الاصحاح 14 - منتدى ام السمائيين و الارضيين
الرئيسية التسجيل مكتبي     البحث الأعضاء الرسائل الخاصة


منتدى ام السمائيين والارضيين


   
العودة   منتدى ام السمائيين و الارضيين > منتدى الكتاب المقدس > دراسة الكتاب المقدس > انجيل معلمنا متى
 
إضافة رد
   
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 01-25-2012, 06:44 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية mena_malak
 

 

 
201 الاصحاح 14





الأَصْحَاحُ الرَّابِعُ عَشَرَ
قتل يوحنا المعمدان i إشباع الجموع i المشى على الماء

(1) قتل يوحنا المعمدان (ع 1-12):
1- فى ذلك الوقت، سمع هيرودس رئيس الربع خبر يسوع. 2- فقال لغلمانه: "هذا هو يوحنا المعمدان قد قام من الأموات، ولذلك تُعمل به القوات." 3- فإن هيرودس كان قد أمسك يوحنا وأوثقه، وطرحه فى سجن، من أجل هيروديا امرأة فيلبس أخيه. 4- لأن يوحنا كان يقول له: لا يحل أن تكون لك. 5- ولما أراد أن يقتله خاف من الشعب، لأنه كان عندهم مثل نبى. 6- ثم لما صار مولد هيرودس، رقصت ابنة هيروديا فى الوسط فسرّت هيرودس. 7- من ثم، وعد بقسم أنه مهما طلبت يعطيها. 8- فهى، إذ كانت قد تلقنت من أمها، قالت: "أعطنى ههنا على طبق، رأس يوحنا المعمدان." 9- فاغتم الملك. ولكن، من أجل الأقسام والمتكئين معه، أمر أن يُعطَى. 10- فأرسل وقطع رأس يوحنا فى السجن. 11- فأُحضِر رأسه على طبق ودُفع إلى الصبية، فجاءت به إلى أمها. 12- فتقدم تلاميذه ورفعوا الجسد ودفنوه، ثم أتوا وأخبروا يسوع.

ع1-2: "فى ذلك الوقت": أثناء كرازة المسيح.
"هيرودس": هو هيرودس أنتيباس، وهو ابن هيرودس الكبير الذى قتل أطفال بيت لحم، وهو الذى أرسل بيلاطس إليه المسيح ليحاكمه قبل صلبه، وكان واليا على الجليل والسامرة وبيرية، وهى المنطقة الشمالية من بلاد اليهود. وعندما سمع بكرازة المسيح، ظن أنه يوحنا المعمدان وأنه قام من الأموات بعد أن قتله، لأنه كان يخاف من يوحنا وتوبيخه له، إذ أن كلامه هو الحق.
"الربع": قسم الرومان مملكة اليهود إلى أربعة أقسام، وأقاموا هيرودس أنتيباس واليا على أحدها.

ع3-5: اشتهى هيرودس أن يتزوج هيروديا امرأة أخيه فيلبس، فاغتصبها منه وهو حى، ولم يستطع أحد أن يمانعه لأجل سلطانه وقوته. ولكن يوحنا المعمدان، رجل البرية الذى لا يخاف أحدا لاعتماده على الله، دخل إليه فى قصره ووبخه، ودعاه لترك هيروديا والتوبة. ولكنه لم يتب، وحاول إسكات يوحنا المعمدان فسجنه، بل حاول قتله، ولكنه خاف من اليهود لأنه كان محبوبا جدا وله شعبية كبيرة.
لا تحاول إسكات ضميرك وصوت الروح القدس، بل اخضع له، فسيظل يدينك إن لم تتب، ليس فى هذه الأرض فقط، بل إلى الأبد فى العذاب الأخير. فاسمع صوته الآن وتنازل عن رغباتك، لتفرح إلى الأبد.

ع6-7: أقام هيرودس احتفالا كبيرا بمناسبة عيد ميلاده، احتوى غالبا على أطعمة وخمر كثير، وامتلأ بالطرب والغناء.
وقامت ابنة هيروديا من فيلبس، وهى التى تُدعَى سالومى، ورقصت رقصا خليعا لتغرى هيرودس. وقد أغرته بالفعل، لدرجة أنه حاول مكافأتها بأى ثمن، حتى ولو أعطاها نصف مملكته.
وقد يكون الخمر الذى شربه ساعد على امتلائه بالشهوة، وعدم الاتزان، فأقسم أن يعطيها أى شىء تطلبه.
لا تستسلم للشهوة حتى لا تفقد اتزانك وعقلك، فتصير مثل الحيوانات، وتندفع فى كلام تندم عليه، أو أفعال تدنس حياتك.

ع8: كانت هيروديا قد أقنعت ابنتها سالومى بضرورة التخلّص من يوحنا المعمدان، لأنه معطل لها عن البقاء كملكة بزواجها من هيرودس، وبالتالى ستخسر هى وابنتها كل العظمة والمال اللذان تعيشان فيهما. بل قد تكون هيروديا هى التى دفعت سالومى لهذا الرقص الخليع، حتى تغرى هيرودس وتثير شهوته، فتستطيع أن تطلب منه قتل يوحنا. ولذلك، أجابت سالومى فى الحال على هيرودس، عندما سألها عما تريده كمكافأة على رقصها، طالبة رأس يوحنا على طبق، وبذلك تظل أمها زوجة للملك، وتحصل على المملكة كلها وليس نصفها.

ع9: عندما سمع هيرودس ذلك، انتبه من غفلته وحزن جدا، إما لخوفه من يوحنا وتقديره له، أو لخوفه من هياج الشعب الذى كان يحب يوحنا. ولكنه، لأجل كبريائه، لم يستطع الرجوع عن قسمه، مع أنه كان الأفضل لو اتضع ورفض ذلك.
وإذ كان شهوانيا، لم يستطع رفض طلب ابنة معشوقته، وأمر أن يقطعوا رأس يوحنا ويحضروها على طبق.
إن الخطية توقعك فى حرج، ولكن التوبة تجعلك نقيا فتسلك باستقامة وراحة بال.
ع10-11: قطعوا رأس يوحنا وأحضروها إلى الملك الذى أعطاها لسالومى، فقدمتها لأمها هيروديا. وهكذا تممت الشريرة هيروديا قصدها، ولكن ما زال صوت الحق يوبخها إلى الآن، وسيوبخها إلى الأبد وهى فى الجحيم.

ع12: "تلاميذه": أى تلاميذ يوحنا.
"أخبروا يسوع": لأن معلمهم يوحنا دفعهم لتبعية المسيح، واللجوء إليه فى كل احتياجاتهم؛ وقد يكون قصدهم أيضا أن يحترس المسيح من هيرودس الشرير.
حزن تلاميذ يوحنا جدا، وذهبوا وأخذوا جسده ليدفنوه بإكرام، وأعلموا يسوع بما حدث.
وهكذا انتهت حياة الملاك الذى هيأ الطريق للمسيح، بعد أن أعلن صوت الحق لكل من حوله.

(2) إشباع الجموع بالخمس خبزات والسمكتين (ع 13-21):
13- فلما سمع يسوع، انصرف من هناك فى سفينة إلى موضع خلاء منفردا، فسمع الجموع وتبعوه مشاة من المدن. 14- فلما خرج يسوع أبصر جمعا كثيرا، فتحنن عليهم وشفى مرضاهم. 15- ولما صار المساء، تقدم إليه تلاميذه قائلين: "الموضع خلاء والوقت قد مضى، اصرف الجموع لكى يمضوا إلى القرى ويبتاعوا لهم طعاما." 16- فقال لهم يسوع: "لا حاجة لهم أن يمضوا، أعطوهم أنتم ليأكلوا." 17- فقالوا له: "ليس عندنا ههنا إلا خمسة أرغفة وسمكتان." 18- فقال: "ائتونى بها إلى هنا." 19- فأمر الجموع أن يتكئوا على العشب. ثم أخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين، ورفع نظره نحو السماء، وبارك وكسر وأعطى الأرغفة للتلاميذ، والتلاميذ للجموع. 20- فأكل الجميع وشبعوا، ثم رفعوا ما فضل من الكسر اثنتى عشرة قفة مملوءة. 21- والآكلون كانوا نحو خمسة آلاف رجل ما عدا النساء والأولاد.

ع13: "فلما سمع": أى سمع يسوع بخبر موت يوحنا، وأن هيرودس يقول عنه أنه يوحنا وقد قام من الأموات.
"فى سفينة": ركب سفينة من كَفْرَنَاحُومَ إلى الشاطئ الشرقى لبحيرة طبرية.
"موضع خلاء": وادى بجوار بيت صيدا التى تقع شرق بحيرة طبرية.
"منفردا": كان تلاميذه أثناء ذلك قد أرسلهم يبشرون فى قرى اليهودية (مر 6: 30-31)، وقابلوه بعد خروجه من السفينة.
"سمع الجموع": عرفوا أنه ركب السفينة، متجها إلى شرق بحيرة طبرية.
"مشاة": يبدو أن الريح كانت خفيفة، فاستطاعوا أن يلحقوا به بعد وصوله إلى شرق بحيرة طبرية.
لم يقاوم يسوع شر هيرودس ، بل انصرف إلى البرية، إذ له هدف أعظم وهو إتمام الفداء. وذهب إلى موضع خلاء، ليعلمنا أهمية الخلوة والهدوء فى حياة أولاد الله؛ فهى فرصة للامتلاء الروحى ومراجعة النفس، للانطلاق فى الخدمة وعمل الخير.
وعندما علمت الجموع، تبعته مشيا على الأقدام، فقد أصبح محبوبا من الكل، لعظمة تعاليمه وكثرة معجزاته وحنانه على الكل.

ع14: "لما خرج": خرج من السفينة، والتقى بتلاميذه.
"جمعا كثيرا": الجموع التى وصلت تباعا من مدن وقرى الجليل.
"تحنن عليهم": أى أشفق عليهم لجهلهم طريق الخلاص، وانشغالهم باحتياجاتهم الجسدية، مثل شفاء أمراضهم، ولكن عندهم استعداد لقبول التعليم.
استقبل المسيح الجموع بمحبة، وشفى مرضاهم، ووعظهم كعادته. وكان هذا إعدادا لهم ليأكلوا خبز البركة، كما يستعد الإنسان بالتوبة والاعتراف، بشفاء أمراضه الروحية قبل التناول من الأسرار المقدسة.
وقد استغرق اهتمامه بالمرضى وقتا طويلا، إذ كان عدد الجموع بالآلاف حتى أقبل المساء (كان عدد الرجال منهم خمسة آلاف).

ع15: "المساء": كان عند اليهود مساءان، الأول فى العصر، وهو المذكور هنا، أما الثانى فبعده عند الغروب، وهو المذكور فى (ع23).
أشفق التلاميذ على الجموع، وظنوا أن معلمهم غافل عن تأخر الوقت، فنبهوه ليصرفهم قبل حلول الظلام، خاصة وأنهم لم يأكلوا منذ الصباح عند اجتماعهم حوله، وذلك لأن الموضع كان قفرا خارج المدن ولا يوجد فيه طعام؛ ونسوا أن معهم المسيح المشبع للكل، الذى صنع معجزات كثيرة، فكيف يصعب عليه إطعامهم؟!
ع16: معجزة إشباع الجموع هى المعجزة الوحيدة المذكورة فى الأربعة أناجيل، لأنها تعلن بركة المسيح التى تغطى كل احتياجاتنا، فنتكل عليه، ولا نقلق من اضطرابات العالم.
رد المسيح على تلاميذه طالبا منهم أن يعطوهم طعاما ليأكلوا، ويأخذوا مكانهم كمسئولين عن هذا الشعب، وليمتحن إيمانهم؛ هل سيطلبوا منه، أى يؤمنوا بقوته، أم يخضعوا للمنطق البشرى وعدم وجود طعام؟

ع17: "ليس عندنا": بحث التلاميذ بين الجموع عن أى إنسان معه طعام، فلم يجدوا إلا هذا المقدار القليل "خمسة أرغفة وسمكتان"، لأنه يبدو أن الجموع ظنوا أنهم سيعودون سريعا، ولكن كلام المسيح ومعجزاته جذبت قلوبهم، فاستمروا معه إلى نهاية اليوم.
"خمسة أرغفة": يذكر يوحنا (6: 9) أنهم وجدوا مع غلام خمسة أرغفة شعير، وهو أقل نوع من الخبز، أى طعام الفقراء، ولكنه ببركة المسيح يصير كثيرا ويُشبع الكل.
عندما طلب المسيح من التلاميذ أن يطعموا الشعب، لم يفكروا فى الرجوع إليه ليُشبعهم، بل بحثوا عن أى طعام مع الشعب، ولم يجدوا إلا سمكتين وخمس خبزات، فأخبروا المسيح بعجزهم، وقدموا له الطعام القليل الذى وجدوه.
وتشير الخمسة أرغفة إلى أسفار موسى الخمسة، أو الذبائح الخمسة عند اليهود، والحواس الخمسة عند الإنسان، فهى تمثل إمكانيات الإنسان الضعيفة المحدودة.
"سمكتان": ترمزان إلى تعاليم العهدين القديم والجديد,

ع18: لم يستخف المسيح بهذه الإمكانيات الضعيفة، بل طلب إحضارها ليباركها.
مهما كان جهادك الروحى ضعيفا وقليلا، ينتظره الله باهتمام ليباركه بنعمته، فَيُشْبِعُ حياتك كلها.

ع19: "على العشب": كان الوادى الذى يجلسون فيه مكانا للرعى وليس للزراعة، فامتلأ بالعشب.
"بارك وكسر": حجم الرغيف يكون كبيرا وجافا، فكسره حتى يقلل من فضلات الخبز بعد الأكل.
والبركة إما أن تكون بعودة المكسور إلى حجمه الأول، فيعود ويكسره مرة ثانية، وهكذا... أو قد يكون أنه كلما مد يده فى الكيس الذى فيه السمكتان والخمس خبزات يجد غيرهم، أو يخلق غيرهم، ويستمر التوزيع حتى يأخذ الكل، أو بأى طريقة أخرى؛ المهم أنها زادت جدا حتى اكتفت الجموع من كثرة الطعام.
بارك المسيح الطعام بعد أن جعلهم يجلسون فى هدوء، ورفع عينيه إلى السماء ليعلمهم الصلاة قبل تناول الطعام لطلب بركة الله.
ثم أعطى تلاميذه ليوزعوا على الشعب بنظام كما يذكر مرقس الإنجيلى (6: 40) أن التلاميذ أجلسوا الجموع فى مجموعات، كل مجموعة مائة أو خمسين، فهم كهنة العهد الجديد المسئولون عن رعاية وإشباع الجموع، وحتى لا يُنسَى أحد، فالنظام يضمن وصول الطعام للكل.

ع20: كانت البركة كبيرة جدا، حتى أن الجموع كلها أكلت وشبعت وفضل عنها، فالله يعطى يسخاء دائما.
ثم أمر بجمع الكسر احتراما وتقديرا لنعمة الله، وإظهارا لعظمة المعجزة، فملأت الكسر اثنتى عشر قفة، على عدد التلاميذ.
وحمل الاثنتى عشر قفة يعلن أن ما حدث ليس حلما أو مجرد شعور أحست به الجموع، ولكنه حقيقة. ثم عند انصرافهم، وزعوا هذه الكسر على الفقراء الذين وجدوهم فى القرى التى مروا بها.

ع21: لم يُذكر عدد النساء والأولاد، ليس إهمالا لهم، بل باعتبار أن الرجل هو رب الأسرة ويعبر عنها. ومن الناحية الرمزية، ترمز النساء للنعومة، والأطفال إلى عدم النضج. فينبغى أن يكون الإنسان قويا وناضجا وليس مدللا.
وعدد خمسة آلاف يشير إلى أسفار موسى الخمسة كما ذكرنا، والألف ترمز إلى السماء، أى أن بركة الله السمائية تغطى كل أولاده.

(3) المسيح يمشى على الماء (ع 22-33):
22- وللوقت، ألزم يسوع تلاميذه أن يدخلوا السفينة ويسبقوه إلى العبر، حتى يصرف الجموع. 23- وبعدما صرف الجموع، صعد إلى الجبل منفردا ليصَلّى. ولما صار المساء، كان هناك وحده. 24- وأما السفينة، فكانت قد صارت فى وسط البحر معذبة من الأمواج، لأن الريح كانت مضادة. 25- وفى الهزيع الرابع من الليل، مضى إليهم يسوع ماشيا على البحر. 26- فلما أبصره التلاميذ ماشيا على البحر اضطربوا، قائلين: "إنه خيال." ومن الخوف صرخوا. 27- فللوقت، كلمهم يسوع قائلا: "تشجعوا، أنا هو، لا تخافوا." 28- فأجابه بطرس وقال: "يا سيد، إن كنت أنت هو، فمرنى أن آتى إليك على الماء." 29- فقال: "تعال." فنزل بطرس من السفينة، ومشى على الماء ليأتى إلى يسوع. 30- ولكن، لما رأى الريح شديدة خاف. وإذ ابتدأ يغرق، صرخ قائلا: "يا رب نجنى." 31- ففى الحال، مد يسوع يده وأمسك به، وقال له: "يا قليل الإيمان، لماذا شككت؟" 32- ولما دخلا السفينة، سكنت الريح. 33- والذين فى السفينة جاءوا وسجدوا له قائلين: "بالحقيقة أنت ابن الله."

ع22: "ألزم": إما إشفاقا عليهم من تعب اليوم كله، أو لأنهم شعروا مع الجموع أنه المسيا المنتظر الذى قال عنه موسى. إذ أن موسى أشبعهم بالمن من السماء، وها هو المسيح يشبعهم ببركته من السمكتين والخمس خبزات. ومن أجل هذا، حاولوا أن يجعلوه ملكا عليهم فيخلّصهم من الرومان، وأول من يتعاطف مع هذا الفكر هم التلاميذ لمحبتهم له، لذلك ألزمهم بالانصراف.
"يسبقوه إلى العبر": أن ينتقلوا من شرق بحيرة طبرية إلى مدينة كَفْرَنَاحُومَ.
بعد معجزة إشباع الجموع، ظلت الجماهير حوله لتنال بركته، وتسأله أسئلتها المختلفة، وليكمل شفاء أمراضهم.
وحاول التلاميذ مساعدته فى تنظيم الجموع، أما هو فصرفهم، ليسبقوه ويعبروا إلى الشاطئ الآخر من بحيرة طبرية. ولما حاولوا الانتظار معه، ألزمهم أن يمضوا لأجل غرضين روحيين:
(1) أن يختلى وحده فى الجبل.
(2) أن يواجهوا تجارب الحياة ويظهر ضعفهم، فينجدهم بقوته ويثبت إيمانهم.

ع23: "صرف الجموع": استغرق ذلك وقتا طويلا لتعلقهم به، واستكمالا لشفاء أمراضهم.
"الجبل": صعد إليه ليبتعد عن الجموع، وكان بجوار الوادى الذى اجتمعوا فيه. فمن يطلب الوحدة للصلاة، يحاول أن يبتعد قدر ما يستطيع عن الحديث مع الناس والمقابلات الكثيرة، كما فعل بعض القديسين مثل أنطونيوس الكبير.
"المساء": أى ساعة الغروب.
بعدما بارك المسيح الجموع وصرفهم، ذهب ليختلى فى الجبل. وهكذا يكرر أهمية الخلوة والهدوء فى حياتنا، خاصة قبل القيام بالأعمال والخدمات الهامة.

ع24: ركب التلاميذ السفينة وقت المساء، ثم أقبل الليل. وبعد فترة قليلة، هاجت الرياح المضادة فعطلت تقدم السفينة، بل لطمتها الأمواج فكادت تغرق، وحاول التلاميذ بخبرتهم فى ركوب البحر التقدم بالسفينة، ولكن لم تنجح محاولاتهم.

ع25: ظل التلاميذ فى ضيق شديد حتى قرب نهاية الليل، أى الهزيع الرابع، وهو نهاية فترة الظلام وقبل طلوع الشمس بحوالى ثلاث ساعات، أى حوالى الرابعة بعد منتصف الليل.

ع26: قبل أن يسقطوا فى اليأس، ظهر لهم المسيح ماشيا على الماء، مقبلا نحو السفينة، فخافوا منه إذ ظنوه روحا غريبة.
وهنا، ظهر لاهوته وسلطانه على الطبيعة للمرة الثانية، عندما كسر قوانينها ومشى على الماء (المرة الأولى عندما "انتهر الرياح والبحر فصار هُدُوٌّ عظيم" ص 8: 26).
أنت أيضا تستطيع أن تكون فوق البحر وأمواجه، أى العالم، إن آمنت وتمسكت بالمسيح، فلا تغرق فى شهواتك، بل بالتوبة تعلو فوقها.

ع27: طمأنهم يسوع قائلا: أنا هو المسيح معلمكم. فبدأ الخوف يزول عنهم، عند سماعهم صوته المعروف لديهم.

ع28-29: "إن كنت أنت هو": لا تعنى الشك، لأنه لا يمكن أن يلقى بطرس بنفسه فى الموت وهو متشكك فى شخص المسيح، بل بما أنك المسيح، هبنى نعمة المشى على الماء.
آمن بطرس بالمسيح الماشى على الماء، وفى اندفاع حبه، أراد أن يسرع إليه، فطلب منه أن يسمح له بالمشى على الماء ليفرح بلقياه، وكان فى داخله يؤمن بسلطان المسيح على ذلك.
فأمره المسيح قائلا: "تعال." فنزل ومشى على الماء، فَرِحا بالتقدم نحو المسيح... لم يهدئ المسيح الأمواج، بل أعطاه سلطانا أن يمشى فوقها.
لا تنتظر من المسيح أن يرفع التجربة، لأن الأهم أن يعطيك سلاما وإيمانا، فلا تنزعج منها وتسير فوقها.

ع30-31: سار بطرس بإيمان وهو ينظر إلى المسيح، ولكن عندما تحوّل نظره إلى الأمواج شعر بعنفها، فخاف وتشكك فى قدرته على مواصلة السير على الماء، وحينئذ بدأ يغرق، فصرخ مستنجدا بالمسيح الذى مد يده ورفعه، معاتبا إياه لقلة إيمانه وشكه.
ثبّت نظرك على المسيح فى الضيقة، فلا تنزعج من ضغوطها، فهو يرفعك فوقها ويحفظ سلامك.

ع32-33: بعدما رأى التلاميذ سلطان المسيح على الطبيعة فى مشيه على الماء، وسماحه لبطرس بذلك، وسكون الرياح فجأة حينما دخل سفينتهم ثبت إيمانهم به، وأعلنوا هذا بسجودهم ممجدين عظمته.

(4) المسيح يشفى الأمراض (ع 34-36):
34- فلما عبروا، جاءوا إلى أرض جَنِّيسَارَتَ. 35- فعرفه رجال ذلك المكان، فأرسلوا إلى جميع تلك الكورة المحيطة، وأحضروا إليه جميع المرضى. 36- وطلبوا إليه أن يلمسوا هُدْبَ ثوبه فقط، فجميع الذين لمسوه نالوا الشفاء.

"أرض جَنِّيسَارَتَ": وصلت السفينة إلى بيت صيدا، ثم مروا بوادى جَنِّيسَارَتَ فى طريقهم إلى كَفْرَنَاحُومَ التى تقع فى شمال شرقه.
"عرفه رجال ذلك المكان": أى عرفه الناس من كثرة معجزاته وتعاليمه عندهم قبل ذلك.
"يلمسوا": كان ممكنا أن يأمر المسيح فَيُشْفوْا، ولكنه سمح لهم أن يلمسوه، ليعلنوا إيمانهم به عمليا، فجهاد الإنسان وسعيه نحو المسيح أمر ضرورى لنوال الخلاص.
عندما وصل بالسفينة إلى الشاطئ الآخر عند أرض جَنِّيسَارَتَ، وهى وادٍ خصب، عرفه الناس هناك، ففرحوا جدا وأسرعوا يأتون بمرضاهم ليلمسوا حتى ولو فقط طرف ثيابه، فشفاهم جميعا.
لأنه إن كان المرض غريبا عن البشرية، ودخل إليها بعد السقوط والطرد من الجنة، فالآن، إذ يأتى المسيح ليحررها من الخطية والموت، يرفع عنها أيضا كل ألم ومرض.
وثوب المسيح يرمز لكنيسته الملتصقة به، وَهُدْبَ الثوب، أى آخر مكان فى الكنيسة، إذا دخل إليه الإنسان يجد شفاءه وخلاصه.
إيمانك بالبركة يعطيك نعمة عظيمة، سواء فى لمس ستر الهيكل أو أجساد القديسين، فهو إعلان إيمانك بالمسيح وقديسيه. فليكن هذا فرصة لطرد كل شر عنك لتبدأ بهذه البركة حياة جديدة نشيطة فى محبة الله.




hghwphp 14







التوقيع

رد مع اقتباس
إضافة رد


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين