خداع الناس لانفسهم عندما يقودهم الرب - منتدى ام السمائيين و الارضيين
الرئيسية التسجيل مكتبي
Image
البحث الأعضاء الرسائل الخاصة


منتدى ام السمائيين والارضيين


   
العودة   منتدى ام السمائيين و الارضيين > منتدى الكتاب المقدس > العهد القديم
 
إضافة رد
   
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 07-31-2011, 11:18 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
افتراضي خداع الناس لانفسهم عندما يقودهم الرب






خداع الناس لأنفسهم عندما يقودهم الرب


كما يخدع إبليس الناس بأفكاره الكاذبة كى لا يخضعون لقيادة الرب ، فقد يخدع الناس أنفسهم أيضاً .. وإليك هذا المثال من سفر القضاة أصحاح 20 .. أراد قادة الشعب أن يعاقبوا سبط بنيامين لأنه رفض أن ينفذ العقاب فى بعض من رجاله الذين اغتصبوا فتاة وأذلوها حتي ماتت (قض 20) ، هذا الحدث المشين الذي جلب العار للأمة واعتبر استهانة بالرب .. قرروا أن يهجموا علي هذا السبط بنيامين فأقاموا جيشاً من بقية أسباطهم، ولكن قبل أن يبدأوا الهجوم ذهبوا إلي بيت الرب ليسألوه أى سبط منهم يتقدمهم فى هذه المعركة .. وأجابهم الرب بأن يتقدمهم سـبط يهـوذا، فتحـركوا إلـي أرض بنيـامين ورجـال سـبط يهـوذا فـى مقـدمتهم، ودارت المعـركة .. وعلي عكس توقعاتهم وما يقوله المنطق انهزموا !! .. تأمل إحدي عشر سبطاً يهزمهم سبط واحد .. بل ومُذنب !! .. وتسأل هل الرب الصالح يقود شخصاً يستشيره إلي خسارة غير متوقعة أو هزيمة من أشرار ؟! ..
عاد القادة ثانية ليسألوا الرب وكان سؤالهم فى هذه المرة مختلفاً .. هل يعودون لمحاربة سبط بنيامين ؟ .. وأجابهم الرب نعم حاربوهم .. ومرة أخري وأيضاً علي عكس المتوقع والمنطقي هزمهم سبط بنيامين .. ويتكرر السؤال هل يقود الرب إلي الفشل ؟! .. مهلاً قارئى العزيز ، فلقد ذهبوا للمرة الثالثة إلي بيت الرب .. وهناك صاموا وجلسوا أمام الرب وقدموا له ذبائح المحرقة والسلامة ثم سألوه أنعود لمحاربة سبط بنيامين يكفينا ما حدث لنا من هزيمة ؟ .. قال لهم الرب اصعدوا لقتالهم وأعطاهم فى هذه المرة وعداً «غداً أدفعهم ليدك» (قض 20 : 28) .. وتحقق الوعد وهزموا سبط بنيامين وألحقوا به العقاب الذى يستحقه ..
ونتساءل لماذا قادهم الرب إلي الفشل مرتين أمام سبط مُذنب أهان نفسه وإلهه ؟ .. الرد باختصار لأنهم خدعوا أنفسهم .. حينما تخدع نفسك قد يقودك الرب إلي هزيمة أو خسارة ربما غير منطقية أو متوقعة لأنه يحبك !! نعم لأنه يحبك فهو يريد أن يوقظك بالهزيمة والخسارة من هذا الخداع ..
كيف خدعوا أنفسهم
تأمل ، فى المرة الأولي اتخذوا قرارهم بالهجوم علي سبط بنيامين دون أن يستشيروا الرب ليعرفوا إذا ما كان يريدهم أن يؤدبوا سبط بنيامين بهذه الطريقة وفى هذا الوقت بالتحديد .. تعجب لقد تجاهلوا رأيه فى هذه الأمور الأساسية ثم أتوا ليستشيروه فى أمر فرعى لمعرفة السبط الذى يتقدمهم فى الهجوم .. آه تخدع نفسك حينما لا تطلب رأى الرب فى أساسيات أمر تود أن تفعله ثم تأتى لتستشيره فى إحدي تفاصيله الهامشية .. مثل شخص اتخذ قراره أن يشد الرحال إلي أحد بلاد المهجر دون أن يعرف إذا ما كان الرب يريده أن يهاجر أم لا ، وإن كانت مشيئته الهجرة فإلي أى بلد .. ثم إذ تحيّر إلي أى مدينة يذهب فى هذا البلد الذى اختاره ليهاجر إليه بدأ يصلى طالباً إرادة الرب .. وآه لهذا الخداع ..
لقد قاد الرب الشعب للانهزام أمام سبط بنيامين ليوقظهم من هذا الخداع .. فقد كان لهزيمتهم أثر عظيم جعلهم يذهبون ليسألوا الرب فى صُلب الأمر وليس فى أحد فروعه .. سألوه وهم باكون أيهجمون علي سبط بنيامين أم لا ..
انظر لقد صححوا خطأهم واستشاروه فى الأمر برمته ؟ .. مع هذا قادهم مرة أخري للهزيمة !! .. لا عجب فلقد أراد أن يُكمّل تصحيحه لهم .. لقد أقدموا علي تأديب سبط منهم دون أن يدركوا أنهم مثله تماماً يحتاجون هم كذلك إلي التأديب لأنهم أيضاً مذنبون .. لم يُخرجوا الخشبة الكبيرة التى فى عيونهم فكيف لهم أن يخرجوا القذي الصغير الذى فى عين إخوتهم من سبط بنيامين (مت 7: 4) .. قادهم الرب إلي الهزيمة مستخدماً سبط بنيامين لتأديبهم قبل أن يستخدمهم لتأديبه ..
نعم كان لهذه الهزيمة الثانية فائدة عظيمة لهم إذ دفعتهم لفحص ذواتهم أمام الله صائمين .. والصوم يُعبّر عن التواضع والاعتراف بالخطأ وإدانة النفس كما قدموا ذبائح المحرقة والسلامة ليعلنوا بالأُولي إنهم لا يريدون سوي رضا إلههم ، وبالثانية إنهم سيتصرفون وهم فى شركة معه .. نعم لقد أثمرت هزيمتهم توبة قلبية نقلتهم إلي الحالة التى تؤهلهم لعلاج مشكلة سـبط بنيـامين لذا قادهم الرب فى المرة الثالثـة للنجـاح ..
كم تكون خادعاً لنفسك إذا طلبت معرفة مشيئة الرب فى أمر تود أن تقوم به دون أن تعير اهتماماً إلي الحالة الروحية التى يجب أن تكون عليها والتى يتطلبها هذا الأمر .. كمثال خادم للرب يسأله أن يحدد له الأماكن التى يذهب ليكرز بها بينما هو غير مكترث بأنه لم يغفر بعد لأحد الأشخاص الذىن أساءوا إليه .. كم يخدع نفسه ..
رغبات الإنسان
كان رؤساء جيش مدينة أورشليم خائفين جداً من غضب ملك بابل وسيطر عليهم الاعتقاد بأنه سيقتلهم إما بالسيف أو بالجوع .. بحثوا الأمر وانتهوا إلي أنه لا يوجد سوي طريق وحيد للنجاة .. الهروب إلي مصر .. ولكن برغم اقتناعهم التام بأن هذا الهروب هو منفذهم الوحيد أتوا إلي إرمياء النبى يطلبون منه أن يسأل لهم الرب .. ماذا عليهم أن يفعلوا للنجاة من غضب الملك ، وأكثر من هذا أظهروا لإرمياء استعدادهم المطلق أن ينفذوا ما يقوله الرب أياً كان .. قالوا له « حسب كل ما يقوله الرب إلهنا هكذا أخبرنا فنفعل » ( إر 42 : 20 ) .. بعد عشرة أيام أبلغهم إرمياء بإجابة الرب .. أنتم تفكرون فى الهروب إلي مصر .. لا تذهبوا ، ابقوا فى أرضكم ولا تخافوا ملك بابل :
« لا تخـافوا ملك بابل الذى أنتم خـائفوه . لا تخـافوه يقـول الـرب لأنـى أنا معكم لأخلصكم وأنقذكم من يده » ( إر 42 : 11 )
فماذا فعل رؤساء الجيش ؟ .. هل رحبوا بهذه الكلمات الحيّة من الله تمسّكوا بها وهل تركوها تعمل فى قلوبهم لتحررهم من الخوف لتعطيهم الإيمان ؟ .. كلا .. فقد كانت فكرة الهروب إلي مصر مسيطرة عليهم تماماً معتقدين إنها الطريق الوحيد للنجاة من السيف والجوع ..
لماذا إذاً أتوا ليسألوا الرب ؟ .. للأسف هذا أمر يتكرر كثيراً .. يأتى مؤمنون إلي الرب طالبين معرفة مشيئته فى أمر ما بينما لا يرغبون فى أن يسمعوا منه ما يتعارض مع ما يقتنعون به أو يميلون إليه .. أتعرف ماذا كان تعليق إرمياء علي رفض رؤساء الجيش لصوت الرب .. قال لهم :
« قد خدعتم أنفسكم إذ أرسلتمونى إلي الرب إلهكم قائلين .. حسب كل ما يقـوله الـرب إلهنـا هكذا أخبرنا فنفعل » ( إر 42 : 20 )
أنت أيضاً تخدع نفسك حينما تطلب أن تعرف إرادة الرب فى أمر ما بينما يكون قلبك متمسكاً بقرار معين لا تريد أن تسمع غيره ..
وهل نجـا رؤسـاء الجيش بهروبهم إلي مصر ؟ .. كلا بل ماتوا فى أرضها .. وتأمل لقد ماتوا بالسيف والجوع ( إر 42 : 22 ) .. ذات الأمرين اللذين بسبب الخوف منهما اتخذوا قرار هروبهم إلي مصر .. فما أخطر أن تتحرك بحسب ما يمليه عليك الخوف وليس بحسب ما يقوله لك الرب .. لا ، لا تخدع نفسك ، ولا تضر ذاتك ضرراً شديداً بأن تطلب من الله أن يعرّفك إرادته فى أى أمر بينما أنت متمسك فى داخلك بفكرك الخاص ..
وآسفاه ، هناك مؤمنون يتعاملون مع الله مثل شخص استدعي مهندساً للديكور ليصمم له شقته .. وبدلاً من أن يثق فى مهارة وفن هذا المهندس فيتركه يفعل ما يشاء ، تدخّل كثيراً برأيه ليجعل من هذا المهندس مجرد أداة تنفذ له ما فى ذهنه من أفكار .. قد يقبل مهندس ما هذا ، أما الرب فهو المـلك ، مـلك الملوك .. لا يقبل مطلقـاً سـوي أن يكون ملكاً عليك ، له كل الحق أن يقودك كما يشاء ..
كما قد يحدث لمؤمن ما أن تكون له رغبة قوية فى أمر معين فيحاول أن يقنع نفسه بأن رغبته هذه إنما هى إرادة الله بينما الحقيقة إنها ليست كذلك ..
الله وعد أن يسدد كل احتياجاتك ( فى 4 : 19 ) لكـنه لم يعدك بأن يحقق كل رغباتك .. سيحقق فقط الرغبات التى تتفق مع مشيئته لك .. لا يعنى هذا إنه دائماً ما تكون رغباتك خارج إرادة الله، كلا بل إذا سرت بإخلاص معه وتمتعت بعشرته فستتناقص مع الوقت رغباتك التى ليست فى مشيئته ، لهذا لا تتعجب حينما تقرأ كلمات المزمور 37 القائلة « اتكل علي الرب وافعل الخير . اسكن الأرض وارع الأمانة . وتلذذ بالرب فيعطيك سؤل [طلبات] قلبك » ( مز 37 : 3 ، 4 ) .. وأيضاً كلمات سفر الأمثال « شهوة الصديقين تمنح » ( أم 10 : 24 ) ..
لماذا سيعطيك طلبات قلبك وشهوته ؟ لأن الروح القدس سيهيمن عليك ويجعل سؤل قلبك وشهوته بحسب مشيئة الله .. تأمل ما أعلنه الرسـول بولس فى رسـالة فيلبى « الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجـل المسرة [من أجل مسرته] » ( فى 2 : 13 ) .. ياله من اعلان ، الله سيعمل فيك بالروح حتي تصبح لك الإرادة والقدرة ..
• الإرادة التى تريد ما يريده لك ..
• والقدرة كى تعمل ما يريده ..
لا يعنى هذا أن تثق أنه لن تكون لديك مطلقاً أية رغبات ليست بحسب مشيئة الله « إن قلنا إنه ليس لنا خطية نضل أنفسنا » (1يو 1 : 8 ) ، كن متضعاً وافعل ما كان داود يفعله .. اطلب باستمرار من إلهك أن يفحص قلبك لينقيه من الرغبات التى ليسـت بحسب مشيئته .. هكذا كان داود يصلى قائلاً :
« اختبرنى يا الله واعرف قلبى امتحنى واعرف أفكارى . وانظر إن كان فىَّ طريق باطل [مؤلم ، خاطىء] وأهدنى طريقـاً أبديـاً [أى يثبت إلي الأبـد] » ( مز 139 : 23 ، 24 )
أيها الحبيب إن وجدت بداخلك رغبة قوية لفعل أمر معين ولم تكن متأكداً إنه فى مشيئة الرب ، فلا تحاول أن تقنع نفسك بأنه كذلك .. احذر الاندفاع والتحرك السريع لتحقيق رغبتك .. امنح نفسك وقتاً مناسباً تنتظر فيه حتي يؤكد لك الرب مشيئته بوضوح ولا سيما إن كان هذا الأمر له آثار كبيرة عليك أو علي الآخرين ..
ثق أن كل رغبة بداخلك ليست بحسب مشيئة الله سوف تزداد ضعفاً كلما دخلت إلي محضره .. وسوف تتلاشي لتبقي فقط الرغبات التى ترضيه ، كان لدواد هذه الثقة فصلي قائلاً « لتكـن أقوال فمى وفكـر قلبى مرضـية أمامك يارب صـخرتى ووليى » ( مز 19 : 14 ) ..
.. هيا قل بكل إيمان: لا للخداع



o]hu hgkhs ghktsil uk]lh dr,]il hgvf







رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين