يونان النبى - منتدى ام السمائيين و الارضيين
الرئيسية التسجيل مكتبي     البحث الأعضاء الرسائل الخاصة


منتدى ام السمائيين والارضيين


   
العودة   منتدى ام السمائيين و الارضيين > منتدى الكتاب المقدس > شخصيات من الكتاب المقدس
 
إضافة رد
   
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 07-21-2011, 10:19 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية عادل جبران
 

 

 
افتراضي يونان النبى





صوم يونان وليس صوم نينوى


الصوم هو صوم يونـــان و لكن يطلق عليه خطأ صوم نيــنوى ،


وللذين يطلقون عليه ذلك (نينــوى) عدة أسباب لا تستند على أى دلالات من الكتــاب المقدس


أو من الطقس الكنسى المورث.


و مع ذلك توجد أسباب كثيرة تدل على أنه صوم يونــان النبى ،


ولعل من أهم هذه الأسباب مايلى :


1- أول سبب وهو أهمهم أن صوم يونان (الثلاثة أيام) ترمز رمزاً مباشراً لموت و قيامة السيد المسيح لأنه كما قال السيد المسيح نفسه (( لأنه كما كان يونــان فى بطن الحوت ثلاثة أيام و ثلاث ليالٍ هكذايكون إبن الإنسان فى قلب الأرض ثلاثة أيامو ثلاث ليالٍ[مت 12 : 40]))


2- ثانى سبب أن يونان كان رمزاً ثانياً للسيد المسيح ((لأنه كما كان يونـــان آية لأهل نينوى كذلك يكون إبن الإنســـان أيضاً لهذا الجيل [لو 11 : 30 ] )) .


3- ثالث سبب وهو مهم أيضاً . أن طقس الكنيسة فى الثلاثة أيام هو من طقس الصوم الكبير بألحانه بكل ما فيه ، ولعل ذلك دليل ، لأننا نصوم صوم تمهيدياً للصوم المقدس ، ويرجع ذلك إلى أن الصلة بينالصومين هى أن السيد المسيح صام أربعين يوماًعلى الجبل كإستعــداد للخدمة ، هكذا صام يونان أستعداداً للخدمة و إن كان صياماً إجبارياً.


4- رابعهم أن ألحان الكنيسة فى ذلك الصوم تطلب صلوات يونان


( فى الهيتينية ) ، و تتوب توبة نينوى كما فى المدائح .


5- خامس سبب و هو الدليل القاطع على ما نقول و هو أن أهل نينـوى لميَذكر عنهم الكتاب المقدس من التكـوين إلى الرؤيــا أنهم صاموا ثلاثة أيام ، بل ما ذُكر ان المدينة كانت مسيرة ثلاث أيام و لكن يونان نادى فيها يوم واحد فإستجابت المدينة كما هو مكتوب فى (يونان 3 ) و لم يُذكر كم يوم صام الشعب فربما 4 أو 5 أو أكثر من ذلك..... لم يُذكر.


+لعلنا نصوم صوم يونان بتوبة أهل نينوى+


____________ ______



الله يتكلم



1 و صار قول الرب إلى يونان بن امتاي قائلا


2 قم اذهب إلى نينوي المدينة العظيمة و ناد عليها لأنه قد صعد شرهم أمامي (يون 1 : 1 , 2 )



كثيرا ما يكلمنا الله برسائل مختلفة يوميا



الله دائما يكلمنا


بلا توقف منذ خلق آدم وهو يتكلم معه ومع نسله


تكلم مع آدم ناصحا ومعاقبا ومع حواء معاقبا


تكلم مع قايين محذرا


تكلم مع نوح وإبراهيم وموسي ومع كل الأنبياء


كل هؤلاء تلقوا رسائل مباشره من فم الله


آخرين كلمهم الله بوسائل عديدة


أرسل ملاكا مثلما حدث مع يوسف


أرسل لهم نبيا ( يوناثان مع داود )


كلم البعض بوسائل غير بشريه مثل الأحلام والرؤى وعمود الغمام والأوريم والتميم وحمار بلعام


استخدم الله الضمير الداخلي كناموس للذين هم بلا ناموس



كلم الله البشر بأنواع رسائل مختلفة


رسائل فرح مثلما كلم العذراء بملاكه


رسائل طمأنينة مثلما ظهر الملاك ليوسف في حلم


رسائل تحذير مثلما كلم نوح الشعب


رسائل تعزيهورسائل مساندة


لو بحثت عن أنواع الرسائل في الكتاب المقدس ما انتهيت


و حتي في عصرنا الحالي


كثيرا ما نجد رسالة خاصة نشعر أن الله أرسلها لنا شخصيا


ألم تصادفك يوما قصاصه ورق بها آيه من الكتاب المقدس لتنهاك عن فعلكنت تنتويه أو ترشدك إلي إختيار موفق


ألم تأتيك يوما رسالة موبايل أو إيميل من صديق في لحظه محدده لتبعث في نفسك بالطمأنينة وتشعرك بوجود الله


ألم تقرأ قصة في جريدة يوما ما وشعرت أنها رسالة موجهة لك شخصيا لتتعلم منها طريقه تصرف كنت في أمس الحاجة إليها


ألم تشتكي من مرض ما وتجد صديقا لك بدون أن يعرف ما بك يقص عليك إحدي المعجزات شفي فيها مريض بمثل ما أنت فيه أو يحكي عن طبيب برع في علاج أحد معارفه في نفس التخصص الذي تبحث عنه


ألم تأتيك دعوه لحضور قداس الأربعين وتشعر أن عظة القداس مفصلة عليك ولك



هل تساءلت في قلبك


كيف تصادف وصول هذه المعلومة إليك في هذا الوقت بالذات ؟


هل بحثت في الترتيب الإلهي وراء وصول هذه الآيه إليك الآن ؟


أحبائي


كثيرا ما يحدثنا الله


ولكن من المهم


أن نسمع الرسالة ونعرف مصدرها


أن نفهم بالضبط ما يريده الله منا


أن نستجيب لما يريده الله منا


من له اذنان للسمع فليسمع (مت 11 : 15)


من هو حكيم حتى يفهم هذه الامور و فهيم حتى يعرفها فان طرق الرب مستقيمة و الابرار يسلكون فيها و اما المنافقون فيعثرون فيها


(هو 14 : 9)


و لكن كونوا عاملين بالكلمة لا سامعين فقط خادعين نفوسكم


(يع 1 : 22)



تاملات فى سفر يونان النبى



يقول قداسة البابا شنودة الثالث :


إنها من أعظم الصلوات التى قرأتها فى حياتى .. ليته كانقد قدمها ، أو قدم صلاة من نوعها قبل أن يفكر فى الهروب من الرب .. حقا أن الضيقات هى مدرسة للصلاة ...


لقد تأثرت كثيرا بقوله " دعوت من ضيقى الرب فاستجابنى " . وقلت فى نفسى : ما هذا يا يونان ؟ كيف استجابك وأنت ما تزال فى جوف الحوت ؟! أما كان الأجدر أن تقول " دعوت يارب فى ضيقى فاستجبنى " فتطلب هذه الأستجابة لا أن تعلنها ؟! .


لكن يونان يرى بعين الإيمان ما سوف يعطيه له الرب . يراه كأنه قائم أمامه ، وليس كأنه سيأخذه فيما بعد ، فيفرح قائلا " دعوت ... فأستجابنى " .


ويستمر يونان فى صلاته العجيبة ، فيقول للرب " صرخت من جوف الهاوية ، فسمعت صوتى .. جازت فوقى جميع تياراتك ولججك . ولكننى أعود أنظرإلى هيكل قدسك " ... بهذا الإيمان رأى يونان نفسه خارج الحوت ، ينظر إلى هيكل الرب ...


وبهذا الإيمان استطاع أن يحول صلاته من طلب إلى شكر ، وهو ما يزال بعد فى جوف الحوت العظيم .. فختم صلاته بقوله " أما أنا فبصوت الحمد أذبح لك ، وأوفى بما نذرته . للرب الخلاص " ( 2 : 9 ) .


كيف تأكدت أيها النبى القديس من أن الرب قد سمع صوتك ، وقد استجابك ، وقد سمح أن تخرج من بطن الحوت ، وتعود مرة أخرى تنظر إلى هيكله ؟؟ أين منك هذا الهيكل وهو بعيد فى أورشليم ، بينما أنت فى جوف الحوت ، فى مكان ما من البحرلا تستطيع تحديده ؟! ولكن النبى يجيب :


أنا واثق تماما أننى سأخرج من بطن الحوت ، وأكمل رسالتى ، لأن كلمة الله لا تسقط ولا ترجع فارغة .


عجيب جدا هذا الرجل فى إيمانه ، إنه حقا رجل الإيمان العميق الذى اختاره الرب ... لا ننكر أن ضبابا قد اكتنفه فأخطأ إلى الله ، ولكن عنصره ما يزال طيبا .


إنه يرى المستقبل الملىء بالرجاء قائما كأنه الحاضر ، ويشكر الرب على خلاص لم ينله بعد من جهة الزمن ، ولكنه قد ناله فعلا من جهة الكشف الخاص بموهبة النبوة ، الخاص بالرجل المفتوح العينين ، الذى يرى رؤى الرب كأنها فى كتاب مفتوح ، ويتمتع بمواعيده قبل أن تأتى ...


وإذ وصل ايمان يونان إلى هذا الحد العجيب ، أمر الرب الحوت فقذفه إلى البر ..


كان سير هذا الحوت بإحكام عظيم ، وفق خطة إلهية مدبرة تدعو إلى الأطمئنان ، ظهر فى الوقت المناسب ، وفى المكان المناسب ، لكى يحمل يونان فى داخله كما لو كان هذاالنبى ينتقل من سفينة مكشوفة يمكن للأمواج أن تغطيها وتغرقها ، إلى سفينة مغلقة محصنة لا تقوى عليها المياة ولا الأمواج . وفى الوقت المناسب قذف يونان إلى البر فى المكان الذى حدده الرب لنزوله . ثم جاز مقابله بعد أن أدى واجبه نحوه على أكمل وجه ...


هنيئا لك يا يونان هذه الغواصة البديعة ، التى عشت فى أحضانها فترة ، أعادتك إلىطقسك وإلى رسالتك ...


نقلب هذه الصفحة من قصة يونان ، كأنها لم تحدث ، وكأن هذين الإصحاحين الأولين من السفر قد نسيهما الرب ، فعاد يقول ليونان مرة أخرى " قم اذهب إلى نينوى المدينة العظيمة ، وناد عليها المناداه التى أنا مكلمك بها ... "


+ + +


نينوى


المدينة العظيمة



يونان يذهب إلى نينوى ، ولكن ...



أصدر الله ليونان نفس الأمر القديم " قم اذهب إلى نينوى ... " ، وفى هذه المرة لم يهرب من وجه الرب ، بل " قام وذهب إلى نينوى حسب أمر الرب " .


وتم الأمر فى هدوء : الله لم يعاتب ، ويونان لم يعارض .. ولعل هذا الأمر يحتاج منا إلى وقفة تأمل ...


الله لم يغضب من موقف يونان ، بحيث يحرمه من الخدمة ، أو يسقطه من درجة النبوة إلى درجة المؤمن العادى ، أو يبحث عن غيره ليرسله ...


أما يونان فكان قد تلقى درسا ، فأطاع ... ولكن أتراها كانت طاعة عن اقتناع ورضى أمهى مجرد خضوع ؟


هوذا أنت ذاهب يا يونان إلى نينوى .. فماذا عن العوائق السابقة التى كانت تمنعك فى المرة الأولى ؟ ماذا عن كرامتك ؟ وماذا عن كلمتك التى ستقولها ثم لا ينفذها الرب ، إذ تتوب المدينة ويرجع الرب عن تهديده لها ؟ هل فكرت فى كل ذلك ، وهل مات الوحش الذى فى أحشائك ، وحش الكرامة والأعتزاز بالكلمة ؟


فى هذه المرة كان يونان سيطيع ، وكفى . كان سيطيع من الخارج ، أما من الداخل فما تزال كرامته لها أهمية عنده . سيضغط على نفسه من أجل الطاعة . وسينتظر ماذا سيفعل الرب .


فى هذه المرة تقابل مع الله فى منتصف الطريق


كانت محبة الكرامة ما تزال تتعبه ، ولكنه أطاع خوفا من التأديب ، وليس عن إيمان وتواضع



نينوى المدينة العظيمة



عجيب هذا اللقب " المدينة العظيمة " الذى أطلقه الرب على نينوى !! قاله الرب مرتين ليونان " قم اذهب إلى نينوى المدينة العظيمة " ( 1 : 2 ، 3 : 2 ) . وهذا التعبير " المدينة العظيمة " كرره الوحى للمرة الثالثة بقولـه " وأما نينوى فكانت مدينة عظيمة للرب مسيرة ثلاثة أيام " ( 3 : 3 ) . وتكرر هذا اللقب للمرة الرابعة فى آخر السفر .. ( 4 : 11 ) .


ما أعجب هذا ، أن يلقبها الرب أربع مرات بالمدينة العظيمة ، بينما كانت مدينة أممية ، جاهلة لا يعرف أهلها يمينهم من شمالهم ، تستحق أن ينادى عليها النبى بالهلاك ، وهى خاطئة قد صعد شرها أمام الرب . وليس فيها من جهة المقياس الروحى أى مظهر من مظاهر العظمة !!


أكان هذا تنازلا من الرب فىاستخدام الأسلوب البشرى ، فسماها عظيمة ، على اعتبار أنها عاصمة لدولة ، وتضم أكثر من 120 ألفا من السكان ؟


أم أن الله رآها باعتبار ما سوف تصير إليه فى توبتها وفى عظمتها المقبلة ، كأممية توبخ اليهود ، كما قال عنها الرب " إن رجال نينوى سيقومون فى يوم الدين مع هذا الجيل ويدينونه ، لأنهم تابوا بمناداة يونان . وهوذا أعظم منيونان ههنا " ( متى 12 : 41 )


إن تسمية الرب لنينوى بالمدينة العظيمة درس نافع للذين يسلكون بالحرف ، ويدققون فى استخدام الألفاظ تدقيقا يعقدون به كل الأمور ، ويخضعون به الروح لفقه الكلمات !!


أمر الله يونان النبى أن ينادى على نينوى بالهلاك ، ولكنه كان فى نفس الوقت يدبر لأهلها الخلاص .. كان يحبهم ويعمل على إنقاذهم دون أن يطلبوا منه هذا ..


إن سفر يونان يعطينا فكرة عميقة عن كراهية الله للخطية ، ولكنه فى نفس الوقت يشفق على الخطاة ويسعى لخلاصهم .


وانقاذ الله لنينوى يعطينا فكرة عن اهتمام الله بالأمم ، إذ كان اليهود يظنون أن الله لهم وحدهم ، وأنهم وحدهم الذين يتبعونه ويعبدونه ، وهم شعبه وغنم رعيته ، فأراهم الله فى قصة نينوى أن له خرافا أخر ليست من تلك الحظيرة



عظمة نينوى فى توبتها



عندما وصف الله نينوى بأنها مدينة عظيمة ، لم يكن ينظر إلى جهلها وخطيئتها ، إنما كان ينظر فى فرح شديد إلى عمق توبتها .


+ كانت نينوى سريعة فى إستجابتها لكلمة الرب ...


بعكس أهل سدوم الذين استهزأوا بلوط عندما دعاهم للتوبة ( تك 19 : 14 ) .


إنهم أعظم بكثير من اليهود الذين عاصروا السيد المسيح – الذى هو أعظم من يونان بما لا يقاس – ورأوا معجزاته العديدة ...


+ كانت كلمة الرب لأهل نينوى كلمة مثمرة ، أتت بثمر كثير عجيب :


أول ثمرة لها هى الإيمان " فآمن أهل نينوىبالله "


وثانى ثمرة لأهل نينوى كانت انسحاق القلب الصادق المتذلل أمام الله ..


ونظر الله إلى هذه المدينة المتضعة ، وتنسم منها رائحة الرضى . " فالذبيحة لله هى روح منسحق . القلب المتخشع والمتواضع لا يرذله الله " ( مز 50 ) .


وكان من ثمار كلمة الله فيها أيضا : الصوم والصلاة ...


على أن أهم ثمرة لأهل نينوى كانت هى التوبة .. التوبة قادتهم إلى الإيمان !


وبهذه التوبة استحقوا رحمة الله ، فعفا عنهم جميعا وسامحهم ، وقبلهم إليه وضمهم إلى خاصته .


لم يقل الكتاب : " لما رأى الرب صومهم وصلاتهم وتذللهم "بل قال : " لما رأى أعمالهم أنهم رجعوا عن طريقهم الرديئة " .



يتساءل قداسة البابا شنودة :


+ " أود أن اقف قليلا عند عبارة هامة قيلت فى توبة نينوى وهى أنها :


" تابت بمناداة يونان " . فماذا كانت مناداة يونان ؟


هل حقا أن يونان لم يقل سوى هذه العبارة وحدها ( بعد أربعين يوما تنقلب نينوى ) ؟ وهل كانت كافية لخلاص المدينة وإحداث هذا التأثير الهائل ؟


أميل إلى الأعتقاد أن توبة نينوى كان مرجعها الأساسى هو الأستعدادالقلبى عند أهل نينوى .


ومما يزيد هذه التوبة قوة وجمالا ، أنها كانت توبة عامة ... الكل تابوا . الكل رجعوا إلى الله . الكل آمنوا به


وهكذا نجح الهدف الثانى من خطة الله ، فخلص أهل نينوى ، كما خلص أهل السفينة من قبل .


بقى يونان ...


+ + +



إنقاذ يونان


من قسوته وكبريائه


كان هناك فرح فى السماء بخلاص نينوى



لقد فرح الله ، وفرح الملائكة ، وكانوا يهنئون بعضهم قائلين : لقد آمنت نينوى ، وقد تابت ، وقد انضم إلى ملكوت الله 120 ألفا من الناس ى يوم واحد .


ووسط أفراح الماء ، وتهليل الملائكة ، كان هناك إنسان واحد حزين بسبب هذا الخلاص العظيم ، ذلك هو يونان النبى .


لقد حزن جدا لأن الله قد غفر لهؤلاء الناس ورحمهم ولم يهلكهم , وقد عبر الكتاب عن حزن يونان بعبارة مذهلة أو بعبارة مخجلة . قال فيها :


" فغم ذلك يونان غما شديدا فاغتاظ " ( 4 : 1 ) ياللهول !! أيغتم النبى من أجل خلاص الناس ، وغما شديدا ، ويغتاظ !! كل ذلك لأن هذه الآلاف كلها قد نجت من الهلاك ...



يقول قداسة البابا شنودة :


يذكرنى يونان فى تصرفه هذا بالإبن الكبير عندما حزن ورفض أن يدخل ، لأن أخاه كان ميتا فعاش ، وكان ضالا فوجد .. وقد قبله أبوه فرحا . فأغتم هذا الأبن الكبير غما شديدا وأغتاظ كيونان ... وحاول بغضبه أن يعكر صفو تلك البهجة .. تماما كيونان .


لقد كان يونان ما يزال متمركزا حول ذاته ، لا يفكر إلا فيها .


بهذا الغيظ برهن يونان على أنه لم يستطع أن يستفيد من تجربته السابقة ، نسى الثمن الذى دفعه فى بطن الحوت وفى السفينة المهددة بالغرق ..


والعجيب أن يونان – وهو فى هذا السقوط الروحىصلى إلى الرب ... بأى وجه كان يصلى وهو مختلف مع الله فى الوسيلة والأهداف ؟!


وهكذا صلى وقال : " آه يا رب .... "


بل آه منك يايونان الذى لا تهتم سوى بنفسك وكرامتك ! ماذا تريد أن تقول ؟ يتابع يونان صلاته فيقول :



" آه يارب ، أليس هذا كلامى إذ كنت بعد فى أرضى ؟! لذلك بادرت بالهرب إلى ترشيش ، لأنى علمت أنك إله رءوف ورحيم بطىء الغضب وكثير الرحمة ونادم على الشر " ( 4 : 2 ) .


وماذا يضيرك يا يونان فى أن يكون الله رحيما ؟! ثق أنه لولا رحمته لهلكت أنت أيضا .. إن رحمته قد شملت الكل ..


ويصرخ يونان فى تذمره " فالآن يارب ، خذ نفسى منى ، لأن موتى خير من حياتى " !!


هل إلى هذا الحد وصل غيظك من سقوط كلمتك يايونان ..


ثم من قال أن كلمة الله التى قمت بتبليغها قد سقطت أو تغيرت أو نزلت إلى الأرض ؟! ان الله أصدر حكم الهلاك والأنقلاب على نينوى الخاطئة ، وليس على نينوى التائبة .


على أن يونان لم يفهم هذا المنطق ، واهتم بحرفية الحكم لا بروحه ، لذلك اغتاظ ، ولم يكن له حق فى غيظه .


رأى الله أن يونان مغتم ومغتاظ ، فأراد أن يعمل معه عمل محبة . بينما كان يونان يفكر فى ذاته ، كان الله يفكر فى خلاص الناس .


الله لم يفكر فى كرامته ، كيونان ، لم يفكر كيف أن يونان عصاه وخالفه وتذمر على أحكامه ، وإنما فكر كيف يريح يونان ويخلصه من غمه ، عجيبة هى محبة الله هذه ..


كان لله عمل كبير مع يونان لا بد أن يعمله ...


يسعى لخلاصه هو أيضا ، لئلا بعد ما كرز لآخرين ، يكون هو نفسه مرفوضا أمام الله ( 1 كو 9 : 27 ) .. كان هذا الذى كرز للناس بالتوبة يحتاج هو أيضا إلى توبة ، يحتاج أن يتخلص من قسوته ومن كبريائه ومن اعتزازه بكرامته .


وكدأب الله دائما ، بدأ هو بعمل المصالحة ، فلما رأى يونان مغتما ، أعد يقطينة ارتفعت فوق رأس يونان " لتكون ظلا على رأسه ، لكى يخلصه من غمه " ( 4 : 6 ) .


ما أكثر ما تتعب يارب من أجلنا ! من أجل راحتنا ، ومن أجل إصلاحنا ، ومن أجل مصالحتنا .


كنا نظن أنك استرحت منذ اليوم السابع ، ولكنك ما تزال تعمل من أجلنا ، استرحت من خلق العالم . أما من جهة رعايته فما تزال تعمل .



" وفرح يونان من أجل اليقطينة فرحا عظيما " ( 4 : 6 ) .




يعلق قداسة البابا شنودة على تلك الجملة مندهشا :


صدقونى أننى عندما قرأت عن الفرح العظيم الذى فرحه يونان باليقطينة انذهلت جدا .. انها ولا شك عبارة مخجلة !!


هل تفرح يا يونان فرحا عظيما من أجل اليقطينة التى ظللت عليك ، ولا تفرح ولو قليلا ، بل تغتاظ من أجل رحمة الله التى ظللت على 120 ألف نسمة ؟! ألم يكن الأجدر أن تفرح هذا الفرح العظيم من أجل خلاص نينوى ؟! .


داخل نينوى كان يونان يعمل مع الله فى نشر ملكوته بالكرازة ، وخارج نينوى كان الله يعمل لأجل يونان لتخليص نفسه ، ولتخليصه من غمه ...


فرح يونان بظل اليقطينة ، ولم يفرح بدرسها ، إذ لم يكن قد تلقاه بعد .. فرح باليقطينةولم يفرح بالله الذى كان يعمل وراء اليقطينة من أجله .


وإذ بدأت خطة الله تأتى بثمرها ، ضرب اليقطينة فيبست ، ضاعت اليقطينة ، وضاع الظل ، وضربت الشمس على رأس يونان فذبل ، واشتهى لنفسه الموت !


حقا إن الله يدبر كل شىء للخير . الظل للخير ، وضربة الشمس للخير أيضا .


إن الله يريد لنا الخلاص ، وهو مستعد أن يستخدم كافة السبل النافعة لخلاصنا ، حتى لو كانت أحيانا تعبا للجسد ، أو تعبا للنفس .


وفى هذه التدابير الروحية كان يونان غارقا فى تفكيره المادى ، يفرح من أجل اليقطينة ، ويحزن من أجل ضياعها ، دون أن يفكر فى خلاص نفسه ، ودون أن يهتم بالمصالحة مع الله .


كثرون اشتهوا الموت لأسباب روحية مقدسة ، أما يونان فطلب الموت لأسباب تافهة تحمل معنى التذمر وعدم الأحتمال .


بولس لم يخطىء عندما قال :


" لى اشتهاء أن انطلق وأكون مع المسيح فذاك أفضل جدا " ( فى 1 : 23 ) ..


أما يونان فقد أخطأ عندما قال لله : " الآن خذ نفسى لأن موتى خير من حياتى " . قالها عن تذمر ، فى وقت لم يكن فيه مستعدا للموت .


ومع أن هذا الأسلوب من يونان لم يكن لطيفا من الناحية الروحية ، إلا أنه على أية الحالات يدل على صراحته مع الله وكشفه لدواخله كما هى ...


وبدأ الله يتفاهم معه ويقنعه . قال له الرب : " أنت أشفقت على اليقطينة التى لم تتعب فيها ولا ربيتها ، التى بنت ليلة كانت وبنت ليلة هلكت ، أفلا أشفق أنا على نيتوى المدينة العظيمة التى يوجد فيها أكثر من أثنتى عشرة ربوة من الناس ..... " ؟!


أما من جهة كلمتك التى تظن أنها سقطت ، أو بالأحرى كلمتى ، فأعلم أنها لم تسقط وأنا لم أتغير ، " فالله ليس عنده تغيير ولا ظل دوران " ( يع 1 : 17 ) .





صلو من اجلي


عادل جبران




d,khk hgkfn







التوقيع

رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين