده الثالث هنا فى منتدى أم السمائيين والأرضيين). أما إذا كانت تهدف إلى قلب الأنظمة القائمة, فما أسهل أن يوجد سبب لمنعها. ليس منع حرية الأجتماع, وإنما لمنع أهدافها الخاطئة.
حرية الصحافة: هى أيضًا قائمة حسب القانون. ولكن ينطبق عليها ما قلناه في حرية النشر. فلها أن تكتب ما تشاء مساهمة في بناء المجتمع وتثقيفه وتوضيح الأمور له. أما إذا تحولت كتابات بعض الأخبار أو المقالات إلى السب والقذف والتشهير والمساس بسمعة الآخرين, فحينئذ تدخل تحت طائلة القانون, لأن السب والتشهير ليسا من خواص الصحافة كما ينبغي لها أن تكون...

الحرية.. ضوابطها وأنواعها

خلاصة القول أن الحرية هامة ولازمه, بشرط عدم انحرافها..

ويستطيع أن يستخدم الحرية استخدامًا سالمًا, من يستخدمها استخدامًا سليمًا. وعمومًا فالصفة الأولى للحرية, أن يتحرر المرء من الداخل. يتحرر من الخطيئة, ومن الذات, ومن كل عادة خاطئة أو طبع ردئ. وحينئذ يستطيع أن يستخدم الحرية بأسلوب لا يسئ فيه إلى أحد, ولا يسئ فيه إلى نفسه, ولا تنطبق عليه عقوبات القانون ولا لوم المجتمع له.
ومن احترم حريات الغير, يحترم الكل حريته. أما إذا ظلمه أحد, فسوف يدافع المجتمع عنه. وينصره الله الذي يحكم للمظلومين.


الحرية.. ضوابطها وأنواعها


الحرية.. ضوابطها وأنواعها






hgpvdm>> q,hf'ih ,Hk,huih







التوقيع

آخر تعديل مارتينا يوم 09-23-2012 في 08:45 AM.
رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين