حصـريا ... صوم الرب والتجلى على الجبل عظة للقديس كيرلس السكندرى . من دير ابو مقار .. - منتدى ام السمائيين و الارضيين
الرئيسية التسجيل مكتبي     البحث الأعضاء الرسائل الخاصة


منتدى ام السمائيين والارضيين


   
العودة   منتدى ام السمائيين و الارضيين > منتدى العظات المسيحيه > قسم العظات المكتوبه
 
قسم العظات المكتوبه يشمل كل العظات الروحيه المسيحيه المكتوبه

إضافة رد
   
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 10-03-2011, 04:07 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ملاك حمايه جرجس
 

 

 
ل حصـريا ... صوم الرب والتجلى على الجبل عظة للقديس كيرلس السكندرى . من دير ابو مقار ..










عظة آبائية على الصوم الأربعيني المقدس

صوم الرب
والتجربة على الجبل

(1) للقديس كيرلس الإسكندري



حصـريا الرب والتجلى الجبل للقديس



+ (الآيات المقتبسة من العهد القديم مُترجمة عن النص).
+ «أما يسوع فرجع من الأردن ممتلئاً من الروح القدس، وكان يُقتاد بالروح في البرية أربعين يوماً يُجرَّب من إبليس. ولم يأكل شيئاً في تلك الأيام. ولما تمَّت جاع أخيراً» (لو 4: 2،1).الأنبياء المطوَّبون عندما يتكلَّمون عن الابن الوحيد كلمة الله - ذاك الذي هو مساوٍ مع الآب في المجد، والشريك في عرشه، والكامل في البهاء مثله تماماً - يحملوننا على الاقتناع أنه استُعلِن كمخلِّص ومنقذ لأولئك الذين على الأرض، بقولهم: ”قُمْ أيها الرب وأعِنَّا“ (مز 44: 26). فقام وأعان، آخذاً صورة عبدٍ وصائراً في هيئة البشر، بأنْ جعل نفسه كواحدٍ منَّا، وأقام نفسه منتقماً من أجلنا في مواجهة الأفعوان المتمرد القاتل، الذي جلب الخطية علينا، وجعل الفساد والموت يملكان على الساكنين على الأرض. لذلك فإنه سيمكننا بالمسيح وفيه أن نفوز بالنصرة من حيث انهزمنا وسقطنا في آدم.

في تجربة المسيح على الجبل فُزنا بالنصرة على الشيطان:

فهلموا بنا نسبِّح الرب ونهلل مرنِّمين لله على خلاصنا. فَلْنَطأ الحيَّة، الشيطان، رافعين أصواتنا بهتاف النصرة عليه، لأنه الآن قد طُرِحَ وسقط.
لنتهلل الآن فرحين لأن الثعبان الماكر قد أُوْقِعَ به في شرك لا سبيل إلى الخروج منه. لنُردِّد عليه كلمات النبي: «كيف قُطِعَتْ وتحطَّمتْ مطرقةُ كل الأرض... قد وُجِدْتِ (هنا يخاطب بابل رمز الخطية ومملكة إبليس) وأُمسِكْتِ، لأنكِ وقفتِ ندّاً للرب» (إر 50: 24،23).
لأنه في القديم، أي قبل مجيء المسيح مخلِّص الكل، كان عدو المسكونة يتوهَّم في نفسه أنه ذو شأنٍ خطير ورهيب، وكان يسخر متبجِّحاً بضعف سكان الأرض قائلاً: «سأقبض على المسكونة كعشٍّ في يدي، وكبيض مهجور سأستولي عليها، ولن يفلت من يدي واحدٌ، ولا مَن يُقاومني» (إش 10: 14).
وفي الواقع، فإنه ولا واحد من كل الذين على الأرض استطاع أن يقف ضد طغيانه، ولكن الابـن (الوحيد) تحدَّاه وقاومه، بعد أن أخذ شكلنا.
لذا، كما قلتُ سابقاً، فإن الطبيعة البشرية، إذ غلبت ”فيه“، فازت ”فيه“ أيضاً بتاج النصرة. وهذا ما أعلنه قديماً الابن نفسه، حيث يُخاطب الشيطان على فم أحد أنبيائه القديسين قائلاً: «هأنذا عليك أيها الجبل المُفْسِد، المُفْسِد لكل الأرض» (إر 51: 25).

امتلاؤنا من الروح القدس، هو قوتنا في مواجهة تجارب الشيطان:

فتعالوا بنا لنرى ماذا يقول الإنجيلي الطوباوي عندما كان المسيح منطلقاً ليُحارب عنَّا مع ذاك الذي أفسد كل الأرض:


«أما يسوع فرجع من الأردن ممتلئاً من الروح القدس».

تأمَّلوا معي هنا طبيعة الإنسان حينما مُسحت بنعمة الروح القدس في المسيح كباكورة، وصارت فائزة بأرفع الامتيازات. ففي القديم قد وعد إله الكل قائلاً: «وسيحدث في تلك الأيام أني أسكب من روحي على كل بشر» (يوئيل 2: 28). وقد تحقَّق الوعد لنا أولاً في المسيح (كبداية).
وبينما كان أولئك في القديم يستسلمون بلا ضابط للشهوة الجسدية حتى قال الله في موضع ما: «لا يعود روحي يسكن في هؤلاء الناس لأنهم بشر» (تك 6: 3)، فإنه الآن قد صارت كل الأشياء جديدة في المسيح، وقد نعمنا بتجديد الحياة بالماء والروح، لأننا لسنا بعد أبناء الجسد والدم بل ندعو الله أبانا.

+ فنحن الآن، وبكل يقين، إذ تكرَّمنا ونلنا امتياز البنوَّة، صرنا شركاء الطبيعة الإلهية بالمشاركة في الروح القدس. ولكن ذاك الذي هو بكرٌ بيننا، وصار هكذا بين إخوة كثيرين، وتنازل وأخلى ذاته؛ هو الذي كان أول مَن قَبِلَ الروح القدس، مع أنه هو المانح للروح القدس، وذلك حتى تصلنا نحن هذه الكرامة ونعمة الأُلفة مع الروح القدس عن طريقه.

إن هذا يشبه ما يُعلِّمنا إيَّاه بولس الرسول كذلك عندما يتكلَّم عنه وعنَّا قائلاً: «لأن المُقدِّس والمُقدَّسين جميعهم من واحد. فلهذا السبب لا يستحي أن يدعوهم إخوة قائلاً: أُخَبِّر باسمك ”إخوتي“، وفي وسط الكنيسة أُسبِّحك» (عب 2: 12،11).

فلكونه لم يستحِ على الإطلاق أن يدعونا إخوة، نحن الذين قد شابهناه، لذلك قَبِلَ على نفسه فقرنا وتقدَّس معنا، مع أنه هو المُقدِّس لكل الخليقة، وحتى لا نراه رافضاً لمنزلتنا البشرية، وهو الذي قَبِلَ من أجل خلاص وحياة الكل أن يصير إنساناً.

كيف امتلأ المسيح من الروح القدس، وهو مانح الروح القدس:

فعندما يقول الإنجيلي الحكيم عنه:

«أما يسوع فرجع من الأردن ممتلئاً من الروح القدس»، فتمعن في حكمة التدبير الذي به صار (الكلمة) موضع إعجاب هكذا؛ إذ قد صار جسداً (أي إنساناً) غير متجنِّب ما يختص بحالة الإنسان الراهنة، وغير محتقر لمسكنتنا، بل لكي نغتني نحن بما له، بصيرورته على شبهنا في كل شيء ما خلا الخطية وحدها.

فهو تقدَّس كإنسان، ولكنه هو الذي يُقدِّس كإله. فلكونه بالطبيعة إلهاً، لذا قيل إنه صار إنساناً.
يقول (الإنجيلي): «وكان يُقتاد بالروح في البرية أربعين يوماً يُجرَّب من إبليس»:

لماذا صام المسيح، وهو غير محتاج للصوم؟

فهو قد مكث في البرية بالروح، أي روحياً، لأنه صام غير سامحٍ لنفسه بأي طعام مهما كان ضرورياً لحاجات الجسد. وهنا قد يعترض أحدكم قائلاً:

”وأيُّ ضررٍ يلحق بيسوع لو أنه داوم السكنى في المدن الآهلة بالناس؟ وما هي المنفعة التي تعود عليه في اختياره سُكنى البرية؟ ولماذا أيضاً صام؟ وما هي الضرورة التي تُلزمه أن يتعب، وهو الذي لا يعرف أي إحساس أو رغبة منحرفة“؟

+ إن القصد الذي جعله يفعل هذا، هو أن يضع نصب أعيننا أعماله قدوة لنا، ويؤسِّس نمطاً أفضل من الحياة وطريقاً أكثر جدارة بالإعجاب.
هذا النمط ما زال يُمارس بيننا، أعني به حياة الرهبان القديسين. لأنه كيف كان يتأتَّى لبشر على الأرض أن يعرفوا أن طريقة سُكنى البراري تكون ذات نفع لهم وأفضلية جليلة القدر للخلاص؟ لأنهم يخلون إلى أنفسهم، متفادين - إذا جاز التعبير - الأمواج والعواصف وسائر الاضطرابات والارتباكات الباطلة التي لهذا العالم، وهم في ذلك يتشبَّهون بما عمله المغبوط يوسف، فهم يتجرَّدون من كل شيء ويردُّون للعالم ما يخصه.
عن مثل هؤلاء الذين ينزعون أن يحيوا هكذا، يقول الحكيم بولس أيضاً: «ولكن الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات» (غل 5: 24). وهو يُبيِّن لهؤلاء الذين اختاروا هذا الأسلوب من الحياة أن الزهد هو أمرٌ ضروري، وأن ثمرته هي الصوم والقوة على الاحتمال وضبط النفس. وبهذا يُغْلَب الشيطان عندما يُجرِّبهم.
ولكن ينبغي أن ندقِّق الانتباه فيما عمله المسيح هنا بصفة خاصة. فقد اعتمد أولاً، وامتلأ بالروح القدس، ثم اعتزل في البرية، وبدأ النسك أي الصيام كسلاح. وهكذا كان مستعدّاً عندما اقترب منه إبليس، فردَّه على أعقابه.


وهكذا وضع لنا مثالاً يُحتذى.

كذلك ينبغي عليك أنت أيضاً أن تلبس سلاح الله (الكامل)، لابساً درع الإيمان وخوذة الخلاص. يجب عليك أيضاً أن تلبس قوة من العلاء، أي تكون لك شركة في الروح القدس، الأمر الذي يتحقَّق لك بواسطة المعمودية المقدسة، وعندئذٍ يمكنك أن تمارس الحياة المحبوبة جداً والمكرَّمة عند الله. عندئذ يمكنك أن تتخذ لنفسك سُكنى البراري (إذا شئت)، ولكن لابد لك أن تمارس صوماً مقدَّساً، وتقطع من نفسك كل أهواء الجسد؛ فتهزم إبليس إذا ما تقدَّم للتجربة.
+ (هنا يتكلَّم القديس كيرلس عن شروط النصرة على عدو الخير، ويريد أن يقول إن سُكنى البرية والصوم وحدهما لا يكفيان دون الشروط السابقة: سلاح الله الكامل: درع الإيمان وخوذة الخلاص؛ وشركة الروح القدس).


وفي الواقع، نحن في المسيح فُزنا بكل هذه الأمور.

+ عجباً! إنه يظهر بين المبارزين، بينما هو كإله يمنح الجائزة للفائزين، هو يبدو بين اللابسين إكليل النصر، مع أنه هو الذي يضع الأكاليل على رؤوس القديسين.
فلنتأمل براعة مصارعاته، إذ عندما انقضت أربعون يوماً على الصوم،



«جاع أخيراً»:

مع أنه هو المعطي الطعام للجياع، وهو نفسه الخبز النازل من السماء والمعطي الحياة للعالم، وهو الذي به قوام كل شيء. ولكن، من جهة أخرى، كان يلزم لِمَن لم يستنكف من مسكنتنا أن لا يتحاشى أي شيء يتعلَّق بمنزلة الإنسان المتواضعة، كان يلزم أن يسمح لجسده بأن يطلب حاجاته الطبيعية؛ من هنا قيل إنه ”جاع“. ولكن لم يكن الأمر كذلك حتى أكمل الصوم، وبقوته حُفِظَ دون هزال، رغم امتناعه عن الطعام والشراب حتى يجعله أخيراً بالكاد يعي أحاسيسه الطبيعية، لذلك ”جاع“.
+ لكي بالاثنين معاً (أي الصوم دون ذبول الجسد، وسماحه لنفسه بالإحساس بالجوع أخيراً) يُعرَف ذاك الذي هو إله وإنسان معاً في ذات الشخص الواحد: كأسمى منا في لاهوته، وكمساوٍ لنا في بشريته.



التجربة الأولى:


«وقال له إبليس: إن كنتَ ابن الله، فقُل لهذا الحجر أن يصير خبزاً»

عندما اقترب إبليس ليُجرِّبه، متوهِّماً أن إحساس الجوع سيُساعده على مكيدته المحبوكة، لأنه في أحيانٍ كثيرة يقوى علينا منتهزاً ضعفاتنا لتسهيل حَبْك مؤامراته ومغامراته؛ فكَّر أن ”الرغبة“ ستدفعه بلهفة أن يرى خبزاً جاهزاً يسدُّ به رمقه. لذلك قال له:


«إن كنتَ ابن الله، فقُل لهذا الحجر أن يصير خبزاً».

فالشيطان يتقدَّم إلى المسيح وكأنه إنسان عادي وكواحد من القديسين، لأنه كان مرتاباً في أن يكون هو ”المسيح“.

فبأية كيفية أراد أن يتحقَّق من هذا؟

لقد اعتبر أن تحويل طبيعة أي شيء إلى غير ما هي عليه سيكون من عمل وفعل القوة الإلهية، لأن الله هو الخالق لهذه الأشياء، وهو الذي في سلطانه أن يحوِّلها. فلو قال المسيح: ”لتَصِرْ هذه خبزاً“، فإنه بالتأكيد سيكون هو الآتي الذي سيهدم قوتي. ولكن إذا رفض أن يقوم بعمل هذا التحويل، فسأتعامل معه كإنسان، وبالتالي فسأطرح عن نفسي الخوف وأنجو من الخطورة المُحدقة بي.
وإذ عرف المسيح حيلة الماكر هذا، لم يَقُمْ بعمل التحويل، ولا قال إنه لا يقدر أو لا يريد أن يُتمِّمه؛ بل صدَّ إلحاح الشيطان وفضوله قائلاً: «ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان». وبهذا يعني أنه إذا منح الله القوة للإنسان، فإنه يمكن للإنسان أن يبقى بدون طعام ويعيش مثل موسى وإيليا اللذين بكلمة الرب قضيا أربعين يوماً دون أن يذوقا أي طعام.
فإذا أمكن الحياة بدون قوة للجسد، فَلِمَ أصنع من هذه الحجارة خبزاً؟ ومن جهة أخرى، فإنه قَصَدَ عمداً ألاَّ يقول: ”لا أقدر“ حتى لا ينكر قوته. ولم يَقُلْ كذلك: ”إنه يمكنني ذلك“، حتى لا يعرف الطرف الآخر أنه هو الإله الذي يمكنه وحده إجراء هذه الأمور، ومِن ثمَّ يولي الإدبار.


كيف ربحت البشرية من تجربة المسيح الأولى؟

فتأملوا معي كيف أن الطبيعة البشرية في المسيح تدفع عنها عيوب شراهة آدم.

+ فبالأكل قد انهزمنا، وبالتعفُّف في المسيح قد غَلَبْنا.

وبالطعام الذي ينبت من الأرض يقوم جسدنا الأرضي فيطلب لقُوته ما يُلائمه، أما النفس العاقلة فتتغذَّى لازدهارها الروحي بكلمة الله. لأن الطعام الذي تنتجه الأرض يُغذِّي الجسد الذي هو منها، أما الطعام الذي من فوق ومن السماء فهو يُقوِّي الروح. قوت النفس هو الكلمة الآتية من الله، أي الخبز الروحي الذي ”يُشدِّد قلب الإنسان“، كما يقول المرنِّم في سفر المزامير (104: 15).

التجربة الثانية:


«وأراه جميع ممالك المسكونة»

تبّاً لك أيها الكائن الماكر الشرير، كيف تجرَّأت أن تُري الربَّ كل ممالك المسكونة وتقول له إن هذه كلها مِلْكٌ لك؟ ثم تقول: «إن سجدتَ أمامي يكون لك الجميع». كيف تَعِدُ بما لا تملك؟ مَن جعلك وارثاً لممالك الله؟ ومَن أقامك ربّاً تحت السماء؟ لقد اغتصبت ذلك احتيالاً. فرُدَّ ذلك كله للابن المتجسِّد ربِّ الكل.

واسمع ما يقوله إشعياء النبي عنك: «هل أُعدَّ ذلك لك لكي تملك؟ إنه بحيرة عميقة، نار وكبريت وحطب معدٌّ، غضب الرب كبحيرة متقدة (بنار) وكبريت» (إش 33: 3).
فكيف يتسنَّى لك، وأنت الذي نصيبك النار التي لا تُطفأ، أن تَعِدَ مَلِكَ الكل بما يملكه هو؟ أتظن أنك تجعله يسجد لك، وهو الذي يسجد له الكل ويرتعد أمامه، والذي السيرافيم وكل القوات الملائكية تُرتِّل لمجده؟
إنه مكتوب: «للرب إلهك تسجد، وإيَّاه وحده تعبد». هكذا أورد الرب هذه الوصية أمامه، فأصابت من الشيطان مقتلاً. ذلك أن الشيطان قبل مجيء المسيح، خدع كلَّ مَن تحت السماء وصار معبوداً في كل مكان. لكن شريعة الله جرَّدته من السلطان الذي اغتصبه احتيالاً، وأَمَرَت البشر أن يعبدوا الله الإله الحقيقي بالطبيعة وحده، وأن يُقدِّموا له العبادة.

التجربة الثالثة:


«إن كنتَ ابن الله، فاطرح نفسك من هنا إلى أسفل»

التجربة الثالثة التي استخدمها الشيطان هي تجربة ”المجد الباطل“: «اطرح نفسك من هنا إلى أسفل»، كبرهان على ألوهيتك. لكنه لم يستطع أن يجعله يسقط عن طريق المجد الباطل، لكن الرب أصابه هنا في مقتل. وهكذا أجاب الرب: «إنه قيل: لا تُجرِّب الرب إلهك».

فإن الرب لا يسعف الذين يجرِّبونه، بل الذين يؤمنون به. ولا يجب علينا بحجة أنه يسبغ علينا رحمته، أن نستعرض هذه القوة. والمسيح نفسه لم يُعطِ آية للذين جرَّبوه: «جيلٌ شرير وفاسق يطلب آية، ولا تُعطَى له آية» (مت 12: 39). وعلى الشيطان المجرِّب أن يسمع نفس الكلام.
وهكذا، فُزْنا نحن بالنصرة في المسيح، ورجع بالخزي الذي غَلَبَ آدم قديماً، ووطأنا الشيطان تحت أقدامنا، لأن المسيح الغالب سلَّمنا القوة لنغلب، حينما قال: «ها أنا أُعطيكم سلطاناً لتدوسوا الحيَّات والعقارب وكل قوة العدو» (لو 10: 19).

لقد ترك الرب سُكنى المدن، وسَكَنَ البراري. وهناك صام، وتجرَّب من الشيطان. وهناك فاز بالنصرة من أجلنا. وهناك سحق رأس التنين كما قال داود المبارك: «سيوف العدو خابت تماماً، والمدن تهدَّمت» (مز 9: 6)، أي أولئك الذين هم مثل الحصون والمدن.
فالمسيح بعد أن ساد على الشيطان، وبعد أن

وَضَعَ الإكليل على طبيعة الإنسان - في شخصه المبارك - بالغنائم التي اغتنمها بنصرته عليه؛

عاد إلى الجليل بقوة الروح، وبدأ يُمارس سلطانه وقوته، ويجري العجائب الكثيرة، ويثير دهشة الجميع.

لقد أجرى العجائب، لا كأنه نال نعمة الروح من خارجه كما لو كانت موهوبة له مثلما وُهِبَت لجماعة القديسين؛ بل باعتباره بالطبيعة والحق ابن الله الآب، آخذاً ما هو له كميراث خاص له. لأنه قال للآب: «كل ما لي فهو لك، وما هو لك فهو لي، وأنا مُمجَّد فيهم» (يو 17: 10).
لقد تمجَّد - حقاً - بممارسته سلطانه الخاص، وسلطان الروح الذي هو من ذات الجوهر.




(1) إن هذه العظة الثمينة للقديس كيرلس الإسكندري، كانت هي محور مقال تفسيري هام للأب متى المسكين، سبق نشره في مجلة مرقس بعنوان: ”على جبل التجربة“ - فبراير سنة 1968، ونُشر ضمن مقالات أخرى في كتاب: ”الصوم الأربعيني المقدس“ - طبعة سنة 1994 - ص 72. ومن الملاحَظ أن ترتيب التجارب هي بحسب بشارة القديس لوقا.


حصـريا الرب والتجلى الجبل للقديس

حصـريا الرب والتجلى الجبل للقديس







pwJvdh >>> w,l hgvf ,hgj[gn ugn hg[fg u/m ggr]ds ;dvgs hgs;k]vn > lk ]dv hf, lrhv >>







التوقيع

آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 02-24-2012 في 11:16 PM.
رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين