أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ

12-01-2013, 08:53 PM

أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ

1«أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ، وَأَبِي هُوَ الْكَرَّامُ. 2 كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لاَ يُنْتِجُ ثَمَراً يَقْطَعُهُ؛ وَكُلُّ غُصْنٍ يُنْتِجُ ثَمَراً يُنَقِّيهِ لِيُنْتِجَ مَزِيداً مِنَ الثَّمَرِ. 3 أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ بِسَبَبِ الْكَلِمَةِ الَّتِي خَاطَبْتُكُمْ بِهَا. 4 فَاثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يُنْتِجَ ثَمَراً إِلاَّ إِذَا ثَبَتَ فِي الْكَرْمَةِ؛ فَكَذلِكَ أَنْتُمْ، إِلاَّ إِذَا ثَبَتُّمْ فِيَّ. 5 أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. مَنْ يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ، فَذَاكَ يُنْتِجُ ثَمَراً كَثِيراً. فَإِنَّكُمْ بِمَعْزِلٍ عَنِّي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئاً. 6 إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَثْبُتُ فِيَّ يُطْرَحُ خَارِجاً كَالْغُصْنِ فَيَجِفُّ؛ ثُمَّ تُجْمَعُ الأَغْصَانُ الْجَافَّةُ، وَتُطْرَحُ فِي النَّارِ فَتَحْتَرِقُ. 7 وَلكِنْ، إِنْ ثَبَتُّمْ فِيَّ، وَثَبَتَ كَلاَمِي فِيكُمْ، فَاطْلُبُوا مَا تُرِيدُونَ يَكُنْ لَكُمْ. 8 بِهَذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي: أَنْ تُنْتِجُوا ثَمَراً كَثِيراً فَتَكُونُونَ حَقّاً تَلاَمِيذِي. 9 مِثْلَمَا أَحَبَّنِي الآبُ، أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا، فَاثْبُتُوا فِي مَحَبَّتِي. 10 إِنْ عَمِلْتُمْ بِوَصَايَايَ، تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي، كَمَا عَمِلْتُ أَنَا بِوَصَايَا أَبِي وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ! 11 قُلْتُ لَكُمْ هَذَا لِيَكُونَ فِيكُمْ فَرَحِي، وَيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً.

12 وَصِيَّتِي لَكُمْ هِيَ هَذِهِ: أَنْ يُحِبَّ بَعْضُكُمْ بَعْضاً كَمَا أَنَا أَحْبَبْتُكُمْ. 13 لَيْسَ لأَحَدٍ مَحَبَّةٌ أَعْظَمُ مِنْ هَذِهِ: أَنْ يَبْذِلَ أَحَدٌ حَيَاتَهُ فِدَى أَحِبَّائِهِ. 14 وَأَنْتُمْ أَحِبَّائِي إِنْ عَمِلْتُمْ بِمَا أُوصِيكُمْ بِهِ. 15 لاَ أُسَمِّيكُمْ عَبِيداً بَعْدُ، لأَنَّ الْعَبْدَ لاَ يُطْلِعُهُ سَيِّدُهُ عَلَى مَا يَفْعَلُهُ. وَلكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَنِّي أَطْلَعْتُكُمْ عَلَى كُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي. 16 لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي، بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ وَعَيَّنْتُكُمْ لِتَنْطَلِقُوا وَتُنْتِجُوا ثَمَراً وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ، فَيُعْطِيَكُمُ الآبُ كُلَّ مَا تَطْلُبُونَهُ بِاسْمِي. 17 فَبِهَذَا أُوصِيكُمْ إِذَنْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً.
( يوحنا 15: 1 - 17 )

كل منا هو غصن
الفصل الخامس عشر من إنجيل القديس يوحنا الرسول الذي مال على صدر الفادي ليلة العشاء الأخير، يقربنا إلى المسيح. هذا الفصل من يوحنا يناسبنا جميعا، لان غصن الكرمة هو تماما كل واحد منا مهما كان موقعه في الحياة.

الآب وهو الكّرام، عليه أن يقلم هذا الغصن ليحمل ثمارا أكثر، والثمار المطلوبة منا للعالم جميلة جدا، حب الآب "كما أحبني الاب هكذا أنا أحببتكم" والفرح "اثبتوا فيّ ليكون فرحي فيكم". كل واحد منا هو غصن.

الكرمة والأغصان... ارتباط وثيق
نعم هذا الفصل من أجمل فصول إنجيل القديس يوحنا، الذي يدل على من نحن في هذا العالم، بالنسبة للرب أولا، ومن هو بالنسبة لنا ولكل واحد منا.

+ ترابط الكرمة بالأغصان كم هو وثيق جدا، من يفصلنا عن محبة الرب ومن يفصلنا عن بعضنا البعض.

نلاحظ على هذه الكرمة كل الثمار على الأغصان، وهذا هو الشيء المهم الثمار،
"من ثمارهم تعرفونهم"، كل الثمار على الأغصان،
هكذا يسوع احتاج للأغصان لكي تثمر ثمارا جيدة.

+ لقد اهتم كثيرا بالرباط بين الكرمة والأغصان وجعله قويا جدا من أجل إنتاج الثمر وهذا الرباط لا أحد يمكنه فصله إلا بالقوة.
لكن القديس بولس قال:
"من يفصلنا عن المسيح أشدة أم اضطهاد أم جوع أم عري".

نقلم الأغصان لزيادة الثمار
نحن نعلم أن تقليم الأغصان تعطي ثمارا أكثر. الآب هذا الكرام يقلم الأغصان لتعطي ثمراً أكثر والأغصان تسمح له بأن يقلمها بصمت ومحبة واستسلام.

+ نحن نعرف ما هو التقليم في حياتنا لا بد من الصليب وكلما اقتربنا منه أكثر كانت لمسة الصليب لنا اقوي والتقليم يصبح دقيقا وحميما جدا وصديقا ملازما.

أغصانا حقيقيين في كرمة الرب
+ دعونا إخوتي نصير أغصانا حقيقية يملأنا الثمر في كرمة الرب، دعونا نرحب في حياتنا بالرب كلما شاء أن يدخلها دون حواجز.

* ألا تعلم أنه يأتي في الحقيقية التي يجب أن تقال، وفي الحياة التي يجب أن تعاش، وفي النور الذي يجب أن يعكس، والحب الذي يجب أن يحب، والطريق التي يجب أن تسلك، والسعادة التي يجب أن تنشر، والسلام الذي يجب أن يزرع، والتضحية التي يجب أن تقدم، والصلاة التي نصليها، لعائلاتنا وللآخرين البعيدين والقريبين، لكل من نتعامل معه في حياتنا اليومية الأرضية الفانية؟

فكلنا شهود للمسيح الواحد
علينا أن نكون جميعا شهودا للمسيح، هو الكرمة ونحن الأغصان، بدوننا لا ثمر،
هذا شيء يجب أن نحفزه في أذهاننا.

+ الله هو كرامنا جميعا، المسيح لم يميز بين كاهن وراهبة وعلماني، لا يميز بالرباط معه.
علينا جميعا أن نكون شهودا على عطف ومحبة المسيح لعائلاتنا وجيراننا وبلدتنا ومدننا التي نسكنها وأديارنا التي نسكنها وكنيستنا التي تقدسنا ولمدارسنا وأعمالنا وللعالم الذي نعيش فيه.

عامل مع المسيح
كل واحد منا هو عامل مع المسيح، وغصن في الكرمة،
فما معنى أن نكون عاملين للمسيح برأيكم؟
هذا يعني أن نثبت في محبته الرب، ويكون لنا فرحه وننشر عطفه وسلامه، ونكون شهودا على وجوده في العالم
"انظروا كيف يحبون بعضهم البعض".

"أنا الكرمة الحق وأبي هو الكرام"
نحن نعلم أن صورة الكرمة في الكتاب المقدس تعبر عن حب الله لنا، ونجدها أيضا في سفر أشعيا 51، وارميا 15: 2 والمزمور 80: 9 وسفر هوشع النبي 10: 1

نعم كانت الكرمة ترمز إلى "شعب الله" قال يسوع: "أنا الكرمة الحق" ويؤكد ويقول: "أنا شعب الله الحق". "وأبي هو الكرام" يمثل "شعب الله اليوم" الكنيسة حيث يباشر الله أعماله، ويعتني هذا الكّرام بكرمته،
إذا ماذا يعمل هذا الكّرام؟

كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لاَ يُنْتِجُ ثَمَراً يَقْطَعُهُ؛ وَكُلُّ غُصْنٍ يُنْتِجُ ثَمَراً يُنَقِّيهِ لِيُنْتِجَ مَزِيداً مِنَ الثَّمَرِ.
( أى كل غصن مني لا يثمر يقطعه. وكل غصن يثمر، يقضبه ليكثر حمله. )
إن تشبيه الرب بالكرمة إخوتي، تشبيه واقعي، يقطع الكّرام عادة كل غصن جاف في فصل الشتاء ويحرقه.. ويقضب جزءا من الغصن الجيد، لتعطي نتاجا كثيرا من العناقيد...
* لذا فان الكرمة التي لا تقضب ( تقليــم )، لا تعطي، إلا أوراقا فقد، دون ثمار. الكّرام الماهر يقضب الكرمة كي يزيد نتاج الجفنة، وبالنتيجة، تعطي ثمرا وافرا.

+ ما أجملها من صورة. صورة رائعة عن عمل الله فينا، في كنيسته. فهو يقضب باستمرار، الأغصان الجافة، وينظفها ويطهرها.

نعلم إن عملية التقليم تسبب أحيانا آلاما وأتعابا مبرحة. غير أنها تضاعف الغلة والمحصول وتأتي الكرمة بثمار يانعة لذيذة.

"استقروا فيّ ّكما استقر فيكم"
هل تعلم انك تتحد بالمسيح اتحاد الأغصان بالكرمة "تستقر فيه" تستقر وتتحد به اتحادا حيويا، كيف؟ عندما يسري في عروقنا دم الفادي وجسده الذين نتناولهما في القداس الإلهي، تجري فينا نفس الحياة.

"وكما أن الغصن لا يثمر إلا إذا استقر في الكرمة، كذلك انتم إذا لم تستقروا فيّ، لا تثمرون. من لا يستقر فيّ ييبس كالغصن، فيؤخذ، فيطرح في النار، فيشتعل"
لا "ينمو" لا "يعيش" الغصن إلا في الكرمة وإذا انفصل، يبس ومات، كذلك كل واحد فينا، لا يستطيع أن يعيش إلا بمقدار ارتباطه الحيويّ بيسوع.

" أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. مَنْ يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ، فَذَاكَ يُنْتِجُ ثَمَراً كَثِيراً. فَإِنَّكُمْ بِمَعْزِلٍ عَنِّي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئاً."

نحن نعلم إن الكرمة ترمز إلى سر القربان الأقدس. "كرمة الحياة " ، "يسوع خبز الحياة، ويركز ويشدد على الاستقرار فيه، كذلك النبيذ الذي يستخرج من الكرمة يرمز إلى دمه الطاهر، "النبيذ يستخرج من الكرمة". كل منا هو غصن في كرمة الرب

" أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ."
وأيضا القديس بولس يقول:
"نحن على كثرتنا جسد واحد، جسد المسيح السري".

"بِهَذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي: أَنْ تُنْتِجُوا ثَمَراً كَثِيراً فَتَكُونُونَ حَقّاً تَلاَمِيذِي."

فلنفحص ضمائرنا
هل نقضب أنفسنا؟
ما هو نوع الثمر الذي أعطيه؟
هل أعطي أنا بدوري ثمرا وافرا؟
هل الثمر الذي أعطيه كافيا؟

فلنقل إخوتي مع الترتيلة التي ترتل:
مَن ذا الذي يَفصِلُني عن حُبِّكَ؟ من ذا الذي يُبعدُني عن دَربِك؟ أسيف؟ لا، أم شِدّة؟ لا، أم خطر؟ لا، لا حياة، لا ممات، لا بشر.

+ إخوتي الله محبة وحبه لنا أزلي، لا يزول. إذا، فلندعه يقضب فينا، كما يشاء وكيفما يشاء، ووقت ما يشاء،
ولنقول له

أبتي إنّي أسلّم لك ذاتي،
فافعل بي ما تشاء، ومهما فعلتَ بي فأنا شاكرٌ لك.
إنّي مستعدٌ لكلّ شيء وأرتضي بكل شيء
ليس لي رغبةٌ أخرى يا الهي، سوى أن تكمُلَ إرادتك فيّ، وفي جميع خلائقك.
إنّي أستودع روحي بين يديك،
وأهبها لك يا الهي، بكلّ ما في قلبي من الحب، لأني أحبك.
ولأن الحب يتطلب مني أن أهَبَ نفسي، أن أودعها بين يديك،
من دون ما قياس، وبثقةٍ لا حدّ لها،
لأنك أبـى

المصدر: منتدى ام السمائيين و الارضيين - من قسم: قسم الموضوعات الروحيه المختلفه

HQkQh hgX;QvXlQmE ,QHQkXjElE hgHQyXwQhkE