تفسير الاصحاح الســابـع من سفر نشيد الأناشيد - منتدى ام السمائيين و الارضيين
الرئيسية التسجيل مكتبي     البحث الأعضاء الرسائل الخاصة


منتدى ام السمائيين والارضيين


   
العودة   منتدى ام السمائيين و الارضيين > منتدى الكتاب المقدس > فسم خاص لسفر نشبد الانشاد
 
فسم خاص لسفر نشبد الانشاد دراسه بالتفصيل وشرح للسفر بالكامل والمعانى الروحيه له ( حصرى )

موضوع مغلق
   
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 04-09-2013, 12:46 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية بنت العدرا
 

 

 
201 تفسير الاصحاح الســابـع من سفر نشيد الأناشيد





الإصحَاحُ السَّابعُ

1 (المُحِبُّ): مَا أَرْشَقَ خَطْوَاتِ قَدَمَيْكِ بِالْحِذَاءِ يَابِنْتَ الأَمِيرِ! فَخْذَاكِ الْمُسْتَدِيرَ تَانِ كَجَوْهَرَتَيْنِ صَاغَتْهُمَا يَدُ صَانِعٍ حَاذِقٍ. 2سُرَّتُكِ كَأْسٌ مُدَوَّرَةٌ، لاَ تَحْتَاجُ إِلَى خَمْرَةٍ مَمْزُوجَةٍ، وَبَطْنُكِ كُومَةُ حِنْطَةٍ مُسَيَّجَةٌ بِالسُّوْسَنِ. 3نَهْدَاكِ كَخِشْفَتَيْ ظَبْيَةٍ تَوْأَمَيْنِ. 4عُنُقُكِ (مَصْقُولٌ) كَبُرْجٍ مِنْ عَاجٍ. عَيْنَاكِ (عَمِيقَتَانِ سَاكِنَتَانِ) كَبِرْكَتَيْ حَشْبُونَ عِنْدَ بَابِ بَثِّ رَبِّيمَ. أَنْفُكِ (شَامِخٌ) كَبُرْجِ لُبْنَانَ الْمُشْرِفِ عَلَى دِمَشْقَ، 5رَأْسُكِ كَالكَرْمَلِ، وَغَدَائِرُ شَعْرِكِ الْمُتَهَدِّلَةُ كَأُرْجُوَانٍ، قَدْ وَقَعَ الْمَلِكُ أَسِيرَ هَذِهِ الْخُصَلِ. 6مَا أَجْمَلَكِ أَيَّتُهَا الْحَبِيبَةُ وَمَا أَلَذَّكِ بِالْمَسَرَّاتِ! 7قَامَتُكِ هَذِهِ مِثْلُ النَّخْلَةِ، وَنَهْدَاكِ مِثْلُ الْعَنَاقِيدِ. 8قُلْتُ: لأَصْعَدَنَّ إِلَى النَّخْلَةِ وَأُمْسِكَنَّ بِعُذُوقِهَا، فَيَكُونَ لِي نَهْدَاكِ كَعَنَاقِيدِ الْكَرْمِ، وَعَبِيرُ أَنْفَاسِكِ كَأَرِيجِ التُّفَّاحِ. 9فَمُكِ كَأَجْوَدِ الْخَمْرِ!
(الْمَحْبُوبَةُ): لِتَكُنْ سَائِغَةً لِحَبِيبِي، تَسِيلُ عَذْبَةً عَلَى شِفَاهِ النَّائِمِينَ.
10أَنَا لِحَبِيبِي، وإِلَيَّ تَشَوُّقُهُ. 11تَعَالَ يَاحَبِيبِي لِنَمْضِ إِلَى الْحَقْلِ وَلْنَبِتْ فِي الْقُرَى. 12لِنَخْرُجْ مُبَكِّرَيْنِ إِلَى الْكُرُومِ، لِنَرَى هَلْ أَفْرَخَتِ الْكَرْمَةُ، وَهَلَ تَفَتَّحَتْ بَرَاعِمُهَا، وَهَلْ نَوَّرَ الرُّمَّانُ؟ هُنَاكَ أَهَبُكَ حُبِّي. 13قَدْ نَشَرَ اللُّفَّاحُ أَرِيجَهُ، وَتَدَلَّتْ فَوْقَ بَابِنَا أَفْخَرُ الثِّمَارِ، قَدِيمُهَا وَحَدِيثُهَا، الَّتِي ادَّخَرْتُهَا لَكَ يَاحَبِيبِي.
تفسير الاصحاح الســابـع نشيد الأناشيد
التفسيـــر

بقلم مثلث الرحمات
تفسير الاصحاح الســابـع نشيد الأناشيد

العلامه الأنبا يوأنس أسقف الغربيه


" ما أجمل رجليك بالنعلين يا بنت الكريم. دوائر فخذيك مثل الحلى صنعة يدى صناع" (1:7)

يرسم الروح القدس أمامنا في هذا الفصل صورة دقيقة ومفصلة للعروس.. إنه يعطيها لقبا جديدا "يا بنت الكريم" (= يا بنت الأمير).. إن هذا يوافق ما يقوله المزمور " كل مجد ابنة الملك من داخل" (مز 45: 13).. لقد صارت منتسبة لله بعد أن ولدت من الماء والروح.
صارت ابنة للملك السماوى.. وإن كانت بسقوطها صارت حقيرة لكن بعودتها لله انتسبت إليه وحملت سمة ملكية.
سبق أن وصفت العروس عريسها في (نش 5: 10 – 16) بعشر صفات ابتداء من الرأس حتى القدمين.. أما هنا فإن العروس توصف ابتداء من القدمين حتى الرأس..
لكن لماذا توصف العروس ابتداء من القدمين الى الرأس.. لعله كان منظورا الى العروس قبل كل شئ من الناحية الأرضية.. وكتعبير عن إعجاب بسلوكها وخطواتها العملية!!
" ما أجمل رجليك بالنعلين"
إن خطوات العروس تتميز بالأتزان والوقار الروحى "حاذين أرجلكم باستعداد انجيل السلام" (أف 6: 15)
و المقصود بأستعداد انجيل السلام هو السلوك العملى المطابق لتعليم انجيل المسيح" (فى 1: 27).. وكأن العريس قد بدء في وصفها بخطواتها الانجيلية. أنها تسلك طريق العريس ذاته وتمارس حياته الأنجيلية.. إنها بهذا تحمل الشهادة لعريسها كقول بولس "ما أجمل أقدام المبشرين بالسلام، المبشرين بالخيرات" (رو 10: 15)، وقول إشعياء " ما أجمل على الجبال قدمى المبشر المخبر بالسلام، المبشر بالخير، المخبر بالخلاص. القائل لصهيون قد ملك إلهك" (إش 52: 7)
" دوائر فخذيك مثل الحلى" (= مفاصل فخذيك)
ينتقل من القدمين الى الفخذين والى مفاصل الفخذين بالذات..
والمفاصل هي التي تعطى الرجلين القدرة على السير في الطريق بكل حرية.. ولا يتسنى ذلك إلا بإخضاع الجسد والذات.. هنا نتذكر الحكمة في مصارعة يعقوب. فالإنسان الذي صارعه لم يتركه حتى ضرب حق فخذه " فانخلع حق فخذ يعقوب في مصارعته معه" (تك 23: 25).. والمعنى أن النشاط الجسدى والقوة الطبيعية – قوة الذات – يجب أن تتعطل وتشل حتى يتسنى للنعمة أن تنشئ فينا القوة الروحية للسير بحسب إرادة الله.
قد أعطى بولس شوكة في جسده وطلب الى الله ثلاث مرات أن تفارقه ولكنه أدرك أخيرا أنه خير له أن يظل هكذا " تكفيك نعمتى لأن قوتى في الضعف تكمل".. ويعبر بولس عن أختباره فيقول " صادقين فى المحبة ننمو في كل شئ الى ذاك الذي هو الرأس المسيح. الذي هو الرأس المسيح. الذي منه كل الجسد مركبا معا ومقترنا بمؤازرة كل مفصل حسب عمل على قياس كل جزء يحصل نمو الجسد لبنيانه في المحبة" (أف 4: 15، 16)
تفسير الاصحاح الســابـع نشيد الأناشيد

" سرتك كأس مدورة لا يعوزها شراب ممزوج. بطنك صبرة (23) حنطة مسيجة بالسوسن" (7: 2)
يقول حزقيال النبى " وكانت الى كلمة الرب قائلة. يا بن آدم عرف
أورشليم برجاساتها. وقل هكذا قال السيد الرب لأورشليم.. أما ميلادك يوم ولدت فلم تقطع سرتك ولم تغسلى بالماء للتنظيف" (حز 16: 1 – 4).. حينما يخرج الجنين من أحشاء أمه يلزم أن تقطع سرته وبذا يرى نور الحياة الجديدة ككائن حى مستقل عن أمه، لا يحتاج الى الأغتذاء بدمها خلال الحبل السرى..

والمعنى أن الإنسان يقطع سرته أي يقطع صلته بالعالم ويبدأ بالتغذى بغذاء آخر.. والسرة حينما تقطع تصبح كأسا مدورة – الدائرة لا بداية لها ولا نهاية – إنها تشير الى السماء وأنها تشير الى أن الأنسان حمل طبيعة سماوية.. هي لا يعوزها شراب ممزوج أي خمر أي أن مسرات العالم وأفراحه لا مجال لها في حياتها الآن.. وفى نفس الوقت فإن غذاء هذه النفس التي لا تتغذى بغذاء العالم لها طعامها الخاص.. لها طعام روحى تلك التي يعبر عنها بقوله " بطنك ُصبره (كومة) حنطة".. هذه الحنطة تشير ال المسيح الخبز الحى النازل من السماء.. ثم إن هذه الخيرات محاطة بسياج من السوسن الذكى الرائحة..
تفسير الاصحاح الســابـع نشيد الأناشيد
" ثدياك كخشفتين (توأم من الغزلان الصغيرة) توأمى ظبية. عنقك كبرج من عاج. عيناك كالبرك في حشبون عند باب بث ربيم. أنفك كبرج لبنان الناظر تجاه دمشق "
(7: 3، 4).
سبق أن تكلمنا عن " ثدياك كخشفتين توأمى ظبية " في (نش 4: 5) وقلنا أن الثديين رمز للنمو والنضوج – وهما هنا رمز للنضوج والنمو الروحيين – وهما كذلك رمز لتغذية الآخرين.. وقلنا أن السيد المسيح يظهر للكنيسة متمنطقا عند ثدييه بمنطقة من ذهب girded about the chest with a golden band (رؤ 1: 13)
إذ يقدم العهد القديم والعهد الجديد كثديين ترضع منهما الكنيسة وتتقوت بهم..
" عنقك كبرج من عاج " - سبق أن عرضنا لنفس التشبيه في (نش 4: 4)..
وصف عنقها "كبرج داود المبنى للأسلحة " أي أنهار راسخة وقوية تواجه الحروب
– أما هنا فيصف عنقها "كبرج من عاج".. وسبق أن أشرنا في (نش 5: 14)

الى أن العاج يشير الى قبول الآلام حتى الموت
- حيث يستخرج من الفيل خلال آلامه، وليس كالأحجار الكريمة الأخرى .
إن هذا الوصف ينطبق على النفس البشرية التي تحتمل آلام الجهاد حتى الدم ضد الخطية، كما يشير الى ما احتملته الكنيسة من آلام لتظل الكنيسة شامخة كالبرج.. كما أن البرج أبيض ونفيس وهذا ما يشير الى طبيعة هذه الصفات وقيمته.. إنه يشير الى طهارة النفس والكنيسة ونقاوتها.
"عيناك كالبرك في حشبــون عند باب بث ربيم".
قبلا وصف العريس عينى محبوبته بعينى الحمامة حيث تتجلى فيهما صورة الروح القدس الذي يقدس حياتهما الداخلية.. وهنا يصف عينيها بالبرك.. ولم يصفهما بمياه الآبار التي توجد في أعماق مظلمة. أما مياه البرك فمكشوفة ومعرضة لضوء الشمس، ومنفتحة نحو السماء.. هذا الأنفتاح نحو السماء يولد انفتاحا نحو البشر.. معروف أن البرك تمتاز بوجود السمك بها. والسمك يرمز للبشر "أجعلك صيادا للناس"!!
أما كلمة حشبون فمعناها مجتهد.. هذا الأجتهاد من جهة العينين هو فى النظر الى الألهيات.. إن العين كما قال عنها المسيح هي "سراج الجسد"!! والمعنى أنها هي التي تقوده في الطريق.
تفسير الاصحاح الســابـع نشيد الأناشيد
"أنفك كبرج لبنان الناظر تجاه دمشق" (7: 4).
لم يرد في سفر النشيد قبل ذلك الأنف ضمن التشبيهات، لأن حاسة الشم تبدأ عملها عند تمام النضج.. ومن الناحية الروحية تشير حاسة الشم للتمييز بين رائحة المسيح الذكية وروائح العالميات التي هي في الحقيقة نتنة. هذه الحاسة هى التي نميز بها بين الفضيلة والرذيلة.. أما كونه يشبه أنفها ببرج لبنان أنه دليل الشموخ.. ليس بقصد الكبرياء، ولكن بقصد أحساس الإنسان بذاته كابن الله.. "من يغلب العالم إلا الذي يؤمن أن يسوع هو المسيح".. " أستطيع كل شئ في المسيح الذى يقوينى"..

تفسير الاصحاح الســابـع نشيد الأناشيد
"رأسك عليك مثل الكرمل وشعر رأسك كأرجوان (كالقرمز). ملك قد أسر بالخصل"
(7: 5)
جبل الكرمل يرتفع الى ما يقرب من ألفى قدم.. والمعنى أن الكنيسة رأسها شامخ..الكنيسة كاملة ولا تخطئ من جهة أيمانها " واحدة هي حمامتى كاملتى" (6: 8).. وبنفس المقياس مفروض في المؤمن أن يكون كاملا " كونوا كاملين..". " نظير القدوس الذي دعاكم كونوا أنتم أيضا قديسين في كل سيرة"..
هذا من ناحية.. ومن ناحية أخرى فإن كلمة الكرمل معناها " أرض الحديقة " تمتاز بالخضرة والثمار والغابات.. هكذا لا يجب أن تبدو الكنيسة بلا ثمر وكذلك النفس البشرية. ثم إن جبل الكرمل في الكتاب المقدس يحمل ذكريات مقدسة ومجيدة. فعليه وقف إيليا النبى أمام كهنة البعل وكل الشعب وقال عبارته المشهورة " حتى متى تعرجون بين الفرقتين. إن كان الرب هو الله فاتبعوه. وإن كان البعل فاتبعوه" (1 مل 18: 21) وهناك قتل كهنة البعل (1 مل 18: 40)
رمز للقضاء على الشر.. وبعد أن سقطت نار من السماء وأكلت المحرقة والحطب والحجارة والتراب ولحست المياه التي في القناة.. سقط كل الشعب على وجوههم وقالوا " الرب هو الله. الرب هو الله" (1 مل 18: 38،39)..
أن الكرمل يذكرنا بكل هذه الذكريات يجب ألا نعرج بين الله والعالم
(المسيح أم باراباس)،
والقضاء على الشر، والأعتراف بأبوه الله لنا " الرب هو الله. الرب هو الله".
وعلى رأس جبل الكرمل سجد إيليا وخر على الأرض طالبا من الله أن يعطى مطرا على الأرض (1 مل 18: 42 – 46)..
وهذا يذكرنا بالصلاة واستجابتها سواء فى الكنيسة وحياة المؤمن.
هذه بعض الذكريات التي تتصل بجبـــل الكرمــل الذي شبهت به الرأس:
رأس المؤمن ورأس الكنيسة.
أما الشعر الملتصق بالرأس فقد أشرنا سابقا الى أنه يشير الى جماعة المؤمنين.. إنه كالأرجوان (القرمز) الذى هو الرمز الملكى.. إن كل الأعضاء تحمل السمة الملوكية. إنه لون دم المسيح.
"ملك قد أسر بالخصل" أي أن مفاتن العروس قد أجتذبته وأسرته حبا. إن جمالها الذي خلعه عليها العريس هو الذي سباه "كل مجد ابنة الملك من داخل. منسوجة بذهب ملابسها. بملابس مطرزة تحضر الى الملك"
(مز 45: 13، 14).
تفسير الاصحاح الســابـع نشيد الأناشيد

"ما أجملك وما أحلاك أيتها الحبيبة قامتك هذه شبيهة بالنخلة وثدياك بالعناقيد قلت اني اصعد الى النخلة وامسك بعذوقها (سعفها العالي) وتكون ثدياك كعناقيد الكرم ورائحة انفك كالتفاح وحنكك كاجود الخمر لحبيبي السائغة المرقرقة السائحة على شفاه النائمين"حنكك كأجود الخمر تسوغ بلذة لحبيبى وتسيل على شفتى وأسنانى - حسب الترجمة السبعينية)" (7: 6 – 9).
العريس - في ختام وصفه للعروس – يقول لها " ما أجملك وما أحلاك " والمعنى الحرفى لهذه العبارة " كم صرت جميلة".. لقد انسكب جمال العريس عليها فصارت هكذا.. " قامتك هذه شبيهه بالنخلة " النفس البشرية والكنيسة صارت قامتها شامخة ومستقيمة كالنخلة " الصديق كالنخلة يزهو، كالأرز في لبنان ينمو" (مز 92: 12)..
لهذا رمز للسبعين رسولا بالسبعين نخلة التي وجدها بنو إسرائيل أثناء ارتحالهم في إيليم (خر 15: 27). وفى الأبدية يحمل المؤمنون سعف النخل علامة النصر
(رؤ 7).

والعريس يفرح بثمر عروسه، فيصعد إلى النخلة ليجنى ثماره.. إنه لم يرسل أحدًا من خدمه، بل هو يصعد عليها، ليقطف ثمارها ويمسك بسعفها.
أما باقى التشبيهات:
+ ثدياك كعناقيد الكرم.. وسبق أن قلنا أن الثديين يرمزان للعهدين القديم والجديد وهى تشير إلى قدرتها على إطعام الآخرين.
+ رائحة أنفها كالتفاح.. وقد سبق أن رأينا في التفاح رمز للمسيح والتجسد الإلهى، وكأنها تَشْتَّم دائمًا رائحة الإله المتجسد. والمعنى أن العروس بعد أن اتحدت بالمسيح بدأت الآن تفيح برائحته.
+ حنكك كأجود الخمر.. إنه يشير إلى الفرح وإلى تذوق السمويات.. إن الخمر يشير إلى ملكوت السموات "أبقيت الخمر الجيدة إلى الآن" (يو٢: ١٠) وكما يقول "إنى من الآن لا أشرب من نتاج الكرمة هذا إلى ذلك اليوم حينما أشربه معكم جديدًا في ملكوت أبى" (مت٢٦: ٢٩).
+ وحينما وصل العريس إلى هذه الكلمة إذا بالعروس واستنادًا إلى اتحادها الكامل به تقاطعه وتقول "لحبيبى السائغة المرقرقة السائحة على شفاه النائمين".
وهذا يفيد أنها وحبيبها معًا قد تذوقا شيئًا من أمجاد الدهر الآتى "السائحة على شفاه النائمين" [إذ وصل العريس في وصف جمال عروسه إلى التحدث عن حنكها بأنه "كأجود الخمر"،إذ بها تقاطعه قائلة "لحبيبى" أي أن هذه الصفات هي لحبيبى ومن حبيبى. وإن هذه الخمر تسيل وتجرى إلى فم حبيبها بسهولة وبلذة وهى لامعة ومتلألئة ]..
تفسير الاصحاح الســابـع نشيد الأناشيد

"أنا لحبيبى وإلىّ اشتياقه" (٧: ١٠)
فى العلاقة الحبية بين العروس وحبيبها نجد تطور علاقة الحب هذه إلى ما هو أسمى.. في (نش٢: ١٦) تقول العروس "حبيبى لى وأنا له". وفى (نش٦: ٣) نسمعها تقول "أنا لحبيبى وحبيبى لى".. وأما هنا فتقول "أنا لحبيبى وإلىّ اشتياقه".. كان همها الأول في المراحل الأولى لحياتها أن تقول "حبيبى لى". وفى المرحلة الثانية "وأنا له". وهى كما قلنا سابقًا تعبر عن الرغبة في الإمتلاك من أجل التمتع الشخصى. لكنها الآن بعد المعاملات المختلفة التي ربما نمّت عن الكبرياء لمنها تقول الآن "أنا لحبيبى" واختفت الرغبة الشخصية، وعوضًا عنها أصبح الموضوع يتعلق برغبة الحبيب نفسه ما هى؟ لقد صارت الآن تعلم أنها إنما تحيا فقط لأجل مسرته وأن تكون موضوع اشتياقه. وبالفعل فإنه يجب أن يكون أسمى غرض للمؤمن أن يحيا الحياة التي تجعل الرب يشتاق إليه. وأن يكون قادرًا على القول "إلىّ اشتياقه" و"اشتياقه إلىّ". ما أعظم أن يكون اشتياق الرب إلى النفس؟! هذا الاشتياق لابد وأن يكون له أسباب.
تفسير الاصحاح الســابـع نشيد الأناشيد
"تعالَ يا حبيبى لنخرج إلى الحقل، ولنَبتْ في القرى. لنبكرّن إلى الكروم. لننظر هل أزهر الكرم هل تفتح القُعال. هل نوّر الرمان. هنالك أعطيك حبّي"
(١١، ١٢)
فى (نش٦: ١١) نقرأ عن الحبيب كيف نزل إلى جنته لينظر "هل أقعل الكرم، هل نوّر الرمان" الأمر الذي يدل على اهتمامه الكلى بوجود ثمر في النفوس.. وفى هذين العددين نجد العروس لها نفس الفكر والاهتمام اللذين له فتتحدث إليه عن أمور تعلم أنها تسرّه..
وهنا نلاحظ أمرًا هامًا أن الخدمة السليمة تأتى كثمر للحب.
رأينا كيف تمكنت المحبة بين العروس وحبيبها حتى أن اشتياقه صار إليه.. وهنا كثمرة من ثمار الحب نجدها تفكر في الخدمة وتريد أن تنطلق مع حبيبها وتقول له "تعال يا حبيبى لنخرج إلى الحقل".. لنا تأمل في هذه العبارة.
لنخرج..
(أ) إن الله كما نفهمه ليس مُخيفًا بل محبًا دعانا أخوته وأصدقاءه وأحبائه.. وهى تدعوه هنا لتصحبه "لنخرج".. إلى أين؟
(ب) إلى الحقل.. وماذا يكون هذا الحقل.. إنه حقل الخدمة "ارفعوا أعينكم وأنظروا الحقول إنها قد ابيضت للحصاد" (يو٤: ٣٥).
(ج) إن كان الله يدعونا للعمل "نحن عاملان مع الله وأنتم فلاحة الله، بناء الله" (١كو٣: ٩)،
لكننا لا نخرج بدونه لئلا يكون مصيرنا الفشل.. إن الله يعمل معنا في الخدمة بروحه ولذا حذر الرسل وتلاميذه "لا تبرحوا أورشليم حتى تلبسوا قوة من الأعالى". وإذا كان هذا الكلام عن الخدمة لكنه من ناحية أخرى يشمل التعاون الزوجى خاصة في هذه الأيام والتى تعمل الزوجة مثل زوجها في عمل وظيفى، يجب أن يتعاون الإثنان "لنخرج إلى الحقل"!!
"لنبت فى القرى"
الكلمة وردت بصيغة الجمع "القرى".. إنها لا تقصد مكانًا معينًا بل القرى كافة.. إن هذا يشير إلى حياة الغربة في العالم "ليس له أين يسند رأسه".. إنها في سياحة غربة مع حبيبها تسير معه من قرية إلى قرية بحثًا عن الخراف الضالة!!
+ حياة الإرتباط مع الحبيب تظهر من الكلمات التي قالتها العروس "لنخرج.. لنَبتْ.. لنبكرّن.. لننظر..".. كل حياتها أصبحت مرتبطة به.. والتبكير يشير إلى الإجتهاد في العمل.. إنها تبحث وتفتش عن الثمار"هل أزهر الكرم، هل تفتح العقال، هل نوّر الرمان".. بعد كل هذا تقول:
"هنالك أعطيك حبى"!!
هنالك.. أي في الحقول والقرى والكروم.. إنها نظرة شاملة لعمل الرب في كل العالم.. وفى هذه كلها تستطيع أن تعطيه حبها أي تظهر له حبها.
تفسير الاصحاح الســابـع نشيد الأناشيد
"اللفاح يفوح رائحة وعند أبوابنا كل النفائس من جديدة وقديمة ذخرتها لك يا حبيبى" (١٣)

تفسير الاصحاح الســابـع نشيد الأناشيد

اللفاح من أجمل الزهور التي تشير إلى المحبة الزوجية بين الرجل وامرأته، لهذا حدثت بسببه مشاحنة بين راحيل وليئة
(تك٣٠: ١٤ ١٦).
"وعند أبوابنا كل النفائس"، والأبواب تشير إلى ما هو قريب وفى متناول اليد. والمقصود بالنفائس الثمار النفيسة.. أي زن هذه الثمار غدت في متناول اليد وقريبة. هذ النفائس جديدة وقديمة. هي جديدة في كل يوم وفى نفس الوقت أصيلة وعميقة.. هي ثمار كلمة الله العاملة في نفوس المؤمنين.. هذا ما تقدمه العروس الأم
(الكنيسة والنفس بفضائلها) للمسيح العريس السمائى الأبدى.
إنها تقدم ثمارًا متنوعة، فرغم أن الذين قبلوا الرب يسوع يؤلفون جماعة واحدة لكن ليس كل منهم يحمل نفس الثمر لأن ثمر الروح متعدد الأنواع "محبة، فرح، سلام، طول أناة، لطف، صلاح، إيمان، وداعة، تعفف"

(غل٥: ٢٢، ٢٣).
تفسير الاصحاح الســابـع نشيد الأناشيد

تفسير الاصحاح الســابـع نشيد الأناشيد
تفسير الاصحاح الســابـع نشيد الأناشيد







jtsdv hghwphp hgsJJhfJu lk stv kad] hgHkhad]







التوقيع

آخر تعديل بنت العدرا يوم 04-09-2013 في 09:12 PM.
موضوع مغلق


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين