كُن أمينًا في القليل، فيُقيمك الله على الكثير مقال يوم الأحد 8-7-2007 - منتدى ام السمائيين و الارضيين
الرئيسية التسجيل مكتبي     البحث الأعضاء الرسائل الخاصة


منتدى ام السمائيين والارضيين


   
العودة   منتدى ام السمائيين و الارضيين > منتدى قداسة البابا شنودة الثالث > مقالات البابا شنودة الثالث فى الجرائد > جريدة الاهرام منذ عام 2006
 
إضافة رد
   
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 02-03-2013, 12:09 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية بنت العدرا
 

 

 
Arrow كُن أمينًا في القليل، فيُقيمك الله على الكثير مقال يوم الأحد 8-7-2007






كُن أمينًا في القليل، فيُقيمك الله على الكثير


من مقالات البابا شنودة الثالث
المنشورة في جريدة الأهرام

مقال يوم الأحد 8-7-2007


أمينًا القليل، فيُقيمك الله الكثير



لعل إنسانًا يقول:
"الطريق الروحي طريق طويل. فكيف أبدأ؟ وكيف أصل إلى نهايته؟
كيف يمكننى أن أصل الى الكمال المطلوب منى؟" والجواب على ذلك سهل وممكن وهو
"كن أمينًا في القليل، فيقيمك الله على الكثير. فهذا الذي عليك أن تفعله. وليس لك ان تفكر في نهاية المطاف مرة واحدة. واعرف أن أطول مشوار أوله خطوة. كن إذن أمينًا في الخطوة الأولى، فيقيمك الله على باقى الخطوات. كن أمينًا من جهة النية، فيقيمك الله على الامكانية. كن امينًا من جهة الإرادة، فيسهل لك العمل.

أمينًا القليل، فيُقيمك الله الكثير
إن الشيطان قد يصعّب لك الطريق ويعقده، ويضع امامك مخاوف تصوّر لك الكثير المطلوب منك مما لا تستطيعه، وذلك لكي يوقعك فى اليأس. أما الله فلا يطلب منك سوى الأمانة في القليل. سوف يأخذ بعد ذلك بيدك خطوة خطوة حتى تصل... يكفى من جهة إرادتك – أنك سائر في الطريق.
أمينًا القليل، فيُقيمك الله الكثير

تقول: كيف تكون حياتى كلها ملك للرب؟ أقول لك: هناك يوم في الأسبوع مخصص لله، يوم عبادة وصلاة وخدمة له. فكن أمينًا من جهة حق الله في هذا اليوم، ولا تشغل وقتك بأمور اخرى، وكن أمينًا من جهة ذكرك الله فى اوقات فراغك. حينئذ يبارك الله في باقى أيامك، ويعطيك فرصة أن تتفرغ له بالأكثر...
أيضًا كن أمينًا في بيتك، حتى يراك الله كفؤًا أن تقام على بيته. لا تحلم بأن تكون في وضع القيادة الدينية لكي تعمل عملًا من أجل الله، إنما إبدأ أولًا باسرتك. لأنه إن لم تستطع أن تدبر بيتًا واحدًا، فكيف يمكنك أن تدبر جميع المؤمنين؟!


أمينًا القليل، فيُقيمك الله الكثير
بل أقول لك: كن أمينًا من جهة نفسك، لكي يقيمك الله على نفوس الناس. اختبر اولًا امانتك في تدبير نفسك، هذه التي هى معك كل حين، وتعرف كل أسرارها وليس فقط ضعفها، ويمكنك بسهولة أن توبخها على أخطائها، ويمكنها هى أن تطيعك... فإن كنت غير أمين في تدبير نفسك، فكيف تؤتمن إذن على تدبير غيرك؟!

إن لم تقدر على قيادة نفس واحدة هى داخلك، فكيف تقدر على قيادة نفوس اخرى ليست تحت طاعتك؟!
صدق أحد الحكماء حينما قال "الذى لا يكون أمينًا على درهم واحد، كاذب هو إن زعم أن يكون أمينًا إن اؤتمن على ألف دينار"!!
إذن المهم هو عنصر الأمانة التي عندك، وليس مقدار الدرجة التي تتولاها... إن بطل أية رواية لا يشترط أن يكون فيها ملكًا أو رئيسًا أو قائدًا. بل ربما يكون الخادم أحيانًا هو بطل الرواية. والناس يقدورنه ويعجبون به من أجل امانته في إتقان دوره، بغض النظر عن ماذا كان ذلك الدور...
إن داود كان أمينًا في رعى الغنم، فأقامه الله على رعاية شعب...
أمينًا القليل، فيُقيمك الله الكثير
أحيانًا تقف يائسًا أمام أخطاء مسيطرة عليك، كأنها عادة متمكنة أو طبع ثابت فيك، وأنت تصرخ ماذا أفعل لكي أخلص؟
كن أمينًا فيما هو في مقدور ارادتك،

يقيمك الله على ما هو فوق ارادتك.
تقول "وماذا أفعل من جهة الأحلام الخاطئة التي تأتينى وأنا نائم لا أملك ردّها عنى؟!

وهى أشياء راسبة وراسخة في عقلى الباطن!"... أقول لك: كن أمينًا في ضبط عقلك الواعى، فيقيمك الله على ضبط العقل الباطن. كن أمينًا في مقاومة أخطاء الصحو، يقيمك الله بلا شك على التخلص من أخطاء النوم. كن أمينًا في حراسة فكرك أثناء النهار، فيقيمك الله على نقاوة الفكر بالليل، ويأتى الوقت الذي تنتقى فيه أفكارك وأنت نائم. إن قدسية أفكارك بالنهار ستصحبك بالليل...


* كذلك إن كنت أمينًا في حفظ الحواس، سوف ينصرك الله في حروب الفكر. ذلك لأن الحواس هى أبواب الفكر ومسبباته... فإن كنت أمينًا في الابتعاد عن مسببات الفكر الخاطئ، سيحرسك الله من الأفكار الخاطئة... وبأمانتك في محاربة الأفكار، طبيعى أن يقيمك الله على نقاوة القلب وهى أفضل..
أمينًا القليل، فيُقيمك الله الكثير
تقول "أريد أن أصل الى المحبة الكاملة. فأحب الله من كل قلبى ومن كل فكرى، وأحب الناس كلهم حتى التي يقاومني جدًا ويعادونني، وأحب الخير للجميع. فهل يمكننى أن أصل إلى كل هذه الفضائل وهى تبدو صعبة وغير ممكنة؟!"..

أقول لك: ابدأ بالقليل فتصل إلى الكثير اعنى إبدأ بمخافة الله.
فإن كنت أمينًا في حفظ فضيلة (مخافة الله) وبذلك تحفظ كل وصاياه. حينئذ تبدأ أن تجد في حفظ الوصايا لذة روحية، وهكذا تحب الفضيلة وتحب الخير لجميع الناس. ثم تحب الله الذي أنار عقلك هكذا... وتكون قد وصلت إلى المحبة التي تنمو فيها حتى تصل إلى كمالها.
تقول "وكيف احفظ الوصايا، بينما أنا أحب خطايا كثيرة هى بلا شك ضد وصايا الله؟!"

أقول لك: ابدأ بالتغصب، أي اغصب نفسك على عمل الخير، واضبط نفسك عن ارتكاب الخطأ. فإن كنت امينًا في التغصب، ستصل حتمًا الى محبة الخير. ذلك لأن المحبة – محبة الله ومحبة الخير – قد لا تكون نقطة البدء، إنما هى نتيجة لعمل روحي طويل. يبدأ بالتغصب حتى يصل إلى الحب...
تقول "وكيف أصل الى محبة الله؟" أقول لك: ابدأ أولًا بمحبة الناس بكل جدية وأمانة ونقاوة. لأنك إن لم تكن أمينًا في محبة الناس الذين تراهم،
كيف يمكنك أن تحب الله الذي لا تراه؟!

تقول "وكيف إذن احب اعدائى؟!"
اقول لك: ابدأ أولًا بمحبة معارفك وأصدقائك. ثم تأكد أن العدو الوحيد الذي يحاربك ولا يمكنك أن تحبه هو الشيطان، ذلك لأنه ليس عدوك وحدك، بل هو عدو الله وعدو الخير، وهو الذي يحرض بعض البشر ضدك. واولئك ليسوا أعداء لك بالحقيقة،(انظر ستجد المزيد من مقالات البابا شنوده الثالث هنا فى منتدى أم السمائيين والأرضيين).إنما هم ضحاياالشيطان الذي يحرضهم ضدك. وبهذا يتغير شعورك من نحوهم، وتعطف عليهم كضحايا، وبالتدرج تحبهم وتطلب من الله أن يخلصهم مما هم فيه.
أمينًا القليل، فيُقيمك الله الكثير
تقول "كيف أصل إلى فضائل الروح وهى أعمق بكثير من فضائل الجسد؟".

أقول لك: ان الذي هو أمين في الفضيلة التي تُمارس بالجسد، يرتقى إلى فضيلة الروح. فالذى يصوّم جسده عن الطعام، ويصوم لسانه عن الكلام الردئ، يتدرج إلى ان يصوم ذهنه عن الفكر الشرير، وقلبه عن الشهوات الخاطئة.
ومن الناحية الاخرى "بخشوع الجسد في الركوع والسجود يمكن أن نصل إلى خشوع الروح. وإن كنا أمناء في الأمور المادية الخاصة بالجسد، يقيمنا الله على الأمور الروحية. وإن كنا أمناء في احتمال اخوتنا من البشر في الحياة الاجتماعية، يقيمنا الله على مقاومة الشياطين في حروبهم الروحية. وإن كنا امناء من جهة الأمور التي نراها بعيوننا، يقيمنا الله على ما لم تره عين...
أمينًا القليل، فيُقيمك الله الكثير
لذلك يا اخى: كن أمينًا على ما في يدك، يقيمك الله على بعض مما في يده هو، أي على مواهبه الفائقة للطبيعة. وكن أمينًا في استخدام امكانياتك المتاحة، فيقيمك الله على ما ليس لك. كذلك بأمانتك في مقاومة الخطايا الظاهرة، قادر الله أن ينصرك، في الخطايا الخفية والسهوات.
وباختصار: إن كنت أمينًا في هذا العمر القصير المحدود الذي على الأرض، فإن الله يقيمك على الحياة الأبدية في السماء.
أمينًا القليل، فيُقيمك الله الكثير

أمينًا القليل، فيُقيمك الله الكثير





;Ek HldkWh td hgrgdgK tdErdl; hggi ugn hg;edv lrhg d,l hgHp] 8-7-2007







التوقيع

رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين