العمق واهميته وفاعليته - منتدى ام السمائيين و الارضيين
الرئيسية التسجيل مكتبي
Image
البحث الأعضاء الرسائل الخاصة


منتدى ام السمائيين والارضيين


   
العودة   منتدى ام السمائيين و الارضيين > منتدى قداسة البابا شنودة الثالث > مقالات البابا شنودة الثالث فى الجرائد
 
مقالات البابا شنودة الثالث فى الجرائد هو أحد الكتاب المتميزين، وله أكثر من مائة كتاب، ومقالات أسبوعية في جريدة وطني، ومقالات في جريدة الجمهورية ، ومقالات في جريدة أخبار اليوم ، وجريدة الأهرام بالاضافه الى وطنى

إضافة رد
   
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 04-21-2012, 02:48 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مشرف
 
الصورة الرمزية بنت مارمينا
 

 

 
فع العمق واهميته وفاعليته





العمق: أهميته وفاعليته
بقلم:
البابا شنودة الثالث

العمق واهميته وفاعليته

ونعني به العمق في كل شئ: العمق في الصلاة، وفي التوبة، وفي العبادة عموما، وعمق الكلمة وتأثيرها، وعمق الخدمة، وعمق العطاء، وعمق الإيمان، وعمق المحبة والصداقة، وعمق الشخصية بصفة عامة.
فمن جهة الصلاة كثيرون يصلون، ولكن ليس كل إنسان يصلي بعمق وتكون صلاته مقبولة. وهذا يعجبني قول المرتل "من الأعماق صرخت إليك يارب" يقصد صرخت إليك من عمق القلب والعاطفة، من عمق الاستغاثة، وأنا في عمق ضعفي وعجزي وعدم قدرتي. من عمق قلبي طلبتك. من عمق الإيمان والثقة بأنك ستستجيب.
فليس المهم إذن في طول الصلاة وإنما في عمق المشاعر التي فيها، والصلاة التي بعمق فيها شعور بالصلة بالله. وهي صلاة بعاطفة وبفهم وتأمل وتركيز، صلاة بحرارة، وبإيمان. صلاة بروح وليست مجرد ألفاظ، فليس المهم في الصلاة مقياس الطول، بل مقياس العمق. هكذا ينبغي أن تكون صلواتنا، ونحرص أن تخرج من أعماقنا.
ومن أمثلة الصلاة التي بعمق، صلاة إنسان مريض بمرض خطير، وهو في ساعاته الأخيرة وعلي حافة الموت. إنه حينما يصلي فمن أعماقه يتطلع إلي أبديته كيف تكون، إنها صلاة مصيرية لذلك تقال بعمق.
إن عملا واحدا من أعمال الخير يعمله الإنسان بعمق، ربما توزن حياته كلها، ويبقي هذا العمل خالدا ويسجل في التاريخ من أجل عمقه.
مثال ذلك العمق الذي قدم به أبونا إبراهيم ابنه كمحرقة أمام الله. إنه كان في تقدمته هذه في عمق المحبة لله، وفي عمق الطاعة له، وفي عمق التسليم للإرادة الإلهية. كان في أعماق شعوره يحب الله أكثر من ابنه الذي ناله بعد صبر سنوات طويلة.
ومن أمثلة العمق في العطاء أيضا من يقدم عشور أمواله إلي الله، وهو في منتهي العوز والاحتياج، أو يقدم بكور مرتب كان ينتظره منذ زمن ليسدد ديونه. ومن عمق العطاء أيضا من يقوم بخدمة غيره أو اعانته في أهم أيام الامتحانات، وهو في حاجة إلي كل دقيقة. أو الذي يقدم أحد أعضاء جسده، تبرعا لمريض محتاج إليه، حبا في هذا المريض واشفاقا عليه. ومن عمق العطاء أيضا الذي يستدين ليعطي إنسانا معوزا.
أما من جهة العمق في الخدمة، فنذكر أولئك الذين ذهبوا إلي بلاد شعبها من أكلة لحوم البشر، لكي يدعوهم إلي الإيمان.
وهناك أمثلة عديدة لأشخاص أبرار كانت لهم خدمات عميقة، وهم لم يكونوا من رجال الدين، ولاممن يعظون علي المنابر. بل كان لهم العمق في العمل الفردي، وكان كل من يلتقي بهم يجذبونه إلي محبة الله، ويلهبون قلبه بكلمات النعمة التي تخرج من أفواههم.
ومن أمثلة ذلك الذين يخدمون في حل المشاكل العائلية، بكل تعب وعمق ومثابرة. وقد يقضي الواحد منهم أياما طويلة، يسهر ويحاور ويقنع لكي يدخل سلام الله إلي البيت وتحل المشاكل.
ومن أمثلة الذين يخدمون بعمق، أولئك الذين يعملون كل الجهد لجذب الأولاد المتسكعين في الشوارع أو في المقاهي أمام دور اللهو، ويحولونهم إلي أشخاص صالحين.
ومن أمثلة العمق: عمق الكلمة التي تأتي بفاعلية كبيرة. مثال ذلك إنسان يكلمك بكلمة نصيحة أو حتي كلمة تحذير. فتلمس هذه الكلمة قبلك، ولاتفارق ذهنك إطلاقا. تتمشي معك في الطريق، وتصاحبك في نومك وفي صحوك. وتعمل فيك عملا كثيرا. إنها كلمة قد خرجت من العمق، ووصلت إلي العمق. وكان لها تأثيرها وفاعليتها وقوتها. وأصبحت تعمل عملا عميقا مثلها.
العمق في العبادة. كثيرون يهتمون بالمظهر الشكلي في العبادة دون عمقها. فقد يقوم الإنسان بصوم يرهق فيه جسده، ولكن بغير عمق في العمل الروحي أي في الانتصار علي النفس وفي ضبط الإرادة والحواس والفكر، ولا يكون لهذا الصوم أي تغيير في حياته وطباعه وأخطائه. أما الذي يصوم بعمق روحي، وتصوم نفسه مع جسده، فهذا ينجح في حياته الروحية.
كذلك نفس الوضع بالنسبة للقراءة الروحية وعمقها وتأثيرها. فليس المهم أن تقرأ كمية كبيرة. وإنما ماتتركه هذه القراءة في نفسك من عمق وتأثير. ما أعجب الذين يكونون من علماء عصرهم في الكتب المقدسة، ولكن ليس لهم عمق فيها، لا في الفهم ولا في التطبيق، ولم يستفيدوا شيئا.
من جهة العمق في التوبة: نقول ان كثيرين تابوا ورجعوا كما كانوا، لأن توبتهم لم تكن بعمق. أما الذين تابوا بعمق، فقد كانت التوبة نقطة تحول مصيرية في حياتهم. لم يعودوا إلي الخطية مرة أخري. بل تدرجوا من التوبة إلي النمو في حياة البر حتي وصلوا إلي درجات عالية من السمو الروحي.
إن الذين لهم خطايا يكررونها، لم يتوبوا بعد. والذين لاتصحب توبتهم مشاعر الانسحاق والندم، والشعور بعدم الاستحقاق، هؤلاء ليس لهم عمق في التوبة، وما أسهل رجوعهم إلي الخطية.
من جهة العمق في الصداقة والحب. قد يوجد صديق لك تدوم صداقته أعواما طويلة. ثم بسبب نقطة معينة أو وشاية، أو خبر غير صحيح قد سمعه، ينقلب ويتغير لأن صداقته لم تكن بالعمق الكافي ولا بالمحبة العميقة. أما المحبة العميقة فهي مثل محبة الأم لرضيعها، وأعمق مثال للمحبة، المحبة التي تبذل حتي ذاتها.
أما من جهة عمق الشخصية، فنقول إن الشخصية العميقة لها عمق في التفكير والتدبير، وعمق في الذكاء والفهم. الشخص منهم له ذكاء شمولي، يشمل كل شئ إذا بحث موضوعا، يفكر فيه من جميع زواياه، ويعمل حسابا لكل النتائج وردود الفعل. وإذا تكلم يتكلم بعمق. وكل مسئولية تعهد إليه، يتناول كل شئ فيها بعمق. وكذلك التلميذ الذي يذاكر بعمق، فانه يذاكر بفهم وتركيز، وبعقل منتبه، لاينسي ليس المهم عنده عدد ساعات مذاكرته، إنما عمق الفهم والحرص.



hgulr ,hildji ,thugdji







آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 04-21-2012 في 03:44 PM.
رد مع اقتباس
قديم 04-21-2012, 06:18 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
 
افتراضي




العمق فى كل شىء بالصلاه والتوبه والعباده والكلمه وتأثيرها

بركة الرب تكون معكى بنت مارمينا






التوقيع

:p:p:p

رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين