موسوعة متكاملة عن حياة البابا كيرلس السادس البطريرك رقم 116 - منتدى ام السمائيين و الارضيين
الرئيسية التسجيل مكتبي
Image
البحث الأعضاء الرسائل الخاصة


منتدى ام السمائيين والارضيين


   
العودة   منتدى ام السمائيين و الارضيين > منتدى الشهداء والقديسين > البابا كيرلس السادس
 
البابا كيرلس السادس خاص لرجل الصلاة شمعة دير البراموس

إضافة رد
   
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 10-01-2013, 08:11 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ملاك حمايه جرجس
 

 

 
6003 موسوعة متكاملة عن حياة البابا كيرلس السادس البطريرك رقم 116






موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

البـابا كيرلس الســادس
{ رجــل الصـــــلاة }
البطريرك رقــم الـ 116
( من 1959 - 1971م )


الموطن الأصلي له : دمنهور
الأسم قبل البطريركية : عازر يوسف قبل الرهبنة و القس مينا البراموسي بعدها
الدير الذي تخرج منه : ديــرالبراموس
تاريخ التقدمة : 2 بشنس 1675 للشهداء - 10 مايو 1959 للميلاد
تاريخ النياحة : 30 أمشير 1687 للشهداء - 9 مارس 1971 للميلاد
مدة الأقامة على الكرسي : 11 سنة و 9 أشهر و 29 يوما
مدة خلو الكرسي : 8 أشهر و 5 أيام
محل أقامة البطريرك مدة الرئاسة : المرقسية بالأزبكية
محل الدفن : دير مارمينا بمريوط
الملوك المعاصرون :
جمال عبد الناصر و السادات


موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

+
ولد سنة 1903م فى دمنهور وكان اسمه عازر يوسف ،

وترهب فى دير البراموس باسم مينا البراموسى ، ورسم قساً سنة1931م ثم قمصاً.

+ تتلمذ فى دير البراموس على يد القمص عبد المسيح المسعودى فنشأ محباً للفضيلة و العبادة والصلاة.


موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

+
فى سنة 1936م ترك الدير واتجه إلى مصر القديمة فإستأجر احدى طواحين الهواء بتلال جبل
المقطم وأقام فى دورها الثانى مذبحاً يقدم عليه القرابين.
+ على أثر اعتماد لائحة انتخاب البطريرك سنة 1957 م وبعد القرعة الهيكلية تمت سيامته بطريركاً
سنة 1959م.
+ تم فى عصره
+ تدعيم صلة الكنيسة القبطية بالكنيسة الحبشية فقد رسم لأثيوبيا بطريركاً جاثليق سنة 1959م .
+ وضع حجر الأساس لدير مارمينا بمريوط سنة 1959 م .


موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

+ سيامة أساقفة عامون فقد رسم نيافة الأنبا شنودة أسقفاً للمعاهد الدينية والتربية الكنسية
(حاليا حضرة صاحب الغبطة و القداسة البابا شنوده الثالث بطريرك الكرازة المرقسية 117) ،
و الأنبا صموئيل أسقفاً للخدمات العامة ،

موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

والأنبا غريغوريوس أسقفاً للدراسات العليا و البحث العلمى.
+ في عهده بدأت خدمة كنائس المهجر فى أمريكا وكندا واستراليا وغيرها.
+ وضع حجر أساس الكاتدرائية المرقسية الجديدة بالأنبا رويس بالقاهرة.


موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

+
إرجاع جسد القديس مارمرقس إلى القاهرة.


موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

+
ظهور السيدة العذراء مريم بالزيتون سنة 1968م.

موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

+
تنيح بسلام فى 9 مارس عام 1971م بعد أن أكمل جهاده المبارك ، ودفن بالأنبا رويس ونقل
جسده إلى دير الشهيد العظيم مارمينا بمريوط طبقاً لوصيته.
صلاته تكون معنا آمين.

السيره العطره لحياة البابا كيرلس السادس كامله


موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

نشأته
اسمه عازر يوسف ، ولد ببلدة طوخ النصارى بدمنهور في مصر في الجمعة 8 اغسطس سنة 1902،
ووالده هو يوسف عطا المحب للكنيسة وناسخ كتبها ومنقحها المتفانى في خدمة أمه الأرثوذكسية حريصاً على حِفظ تراثها.
ابتدأ عازر منذ الطفولة المبكرة حبه للكهنوت ورجال الكهنوت فكان ينام على حجر الرهبان.. فكان من نصيبهم ولا سيما وأن بلدة طوخ هذه كانت وقفٌ على دير البراموس في ذلك الوقت ولذلك اعتاد الرهبان زيارة منزل والده لِما عُرِفَ عنه من حُب وتضلع في طقوس الكنيسة

بدأ حياة فضلى تشتاق نفوسنا لها متشبها بجيش شهدائنا الأقباط وآباء كنيستنا حماة الايمان الذين ارسوا مبادىء الايمان المسيحى للعالم أجمع المبنية على دراستهم العميقة في الكتاب المقدس فكان عازر مفلحا في جميع طرقه والرب معه؛ لأنه بِقَدر ما كان ينجح روحياً كان ينجح علمياً.


موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

إذ بعد أن حصل على البكالوريا، عمل في إحدى شركات الملاحة بالاسكندرية واسمها "كوك شيبينج" سنة 1921 فكان مثال للأمانة والإخلاص ولم يعطله عمله عن دراسة الكتب المقدسة والطقسية والتفاسير والقوانين الكنسيّة تحت إرشاد بعض الكهنة الغيورين.

ظل هكذا خمس سنوات يعمل ويجاهد في حياة نسكية كاملة، فعاش راهبً زاهداً في بيته وفي عمله دون أن يشعر به احد، فكان ينام على الأرض بجوار فراشه ويترك طعامه مكتفياً بكسرة صغيرة وقليلاً من الملح.

موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

إنطلاق للبرية

اشتاقت نفسه التواقة للعشرة الإلهية الدائمة؛ للانطلاق إلى الصحراء والتواجد فيها، وبالرغم من مقاومة أخيه الأكبر فقد ساعده الأنبا يوأنس البطريرك الـ113، وطلب قبوله في سلك الرهبنة في دير البرموس بوادي النطرون، بعد أن قدم استقالته من العمل في يوليو سنة 1927 (تلك التى صدمت صاحب الشركة الذي حاول استبقاءه برفع مرتبه إغراءً منه، ولكن عازر كان قد وضع يده على المحراث ولم يحاول أن ينظر الى الوراء).

فأوفد البابا معه راهبا فاضلًا؛ وهو القس بشارة البرموسى (الأنبا مرقس مطران أبو تيج) فأصطحبه إلى الدير وعند وصولهم فوجئوا باضاءة الأنوار ودق الأجراس وفتح قصر الضيافة وخروج الرهبان وعلى رأسهم القمص شنوده البرموسي، أمين الدير لاستقباله، ظنًا منهم أنه زائر كبير! وعندما تحققوا الأمر قبلوه على أول درجه في سلك الرهبنة فورًا مستبشرين بمقدمه، إذ لم يسبق أن قوبل راهب في تاريخ الدير بمثل هذه الحفاوة واعتبرت هذه الحادثة نبوة لتقدمه في سلك الرهبنة وتبوئه مركزًا ساميًا في الكنيسة.

تتلمذ للأبوين الروحيين القمص عبد المسيح صليب والقمص يعقوب الصامت، أولئك الذين كان الدير عامرًا بهم في ذلك الوقت، وعكف على حياة الصلاة والنسك. ولم تمض سنة واحدة على مدة الاختبار حتى تمت رسامته راهبًا في كنيسة السيدة العذراء في الدير، فكان ساجدًا أمام الهيكل وعن يمينه جسد الانبا موسى الاسود وعن يساره جسد القديس إيسيذوروس. ودعى بالراهب مينا وذلك في السبت 17 أمشير سنة 1644 الموافق 25 فبراير سنة 1928. وسمع هذا الدعاء من فم معلمه القمص يعقوب الصامت قائلًا "سِر على بركة الله بهذه الروح الوديع الهادىء وهذا التواضع والانسحاق، وسيقيمك الله أمينًا على أسراره المقدسة، وروحه القدوس يرشدك ويعلمك".

فازداد شوقًا في دراسة كتب الآباء وسير الشهداء، وأكثر ما كان يحب أن يقرأ هو كتابات مار إسحق فاتخذ كثيرًا من كتاباته شعارات لنفسه مثل "ازهد في الدنيا يحبك الله"، و"من عدا وراء الكرامة هربت منه، ومن هرب منها تبعته وأرشدت عليه". مما جعله يزداد بالأكثر نموًا في حياة الفضيلة ترسمًا على خطوات آباءه القديسين وتمثلًا بهم. وإلتحق بالمدرسة اللاهوتية كباقي إخوته الرهبان،

موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

فرسمه الأنبا يؤانس قسًا في يوليو سنة 1931، وهكذا اهٌله الله أن يقف أمامه على مذبحه المقدس لأول مرة في كنيسة أولاد الملوك مكسيموس ودوماديوس بالدير، كل ذلك قبل أن يتم ثلاث سنوات في الدير. فكان قلبه الملتهب حبًا لخالقه يزداد إلتهابًا يومًا بعد يوم، لا سيما بعد رسامته وحمله الأسرار الإلهية بين يديه.

موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

تَوَحُّده

اشتاقت نفسه إلى الإنفراد في البرية والتوحد فيها، فقصد مغارة القمص صرابامون المتوحد الذى عاصره مدة وجيزة متتلمذًا على يديه، فكان نعم الخادم الأمين. ثم توجه إلى الأنبا يؤنس البطريرك وطلب منه السماح له بالتوحد في الدير الأبيض وتعميره إن أمكن، وفعلا مضى إلى هناك وقضى فيه فترة قصيرة، ثم أقام فترة من الوقت في مغارة القمص عبد المسيح الحبشي، فكان يحمل على كتفه صفيحة الماء وكوز العدس إسبوعيًا من دير البرموس إلى مغارته العميقة في الصحراء حتى تركت علامة في كتفه الى يوم نياحته.
زاره البطريرك الانبا يؤنس عام 1934 وأعجب بعلمه وروحانيته وغيرته، وشهد بتقواه مؤملًا خيرًا كبيرًا للكنيسة على يديه.


موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

شهادته للحق

حدث أن غضب رئيس الدير على سبعة من الرهبان وأمر بطردهم فلما بلغ الراهب المتوحد هذا الامر أسرع اليه مستنكرًا ما حدث منه، ثم خرج مع المطرودين وتطوع لخدمتهم وتخفيف ألمهم النفسي،
+ ثم توجه معهم إلى المقر البابوي وعندما إستطلع البابا يوأنس البطريرك الأمر أمر بعودتهم إلى ديرهم وأثنى على القديس المتوحد.
إلا أن قديسنا إستأذن غبطته في أمر إعادة تعمير دير مارمينا القديم بصحراء مريوط،


موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس
قبل التعمير ***************** بعد التعمير
( الطاحونة من الخارج )


موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس
السلم الذى يؤدى الى الدور الثانى ،،،،، مذبح الكنيسة بالدور الثانى

+ ولكن إذ لم يحصل على الموافقة توجه إلى الجبل المقطم في مصر القديمة -
الذي نقل بقوة الصوم والصلاة -
وإستأجر هناك طاحونة من الحكومة مقابل ستة قروش سنويًا
* وقسم القمص مينا المتوحد الطاحونه الى دورين فجعل الدور الأول قلاية لحياته ،
والدور الثانى قسمه الى كنيسة ليقيم فيها القداس الالهى كل يوم وفى المساء عشية
وأقام فيها مستمتعًا بعشرة إلهية قوية وذلك في الثلاثاء 23 يونيو عام 1936م.
+ حقا لقد أحب القديس سكنى الجبال كما أحبها آباؤه القديسين من قبل الذين وصفهم الكتاب المقدس بأن "العالم لم يكن مستحقا لهم لأنهم عاشوا تائهين في براري وجبال ومغاير وشقوق الأرض" (عب 38:11). "لعظم محبتهم في الملك المسيح"
(القداس الإلهي).


+ وهناك إنصهرت حياته من كثرة الصوم والصلاة والسهر حتى تحولت إلى منار ثم إلى مزار بعد أن فاحت رائحة المسيح الزكية منه وتم القول الإلهي لا يمكن أن تخفى مدينة كائنة على جبل.

موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

ايمانه بشفاعة القديسين

حدث أن داهمه اللصوص مرة في قلايته التي بناها بنفسه في الكنيسة الصغيرة داخل الطاحونة ظنًا منهم أنه يختزن ثروة كبيرة واعتدوا عليه بأن ضربوه ضربة قاسية على رأسه، ثم فروا هاربين بعدما تحققوا أنه لا يملك شيئا سوى قطعة الخيش الخشنة التي ينام عليها وبعض الكتب. أما القديس فأخذ يزحف على الأرض لأن رأسه أخذت تنزف نزفًا شديدًا حتى وصل إلى أيقونة شفيعه مارمينا العجايبي وصلى أسفلها وهو في شبه غيبوبة وفي الحال توقف النزيف وقام معافى. على أن علامة الضرب هذه في جبهته لم تزل موجودة إلى يوم إنطلاقه إلى الأمجاد السماوية إلا أنه لم يبق في هذا المكان الذي تقدس بالصلوات المرفوعة والذبيحة الإلهية المقدمة يوميا طويلًا إذ أثناء الحرب العالمية الثانية. وفي الثلاثاء 28 أكتوبرعام 1941 ظنه الإنجليز المحتلون أنه جاسوسًا وطلبوا إليه مغادرة المكان فخرج متوجها إلى بابلون الدرج وأقام في فرن بكنيسة السيدة العذراء.
+ عاش في العالم وهو ليس من العالم تعلق بالسماويات وزهد بالأرضيات، عرف معنى الغربة التي قالها مخلصنا فلم يعز عليه مكان مهما تعب فيه وعمل بيديه وسهر.لأنه كان يحس تمامًا أنه ليس له ههنا مدينة باقية وإنما يطلب العقيدة، فشابه معلمه الذي لم يكن له أين يسند رأسه.
ولذياع صيته وتقواه كان الكثيرون على مختلف طوائفهم ومللهم يسعون إليه للتبرك منه وطلب صلواته. فقام بطبع كارت خاص به عليه (بسم الله القوي) باللغتين القبطية والعربية، ثم إحدى الآيات التي كان يعيشها القديس ويحياها مثل (ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه)، أو (ماذا يعطي الإنسان فداءً عن نفسه) أو غيرها من الآيات المُحببة إليه وكان يوزعها على زائريه كما أصدر مجلة بسيطة شهرية أطلق عليها اسم "ميناء الخلاص".
+ وفي عام 1944 أسندت إليه رئاسة دير الأنبا صموئيل بجبل القلمون بمغاغة. وسرعان ما إلتف الشباب المتحمس الذين إستهوتهم الحياة الرهبانية حوله، الذين زهدوا في مجد العالم وزيفه وقصدوا، إليه فاحتضنهم بأبوة صادقة وفتح لهم قلبه، فوجدوا في رحابه ورعايته ما أشبع نفوسهم الجوعى وروى ظمأ قلوبهم، وتتلمذ العديد على يديه فترعرع الدير وإزدهر، وسرعان أيضا ما أقام لهم المباني وبنى أسواره المتهدمة بفضل تشجيع الغيورين الذين الذين تسابقوا على رصد أموالهم وقفا للدير وفي وقت قصير تمكن من تدشين كنيسة الدير ببلدة الزورة
(التابعة الآن لمركز مغاغة محافظة المنيا).


موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس


+ وعلى أثر ذلك منحه المتنيح الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف في ذلك الوقت رتبة الأيغومانوس (القمصية) الذي قال يومها
"اشكر إلهي الذي خلق من الضعف قوة كملت به نعمته في الإبن المبارك القمص مينا وأتم هذا العمل العظيم".

+ وفي سنة 1947 أنتقل إلي مصر القديمة حيث بنى كنيسة القديس مارمينا بالنذور القليلة التي كانت تصله، وكان يقوم بالبناء بنفسه مع العمال، وقد تتلمذ علي يديه نخبة من الرهبان الأتقياء.
+ ولكن كما هو معروف عن قديسنا الحبيب أنه كثير التعلق بشفيعه مارمينا وقد رأينا كم حاول أن ينفرد في بريته بصحراء مريوط ولم يتسنى له فصمم على بناء ولو كنيسة صغيرة باسم شفيعه العجايبي يعيش فيها إلى أن يكمل غربته بسلام، وبالفعل قد أعانه الرب وهناك في مصر القديمة من المنح والهبات والهدايا المتواضعة التي كان يتلقاها من أفراد الشعب الذين عرفوا طريقه والذين كانوا يقصدونه طالبين الصلاة للشفاء من العلل وغيرها، إستطاع ببركة ربنا يسوع أن يبني له قلاية وكنيسة باسم حبيبه مارمينا وذلك سنة 1949.
+ ثم توسع في البناء فأقام دارًا للضيافة كان يستقبل فيها الشباب الجامعي المغترب ليقيم فيها مقابل قروش زهيدة. فكانت لهذه النواة بركة كبيرة، لأن اولئك الشباب سعدوا بالعشرة الإلهية لأن هذا المكان الطاهر لم يقهم وحسب من أجواء العالم الصاخب، ولكن أضفى عليهم روحانية عميقة حتى خرج الكثيرون من هذا المكان المتواضع ليسوا حاملين للشهادات العلمية من جامعاتهم ولكن فوق ذلك كله رهبانًا أتقياء، تدربوا على حياة الفضيلة والزهد وحياة الصلاة الدائمة والسهر، حيث كانوا يشاهدون معلمهم يستيقظ كل يوم مع منتصف الليل ليبدأ الصلاة وقراءة فصول الكتاب على ضوء مصباح صغير داخل حجرته المتواضعة. وقبل أن يطرق الفجر أبوابه إعتاد أن يغادر صومعته ويتجه نحو فرن الكنيسة ومن دقيق النذور يبدأ عمل القربان ويشمر عن ساعديه ويعجن العجين، ثم يقطعه أحجاما متساوية ويختمه ويضعه في فرن هادئ ويظل يعمل ويتلوا المزامير حتى يفرغ منه وعرقه يتصبب ثم يتوجه إلى الكنيسة ليتلوا صلوات التسبحة ثم يقدس الأسرار الإلهية ويعود إلي مكتبته وقلايته وخدمته. فكانت حاجاته وحاجات الذين معه تخدمها يداه الطاهرتان، يغسل ثيابه لنفسه ويطبخ ويخدم الجميع. على أن حجرته هذه باقية كما هي للآن : السرير البسيط، المكتبة، الملابس الخشنة التي كان يرتديها كل شئ كما هو قبل رسامته إلى لآن.

+ وقد قام غبطته برسامة أخيه الأكبر قمصًا على هذه الكنيسة باسم القمص ميخائيل يوسف ليشرف على هذا المكان الطاهر، ويواصل عمل القداسات وتلاوة الصلوات فيه حيث تقدس هذا البيت كما يقول الرب "وقدست هذا البيت الذي بنيته لأجل وضع إسمي فيه إلى الأبد وتكون عيناي وقلبي هناك كل الأيام" (مل 3:9).
كما كان يحلوا له وهو بطريرك أن يتوجه إليه ليخلوا قليلا "ليملأ البطارية" أي ليأخذ شحنة روحية على حد تعبيره.


موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

إختيـــــــــاره للبابوية


"وأعطيكم رعاة حسب قلبي فيرعونكم بالمعرفة والفهم"
(إر 10:3).
+ إن إختيار قداسة البابا لم يكن بعمل إنسان ولكن المختار من الله لكنيتنا القبطية وقصة تبوأه كرسيه الرسولي تدعو إلى العجب وإلى تمجيد إسم الرب يسوع الذي ينزل الأعزاء عن الكراسي ويرفع المتضعين.

كان ترتيبه بين المرشحين السادس، وكان على لجنة الترشيح حسب لائحة السبت 2 نوفمبر 1957 أن تقدم الخمسة رهبان المرشحين الأوائل للشعب. وفي اللحظة الأخيرة للتقدم بالخمسة الأوائل، أجمع الرأي على تنحي الخامس، وتقدم السادس ليصبح الخامس. ثم أجريت عملية الاختيار للشعب لثلاثة منهم فكان آخرهم ترتيبا في أصوات المنتخبين
+ وبقى إجراء القرعة الهيكلية في الأحد 19 إبريل 1959 ولم يخطر ببال أحد أن يكون إنجيل القداس في ذلك اليوم يتنبأ عنه إذ يقول هكذا "يكون الآخرون أولين والأولون يصيرون آخرين" وكانت هذه هي نتيجة القرعة.



موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس


إجراء القرعة الهيكلية في الأحد 19 إبريل 1959م فى الكاتدرائية المرقسية بكلوت بك وسحب ورقة القرعة الطفل رفيق الطوخى من مدينة طنطــا


+ ودقت أجراس الكنائس معلنة فرحة السماء وأتوا بالقمص مينا البرموسي المتوحد ليكون البابا كيرلس السادس بابا الإسكندرية المائة والسادس عشر من خلفاء مارمرقس الرسول.


موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

القمص مينا البراموسى المتوحد يسجد أمام هيكل الرب
قبيل سيامته بطريركا وبابا للكرازة المرقسيـة

موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

البابا كيرلس يقرأ فصل انجيل القداس يوم سيامته بابا الاسكندريه والكرازة المرقسيه

+ وعند ذاك أيقن الشعب أن عناية الله تدخلت في الانتخاب ومن الطريف أن يكون عيد جلوسه يلحق عيد صاحب الكرسي مارمرقس الكاروز، يتوسط بينهما عيد أم المخلص . كما إعتاد أن يدعوها غبطته .
وكتبت تقاليد رئاسة الكهنوت على ورقة مصقولة طولها متر وعرضها 7 سنتيمترات.


وقد سأله وقتئذ أحد الصحفيين عن مشروعاته المستقبلية، فكانت إجابته "لم أتعود أن أقول ماذا سأفعل ولكن كما رأى الشعب بناء كنيسة مارمينا بمصر القديمة وكان البناء يرتفع قليلا قليلا هكذا سيرون مشروعات الكنيسة".

لقد كان أمينا في القليل فلا عجب أن إئتمنه الروح القدس على الكثير، ومنذ ذلك الإختيار الإلهي والبابا كيرلس هو الراهب الناسك المدبر باجتهاد.

ورأيت عزيزى القارىء أن أعرض عليك مشهد
قداس رسامة البابا كيرلس السادس الكنيسة المرقسية

بالفديو وهذا الفديو نادر الوجود.

موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس



+

موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

باباويتــــه


تميز عهد قداسته بانتعاش الإيمان ونمو القيم الروحية ولا شك أن ذلك راجع لان غبطته إنما وضع في قلبه أن يقدس ذاته من أجلهم - أي من أجل رعيته - على مثال معلمه الذي قال: "لأجلهم أقدس أنا ذاتي".

موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

فحياته هو والراهب مينا كانت هي وهو البابا كيرلس في ملبسه الخشن وشاله المعروف وحتى منديله السميك ومأكله البسيط فلم يكن يأكل إلا مرتين في اليوم الأولى الساعة الثانية والنصف ظهرا والثانية الساعة التاسعة مساءًا، وفي الأصوام مرة واحدة بعد قداسه الحبري الذي ينتهي بعد الساعة الخامسة مساءًا وفي سهره وصلواته كذلك فكان يصحوا من نومه قبل الساعة الرابعة من فجر كل يوم ليؤدي صلوات التسبحة ويقيم قداس الصباح وبعدها يستقبل أولاده.. وهكذا يقضي نهار يومه في خدمة شعبه وفي الوحدة حبيس قلايته في التأمل في الأسفار الإلهية..


موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

لا يعرف ساعة للراحة حتى يحين ميعاد صلاة العشية فيتجه إلى الكنيسة تتبعه الجموع في حب وخشوع.



فعلا كان مثال الراعي الصالح للتعليم لا بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق والقدوة الصالحة. إنه عينة حقيقية من كنيسة أجدادنا القديسين كنيسة الصلاة وتقديس الذات أكثر منها كنيسة المنابر والوعظ الكثير...


موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس


فهو رجل الصلاة نعم إنه رجل الصلاة الذي أدرك ما في الصلاة من قوة فعالة فكانت سلاحه البتّار الذي بواستطها استطاع أن يتغلب على أعضل المشكلات التي كانت تقابله.
وفوق ذلك فقد حباه الله موهبة الدموع التي كانت تنهمر من مآقيه طالما كان مصليًا وموهبة الدموع هذه لا تُعطى إلا لِمُنْسَحِقي القلوب، فكان يسكب نفسه انسكابًا أمام الله ويذوب في حضرته، فإذا ما كنت معه مصليًا أحسست أنك في السماء وفي شركة عميقة مع الله.


كثيرا ما كان يزور الكنائس المختلفة فجر أي يوم حيث يفاجئهم ويرى العاملين منهم والخاملين في كرم الرب فكان معلما صامتا مقدمًا نفسه في كل شئ قدوة مقدما في التعليم نقاوة ووقارًا وإخلاصًا.

وهذه الحياة المقدسة وهذه الروحانية العالية التي لأبينا البار فقد ألهبت قلوب الرعاة والرعية فحذوا حذوه وفتحت الكنائس وأقيمت الصلوات وإمتلأت البيع بالعابدين المصلين بالروح والحق. وأحب الشعب باباه من كل قلبه وأصبح كل فرد يشعر بأنه ليس مجرد عضو في الكنيسة بل من خاصته. وأصبحنا نرى في حضرته مريضا يقصده لنوال نعمة الشفاء، مكروبا وشاكيا حاله طالِبًا للصلاة من أجله ليخفف الرب كربه. وقد وهبه الله نعمة الشفافية الروحية العجيبة فكثيرًا ما كان يجيب صاحب الطلب بما يريد أن يحدثه عنه ويطمئنه أو ينصحه بما يجب أن يفعله في أسلوب وديع، حتى يقف صاحب الطلب مبهوتًا شاعرًا برهبة أمام رجل الله كاشف الأسرار.

وهكذا يفتح بابه يوميًا لإستقبال أبناءه فقيرهم قبل غنيّهم، صغيرهم قبل كبيرهم ويخرج الجميع من عنده والبهجة تشع من وجوههم شاكرين تغمرهم راحة نفسية لما يلمسونه من غبطته من طول أناه وسعة صدر تثير فيهم عاطفة الأبوة الحقيقية الصادقة.

+ بدأ البابا كيرلس السادس زياراته الرعوية بالأسكندرية فى 25 مايو 1959 م - فقام بزيارة جميع الكنائس وكان يطمئن على احوالها والتعرف على إحتياجاتها , وقام ايضاً أثناء وجوده بالقاهرة بزياره كنائسها ..
أما بالنسبة للإيبارشيات فقد زار : السويس الشرقية - الدقهلية - الغربية - المنوفية - الجيزة - القليوبية - بنى سويف - المنيا - أسيوط .. وأقام الصلوات والقداسات الإلهية فى كنائس الإيبارشيات مع الاباء المطارنة والأساقفة وكانت أجراس الكنائس تدق بوصوله وكانت رناتها تعلن فى كل كنيسة عن العهد الجديد .
وعندما كان يعلم الأقباط بزيارة باباه كانت الجموع تتدفق وتزدحم على محطات السكك الحديدية لإستقبال قداسته بالفرح والتهليل والتراتيل .

* كما انه اهتم بخدمات القرى والنجوع


موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

سيامة بطريرك جاثليق لإثيوبيا في 28 يونيو 1959 م

+ وفى الأسبوع الثانى من يونيو 1959 م حضر وفد أثيوبى للمفاوضات وفتح باب الحوار من جديد وكان الوفد الأثيوبى يتكون من :
- الدجازماشى أسارات كاسا نائب جلالة الإمبراطور هيلاثيلاسى الأول
- نيافة الأنبا ثيؤفيلس أسقف هور
- أتومرسى حزن النائب بالبرلمان ألأثيوبى .
وأثناء القاء طلب الوفد من غبطة البابا كيرلس السادس
أن يقوم بسيامة بطريرك لكنيستهم باثيوبيا



موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

+ وقام البابا كيرلس السادس بزيارة لأثيوبيا قبيل نهاية الشهر ،
وكان فى استقبالة جلالة الامبراطور هيلاثيلاثى امبراطور أثيوبيا



موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

وقام غبطة البابا كيرلس السادس برسامة بطريرك جاثليق لإثيوبيا
وعقدت اتفاقية بين كنيستي مصر وإثيوبيا لتأكيد أواصر المحبة بينهما


موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس
بناء وتعمير دير مارمينا بصحراء مريوط

+ ولما كانت العلاقة بين البابا كيرلس والزعيم جمال عبد الناصر علاقة وطيدة جدا تربتها المحبة الفياضة ففى احدى زيارات البابا كيرلس للزعيم الراحل جمال عبد الناصر فى منزله طلب البابا من الزعيم ان يسمح له بتجديد بناء دير مار مينا العجائبى بالآثار القديمة للدير فى صحراء مريوط ليعيد أمجاد هذا الدير مرة أخرى فوافق السيد الرئيس على التجديد بشرط ان يكون بجوار الاثار وبأى مساحة على أن تترك آثار المبانى القديمة شاهدة لتاريخ مصر وذلك أفضل ولمصلحة مصر وافق قداسة البابا كيرلس وطلب شراء 50 فدان فى أرض مستوية تبعد كيلوا متر واحد عن الآثار فوافق الزعيم جمال عبد الناصر على ذلك وتبرعوا أولاد الزعيم فى ذلك اليوم بما فى داخل حصلاتهم من نقود لتكون اول التبرعات لتجديد بناء الدير وأخرج البابا من جيبه منديله القماش
( المحلاوى ) وفرده ووضع فيه
ما قدمه له أولاد الرئيس / جمال عبد الناصر ، وخرج البابا والخادم الذى كان معه ( وهو من أراخنة الكنيسة ومستشارا للرأيس جمال عبد الناصر فى ذلك الوقت ) من منزل الرأيس عبد الناصر تغمره الفرحة ،وكلف البابا هذا الخادم بتولى المسئولية لأتمام المشروع وأعطاه المنديل، وكان البابا يأخذ كل التبرعات التى يقدمها إليه الشعب من الفقراء ويضعها فى هذا المنديــل، وسعى البابا كيرلس السادس لدى هيئة تعمير الصحراء فأشترى خمسين فداناً بجوار آثار دير مار مينا وتقع على حدودها الشمالية ، وكان المبلغ المطلوب لثمن الـ 50 فدان هو 500 جنيه مصرى لاغير . وعند فتح المنديل لحصر المبلغ المجموع فيه لسداد قيمة الأرض فوجئ الجميع أن المبلغ زاد عن الـ 500 جنيه بجنيهات معدوده ورفض البابا رجوع أى مبلغ لأن ما كان فى المنديل هو تقدمات الناس وقد خصصها لدير مار مينا .


موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

البابا كيرلس السادس مع بعض اراخنة الكنيسة
فى زيارة لمدينة بومينا الأثريه
( المدينة الأثرية لمارمينا بصحراء مريوط )
++++++++++++

موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

البابا كيرلس السادس يقيم القداس الالهى على مذبح الكاتدرائية
الأثرية فى مدين
ة بومينا الأثريه
( المدينة الأثرية لمارمينا بصحراء مريوط )

++++++++++++

موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

البابا كيرلس السادس يزور مزار ( قبر ) مارمينا الموجود
أسفل أثار الكاتدرائية بالمدينة الأثرية لبومينا

++++++++++++

موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

+
وفي 27 من شهـــر نوفمبر سنة
1959 أرسي حجر الأساس لدير الشهيد مارمينا العجايبي بصحراء مريوط،
وأهتم به إهتماماً كبيراً , وبدأ ينشئ هذا الدير
وفى الواقع إن العمل الذى قام به هذا الدير هو عمل عجيب جداً , يدل على إقتناع عجيب بالفكرة , وإصرار , وتصميم على إنشاء الدير , إذ لم يكن بالأمر الهين إحضار مواد بناء والماء , فكانوا يحضرون الماء من قرية بهيج

وأعاد للدير جزء من جسده، وبني به كنائس وكاتدرائية تشابه في مجدها الكاتدرائية القديمة في المدينة الأثرية.
وقام البابا كيرلس بوضع أساس الكاتدرائية بالدير


موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس


موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس


موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس


موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس


موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

ولقد سمح السيد المسيح له المجد أن يحقق حلم البابا كيرلس السادس
لمحبته له وللشهيد مارمينا فجعــل العمار
بدير الشهيد العظيم مار مينا العجائبى بمريوط
بعد أن كان
فيه سبعة من الآباء الرهبان فقط والآن به أكثر من المئة وعشرون راهبا
وذلك بعد نقل جسد البابا كيرلس السادس اليه
كمـــا انه تتوافد اليه يوميا اللألوف من كل مكان لنوال البركات

موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

بناء الكاتدرائيه المرقسيه بأرض الأنبا رويس بالعباسيه

أولأ : أحب أن أروى قصة هذه الأرض التى تم البناء عليهــــا

+ أرض الأنبا رويس التى بنيت عليها الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة كان يطلق عليها قديما اسم "دير الخندق" يرجع أصل هذا الدير إلي عام 969م عندما شرع جوهر الصقلي قائد جيوش الخليفة المعز لدين الله الفاطمي في تأسيس مدينة القاهرة وبناء قصر كبير بجهة الجمالية ليكون مقرا لإقامة المعز فصادف عند تخطيط القصر ديرا للأقباط في تلك الجهة يسمي "دير العظام" مدفونة به أجساد القديسين فأراد جوهر ادخال هذا الدير ضمن تخطيط القصر فأخذه ونقل الأجساد المدفونة بداخله إلي منطقة الخندق وبذلك عوض الأقباط عن دير العظام أو "دير العظمة" بدير الخندق الذي انشيء في القرن العاشر الميلادي.

+ وتعد منطقة دير الخندق هي المنطقة الممتدة من دير الملاك البحري إلي العباسية. ولهذا سمي الدير "بدير الخندق" الذي يتضمن منذ سبعة قرون عشر كنائس من بينها كنيسة للأرمن وتم تجديد كنيستين منها إحداهما باسم رئيس الملائكة غبريال والثانية باسم القديس مرقريوس وهي الكنيسة التي دفن فيها القديس الأنبا رويس عام 1404 ميلادية وعرفت فيما بعد باسم كنيسة الأنبا رويس وكنيسة القديس غبريال وشيدت بدلا منها كنيسة باسم العذراء شرقي كنيسة الأنبا رويس التي هدمت عام 1968 لتحل محلها كاتدرائية مارمرقس الجديدة.

+ وصدر الأمر الحكومي للبابوية القبطية بأن تكون أرض الأنبا رويس تعويضا لها وأقر بحق الكنيسة في اقامة العديد من المباني منها أسقفية التعليم وللخدمة العامة من بينها اسقفية العلاقات العامة والخدمات الاجتماعية التي أسسها الانبا صموئيل أول اسقف للخدمات الاجتماعية وكانت من بين الاسقفيات التي انشئت لأول مرة في تاريخ الكنيسة القبطية سنة 1968م.

+++
كيف بنيت الكاتدرائيه المرقسية بالأنبا رويس



موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

+ لقد تميزت العلاقة بين البابا كيرلس السادس والرئيس الراحل جمال عبد الناصر بكل المحبة الحقيقية الحميمية ، والتى عبر عنها الأستاذ محمد حسنين هيكـــل
فى كتابه " خريف الغضب " بقولـه ( كانت العلاقة بين الرئيس جمال عبد الناصــر والبابا كيرلس السادس علاقة ممتـــازة ، وكان بينهمــــا اعجــاب متبادل ، وكان معروفا أن البطريرك يستطيع مقابلة عبد الناصـــر فى أى وقت يشــاء.)
+ وفى لقاء ودى خاص بين البابا كيرلس والرئيس عبد الناصر وكان ذلك فور سيامة البابا بطريركا فى عام 1959م قال البابا للرئيس عبد الناصر انى بعون الله سأعمــل على تعليم أبنائى معرفة الله وحب الوطن ومعنى الاخوة الحقيقية ليشب الوطن بالوحدة القوية لديها الايمان بالله وحب الوطن .

+ وكان أمل البابا كيرلس بعد سيامته بطريركا للأقباط هو أن يكون لديهم كاتدرائية عظيمة لتسع أكبر عدد ممكن من المؤمنين ولتتم فيها الصلوات والاجتمعات فى المناسبات الكبرى ويكون مكانها فى أرض الأنبا رويس بالعباسية ، ولكنه لم يكن لديه الاعتمادات المالية الكافية ،

موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

+
وفى احدى زيارات البابا كيرلس للرئيس جمال عبد الناصر فى منزله عرض البابا على الرئيس جمال عبد الناصر على آماله فى بناء كاتدرائية كبيره فى أرض الأنبا رويس فوافقه الرئيس على بناء هذه الكاتدرائية فى نفس الزيارة مباشرة .
حيث كان يرى أهمية وحقوق الأقباط فى النسيج المصرى الواحد ، ثم انه كان على وعى كامل بالمركز الممتاذ للكنيسة القبطية ودورهـا الأساسى فى تاريخ مصر.

* وهكذا قرر أن تساهم الدولة بمبلغ مائة وخمسون ألف جنيهــــا مصريا على أن يدفع نصفها للبطريركيه نقدا ، ونصفها الآخر يدفع عينيا بواسطة شركات المقاولات للقطاع العام والتى يمكن أن يعهد اليها بعملية البناء .


موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

+
وبالفعل
تم وضع حجر الأثاث لبناء الكاتدرائيه فى صباح يوم الثلاثاء الموافق 25 من شهر يونيه عام 1965 م
بيدالسيد الرئيس الراحل الزعيم جمال عبد الناصر وقداسة البابا كيرلس السادس
وبحضور جلالة الامبراطور
هيلاثيلاسى الأول إمبراطورإثيوبيا فى ذلك الوقت .
عدد كبير من رجال الدين المسيحى ، وكذا فضيلة شيخ الأزهر فى ذلك الوقت
وبعض الساده شيوخ الأظهــر ،
كما حضره أيضا العديد من الساده الوزراء وكبار رجال الدوله ،
وأيضــــا ألساده أعضاء المجلس الملى، والســاده أراخنة الأقباط.


موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

+ وأقام البابا حفلا بهذه المناسية افتتحهــــــــا برفع صلاة الشكر للرب
فى وجود الساده الحضور .


موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

والقى الرئيس عبد الناصر خطابا قال فيه


" أيهــا الاخوة يسرنى أن أشترك معكم اليوم فى ارثاء حجر الأساس للكاتدرائية الجديده، فحينما تقابلت أخيرا مع البابا فى منزلى فاتحتحه فى بناء الكاتدرائية وأن الحكومة مستعدة للمساهمة فى هذا الموضوع ، ولم يكن القصد من هذا فعلا المساهمة المادية ، فالمساهمة المادية أمرهـا سهــل ويسير ، ولكنى أقصد الناحية المعنوية ، ان هذه الثورة قامت أصلا على المحبــــةبالآخاء .. بالمساواة .. وتكافؤ الفرص , نستطيع أن نخلق الوطن القوى , الذى لا يعرف للطائفية معنى , ولا يحس بالطائفية أبداً بل يحس بالوطنية .. الوطنية التى يشعر بها الجندى فى ميدان القتال .
فإذا كنا ندعو إلى تمكين هذه الأخوة وهذه المحبة فإنما نعمل بما املاة الله علينا .. لم يدع الله أبداً للتعصب .. ولكنه دعى للمحبة .. وحينما دخل الإسلام مصر إستمرت المحبة بين الأقباط والمسلمين , لم يتحول القباط عن دينهم قسراً , ولا عنفاً , لأن الإسلام لا يعترف بالقسر , ولم يعترف بالعنف , بل أعترف بأهل الكتاب , وأعترف بالمسيحيين أخوة فى الدين وأخوة فى الله
* على هذا الأساس سارت الثورة وكنا نعتقد دائماً أن السبيل الوحيد لتأمين الوطنية هى المساواة وتكافؤ الفرص . بلد المسلم وبلد المسيحى 100% كل واحد فينا , كل واحد منا له الفرصة المتساوية المتكافئة
* الدولة لا تنظر إلى الدين , والمجتمع لا ينظر إلى الدين , ولا ينظر إلى الأب ولا ينظر إلى الأصل , ولكنه إلى العمل وإلى الجهد , وإلى الإنتاج , وإلى الأخلاق , وبهذا نبنى فعلاً المجتمع الذى نادت به الأديان السماوية التى نص الميثاق على إحترامهأ
وباقول لكم فيه متعصبين مسلمين , وفيه متعصبين مسيحيين , ولكن المتعصب المسلم لا يمثل إتجاه المسلمين ابداً والمتعصب المسيحى لا يمثل إتجاه المسيحين أبداً كل دول شواذ
* أرجو الله أن يدعم المحبة بين ربوع هذا الوطن , وأن يدعم الأخاء , وأن يوفقكم جميعاً
والسلام عليكم ورحمة الله

موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

البابا يقوم بتوصيل الرئيس جمال الى السيارة
بعد الاحتفال بوضع حجر الأساس للكاتدرائية

موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

+
وكان البابا كيرلس يرفع الصلوات وبالأخص صلوات المزامير
على سلم الكاتدرائية أمام الباب الرئيسى لهــــا أثناء بنائها
طالبا من رب المجد أن يتمم بنائهــا بمعرفته على خير
لكى يفرح فيها شعب المسيح بالصلوات .


موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس


افتتــــــاح الكاتدرائية

موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس


+ وتم افتتاح الكاتدرائية فى عام 1968م حيث أقام البابا كيرلس السادس
أول قداس الهى فيها حضره جلالة الامبراطور
هيلاثيلاسى الأول امبراطور أثيوبيا. والعديد من الأباء أساقفة المجمع المقدس
والعديد من الأباء الكهنة
وأعضاء المجلس الملى وجمهــور غفير من الشعب
القبطى من كل مكان فى مصــر .

حفل افتتاح الكاتدرائية



موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس


موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس


موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس


وفى صباح 25 يونيه 1968م وفى أرض ديرالأنبا رويس بالعباسيه أقيم إحتفال رسمى تحت رئاسه البابا كيرلس السادس وحضره السيد الرئيس جمال عبد الناصر رئيس الجمهوريه فى مصر فى ذلك الوقت ، وحضره أيضا الإمبراطور هيلاسلاسى الأول إمبراطور إثيوبيا فى ذلك الوقت وعدد كبير جدا من رؤساء الأديان ومندوبى الكنائس العالميه والمحليه .
وكان هذا التجمع لم يحدث له مثيل فى العصر الحديث لتكريم قديسا مسيحيا قتل منذ 1935 سنه ، وبعد إلقاء كلمات الترحيب بهذه المناسبه ، قام قداسه البابا كيرلس السادس والرئيس جمال عبد الناصر والإمبراطور هيلاسلاسى الأول إمبراطور إثيوبيا ، الى مدخل الكاتدرائيه الجديده وأزاح الستار عن اللوحه التذكاريه التى أقيمت بمناسبه تسجيل ذكرى هذا الحدث التاريخى لكنيسه مصر أول وأقدم كنيسه فى أفريقيا .

كلمة قداسة البابا كيرلس فى افتتاح الكاتدرائية

+ نشكر الله على هذه النعمه العظيمه و إذ جعلنا اهلا بأن نحى الذكرى المباركه التى تشهد بعمل الله ومحبته وأمانته على مر الأجيال , فهذا التراث الروحى والحضارى الذى إزدهر فى هذه البلاد المباركه بمجئ قديسنا مرقس الرسول إليها منذ 1900 سنه , قدمه أبناء مصر وإخوانهم فى أفريقيا اولا ثم فى أنحاء العالم ليشاركوهم فى نعم الله , وأصبح جزءا من التراث الحضارى العالمى . ثم أضاف قائلا .
+ ويسرنى أن أذكر بالفخر والإعجاب فى هذه المناسبه ما تفضل به السيد الرئيس جمال عبد الناصر من إرساء حجر أساس هذه الكاتدرائيه خلال أعياد العام الثالث عشر للثوره المجيده فى 24يوليو 1965ومن المساهمه القيمه التى قدمها سيادته فى إقامتها تعبيرا عن سماحته وكريم مشاعره


+ كما يسرنى أن أشيد بفضل قداسه الأخ الحبيب البابا بولس السادس الذى سمح بنقل جسد القديس مرقس الرسول الطاهر لحفظه كذخيره مقدسه بهذه الكاتدرائيه , وتكرم بإيفاد ممثليه الموقرين الحاضرين معنا فقدم بذلك دليلا على سمو مشاعره , كما يقول يوحنا الرسول : محب لا بالكلام واللسان بل بالعمل والحق .
وإلى الله القدير نتضرع أن يجعل هذه الأحداث المباركه الباهره خير بشير لرفع ألويه السلام فى العالم أجمع وإزدهار المحبه والأخاء بين البشر جميعا .


وقد ألقى كلمات بهذه المناسبه كل من

غبطه مارأغناطيوس يعقوب الثالث بطريرك أنطاكيه ثم ، الكاردينال دوفال أسقف الجزائر ورئيس وفد بابا روما والأنبا ثاوفيلس مطران هور بأثيوبيا ، والدكتور يو ين بلاك السكرتير العام لمجلس الكنائس العالمى ،

موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس


ومندوب البطريرك اليكسى بطريرك الكنيسه الروسيه الذى أعلن فى كلمته أن كنيسه روسيا قدمت للكاتدرائيه الجديده مذبحا مذهبا وكذلك وحده علميه للكليه الإكليريكيه.

موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

+ وبهذه المناسبة أصدرت هيئة البريد المصــــرية طابع بريد عليه صورة الكاتدرائية والقديس مارمرقس الرسول كاروز الديار المصرية وذلك فى عام 1968م.

ورأيت عزيزى القارىء أن أعرض عليك مشهد حفل
افتتاح الكاتدرائية المرقسية بحضور امبرطور اثيوبيا والرئيس جمال عبد الناصر
بالفديو وهذا الفديو نادر الوجود

موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس






+


موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

وعندما أعلن الرئيس الراحل جمال عبد الناصــر خطاب التنحى فى 9 يونيوعام 1967م توجه البابا كيرلس لمنزل الرئيس جمال بمنشية البكرى

موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

بصحبة ثلاثة من المطارنة ونحو خمسة عشر كاهنا ، وعندما وجدوا طوفان البشر محيطــــا بمنزل الرئيس صدرت تعليمــــات من رآسة الجمهـــورية أن تقوم سيارة بفتح الطريق أمام سيارة البابا ، وعندما دخل المنزل قال أنا عاوز أقابل الريس ، فأخبروا الرئيس برغبة البابا فى مقابلتــه، وطلب البابا من الرئيس أن لايتنحى ويستمر فى حكم مصر وأن هذه هى رغبة الشعب فقال له الرئيس وأنا عند الشعب وأمرك يا والدى .

موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس
موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلسموسوعة متكاملة حياة البابا كيرلسموسوعة متكاملة حياة البابا كيرلسموسوعة متكاملة حياة البابا كيرلسموسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

البابا كيرلس يعيد جزء من رفات القديس مارمرقس الى مصر وبعد ان ظل جسد مرقس الرسول فى مدينه البندقيه بعيدا عن تراب أرض مصر الذى رواه بدمه منذ سنه 828 م حدث أن طلب البابا كيرلس السادس بطريرك الأقباط الأرثوذوكس المصرى من بابا روما إعاده الجسد الى موطنه الأصلى فى مصر وتصادف وصوله حدثين هامين هما :-



** مرور 19 قرناعلى إستشهاده بمصر.
** والحادث الثانى بناء الكاتدرائيه المرقسيه الكبرى بأرض الأنبا رويس بالعباسيه لتكون مقرا للجسد وأيضا مقرا لباباوات الإسكندريه.

+ وكان قداسه البابا كيرلس السادس قد بعث الى قداسه البابا بولس السادس بابا روما يطلب فيه إعاده جزء من جسد القديس مرقس الذى سرقه البحاره الإيطالين سنه 825 م ونقلوه الى فينسيا (مدينه البندقيه الإيطاليه ) إستجاب قداسه البابا بولس السادس إلى طلب البابا القبطى كيرلس السادس فإختار قداسه البابا كيرلس السادس وفدا رسميا مكون من سبعه من الآباء المطارنه والأساقفه وثلاثه من الأراخنه للسفر إلى روما لمقابله البابا بولس السادس لإستلام رفات القديس مرقس.

+ وفى يوم السبت 22 يونيو 1968 أقيم إحتفال دينى كبير فى قاعه البابا بولس السادس بالفاتيكان تلك التى يبلغ طولها أكثر من 20 مترا حيث إصطف الحاضرون ليشاهدوا حرس البابا وهو يدخلون وورائهم حامل الرفات ثم حراس آخرون وبعد ذلك ظهر البابا بولس السادس وعلى يمينه نيافه الأنبا مرقس مطران أبو تيج رئيس الوفد المصرى ومندوب البابا كيرلس السادس وعلى يساره الكاردينال دوفال مندوب البابا بولس السادس فى إحتفالات القاهره , وعلى منضده كبيره وضع الصندوق الذى يضم الرفات مفتوحا تحوطه الزهور والشموع .
ووقف الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمى وألقى كلمه باللغه الإنجليزيه , وبعد أن ألقى البابا بولس كلمته تقدم وحمل الصندوق فى خشوع وسلمه إلى رئيس الوفد القبطى , وسلمه أثنائها وثيقه رسميه خاصه بالرفات , والتى تنص على :-
الأب بتروس كاتيزويوس فان ليرد , من جماعه رهبان القديس أوغسطينوس بنعمه الله وبأمر الكرسى الرسولى , أسقف لورفسير حارس زخائر الكرسى الرسولى , معاون بقصر قداسته , ومساعد للكرسى البابوى والوكيل العام للفاتيكان
بموجب هذا المستند نؤكد ونشهد لوجه الله وتكريم قديسيه أننا تحققنا من أن رفات مرقس الإنجيلى قد أستخرجت من مكانها الأصلى وأننا وضعناها بكل وقار فى وعاء من الفضه وضع بدوره داخل صندوق فضى مشغول بفن رفيع وجوانبه من البلور وأغلق بإحكام , والوعاء مغلق داخل الصندوق المذكور بخيط رفيع ومختوم بخاتمنا بالشمع الأحمر لكى يتمكن حائزه من الإحتفاظ به ومن عرضه ليكون موضع الإجلال والإحترام العام من قبل المؤمنين .

وإننا ننذر المؤمنين الذين قد توجد هذه الرفات بين أيديهم فى يوم من الأيام بأنه لا يحق لهم أن يبيعوها أو يستبدلوها بأشياء أخرى مما يباع ويشترى وإقرار منا بذلك نسلم هذه الوثيقه موقعه منا وعليها خاتمنا.

+ وفى يوم الأحد 23 يونيو 1968 أقام الوفد القبطى قداسا إلهيا فى إحدى الكنائس الفاتيكان حضره كثيرون حيث إسترعت إنتباههم الألحان القبطيه ونالت إعجابهم , وفى مساء الإثنين 24 يونيو 1968م تحرك الوفد القبطى الذى أرسله البابا كيرلس السادس، ومعه أعضاء البعثه المرافقه للرفات مرسله من قبل بابا روما ، من كنيسه القديس أثناسيوس الرسولى ، فى موكب رسمى لأعظم شخصيه فى تاريخ مصر ، وتقدمت الدراجات البخاريه الموكب حتى وصلت مطار روما الدولى ،

* وإستقلوا طائره خاصه وصلت الطائره الى مطار القاهره الدولى فى
الساعه 45,10 من مساء اليوم نفسه .
وإحتشد فى المطار مئات الألوف من شعبه القبطى الذى آمن على يديه يرتلون الألحان الدينيه

+ وكان فى إنتظار الجسد قداسه البابا كيرلس السادس ومعه مندوب عن إخوتنا فى الإيمان مارأغناطيوس يعقوب الثالث بطريرك أنطاكيه وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس وعدد لا يحصى من المطارنه والأساقفه الأقباط والأجانب ورؤساء الطوائف والأديان المختلفه من المصريين والأجانب .

+ وإهتز المطار بالتهليل والتصفيق لرؤيتهم حمامه كبيره الحجم تتقدم الطائره فى الجو وعندما رست الطائره فى أرض المطار صعد البابا كيرلس السادس سلم الطائره وتسلم من يد رئيس الوفد الإسكندرى الذخيره الثمينه .

وفى هذه اللحظه شاهدت الجموع ثلاثه حمامات بيضاء كبيره الحجم ناصعه البياض يشع منها نور وهاج تحلق فوق الطائره الراسيه بالمطار وفوق الصندوق

(هذا الوصف مأخوذ من كتاب بطاركه عظماء اعده الشماس جميل فخرى المدرس بمعهد الدراسات القبطيه ويشرفنى ككاتب هذه المقاله بأن أشهد بأننى رأيت بعينى ما حدث لأننى كنت حاضرا فى المطار وما قاله الأستاذ جميل رآه كل الشعب الذي كان موجودا)

ومن المعروف أن الحمام لا يطير ليلا .ورأينا البابا كيرلس نازلا وعلى كتفه صندوق الرفات وبدأ الشمامسه بالترتيل بين هدير الشعب وفرحته التى لا توصف فهى لحظه من الزمان حضر أبانا مرقس رسول المسيح الى أرض مصر بعد أن طال فراق قديسنا عن بلادنا مصر

وتحرك الموكب الجماهيرى والكتل البشريه والقلوب تنبض بالوفاء لما بقى من هذا الإنسان الذى عرفنا طريق المسيح فالفرح عم أرض مصر .

+ وحمل البابا كيرلس الصندوق الى الكاتدرائيه المرقسيه الكبرى بالأزبكيه ووضع الصندوق على المذبح الكبير الذى دشن على إسم مرقس الرسول ، ومكث على المذبح ثلاثه أيام ، وعاد رفاه أول من بشر مصر بالمسيح الى الأرض التى روت دمائه مضحيا بحياته من أجل نشر كلمه الله فى مصر فمرحبا عودتك ياأبينا ورسولنا من عند المسيح إنتظرنا عودتك ياحبيبنا ويارسولنا مده 1140سنه

موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

+
وفى صباح 25 يونية 1968م وفى أرض دير الأنبا رويس بالعباسية المعروف فى التاريخ باسم دير الخندق أقيم أحتفال رسمى تحت رئاسة البابا كيرلس السادس وحضره السيد الرئيس حمال عبد الناصر رئيس جمهورية مصر فى ذلك الوقت , وحضره أيضاً الإمبراطور هيلاسيلاسى الأول إمبراطور أثيوبيا فى ذلك الوقت وعدد كبير من رؤساء الأديان ومندوبى الكنائس العالمية والمحلية
- ولم يحدث مثيل لمثل هذا التجمع فى العصر الحديث لتكريم شخص مات منذ
1400 سنة مثلما حدث للقديس مار مرقس رسول المسيح إلأى أرض مصر.وبعد الاهتفال بقدوم الرفات أقام البابا كيرلس قداسا فى الكاتدرائيه حضره
جلالة الامبراطور
هيلاسيلاسى الأول إمبراطور أثيوبيا
ومارأغناطيوس يعقوب الثالث بطريرك أنطاكيه وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس وعدد لا يحصى من المطارنه والأساقفه ورجال الاكليروس الأقباط
والأجانب ورؤساء الطوائف والأديان المختلفه من المصريين والأجانب .
- وبعد صلوات القداس حمل قداسة البابا كيرلس الصندوق الذى يحتوى على الرفات المقدسة وتوجه الجميع مع البابا أمامهم الشمامسه حاملين الصلبان ومرنمين بالألحان الفريحية الى المزار الذى أعد للقديس مارمرقس والموجود أسفل هيكل الكاتدرائية وتم وضعه فيه بكل اكرام مع الألحان والتمجيد .


ورأيت عزيزى القارىء أن أعرض عليك مشهد قدوم رفات القديس مارمرقس
بالفديو وهذا الفديو نادر الوجود



موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس



+
موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

تصرفات البابا غير المعتادة فى آخر زيارة له لدير مار مينا

+ فى مايو عام 1970 ذهب البابا إلى ميناء الخلاص وهو دير مار مينا بمريوط , والشئ الغريب أن أن تصرفاته كانت غير معتادة !!! وقد ذكر القس رافائيل أفا مينا تلميذ قداسة البابا وأحد رهبان الدير : " إعتاد قداسة البابا قبل أن يغادر ادير مار مينا أن يجلس مع كل راهب من رهبان الدير , ويتحدث معه ويمنحه البركة ويعطيه هدية تذكارية شيئاً من ملابسة الخاصة , ثم يتوجه إلى الكنيسة الكبيرة حيث يصلى صلاة الشكر ويغادر الدير مبتسماً فرحاً .
ولكن فى مايو 1970 م ودع البابا الدير بطريقة مخالفة تماماً , فقد أستدعى القمص مينا افامينا (أصبح فيما بعد نيافة الأنبا مينا أفامينا رئيس الدير ) أمين الدير وتحدث معه حديثاً قصيراً وهو يحاول أن يغلب دموعه , ولكنها هى التى غلبته , ثم سلمه عدد من القلنسوات بعدد رهبان الدير , ثم توجه إلى الكنيستين الموجودتين بالدير , وعمل تمجيداً للشهيد مار مرقس الرسول والشهيد مار مينا , وكان ممسكاً بصورة القديس مار مرقس كانت معه منذ توحدة بالجبل , وقد حاول قداسته أن يبتسم أمامنا , ولكنه لم يقدر وإنسابت دموعه بغزارة , ولم يجلس مع أحد منا , بل ركب قداسته سيارته ودموعه لم ينقطع سيلها .. لقد رأينا ذلك وتسائلنا : أين إبتسامة البابا ؟ وأين جلسته الطويلة معنا ؟ ولم أهدى لكل راهب منا قلنسوة ؟ .. وأيضاً ما سر دموعه؟ ولم كان يمسك صورة القديس مرقس بيده " القس رفائيل افامينا / حنا يوسف عطا : مذكراتى عن حياة البابا كيرلس السادس

+ فى يونيو 1970 أختار البابا كيرلس القمص تيموثاؤس المحرقى وكيل بطريركية الإسكتدرية ليكون أسقفاً على كرسى البلينا بإسم نيافة الأنبا يوساب فى 14 من يونيو
فى صباح يوم الثلاثاء 29 سبتمبر رأس صلاة القداس الإلهى وعمل ترحيم لروح الزعيم عبد الناصر وكان غاية فى التأثر والحزن لفقد هذا الصديق .

+ فى 13 اكتوبر 1970 م تلقى البابا خبر من اثيوبيا بإنتقال الأنبا باسيليوس بطريرك جاثليق أثيوبيا إلى السماء , فأرسل قداسة البابا وفداً قبطيا فى نفس اليوم مكون من : نيافة الأنبا أسطفانوس مطران أم درمان وعطبرة والنوبة , نيافة الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمى , القس مكارى عبدالله كاهن كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بطوسون شبرا .. وذلك لتقديم العزاء للإمبراطور هيلاسيلاسى وللآباء مطارنة وأساقفة الكنيسة الأثيوبية والمشاركة فى الصلاة عليه ..

+
فى 24 أكتوبر 1970 حينما أصيب قداسة البابا فى جلطة فى الشريان التاجى فى القلب - وأشرف على علاجة فريق من الأطباء برئاسة الفريق رفاعى كامل , كما خصص د / عبده سلام وزير الصحة ثلاثة من الأطباء للعناية بقداسة البابا والتواجد معه ليلاً ونهاراً .. وبعد ثلاثة أسابيع تحسنت صحة البابا ومرت مرحلة الخطر ولكن صدرت ألوامر بمنع الزيارات لحين يستعيد قداسته صحته تماماً , تم تركيب سماعات فى قلاية البابا بالمقر الباباوى لكى يستمع إلى القداس وهو راقد فى فراش المرض .


+ فى ديسمبر 1970 كانت آخر أفكاره بإنشاء لجنة باباوية لرعاية أسر الكهنة الذين توفوا , وقد منحها قداستة 600 جنيهاً من مخصصاته أعانه لها , كما تبرع بمبلغ 50 جنيهاً لرابطة مرتلى الكنيسة القبطية بالقاهرة .


+ فى ليلة عيد الميلاد المجيد 1971 م قام قداسة البابا كيرلس السادس بصلاة القداس الإلهى وإستقبلة الشعب بالفرح والزغاريد .


+ فى الأسبوع الأول من مارس 1971 م أصيب البابا بالإنفلونزا وكان يستقبل أولاده ومباشرة كل مهام الكنيسة وحل مشاكلها وكان مل ما كان يقوله جملتين هما .. " الرب يرعاكم " .. و.. " الرب يدبر أموركم "


+ يوم الحد 7 مارس 1971 م اقام صلاة القداس الإلهى رغم طلب الأطباء بعدم الحركة حتى يتم الشفاء كاملاً وقد استقبل أولاده وباركهم .




+ فى يوم الأثنين 8 مارس 1971 م قام قداسة البابا كيرلس بالأتصال تلفونياً بالسيد صلاح الشاهد الأمين الأول برئاسة الجمهورية لتحديد موعد مع الرئيس السادات لتأكيد تأييد الكنيسة القبطية له فى موقف الرئيس تجاه العدوان الإسرائيلى ولكن شكر السادات البابا لمشاعره وترجاه إرجاء الزيارة حتى تتحسن صحته , ولما لم يكن له قوه فى المشاركة أرسل برقية للسادات قال فيها : " سيخلد التاريخ لسيادتكم فى أنصع صفحاته دوركم العظيم فى الحفاظ على السلام فى الشرق الأوسط , ولكن غصرار العدو على التوسع , أغلق الأبواب فى وجه محاولات السلام , ولم يكن أمامكم إلا الطريق المشروع "


+ وفى صباح يوم الأثنين 8 مارس دخل إليه القمص بنيامين كامل فقال له البابا : " خلاص يا أبونا " فقال له القمص : " يعنى ايه يا سيدنا " قال البابا : " خلاص كل شئ أنتهى " قال القمص : " متقلش كده يا سيدنا .. ربنا يعطيك الصحة وطول العمر " قال البابا : " الصحة .. ! ما خلاص .. العمر .. ما أنتهى .. خلى بالكم من الكنيسة إهتموا بيها وربنا معكم ويدبر أموركم " ثم سلم قداسة البابا للقمص بنيامين سكرتيره بعض الدفاتر الهامة التى لم يتركها لأحد وقال له : " ربنا معاكم يا ابونا " وأعطاه البركة والصليب ليقبله.

موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

اليوم الأخير الذى تنيح فيه البابا كيرلس السادس

9 مارس سنة 1971 م

+ صلى البابا كيرلس صلاة نصف الليل , وفى الساعة 5 صباحاً إستيقظ قداسته فى قلايته صلاة باكر وصلواته الخاصة , وأستمع إلى القداس الإلهى الذى يقام فى الكاتدرائية عن طريق السماعات .


+ وفى الساعة الثامنة صباحاً كشف د/ ميشيل جريس الطبيب المقيم بالبطريركية على البابا وقرر أن حالته الصحية مستقرة .

+ وفى الساعة 10 خرج من قلايته إلى صالون الإستقبال وتقابل مع الزوار وصل عددهم 50 زائر منهم بعض الآباء الكهنة , وكان القمص حنا عبد المسيح كاهن كنيسة العذراء بروض الفرج هو آخر من قابلة وقال له : " ربنا يدبركم "

+ وبعد نصف ساعة توجه قداسة البابا إلى قلايته وأثناء سيره شعر بدوار شديد وكاد يسقط على الأرض بين باب القلاية والسرير ,
فجرى تلميذه الأستاذ فهمى شوقى ( الأب متياس البراموسى حالياً ) وسند البابا حتى أصعده على السرير , ثم صرخ منادياً د/ ميشيل الذى دخل إليه مسرعاً وحاول تدليك القلب إذ أصيب بهبوط حاد , وفى ذات الوقت تم الإتصال بالأطباء الذين الذين توالى حضورهم , وتم إبلاغ وزير الصحة الذى كان بالإسكندرية فأمر بنقل الأجهزة اللازمة الموجودة بمعهد القلب , كما طلب إبلاغه تطورات حالة قداسة البابا الصحية أولاً بأول .

+ أما آخر كلمات البابا كيرلس السادس كانت : " الرب يدبر أمـــــــــــوركم " وأسلم روحه الطاهرة لتصعد حاملة أعماله الحسنة ليقدمها للرب وكان ذلك فى تمام الساعة العاشرة وأربعين دقيقة من صباح 9 مارس 1971م .

+ وقد توقفت ساعة البابا كيرلس الخاصة عند لحظة أنتقاله إلى السماء , وهى معروضه فى مزاره الخاص بدير مار مينا بمريوط


موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس


الكنيسة تعلن وفاة البابا كيرلس رسمياً

قام المقر الباباوى بإخطار رئاسة الجمهورية والمسئولين والآباء المطارنة والأساقفة ورؤساء الكنائس فى العالم بإنتقال قداسة البابا كيرلس السادس إلى الكنيسة المنتصرة , ودقت أجراس الكنائس دقاتها الحزينة الثلاثة والمستمرة لحين الصلاة على البابا الراحل .
البيان الرسمى الذى أصدرته البطريركية : " تنعى البطريركية القبطية الرثوذكسية ببالغ الأسف غبطة راعيها الأول مثلث الرحمات طيب الذكر البابا الأنبا كيرلس السادس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الذى أنتقل إلى الأمجاد السماوية فى الساعة العاشرة والنصف صباح امس ..
النعى الذى كتبه المجمع المكدس فى جريدة الأهرام : " المجمع المقدس للكرازة المرقسية , ينعى ببالغ الأسى رئيسه وأياه الكلى الطوباوى مثلث الرحمات السعيد الذكر البابا كيرلس السادس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية المائة والسادس عشر من البطاركة خلفاء القديس العظيم مرقس الرسول كاروز أفريقيا , إنتقل إلى أحضان القديسين تاركاً فى قلوب الأقباط وسائر المصريين والعالم أجمع أطيب ألثر بعد أن ادى رسالته كأحسن ما تؤدى رسالة رئيس الكهنة ورائد بار لكفاحنا الوطنى , فتال إكليل الجهاد المعد له عوض الرب الكنيسة والأمة عنه خيراً .. وستقام الصلاة على جثمانه الطاهر الساعة الخامسة مساء باكر الخميس بالكاتدرائية الجديدة بشارع رمسيس .

موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس


الشعب القبطــى يودع راعيــة:


قام بتحنيط جسد البابا الأنبا كيرلس السادس ودهنه بالطيب الأطباء الأقباط شفيق عبد الملك , ومشيل أسعد , ويوسف يواقيم , وميشيل جرس .. ثم البسوه الملابس الكهنوتية وأضيئت الشموع حول الجسد المسجى .. ووقف المطارنة والأساقفة يتلون المزامير ,

موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

ثم حملوه بدموع تنهمر من عيونهم وأجلسوه على كرسى مار مرقس رسول المسيح إلى أرض مصر بالكنيسة المرقسية الكبرى لكى يلقى شعبه القبطى نظرة الوداع الأخيرة , ويقدر عدد الذين ألقوا نظرة الوداع 75 ألفاً ،

وكان طابور الذين حضروا لنوال بركته والقاء نظرة الوداع له أمام باب الكنيسة المرقسية يمتد لأميال وأحضرت قصارى ورد خصيصاً لتجميل المكان لحضور بعض الشخصيات الهامة والسفارات ..
وفى مساء يوم الربعاء 10 مارس 1971 م إجتمع المجمع المقدس لبحث موضوعين وسكرتير المجمع المقدس - وقد تم إختيار نيافة ألنبا أنطونيوس مطران سوهاج والمنشاة بعد إعتذار كل من نيافة الأنبا ساويرس مطران المنيا ونيافة الأنبا مرقس مطران ابو تيج وطهطا - وتم إختيار الأنبا أثناسيوس أسقف بنى سويف والبهنسا ليكون سكرتيراً للمجمع المقدس .

+ وقد صدر قرار جمهورى بتعيين الأنبا أنطونيوس قائمقام بطريرك .

* فى الساعة السابعة والربع من مساء يوم الأربعاء ذهب الرئيس محمد أنور السادات لتقديم العزاء شخصياً إلى القائمقام بطريرك وأعضاء المجمع المقدس وكان الجميع فى أستقباله وإنضم إليهم الدكتور كمال رمزى أستينو , والسيد كمال هنرى أبادير , والمهندس أبراهيم نجيب .


** وقال الرئيس السادات : " إننى كنت دائماً أعتز بقداسة البابا الراحل الذى احبه وأرجوا أن يخلفه من يسير على منواله , وأن تمضوا فى إختيار خليفته حسب طقوسكم المعروفة , ولكن فى أتحاد بغير أنقسام .. إننى أعتبركم عائلتى , وأرجوا ألا يكون بين عائلتى أى إنقسام "

موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

الصلاة على جثمان البابا كيرلس الراحل

موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

+ وضع جثمان البابا فى صندوق فاخر من خشب الساج الذى لا يسوس مبطن من الداخل بقماش أبيض ثمين وفتحته العلوية من البلور المتحرك , وكان إشتراه أحد المحال الكبرى لدفن الموتى من لبنان ووصل مصر يوم 8 مارس وكان شيئاً غريباً أن يتواجد مثل هذا الصندوق فى مثل هذا الوقت

+ أما الصندوق الذى به البابا حمله الآباء الكهنة على أعناقهم واتجهوا به الى الكاتدرائية الكبرى بأرض الأنبا رويس بالعباسية )


+ وفى الساعة الخامسة صباحاً فى يوم 11 مارس 1971 م نقل الصندوق وبه جثمان قداسة البابا كيرلس السادس إلى الكاتدرائية الكبرى بأرض الأنبا رويس وأستقبله الآباء المطارنة والأساقفة والكهنة والشمامسة بالألحان المناسبة , ووضع أمام الهيكل الرئيسى على منضدة خاصة .. وهنا ألتف حول الصندوق رهبان دير مار مينا وهم يتلون الصلوات والمزامير والدموع لا تتوقف من عيونهم .

+ وتوافد الألوف من الشعب القبطى للكاتدرائية بأرض الأنبا رويس وأمتلأت الكاتدرائية التى تسع الألاف وأمتلأ المقدمة أمام الكاتدرائية وحولها الكاتدرائية بألاف أخرى ولم يكن هناك موضع لقدم .

+ وفى الساعة الثالثة بعد الظهر بدأت صلوات طقس تجنيز الآباء البطاركة , وبدأ كبار رجال الدولة والسفراء الحضور لمشاركة الأقباط حزنهم لفراق راعيهم الصالح .

+ وألقى نيافة الأنبا أنطونيوس مطران سوهاج وقائمقام بطريرك كلمة عن البابا الراحل بالدموع والبكاء: " قال الوحى الإلهى : " عزيز فى عينى الرب موت أتقيائة " أعنى أن الرجال الأتقياء أو الذين يتقون الرب غال جداً فى عينى الرب موتهم , ولكن هذه هى إرادة الرب التى نخضع لها , لأن الرب فعل ..

+ لقد كان البابا كيرلس السادس له الشخصية الشيعى بالنعمة والبركة المملوءة رحمة وطهارة وأثماراً صالحة.

فعسير علينا أن نقف لنرثيه .. عسير علينا أن نلقى نظرة الوداع على جثمانه الطاهر المسجى بيننا فى هذه الكاتدرائية العظيمة التى شيدها والتى يبذل الجهد عزيزاً ليتم بناؤها ويدوى بين ربوعها رنين أجراسها كما ترتفع الأصوات الملائكية من الشعب بالصلاة .

موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس


إلى المثوى الأخير

موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

+ وحمل الأباء المطارنة والأساقفة والكهنة والشمامسة الصندوق الذى يحوى جثمان راعى الرعاة ورئيس الكهنة البابا كيرلس السادس ودخلوا به إلى الهيكل وطاروا حوله طورة ثلاثية يرددون الألحان الجنائزية الحزينة ثم خرج الموكب إلى صحن الكنيسة وعلا صراخ الشعب وبكائة وخرجوا من باب الكاتدرائية الجانبى وهبطوا السلم إلى البهو السفلى حيث توجد المقبرة التى أعدت بسرعة بجوار مزار القديس مارمرقس ودفن بها والكل يصلى فى بكاء على باباه الراحل

{ بكت القاهرة , وســـاد ظــلام دامــس يوم وفاتة ، و تخبط علماء الارصاد الجوية فى معرفة سبب المطر الغزير الذى أنهمر على القاهرة يوم نياحة البابا كيرلس .. حيث وصفها الدكتور عبد الحميد طنطاوى رئيس هيئة الارصاد الجوية المصرية فى هذا الوقت " مفاجأة جوية " ، فهى كانت مفاجأة حقيقة .. حيث بكت القاهرة و أظلمت سمائها حزناً على رحيل البابا كيرلس السادس } ..

واليك عزيزى القارىء
فديو نياحة البابا كيرلس السادس



موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

+
موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

+ عاش البابا كيرلس السادس عمراً يناهز الــ 69 عاماً مع الرب وقديسيه مار مينا .

وفى عام 1964 م كتب وصيته بخط يده ولما كان يحب مار مينا فقد إشتاق لأن يدفن فى ديرة العامر بمريوط بالرغم من أنه أسس أكبر كاتدرائية فى الشرق الأوسط ولكنه لم يغير وصيته ليدفن بها


ولما تمت رسامت الأنبا شنوده أسقف التعليم بابا وبطريرك للكرازة المرقسية خلفا للبابا كيرلس السادس ، وجد وصية قد كتبها البابا كيرلس يوصى فيها


موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

+ وقرر البابا شنودة الثالث وفاءً للبابا كيرلس الراحل تنفيذ وصيته أن ينقل جسده الطاهر إلى المكان الذى أحب أن يدفن فيه فى ليلة عيد القديس مار مينا .

+ وفى ظهر الأربعاء 22 نوفمبر 1972 م أخرج الصندوق الذى به جسد البابا كيرلس السادس من مدفنه المؤقت تحت الكاتدرائية المرقسية بأرض الأنبا رويس ووضع أمام الهيكل للمرة الثانية .

+ وقام برفع صلاة بخور العشية قداسة البابا شنودة الثالث وكثير من الآباء المطارنة والأساقفة والكهنة والشعب , وألقى البابا شنودة الثالث عظة قال فيها : " .. البابا كيرلس يرتبط تاريخة , بحدث هام ينسب إليه ,( عزيزى القارىء ستجد الكثير عن البابا كيرلس السادس هنا فى منتدى أم السمائيين والأرضيين فى القسم الخاص بالبابا كيرلس السادس ). وهو إنشاء دير القديس العظيم مار مينا العجايبى , وفى الحقيقة إن البابا كيرلس إغتبط قلبه بهذا الدير إغتباطاً فاق الوصف , وهى النقطة التى أريد أن أتكلم عنها اليوم .

* ففى رهبنته كان أسمه مينا المتوحد , وأحب هذا القديس الذى أخذ إسمه , محبة كبيرة , ورغم أنه كان من دير البراموس , إلا أن قلبه إلى دير مار مينا , وعندما أضطر إلى ترك مغارته فى الجبل بنى ديراً بإسم مار مينا لمحبتة لهذا القديس , وأصبح كل من يذهب إلي المنطقة يزور دير مار مينا , ويأخذ بركة القمص مينا المتوحد , وعندما كان فى كنيسة مار مينا بمصر القديمة التى عاش فيها زمناً طويلاقبل الزمن الذى قضاة فى الباباوية كان فى نفس الوقت يسعى فى السكنى فى منطقة مار مينا بمريوط , وإتصل بجمعية مار مينا بالإسكندرية , وبالأخص د/ منير شكرى لعمل الإجراءات ليعيش فى مار مينا .

* وعندما بدأت الصلاة بمنطقة دير مار مينا تهلل قلبه جداً , وكان قد بدأ بهذه الصلاة الأنبا ثاؤفيلس قبل أن يكون هناك دير , وكانوا يصلون فى العراء فىالمنطقة الأثرية .

ولما جلس البابا كيرلس السادس على كرسى مار مرقس , أهتم بدير مار مينا إهتماماً كبيراً , وبدأ ينشئ هذا الدير

*
وفى الواقع إن العمل الذى قام به هذا الدير هو عمل عجيب جداً , يدل على إقتناع عجيب بالفكرة , وإصرار , وتصميم على إنشاء الدير , إذ لم يكن بالأمر الهين إحضار مواد بناء والماء , فكانوا يحضرون الماء من قرية بهيج

* نذكر بالشكر فى هذه المناسبة المقدس شاروبيم أقلاديوس , وأخاه المقدس فرج أقلاديوس على تعبهما .

+ بعد هذه الكلمة نقل الجسد الطاهــر بموكب عظيم بواسطة الآباء المطارنة والأساقفه والكثير من الأباء الكهـــنة ومئات من شعب الكنيسة الى دير مارمينا العجائبى


موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس

مزار البابا كيرلس السادس بدير مارمينا بمريوط

ووضع فى مزار خاص قد أعد ليليق بمكانة البابا كيرلس السادس وهـــو أسفل مذبح الكاتدرائية الكبرى بالدير وكان ذلك يوم

15 هاتور - 24 نوفمبر 1972


موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس


+ وفى حياة وحبرية البابا توادروس الثانى البطريرك رقم 118 ، اجتمع بالمجمع المقدس واعترفوا أن البابا كيرلس السادس قديس ويذكر اسمه فى صلوات المجمع المقدسبالقداس الالهى .
كما قام الأنبا كيرلس أفامينا أسقف ورئيس دير مارمينا مع الأباء رهبان الدير العامر ببناء كنيسة رائعة باسم البابا كيرلس السادس
وأصبحت أول كنيسة تبنى على اسمه فى العالم كله.

موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس


وقام البابا توادروس الثانى بتدشينها فى عهد الأنبا كيرلس
أسقف ورئيس دير مارمينا بمريوط .وعمت الفرحة على كل أباء الدير.



موسوعة متكاملة حياة البابا كيرلس
تابع فيما بعد من سير وحياة الأباء بطاركة الاسكندريه






l,s,um lj;hlgm uk pdhm hgfhfh ;dvgs hgsh]s hgf'vdv; vrl 116







التوقيع

آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 10-01-2013 في 08:47 AM.
رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين