مخافة الله.. لماذا وكيف؟ جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 15-7-2007 - منتدى ام السمائيين و الارضيين
الرئيسية التسجيل مكتبي
Image
البحث الأعضاء الرسائل الخاصة


منتدى ام السمائيين والارضيين


   
العودة   منتدى ام السمائيين و الارضيين > منتدى قداسة البابا شنودة الثالث > مقالات البابا شنودة الثالث فى الجرائد > جريدة الاهرام منذ عام 2006
 
إضافة رد
   
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 02-03-2013, 12:55 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية بنت العدرا
 

 

 
Arrow مخافة الله.. لماذا وكيف؟ جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 15-7-2007





مخافة الله.. لماذا وكيف؟

من مقالات البابا المنشورة في جريدة الأهرام

مقال يوم الأحد 15-7-2007


مخافة الله.. لماذا وكيف؟ جريدة


جميع الناس يحتاجون إلى مخافة الله وهى لازمة لهم لتصدهم عن ارتكاب الخطايا والذنوب والآثام: ليس فقط للذين يعيشون في حياة الخطية بكل استباحة واستهتار، ويكسرون وصايا الله بكل جرأة دون أي خوف أو حياء، بل أيضًا يثورون على القيم والمبادئ ويصل بهم الأمر إلى التذمر على الله... وإنما المخافة لازمة كذلك للذين يخطئون اعتمادًا على رحمة الله ومغفرته، ناسين أن الله عادل وأنه قدوس، ضد الخطية بكل صورها.

مخافة الله.. لماذا وكيف؟ جريدة


وعندما خلق الله الإنسان، كان هذا الإنسان لا يعرف الخوف. ولكن الخوف دخل إلى قلبه نتيجة للخطيئة، وأصبح ملازمًا لها: قبل الخطية وأثناءها وبعدها..



مخافة الله.. لماذا وكيف؟ جريدة


فالخوف الأول الذي يسبق الخطية، هو خوف السقوط، وهو يدفع صاحبه إلى الحرص والبعد عن كل أسباب الخطية ومصادرها، إذ أنها أوقعت كثيرين ومنهم من كانوا أقوياء. ولكن الشيطان كثير المكر والحيلة والخداع، والتخوف من خداعه نافع جدًا، لأنه يحمى الشخص من السقوط...

مخافة الله.. لماذا وكيف؟ جريدة



فإن أخطأ، يقع في خوف آخر، هو خوف الإنكشاف. إذ يخاف أن يعرف الناس خطيئته وينكشف، ويقع في الفضيحة والعار، ويتعرض لألسنة الناس التي لا ترحم، وتصبح سمعته مضمضة في أفواههم..!

لذلك يقول علماء النفس أن المجرم كثيرًا ما يحوم حول مكان جريمته، خائفًا من أن يكون قد ترك هناك أثرًا يدل عليه... وهذا العامل النفسانى يستغله المحققون. فإن أشاروا الى شيء من آثار الجريمة، قد يضطرب المجرم أو ينهار...

والخطاة يخافون من اليوم الأخير الذي تنكشف فيه الأعمال وتُفحص الأفكار والنيات...

فأين يهربون في ذلك اليوم وأين يختفون..؟! وإن كانت خطاياهم لا تنكشف على الأرض بأسباب وحيل شتى، فلابد أنها ستنكشف أمام الديان العادل وأمام الكل في يوم الحساب...

بل ان هناك أمرًا آخر يخاف منه الإنسان الروحي، وهو أن خطاياه قد تكون مكشوفة أمام أرواح الذين انتقلوا من هذا العالم، سواء أمام أحبائه الذين كانوا يثقون به فيندهشون! أو أمام الذين كانوا ينتقدونه فيرون أنهم كانوا على حق..!

ولعل إنسانًا يسأل: وماذا ترانى أفعل اذن؟ والجواب هو أن التوبة تمحو خطاياك، وكأنك لم تفعلها. ولا تعود لك خطايا تخاف أن تنكشف، بعد أن محاها الله بتوبتك. فإن كنت تخاف الانكشاف في اليوم الأخير، تُب من الآن.

مخافة الله.. لماذا وكيف؟ جريدة



نوع آخر من الخوف يرتبط بالخطيئة هو خوف العقوبة، أو الخوف من نتائج الخطيئة... والخاطئ يخاف من عقوبتين: إحداهما أرضية، والأخرى سماوية. والعقوبة السماوية رهيبة وأبدية...

أما العقوبةٍ الأرضية فهى على أنواع: إما عقوبة من المجتمع: فضيحة واحتقار، أو نبذ هذا الشخص إن كانت خطيئته بشعة، أو عدم الثقة به فى المستقبل... أو عقوبة من القانون مثل السجن أو ما هو أشد. أو عقوبة يوقعها الله عليه بطريقة ما، أو لعنة...

مخافة الله.. لماذا وكيف؟ جريدة


وهناك خوف روحي يتابع الخاطئ، أو يخافه الإنسان المحترس من السقوط. إنه يخاف من غضب الله عليه إذا أخطأ، أو أن تتخلى عنه النعمة وتفارقه المعونة الالهية. ويخاف – إن سقط – أن يأخذ الشيطان سلطانًا عليه، ويفقد حرية ارادته، وإذا بالشر الذي ليس يريده، إياه يفعل! وهكذا يخاف – إن سقط – أن يتوالى سقوطه، ويتحول الأمر معه إلى اسوأ... ويخاف أن يأتيه الموت فجأة، وهو غير مستعد لملاقاة الرب...

مخافة الله.. لماذا وكيف؟ جريدة



قال أحد القديسين "إنى أخاف من ثلاثة امور: أخاف من لحظة مفارقة روحي لجسدى. وأخاف من ساعة الوقوف أمام الديان العادل. كذلك من لحظة صدور الحكم علىّ"... فإن كان القديسون يخافون على الرغم من ارتفاعهم العجيب فى حياة الفضيلة، فماذا نقول نحن الضعفاء عن أنفسنا؟!

مخافة الله.. لماذا وكيف؟ جريدة


إن الذي يخاف الله، لا يخطئ. أما الذي يخطئ فإنه شاهد على نفسه أنه لا يخاف الله... والذي يخاف الله، لا يعمل شرًا حتى في الخفاء. لأنه يعرف أن الله يرى كل شيء، ويسمع كل شيء، ويفحص حتى أعماق القلوب...

مخافة الله.. لماذا وكيف؟ جريدة



ولعل البعض يسأل

"ما رأيك إذن في من يعمل الشر ولا يخاف؟"والجواب

هو أن هذا الشخص قد وصل إلى حالة الاستهتار واللامبالاة. أو أن ضميره مريض أو متعطل عن العمل. أو أن دوامة العالم تجرفه، ولا تعطيه فرصة لمراجعة نفسه ولا للتفكير في أعماله. فهو في غيبوبة روحية: إن استيقظ منها، لابد سيخاف. وبعض من أمثال هؤلاء الناس، نراهم في ساعة الموت، أو إذا اقتربوا من الموت، لابد أن الخوف يرعبهم. لأنهم لم يعملوا لأجل تلك الساعة ولم يستعدوا لها. ويشعرون أنهم قد أضاعوا حياتهم... هؤلاء يقول عنهم المزمور إنهم لم يسبقوا أن يجعلوا الله أمامهم...

فإن كنت تريد الا تخاف في اليوم الأخير، فلتخف الآن.

مخافة الله.. لماذا وكيف؟ جريدة




ونحن نشكر الله الذي منحنا المخافة التي تمنعنا من الخطية وبالتالى مما يتبعها. مخافة الله توصل الإنسان إلى التوبة والى تنفيذ الوصايا إنها بداية الطريق الروحي، وهى أيضًا سياج للحياة الروحية حتى لا تعثر ولا تنحرف. فالذى يخاف الله، يطيع الله ويعمل كل ما يوافق مشيئته الالهية. كما أن المخافة تعلم الإنسان الحرص والتدقيق في كل ما ينوى أن يفعله، وتعلمه ضبط النفس حتى لا يسقط. أما إذا لم توجد مخافة الله في القلب، فما أسهل أن ينطبق عليه المثل القائل "اذا لم تستح، فافعل ما تشاء"!!

مخافة الله.. لماذا وكيف؟ جريدة



ومخافة الله تقود أيضًا الى الجدية فى الحياة الروحية، وأن يكون الإنسان ملتزمًا على الدوام. أي حيث لا تكون هناك مخافة، فبالتالى لا توجد ضوابط، ويتحول الشخص إلى التسيب واللامبالاة... أما الإنسان الملتزم الجاد، فإنه يقول في نفسه "ان الله سوف يحاسبنى على ادّق الأمور. فلا يجوز أن أتهاون أو اتساهل..." لذلك فهو يحاسب نفسه على كل تصرف،(انظر ستجد المزيد من مقالات البابا شنوده الثالث هنا فى منتدى أم السمائيين والأرضيين). بل أيضًا على كل أفكاره ونياته، وعلى كل صغيرة وكبيرة. ويشعر كما لو أنه واقف أمام جهاز تسجيل، يسجل عليه كل مشاعره وعواطفه... وهذا المسجل سيذاع في اليوم الأخير، أمام الملائكة وكل البشر.

وهكذا فإن المخافة تقود الإنسان الى النمو الروحي، وما يلزم هذا النمو من الجهاد والتعب، لكي يتقدم في كل يوم عن سابقه، حتى يصل الى الكمال النسبى المطلوب منه... وكلما رأى أن الطريق طويل أمامه، حينئذ يصل إلى اتضاع القلب، وتقوده المخافة إلى الخشوع، ليس في وقت الصلاة فقط، إنما في كل حين.

مخافة الله.. لماذا وكيف؟ جريدة


ومخافة الله تدعوه إلى مزيد من المعرفة، حتى لا يخطئ أو يقصّر عن جهل. ولهذا فإنه يلجأ إلى الاستفاضة فى القراءة الروحية، وأيضًا إلى استشارة المختبرين فيما يحتاج اليه من معرفة أعمق. ويصلى كثيرًا لكي يرشده الله فيما ينبغي أن يفعله...

مخافة الله.. لماذا وكيف؟ جريدة



والذى يخاف الله، لا يركز فقط على نفسه، بل يهتم كذلك بجميع أحبائه ومعارفه، حتى يقودهم معه إلى مخافة الله، حرصًا على أبديتهم وخلاص أنفسهم، ويبذل في سبيل ذلك ما يستطيعه من جهد...

مخافة الله.. لماذا وكيف؟ جريدة



مخافة الله.. لماذا وكيف؟ جريدة



lohtm hggi>> glh`h ,;dt? [vd]m hgHivhl - lrhg d,l hgHp] 15-7-2007







التوقيع

رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين