سلسلة رحلة البرية - منتدى ام السمائيين و الارضيين
الرئيسية التسجيل مكتبي     البحث الأعضاء الرسائل الخاصة


منتدى ام السمائيين والارضيين


   
العودة   منتدى ام السمائيين و الارضيين > منتدى الطريق نحو الابديه > قسم الموضوعات الروحيه المختلفه
 
قسم الموضوعات الروحيه المختلفه يشمل كل الموضوعات الروحيه التى تهم كل انسان مسيحى

إضافة رد
   
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 03-06-2012, 02:11 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ابو بيشو
 

 

 
204 سلسلة رحلة البرية





رحلة الشعب

أتت اللحظة الحاسمة التي تمَّم الله وعده فيها لإبراهيم أن نسله سيكون غريبًا في أرض ليست لهم فيذلونهم وبعد ذلك يخرجون (تكوين15: 13 ، 14). وقد كان؛ فعند نهاية مدة إقامة بني إسرائيل في مصر، في ذلك اليوم عيّنه، أخرجهم الرب (خروج12: 51).
تاريخ الخروج: يُقال إنه حدث في أواسط القرن الخامس عشر قبل الميلاد؛ حوالي سنة 1447 ق.م (قد يكون في زمن تحتمس الثالث).

سلسلة رحلة البرية

مكان العبور: يذهب الكثيرون إلى أن خليج السويس في أيام موسى كان ممتدًّا إلى منطقة البحيرات المُرّة ومنها عبر الشعب. ويقول آخرون أنه كان بالقرب من مدينة السويس؛ لكن يكفينا قول الكتاب المقدس إنه تم في بحر سوف (خروج15).
محطات الرحلة: نفهم من سفر العدد أصحاح 33 أن قطار الرحلة توقف بالشعب على 42 محطة. بدأت من رعمسيس وانتهت بعربات موآب. ولكن في دراستنا للرحلة سنتوقف بمعونة الرب على بعض المحطات الهامة لنتأمل قليلاً ونستخرج لنا منها دروسًا لفائدتن. ولسهولة الدراسة يمكن تقسيم الرحلة إلى أربعة أجزاء.
الجزء الأول: كانت محطة البداية هي رعمسيس (خروج12: 37) - مكان بالقرب من الزقازيق - ثم إلى سكوت (تل المسخوطة)، ثم إلى إيثام - غرب البحيرات المُرّة - ثم إلى فم الحيروث بين مجدل والبحر.
الجزء الثاني: من البحر الأحمر - حيث ساروا بمحاذاته بعد العبور - إلى جبل سيناء مرورًا بمارة وإيليم ثم برية سين ثم رفيديم ثم برية سيناء. واستغرقت الرحلة حوالي ثلاثة شهور. ثم مكثوا في جبل سيناء حتى الشهر الثاني من السنة الثانية من خروجهم من أرض مصر. وهذه الفترة شهدت أحداثًا هامة في تاريخ الرحلة سنقف عندها فيما بعد مثل: إعطاء المَن، والصخرة المضروبة، وحرب عماليق، وإعطاء الناموس، والعجل الذهبي، وإقامة خيمة الإجتماع... الخ.
الجزء الثالث: تحرك قطار الرحلة من محطة جبل سيناء بكل أحداثها إلى قادش برنيع والتي تبعد عن حدود أرض الموعد حوالي 120 كيلو متر مرورًا بتبعيرة وقبروت هنأوة ووصولاً لقادش برنيع، مكان إرسال الجواسيس لتجسس الأرض، والذين أذاعوا بعد عودتهم أخبارًا مزعجة تمرَّد الشعب بسببها على الرب؛ فقضى الرب عليهم بالتيهان في البرية حتى مات كل الجيل الذي رأى آيات الرب ما عدا اثنان منهم - كانوا ضمن الجواسيس - وهُم يشوع بن نون وكالب بن يَفُنّة. ثم قضى الشعب حوالي 38 سنة في الدوران في منطقة قادش وعصيون جابر. والتي تقع بالقرب من خليج العقبة.

سلسلة رحلة البرية


الجزء الرابع: ويشمل الرحلة من قادش إلى جبل هور حيث مات هارون. ثم دار الشعب بأرض أدوم إلى أن أتوا قبالة أريح. ثم عبر الشعب من هناك نهر الأردن.
دروس من الرحلة: إن رحلة الشعب التي سندرسها بشيء من التفصيل - إن شاء الرب وعشنا - بدءًا من العدد القادم؛ ليست تاريخًا فحسب، بل سنجد لنا فيها دروسًا نحتاج أن نتعلمه. كما كتب الرسول بولس «وهذه الأمور حدثت مثالاً لن... فهذه الأمور جميعها أصابتهم مثالاً وكتبت لإنذارنا نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور»(1كورنثوس10: 6 ، 11). فقد كانت البرية مكان اختبار لإسرائيل لمعرفة ما في قلبهم (تثنية8)؛ ولنا أيضًا لنعرف ذواتنا، ونعرف نعمة الرب التي تحفظنا؛ لكي نتعلّم كيف نتكل عليه فهو الذي لا يتوقف عن معونتن.






sgsgm vpgm hgfvdm







التوقيع

آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 03-06-2012 في 03:44 PM.
رد مع اقتباس
قديم 03-06-2012, 02:11 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ابو بيشو
 

 

 
افتراضي




رحلة البرية

قطع قطار رحلتنا عشر محطات في حوالي شهرين. وها نحن نتوقف الآن على المحطة الحادية عشر من إجمالي 42 محطة سنمر عليها قبل الدخول لأرض كنعان (راجع سفر العدد 33). لكن لا تقلق عزيزي القارئ فلن نتوقف إلا على المحطات الهامة فقط وستنتهي رحلتنا قريبًا. وسندخل كنعان السماوية.
محطة رفيديم
رفيديم كلمة عبرية معناها ”راحة“، وتقع بين ”سين“ و”سيناء“. وتسجل الأصحاحات 17، 18 من سفر الخروج الأحداث الهامة التي جرت فيها. وسنتوقف أمام حدثان هامان أولهما:
1- الصخرة المضروبة:
في البرية لا يوجد طعام أو شراب أو راحة للمؤمن وللطبيعة الجديدة التي صارت لنا بالإيمان بالمسيح. لكن هناك طعام روحي وشراب روحي يتناسبان مع الطبيعة السماوية التي نلناها. وقد رأينا في المحطة السابقة - برية سين - كيف قدّم الله للشعب المَنَّ كطعام سماوي لإشباعهم طوال الرحلة. وقد رأينا في المن رمزًا لشخص الرب يسوع، الذي قال عن نفسه إنه الخبز الحقيقي 12 مرة في إنجيل يوحنا ص 6. والآن نأتي إلى العطية الثانية لسَدِّ احتياج الإنسان؛ وهو الماء للشرب.
تذمرات وإجابات
أول تذمُّر للشعب كان في مارة (ص 15): ماذا نشرب؟ والإجابة بشجرة صيّرت الماء عذبًا. وثاني تذمر في برية سين (ص 16): ماذا نأكل؟ والإجابة بالمن النازل من السماء. وثالث تذمر في رفيديم (ص 17): أعطونا ماء لنشرب. والإجابة ماء من الصخرة. ياللعجب!
عودة لذكريات بحر سوف
قبل أن يصل القطار لمحطة برية سين حيث لا طعام أرضي، ولرفيديم حيث لا ماء أرضي؛ إتجه إلى بحر سوف (سفر العدد 33: 9)، لا ليروا هناك أحداث جديدة، بل ليذكروا خلاص الرب في شق البحر، وفعله العظيم في القضاء على المصريين، ورأفته ونعمته في نجاتهم؛ حتى متى صادفتهم أعواز الرحلة يضعوا عيونهم على كفاية الرب لهم. ورغم هذا تكرَّر هنا التذمر. ولا نستبعد أنه مع خروج كلمات التذمّر كانت أفواههم مملوءة بالمن.
موسى والعصا في رفيديم، والرب والصخرة في حوريب
لكي يرتوي الشعب في مكان الراحة (معنى رفيديم) ظهرت في المشهد عصا الله التي ضربت النهر والتي صنع بها موسى الآيات. ظهرت لا لتضرب الشعب، بل لتضرب الصخرة!
الرب على الصخرة في حوريب
من كورنثوس الأولى 10: 4 نفهم أن الصخرة هي المسيح، وقول الرب إنه يقف ”على الصخرة“ يعطينا معنى «الله ظهر في الجسد». أي استعلان الله الكامل في المسيح أو «الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبّر (أي أعلن)». والمكان جبل مُقفر أو جاف (معنى حوريب) وهذا ما كُتب عن المسيح «نبت قدامه كفرخٍ وكعرقٍ من أرضٍ يابسة» (إشعياء 53: 2).
البريء يُضرَب والمذنب يشرب!
الشعب الذي يستحق الضرب لا يُضرب. والصخرة البريئة هي التي تُضرَب وتنشق فيخرج الماء ليشرب الشعب! أ لم يُكتب عن المسيح «أنه ضُرِبَ من أجل ذنب شعبي» (إشعياء 53: 8).
دروس للنفوس:
خروج 16 = يوحنا 6 = الخبز النازل من السماء
خروج 17 = يوحنا 7 = الماء النازل من الصخرة أو الروح القدس
كان الله يعرف أنه لا شيء يروي الشعب إلا ماء الصخرة. وأيضًا لا شيء يروي ويفرح الإنسان إلا الروح القدس. ولكي يأتي ويسكن في المؤمن، كان لا بد للمسيح أن يُضرَب ويموت ويقوم ويصعد للسماء حتى يأتي الروح القدس. وهذا ما قاله الرب «إن عطش أحد فليقبل إليَّ ويشرب. من آمن بي، كما قال الكتاب: تجري من بطنه أنهار ماء حي. قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه؛ لأن الروح القدس لم يكن قد أُعطيَ بعد، لأن يسوع لم يكن قد مُجِّد بعد» (يوحنا 7: 37-39).
وماذا بعد؟
إن هذه الأمور حدثت مثالاً لنا حتى لا نشتهي ولا نجرِّب الرب ولا نتذمر. بل لنأخذ كل هذا إنذارًا لنا (إقرأ 1كورنثوس 10: 1-10).
أخي المؤمن: لم يأتِ بنا الرب للبرية لنجوع ونعطش ونتعب. بل لنختبر فراغها من أي شيء يشبعنا ويروينا ويريحنا، وهذا لا يقودنا للتذمر، بل للنظر للرب وانتظاره؛ فنجد فيه الشبع والارتواء والراحة لكل رحلتنا.
أخي القارئ يا من لم تؤمن بالمسيح بعد. ليتك تكفّ عن البحث عن مصادر للشبع والارتواء في العالم. واسمع قول الرب للسامرية «كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضًا» (يوحنا 4: 13). بل اقبله بالإيمان، فتتمتّع بما قاله الرب يسوع «من يُقبل إليّ فلا يجوع (درس خروج 16) ومن يؤمن بي فلا يعطش أبدًا (درس خروج 17)» (يوحنا 6: 35).












التوقيع

آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 03-06-2012 في 03:52 PM.
رد مع اقتباس
قديم 03-06-2012, 02:12 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ابو بيشو
 

 

 
افتراضي




محطة رفيديم

في العدد السابق رأينا الحدث الأول في رفيديم وهو الصخرة المضروبة والماء الخارج منها لإرواء عطش الشعب. ورأينا في هذا صورة للمسيح الذي ضُرب لأجلنا. وللروح القدس الذي سكن فينا بعد الإيمان بعمل المسيح. والآن نأتي إلى الحديث الثاني ألا وهو
حرب عماليق (إقرأ خروج17: 8-16)
لا بد أن تعلم صديقي القارئ أن تبعية المسيح والسير معه لن يكونا في طريق مفروش بالورود. ورحلتنا ليست على أرض ملعب نلهو فيه إلى أن نصل لوطننا السماوي؛ بل نحن على أرض معركة تحتاج لجنود رجال، يحملون السلاح ويسهرون ويجاهدون فينتصرون. وإن حدث إنكسار أو سقوط، فهناك رئيس جند الرب الذي يقيمنا ويضمن نصرتنا.
ميعاد الحرب



دارت رحى الحرب الأولى، والتي كان الشعب طرفًا فيها، حيث ظهر عماليق في المشهد في توقيت يتناسب مع ما مضى. فبعد أن خلّص الرب الشعب من فرعون وعبوديته، ومصر ومعاجنها، والمُسخّرين وقسوتهم.. وبعد ترنيمة الفداء على شاطئ النجاة، والأكل من الطعام الشهي - المَنّ - والإرتواء من ماء الصخرة.. بعد هذا أتى عماليق وبدأ الصراع.
طرفا الحرب
1- اعرف عدوك: درس هام يتعلّمه الجندي في بداية دخوله الجيش. فالسلاح والتدريب لازمان، لكنهما غير كافيان. فإن لم تعرف العدو، وخطته في القتال، وقواته، وتسليحه؛ وترسم الخطة المناسبة لمواجهته، فقد تتعرض للهزيمة. والعدو هنا - عماليق - يرمز لأعمال الجسد، أو الطبيعة القديمة التي ستستمر معنا إلى نهاية رحلتنا. فعماليق، الذي انهزم في هذه الجولة، تحيّن الفرصة وظهر مرة أخرى، وتصيّد المستضعفين السائرين في المؤخرة وضربهم (تثنية25: 17-19). وفي أيام السبي ظهر في صورة هامان ورسم الخطة لإبادة الشعب (اقرأ سفر أستير).
2- رجال يشوع: هناك مقولة - وهي صحيحة - أن “الجيش للرجال”؛ فالجندي لا بد أن يكون رجلاً، لا يسقط صريعًا أمام أي خطية تتحرك بداخله، ولا ينهزم أمام أي رغبة جسدية.
رجل يستطيع أن يقول “لا”. وكم من رجال على صفحات الوحي قالوا “لا” للأعداء المشهورين (الجسد والعالم والشيطان)، ودخلوا المعركة بكل جولاتها وقالوا “لا” لكل شهواتها؛ فكان الانتصار حليفهم. نذكر منهم من خاض هذا الصراع، كان شابًا صغيرًا، ولكنه تصرّف كرجل كبير؛ فعندما عُرضَت عليه شهوة الجسد في ميدان معركة يسقط فيها الجبابرة، صمَدَ، وكان رجلاً قاطعًا في ردِّه، وأبى أن ينحني أمامها؛ والسبب أن عينيه كانت مُثبّتة على رئيس جند الرب الواقف أمامه. هل عرفته (اقرأ تكوين39).

لمن الانتصار؟

في داخل كل مؤمن صراع بين الجسد والروح، والغلبة لمن ستكون أنت في صفِّه. فالجسد له أعماله والروح له ثمره (اقرأ غلاطية5: 16-26). فإن راعيت الجسد وغذّيته بقراءة المجلات العالمية وسماع الأغاني الشبابية ومصادقة الشلة “اللي هيّه”؛ هنا سينتصر الجسد ويحزن الروح. ولكن إن فصلت الثمين من المرذول وخضعت لإرشاد وقيادة الروح، وسلّمته أعضائك ليستخدمها كآلات بر لله وصار لسانك قلم كاتب ماهر، فلا يخرج منه كلام رديء بل كل ما يصلح للبنيان، وعيناك لرئيس الإيمان تنظران، وأذناك لكلمة الله تسمعان، ويداك في الأعمال الصالحة تشتغلان، وقدماك في طريق السلام تسيران.. هنا ستكون منتصرًا.

ضمان الانتصار

صيحتان نرى فيهما شراسة المعركة وقوة المعونة الخارجية.
الأولى صوت صياح الكسرة: «ويحي أنا الإنسان الشقي مَن ينقذني مِن جسد هذا الموت». والثانية صوت صياح النصرة «أشكر الله بيسوع المسيح ربنا» (رومية7: 24، 25). وهذا ما نخرج به من المعركة التي أمامنا الآن، والتي يجب أن نتعلم منها لأن «هذه الأمور أصابتهم مثالاً»؛ ففي هذه المعركة نرى يشوع رمزًا لعمل المسيح فينا بالروح القدس وموسى رمزًا للمسيح الذي قام وصعد فوق جميع السماوات وجلس على عرش الله مقدِّسًا ذاته لأجلنا (يوحنا17: 19)، وهو الشفيع الضامن لمركزنا ومقامنا وانتصارنا وهو «يقدر أن يُخلّص أيضًا إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله، إذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم» (عبرانيين7: 25). وهو لا يحتاج لمن يسند يديه كموسى، بل بكماله الشخصي، وكمال عمله على الصليب، له يدان لا تكلان ولا تتعبان ولا تحتاجان إضافات من البشر لضمان نصرتنا.

من دور إلى دور

ينتهي هذا الفصل بهذه الكلمات المُشجّعة «للربّ حرب مع عماليق من دور إلى دور» أي أنه هو المسؤول عن نصرتنا في كل جولات هذه المعركة. كما ينتهي أصحاح النصرة (رومية8) بكمالات الرب التي هي لحسابنا. فالمسيح هو الذي مات (كمال محبته) بل بالحري قام (كمال قوته) هو أيضًا عن يمين الله (كمال سلطانه) الذي أيضًا يشفع فينا (كمال معونته). فهيا صديقي نردِّد معًا صياح النصرة «يعظم انتصارنا بالذي أحبنا». وقريبًا ستنتهي جولاتنا مع هذا الجسد بمجيء الرب الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده (فيلبي3: 21).











التوقيع

آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 03-06-2012 في 03:55 PM.
رد مع اقتباس
قديم 03-06-2012, 02:13 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ابو بيشو
 

 

 
افتراضي




برية سيناء

بعد ثلاثة شهور من الخروج من مصر يتوقف قطارنا على المحطة رقم12 وهي المحطة الأهم في كل رحلة الشعب. إنها محطة جبل سيناء أو جبل الله حوريب وهو يبعد مسيرة 11 يوم عن قادش برنيع (تثنية1: 2) وتحيط به برية تكفي لمعسكر الشعب.
أحداث هامة:
حدثت في هذا المكان أحداث هامة على مدار قرابة السنة مسجلة في 58 أصحاحًا نلخصها في الآتي:
م أهم الأحداث الشواهد المدة 1 صعود موسى على الجبل وسماعه كلمات الناموس وبعض الأحكام وتعليمات صنع خيمة الاجتماع وحادثة العجل الذهبي وكسر لوحي الشريعة. 15 أصحاح (من خروج19 إلى 33) 40 يوم 2 صعود موسى بلوحين آخرين وكتابة الله لنفس الكلمات ونزول موسى بهما وجلد وجهه يلمع. 1 أصحاح (خروج34) 40 يوم 3 جمع تقدمات الشعب وتنفيذ خيمة الاجتماع وإقامتها. 6 أصحاحات (خروج35 إلى 40) 6 شهور 4 طريقة الاقتراب إلى الله وتقديم الذبائح والقرابين وقداسة الشعب. 27 أصحاح (كل سفر اللاويين) 30 يوم 5 إحصاء الشعب وموت ناداب وأبيهو وتنظيم حلول الشعب حول الخيمة وتعليمات حملها من مكان لآخر. وعمل الفصح الأول في البرية. 10 أصحاح (من سفر العدد1 إلى 10) 20 يوم جبل سيناء:

  1. ارتفاعه حوالي 2500م. صعد عليه موسى خمس مرات (خروج19، 24، 34).
  2. بداية تدبير الناموس (1440ق.م) حيث وضع الشعب نفسه تحت عهد الأعمال، عندما قالوا «كل ما تكلم به الرب نفعل» (خروج19: 8)، وكأنهم لم يتعلموا شيئًا مما سبق.
  3. يقسم الرحلة إلى قسمين. في الأول (خروج12-18)، نرى النعمة وهي تقود الشعب من الخلاص في البحر الأحمر وحتى الآن، والشعب محمول على أجنحة النسور (خروج19: 4). والقسم الثاني (من ص19)، نرى الإنسان على حقيقته، وردّ هذا الشعب على معاملات النعمة.
الناموس (إقرأ خروج20)

ما لا يعطيه الناموس:

  1. الناموس لم يُظهر لنا مَن هو الله، في قصده ومحبته ونعمته من جهة الإنسان.
  2. الناموس لا يعطي الخلاص للإنسان الهالك، بل الخلاص بالنعمة «لأنكم بالنعمة مُخلّصون بالإيمان... ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد» (أفسس2: 8، 9).
  3. الناموس لا يعطي التبرير، بل التبرير بالإيمان «إذ نعلم أن الإنسان لا يتبرّر بأعمال الناموس، بل بإيمان يسوع المسيح...» (غلاطية2: 16).
  4. الناموس لا يعطي الروح القدس، بل بعد الإيمان يسكن فينا «أ بأعمال الناموس أخذتم الروح أم بخبر الإيمان؟» (غلاطية3: 2).
  5. الناموس لا يعطي وراثة البركة «لأنه إن كانت الوراثة من الناموس فلم تكن أيضًا من موعد، ولكن الله وهبها لإبراهيم بموعد» (غلاطية3: 18).
  6. لناموس لا يعطي الحياة «لأنه لو أُعطى ناموس قادر أن يُحي...» (غلاطية3: 21)، ولكن «الذي يؤمن بالابن فله حياة أبدية» (يوحنا3: 36).
  7. الناموس لا يكمِّل الذين يتقدمون «لأن الناموس... لا يقدر أبدًا... أن يكمِّل الذين يتقدَّمون... لأنه (أي المسيح) بقربان واحد قد أكمل إلى الأبد المقدَّسين» (عبرانيين10: 1، 14).
وإن كان هذا فلماذا جاء الناموس؟ للأسباب الآتية:




  1. لكي نعرف به الخطية «لأن بالناموس معرفة الخطية» (رومية3: 20). أي أن الخطية كانت موجودة، ولكنها لم تُعرَف أنها خطية وتعدي إلا بالناموس (رومية7: 7).
  2. لكي نعرف أن الخطية كثيرة «وأما الناموس فدخل لكي تكثر الخطية» (رومية5: 20).
  3. لكي يُظهر موت الإنسان «وأما أنا فكنت بدون الناموس عائشًا قبلاً. ولكن لما جاءت الوصية عاشت الخطية فمُتُّ أنا» (رومية7: 9).
  4. «فلماذا الناموس؟ قد زيد بسبب التعديات» (غلاطية3: 19). النعمة هي الأصل، والناموس زيادة ليُظهر تعدّي الإنسان لحدودة.
  5. كان مؤدِّبًا للإنسان إلى مجيء المسيح، «إذًا قد كان الناموس مؤدِّبنا إلى المسيح» (غلاطية3: 24).
الناموس والنعمة:

الموت لمن لا يفعله (عبرانيين10: 28)، والنعمة تعطي حياة للميت (رومية5: 15-17)
اللعنة لكل من لا يثبت فيه (تثنية27: 26)، والمسيح افتدانا من لعنة الناموس (غلاطية3: 13)
ينتهي العهد القديم باللعنة (ملاخي4: 6)، وينتهي العهد الجديد بالنعمة (رؤيا22: 21)
الوصايا العشر:
الوصايا الأربع الأولى تتعلق بعلاقة الإنسانب الله:



الأولى تُعلن وحدانية الله.. فلا نُشرك به أحدًا.
الثانية تُعلن أن الله روح.. فلا يُرى في تمثال أو صورة.
الثالثة تُعلن قداسة الله.. فلا ننطق باسمه باطلاً.
الرابعة تُعلن صلاح وحنان الله.. إذ أراد أن يشارك الإنسان معه في راحته.
الوصايا الست الأخيرة تتعلق بعلاقة الإنسان بالقريب:
يبدأها بالخامسة وتتعلق بإكرام الوالدين، وينهيها بالعاشرة التي تُظهر فساد الإنسان الداخلي (الشهوة).
صديقي: هل تريد أن تتعامل مع الله بالناموس، أم أن يتعامل معك الله بالنعمة؟










التوقيع

آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 03-06-2012 في 03:58 PM.
رد مع اقتباس
قديم 03-06-2012, 02:14 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ابو بيشو
 

 

 
افتراضي




خيمة الأجتماع

ما زلنا في محطة برية سيناء، والتي توقّفنا بها في العدد السابق، حيث رأينا الحدث الأول، وهو صعود موسى لجبل سيناء وأخذ الوصايا العشر (الناموس) وبعض الأحكام. والآن نأتي لأمر آخر وهو: خيمة الاجتماع.

على جبل سيناء، ولمدة أربعين نهارًا وأربعين ليلة، رأى موسى أجمل منظر لأجمل خيمة بكل تفصيلاتها. ثم نزل، فصنعها ونصبها في برية سيناء، وبعد ذلك رافقتهم كل الرحلة.

الغرض من صنعها
قال الرب لموسى «فيصنعون لي مقدسًا لأسكن في وسطهم» (خروج25: 8). وأيضًا لتكون مكان اقتراب الإنسان أمام الله، لتقديم العبادة له. والخيمة، بكل أجزائها، رمز للرب يسوع المكتوب عنه «والكلمة صار جسدًا وحلّ بيننا (نصب خيمته وسطنا)» (يوحنا1: 14). ولأهمية الخيمة ذُكرت ثلاث مرات في سفر الخروج من ص15 إلى ص40.


المواد المستخدمة ومدلولاتها

1- الذهب (يُقدَّر بـ1300كجم)؛ ويرمز للاهوت المسيح.
2- الفضة (تُقدَّر بـ 4500كجم)؛ وترمز لفداء المسيح.
3- النحاس (يُقدَّر بـ 3600كجم)؛ يصوِّر الدينونة التي احتملها المسيح على الصليب.
4- الاسمانجوني (ولونه أزرق سماوي)؛ رمز للمسيح كابن الإنسان، الذي نزل من السماء.
5- الأرجوان (كان يُصنع منه لباس الأباطرة الرومان)؛ رمز للمسيح ملك الملوك.
6- القرمز (كان يُصنع منه لبس الملوك)؛ صورة للمسيح كملك إسرائيل.
7- البوص المبروم (الكتان النقي) وخشب السنط (خشب لا يسوّس)؛ رمز لناسوت المسيح القدوس الذي بلا عيب.
8- شعر المعزى (كان يُصنع منه لباس الأنبياء قديمًا)؛ رمز للمسيح كالنبي.
9- جلود تخس (حيوان يحتمل وجلده ليس جميلاً)؛ صورة لنظرة العالم للمسيح «لا صورة له ولا جمال» (إشعياء53: 2).
10- جلود كباش محمَّرة (مصبوغ باللون الأحمر)؛ رمز لطاعة المسيح حتى الموت.

تقسيم خيمة الاجتماع

تنقسم إلى ثلاثة أقسام:-

أولاً: الدار الخارجية

يحيط بها سور من الأعمدة والقماش الأبيض (بوص مبروم) مستطيل الشكل (100×50 ذراع)، بارتفاع 5 أذرع. ويدخله عامة الشعب، من الباب الوحيد، والذي يرمز للمسيح القائل «أنا هو الباب. إن دخل بي أحد فيخلص. ويدخل ويخرج ويجد مرعى» (يوحنا10: 9). وكان الباب مصنوعًا من القماش لسهولة الدخول منه، وهويكلّمنا عن الحصول على الخلاص المجاني بالإيمان بالمسيح. وبالدار قطعتان هما:

1- مذبح النحاس: أول ما يراه الداخل للخيمة. مذبح وذبائح تُحرَق ونار تَحرِق. وهذه صورة للصليب، حيث نزلت نيران عدالة الله علي المسيح، فاحتملها، وأنهى عليها، وعبرت الدينونة عن المؤمن به.

2- المرحضة النحاسية: إناء من النحاس به ماء ليغسل الكهنة أياديهم وأرجلهم قبل دخول القدس. صورة لكلمة الله التي تُنقّي وتُطهّر المؤمن من كل أدناس البرية ليكون مهيأً للشركة مع الرب. والقطعتان (المذبح والمرحضة) يمكن أن نراهما في القول «أحب المسيح أيضًا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها (المذبح)، لكي يقدِّسها مُطهِّرًا إياها بغسل الماء بالكلمة (المرحضة) » (أفسس5: 25، 26).

ثانيًا: القدس


كان يدخله الكهنة فقط. ويسمَّى، هو وقدس الأقداس، بالمسكن، المكوَّن من ألواح من الخشب، مُغشّاة بالذهب، ومُغطى بأربعة أغطية هي: الشُقق الجميلة، وشعر المعزى، وجلود الكباش المحمَّرة، وجلود التخس. ويوجد بالقدس ثلاثة أجزاء هي:

1- مائدة خبز الوجوه: مصنوعة من خشب السنط المغشّى بالذهب، ويوضع عليها اثنا عشر رغيفًا يأكلهم الكهنة (عند تغييرهم كل سبت) في مكان مقدس. صورة للمسيح كطعام شعبه، ككهنة يخدمون في القدس.

2- المنارة: مصنوعة من الذهب النقي (حوالي 45كجم). لها سبع شُعَب لإضاءة القدس. وهي ترمز لكمال المسيح كالنور الحقيقي «أنا هو نور العالم». وأيضًا ترمز للمؤمنين «أنتم نور العالم».

3- مذبح البخور: مصنوع من الخشب المغشّى بالذهب. وهو رمز للمسيح الذي أسلم نفسه لأجلنا قربانا وذبيحة لله رائحة طيبة (أفسس5: 2)؛ فوضع لنا الأساس لاقترابنا إلى الله مقدّمين سجودًا وتسبيحًا وصلاةً وحمدًا، وكلها ذبائح مقبولة عند الله كروائح بخور عطر.

ثالثًا قدس الأقداس:

وكان يدخله رئيس الكهنة فقط، مرة واحدة كل سنة، في يوم الكفارة. وفيه يوجد التابوت مكان سكنى الله. والتابوت ينقسم إلى جزئين:

1- صندوق من الخشب المُغشّى بالذهب موضوع به ثلاثة أشياء:

أ. لوحي الشهادة: صورة للمسيح الذي حفظ الناموس كاملاً «وشريعتك في وسط أحشائي».
ب. قسط ذهبي فيه المن: تذكارًا لإعالة الله للشعب كل رحلة البرية.
ج. عصا هارون: رمز لقيامة المسيح كرئيس كهنة لمعونة شعبه.

2- غطاء التابوت أو كرسي الرحمة: مصنوع من الذهب ومثبَّت عليه كروبان وكان يُرَش عليه الدم في يوم الكفارة العظيم.



(لمزيد من التفصيلات عن خيمة الاجتماع يمكنك الرجوع للأعداد من 43 إلى 52 من مجلة نحو الهدف المجلد الرابع والخامس)

صديقي:

هل تريد أن تعرف الله، وتعبده عبادة حقيقية مقبولة؟
هل تريد أن تطمئن من جهة أبديتك؟
هل تريد أن توجَد حيث يسكن الله؟
تعالَ للمسيح واقبله فاديًا ومـُخلِّصًا لك.








التوقيع

آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 03-06-2012 في 04:01 PM.
رد مع اقتباس
قديم 03-06-2012, 02:14 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ابو بيشو
 

 

 
افتراضي




برية سيناء (العجل الذهبي)

مضى ما يقرب من أربعين يومًا قضاها موسى على جبل سيناء. فيها أخذ من الرب لوحي الحجارة والشريعة والوصية، وأيضًا تعليمات صنع خيمة الاجتماع. وكنا ننتظر نزول موسى ليزف البُشرى العجيبة للشعب: أن الله سيسكن في وسطنا. وأن الشعب سيطير فرحًا بهذا الخبر، وبكل همة ونشاط يصنعون المسكن. ولكن، وللأسف، لم يحدث شيء من هذا. بل نزل موسى فماذا رأى:
العجل الذهبي (اقرأ خروج32)



يا لقلب الإنسان! في ذات الوقت الذي أظهر الله لموسى على الجبل شهوة قلبه في أن يسكن وسط شعبه، كان الشعب أسفل الجبل يظهرون لهارون شهوة قلوبهم في آلهة تسير أمامهم! ولأن هذا الأمر أصابهم مثالاً، وحتى لا نكون عبدة أوثان مثلهم (1كورنثوس10: 7، 11)؛ هيا نتعلم هذه الدروس:
1- الإيمان والعيان:
الإيمان الحقيقي هو الذي يثق ويستند ويسير ويسجد لإله لا يُرى بالعين ولكن يُحَب بالقلب (1بطرس1: 8). أما العيان فيبحث عن عبادة شيء تراه بالعين وتلمسه اليد. وهذا هو التدين الظاهري، الذي فيه يبحث الإنسان الطبيعي عن مظهر خارجي حسن، مع الإبقاء على الجوهر الداخلي الفاسد. والشعب هنا ترك عبادة الإله الحي لأنه لا يراه، مفضِّلاً عبادة عجل يراه!!
2- كسر الوصايا:
في هذا الحادث كسر الشعب أول 3 وصايا من الناموس:



«لا يكن لك آلهة أخرى»؛ وهم قالوا: اصنع لنا آلهة تسير أمامنا!
«لا تصنع لك تمثالاً منحوتًا»؛ وهم صنعوا عجلاً مسبوكًا!
«لا تنطق باسم الرب إلهك باطلاً»؛ وهم قالوا: هذه آلهتك يا إسرائيل!
3- الخطية وفعل الإرادة الذاتية:
أ- لم يفعلوا شيئًا ممّا أمر به الرب «يضعون لي مقدسًا»، ولم يمتنعوا عن شيء نهى عنه الرب (8 وصايا تبدأ بـ“لا”)؛ لكنهم فعلوا إرادتهم “اصنع لنا”.
ب- كانت رغبة الرب أن يعبدوه ويعيّدوا له عندما يأتون إلى حوريب (خروج3: 12)، وعندما أوصلهم الرب عبدوا وعيّدوا للعجل!
4- خميرة صغيرة:
خرج الشعب من مصر ولم تخرج عجولها - أوثانها - من قلوبهم. فالصورة التي أتقن هارون صنعها كانت للعجل. ومرّت الأيام وجاء يربعام بن نباط وعمل عجلين من ذهب (1ملوك12)، ثم في أيام آخاب أصبحت عجولاً كثيرة (2ملوك10: 29)، ثم أصبحت عجولاً وتيوسًا في أيام رحبعام (2أخبار11: 15). فاحترس وتحرّز صديقي القارئ من الخطايا القديمة والثعالب الصغيرة.
5- زرع وحصاد:
فرح الشعب بأعمال أيديهم، وأكلوا وشربوا، ورقصوا أمام العجل؛ فكان لا بد أن يشربوا المُر «فأخذ موسى العجل الذي صنعوا وأحرقه بالنار وطحنه حتى صار ناعمًا، وذرّاه على وجه الماء وسقى بني إسرائيل» (ع20). وأيضًا مات في نفس اليوم ثلاثة آلاف رجل (ع28).
6- الوسيط والعلاج:



نزل موسى وفي يده لوحان، هما صنعة الله والكتابة كتابة الله. وبعد ما رأى ما رآه؛ كان لا بد أن يحدث أمر من إثنان: إما تطبيق المكتوب وفناء الشعب، أو كسر اللوحين. وكسر موسى - الوسيط - اللوحين. وهيا لنرى المفارقة بين موسى وما فعله، وبين الوسيط الواحد وما فعله:
1- نزل موسى من الجبل.. ونزل المسيح من عند الله آخذًا صورة عبد (فيلبي2: 6-8).
2- كانت الشريعة في يد موسى.. وشريعة الله في أحشاء المسيح (مزمور40: 8).
3- كسر موسى اللوحين.. والمسيح عظّم الشريعة وأكرمها وتممها في حياته. ويا للعجب حمَلَ لعنة الناموس في موته!!
4- غضب موسى عندما رأى العجل.. والمسيح جاء مملوءًا نعمةً وحقًّا، وحَمَل عنا كل الغضب.
5- سقى موسى الشعب مما فعلوه.. والمسيح شرب كأس مرة وأعطانا كأس الخلاص
6- يوم نزول موسى مات ثلاثة آلاف نفس.. ويوم نزول الروح القدس نال الحياة بالإيمان بالمسيح ثلاثة آلاف نفس.
7- صعد موسى مرة ثانية وهو يقول «لعلّي أكفر خطيتكم» (ع30).. والمسيح «هو كفارة لخطايانا» (1يوحنا2: 2).



صديقي: إن عبادة الأوثان ليست بالضرورة أن تكون صنمًا حرفيًا. بل هو أي شيء يأخذ مكانًا في القلب الذي يجب أن يكون للمسيح فقط. مثل العلاقات والميول الشريرة والشهوات الردية والطمع...
فلتكن قلوبنا له وحده، وليكن هو فقط موضوع عبادتنا ومحبتنا ونبع أفراحنا.








التوقيع

آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 03-06-2012 في 04:04 PM.
رد مع اقتباس
قديم 03-06-2012, 02:15 PM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ابو بيشو
 

 

 
افتراضي




برية سيناء (الحلول حول خيمة الاجتماع)

توقف قطارنا في هذه المحطة قرابة سنة؛ رأينا من أحداثها: صعود موسى على جبل سيناء، وأخذ لوحي الشريعة ونزوله - بعد أربعين يومًا - وكسْر لوحي الشريعة عندما رأى العجل الذهبي. بعدها قال الرب لموسى «انحت لك لوحين من حجرٍ مثل الأوَّلين، فأكتب أنا على اللوحين الكلمات التي كانت على اللَّوحين الأوَّلين اللَّذين كسرتهما» (خروج34: 1). ففعل موسى كذلك وصعد لجبل سيناء وكان هناك أربعين نهارًا وأربعين ليلة أخرى. ثم نزل وكلَّم الشعب بكل وصايا الرب. ثم جمع تقدمات الرب من الشعب وصنع خيمة الاجتماع، وأُقيمت في أول الشهر الأول من السنة الثانية لخروجهم من أرض مصر (خروج40: 16).
الحلول حول خيمة الاجتماع (إقرأ سفر العدد ص1، 2)
ما أجمله وما أجوده: هل يوجد أعجب وأعظم من هذا المنظر؟! الله القدوس، ساكن السموات، يتنازل ويسكن في خيمة؟! عن هذا قال سليمان لاحقًا «لأنه هل يسكن الله حقًا على الأرض؟ هوذا السماوات وسماء السماوات لا تَسَعُكَ» (1ملوك8: 27). وهل هناك امتياز للشعب أعظم من هذا: أن الله يسكن وسطهم وهم ينزلون حوله؟! منظر من يصدِّقه؟! لكن الله قال هذا، وتمَّم ما قاله، والإيمان يقبل هذا. وهنا نرى صورة لتجسد ربنا يسوع المسيح «والكلمة صار جسدًا وحلّ بيننا (نصب خيمته وسطنا) ورأينا مجده، مجدًا كما لوحيدٍ من الآب» (يوحنا1: 14).



إحصاء الشعب: قبل أن يُعطي الرب تعليماته لموسى بحلول الشعب حول الخيمة أمره بإحصاء الشعب ومن هذا نتعلم:
1- أن الرب السائر معنا في رحلة البرية يعرف عددنا، بل ويعرفنا بأسمائنا المكتوبة في سفر الحياة. بل وحتى شعور رؤوسنا هي محصاة عنده. ألا يطمئننا هذا؟!
2- على كل واحد، قبل أن ينزل في موضع قدس الرب، أن يتأكد من انتسابه لعائلة الله، وهل هو واحد من أولاد الله وله اليقين في القول «الآن نحن أولاد الله» (1يوحنا3: 2).
حولها ينزلون: في تناسق عجيب نرى الاثنا عشر سبطًا بخيامهم، والتي تقدَّر بحوالي 250 ألف خيمة، يحيطون بخيمة الاجتماع، واللاويون يعسكرون حولها، وموسى وهارون وأولاده قدَّام بابها، وعيون الملايين تتجه نحو عامود السحاب نهارًا وعامود النار ليلاً. وحدة عجيبة جمعت هذا الحشد الكبير ومجد عظيم ملأ المحلة. وذلك بحضور الله كمركز لشعبه.



منظر كل من يراه يقول مع بلعام «ما أحسن خيامك يا يعقوب، مساكنك يا إسرائيل» (العدد24: 5). وهنا نرى صورة للمسيح مركز ومجد الكنيسة في الوقت الحاضر وهي عابرة وسط برية هذا العالم.
كلُّ عند رايته: تحدد لكل ثلاثة أسباط جانب يعسكرون به، ولهم راية يجلسون تحتها. ومن هذا نتعلم:

  1. أن ربنا يسوع المسيح هو المُعلَم (علم أو راية) بين ربوة (نشيد5: 10). فهو الذي حوله يلتف المؤمنون، ومحضره يمتلئ بمجده. وهذا سيكون أيضًا في المستقبل لكل الشعوب «ويرفع رايةً للأمم ويجمع منفيِّي إسرائيل ويضمُّ مشتَّتي يهوذا من أربعة أطراف الأرض» (إشعياء11: 12).
  2. أن الرب هو الذي يحدِّد لكل مؤمن مكانه وخدمته «وضع الله الأعضاء كلَّ واحدٍ منها في الجسد كما أراد» (1كورنثوس12: 18).
  3. عندما نكون حوله، وهو في وسطنا، لننتظر الروح القدس (السحابة) قبل أن ننزل أو نتحرك أو نقول أو نفعل شيئًا. فقط نجلس كل واحد تحت رايته.
  4. لكل دولة علمها الذي يميّزها عن سواها ويفتخر به شعبها. وهكذا المؤمنون بالمسيح مميَّزون، ولا فخر لهم في العالم «من أفتخر فليفتخر بالرب».
  5. أربعة رايات حول مركز واحد. فيها نرى المؤمنين في أربع رياح الأرض لهم مركز واحد وهو المسيح.
  6. كل ثلاثة أسباط حول راية، ورقم ثلاثة هو رقم القيامة. أي أن موت وقيامة ربنا يسوع المسيح هو أساس وحدتنا واتحادنا واجتماعنا إليه.
أخي القارئ: هل أنت متأكد من انتسابك للمسيح؟ هل أنت واحد من أولاد الله المولودين منه الولادة الجديدة؟ أم تكتفي بانتسابك لعائلة مسيحية أو للطائفة الفلانية أو لشخصية دينية؟ إن هذا لن يفيدك شيئًا إن لم تكن مؤمنًا حقيقيًا باسم ابن الله الوحيد. وإن كنت من أولاد الله؛ هل عرفت مكانك وخدمتك؟ وهل تتوق للوجود في محضره؟ ومتى حضرت هل تراه في الوسط وتقدِّره وتنتظره؟ ليتك تكون كذلك.










التوقيع

آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 03-06-2012 في 04:07 PM.
رد مع اقتباس
قديم 03-06-2012, 02:16 PM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ابو بيشو
 

 

 
افتراضي




محطة برية فاران

سنتحرك الآن من برية سيناء إلى برية فاران. فبعد أن رأينا منظر حلول الشعب حول خيمة الاجتماع. سنرى الآن منظرًا عجيبـًا آخر وهو ترحال الشعب مع خيمة الاجتماع. ولكن كيف لشعب يزيد تعداده عن 2 مليون أن يسير وسط صحراء جرداء لم يعبروها من قبل، بلا مرشد خبير بدروب الصحراء أو بوصلة تحدِّد لهم الإتجاهات؟! هنا نرى الرب يقود ويرشد هذا الشعب كما ترنموا له قبلاً «ترشد برأفتك الشعب الذي فديته تهديه بقوتك إلى مسكن قدسك» (خروج15: 13).

الأحمال والترحال (إقرأ سفر العدد ص10،4،3)
الأحمال:
تعيَّن سبط لاوي لخدمة الخيمة. فكان من بني لاوي: عشائر جرشون، وقهات، ومراري، وعددهم 8580 لحمل خيمة الاجتماع في الترحال كالآتي: بنو جرشون (وعددهم 2630): لحمل الشُقَق والأغطية والأستار. بنو مراري (وعددهم 3200): لحمل الألواح والأعمدة والقواعد. بنو قهات (وعددهم 2750): لحمل التابوت، والمائدة، والمنارة، ومذبح الذهب، وأوانيها.
وإن تأملنا في الأحمال نجد أن بنو مراري هم أصحاب الحمل الأثقل، لكن هل تركهم الرب بدون موأزرة ومساعدة؟ لقد قدَّم رؤساء الأسباط ست عجلات وإثني عشر ثورًا؛ فكان لبني مراري أربع عجلات وثمانية ثيران، وبنو جرشون عجلتان وأربعة ثيران.
أقوال وراء الأحمال: لم يفتخر بنو قهات، حاملي الأقداس الذهبية، على إخوتهم حاملي الجلود والألواح الخشبية. ولم يئن أو يتذمر بنو مراري من حملهم الثقيل، أو يحسدوا إخوتهم حاملي الأقداس. لأن كل واحد ارتضى بمكانه المعيَّن من الرب. كقول الكتاب «فإنه كما في جسدٍ واحدٍ لنا أعضاءٌ كثيرةٌ ولكن ليس جميع الأعضاء لها عملٌ واحدٌ» (رومية12: 4). فعلينا أن ينظر كل واحد إلى الخدمة التي قبلها في الرب لكي يتمِّمها (كولوسي4: 17). وهنا تأتي العجلات التي تساعدنا على القيام، كل واحد، بخدمته.
الترحال:
في العشرين من الشهر الثاني من السنة الثانية ارتحل بنو إسرائيل من سيناء إلى برية فاران. وهنا كانت البداية الحقيقية لرحلة البرية. لكن كيف كان التحرك والارشاد؟
كيفية التحرك: كان هارون وبنوه يغطّون التابوت بالحجاب، ويغطون المائدة ومذبح الذهب والمنارة ومذبح النحاس بغطاء إسمانجوني أو أرجواني أو من جلود تخس، ويأتي بنو قهات لحملها. ثم الجرشونيون يحملون الشُقق والأغطية والأستار. ثم بنو مراري يحملون الألواح والأعمدة والقواعد. وهنا ترتفع السحابة إيذانا ببدء التحرك، ثم تضرب الأبواق فتتحرك راية محلة يهوذا ثم بنو جرشون وبنو مراري. ثم راية محلة رأوبين. ثم بنو قهات. ثم راية محلة إفرايم وأخيرًا راية محلة دان. وعندما تقف السحابة كان بنو جرشون وبنو مراري ينصبون خيمة الاجتماع لحين وصول بنو قهات فيضعون الأقداس في مكانها.
الإرشاد في الطريق: كان بواسطة ثلاثة أشياء رافقت الشعب كل الرحلة وهي: التابوت.. السحابة.. الأبواق
التابوت: «فارتحلوا من جبل الرب مسيرة ثلاثة أيام، وتابوت عهد الرب راحل أمامهم مسيرة ثلاثة أيام، ليلتمس لهم منزلاً» (عدد10: 33). وهو يمثِّل حضور الرب وسط شعبه، كقائد المسيرة عند الترحال، فهو قال «وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر» (متى28: 20). وإن كنّا لم نعبر هذا الطريق من قبل. لكن الرب يسوع الذي هو الطريق والحق والحياة قال أيضًا «أعلِّمك وأرشدك الطريق التي تسلكها أنصحك عيني عليك» (مزمور32: 8)

.

السحابة: في يوم إقامة المسكن في أول الشهر الأول من السنة الثانية غطّت السحابة المسكن (خروج34؛ 40: 17). ثم بعد خمسين يومًا إرتفعت السحابة عن المسكن، فبدأت الرحلة (عدد10: 11). ألا يذكرنا هذا بحلول الروح القدس على التلاميذ، بعد قيامة الرب يسوع بخمسين يومًا، وهكذا بدأت خدمتهم ورحلتهم، وصار هذا العالم - لهم ولنا - برية؟! «هكذا كان دائمًا: السحابة تغطيه، ومنظر النار ليلاً. ومتى ارتفعت السحابة عن الخيمة، كان بعد ذلك بنو إسرائيل يرتحلون. وفي المكان حيث حلّت السحابة، هناك كان بنو إسرائيل ينزلون. حسب قول الرب كان بنو إسرائيل يرتحلون وحسب قول الرب كانوا ينزلون» (عدد9: 16-18). ومن رومية8: 14 نقرأ «لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله». فيجب على المؤمنين أن يتركوا قيادة سفينة حياتهم الشخصية والجماعية، الروحية والزمنية، لشخص الروح القدس الساكن فينا، وهذا يتم عندما لا نُطفئه أو نحزنه. ولنتخيل الأخطار والعواقب التي يمكن أن تصيب الشعب إذا تحرَّك والسحابة واقفة، أو إذا انتظر مكانه عند تحركها. بالتأكيد سيتحوَّل نهاره لشمس محرقة، وليله لظلمة دامسة.
الأبواق: كما رأينا في التابوت شخص الرب، وفي السحابة روح الرب، نرى في البوقين من فضة كلمة الرب «كلام الرب كلام نقي كفضة مصفَّاة» (مزمور12: 6). وكانت تُستخدم في مناسبتين للضرب، وهما: الاجتماع، والأفراح. ومناسبتين للهتاف، وهما: الارتحال والحرب (عدد10: 1-10)
وكلمة الرب تُعلِّمنا: عن الاجتماع: «غير تاركين اجتماعنا كما لقوم عادة» (عبرانيين10: 25). وعن الأفراح: «افرحوا في الرب كل حين، وأقول أيضًا أفرحوا» (فيلبي4:4). وعن الارتحال: «عابرين في وادي البكاء يصيّرونه ينبوعًا» (مزمور84: 6)، وأيضًا «سيروا زمان غربتكم بخوف» (1بطرس1: 17). وعن الحرب: «فإن مصارعتنا... مع أجناد الشرّ الروحية في السماويات» (أفسس6: 12).
وقريبًا سينتهي كل هذا بانتهاء رحلتنا، عندما نسمع هتاف الرب نفسه، وصوت بوق الله، ونُخطَف لملاقاة الرب في الهواء (1تسالونيكي4: 16-17).
أقوال أثناء الترحال: إننا راحلون لوطننا السماوي. فليتنا نسلِّم قيادة مسيرتنا وسفينة حياتنا للرب يسوع وحدة، ونقول له «أتبعك يا سيد». ولنعطِ الروح القدس مجاله في حياتنا واجتماعاتنا. ولتكن كلمة الله هي دستور حياتنا. ولا ننسى أن نقول للآخرين ما قاله موسى لحوباب «إذهب معنا».









التوقيع

آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 03-06-2012 في 04:08 PM.
رد مع اقتباس
قديم 03-06-2012, 02:17 PM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ابو بيشو
 

 

 
افتراضي




قبروت هتأوة

الزمان والمكان
بعد مضي 14 شهرًا من الرحلة، سقط الشعب في ”قبور الشهوة“ (معنى ”قبروت هتّأوة“)؛ وسنرى لماذا كان هذا.
قلب الله وقلب الإنسان
هذا ما نخرج به من البرية. فمما مضى حتى الآن، رأينا نعمة الله وصلاحه، وكيف جهَّز للشعب كل ما يلزمهم لإكمال الرحلة بسلام. فأعطاهم المن لإشباعهم، والصخرة لإرواء عطشهم، والسحابة لهدايتهم وإرشادهم. وفوق الكل أنه بنفسه يسكن في وسطهم ويسير معهم.
ولكن من الجانب الآخر، وبدءًا من هذا الأصحاح ولمدة 39 سنة، سنرى قلب الإنسان والخطايا الدفينة الموجدة به والتي بدأت تتحرك وتظهر في الأفراد والجماعة. وإليك بعض مما هو مدوَّن في سفر العدد:
ص11: شكوى وشهوة.

ص12: كلام مريم وهارون على موسى رجل الله.

ص13 إرسال من يتجسس الأرض.

ص14 طلبهم رئيسًا ليرجعوا إلى مصر.

ص15 رجل يحتطب في يوم السبت (كسر الناموس).

ص16 قورح وجماعته يقاومون موسى وهارون...
هذا بعضٌ من الكلٍّ.
التذكر والنسيان



لم نقصد من تاريخ الرحلة أن نكشف حالة الشعب القديم، بل أن نكتشف أنفسنا فيهم، عملاً بقول الكتاب «وهذه الأمور حدثت مثالاً لنا، حتى لا نكون نحن مشتهين شرورًا كما اشتهى أولئك... فهذه الأمور جميعها أصابتهم مثالاً وكُتبت لإنذارنا، نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور» (1كورنثوس10:6،11). فما الذي حرَّك في قلوبهم - كجماعة وكأفراد - كل هذا؟ إنه نسيان إحسان الرب لهم من ناحية، ومن الأخرى تذكّر أيام لم ينسوها، وحوّلوها، بأذهانهم الفاسدة من أيام عبودية وذل معاجن الطين وسياط المسخرين إلى أيام الخير والوجبات الساخنة من الأسماك واللحوم!! لذا حرَّضهم موسى فيما بعد «وتتذكر كل الطريق التي فيها سار بك الرب إلهك» (تثنية8:2). وأيضًا حرضنا بولس «أنسى ما هو وراء وأمتد إلى ما هو قُدَّام» (فيلبي3:13).
الشكوى والشهوة
سريعًا ما فقد الشعب حاسة التذوق لطعام طعمه كرقاق بعسل، فاحتقروه ولم يقدّروه وكأنه فقد حلاوته وقالوا عنه «ليس شيء غير أن أعيننا إلى هذا المن». ثم تحول هذا الملل إلى كلام أصعب «كرهت أنفسنا هذا الطعام السخيف».
عزيزي القارئ.. أخاف أن يكون قد أصابك الملل من الكتاب المقدس، فلم تعد تستطيع أن تقول «وُجد كلامك فأكلته» (إرميا15:16)، وهجرت مخدعك، وأصبحت الاجتناعات الروحية عبئًا ثقيلاً عليك. أخشى أن تكون قد فقدت شهيتك الروحية ولم تعد تتلذذ بالرب، وبدأ قلبك يميل إلى طعام مصر وأطايب العالم من أفلام ومسلسلات، وروايات ومجلات، وأردأ المعاشرات. فاحذر من الشكوى والشهوة لئلا تقع في قبورها.
السؤال والهزال
«أسرعوا فنسوا أعماله. لم ينتظروا مشورته. بل اشتهوا شهوة في البرية، وجرّبوا الله في القفر. فأعطاهم سؤلهم وأرسل هزالاً في أنفسهم» (مزمور106:13-15). لاحظ الترتيب التصاعدي للهبوط: نسيان الإحسان، ثم تذكر أيام زمان، ثم شكوى، ثم شهوة، ثم كلام، ثم بكاء، ثم إصرار على تحقيق رغبتهم، ثم سقوطهم في قبور شهوتهم.
لقد أعطاهم الرب لحمًا ليأكلوا 30 يومًا حتى صار لهم كراهة، ثم ضربهم ضربة عظيمة.
قبور الشهوة
إن الله في حكمته يعطي ما يكفي لنا في رحلة البرية، ويمنع ما يرى أنه غير نافع لنا. لكن ماذا عن القلب الخدّاع؛ فكثيرًا ما يشتكي، فماذا نفعل؟! ما علينا إلا أن نذهب إلى الرب، لا بقائمة تمتلئ بما نشتهيه ونطلب منه فقط المصادقة والتوقيع، بل نذهب إليه بصفحة بيضاء مذيَّلة بتوقيعنا ليملأها بما يريد ونحن نقول له «لتكن لا إرادتي بل إردتك». لكننا أحيانًا كثيرة لا نفعل هذا. فالطالب منا يذهب إلى الرب مُصِرًّا على كلية معينة وتخصص معين، والباحث عن العمل يذهب ليسأل الرب وفي خياله مكان معيَّن ومرتب محدد، والمقبل على الزواج يذهب لسؤال الرب وهو مصرّ على شخصية محدَّدة. فما الذي يفعله الرب بعد أن يكون قد أرسل صوته لنا مرارًا كثيرة لننتظره ونصبر له؟ إنه يسمع، ويعطينا سؤلنا، وما هي إلا أيام قليلة حتى نشعر بالهزال والضعف، ويصير ما كنا نرى فيه إشباعًا لرغباتنا هو سبب سقوطنا في قبور شهواتنا.فليتنا نتعلم الدرس.









التوقيع

آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 03-06-2012 في 04:11 PM.
رد مع اقتباس
قديم 03-06-2012, 02:17 PM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ابو بيشو
 

 

 
افتراضي




محطة قادش
أم الخطايا
وصلنا الآن إلى المحطة الفاصلة في تاريخ الشعب، وإلى النقطة الجوهرية في رحلة البرية. فرغم ما حدث من فشل وشكوى وشهوة وتذمر ورغم الخطية الكبرى والإهانة للرب في حادثة العجل الذهبي والسجود له، ورغم أنهم جربوا الرب عشر مرات، رغم كل هذا، وهذا لا يُحتمل، فقد احتملهم الرب وحملهم، ولم يقسم في غضبه أنهم لن يدخلوا راحته. أما الآن، فقد فعلوا لا خطية أخرى تُضاف لملف خطاياهم، بل فعلوا أم الخطايا؛ إنها خطية: عدم الإيمان، والتي بسببها طالت الرحلة من إحدى عشر يومـًا إلى أربعين سنة، وصاروا لا سائحين قاصدين وطنهم، بل تائهين في البرية، إلى أن سقطت جثثهم في القفر. إن أي خطية يفعلها الإنسان، حتى وأن كانت زنى أو قتل أو سرقة، لها علاج في دم يسوع المسيح الذي يطهِّر من كل خطية، إلا خطية عدم الإيمان؛ لأنه بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه (عبرانيين 11: 6).
إرسال الجواسيس
من تثنية 1 نفهم أن الرب لم يأمر بإرسال الجواسيس، بل أن الشعب طلب ذلك، وعندما رأى الرب عدم إيمانهم وثقتهم في كلامه ومواعيده السابقة، والتي تشمل وصفًا كاملاً للأرض وثمارها وحدودها؛ لما رأى ذلك، سمح لهم بما يتناسب مع حالتهم، فأعطاهم سؤل قلبهم ليمتحنهم. وواضح أنهم لم يتعلموا درس قبروت هتأوه عندما طلبوا لحمًا فأعطاهم شهوتهم وماتوا في قبورها (سفر العدد10). ودرس اليوم لم يتعلموه في المستقبل، إذ في يوم قادم طلبوا لأنفسهم ملكًا منظورًا كسائر الشعوب، وأصروا عليه رغم تحذير الرب من النتائج؛ فأعطاهم شاول (1صموئيل 8). إن الإيمان لا يفكِّر مطلقًا في تجسس شيء أعده الرب وأعطاه، ولا يطلب شهادة بشر محدود وزائل ليؤكِّد لنا صدق أقوال الله. وإن حدث ذلك فلا ننتظر إلا حصد النتائج المُرّة.
غير أن
ورغم ما فعلوه، كانت لهم فرصة أخرى لمراجعة حساباتهم؛ فبعد عودة الجواسيس الاثنى عشر الذين داست أقدامهم الأرض، وأكلوا من خيراتها، وشربوا من مائها، وحفظهم الرب أربعين يومًا، ورجعوا سالمين حاملين عنقودًا من العنب كعينة لخير الأرض؛ كان يجب على الشعب أن يثق في الرب، وأنه كما فعل مع الاثنى عشر رجلاً سيفعل مع الاثنى عشر سبطـًا. ولكن مع الاعتراف بالأرض البهية والثمار الشهية، شكّوا في القدرة الإلهية!!
ما يُرى ومن لا يُرى
أن السبب في ما حدث أنهم رأوا بالعيان الأرض وسكانها وأنفسهم، ولم يروا بالإيمان من ترنموا به وله قبلاً (اقرأ خروج 15).
فقد رأوا أن الأرض تأكل سكانها..
ولم يروا من يمد يمينه فتبتلعهم الأرض.
ورأوا أن المدن حصينة وعظيمة..
ولم يروا من بكثرة عظمته يهدم مقاوميه.
ورأوا أن شعب الرب مُعتز..
ولم يروا أن يمين الرب معتزة بالقدرة.
ورأوا أن الشعب أشد منهم..
ولم يروا أن الرب رجل الحرب، الرب اسمه.
ورأوا الجبابرة بني عناق (طويل وعالي)..
ولم يروا أن الرب هو الأعلى فوقها يلاحظ.
ورأوا أنهم لا يقدرون على الصعود..
ولم يروا الذي يجيء بهم ويغرسهم في جبل ميراثه.
ورأوا أنهم كالجراد في أعين أنفسهم..
ولم يروا أنهم أجناد الرب (خروج 12: 41).
الإيمان واثنان
عشرة رجال من الاثنى عشر قالوا إن إمتلاك الأرض صعب ومستحيل، فانقاد كل الشعب وراء الأغلبية. فأحذر، صديقى القارئ، من السير وراء الأغلبية والأكثرية؛ فإن باب عدم الإيمان واسع، وطريقه رحب، وكثيرون يدخلون فيه. ولكن ما أتعس وأشقى نهايتهم! ولكن كان هناك اثنان (للأسف نسبة قليلة) كان لهم الإيمان القوي بالرب ومواعيده، ولم ينظروا لحالتهم أو للأرض وسكانها، بل نظروا للرب فقالوا:
عن أنفسهم: «إننا نصعد ونمتلكها لأننا قادرون عليها».
وعن شعب الأرض: «لا تخافوا من شعب الأرض لأنهم خبزنا».
وعن الرب: «الرب يدخلنا إلى هذه الأرض ويعطينا إياها والرب معنا».
كالب ويشوع الفائزان
وهنا نصل لمكافأة الإيمان. لأنه بحسب إيمانك يكون لك. اثنان فقط دخلا الأرض من 600 ألف الخارجين من مصر. وانظر ما قاله الرب عنهما:
«أما عبدي كالب فمن أجل أنه كانت معه روح أخرى وقد اتبعني تمامـًا أدخله إلى الأرض التي ذهب إليها وزرعه يرثها» وهذا ما حدث (اقرأ يشوع 14).
وقال لموسى عن يشوع «يشوع بن نون الواقف أمامك هو يدخل إلى هناك، شدِّده لأنه هو يقسمها لإسرائيل» (تثنية 1: 38). وقد حدث هذا (إقرأ يشوع 1).
صديقي القارئ:
أن الرب يسوع مات وقام وجلس عن يمين الله في السماويات (أفسس20:1)، وهذا نصيب المؤمن الآن «ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح. بالنعمة أنتم مخلصون. وأقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع» (أفسس 2: 6،5). فهل قبلت بالإيمان هذا؟ إن كنت مؤمنـًا بالمسيح يسوع فطوباك! وأن كنت تسعى لامتلاك شيء بأعمالك؛ فما أشقاك! وأن كنت تشك ولا تصدِّق أقوال الله وعطاياه؛ فإنك بهذا ترتكب أمّ الخطايا التي ستقودك للهلاك!










التوقيع

آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 03-06-2012 في 04:14 PM.
رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين