الوداعة ودماثة الخلق - منتدى ام السمائيين و الارضيين
الرئيسية التسجيل مكتبي
Image
البحث الأعضاء الرسائل الخاصة


منتدى ام السمائيين والارضيين


   
العودة   منتدى ام السمائيين و الارضيين > منتدى قداسة البابا شنودة الثالث > مقالات البابا شنودة الثالث فى الجرائد
 
مقالات البابا شنودة الثالث فى الجرائد هو أحد الكتاب المتميزين، وله أكثر من مائة كتاب، ومقالات أسبوعية في جريدة وطني، ومقالات في جريدة الجمهورية ، ومقالات في جريدة أخبار اليوم ، وجريدة الأهرام بالاضافه الى وطنى

إضافة رد
   
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 05-09-2012, 10:29 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مشرف
 
الصورة الرمزية بنت مارمينا
 

 

 
فغ الوداعة ودماثة الخلق





الوداعة ودماثة الخلق
بقلم: البابا شنودة الثالث

الوداعة ودماثة الخلق

من هو الإنسان الوديع‏..‏ وما صفاته وبناء شخصيته؟
**‏ الانسان الوديع هو الشخص الطيب المسالم‏.‏ وكثير من الناس يستخدمون صفة الطيب بدلا من صفة الوديع‏.‏ وهو عموما إنسان هادئ بعيد عن العنف‏.‏ هو هادئ في طبعه‏,‏ هادئ الأعصاب‏,‏ وهادئ الألفاظ والملامح‏,‏ وهادئ الحركات‏,‏ فالهدوء يشمله كله من الداخل والخارج‏,‏ فهو هادئ في قلبه ومشاعره‏,‏ وهادئ أيضا في تعامله مع الآخرين‏,‏ ويتصف بالحلم فهو حليم في أخلاقه‏.‏
**‏ وقد قيل عن السيد المسيح في وداعته إنه لايخاصم ولايصيح‏,‏ ولا يسمع أحد في الشوارع صوته‏,‏ قصبة مرضوضة لا يقصف‏,‏ وفتيلة مدخنة لا يطفئ‏,‏ فهكذا يكون الوديع بعيدا عن الصخب والضوضاء‏,‏ لايصيح‏,‏ بل حينما يتكلم‏,‏ يتصف كلامه بالهدوء واللطف‏,‏ يختار ألفاظه بكل دماثة وأدب‏,‏ لا يجرح بها شعور انسان أيا كان‏,‏ حتي إن كان ذلك الشخص مثل فتيلة مدخنة‏,‏ لايطفئها‏,‏ فربما تمر عليها ريح فتشعلها‏.‏
**‏ يعمل كل ذلك ـ لا عن ضعف ـ وإنما عن لطف
يذكرني هذا الأمر بقصيدة كنت قد نظمتها منذ نحو‏56‏ عاما في يوم الاربعين لأستاذ وديع كنت أحبه وقلت فيه‏:‏
ياقويا ليس في طبعه عنف‏..‏ ووديعا ليس في ذاته ضعف
ياحكيما أدب الناس وفي‏..‏ زجره حب وفي صوته عطف
لك اسلوب نزيه طاهر‏..‏ ولسان أبيض الألفاظ عف
لم تنل بالذم مخلوقا ولم‏..‏ تذكر السوء إذا ما حل وصف
إنما بالحب والتشجيع قد‏..‏ تصلح الأعوج والأكور يصفو
***‏
‏**‏ الإنسان الوديع يكون أيضا بعيدا عن العنف وعن الغضب‏.‏
لاينتقم لنفسه‏,‏ ولايحل مشاكله بالشدة‏,‏ بل إن حدث وأساء اليه أحد‏,‏ يقابل ذلك بالاحتمال والصبر‏.‏
**‏ والانسان الوديع لايقيم نفسه رقيبا علي الناس وتصرفاتهم‏.‏
**‏ والإنسان الوديع يكون دائما سهل التعامل مع الغير‏.‏ يستطيع كل شخص ان يأخذ معه ويعطي‏..‏ إنه سهل في نقاشه وحواره‏.‏
لايحتد ولايشتد‏..‏ ولايستاء من عبارة معينة يقولها من يحاوره‏.‏بل يشعر المتناقش معه براحة مهما كان معارضا له‏,‏ يعرف أنه سوف لايغضب عليه‏,‏ وسوف لايحاسبه علي كل لفظ مما يقوله‏.‏
**‏ الانسان الوديع هو شخص واسع الصدر‏,‏ حليم طويل البال‏,‏ وهو إنسان بشوش‏,‏ لايعبس في وجه أحد‏,‏ له ابتسامة حلوة محببة الي الناس‏,‏ وملامح سمحة مريحة لكل من يتأملها‏.‏ لاتسمح له طبيعته الهادئة ان يزجر أو يوبخ أو يحتد أو يشتد‏,‏ أو أن يغير صوته في زجر انسان‏.‏
**‏ ومهما عومل‏,‏ لايتذمر ولايتضجر ولايشكو‏,‏ بل غالبا ما يلتمس العذر لغيره‏,‏ وفي ذهنه يبرر مسلكه‏,‏ ولايظن فيه سوءا‏,‏ وكأن شيئا لم يحدث‏,‏ فلا يتحدث عن إساءة الناس اليه‏,‏ ولايحزن بسبب ذلك في قلبه‏,‏ وإن حدث وتأثر بسبب ذلك أو غضب سرعان ما يزول تأثره‏.‏ ولايمكن ان يتحول حزنه أو غضبه الي حقد‏,‏ بل ما أسرع أن يصفو‏.‏
**‏ إنه إنسان بطيء الغضب‏,‏ لايغضب لأي سبب‏.‏ أما إذا غضب الوديع‏,‏ فلابد أن أمرا خطيرا قد دعاه إلي ذلك‏,‏ وغالبا ما يكون غضبه لأجل الخير ولأجل الغير‏,‏ وليس لأجل نفسه أو بسبب كرامته أو حقوقه الشخصية‏..‏ وإذا غضب الوديع فإنه لايثور ولا يفقد أعصابه‏,‏ إنما يكون غضبه هو مجرد تعبير عن عدم موافقته وعدم رضاه عما يحدث‏.‏ فهو عموما أعصابه هادئة‏,‏ وإذا انفعل لايشتعل‏.‏
**‏ والانسان الوديع هو بطبيعته مسالم‏,‏ لاينتقم لنفسه‏.‏
لايقابل الشر بمثله‏,‏ ولايرد علي السيئة بما يشبهها‏,‏ إنما هو كثير الاحتمال‏,‏ لايدافع عن نفسه‏,‏ بل غالبا ما يدافع عنه غيره‏,‏ موبخين من يسيء اليه بقولهم ألم تجد سوي هذا الانسان الطيب لكي تسئ اليه؟‏!.‏ فالوديع لايؤذي أحدا‏,‏ ويحتمل أذي المخطئين‏..‏
**‏ والوديع له سلام في داخله‏,‏ فلا ينزعج ولايضطرب‏.‏ فكل المشاكل الخارجية لاتستطيع ان تعكر صفوه الداخلي‏.‏ وكما قال أحد الآباء سهل عليك أن تحرك جبلا من موضعه‏,‏ وليس سهلا ان تثير انسانا وديعا‏.‏
والوديع لايصطنع الهدوء‏,‏ إنما كما خارجه‏,‏ هكذا داخله أيضا‏.‏ إنه كصخرة أو جندل في نهر‏,‏ مهما صدمته الأمواج لايتزعزع‏.‏
**‏ والوديع بعيد عن المجادلة والمحارنة‏,‏ أو ما يسميه العامية‏(‏ المقاوحة في الكلام‏),‏ لأنه لايجاهد لكي يقيم كلمته أو لكي ينتصر في المناقشات‏,‏ إنما هو يقول رأيه ويثبته‏,‏ وليقبله من يشاء ومتي يشاء‏,‏ دون أن يدخل في صراع جدلي يفقده هدوءه‏..‏
**‏ والوديع لايوجد في تفكيره خبث ولا دهاء ولاتعقيد‏..‏ لايقول شيئا وفي نيته شيء اخر‏..‏ بل الذي في قلبه هو الذي علي لسانه‏.‏ وما يقوله لسانه إنما يعبرعن حقيقة ما في قلبه‏,‏ فليس عنده التواء‏,‏ ولايدبر خططا في الخفاء‏,‏ بل هو انسان واضح‏,‏ يتميز بالصراحة‏,‏ يمكن لمن يتعامل معه أن يطمئن اليه تماما‏.‏ فهو شخص بسيط‏,‏ لاحويط ولا غويط‏!‏
**‏ انه يمر علي الحياة‏,‏ كما يمر النسيم الهادئ علي سطح الماء‏..‏ فهو لايحدث في الأرض عاصفة ولا زوبعة‏,‏ ولايحدث في البحر أمواجا ولا دوامات‏,‏ فهو لايحب ان يحيا في جو فيه زوابع ودوامات لان كل ذلك لايتفق مع طبعه‏,‏ ولا مع هدوئه ولا لطفه‏,‏ ولا مع اسلوبه في الحياة‏,‏ لذلك كل من يعاشره يلتذ بعشرته‏,‏ فهو انسان طيب لا يصطدم بأحد‏,‏ ولايزاحم غيره في طريق الحياة‏,‏ وإن صادق في طريقه مشاكل‏,‏ فإنه يمررها‏,‏ ولا يدعها تمرره‏.‏
*‏ وأخيرا هناك نوعان من الودعاء أحدهما ولد هكذا‏,‏ والثاني اكتسب الوداعة بجهاد وتداريب وبعمل النعمة فيه‏..‏
**‏ علي ان في حديثنا عن الوداعة‏,‏ لايفوتنا ان ننسي ما يعطلها‏,‏ فأحيانا تقف ضدها الادارة والسلطة‏,‏ فالبعض يمارس الأمر والنهي‏,‏ والتحقيق والمعاقبة‏,‏ ويكون من واجبه مراقبة الاخرين وتصريف أمورهم‏,‏ قد يفقد وداعته أحيانا‏,‏ ويري في الحزم والعزم والحسم ما يبرر له العنف في بعض الأوقات‏.‏ ولكن مغبوط هو الذي يحتفظ بوداعته فيما يمارس عمل السلطة ـ وهنا يبدو ان موضوعنا هذا يحتاج الي تكملة‏..‏


الوداعة ودماثة الخلق الوداعة ودماثة الخلق


الوداعة ودماثة الخلق
الوداعة ودماثة الخلق
لاتقرأ وتذهب بل سجل بالمنتدى لتكون عضوا مشاركا معنـــــــا
الوداعة ودماثة الخلق الوداعة ودماثة الخلق







hg,]hum ,]lhem hgogr







آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 05-16-2012 في 03:08 PM.
رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين