الحرية وضوابطها وانواعها - منتدى ام السمائيين و الارضيين
الرئيسية التسجيل مكتبي     البحث الأعضاء الرسائل الخاصة


منتدى ام السمائيين والارضيين


   
العودة   منتدى ام السمائيين و الارضيين > منتدى قداسة البابا شنودة الثالث > مقالات البابا شنودة الثالث فى الجرائد > جريدة الاهرام منذ عام 2006
 
إضافة رد
   
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 05-09-2012, 10:37 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مشرف
 
الصورة الرمزية بنت مارمينا
 

 

 
فغ الحرية وضوابطها وانواعها





الحرية‏..‏ ضوابطها وأنواعها

الحرية وضوابطها وانواعها

بقلم: البابا شنوده الثالث



لقد خلقنا الله أحرارا‏,‏ لا نستعبد لشيء‏,‏ ولانستعبد لأحد‏.‏ ومن الكلمات الجميلة عن الحرية‏,‏ ذلك المثل الإنجليزي الذي يقول‏:‏ لو أنك فقدت كل شيء ـ ماعدا الحرية ـ فأنت لاتزال غنيا‏...‏ ولكن الحرية لها شروط وحدود‏,‏ وإلا فإنها تتحول الي لون من التسيب‏.‏ ومع محبتنا العميقة للحرية‏,‏ إلا أننا لانؤمن بالحرية المطلقة‏,‏ ولا نأمن لنا‏.‏ بل الحرية السليمة هي الحرية المنضبطة‏..‏

فما هي الحرية المنضبطة؟ وماهي ضوابطها؟
‏*‏ كل إنسان حر‏,‏ بحيث لا يعتدي علي حريات غيره أو حقوقه‏.‏ فهو لايستطيع أن يضع يده في جيب غيره‏,‏ ويقول أنا حر أضع يدي حيثما أشاء‏!!‏ كما لايليق به أن يقيم حفلا بمكبرات صوت واسعة الانتشار‏,‏ تزعج المريض الذي هو في حاجة الي النوم والراحة‏,‏ وتعطل طالب العلم الذي لايمكنه أن يذاكر دروسه في وسط من الضجيج‏...‏ ومايشبه من حالات‏.‏

*‏ والإنسان أيضا حر‏,‏ بحيث لا يخالف النظام العام‏.‏ فهو لايستطيع أن يقود سيارته بعكس قواعد المرور‏,‏ ويقول أنا حر أقود سيارتي حيثما أشاء‏!‏

*‏ والإنسان حر بحيث لايتعدي القانون‏,‏ ولا حتي العرف السائد‏,‏ وإلا عرض نفسه للعقوبة والجزاء‏.‏ وعدم معرفته بالقانون لاتعفيه إطلاقا من المسئولية إذا ما خالفه‏.‏

*‏ وأيضا الإنسان حر‏,‏ بحيث لايخالف أية وصية من وصايا الله تبارك اسمه‏.‏ وإن كان الله قد خلقنا أحرارا‏,‏ إلا أنه في نفس الوقت وضع لنا وصايا يجب أن نلتزم بطاعتها‏.‏ أما إن خالفناها‏,‏ فإننا نعرض أنفسنا للعقوبة الإلهية‏..‏

*‏ والإنسان حر‏,‏ بشرط أنه لايضر نفسه‏.‏ فليس هو حرا في تعاطي المخدرات أو المسكرات‏,‏ أو في الإضرار بصحته بأية طريقة من الطرق‏,‏ أو بأية عادة ضارة‏,‏ أو بالإهمال في دراسته‏.‏ وليس هو حرا في نوعية الألفاظ التي يستخدمها‏,‏ سواء كانت نابية أو غير لائقة‏..‏

لكل هذا ينبغي أن يضبط الإنسان نفسه فيما يستخدم الحرية‏,,‏ وإن لم يضبط نفسه‏,‏ يتعرض لأن يضبطه المجتمع أو القانون‏.‏ وما أجمل العبارة التي قالها أحد الآباء احكم يا أخي علي نفسك‏,‏ قبل أن يحكموا عليك‏.‏ إذن إنضباط الحرية يبدأ من الضمير أولا‏,‏ ثم من المجتمع أو القانون الذي ينظم جميع العلاقات‏..‏ وقد وضع القانون لحماية المجتمع من انحرافات البعض في استخدام الحرية‏,‏ وأيضا لحماية الضعيف من بطش القوي‏.‏ كما وضع القانون لتنظيم الحريات ومنعها من التسيب‏.‏ والإنسان الذي لايضع حريته تحت إشراف من المراقبة والمحاسبة‏,‏

الحرية وضوابطها وانواعها

فإن القانون سيتولي هذه المحاسبة وأيضا المعاقبة‏.‏ ومن حق القانون ـ في حالة انحراف الحرية ـ أن يحكم بالسجن بل بالإعدام أيضا‏.‏ وإن كان السجن يمنع السجين من الحرية‏,‏ إلا أنه في الواقع يمنعه من إساءة استخدام الحرية في إيذاء الغير‏.‏

وكذلك الإعدام هو حماية للمجتمع ممن يستخدم حريته ضد غيره استخداما لايستحق معه الحياة‏,‏ وفي الكتاب المقدس آية تحكم بأن سافك دم الإنسان‏,‏ بيد الإنسان يسفك دمه وأيضا نفس تؤخذ عوضا عن نفس وتقوم الدولة بتنفيذ ذلك‏..‏

وهناك فروع كثيرة للحرية منها‏:‏
الحرية الشخصية‏,‏ وحرية العقيدة‏,‏ وحرية الفكر‏.‏

والحريات العامة‏,‏ منها‏:‏ حرية الرأي‏,‏ وحرية الاجتماع‏,‏ وحرية النشر‏,‏ وحرية الصحافة‏.‏ وكل ذلك في حدود القانون والقواعد المرعية‏..‏

*‏ فالحرية الشخصية لها شروط أيضا‏.‏ فلا يجوز لأي انسان ـ باسم الحرية أن يقوم بأي عمل مخل بالآداب‏,‏ كأن يسير عاريا في الطريق‏,‏ ولايجوز أن يفتح ريكوردر في ركوبه للأتوبيس ويقول هذه حريتي‏.‏ كما أنه في حريته الشخصية لايسمح له بأن يتزوج زيجة غير شرعية‏,‏ أو أن يمارس الشذوذ الجنسي‏,‏ كما لايجوز لفنانة أن ترقص في الطريق‏.‏ وكذلك ليس من الحرية الشخصية أن ينتحر انسان‏,‏ إذ ليس من حقه أن يقتل نفسه‏..‏ فنفسه ملك لله الذي خلقها‏,‏ وأيضا ملك للمجتمع الذي رعاها وعلمها وأنفق عيها وينتظر منها أن ترد الجميل‏.‏ ومن الحرية الشخصية‏,‏ حرية العقيدة أيضا‏.‏ فالإيمان أمر بين الإنسان وربه‏,‏ لايكرهه عليه أحد أو يغيره‏.‏

الحرية وضوابطها وانواعها

*‏ ومن جهة حرية الفكر‏.‏ فالإنسان حر يفكر كما يشاء‏.‏ ولكنه مسئول أمام الله عن نقاوة فكره‏.‏ فكل فكر خاطيء يحاسب عليه أمام ضميره وأمام الله‏.‏ أما حرية الرأي وحرية النشر‏:‏ فهما مكفولتان حسب القانون بحيث لاينشر أحد أفكارا هدامة أو يقصد بها إثارة الجماهير وقيادتهم فيما يضر المجتمع‏.‏ وكما يسمح للإنسان بحرية الفكر والرأي‏,‏ فإن عليه أن يلتزم بنزاهة الرأي وصدقه‏.‏ فإن خرج عن هذا‏,‏ يكون قد أساء استخدام الحرية‏,‏ وتقع عليه المسئولية‏.‏ ونفس الوضع نقوله عن حرية الاجتماع‏,‏ فهي مكفولة طالما هي بريئة وصالحة‏.‏ أما إذا كانت تهدف الي قلب الأنظمة القائمة‏,‏ فما أسهل أن يوجد سبب لمنعها‏,‏ ليس لمنع حرية الاجتماع‏,‏

وإنما لمنع أهدافها الخاطئة‏.‏ حرية الصحافة هي أيضا قائمة حسب القانون‏.‏ ولكن ينطبق عليها ماقلناه في حرية النشر‏.‏ فلها أن تكتب ماتشاء مساهمة في بناء المجتمع وتثقيفه وتوضيح الأمور له‏.‏ أما إذا تحولت كتابات بعض الأخبار أو المقالات الي السب والقذف والتشهير والمساس بسمعة الآخرين‏,‏ فحينئذ تدخل تحت طائلة القانون‏,‏ لأن السب والتشهير ليسا من خواص الصحافة كما ينبغي لها أن تكون‏.‏

الحرية وضوابطها وانواعها

خلاصة القول أن الحرية مهمة ولازمة‏,‏ بشرط عدم انحرافها‏..‏ ويستطيع أن يستخدم الحرية استخداما سالما‏,‏ من يستخدمها استخداما سليما‏.‏ وعموما‏,‏ فالصفة الأولي للحرية‏,‏ أن يتحرر المرء من الداخل‏.‏ يتحرر من الخطيئة‏,‏ ومن الذات‏,‏ ومن كل عادة خاطئة أو طبع رديء‏,‏ وحينئذ يستطيع أن يستخدم الحرية بأسلوب لايسيء فيه الي أحد‏,‏ ولا يسيء فيه الي نفسه‏,‏ ولا تنطبق عليه عقوبات القانون ولا لوم المجتمع له‏.‏ ومن احترم حريات الغير‏,‏ يحترم الكل حريته‏.‏ أما إذا ظلمه أحد‏,‏ فسوف يدافع المجتمع عنه‏.‏ وينصره الله الذي يحكم للمظلومين‏.‏



الحرية وضوابطها وانواعها

الحرية وضوابطها وانواعها الحرية وضوابطها وانواعها


الحرية وضوابطها وانواعها
الحرية وضوابطها وانواعها
لاتقرأ وتذهب بل سجل بالمنتدى لتكون عضوا مشاركا معنـــــــا
الحرية وضوابطها وانواعها الحرية وضوابطها وانواعها











hgpvdm ,q,hf'ih ,hk,huih







آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 05-16-2012 في 03:34 PM.
رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين