موسوعة الأباء البطاركة الأقباط حسب ترتيب التاريخ - الصفحة 4 - منتدى ام السمائيين و الارضيين
الرئيسية التسجيل مكتبي
Image
البحث الأعضاء الرسائل الخاصة


منتدى ام السمائيين والارضيين


   
العودة   منتدى ام السمائيين و الارضيين > منتدىالبطاركه والمطارنه والاباء الرهبان > قسم لسير حياه ومعجزات سائر البطاركه والمطارنه الارسوزكسين
 
قسم لسير حياه ومعجزات سائر البطاركه والمطارنه الارسوزكسين يشمل حياه ومعجزات الاساقفه والمارنه المتنيحين الذين خدموا الكنيسه

إضافة رد
   
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 01-15-2013, 03:53 PM   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ملاك حمايه جرجس
 

 

 
افتراضي تابع تاريخ الاباء بطاركة الاسكندرية





البابا متاؤس الثاني
البطريرك الـ 90
(من 1452-1465م)

الأسم قبل البطريركية : سليمان
الدير المتخرج منة : دير المحرق
تاريخ التقدمة : 13 توت 1169 للشهداء - 10 سبتمبر 1452 للميلاد
تاريخ النياحة : 13 توت 1182 للشهداء - 10 سبتمبر 1465 للميلاد
مدة الأقامة على الكرسي : 13 سنة
مدة خلو الكرسي : 4 أشهر و 29 يوما
محل أقامة البطريرك مدة الرئاسة : حارة زويلة
محل الدفن : دير الخندق
الملوك المعاصرون :
أنيال أبو نصر الأشرف و أحمد بن أنيال
المؤيد و خشقادم سيف الدين الظاهر

+ كان راهباً بدير المحرق
+ قدم بطريركاً سنة 1169 للشهداء.
+ جلس على الكرسى المرقسى ثلاث عشرة سنة.
+ تنيح بسلام بعد أن أكمل جهاده الحسن فى الثالث عشر من شهر توت سنة 1182 ش.
صلاته تكون معنا آمين.
معلومات اضــافية

بعد نياحة البابا يوأنس الحادي عشر، اتفقت الآراء على أحد رهبان الدير المحرق وكان راهبًا ناسكًا بسيطًا، اتخذ لقب الصعيدي لكي يميزه عن سميه العظيم البابا متاؤس البسيط، وتمت رسامته في الإسكندرية سنة 1445م وكان مقره الرئيسي كنيسة العذراء بحارة زويلة مقر البطريرك سلفه.
في حبرية البابا متاؤس تولى السلطنة أربعة تميزوا بالاعتدال، فانصلحت الأحوال الداخلية للبلاد في عصر هذا البابا المبارك وعادت مصر ترسم أساقفة وكهنة لأثيوبيا، (هذة السيرة كاملة ننفرد بها هنا فى منتدى أم السمائيين والأرضيين دون المنتديات الأخرى) ورسم لهم البابا القبطي مطرانًا جديدًا عوض الذي تنيح. كانت الفرصة مواتية لكي يزور البابا شعبه في معظم البلدان والأديرة، ويقوم بعمل الميرون.
كما عاش في هدوء الملائكة هكذا أيضًا انتقل سنة 1458م، ودفن بجوار سميه العظيم في دير الخندق.
المرجع
القس روفائيل فريد واصف: كشف الأسرار في تاريخ البطاركة الأحبار (ج 2)
صلاته تكون معنا آمين.
ولربنا المجد دائما ابديا امين .




البابا غبريال السادس
البطريرك الـ 91
(من 1466-1474م)

الوطن الأصلي : العرابة
الدير المتخرج منه : دير أنبا أنطونيوس
تاريخ التقدمة : 15 أمشير 1182 للشهداء - 9 فبراير 1466 للميلاد
تاريخ النياحة : 19 كيهك 1191 للشهداء - 15 ديسمبر 1474 للميلاد
مدة الأقامة على الكرسي : 8 سنوات و 10 أشهر و 6 أيام
مدة خلو الكرسي : سنتان و شهرا واحدا و 22 يوما
محل أقامة البطريرك مدة الرئاسة : حارة زويلة
محل الدفن دير الخندق

الملوك المعاصرون :
خشقادم و ابن سعيد الظاهر و ابو سعيد
الظاهر و قايتباي و ابو النصر الأشرف

+ كان هذا الأب رئيس دير القديس أنطونيوس.
+ قدم بطريركاً فى الخامس من طوبه سنة 1182 ش.
+ أقام على الكرسى المرقسى ثمانية سنين وتسعة أيام ثم تنيح بسلام فى 19 كيهك سنة 1191 ش.
+ دفن فى دير الخندق.
صلاته تكون معنا آمين.
ولربنا المجد دائما ابديا امين .





البابا ميخائيل الثالث
البطريرك الـ 92
(من 1477-1478م)

الوطن الأصلي : سمالوط
تاريخ التقدمة : 13 أمشير 1193 للشهداء - 7 فبراير 1477 للميلاد
تاريخ النياحة : 16 أمشير 1194 للشهداء - 10 فبراير 1478 للميلاد

مدة الأقامة على الكرسي : سنة واحدة و 3 أيام
مدة خلو الكرسي : سنتان و شهران و 8 أيام
محل أقامة البطريرك مدة الرئاسة : حارة زويلة
محل الدفن : بابلون الدرج
الملوك المعاصرون : قايتباي أبو النصر الأشرف
+ كان هذا الأب من سمالوط وأبيه يسمى القس يوحنا.
+ قدم فى 23 أمشير 1192 ش.
+ أقام على الكرسى المرقسى سنة وثلاثة أشهر.
+ تنيح بسلام فى السادس والعشرين من أمشير سنة 1193 ش.
+ دفن فى بابلون الرج.
صلاته تكون معنا آمين.

معلومات اضـافية عنه
خلف البابا غبريال السادس على كرسي مار مرقس، وكان من سمالوط وقيل سنباط، أقيم بطريركًا في 13 أمشير سنة 1193ش الموافق 1477م في عهد تملك الأشرف أبي النصر قايتباي الظاهري. (هذة السيرة كاملة ننفرد بها هنا فى منتدى أم السمائيين والأرضيين دون المنتديات الأخرى)وأقام في البطريركية سنة واحدة وثلاثة أيام وتنيح في 16 أمشير سنة 1194 ش الموافق 1478م، وخلا بعده كرسي الرئاسة لمدة سنتين وشهرين وسبعة أيام.
الجدير بالذكر أن علاقة الكنيسة القبطية بأثيوبيا في عهده قد بدأت تسوء بسبب سوء العلاقة بين سلطان مصر قايتباي وملوك أثيوبيا.
تاريخ الكنيسة القبطية، صفحة 519.

صلاته تكون معنا آمين.
ولربنا المجد دائما ابديا امين .




البابا يوأنس النقادي الثاني عشر
البطريرك الـ 93
(من 1480-1483م)

الوطن الأصلي له : نجادة
الدير المتخرج منه : ديرالمحرق
تاريخ التقدمة : 23 برموده 1196 للشهداء - 18 أبريل 1480 للميلاد
تاريخ النياحة : 7 توت 12للشهداء - 5 سبتمبر 1483 للميلاد
مدة الأقامة على الكرسي : 3 سنوات و 4 أشهر و 17 يوما
مدة خلو الكرسي : 5 أشهر و 5 أيام
محل أقامة البطريرك مدة الرئاسة : حارة الدرج
محل الدفن : بابلون الدرج
الملوك المعاصرون : قايتباي ابو النصر الأشرف

+ قدم بطريركاً فى الثالث والعشرين من شهر برموده سنة 1195 ش.
+
أقام على الكرسى المرقسى ثلاثة سنين وأربعة شهور وتسعة عشر يوماً.
+ تنيح بسلام فى السابع من شهر توت سنة 1199 ش.
صلاته تكون معنا آمين.
معلومات اضــافية

انقضت فترة طويلة جدًا منذ نياحة البابا ميخائيل الرابع سنة 1477م دون الاتفاق على رأي واحد لاختيار البابا الجديد، واستمر الخلاف حوالي ستة وعشرين شهرًا أيضًا، وأخيرًا اتفقت الآراء تقريبًا على اختيار راهب من دير المحرق باسم يوحنا ليعتلي السدة المرقسية.
العجيب أن خدمته لم تدم طويلاً إذ قضى ما يقرب من 40 شهرًا فقط رأسًا للكنيسة المجاهدة دخل بعدها إلى كنيسة الأبكار، وظل المقر البابوي كما هو في كنيسة العذراء بحارة زويلة ودفن في دير شهران. ولم تواجهه متاعب ولا ضيقات من جانب الأمراء المماليك ولا غيرهم إذ كانوا منشغلين في أمورهم ومتناحرين على المناصب في زمن قايتباي.
مما يذكر عن هذا البابا الجليل أنه أهدى كتاب "الطب الروحاني" إلى الأنبا إبرآم الذي ترأّس حفل رسامته.
كشف الأسرار في تاريخ البطاركة الأحبار (ج 3)، صفحة 7.

صلاته تكون معنا آمين.
ولربنا المجد دائما ابديا امين .









التوقيع

آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 01-15-2013 في 06:28 PM.
رد مع اقتباس
قديم 01-15-2013, 06:48 PM   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ملاك حمايه جرجس
 

 

 
افتراضي تابع تاريخ بطاركة الاسكندرية





البابا يوأنس الثالث عشر
البطريرك الـ 94
(من 1484-1524م)

الموطن الأصلي له : صدفا
تاريخ التقدمة : 15 أمشير 12 للشهداء - 10 فبراير 1484 للميلاد
تاريخ النياحة : 11 أمشير 1240 للشهداء - 5 فبراير 1524 للميلاد
مدة الأقامة على الكرسي : 39 سنة و 11 شهرا و 26 يوما
مدة خلو الكرسي : سنة واحدة و 7 أشهر و 25 يوما
محل أقامة البطريرك مدة الرئاسة : حارة زويلة
محل الدفن كنيسة العذراء بحارة زويلة
الملوك المعاصرون : قايتباي و محمد الناصر و قنصوه الأشرف
و قنصوه الظاهر جمبلاط و طومان باي
و قنصوه الغوري و السلطان سليم

+ كان يدعى الراهب يوحنا بن المصرى.
+ سيم بطريركاً فى 15 أمشير سنة 12 ش / 10 فبراير سنة 1484م .
+ كان هذا البابا رجلاً فاضلاً وعالماً كبيراً وكان محسناً باراً وله مؤلفات كثيرة فى الدين.
+ تنيح فى 5 فبراير سنة 1542م ، ودُفن فى كنيسة السيدة العذراء بحارة زويلة
صلاته تكون معنا آمين.
معلومات اضــافية
في أيام حكم قايتباي الوالي المملوكي الذي اتسم عهده بالهدوء النسبي في الصراع بين المماليك، اتفقت آراء الأساقفة والأراخنة بعد خمسة شهور من نياحة البابا يوأنس الثاني عشر على اختيار الراهب المتوحد "يوحنا" الملقب بابن المصري المولود في صدفا بمديرية أسيوط، وتمت رسامته في 10 فبراير 1484م في كنيسة العذراء بحارة زويلة المقر البابوي آنذاك، وحمل اسم سلفه "يوأنس" بلقب الثالث عشر.
حبه المتناهي للمعوزين والفقراء
لقد تشابهت أيّامه مع المتنيّح البابا متاؤس المشهور بحبه المتناهي للمعوزين والفقراء، فلم يطرق بابه إنسان إلا ووجد حاجته دون نظر إلى سنٍ أو مذهبٍ أو دينٍ. فكان عطاؤه للكل بلا حدود، ومع هذا ازدهر البناء في الكنيسة في عصره بدرجة كبيرة جدًا، وبلغت الكنيسة شأوًا كبيرًا في الداخل والخارج، فكانت الخدمة الكنسية على أحسن أحوالها كمًّا وكيفًّا بمساندة الأنبا ميخائيل الرابع أحد أساقفته.
وقد قام البابا يوأنس بإحضار جسد القديس مرقوريوس أبي سيفين إلى الكنيسة المكرّسة باسمه في مصر القديمة بدرب البحر في سنة 1488م.
عاش البابا فقيرًا من الناحية المادية، لكنه كان غنيًا في كل مجال، ففي الناحية العلمية كان ضليعًا في العلوم الكنسية وله كثير من المؤلفات في طقوس الكنيسة وفي تعاليمها تزود بها أهل عصره.
سيامة أسقف قبرصي
ومن ناحية دور الكنيسة مسكونيًا، فقد وجه خطابًا بابويًا إلى أساقفة قبرص والخمس مدن الغربية وأثيوبيا. والجدير بالذكر أنه هو الذي رسم أسقفا قبرصيًا هو الأنبا ميخائيل القبرصي مطرانًا قبطيًا على قبرص ورودس، ولازال التأثير القبطي واضحًا في نقوش الكنائس والقصور فيهما حتى يومنا هذا، ولازالت إحدى كنائسنا هناك باسم القديس أنطونيوس ويوجد دير يحمل اسم أنبا مقاريوس وهو "سوري اجار" (دير أنبا مقار). وكان القبط آنذاك أحد فئات الشعب وضمن الإحصاء العام الذي اضطلع به التُرك بعد حكمهم الجزيرة لتحديد الضرائب.
إيبارشيات المدن الغربية
أما من ناحية الخمس مدن الغربية فيذكر المؤرخون أن المسيحية انتهت تمامًا فيها في بابوية الأنبا يوأنس السادس زمن حكم صلاح الدين الأيوبي، بعد أن كانت من أهم المراكز المسيحية التابعة للكرسي السكندري وكانت إبروشياتها عامرة تشغلها الأساقفة. لكننا نجد للقبط أسقفًا في عهد البابا يوأنس الثالث عشر حتى دخول العثمانيين شمال أفريقيا في العقد الثاني من القرن السادس عشر الميلادي وكان اسمه "قرياقوص"، وقد ترك هذا الأسقف إيبارشيته وعاد إلى مصر بعد الحكم العثماني لها وذهب إلى دير السيدة العذراء الشهير بالسريان حيث قضى بقية حياته. ونعرف من إيبارشيات المدن الغربية ما يلي: أفريقية وبرقه وبرنيقه وطرابلس الغرب ومراقية في ليبيا وتونس ودرنة وقابس وقيروان في تونس.
أسقف برتغالي لأثيوبيا
أما من جهة أثيوبيا، فقد تعذر على البابا السكندري إرسال مطران قبطي - كالعادة - لأولاده الأثيوبيبن بسبب الخصومات بين سلاطين مصر المماليك وملوك أثيوبيا، مما دفع داود الثاني ملك أثيوبيا إلى مخاطبة البرتغال لتعيين أسقف وفعلاً رسم الحبر الروماني أسقفا للأثيوبيين، والعجيب أنه سماه "بطريرك الإسكندرية" وكان برتغاليًا اسمه (بواز بارموداز Poaz Parmodaz) رغم ما في ذلك من تَحَدٍّ واضح وصريح للأصول الأخوية ولقوانين المجامع المسكونية خصوصًا مجمع نيقية.
ولكن أصلحت الأحوال وأرسل داود الملك الأثيوبي أميرين أثيوبيين أحسن قنصوة الغوري استقبالهما واستقبلهما البابا المصري بالترحيب ووعدهم بإرسال أسقف مصري.
هجوم القبائل العربية على ديري الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس
والجدير بالذكر أن عصر المماليك اشتهر بالمتناقضات، ففي الوقت الذي عاش فيه الأقباط مع المسلمين في سلام إبان حكم قنصوه الغوري، وظهر ذلك في تعييدهم معًا بوفاء النيل وعيد النيروز، وازدهار هندسة البناء وزخرفة المباني والهندسة الزراعية وتقدم الطب خصوصًا طب العيون، إلا أن عدو الخير زرع شوكًا وسط الحنطة، فقد هجمت القبائل العربية المقيمة في الوجه القبلي على ديري الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس وحطموا كل ما فيها بعد أن قتلوا الرهبان، وكانوا كلما احتاجوا إلى وقود كانت الكتب المقدسة والمخطوطات والكتب الكنسية هي زاد هذا الوقود، ولازال أثر الحرائق واضحًا على رسوم وجدران الديرين، وإن كانت يد العمارة قد امتدت لتغسل عار همجية الغزاة الذين لم يراعوا حرمة عجوز أو ناسك أو كتاب يحث الناس على الفضيلة.
الشهيد صليب
من الأسماء الشهيرة لشهداء القبط في عصر هذا البابا الجليل القديس "صليب" الذي لازال جسده لم يرَ فسادًا حتى يومنا هذا، وقد نقلت بعض مخلفاته إلي دير مارمينا العجايبى بمريوط. وقد نال إكليل الشهادة بعد أن صلبوه على صليب من خشب داروا به شوارع القاهرة فوق جمل، كأمر قضاة المسلمين الأربعة، ورغم هذا كان صامتًا ونعمة الله حالة على وجهه الذي كان يشع نورًا وقطع السياف رأسه بعد أن قال: "إنني عشت نصرانيًا وأموت نصرانيًا".
ضيق من المماليك
من متناقضات العصر المملوكي أيضًا أنه رغم امتداد حكمهم لفترة طويلة واتساع سلطانهم إلى سوريا وقبرص والحجاز، ورغم اندحار الصليبيين والمغول على أيديهم، (هذة السيرة كاملة ننفرد بها هنا فى منتدى أم السمائيين والأرضيين دون المنتديات الأخرى).إلا أن المصريين لاقوا صنوفًا من الجور والتعسف والافتقار والمذلّة والضرائب الباهظة من السادة المماليك بالإضافة إلى الفتن والاضطرابات الداخلية، وكان القبط أوفر حظًا في تلك الإساءات التي امتدت إلى الكنائس والأديرة بالتخريب والتدمير.
تدمير الأديرة والكنائس
من أشهر الأديرة التي دمرت في هذه الحقبة:
* دير القصير - قلته - وكانت به أيقونات من أجمل الصور للقديسة العذراء مريم.
*دير مار يوحنا ودير أبي مينا بمغارة شقلقيل على أعلى الجبل يطل على النيل ناحية منفلوط.
*دير بقطر بمحاجر أبنوب، ودير أبو هرمينا الراهب الناسك، ودير السبعة جبال بأخميم، ودير أنبا بسادة أو بشادة من علماء النصارى.
*دير نهيا بالجيزة، وكان كما يقول المؤرخ أنه كان من أنزه وأطيب المواقع وأجمل الأديرة.
*دير إيسوس وله عيد في 15 بشنس وفيه بئر يعرف باسم إيسوس يفيض ماؤه في عيده، والعجيب أن هذا الدير كان أول من أعطى المصريين فكرة عمل مقياس لفيضان مياه النيل، إذ أن ارتفاع الماء في هذا البئر كان هو نفسه الارتفاع الطبيعي لفيضان نهر النيل.
*دير يحنس القصير على رأس الجبل غربي أسيوط.
لم يفلت من التخريب سوى الدير الذي آوى السيدة العذراء مريم مع رب المجد في طفولته ويوسف النجار - دير العذراء بجبل درنكة بأسيوط أو دير قرية النصارى الصعايدة، ودير موشة خارج أسيوط وقد أقيم على اسم "توما الرسول الهندي". وكانت القبطية الصعيدية لهجة تلك المنطقة كما أنهم كانوا متبحّرين في القبطيات واللغة الرومية.
من الكنائس التي أصابها التخريب كنيسة بومينا الحمراء، أما كنيسة الألزهري التي كان بها كثير من النصارى فقد حفر الرعاع حولها من جميع الجوانب حفر عميقة حتى تقع وحدها دون تخريب، ولكن الغوغاء انتهزوا فرصة صلاة الجمعة والشوارع شبه خاوية وتركوا الصلاة وتسلقوا الكنيسة وخربوها عن آخرها، وأخذوا ما بها من تراث وستور وصور وجرار خمر شربوها وباعوا ما فضل عنهم وهم مترنحين. وخرجوا منها إلى كنيسة دير للبنات فكسروا أبوابها وسبوا البنات وحرقوها. وكنيسة أخرى في أخميم كان اسمها "إيسوتير" (المخلص) وكان فيها بئر إذا وُضع ماؤه في القنديل صار أحمرا كالدم. وكانت جميع الكنائس التي خربت مائة وستين كنيسة، ولم يبقَ منها سوى أربع كنائس. وعندما كانت الكنائس تخرب كانت البيوت تفتح للصلاة ونسي الأشرار الوعد الإلهي: "ها أنذا قد جعلت أمامك بابًا مفتوحًا في السماء".
انتعاش روحي
رغم هذه الضيقات كانت الكنيسة في ازدهار منقطع النظير وكانت ممتلئة فرحًا وسلامًا بفضل راعيها السماوي وراعيها الأرضي الذي جاهد الجهاد الحسن مدة أربعين عامًا، وترك لنا رصيدًا كبيرًا وذخيرة روحية لا ينضب معينها في تعاليم الكنيسة وطقوسها.
نياحته
لما كملت أيام خدمته مضى إلى بيته في 5 فبراير سنة 1524م، في أرض الأحياء وتمت مراسيم الصلوات الجنائزية في كنيسة العذراء بحارة زويلة حيث دفن أيضًا مع سابقيه. وقد شاهدت بابويته نهاية دولة المماليك الجراكسة، إذ انتصر عليهم سليم الأول السلطان التركي وتحوّلت مصر أثنائها إلى ولاية تابعة للإمبراطورية العثمانية.
المرجـع
القس روفائيل فريد واصف: كشف الأسرار في تاريخ البطاركة الأحبار:ج 3.
ولربنا المجد دائما ابديا امين .






البابا غبريال السابع
البطريرك الـ 95
(من 1525-1568م)

الوطن الأصلي له : منشأة المجرق
المعروفة بأبو عايشة
الأسم قبل البطريركية : رفائيل
الدير المتخرج منه : دير السريان
تاريخ التقدمة : 4 بابه 1442 للشهداء - أول أكتوبر 1525 للميلاد
تاريخ النياحة : 29 بابه 1285 للشهداء - 26 أكتوبر 1568 للميلاد
مدة الأقامة على الكرسي : 43 سنة و 25 يوما
مدة خلو الكرسي : سنتان و 5 أشهر و 23 يوما
محل أقامة البطريرك مدة الرئاسة : حارة زويلة
محل الدفن : مرقوريوس أبو سيفين
الملوك المعاصرون : السلطان سليم الأول و السلطان سليم الثاني

+ ولد فى منشأة الدير المحرق ... وترهب فى برية القديس مقاريوس.
+ نظراً لحسن سيرته وعظيم تقواه ، رسموه بطريركاً على الكرسى المرقسى .
+ استمر فى الرئاسة نحو ثلاثة وأربعين سنة يعظ ويعلم رعيته.
+ من مآثره تجديد دير الأنبا أنطونيوس ودير الأنبا بولا والدير المحرق.
+ امتحنه الرب فصبر شاكراً ومرض قليلاً ثم تنيح بسلام.
نعيد بنياحته فى اليوم العاشر من شهر أبيب.
صلاته تكون معنا آمين.

معلومات اضــافية


مضي وقت تردّت فيه الأحوال السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مصر أثناء حكم الدولة العثمانية، ظهرت عناية رب الكنيسة في اختيار "مطيّب القلوب" الراهب "روفائيل" من دير السريان وهو نفس اسمه بالميلاد، وكان من قرية أبو عايشة من أعمال القوصية والدير المحرق. وكان أبوه كاهنًا لكنيسة الشهيد مرقوريوس بمصر القديمة وقد شجّعه على حياة الرهبنة، واتفقت عليه الآراء بسرعة ونال كرامة البابوية سنة 1525م باسم حامل البشارة "غبريال" وهو أول بطريرك يُختار من دير السريان، وذلك في عهد السلطان سليمان.
مُنَجِّم يهودي يثير السلطان العثماني
قد واجه في أول سني خدمته حسد الشيطان عن طريق منجم يهودي يلتجئ إليه السلطان العثماني سليمان الذي خلف والده سليم الأول، إذ أشار إليه هذا المنجم أن حُكمه سيكون في خطر طالما بقى النصارى في مصر وبلاد الشرق، إذ ربما يشجّعون الروم ضده. وقد أخذ برأيه فعلاً، ولكن قبل أن يصدر أمره بالقضاء على القبط تجلت العناية الإلهية على لسان وزير هذا السلطان واسمه بيروز باشا إذ قال له: "إن فعلت هذا خربت مملكتك" فلم يستمر على رأيه. التجأت الكنيسة للصلاة والطلبة لأنه ليس لنا معين في شدائدنا وضيقاتنا سوى الآب السماوي.
تعمير الأديرة
من مآثر هذا البابا الجليل تعمير دير أنبا أنطونيوس بالأنفس والمباني وقد كتب عنه في سجلات في دير أنبا أنطونيوس العظيم: "كان هذا الأب طويل القامة معتدل الخلقة، والروح القدس حال عليه وكان له اجتهاد كبير في الصلاة والصوم والنسك، مع الاجتهاد الكبير في عمارة الأديرة وتشييدها، وفتح في زمانه دير القديس الطاهر أنبا أنطونيوس بالعربة، وعمَّره عمارة حسنة روحانيًا وماديًا وكذلك دير أنبا بولا".
لما قام عرب بني عطية ونهبوا دير القديس بولا وضربوا وقتلوا أحد رهبانه وشتتوا بقية الرهبان، اهتم بالبابا بتعميره. أعاد تعمير ديري أنبا بولا وأنبا أنطونيوس من رهبان دير العذراء السريان، وما زال بعض أواني الديرين تحمل اسم العذراء السريان، كما شرع في تعمير دير المحرق بجبل قسقام ودير الميمون.
إعادة الصلة بين كنيسة مصر وكنيسة أثيوبيا
من محبة الله للكنيسة أن أعاد الصلة بين كنيسة مصر وكنيسة أثيوبيا، التي كانت قد انقطعت بسبب المماليك واضطهادهم للقبط، مما دعا الأثيوبيبن لرسامة مطران برتغالي كاثوليكي، أطلق عليه بابا روما "بطريرك الإسكندرية"، ولكن عندما اعتلى الإمبراطور جلاوديوس (أقلاديوس) عرش أثيوبيا أوقف المطران البرتغالي، وطلب من البابا السكندري رسامة مطرانٍ لبلاده، فرسم لهم أنبا يوساب الثالث وتلقّاه الأثيوبيبن بكل ترحاب، وسمح للكاهنين الروميين اللذين كانا يخدمان في أثيوبيا بالبقاء في خدمتهما بناء على طلب البابا الروماني.
عاد المطران اللاتيني إذ رأى استحالة ضم الكنيسة الأثيوبية إلى الكنيسة الرومانية، وأخبر أسقف روما بذلك. استاء أغناطيوس أحد رؤساء الرهبنة في روما من هذا الفشل المعيب وطلب من أسقفه أن يرسله إلى أثيوبيا، لكن الأسقف خشي على حياته وأرسل شخصيًا آخر يُدعى نونو باريتو وكاهنين آخرين. ذهب الثلاثة إلى جوا فأقام باريتو فيها بينما أكمل الكاهنان طريقهما حتى التقيا بالملك إقلاديوس الذي قابلهما بكل لطفٍ وأفهمهما أنه يرفض قطعيًا الخضوع لسلطة أسقف روما، وأنه لا يخضع إلا لكرسي مارمرقس الإنجيلي.
بلطفه سمح لهما بالإقامة في بلاده وهو واثق من ثبات شعبه على أرثوذكسيتهم.
إذ مات أقلاديوس خلفه أخوه مينا فأظهر سخطًا على الكاهنين، فأثارا أحد كبار الجيش لعقد محالفة مع المسلمين ضد الملك مينا. وإذ بلغ مينا الخبر قام بتأديب العصاة.
شعر أسقف روما بفشل إرساليته الثانية لأثيوبيا فبعث رسلاً إلى البابا غبريال يطلب منه الانضمام إلى الكنيسة اللاتينية،(هذة السيرة كاملة ننفرد بها هنا فى منتدى أم السمائيين والأرضيين دون المنتديات الأخرى).فقابلهم البابا بكل لطف وأخبرهم أنه لا ينحرف عن التمسك بالعقيدة قيد شعرة. طلب الرسل من البابا أن يسأل ملك أثيوبيا ألا يمس الكاهنين الرومانيين بسوء، وبالفعل سمح لهما الملك بالإقامة، لكنهما لم يُحسنا السير حتى كاد الأثيوبيون أن يقتلوهما. قدما تقرير لروما جاء فيه "إن إثيوبيا لا ترتد عن إيمانها إلا بقوة السيف"، فاستدعاهما الأسقف.
ضيق في الكنيسة
لم تهنأ الكنيسة في أيام حبريته بالاستقرار، إذ أصدر الحاكم التركي أمره بأن يدفع غير المسلمين ألفى دينار - بسبب سفر الجيش المتوجه به سنان باشا الوزير العثماني - واستعمال العنف في جمعها دون مراعاة لمقام أو لسن أو كرامة. فاعتكف البابا حزينًا في دير أنبا أنطونيوس، وظل في صلواته واعتكافه حتى فارق الحياة يوم الثلاثاء 29 بابة 1285ش/ 1570م، ونُقِل بعدها جسده الطاهر إلى كنيسة القديس مرقوريوس بمصر القديمة في مقبرة جديدة تحت جسد القديس مرقوريوس بعد تجنيزه للمرة الثانية.
المرجــع

كشف الأسرار في تاريخ البطاركة الأحبار (ج 3)، القس روفائيل فريد واصف.

بركة صلواته تكون معنا
ولربنا المجد دائما ابديا امين .






البابا يوأنس الرابع عشــر
البطريرك الـ 96
من 1571- 1586م


الوطن الأصلي له : منفلوط
الدير المتخرج منه : دير
البراموس
تاريخ التقدمة :
22 برموده 1287 للشهداء - 17 أبريل 1571 للميلاد
تاريخ النياحة : 3 النسئ 1302 للشهداء - 6 سبتمبر 1586 للميلاد

مدة الأقامة على الكرسي : 15 سنة و 4 أشهر و 19 يوما
مدة خلو الكرسي : 9 أشهر و 14 يوما

محل أقامة البطريرك مدة الرئاسة : حارة زويلة

محل الدفن : دير السريان
الملوك المعاصرون :
السلطان سليم الثاني و مراد الثالث

+
من منفلوط ولذا يعرف باسم يوأنس المنفلوطى.
+ ترهب بدير البراموس بوادى النطرون.
+ كرس بطريركاً فى 22 برموده سنة 1287 ش.
+ تنيح بسلام بعد أن أكمل جهاده الحسن فى الثالث من الشهر الصغير سنة 1302 ش.
صلاته تكون معنا آمين.


معلومات اضـــافية


حالة قلق وعدم استقرار

لم تكن الضيقة التي حلّت بالكنيسة في أواخر أيام البابا غبريال السابع سببًا في انتقال البابا فقط، ولكن أيضًا سببًا في حالة القلق وعدم الاستقرار التي ألمَّت بالقبط في مصر. وبالتالي ظل الكرسي البابوي شاغرًا ما يزيد على ثلاثين شهرًا، بعدها اختاروا الراهب "يوحنا المنفلوطي" من دير العذراء "البرموس" ليصبح البابا يوأنس الرابع عشر، السادس والتسعين من باباوات الإسكندرية، وكانت رسامته في 17 إبريل سنة 1571م في عهد سلطنة سليم الثاني العثماني.

من مآثر هذا البابا المختبر محبة الله أن مراسيمه البابوية كانت تحمل عبارة "الهدى بالله الهادي" بجوار توقيعه وتحتها يكتب عبارة "الخلاص للرب إله الخلاص".

ملابس سوداء

قد قام البابا الوقور كثير الأيام برحلة رعوية إلى سائر كنائس بلاد مصر والشعب القبطي لرعايتهم وجمع الجزية المفروضة على الكنيسة. وقد قام بزيارتين مماثلتين بعد ذلك عندما اشتد الضيق على الكنيسة، خصوصًا بعد أن أصدر السلطان العثماني لولاته في مصر فرمانًا عاليًا بالتشدد في أن يلبس القبط جميعًا الملابس السوداء وأيضًا العمامة السوداء، وكان رد فعل السماء عجيبًا إذ تفشى في العباد مرض الطاعون الذي حصد الكثيرين من غير القبط، فلبس الجميع الملابس السوداء الأقباط بالأمر العالي وغيرهم حزنًا على موتاهم.

طلب الانضواء تحت كرسي روما

انتهز البابا الروماني إكليمنضس الثامن Clement VIII فرصة الضيق الذي حل بالقبط وطلب إلى البابا السكندري الانضواء تحت كرسي روما، ولم يَبِتّ البابا في الأمر بشكل حاسم، ربما لأنه كان يميل إلى وضع اتفاق مع بابا روما بسبب بساطته وشيخوخته وميله لحماية أولاده من الضيق الشديد، لكن الأساقفة عارضوه بشدة.

انتقل البابا إلى كنيسة الأبكار دون أن يلبي للبابا الروماني طلبه. ادعى بعض المؤرخين الكاثوليك بأن البطريرك مات مسمومًا، غير أن كثير من المؤرخين الغربيين ينفون ذلك.

دفن في "برما" ثم نقل جسده إلى دير السريان في برية شيهيت، وكانت نياحته سنة 1586م في أيام سلطنة مراد الثالث العثماني.

قام والى مصر بالقبض على رسل أسقف روما كعيون غرباء، واتهمهم بالقاء دسائس الفتنة بين الرعايا، وسجنهم. رقّ لهم بعض كبار الأقباط ودفعوا خمسة آلاف قطعة من الذهب مقابل اطلاق سراحهم، ليعودوا إلى بلادهم فشكرهم سكتوس الخامس أسقف روما على نبل تصرفهم.

شهداء النوبة

قد كان ملوك النوبة حتى القرن السادس عشر مسيحيين خاضعين للسلطان المصري يدفعون له الجزية، ولكن بعد الفتح العثماني أخذت الحكومة المسيحية في بلاد النوبة تضعف تدريجيًا حتى حلت محلها حكومة إسلامية. اجتهدت في محو النصرانية من تلك البلاد، فكثر عدد الشهداء وأَسلم الكثيرون، ومن خلُص من الموت هاجر إلى مديرية أسوان واستوطنوا فيها، ومن بقي في بلاد النوبة صار في عاداته كالمسلم سواء، وهكذا زالت المسيحية من تلك البلاد.

وفي أيّامه استشهد القديس يوحنا القليوبي.

القس روفائيل فريد واصف: كشف الأسرار في تاريخ البطاركة الأحبار:ج 3.

وطنية الكنيسة القبطية وتاريخها.


صلاته تكون معنا
ولربنا المجد دائما ابديا امين .







البابا غبريال الثامن
البطريرك الـ 97
(من 1587-1603م)


الوطن الأصلي : المنبير ( مير )
الأسم قبل البطريركية : شنوده
الدير المتخرج منه : دير أنبا بيشوي
تاريخ التقدمة : 16 بؤونه 1303 للشهداء - 20 يونيو 1587 للميلاد
تاريخ النياحة : 9 بشنس 1319 للشهداء - 14 مايو 1603 للميلاد
مدة الأقامة على الكرسي : 15 سنة و 10 أشهر و 24 يوما
مدة خلو الكرسي : شهرا واحدا و 16 يوما
محل أقامة البطريرك مدة الرئاسة : حارة زويلة
محل الدفن دير السريان

الملوك المعاصرون : مراد الثالث و محمد الثالث و أحمد الأول

+
ترهب بدير الأنبا بيشوى ببرية شيهيت.
+ رسم بطريركاً فى 16 بؤونه سنة 1303 ش.
+ وقد اختلف المسيحيون حول اقامته بطريركاً وعملوا أربع بطاركة وعزلوه ،
ثم عاد بعد ذلك إلى كرسيه وثبتت له البطريركية.
+ وقد تنيح هذا البابا بدير العذراء المعروف بالسريان بعد أن أقام على الكرسى 15 سنة
و 10 أشهر و 24 يوماً ، وذلك فى اليوم التاسع من شهر بشنس سنة 1319 ش.
صلاته تكون معنا آمين.

معلومات اضــافيـة

تم الاتفاق عليه واختياره بسرعة بعد فترة لا تزيد على تسعة أشهر على انتقال البابا يوأنس الرابع عشر، وهو الراهب "شنودة" من دير الأنبا بيشوي، وتمّت مراسيم سيامته للكرامة البابوية في كنيسة القديس مرقوريوس بمصر القديمة يوم عيد الملاك غبريال، باسم البابا غبريال السابع في 16 بؤونة سنة 1306ش و1590م في أيام السلطان العثماني مراد الثالث. وقد كان أكبر الأساقفة سنًا هو الأنبا زخارياس أسقف القدس الذي ترأس حفل السيامة.

لما كانت الكنيسة في يد حاميها وراعيها الذي لا يغفل ولا ينام، فقد دافع عنها إلهها وفاديها ضد قوى الغدر والبطش والإرهاب. ففي الوقت الذي فيه تزايد الضغط على القبط لدفع الجزية والتشدد في جمع أضعافها، انتشر الطاعون مرة أخرى في العباد والبلاد - دون الأقباط - بل وتزلزلت الأرض من تحت أقدام الولاة وانهارت المنازل وتشقق جبل المقطم، وحلت بمصر الكوارث من كل ناحية، والكنيسة في يد ربانها تمخر وسط بحر العالم الهائج في اطمئنان وسلام.

لأول مرة أيضًا نسمع عن "عادة التدخين" وانتشارها في مصر في تلك الفترة. وقد حاول البابا الروماني مرة ثانية إخضاع الكنيسة القبطية لسلطانه، ولكن البابا الساهر أنهى مباحثات مبعوثي البابا بالتمنيات الطيبة للحبر الروماني قائلاً: "وعندما نحس أن رب الكنيسة قد تخلّى عنها، سنلجأ إلى البابا الروماني لكي لا يتخلى عنها". بل وامتدت أنظار البابا السكندري لحماية الكنيسة في أثيوبيا فحذر - في رسالة أبوية - الملك والإكليروس في أثيوبيا من الانحراف عن الإيمان المستقيم الذي دفع ثمنه الرسل والشهداء وآباء الكنيسة الكبار، وفشلت جهود روما في تحويل أثيوبيا أيضًا مما دعا البابا الروماني إلى عدم السير في خطة أسلافه.

قد قام الوالي بعزل البابا مدة من الزمن، ثم أُعيد إلى كرسيه في أيام السلطان مراد الثالث العثماني. وفي سنة 1602م أصدر البابا غبريال قرارًا بتعديل الأصوام في الكنيسة القبطية كما يأتي:

1. أن يكون صوم الرسل من يوم عيد العذراء 21 بؤونه وفطره في 5 أبيب.

2. أن يكون صوم السيدة العذراء الذي يحل في شهر مسرى اختياريًا، فمن صامه وفاءً لنذر قطعه على نفسه فله ثوابه ومن لم يصمه فلا جناح عليه.

3. أن يبدأ صوم الميلاد من أول شهر كيهك ويكون فطره عيد الميلاد.

4. أن لا تصام ثلاثة أيام نينوى.

وقد وافقت عليه الأمة القبطية وقتئذ.

وأخيرًا تنيّح في سنة 1603م، ودفن بمقبرة دير السريان، وذلك في أيام السلطان العثماني أحمد الثاني.

المرجع

كشف الأسرار في تاريخ البطاركة الأحبار (ج 3)، القس روفائيل فريد واصف.

وطنية الكنيسة القبطية وتاريخها، صفحة 272.


صلاته تكون معنا آمين.
ولربنا المجد دائما ابديا امين .



بطـاركة القرن الســـابع عشـــر




تابع فيما بعد تاريخ بطاركة الاسكندرية







التوقيع

آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 06-16-2013 في 03:18 PM.
رد مع اقتباس
قديم 01-28-2013, 08:00 AM   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ملاك حمايه جرجس
 

 

 
افتراضي ابع تاريخ الاباء بطاركة الاسكندرية





البابا مرقس الخامس
البطريرك الـ 98
(1603 - 1619م)

الوطن الأصلي له : البياضية
الدير المتخرج منه : أبو مقار
تاريخ التقدمة 26: بؤونه 1319 للشهداء - 30 يونيو 1603 للميلاد

تاريخ النياحة : أول توت 1336 للشهداء - 9 سبتمبر 1619 للميلاد
مدة الأقامة على الكرسي : 16 سنة و شهران و 9 أيام
مدة خلو الكرسي : 6 أيام
محل أقامة البطريرك مدة الرئاسة : حارة زويلة
محل الدفن : أبو مقار
الملوك المعاصرون : أحمد الأول و مصطفى الأول و عثمان

+ كان من أهالى البياضية ، ترهب بدير أبو مقار باسم الراهب مرقس المقارى سنة 1603 م.
لقداسته اختاروه بطريركاً.
+ نال اضطهاداً شديداً من أقباط الوجه البحرى بسبب الأصوام والزيجة
( إذ طالبوا بتعدد الزوجات ) ...
وكان نتيجة ذلك أن حبسوه فى برج بالإسكندرية مدة طويلة وقاموا بسيامة
بطريركاً خلافه ، وبعد مدة توجه نصارى القاهرة وتدخلوا للإفراج عن البابا مرقس وطردوا البابا
الدخيل ، وكل الذين تسببوا فى حبس البابا مرقس قد أبادهم الله سريعاً وقطع ذريتهم وهدم
منازلهم وصارت خراباً.
+ ثم تنيح بسلام فى سنة 1619 م ، ودُفن فى مقبرة البطاركة بدير أبو مقار ببرية شيهيت.
صلاته تكون معنا آمين.

معلومات اضـــافية

سيم بطريرك سنة 1602 وكان بلدة البياضية التابعة لأسيوط.

- انتشرت في عهده عادة سيئة بين الأقباط وهى تعدد الزوجات، واتخاذ زوجات غير شرعيات، لاسيما في منطقة حول دمياط، وأن مطران دمياط جاهر بأن تعدد الزوجات غير ممنوع في الإنجيل! ولما لاحظ ذلك الأنبا مرقص أصدر منشورا حرم كل من يمارس ذلك، وكذلك حرم المطران نفسه، فاتفق المطران مع بعض الأقباط الذين كانوا يشتغلون مناصب كبيرة في الحكم في سلطنة محمد بن مراد، واشتكوا البطريرك للوالي جعفر باشا، فوجدها هذا الأخير فرصة لإذلال النصارى في رئيسهم،


فأحضر البابا وأمر بضربة حتى أشرف على الموت، وعزله من منصبه وحبسه في برج الإسكندرية!

- أما المطران المحروم وحزبه من الأقباط فاتفقوا على راهب من البياضية وأقاموه بطريركًا، وصرَّح لهم هذا البطريرك بتعدد الزوجات!

- وبعد فترة ثار أهالي القاهرة، وجمعوا وفدا ليقابلوا الوالي وأقنعوه بأن يرد البطريرك المسجون إلى كرسيه لأنه على حق، فرده، وبذلك أصبح على الكرسي بطريركان!


لكلٍ منها حِزبه، وظلا كذلك إلى أن ضعف حزب الراهب الفاسد وانحل من نفسه، فمضى الراهب إلى بستان وجعل يعمل فيه حتى مات، وظل الأنبا مرقص إلى سنه 1613 حيث تنيَّح.

- وفي عهده أيضًا استأنف بابا روما محادثاته معه في شأن انضمام الكنيسة القبطية ولكنه رفض، واستغلت الإرساليات الكاثوليكية فترة الصراع بينه وبين مطران دمياط وما تلاها من أحداث، وزادت نشاطها في مصر وفي الحبشة، وهناك بعض الآراء تسند ما حدث للبطريرك مرقس أنها دسيسة من هؤلاء المرسلين الكاثوليك، إلا أن كنيسة الإسكندرية قاومتهم في مصر وفي الحبشة، ( أنظر ستجد المزيد عن تاريخ الآباء البطاركة هنا فى منتدى أم السمائيين والأرضيين). حتى حبس الأحباش المرسل اليسوعي هناك، ورغم هذا استمر اليسوعيون هناك يدعون للكاثوليكية بزعامة (بيدوفيز) الذي ظل يحاول التأثير على الإمبراطور حتى سمح له بالوعظ في بعض الكنائس، فوعظ باللغة الحبشية التي أتقنها. وفي النهاية تأثر به الإمبراطور نفسه، وأعطاه هامشا أكبر من الحرية في التحرك هناك، فثار على الأحباش بزعامة المطران القبطي هناك، واحتكم الامر في النهاية إلى القتال! فقامت الحرب التي قتل فيها الإمبراطور وعين مكانه إمبراطور آخر، فوقع هذا الأخير تحت تأثير المبشر اليسوعى، وأرسل من يتعلمون في روما المذهب الكاثوليكي، وهنا أعلن المطران القبطي هناك جرم كل من يتبع هذا المذهب، واشتد هياج الشعب هناك ضد الإمبراطور مرة أخرى. ولكن هذه المرة انتصر الإمبراطور وأعلن المذهب الكاثوليكي، ولكن الله عجل بموت بيدوفيز فهدأت الأحوال.بركة صلواته تكون معنا


ولربنا المجد دائما ابديا امين .



البابا يوأنس الخامس عشر
البطريرك الـ 99
(1619 - 1629م)


الوطن الأصلي له : ملوي
الدير المتخرج منه : دير أنبا أنطونيوس
تاريخ التقدمة : 7 توت 1336 للشهداء - 15 سبتمبر 1619 للميلاد
تاريخ النياحة : 5 النسئ 1346 للشهداء - 7 سبتمبر 1629 للميلاد
مدة الأقامة على الكرسي : 9 سنوات و 11 شهرا و 22 يوما
مدة خلو الكرسي : سنة واحدة
محل أقامة البطريرك مدة الرئاسة : حارة زويلة
محل الدفن : البياضية في دير بشيه
الملوك المعاصرون : عثمان و مصطفى الأول و مراد الرابع


+ من ملوى ولذا يعرف باسم يوأنس الملوانى.
+ ترهب بدير الأنبا أنطونيوس بالصحراء الشرقية.
+ كرس بطريركاً يوم 7 توت سنة 1336 ش ، وكان أباً عفيفاً عادلاً عالماً بسيطاً لا يحابى

أحداً ولا يبغى إلا الحق.
+ كان غيوراً على الكنيسة ، حنوناً على الكهنة ، محباً للفقراء ، آوياً للغرباء.
+ مرض وتنيح بسلام فى الخامس من الشهر الصغير سنة 1346 ش.
بعد أن أقام على الكرسى المرقسى 9 سنوات و11 شهراً و22 يوماً.
صلاته تكون معنا آمين


السيرة كما ذكرت فى كتاب بالسنكسار


نياحة البابا يوأنس الخامس عشر

البطريرك ال 99 (5 نسئ)


في مثل هذا اليوم من سنة 1346 ش.
(7 سبتمبر سنة 1629 م.)

تنيَّح البابا يؤنس الخامس عشر البطريرك الـ99 وهو من ملوي ويعرف باسم يؤانس الملواني وترهب بدير أنطونيوس وكرس بطريركا

يوم 7 توت سنة 1336 ش.
( 18 سبتمبر سنة 1619 م.)

وكان أبا عفيفا عالما عادلا في أحكامه بسيطا لا يحابي أحدا ولا يبغي إلا الحق كان غيورا علي الكنيسة حنونا علي الكهنة محبا للفقراء آويا الغرباء ولم يشته شيئا من الأمور العالمية بل كان منهمكا في الصلاة والعبادة ليلا ونهارا.

وقد حدث في سنة 1340 ش. (1624 م.)
وباء عظيم في أرض الصعيد استمر من طوبه إلى برموده حتى فني الناس وخربت البيوت وكان هذا البابا بالصعيد وعاد إلى مصر في سنة 1341 ش. ( عزيزى القارىء ستجد الكثير عن سير الأباء بطاركة الأسكندرية هنا فى منتدى أم السمائيين والأرضيين).وفي سنة 1342 ظهر وباء آخر شديد في كل الأرض ولكنه كان أخف وطأة من الأول ثم عاد هذا البابا إلى الصعيد ثانيا، في السنة الثانية من الوباء ورجع لمصر بعد ذلك وعندما مر بناحية أبنوب وقضي ليلة فيها شعر بآلام في بطنه وقيل أنه سقي سما بالبيت المذكور لأن صاحب الدار كان يتخذ نساء علي زوجته ونهاه البابا عن ذلك ولما شعر البابا بالمرض طلب مركبا نزل فيها وتنيَّح في الطريق ودفن في دير القديس أنبا بيشيه بالبياضية، وقد أقام علي الكرسي 9 سنوات و11 شهرا و22 يوما.

صلاته تكون معنا

معلومات اضـــافية



سيم بطريركا في عام 1613، وكانت الكنيسة في أيامه تمر بضيقات من كل ناحية في الداخل والخارج، فجعل همه الافتقاد لكل أبنائه، وفي أثناء مروره على أبنوب وجد أحد أغنيائها لديه محظية، فنصحه وأرشده ثم هدده بالحرمان فدس له السم ومات في 1623!

وفي عهده مات ملك الحبشة الذي أعلن المذهب الكاثوليكي في بلده، وتولى بعده ابنه الملك باسيليوس، فاضطهد الكاثوليك وتابعيهم، وشل حركة المبشرين وتركهم في الحبشة بشرط عدم الدعوة للكاثولكية، ولما شعر بأنهم يسعون لاستدعاء حبش من البرتغاليين لمساعدتهم، أمرهم بمبارحة الحبشة، ولكنهم اتفقوا مع أحد الأمراء المناوئين له، إلا أن هذا الأمير باعهم في النهاية عبيدا للأتراك، وقتل الأحباش من بقى منهم. وهكذا ظلت الحبشة في صراع وقتال حوالي ست سنين.


ولربنا المجد دائما ابديا امين .






البابا متاؤس الثـالث
البطريرك الـ 100
( 1631 - 1646م )

الموطن الأصلي له : طوخ النصاري
الأسم قبل البطريركية : تادرس
الدير المتخرج منه : أبو مقار - البرموس
تاريخ التقدمة : 4 النسئ 1347 للشهداء - 8 سبتمبر 1631 للميلاد
تاريخ النياحة : 25 برمهات 1362 للشهداء - 31 مارس 1646 للميلاد
مدة الأقامة على الكرسي : 14 سنة و 6 أشهر و 23 يوما
مدة خلو الكرسي : 19 يوما
محل أقامة البطريرك مدة الرئاسة : حارة زويلة و كنيسة طوخ
محل الدفن : كنيسة طوخ
الملوك المعاصرون : مراد الرابع و ابراهيم الأول


+
بعرف باسم متى الطوخى إذ هو من ناحية طوخ النصارى بإقليم المنوفية.
+ ترهب بدير القديس مقاريوس بالبرية فجاهد فى النسك والعبادة جهاداً شديداً فرسموه قساً ثم
قمصاً ورئيساً على ديره.
+ ولما خلا الكرسى المرقسى كرسوه بطريركاً فى سنة 1347 ش.
+ رعى شعب المسيح أحسن رعاية.
+ أقام على الكرسى المرقسى مدة 14 سنة و6 أشهر و23 يوماً ، وتنيح بشيخوخة
صالحة حسنة وكاملة فى اليوم الخامس من شهر برمهات سنة 1362 ش.
بركة صلاته تكون معنا آمين.

السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار


نياحة البابا متاؤس (25 برمهات)


في مثل هذا اليوم من سنة 1362 ش.
(31 مارس 1646 م.)،

في يوم سبت لعازر، تنيَّح البابا متاوس الثالث البطريرك المائة وهو يُعرَف باسم متى الطوخى. وهو ابن أبوين مسيحيين من ناحية طوخ النصارى بإقليم المنوفية. وكانا خائفين الله، محبين للغرباء، محسنين للفقراء والمحتاجين. رزقهم الله بالابن تادرس فأحسنا تربيته وأدباه بكل أدب روحاني وعلماه كتب البيعة المقدسة وحلت نعمة الله علي هذا الابن المبارك فانكب على الدرس والتعليم المسيحي إلى أن حركته نعمة الله إلى السيرة الملائكية والحياة النسكية فخرج من بلده وترك أهله وأقاربه وتبع قول المسيح له المجد ومضى إلى برية شيهيت ميزان القلوب وترهب بكنيسة القديس العظيم أبى مقار فجاهد في النسك والعبادة جهادا بليغا. فرسموه قسا، فتزايد في التقشف، ونما في الفضيلة فأقاموه قمصا ورئيسا علي الدير المذكور.

وبعد قليل تنيَّح البابا يؤانس الخامس عشر البطريرك التاسع والتسعون، فاجتمع الآباء الأساقفة وجماعة الكهنة والأراخنة لاختيار من يصلح لاعتلاء الكرسي المرقسى الإسكندري وواظبوا علي الصلاة طالبين من السيد المسيح له المجد أن يقيم لهم راعيا صالحا لكي يحرس شعبه وبإرادة السيد المسيح، راعى الرعاة، اتفق رأى الجميع على تقديم الأب تادرس قمص دير أبى مقار بطريركا. فتوجهوا إلى الدير وأمسكوه قهرًا، وكرَّسوه بطريركًا باسم متاوس فئ يوم 4 النسيء سنة 1347 ش.

(7 سبتمبر سنة 1631 م.) .

وكان المتقدم في تكريسه الأنبا يؤنس مطران السريان.

فلما جلس هذا البابا علي الكرسي الرسولي رعى رعية المسيح أحسن رعاية، وكان هدوء وسلام على المؤمنين في أيامه، وارتاحت البيع (الكنائس) من الشدة التي كانت فيها، فحسده إبليس عدو الخير وحرك عليه أعوان السوء،(أنظر ستجد الكثير عن سير الآباء البطاركه هنا فى منتدى أم السمائيين والأرضيين). فذهبوا إلى الوالي بمصر وأعلموه أن الذي يعتلى كرسي البطريركية كان يدفع للوالي مالا كثيرا.

وأستمع الوالي لوشايتهم، واستدعى البابا إليه لهذأ الغرض. فقام جماعة الأراخنة وقابلوا الوالي، فلم يسألهم عن عدم حضور البابا، بل تكلم معهم في شأن الرسوم التي يدفعها البطريرك وألزمهم بإحضار أربعة آلاف قرش فنزلوا من عنده وهم في غم من جراء فداحة الغرامة ولكن الله عز وجل شأنه الذي لا يشاء هلاك أحد وضع الحنان في قلب رجل إسرائيلي فقام بدفع المبلغ المطلوب إلى الوالي، وتعهد له الأراخنة برده ووزعوه عليهم ثم سددوه للإسرإئيلي. وجعلوا على البابا شيئا يسيرا من هذه الغرامة الفادحة. فنزل إلى الوجه القبلي لجمع المطلوب منه، ولشدة إيمانه وقوة يقينه في معونة الله تحنن قلب الشعب عليه وأعطوه المبلغ المطلوب عن طيب خاطر. وبعد قليل حضر إلى الوجه البحري لكي يفتقد رعيته، فنزل بناحية برما. وأتى إليه هناك أهالي مدينة طوخ بلده، ودعوه لزيارة الناحية ليتباركوا منه، فأجاب الطلب. وفي زمن هذا البطريرك وقع غلاء عظيم في كل أرض مصر، لم يصل مثله قط، حتى وصل ثمن إردب القمح إلى خمسة دنانير ولم يتمكنوا من شرائه. ولم يتيسر الحصول عليه إلا عند القليل من الناس، حتى أكل الأهالي الميتة، ومنهم من أكلوا لحم الدواب فتورموا وماتوا، ومنهم من دقوا العظم وأكلوه، ومنهم من كانوا يبحثون عن الحب في الكيمان ليلتقطه فتسقط عليهم ويموتون ومات خلق كثير لا يحصى عدده، وذلك في سنة 1347 ش. 0(1631 م.)
ثم استمر الغلاء سنتين، وكان والي الصعيد وقتئذ حيدر بك. وفي سنة 1350 ش.
(1634 م.)
أتى النيل بفيضان عال غمر كل الأراضي، وتولى الصعيد في ذاك الحين الأمير على بك الدفتردارى وحضر إليه في شهر بابه سنة 1350 ش.، وزرعت البلاد واطمأن الناس، وزال كابوس الغلاء، وانخفضت الأسعار

. وفي تلك السنة أرسل السلطان مراد الرابع مراكب موسوقة نحاس أقراص مختومة بصورة خاتم سليمان، وذكروا أنهم عثروا عليها في خزانة قسطنطين الملك، وبلغ وزنها 12 ألف قنطار. وأمر الوالي بسكها نقدية وإرسال عوضها ثلاثمائة ألف درهم، فقام الوالي بتوزيع هذا النحاس بالقوة على أهالي مصر والصعيد بسعر كل قنطار ثمانين قرشا. ووقع بسبب ذلك ضرر عظيم على الأهالي،كما حصل ضيق عظيم في البلد، وخسارة كبيرة في ثروة البلاد، مما لم يكن له مثيل حتى أضطر أغلب الناس إلى بيع ممتلكاتهم. وحصل الوالي من النحاس المذكور على أموال طائلة أرسلت إلى الآستانة

ولما بلغ السلطان أن الباشا الوالي استعمل الظلم والقسوة في توزيع النحاس المذكور غضب عليه واستدعاه من مصر. ولما حضر أمر بضرب عنقه وولى غيره على مصر.

وفي تلك السنة أرسل ملك أثيوبيا يطلب مطرانا. فرسم له البابا متاوس مطرانا من أهالي أسيوط وأرسله إليه. وقد حلت بهذا المطران أحزان وشدائد كثيرة أثناء وجوده هناك، حتى عزلوه ورسموا بدلا منه..

وبعد إتماما البابا زيارته الرعوية لشعب الوجه البحري ، وقبوله دعوة أهالي طوخ لزيارة بلدهم، قام معهم من برما ميمما شطر طوخ النصارى. وعندما اقترب من الناحية استقبله جماعة الكهنة وكافة الشعب المسيحي، وتلقوه بالإكرام والتبجيل والتراتيل الروحية التي تليق بكرامته، وأدخلوه إلى البيعة بمجد وكرامة. وأقام عندهم سنة كاملة وهو يعظ الشعب ويعلمهم.

ولما كان يوم السبت المبارك ذكرى اليوم الذي أقام فيه الرب لعازر من بين الأموات اجتمع بالكهنة والشعب بعد إقامة القداس، وأكل معهم وودعهم قائلًا بإلهام الروح القدس أن قبره سيكون في بيعة هذه البلدة وانه لا يبرح طوخ وصرف الشعب وقام ليستريح في منزل أحد الشمامسة. فلما حضر الشماس ودخل حجرة البابا وجده راقدا علي فراشه، وهو متجه ناحية المشرق ويداه على صدره مثال الصليب المقدس، وقد أسلم روحه بيد الرب. فاعلموا جماعة الكهنة والشعب، فحضروا مسرعين ووجدوه قد تنيَّح ولم يتغير منظره بل كان وجهه يتلألأ كالشمس فأحضروا جسده المبارك إلى البيعة وصلوا عليه بما يليق بالآباء البطاركة ودفنوه بالبيعة بناحية طوخ بلده.. وقد أقام على الكرسي الرسولى مدة 14 سنة و6 أشهر و23 يوما لم يذق فيها لحما، ولم يشرب خمرا . وتنيَّح بشيخوخة صالحة حسنة وكاملة. لتكن صلواته وبركاته معنا

ولربنا المجد دائما ابديا امين .











التوقيع

آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 01-28-2013 في 08:35 AM.
رد مع اقتباس
قديم 01-28-2013, 08:48 AM   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ملاك حمايه جرجس
 

 

 
6011 تابع الآباء بطــاركة الأسكندرية






البابا
مرقس السادس البطريرك الـ 101
( 1646 - 1656م )

الوطن الأصلي له : بهجوره
الدير المتخرج منة : دير أنبا أنطونيوس
تاريخ التقدمة : 15 برموده 1362 للشهداء - 20 أبريل 1646 للميلاد
تاريخ النياحة : 15 برموده 1372 للشهداء - 20 أبريل 1656 للميلاد
مدة الأقامة على الكرسي : 10 سنوات
مدة خلو الكرسي : 4 سنوات و 7 أشهر و 16 يوما
محل أقامة البطريرك مدة الرئاسة : حارة زويلة
محل الدفن : أبو سيفين بمصر
الملوك المعاصرون له : ابراهيم الأول و محمد الرابع

+
يعرف باسم مرقس البهجورى لأنه من بهجوره.
+ ترهب بدير القديس أنطونيوس بالصحراء الشرقية.
+ قدم بطريركاً فى 15 برموده سنة 1362 ش.
+ تنيح يوم 5 برموده سنة 1372 ش بعد أن أقام على الكرسى المرقسى عشرة
أعوام كاملة.
صلاته تكون معنا آمين.


السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار


تذكار نياحة البابا مرقس السادس البطريرك (101) (15 برمودة)

في مثل هذا اليوم من سنة 1372 ش.

(20 أبريل 1656 م.)
تنيَّح البابا مرقس السادس البطريرك الإسكندري (101)
وهو يعرف بمرقس البهجوري لأنه من بهجورة وترهب بدير القديس أنطونيوس. ولما تنيَّح البابا متاؤس الثاني البطريرك المائة اتفق المعلم بشارة المتقدم علي الأراخنة في ذلك العصر هو وجماعة المصريين علي رسامة هذا الأب، وترأس احتفال الرسامة الأنبا خرستوذولو أسقف بيت المقدس في يوم الأحد 15 برمودة سنة 1362 ش. ( 20 أبريل سنة 1646 م.)

ودعي مرقس السادس وبعد رسامته وقع خلاف كبير بينه وبين المعلم بشارة. ومن أعمال هذا البابا المأثورة أنه أصدر أمرا للرهبان بمنعهم من الإقامة في العالم وبعودتهم جميعا إلى أديرتهم فغضب الرهبان من هذا الأمر ولم يوافقوا عليه وامتنعوا عن العمل به وحرك الشيطان عدو الخير أحد الرهبان المدعو قدسي فرفع للباشا عريضة ضد البطريرك ادعي فيها بأنه يمد الناس بالفلقة ويقتلهم بها فاهتم الوالي بالشكوى وأمر بكشف الحقيقة وعند التحقيق أنكر الراهب موضوع الشكوى وظهرت براءة البابا من التهمة الواردة في عريضة الشكوى ولكنه غرم بغرامة دفعها عنه أكابر الدولة وفي 21 طوبة سنة 1365 ش. ( أنظر ستجد المزيد عن تاريخ الآباء البطاركة هنا فى منتدى أم السمائيين والأرضيين). نودي بأن لا يركب النصارى خيولا ولا يلبسوا قفاطين حمراء ولا طواقي جوخ حمراء ولا مراكيب وإنما يلبسون قفاطين زرقاء طول الواحدة عشرون ذراعا.

وسافر البطريرك إلى الصعيد وأقام هناك أربع سنوات جمع أثناءها أموالا طائلة وكان أحمق جدا حتى ضج من أعماله سائر الناس والأساقفة والقسوس والأراخنة واستمرت العداوة قائمة بينه وبين المعلم بشارة حتى عاد إلى مصر فاصطلح معه واستقام أمره بعد ذلك. ومن أعماله أنه قام ببناء قاعة الصلاة بدير الراهبات بكنيسة العذراء بحارة زويلة عثر علي خمس أوان من الزجاج ملآنة بالميرون المقدس كما أنه عثر أيضا علي زقين آخرين وهي من ذخائر العصور القديمة فوضع الكل بأعلى مخزن المهمات الكائن فوق مدفن البابا يؤنس الثالث عشر البطريرك (94) بكنيسة العذراء بحارة زويلة.

وقد تنيَّح هذا البابا يوم 15 برمودة سنة 1272 ش. (20 أبريل سنة 1656 م.)
ودفن بكنيسة أبي سيفين بمصر القديمة بعد أن أقام علي الكرسي عشرة أعوام كاملة وقد عاصر كلا من السلطان إبراهيم الأول والسلطان محمد الرابع وخلا الكرسي بعده أربع سنوات وسبعة شهور وستة عشر يوما نفعنا الله ببركاته



ولربنا المجد دائما ابديا امين .






البابا متاؤس الرابـع
البطريرك الـ 102
( 1666 - 1675م )


الموطن الأصلي له : مير
الأسم قبل البطريركية : جرجس
الدير المتخرج منه : البراموس
تاريخ التقدمة : 30 هاتور 1377 للشهداء -6 ديسمبر 1660 للميلاد
تاريخ النياحة : 16 مسرى 1361 للشهداء - 15 أغسطس 1675 للميلاد
مدة الأقامة على الكرسي : 14 سنة و 8 أشهر و 9 أيام
مدة خلو الكرسي : 7 أشهر
محل أقامة البطريرك مدة الرئاسة : حارة زويلة ثم حارة الروم
محل الدفن : أبو سيفين بمصر
الملوك المعاصرون له : محمد الرابع

+
يعرف باسم متى الميرى ، إذ هو من مير من إقليم الأشمونين بكرسى قسقام المعروف بالمحرق.
+ ترهب بدير السيدة العذراء المعروف بالبراموس ببرية شيهيت.
+ رسم قساً على الدير ، وبعد أيام من ذلك لبس الأسكيم وصار يجهد نفسه بالسهر والصلاة
والعبادة والسجود.
+ رسم بطريركاً فى 30 هاتور سنة 1377 ش.
+ تنيح بسلام بعد حياة حافلة بالجهاد بعد أن قضى على الكرسى المرقسى مدة أربع عشرة
وثمانية شهور وتسعة أيام ، وذلك فى اليوم السادس من شهر مسرى سنة 1391 ش.
صلاته تكون معنا آمين.


السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار

نياحة البابا القديس متاؤس الرابع البطريرك
الـ 102 ( 16 مسرى)

في مثل هذا اليوم من سنة 1391 ش.
(15 أغسطس سنة 1675 م.)
تنيَّح البابا متاؤس الرابع البطريرك الـ 102. وهو يعرف باسم متي الميرى. ولد هذا الأب من أبوين مسيحيين تقيين كانا من الأبرار الصالحين يعملان الصدقات والحسنات وهما من أغنياء أهل مير من إقليم الأشمونين بكرسي قسقام المعروف بالمحرق وكانت لهما أراض زراعية متسعة ومواشي. وقد رزقا ثلاثة أولاد ذكور أحدهم هذا الأب الفاضل وكان أحب اخوته عند والديه وكان اسمه أولا جرجس. وقد اعتنيا بتربيته وهذباه بكل أدب ووقار، ولم يكلفاه كأخويه بالعمل في الحقل والزراعة ولا برعي المواشي بل جعلاه ينصرف إلى القراءة والتعليم حتى صار عالما بالكتب المقدسة أكثر من أهل جيله وأصبح قادرا علي تفسير معانيها لمن أشكل عليه أمرها ولما كبر زهد هذا العالم الزائل ومضي إلى دير السيدة العذراء المعروف بالبراموس في برية شيهيت وأقام به ست سنوات فتراءى له في حلم أن أبويه حزينان عليه وعرفا عنه أنه مات لأنهما لم يهتديا إلى مكانه. فقام لوقته وأعلم اخوته في الدير فأشاروا عليه بالتوجه إلى بلده لرؤية والديه فمضي إلى مير وسلم عليهما. فلما وقع نظرهما عليه فرحا فرحا عظيما وبعد ذلك أرادا أن يزوجاه فلما علم القديس من أخ صديق له بما اعتزما عليه هرب وعاد إلى ديره ثانيا فتلقاه أخوته الرهبان بالترحاب والسرور وسكن مع هؤلاء القديسين،(أنظر ستجد الكثير عن سير الآباء البطاركه هنا فى منتدى أم السمائيين والأرضيين). وسلك معهم سبيل المحبة والإخلاص وخدمهم الخدمات الصادقة فزكوه للرهبنة وبعد ذلك رسم قسا علي الدير وبعد أيام من ذلك لبس الإسكيم المقدس. وصار يجهد نفسه بالسهر والصلاة والعبادة والسجود أكثر مما فرض علي غيره من الرهبان فكان يصوم من الليل إلى الليل وفي زمن الشتاء كان يصوم يومين يومين واستمر علي هذا المنوال مدة حياته حتى اكتسب رضاء الرب بأعماله الصالحة وعبادته المرضية وتقشفه التقوي.

ولما أنتقل إلى رحمة الله البابا مرقس السادس البطريرك الـ101 وطلب الآباء والكهنة والأراخنة أن يقيموا لهم راعيا صالحا عوضا عنه سألوا رهبان البراري والأديرة عمن يصلح لهذا المركز السامي فأرشدهم إلى هذا الأب فطلبوا إليه الحضور إلى مصر فرفض إجابة الطلب فاضطروا أن يرسلوا جنديا من قبل الدولة فقبض عليه وأتي به مقيدا.

وأما أهل مصر فأمسكوا قسا آخر من الرجال القديسين يسمي يوحنا وأرادوا أن يرسموه بطريركا فوقع خلاف بسبب ذلك فقبض الوالي علي المرشحين الاثنين وحبسهما عنده مدة أربعين يوما ولما طال الأمر اجتمع الأساقفة وأشاروا بعمل قرعة هيكلية، فَعُمِلَت القرعة أمام الجمهور. كما عمل الجند أيضا قرعة فيما بينهم بدار الولاية وفي كل مرة كان يسحب اسم جرجس في القرعة وفي بعض الليالي كان يشاهد جند الوالي شبه قنديل مضيء فوق رأس الأب جرجس أثناء وجوده في السجن فوقع عليه الاختيار بعد الاختلاف الكبير ورضي به الشعب فرسم في يوم الأحد 30 هاتور سنة 1377 ش. (6 ديسمبر سنة 1660 م.)
في عهد السلطان محمد الرابع العثماني

وكان الاحتفال برسامته فخما عظيما حضره كثيرون من طوائف المسيحيين علي اختلاف مذاهبهم ولما اعتلي الكرسي البطريركي في القلاية البطريركية بحارة زويلة نظر في الأحكام الشرعية والأمور الكنسية بلا هوادة ولا محاباة وكان متواضعا وديعا لا يحب الظهور والعظمة فما كان يجلس علي كرسي في الكنيسة بل كان يقف بجانبه إلى انتهاء الصلاة. ومن فضائله أنه كان يفتقد الأرامل والأيتام وكان يزور المحبوسين في السجون وينظر إلى الرهبان المنقطعين بالأديرة ويعتني بأمرهم ويقضي ما يحتاجون إليه وكان محبا للأديرة والكنائس وكانت معيشته بسيطة كعيشة الرهبان في البرية. وساد في أيامه الهدوء والطمأنينة وقد استنارت الكنيسة بغبطته مدة رئاسته، وفي سنة 1387 ش. (1671 م.)
حصل وباء عظيم في مصر أفني الكثير.

وقام برسامة مطرانين علي التعاقب لمملكة أثيوبيا بعد وفاة مطرانها يؤنس الثالث عشر، الأول الأنبا خرستوذللو الثاني، وأقام هذا المطران علي الكرسي من سنة 1665 م. إلى سنة 1672 م. في مدة الملك واسيليدس، والثاني الأنبا شنوده الأول. وأقام علي الكرسي البطريركي من سنة 1672 إلى سنة 1694 م. في أيام يوحنا الأول.

والبابا متاؤس الرابع كان آخر من سكن القلاية البطريركية في حارة زويلة لأنه نقل كرسيه إلى حارة الروم في سنة 1660 م. أول أيام رسامته.

وقد قاسي بعض الشدائد إذ دخل الشيطان في قلب رجل مسيحي فصار يمضي إلى بيت جامع الضرائب ويغرم المسيحيين فاشتد بهم الحال فشكوه إلى البابا فأرسل إليه وأحضره ونهاه فلم يرتدع عن غيه فحرمه ومات شر ميتة، ومرة أخري أتت إليه امرأة تشكو له بعلها بأنه طلقها وتزوج بأخرى فأرسل وأحضره ومعه امرأته الثانية وأمر بالتفرقة بينهما فامتنعت المرأة وقالت:

"كيف يكون هذا وأنا قد حملت منه؟"

فقال لها البابا البطريرك:
"أن السيد المسيح يفصل بين الشرعيين"
(بينك وبينها)
ولم تكد المرأة تخرج من القلاية حتى نزل الجنين من بطنها فحصل خوف عظيم بسبب هذا الحادث وانفصل الرجل عنها وعاد إلى امرأته الأولي وصار هذا البابا محترما مكرما مهابا من شعبه.

وفي مرة أخري أراد بعض المخالفين أن يهدموا كنيسة القديس مرقوريوس أبي سيفين بمصر القديمة ودخلوا الديوان وعينوا رئيسًا لهذا الأمر فبلغ الخبر مسامع البابا فاغتم كثيرا وقضي تلك الليلة ساهرا متضرعا إلى الله تعالي متشفعا بالشهيد مرقوريوس كي يحبط مؤامرة الأشرار وينجي الكنيسة من الهدم فحدث والجند نيام أن سقط عليهم حائط فماتوا جميعا وشاع هذا الخبر في المدينة كلها وبطلت تلك المؤامرة الرديئة فمجدوا الله تعالي.

وفي أيامه كان عدو الخير يهيج غير المؤمنين علي المسيحيين وكان المسيح عز شأنه يبدد مشورتهم ويهلكهم ببركة صلواته لأنه كان يرعى رعية المسيح الرعاية الصالحة.

ولما دنا وقت نياحته مضي إلى المقبرة التي تحوي أجساد البطاركة بمصر وقال لها: "انفتحي واقبليني لأسكن بين أخوتي الأبرار".
ولما عاد إلى مكانه مرض مرض الموت فأرسل إلى الأساقفة والكهنة وأحضرهم وأوصاهم علي رعية المسيح كما أحضر الرئيسة من الدير وأعطاها كل ما عنده وأوصاها أن تسلمه لمن يأتي بعده لأنه وقف القيامة "
ثم تنيَّح بسلام في شيخوخة صالحة بعد أن أقام علي الكرسي المرقسي مدة أربع عشرة سنة وثمانية شهور وتسعة أيام.

وكانت مدة حياته خمسة وسبعين سنة ودفن في مقبرة البطاركة بكنيسة القديس مرقوريوس بمصر القديمة وخلا الكرسي بعده سبعة أشهر .

صلاته تكون معنا.



ولربنا المجد دائما ابديا امين .






البابا يوأنس الســادس عشـر
البطريرك الـ 103
( 1676 - 1718م )




الوطن الأصلي له : طوخ النصاري
الأسم قبل البطريركية : ابراهيم
الدير المتخرج منه : دير أنبا أنطونيوس
تاريخ التقدمة : 9 برمهات 1392 للشهداء - 5 مايو 1676 للميلاد
تاريخ النياحة : 10 بؤونه 1434 للشهداء - 15 يونيو 1718 للميلاد
مدة الأقامة على الكرسي : 42 سنة و 3 أشهر
مدة خلو الكرسي : شهران و 6 أيام
محل أقامة البطريرك مدة الرئاسة : حارة الروم
محل الدفن أبو سيفين بمصر

الملوك المعاصرون له : محمد4 و سليمان2 و أحمد2 و مصطفى 2 و أحمد 3


+ يعرف باسم يوأنس الطوخى إذ أنه من طوخ النصارى بكرسى المنوفية.
+ ترهب بدير الأنبا أنطونيوس بالصحراء الشرقية ، ولبس الأسكيم المقدس.
+ رسمه البابا متاؤس الرابع قساً على ديره.
+ ولما خلا الكرسى المرقسى اختاروه بطريركاً - بعد عمل قرعة هيكلية - ورسموه
فى 9 برمهات سنة 1392 ش.

+ قام بطبخ الميرون المقدس سنة 1419 ش.
+ لما أكمل سعيه مرض قليلاً وتنيح بسلام فى 10 بؤونه سنة 1434 ش بعد أن جلس على
الكرسى اثنين وأربعين سنة وثلاثة أشهر.
صلاته تكون معنا

السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار

نياحة القديس البابا يوأنس

الـ 103 من باباوات الإسكندرية

(10 بؤونة)

في مثل هذا اليوم من سنة 1434 للشهداء الأبرار (15 يونية سنة 1718 م.)

تنيَّح البابا يوأنس السادس عشر البطريرك الثالث بعد المائة.
ويُعْرَف هذا البابا باسم يوأنس الطوخي وكان والداه مسيحيين من طوخ النصارى بكرسي المنوفية، فربيا نجلهما وكان يدعي إبراهيم أحسن تربية وزوداه بكل معرفة وأدب وعلماه أحسن تعليم وكانت نعمة الله حالة عليه منذ صباه فنشأ وترعرع في الفضيلة والحياة الطاهرة. ولما تنيَّح والده زهد العالم واشتاق لحياة الرهبنة فمضي إلى دير القديس أنطونيوس ببرية العربة وترهب فيه ولبس الزي الرهباني واتشح بالإسكيم المقدس. فلما تفاضل في العبادة والنسك اختاره الآباء الرهبان فرسمه البابا متاؤس الرابع بكنيسة السيدة العذراء بحارة زويلة قسا علي الدير المذكور فازداد في رتبته الجديدة فضلا وزهدا حتى شاع ذكر ورعه واتضاعه ودعته. ولما تنيَّح البابا البطريرك متاوس وخلا الكرسي بعده اجتمع الآباء الأساقفة والكهنة والأراخنة لاختيار الراعي الصالح فانتخبوا عددا من الكهنة والرهبان وكان هذا الأب من جملتهم وعملوا قرعة هيكلية بعد أن أقاموا القداسات ثلاثة أيام وهم يطلبون من الله سبحانه وتعالي أن يرشدهم إلى من يصلح لرعاية شعبه ولما سحب اسم هذا الأب في القرعة علموا وتحققوا أن الله هو الذي اختاره إليه هذه الرتبة. وتمت رسامته في يوم الأحد المبارك الموافق 9 برمهات سنة 1392 ش. (5 مايو سنة 1676 م.)
ودعي يوأنس السادس عشر، وكان الاحتفال برسامته فخما عظيما عم فيه الفرح جميع الأقطار المصرية.
وقد اهتم بتعمير الأديرة والكنائس فقد قام بتعمير المحلات الكائنة بالقدس الشريف وسدد ما كان عليها من الديون الكثيرة وجدد مباني الكنائس والأديرة وكرسها بيده المباركة، وأهتم خصيصا بدير القديس أنبا بولا أول السواح وكان خربا مدة تزيد علي المائة سنة فجدده وفتحه وعمره وأعاده إلى أحسن مما كان عليه وجهز له أواني وكتبا وستورا وذخائر ومضي إليه بنفسه وكرسه بيده المقدسة ورسم له قسوسًا وشمامسة ورهبانا في يوم الأحد 19 بشنس سنة 1421 ش. (25 مايو سنة 1705 م.).
وقد زار دير القديس العظيم أنطونيوس أب الرهبان المعروف بالعرب بجبل القلزم أربع دفعات الأولي في شهر كيهك سنة 1395 ش. (1678 م.)

وكان بصحبته رئيس الدير وكاتب القلاية السابق وبعض الرهبان، والثانية في 20 برمودة سنة 1411 ش. ( 1695 م.)
في ختام الصوم المقدس وكان معه القس يوحنا البتول خادم بيعة كنيسة العذراء بحارة الروم والشماس المكرم والأرخن المبجل المعلم جرجس الطوخي أبو منصور والمعلم سليمان الصراف الشنراوي، والثالثة في مسرى سنة 1417 ش. (1701م)،
والرابعة في سنة 1421 ش. (1705 م.) لتكريس دير القديس أنبا بولا.
وفي شهر أبيب المبارك سنة 1417 ش.
وقع اضطهاد علي الشعب الأرثوذكسي بمصر المحروسة في زمن الوالي محمد باشا بسبب وشاية وصلته بأن طائفة النصارى الأقباط أحدثوا مباني جديدة في كنائسهم فعين علي الكنائس أغا من قبله ورجال المعمار وقضاة الشرع للقيام بالكشف علي الكنائس فنزلوا وكشفوا وأثبتوا أن في الكنائس بناء جديدا ولكن عناية الله تعالي لم تتخل عن شعبه بصلوات البابا الطاهر فحنن علي أمته القبطية قلوب جماعة من أمراء مصر وأكابر الدولة وتشفعوا عند الوالي فقرر عليهم غرامة فاجتمع البابا بالسادة الأراخنة المعلم يوحنا أبو مصري والمعلم جرجس أبو منصور والمعلم إبراهيم أبو عوض واتفق الرأي بينهم علي أن يطوف البابا المكرم حارات النصارى ويزور البيوت ويحصل منها ما يمكن تحصيل هذه الغرامة قام السادة الأراخنة بتسديدها لأربابها وحصل فرح عظيم في البيعة المقدسة وفتحت الكنائس ورفرف الهدوء السلام في سائر البيع الطاهرة ولكن البابا تأثر من طوافه علي المنازل فتوجه إلى دير القديس أنطونيوس في 7 مسرى سنة 1417 ش. للترويح عن نفسه.
وفي سنة 1419 ش. اشتاق البابا أن يعمل الميرون المقدس فأجاب الرب طلبته وحرك أنسانا مسيحيا هو الأرخن الكبير المعلم جرجس أبو منصور ناظر كنيستي المعلقة وحارة الروم وكان محبا للفقراء والمساكين، مهتما بمواضع الشهداء والقديسين، وكان مشتركا مع البابا في كل عمل صالح فجهز مع قداسة البابا ما يحتاج إليه عمل الميرون وتم طبخه وكرسه البابا بيده الكريمة في بيعة السيدة العذراء بحارة الروم، واشترك في هذا الاحتفال العظيم الآباء الأساقفة والرهبان والشيوخ؛ لأن الميرون لم يكن قد طبخ منذ مائتين وسبع وأربعين سنة تولي فيها الكرسي ثمانية عشر بطريركًا! وهو أول مَنْ قام ببناء القلاية البطريركية بحارة الروم وخصص لها إيرادات وأوقافًا.
وفي سنة 1425 ش. (سنة 1709 م.) قام هذا البابا بزيارة القدس الشريف ومعه بعض الأساقفة وكثير من القمامصة والقسوس والأراخنة عن طريق البر السلطاني وقد قام بنفقة هذه الزيارة المقدسة الشماس المكرم والأرخن المبجل الشيخ المكين المعلم جرجس أبو منصور الطوخي بعد أن تكفل بنفقة ترميم وصيانة بيعة السيدة العذراء الشهيرة بالمعلقة بمصر.
وكان البابا يفتقد الكنائس ويزور الديارات والبيع كما زار بيعة مار مرقس الإنجيلي بالإسكندرية وطاف الوجهين البحري والقبلي وأديرتهما وكنائسهما وكان يهتم بأحوالهما ويشجعهما ورتب في مدة رئاسته الذخيرة المقدسة في الكنيسة وهي جسد المسيح ودمه لأجل المرضي والمطروحين الذين لا يقدرون علي الحضور إلى الكنائس.
وكان البابا محبوبا من جميع الناس وكانت الطوائف تأتي إليه وتتبارك منه كما كان موضع تكريمهم واحترامهم لأنه كان متواضعًا وديعًا محبًا رحومًا علي المساكين وكان بابه مفتوحًا للزائرين وملجأ للقاصدين والمترددين وكانت جميع أيام رئاسته هادئة وكان الله معه فخلصه من جميع أحزانه وأجاب طلباته وقبل دعواته وعاش في شيخوخة صالحة مرضية.
ولما أكمل سعيه مرض قليلا وتنيَّح بسلام هو وحبيبه الأرخن الكريم جرجس أبو منصور في أسبوع واحد فحزن عليه الجميع وحضر جماعة الأساقفة والكهنة والأراخنة وحملوا جسده بكرامة عظيمة وصلوا عليه ودفنوه في مقبرة البطاركة بكنيسة مرقوريوس أبي سيفين بمصر القديمة في 10 بؤونه سنة 1434 ش. بعد أن جلس علي الكرسي أثنين وأربعين سنة وثلاثة أشهر
صلاته تكون معنا.


معلومات إضافية

في 1676 سيم بطريركا، وكان يدعى أولا إبراهيم بن المغربي من طوخ دلكه منوفية، وترهب بدير الأنبا انطونيوس، وفي أثناء رئاسته قام بافتقاد أبنائه في الوجهين القبلي والبحري، وزار القدس وكان في صحبته رجل من أكابر المسيحيين هو جرجس الطوخي الذي ساعده في عمارة ما تهدم من الكنائس والأديرة وبخاصة دير الأنبا بولا الذي كان قد تخرب عدة مرات فعمره هذا الأب البطريرك وأعاد إليه الرهبان بعد أن ظل خاليا حوالي مائة سنة، وبنى دار البطريركية بحارة الروم، وأرسل رجلا من أفاضل المسيحيين وهو المعلم لطف الله إلى السلطان لرفع الجزية عن حارة الروم، كما كرَّس الميرون المقدس سنه 1419 ش.

وقد حلت في أيامه بالكنيسة الكثير من الكوارث فاحتملها في صبر، وتنيَّح بسلام في سنه 1718 بعد أن ظل في الكرسي حوالي 42 سنه.



علاقته بالكاثوليك:

زار مصر في عهده قنصل فرنسى سنه 1692 اسمه (مولييه) وكتب كتابا عنها ذكر فيه عن الأقباط "أنهم أقل جهلا وغشومة، ولكنهم منشئون بما يحسبه غيرهم هرطقة" وقال أيضًا "إن المسلمين الذين -مع ما كانوا عليه من المهارة والجدارة- لم يستطيعوا أن يخدموا إليهم واحدًا منهم، رغما عن طول بقائهم بينهم وعمل كل ما في وسعهم لإقناعهم".

"وأنه إذ لم يقو المرسلون على اجتذاب القبط إليهم بالإقناع دبروا حيلة أخرى، فصاروا يوزعون صدقات نقدية على من يحضر منهم إلى كنيستهم، فالتجأ إليهم جمع من الفقراء. (أنظر ستجد الكثير عن سير الآباء البطاركه هنا فى منتدى أم السمائيين والأرضيين). ولما استبدل رئيس الدير بغيره ألغى التصديق بهذه الكيفية ولذلك لم يعد من الفقراء من يقترب من كنيسة الإفرنج".

ومما رواه هذا القنصل عن شده تمسك الأقباط بعقيدتهم هو أن لويس الرابع عشر ملك فرنسا طلب منه أن ينتخب ثلاثة شبان من الأقباط الأذكياء من عائلات طيبة ويرسلهم إلى فرنسا ليتعلموا على نفقة الحكومة الفرنسية، فلم يرض أغنياء الأقباط أو فقراؤهم أن يسلموا أولادهم خوفا من أن يغيروا معتقدهم، وكان المرسلون اللاتين قد فتحوا مدارس لتعليم الشباب القبطي، فبمجرد إشاعة الخبر منع الأقباط أولادهم منها، فأصبحت خاوية، ولم يبق مع الكاثوليك سوى عدد قليل، وهم الذين أخذوهم من والديهم وهم أطفال من أولاد الفقراء وربوهم منذ نشأتهم على المعتقد الكاثوليكي، غير أن هذه الطريقة التي عمدوا إليها لم تنجح أيضًا، فإن كثيرين من أولاد الأقباط الذين علموهم في رومية عندما عادوا إلى أوطانهم شق عليهم ترك عقيدتهم الأصلية فعادوا إليها مرة أخرى.

فضلا عن ذلك فإنه لما أدرك الأقباط أن المرسلين الكاثوليك لا يأخذون أولادهم إشفاقا عليهم، وإنما ليلقنوهم المعتقد الكاثوليكي، فامتنعوا عن تقديم أولادهم لهم حتى الفقراء منهم "وحتى الذين كانوا جوعى وكنا نعطيهم طعاما، امتنعوا عن المجيء إلينا خوفا على عقيدتهم".

وكان بعض الأقباط التابعين لأسقف روما قد غشوه بأن بطريرك الأقباط أظهر رضاه عن مدراس الإيطاليين وأنه أمر أبناء رعيته بتعليم أولادهم فيها، فلما اطلع مواليه على الحقيقة أفهمه بأن البطريرك لم يكن يعترف بأعماله ولا بوجود المرسلين الإيطاليين بل كان يفترض عدم وجودهم بالمرة في البلاد.

ولما رأى الكاثوليك فشل مساعيهم في مصر تحولوا إلى الحبشة مرة أخرى، فبعد أن أرسلوا ثلاث إرساليات أخرى سنه 1706، أرسلوا بإيعاز من الملك لويس 19 ملك فرنسا طبيبا إلى الحبشة يدعى (دى رول) ليدبر بحسن سياسته مع ملكها تمهيد الطريق لليسوعيين لقبولهم فيها وكان معه ترجمان سورى يسمى "إلياس"، فلما وصلا إلى ستار قبض عليهما حاكمها وحجز عنده الطبيب وأطلق الترجمان كي يذهب إلى الملك ويطلب منه السماح بدخولها إلى الحبشة فرد عليه الملك أنه يسمح لهما إذا كانوا سياحا أما غير ذلك فلا، فلما رأى ملك سنار رد الملك قام بقتل اليسوعي.


ولربنا المجد دائما ابديا امين .




تابع تاريخ الأباء البطاركة فيما بعد









التوقيع

آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 01-28-2013 في 09:21 AM.
رد مع اقتباس
قديم 02-05-2013, 12:30 PM   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ملاك حمايه جرجس
 

 

 
6011 تابع تاريخ الأباء بطاركة الاسكندريه





الأباء بطاركة القرن الثامن عشــر




البابا بطرس السادس
البطريرك الـ 104
( 1718 - 1726م )

الوطن الأصلي له : ناحية أسيوط
الأسم قبل البطريركية : مرجان
الدير المتخرج منه : دير أنبا أنطونيوس
تاريخ التقدمة : 17 مسرى 1434 للشهداء - 21 أغسطس 1718 للميلاد
تاريخ النياحة : 26 برمهات 1442 للشهداء - 2 أبريل 1726 للميلاد

مدة الأقامة على الكرسي : 7 سنوات و 7 أشهر و 11 يوما

مدة خلو الكرسي : 9 أشهر و 11 يوما

محل أقامة البطريرك مدة الرئاسة : حارة الروم
محل الدفن : أبو سيفين بمصر
الملوك المعاصرون : أحمد الثالث


+ بعرف باسم بطرس الأسيوطى إذ أنه من أسيوط.
+ ترهب بدير الأنبا أنطونيوس بالصحراء الشرقية ... رسم قساً لتقواه وورعه وعلمه وروحانيته.
+ اختاروه بطريركاً - بعد قرعة هيكلية - ورسموه بطريركاً فى 17 مسرى سنة 1434 ش.
+ كانت أيامه كلها هدوء وسلام.
+ كان يعمل على تنفيذ القوانين الكنسية فأبطل الطلاق لأي سبب.
+ رعى شعب المسيح أحسن رعاية ، ولما أكمل سعيه مرض قليلاً وتنيح فى 26 برمهات
سنة 1442 ش. وأقام على الكرسى المرقسى مدة سبع سنين و7 أشهر و11 يوماً.
صلاته تكون معنا آمين.


السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
نياحة البابا بطرس السادس الـ 104
(26 برمهات)

في مثل هذا اليوم تعيد الكنيسة تذكار نياحة البابا بطرس السادس البطريرك 104 في سنة 1442 ش. (2 أبريل سنة 1726 م.)
وكان هذا الأب الطوباوى والملاك الروحانى ابنا لأبوين مسيحيين طاهرين من المدينة المحبة لله أسيوط. فربياه أحسن تربية وثقفاه بالعلوم والآداب الكنسية حتى برع فيها. وكان اسمه مرجان ولكنه اشتهر باسم بطرس الاسيوطى فيما بعد.
وكانت نعمة الله حالة عليه من صغره فلما بلغ أشده زهد العالم وكل ما فيه واشتاق إلى سيرة الرهبنة. فمضى إلى دير القديس العظيم أنطونيوس بالعربة فمكث فيه وترهب ولبس الزي الرهباني وأجهد نفسه في العبادة ولما نجح في الفضيلة والحياة النسكية والطهارة والتواضع اختاره الآباء الرهبان قسا. فأخذوه رغم إرادته وقاموا به إلى مصر ورسم قسا علي دير القديس العظيم أنبا بولا أول السواح. هو وكهنة آخرون من يد البابا يؤنس الطوخي البطريرك (103) في بيعة السيدة العذراء بحارة الروم فزاد في الفضيلة وشاع ذكره بين الناس.
ولما تنيَّح البابا يؤنس المذكور وخلا الكرسي بعده مدة شهرين وستة أيام لبثوا يبحثون عمن يصلح لهذه الرتبة الجليلة فاختاروا بعض الكهنة والرهبان وكتبوا أسماءهم في وريقات وضعوها علي المذبح وأقاموا القداس. وفي ثالث يوم وقعت القرعة على هذا الأب بعد الطلبة والتضرع إلى الله أن يقيم لهم المختار من عنده. فتحققوا بذلك أنه مختار من الله. ورسم بطريركا علي الكرسي المرقسى في يوم الأحد 17 مسرى سنة 1434 ش. (21 أغسطس سنة 1718 م.) في بيعة القديس مرقوريوس أبى سيفين بمصر القديمة وكان فرح عظيم بإقامته. وحضر رسامته الشعب المسيحي وبعض من الإفرنج والروم والأرمن وطائفة من العسكر.
ثم بعد ذلك مضى إلى بلاد الوجه البحري وافتقد الكنائس ووصل الإسكندرية لزيارة بيعة مار مرقس الإنجيلي لها في 11 برمودة سنة 1438 ش. واهتم هناك بإصلاحات معمارية داخل الكنيسة وقبل الرأس المقدسة الطاهرة. ولما أراد الرجوع علم أن جماعة بالإسكندرية تكلموا علي الرأس المقدسة فأخفاها في الدير من ذلك الوقت. ثم قدم قنديلًا من الفضة هدية وأسرجه علي قبر البشير. كما أحاطه بحجاب له طاقات تطل علي الداخل ومضى إلى الوجهين البحري والقبلي وفرح به أهل كوره مصر.
وفي أيام هذا البابا حضر جماعة من الكهنة والشمامسة من قبل سلطان أثيوبيا ومعهم هدايا فاخرة مع مرسوم من الملك يطلب مطرانا فتشاور في الأمر مع المعلم لطف الله أبو يوسف كبير الأراخنة في القاهرة وباقي أراخنة الشعب علي أبينا المكرم خرستوذلو أسقف القدس الشريف فأمسكوه ورسموه مطرانًا لأنه كان خبيرًا كاملًا ومعلمًا عالمًا وحبرًا فاضلًا فمضوا به فرحين مسرورين. ودعى خرستوذلو الثالث وتولى هذه الابرشية من سنة 1720 م. إلى 1742 م. ورسم الأنبا أثناسيوس أسقفًا علي أورشليم وقد شيدت في مدة رئاسة هذا البابا كنائس كثيرة وكرست بيده المباركة ومن بينها كنيسة دير العدوية علي البحر جهة المعادى التي جددها المعلم مرقورة الشهير بديك أبيض وكنيسة الملاك ميخائيل القبلي بجهة بابلون وكنيسة مارمينا العجايبى بفم الخليج بمصر عمرهما الثرى الشهير والارخن الكبير المعلم لطف الله يوسف من جيبه الخاص. ( أنظر ستجد الكثير عن تاريخ الآباء البطاركة الأقباط هنا فى منتدى أم السمائيين والأرضيين).وبسبب هذا التجديد غرمه الوزير أربعين كيسا من المال دفعها له من ماله كما قام هذا المحسن الكريم أثناء نظارته علي دير القديس أنطونيوس ببناء كنيسة آبائنا الرسل وكرسها مع كنيسة أنبا مرقس بالدير المذكور لأنه كان مملوءا غيرة واهتماما بشئون أمته وكنيسته القبطية وقام أيضا بتحمل مصاريف حفلة إقامة تنصيب البطريرك علي نفقته الخاصة.
وانقضت أياما هذا البابا في هدوء واطمئنان وكان يعمل علي تنفيذ القوانين الكنسية فأبطل الطلاق لأي سبب ومضى لهذا الغرض إلى الوالي ابن ايواز وباحث علماء الإسلام فكتبوا له فتاوى وفرمانا من الوزير بأن عدم الطلاق لا يسرى إلا علي الدين المسيحي دون غيره وأنه ليس لأحد أن يعارضه في أحكامه فأمر الكهنة أن لا يعقدوا زواجا إلا علي يده في قلايته بعدما اعترضه رجل ابن قسيس كان طلق امرأته وتزوج غيرها بدون علمه فأمر بإحضاره فيفصل بينهما فأبى ولم يحضر فحرمه هو وزوجته وأبيه القمص فمات هذا الرجل بعد أن تهرأ فمه وذاب لسانه وسقطت أسنانه. أما أباه فاستغفر وأخذ الحل من البابا ومات.
رعى هذا البابا رعية المسيح رعاية صالحة. ولما أكمل سعيه مرض قليلا وتنيَّح في يوم 26 برمهات سنة 1442 ش. في الصوم الكبير ووضع جسده في مقبرة الآباء البطاركة ببيعة مرقوريوس أبى سيفين بمصر القديمة. وأقام علي الكرسي مدة 7 سنين و7 أشهر و11 يوما. وكان عمره ستة وأربعين سنة تقريبا وعاصر السلطان احمد الثالث العثماني وخلا الكرسي بعده تسعة أشهر وأحد عشر يومًا.
وفي سنة نياحة هذا البابا وقع وباء الطاعون في البلاد مع قحط شديد وتنيَّح قسوس كثيرون وأساقفة ووقع الموت علي الناس من الإسكندرية إلى أسوان واضطر الناس إلى ترك الزرع حتى صاروا يدفنون في الحصر من قلة الأكفان. وفي تلك السنة تلفت زراعة القمح في وادي النيل ولم يسد حاجة البلاد ووقع القحط والغلاء. لطف الله بعباده ونفعنا ببركات وصلوات المثلث الرحمة البابا البطريرك بطرس الأسيوطي.

صلاته تكون معنا آمين.

معلومات إضافية عنه


سيم بطريركا في 17 مسرى 1434 / 1718 م. وكان أول أمره يدعى مرجان وكان من أسيوط وكان قسا على دير الأنبا بولا، وكان ذا سمعه طيبة وخادما أمينًا، على علم بما كان يدور في البلاد نظرا لأنه كان كثير الطواف فيها، ولما سيم بطريركا حافظ على شعبة محذرًا إياهم مما يخالف الدين في خصوص الزواج والطلاق، حيث بدأت تظهر ظاهرة الطلاق بين المسيحيين.

واستمر على كرسيه سبع سنين وستة أشهر وأيام حيث تنيَّح في26 برمهات 1442 – 1726 م.


صلاته تكون معنا آمين.
ولربنا المجد دائما أبديا أمين







البابا يوأنس السابع عشر

البطريرك الـ 105
( 1727 - 1745م)

الموطن الأصلي له : ملوي
الأسم قبل البطريركية : عبد السيد
الدير المتخرج منه : دير أنبا أنطونيوس - أنبا بولا
تاريخ التقدمة : 6 طوبه 1443 للشهداء - 12 يناير 1727 للميلاد
تاريخ النياحة : 13 برموده 1461 للشهداء - 20 أبريل 1745 للميلاد

مدة الأقامة على الكرسي : 18 سنة و 3 أشهر و 8 أيام

مدة خلو الكرسي : شهرا واحدا و 10 أيام

محل أقامة البطريرك مدة الرئاسة : حارة الروم

محل الدفن : أبو سيفين بمصر
الملوك المعاصرون : أحمد الثالث و محمود الأول

+ ترهب بدير الأنبا أنطونيوس بالصحراء الشرقية ثم انتقل منه إلى دير الأنبا بولا.
+ اختاره الآباء الرهبان ليكون قسيساً لهم على الدير.
+ ولما خلا الكرسى المرقسى ، قدموا هذا الأب - وبعد القرعه الهيكلية - رسموه بطريركاً
فى 6 طوبه سنة 1443 ش.
+ اهتم بتشييد الكنائس والأديرة وترميمها وتكريسها.
+ وقد عمر هذا البابا طويلاً ، وعاش فى شيخوخة صالحة راعياً شعبه الرعاية الحسنة.
+ ولما أكمل سعيه تنيح بسلام فى اليوم الثالث عشر من شهر برموده سنة 1461 ش بعد أن
جلس على الكرسى ثمانية عشرة سنة وثلاثة أشهر وثمانية أيام.
صلاته تكون معنا آمين.



السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
نياحة أنبا يوأنس بابا الإسكندرية الـ105
(13 برمودة)


في مثل هذا اليوم تنيَّح البابا الفاضل والحبر الكامل والحكيم العاقل البابا يوأنس السابع عشر البطريرك (105) من بطاركة الكرسي الإسكندري. وكان والدا هذا الأب مسيحيين تقيين من أهل ملوي في الصعيد فلما أتم السنة الخامسة والعشرين من عمره زهد العالم الزائل ومضي إلى دير القديس أنطونيوس وترهب هناك وكان اسمه عبد السيد وأنتقل منه إلى دير القديس الأنبا بولا بعد تعميره فأجهد نفسه في العبادة وانكب علي تثقيف نفسه فتعلم القراءة والكتابة لأنه لم يكن يعرفهما من قبل وتبحر بعد ذلك في دراسة الكتب المقدسة وبعد أن أجهد نفسه في الفضيلة والنسك وتزود بعلوم الكنيسة وكتبها اختاره الآباء الرهبان ليكون قسيسا لهم علي دير أنبا بولا فرسمه البابا يوأنس البطريرك (103) مع زميله مرجان الأسيوطي الذي صار فيما بعد البابا بطرس السادس البطريرك (104) الذي قبله ولما تنيَّح البابا بطرس السادس البطريرك (104) تشاور الآباء الأساقفة والكهنة والأراخنة في من يصلح للبطريركية ووقع اختيارهم علي تقديم هذا الأب فأحضروه من الدير إلى مصر وعملوا قرعة هيكلية - كما جرت العادة - وبعد القداسات التي أقيمت لمدة ثلاثة أيام تمت القرعة فسحب اسمه فرسم بطريركا في كنيسة الشهيد مرقوريوس أبي سيفين بمصر القديمة في يوم الأحد 6 طوبة سنة 1443 ش. (12 يناير سنة 1727 م.) وبعد رسامته وقبل قراءة الإنجيل فتحوا باب مقبرة الآباء البطاركة ليأخذ -كالعادة- الصليب والعكاز من المتنيَّح سلفه فلما نزل المقبرة وأخذ الصليب, طقطق العظم في المقبرة في وجهه ففزع لوقته وأمر بإبطال هذه العادة قائلا: أن الصلبان أو العكاكيز كثيرة ثم أبطل هذا التقليد. وكان الغرض منه أن يتعظ الخلف من مصير السلف حتى لا يغتر بالمركز ويتكبر فتكون رؤيته لمصير سلفه عظة وعبرة دائمة أمامه ولبث البابا بعد رسامته مقيما أسبوعا في مصر القديمة وبعدها توجه إلى القلاية البطريركية بحارة الروم.
وأهتم هذا البابا بتشييد الكنائس والأديرة وترميمها وتكريسها فتم في مدة رئاسته تشييد كنيسة حسنة بدير القديس العظيم أنبا بولا أول السواح بجبل نصر. وكرسها بنفسه وكان في صحبته الأنبا ابرام أسقف البهنسا. وجماعة من الأراخنة. وعلي رأسهم الأرخن جرجس السروجي الذي قام بنفقات هذه الكنيسة وبعد هذا قام البابا ببناء كنيسة مقدسة ومائدة ومبان مختلفة بدير القديس الجليل أنبا أنطونيوس أبي الرهبان وكرسها أيضا بيده الكريمة، ورسم هناك قمامصة وقسوسا وشمامسة وقام كذلك بالصرف علي هذه العمارات الأرخن المكرم جرجس السروجي وفي السنة التاسعة من رئاسته أي في سنة 1451 ش. وردت الأوامر السلطانية بزيادة الضرائب في أرض مصر علي النصارى واليهود ثلاثة أضعاف مقدارها فكانت ضرائب الطبقة العالية أربعة دنانير والمتوسطة دينارين والأخيرة دينارا واحدا ثم زيدت بعد ذلك وفرضت علي فئة القسوس والرهبان والأطفال والفقراء والمتسولين ولم يستثنوا منها أحدا وكان الملتزمون بتحصيلها يحصرون سنويا من قبل السلطان فكانت أيامه شدة وحزن علي أرباب الحرف والفقراء.
وحدث في أيامه غلاء عظيم أعقبه زلزال كبير بمصر أستمر في نصف الليل مقدار ساعة حتى تزعزعت أساسات الأرض وتهدمت المنازل وارتجف الناس ثم رحم الله شعبه ورفع عنهم هذه الشدائد المرة.
ولما تنيَّح الأنبا خريستوذلو الثالث والثاني بعد المائة من مطارنة كرسي أثيوبيا في سنة 1742 م. حضر إليه في السنة السابعة عشرة من رئاسته أي في سنة 1460 ش. (1744 م.) جماعة من أثيوبيا يطلبون لهم مطرانا فرسم لهم الراهب يوحنا أحد قسوس دير أبينا العظيم أنبا أنطونيوس ودعاه يوأنس الرابع عشر في الاسم وعادوا به فرحين.
وقد عمر هذا البابا طويلا وعاش في شيخوخة صالحة راعيا شعبه الرعاية الحسنة ولما أكمل سعيه مرض قليلا وتنيَّح بسلام في يوم أثنين البصخة 13 برمودة سنة 1461 ش. (20 أبريل سنة 1745 م.) بعد أن جلس علي الكرسي ثماني عشرة سنة وثلاثة أشهر وثمانية أيام ودفن بمقبرة الآباء البطاركة بكنيسة مرقوريوس أبي سيفين بمصر القديمة وقد كان معاصرا للسلطان أحمد الثالث والسلطان محمود الأول وخلا الكرسي بعده مدة شهر وأحد عشر يومًا. نفعنا الله ببركاته,



صلاته تكون معنا آمين.

معلومات إضافية عنه


كان اسمه عبد السيد – من ملوي، ترهب في دير الأنبا بولا وسيم بطريركا في 6 طوبة 1443 س / 1727 م.، وفي عهده منع عادة استلام الصليب من يد السلف الميت لأنه فزع منه، وفي أثناء بطريركيته بنى كنيستين إحداهما في دير الأنبا انطونيوس والأخرى في دير الأنبا بولا.

- وفي سنه 1743 أرسل إمبراطور الحبشة وفدًا إلى هذا البابا ليرسم لهم مطرانا عقب وفاة المطران خريستوزولوس مطران الحبشة، وكان الوفد مؤلفا من ثلاثة أشخاص، أحدهما قبطي وكان يدعى جرجس والآخران حبشيان اسم أحدهما تاوضروس والآخر ليكانيوس، ولما وصلوا إلى مصوع قبض حاكمها عليهم، وسلب منهم نصف النقود التي كانت معهم، وأكرههم على الإسلام، فاختفي القبطي، واعتنق الإسلام ليكانيوس، أما تاوضروس فرشا بالمال الذي كان معه الحراس وفر إلى القاهرة، وطلب من البطريرك رسامة مطران لبلاده فأجيب إلى طلبة ورسم له البطريرك مطرانا سنه 1745 وعاد به إلى الحبشة، إلا أنه وهو في طريق عودته صادف في مصوع ما صادفهم أول مرة، وألقيا في السجن، غير أن تاوضروس تمكن بحيلة أن يسهل إخراج المطران سرا ليفر إلى الحبشة ويرسل إليه مالا دفعه ليخلى سبيله.

- اشتد الكرب على الأقباط في عهده فقد زيدت الجزية، بل فرضت على من كانوا يعفون، منها فكان يدفع عن الرهبان والكهنة والصبيان والفقراء.

- في أيامه أيضًا تمكن المرسلون الكاثوليك من أن يصطادوا في الماء العكر وينتهزوا هذا الكرب ويدخلوا البلاد ويجعلوا لهم مراكز في جنوب البلاد في المنيا وأسيوط وأبو تيج وصدفا وأخميم وجرجا والأقصر وأسوان وفي دير النوبة أيضًا، وفي عام 1731 أرسل البابا كلمنت الثاني عشر بابا روما يحض رؤساء إرسالياته هذه على بذل أقصى جهودهم في إرسال أبناء الأقباط ليتعلموا في روما ليعودوا إكليريكيين كاثوليك، إلا أنهم فشلوا في ذلك حتى بعد أن لجأوا إلى أساليب التهديد والانضمام إلى الولاة ضد الأقباط!!

- وإزاء هذا الفشل أرسل بابا روما صراحة وفي تبجح إلى الأب البطريرك يوحنا على يد الكاردينال بلوجا –أحد المرسلين الكاثوليك– يطلب منه أن يقبل هو وكنيسته الخضوع لسلطانه، ولكن هذه الدعوة رفضت بالطبع.

- وفي عهد بابا روما التالي وهو بندكت 14 انكسر وجود اتحاد بين كنيسة الأقباط وبين الكنيسة الكاثوليكية، وأقفل باب الدعوة لهذا بالشكل الودي، ولجأ إلى أسلوب آخر، فقد كان بمدينة القديس قس قبطي كاثوليكي اسمه القس أثناسيوس، فرسمه مطرانا في 1741 على مصر، إلا انه خشي المجيء إليها لتربص الأقباط به فظل في أورشليم، وكان له نائب في مصر هو القس يسطس المراغى، وكان يوجد أيامها شاب قبطي اسمه روفائيل الطوخى من جرجا أخذه الكاثوليك بالقوة وهو صغير، وأرسلوه ليدرس اللاهوت في روما، وبعد إتمام دراسته عينه الأسقف الكاثوليكي أسقفا على الفيوم ثم استدعاه إليه ثانية ليساعده في تأليف كتب باللغة القبطية وتصحيح كتب الطقوس الكنسية.

وفي السنوات الأخيرة من القرن الثامن عشر تمكن الكاثوليك من استمالة أسقف جرجا القبطي إلى مذهبهم، ولما مال إليهم حرم من الكنيسة القبطية، بل ونقم المسلمون عليه أيضًا فهرب إلى روما حيث ظل بها إلى أن مات في سنه 1807.

كان من نتيجة الغزو الكاثوليكي الهمجي على الأقباط، وانضمام بعض الأقباط إليهم أن نشأ نشوز بين أفراد العائلات وظهرت الانقسامات بسبب الشركات والأموال والزواج واشتكى كبار الكتاب لمخدوميهم منالأمراء، من سوء تصرفات الكهنة الكاثوليك وتعديهم على حقوق بطريركهم، فعقد لذلك مجلس بحضورهم وحضور البطريرك القبطي وقسيس الكاثوليك بالمحكمة الشرعية الكبرى، وبعد سماع أقوال المشتكين واحتجاج المشتكي عليهم، تقرر التصريح لبطريرك الأقباط باستعمال السلطة الدينية على أبناء ملته، والتصرف فيهم بما توجبه قوانينه المرعية، وعدم التعرض له، أو التعدي على حقوقه، وتحررت بناء على ذلك حجة من المحكمة وسلمت ليد البطريرك.
وقد نشر المندوب الكاثوليكي البابوي بمصر رسالة على جماعة الكاثوليك الذين كانوا كلهم في الوجه القبلي، وذلك تنفيذًا للمعاهدة التي تمت بينه وبين البطريرك القبطي سنه 1794 عند معتمد دولة النمسا، وفيها يوص الأقباط الذي دخلوا الكاثوليكية بمدن: جرجا - أخميم - فرشوط - نقادة، بذلك الاتفاق الذي عقد بينه بصفته رئيس عام رهبان المرسلين الكاثوليك والخواجة كركور وشتى قنصل النمسا والأب اكليندس رئيس عام سابق، وبين البطريرك أنبا يؤانس والمعلم إبراهيم الجوهري والمعلم جرجس أخيه رؤساء طائفة الأقباط بمصر، وكان الاتفاق على ما يأتي:
أولا:المتزوجون من الفريقين لهم حرية الصلاة في أية كنيسة أرادوها: قبطية كانت أم كاثوليكية.
ثانيا: من الآن فصاعدا لا ينبغي أن يتزوج الأقباط من الكاثوليك ولا الكاثوليك من الأقباط.
ثالثا: لا يدخل قسوس الكاثوليك بيوت الأرثوذكس ليكرزوا لهم ولا قسوس الأرثوذكس بيوت الكاثوليك.
رابعا: لا ينبغى أن يحدد لأحد كنيسة معينة يصلي بها، بل يترك لكل واحد حق اختيار الكنيسة التي يحب أن يصلى فيها.
خامسا: لا يصح فيما بعد إذا حدث خلاف أن يرفع الأمر إلى رجال الحكومة بل إلى الرؤساء من الكنيستين، ولهم حق مقاطعة المعتدى.
ولما بلغ السلطان العثماني أن الإرساليات الكاثوليكية وهى بالطبع أجنبية في نظرة بدأت ترسخ أقدامها في البلاد ، خشي امتداد سطوة الأجانب في بلاده،( أنظر ستجد الكثير عن تاريخ الآباء البطاركة الأقباط هنا فى منتدى أم السمائيين والأرضيين). فأرسل إلى بطريرك الكنيسة اليونانية، وطلب منه أن يحذر جميع أفراد رعيته من دخول الكنائس الكاثوليكية وكان معظم الذين اعتنقوا المذهب الكاثوليكي من السوريين الذين أرادوا أن يحتموا بهذا المذهب من تعدى المسلمين عليهم، وسن السلطان غرامة ألف كيس على الذين يذهبون لمعابد المرسلين اليسوعيين، فجمع السوريون هذا المبلغ وسلموه للسلطان وفيما بعد قبضأحد أمراء المماليك على أربعة من المرسلين الكاثوليك، ولم يفرج عنهم إلا بعد أن دفعوا غرامه كبيرة.

وهكذا عانت الكنيسة في أيام هذا البطريرك الكثير من هؤلاء الكاثوليك إلى أن تنيَّح في 1745

صلاته تكون معنا آمين.

ولربنا المجد دائما أبديا أمين




تابع فيما بعد عن تاريخ الأباء الأجلاء بطاركة الأسكندريه








التوقيع

آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 02-05-2013 في 12:47 PM.
رد مع اقتباس
قديم 06-16-2013, 12:06 PM   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ملاك حمايه جرجس
 

 

 
6011 تابع تاريخ الاباء بطاركة الاسكندرية







البابا مرقس السابع

البطريرك الـ 106
( 1745 - 1769م)


الوطن الأصلي : قوصنا
الأسم قبل البطريركية : سمعان
الدير المتخرج منه : دير أنبا أنطونيوس
تاريخ التقدمة : 24 بشنس 1461 للشهداء - 30 مايو 1745 للميلاد
تاريخ النياحة : 12 بشنس 1485 للشهداء - 18 مايو 1769 للميلاد
مدة الأقامة على الكرسي : 23 سنة و 11 شهرا و 18 يوما
مدة خلو الكرسي : 5 أشهر و 5 أيام
محل أقامة البطريرك مدة الرئاسة : حارة الروم

محل الدفن : أيو سيفين بمصر
الملوك المعاصرون : محمود الأول و عثمان الثالث و مصطفى الثالث

+ رسم بطريركاً فى الرابع والعشرين من شهر بشنس سنة 1461 ش.

+ كان هذا البابا رحوماً باراً شجى الصوت فصيح اللسان.
+ قاسى شدائد كثيرة وأهوالاً عظيمة ، أحياناً من المخالفين وأخري من شعبه.
+ ولما أكمل سعيه المبارك تنيح بسلام فى اليوم الثانى عشر من شهر بشنس سنة 1485 ش ،
بعد أن أقام على الكرسى المرقسى مدة 23 سنة و11 شهراً و18 يوما.
صلاته تكون معنا آمين.


السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
تذكار نياحة البابا مرقس السابع البطريرك (106) (12 بشنس)

تعيد الكنيسة في هذا اليوم من سنة 1485 ش. (18 مايو سنة 1769م) بتذكار نياحة البابا مرقص السابع البطريرك (106). وكان هذا البابا من ناحية قلوصنا من أعمال أبرشية البهنسا وكان اسمه سمعان وذهب أولا إلى دير أنبا أنطونيوس وهو شاب صغير السن وأقام فيه مدة وكان يتردد علي ديري أنبا أنطونيوس وأنبا بولا ولبس زي الرهبنة ورسم كاهنا بدير أنبا بولا بجبل نمرا. ولما تنيَّح البابا يوأنس السابع عشر البطريرك (105) وقع الاختيار عليه ليخلفه علي الكرسي البطريركي فأحضروه من ديره ورسموه بطريركا في يوم الأحد الرابع والعشرين من شهر بشنس سنة 1461 ش. (30 مايو سنة 1745 م.) تذكار دخول المسيح أرض مصر وكان هذا البابا رحوما شجي الصوت فصيح اللسان وبعد سنتين من رئاسته حصلت فتنة عظيمة بين العسكر في مصر قتل فيها كثير من الأمراء وهرب البعض منهم إلى الصعيد ثم هاجروا إلى الحجاز وأزال الله عنهم هذا الشدة بعد أن ظلت قائمة مدة من الزمن.
وقد قاسي هذا البابا في تلك الأيام شدائد وأهوالا كثيرة أحيانا من المخالفين وأخري من الشعب
وقد قام هذا البابا برسامة الأنبا بطرس مطرانا علي الوجه القبلي ليرعى قطيعه خوفا عليهم من الذئاب الخاطفة. وفي آخر أيامه تنيَّح الأنبا يوأنس الرابع عشر مطران كرسي أثيوبيا الثالث بعد المائة من مطارنة أثيوبيا وحضرت إليه بعثة من ملك أثيوبيا لرسامة مطران فرسم لهم قبل نياحته بستة اشهر الأنبا يوساب الرابع ولم يبرح القطر المصري إلا بعد نياحة البابا البطريرك
وقد عاجلته المنية عندما كان مقيما بكنيسة السيدة العذراء بدير العدوية جهة المعادي بضواحي مصر وقبيل صعود روحه الطاهرة رأي الأبوين العظيمين أنطونيوس وبولا حاضرين في الساعة الثانية من نهار الخميس المبارك وكانت الكنيسة تحتفل فيه بتذكار عيد القديسة الطاهرة الشهيدة دميانة وتذكار رئيس الملائكة ميخائيل وتذكار نياحة القديس العظيم يوحنا ذهبي الفم وبعد نياحته مباشرة نقلوه في مركب وأحضروا جسده الطاهر إلى دير البطل العظيم مار جرجس ووضعوه بدير الراهبات تحت المقصورة. وفي يوم الجمعة 13 بشنس حضر من المطارنة الأنبا يوساب مطران كرسي أثيوبيا والأنبا بطرس مطران الصعيد وجميع القمامصة والقسوس والشمامسة وسائر الأراخنة وغسلوا وجه البابا المتنيَّح ويديه ورجليه بماء الورد والحنوط الثمينة وألبسوه ملابسه الكهنوتية ووضعوه في تابوت وحملوه وأمامه الكهنة بالمجامر والشموع والرايات والنواقيس إلى أن وصلوا به إلى كنيسة مرقوريوس أبي سيفين حيث صلوا عليه بما يليق بكرامته ودفنوه بمقبرة الأباء المباركة. وقد أقام علي الكرسي البطريركي مدة 23 سنة و11 شهرا و18 يوما وعاصر من السلاطين محمود الأول وعثمان الثالث ومصطفي الثالث وخلا الكرسي بعده خمسة أشهر وخمسة أيام.

صلاته تكون معنا. آمين


معلومات إضافية

سيم بطريركا في 1745 وكان أصلًا اسمه سمعان من بلدة قلوصنا مركز سمالوط المنيا ترهب في دير الأنبا بولا، تميز بطلاقة لسانه وحسن صوته وسيرته الحميدة، وظل بطريركا 24 سنه حيث تنيَّح في عام 1769 بدير السيدة العذراء بالعدوية ودفن بحارة البطريرك بآبي سيفين.

ولربنا المجد دائما أبديا أمين






البابا يوأنس السابع عشــر
البطريرك الـ 107
( 1769 - 1796م)

الوطن الأصلي : الفيوم
الأسم قبل البطريركية : يوسف
الدير المتخرج منه : د ير أنبا أنطونيوس
تاريخ التقدمة :
15 بابه 1486 للشهداء - 23 أكتوبر 1769 للميلاد
تاريخ النياحة : 2 بؤونه 1512 للشهداء - 7 يونيو 1796 للميلاد
مدة الأقامة على الكرسي : 26 سنة و 7 أشهر و 14 يوما
مدة خلو الكرسي : 3 أشهر و 26 يوما
محل أقامة البطريرك مدة الرئاسة : حارة الروم
محل الدفن : أبو سيفين بمصر
الملوك المعاصرون : مصطفى الثالث و على بك الكبير و مراد بك أبو الذهب

+
كان من أهالى الفيوم ، وترهب بدير الأنبا أنطونيوس بجبل العربة.
+ لما خلا الكرسى المرقسى ، رسموه بطريركاً فى 15 بابه سنة 1486 ش.
+ نالت البابا فى مدة رئاسته شدائد وضيقات كثيرة من حكام البلاد والولاة العثمانيين وقام
القائد التركى بمصادرة الخزينة البطريركية وأخذ أموالها. الأمر الذى اضطر البابا أن يختفى من
ظلم هؤلاء الحكام.
+ قام بعمل الميرون المقدس.
+ أقام على الكرسى المرقسى 26 سنة و7 أشهر و16 يوماً ، وتنيح بسلام فى اليوم الثانى
من شهر بؤونه سنة 1512 ش.
صلاته تكون معنا آمين.





السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
نياحة البابا يوأنس الثامن عشر البطريرك (107) (2 بؤونة)
في مثل هذا اليوم تعيد الكنيسة بتذكار البابا يوأنس الثامن عشر البطريرك (107). وكان من أهالي الفيوم وكان يدعي أولا باسم يوسف وترهبن بدير القديس العظيم الأنبا أنطونيوس بجبل العربة فلما تنيَّح البابا مرقس السابع سلفه أجمع رأي الأساقفة والكهنة وأراخنة الشعب علي اختياره بطريركا فأحضروه ورسموه بطريركا في كنيسة القديس مرقوريوس أبي سيفين بمصر القديمة في يوم الأحد المبارك 15 بابه سنة 1486 ش. (23 أكتوبر سنة 1769 م.) ودعي باسم يوأنس الثامن عشر البطريرك (107). وفي أيامه سعي بابا روميه لاجتذاب الكنائس الشرقية وخاصة كنيسة مصر الأرثوذكسية إلى المذهب الكاثوليكي وقام بنشر كتاب أعمال مجمع خلقيدونية ووزعوه علي جميع البلاد الشرقية فكان ذلك سببا في انشقاق الكنيسة ورفض الاعتراف بأمانته البابا القديس ديسقورس البطريرك (25). ثم أرسل بابا رومية مندوبا من قبله للبابا يوأنس يحمل رسالة يدعوه فيها إلى الاتحاد معه فسلم البابا هذه الرسالة إلى الأنبا يوساب الأبح أسقف جرجا وكلفه بدراستها والرد عليها فقام هذا العلامة الكبير واللاهوتي العظيم بالرد عليها وتفنيد دعوى روما فدافع عن كنيسته وأمانتها ومعتقداتها دفاعا مجيدا خلد به ذكراه أما كتاب أعمال مجمع خلقيدونية فقد أتي علي عكس ما كانت تنتظره روما من نشره إذ جاء مثبتا لصحة معتقدات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فندم أسقف روما علي نشره في الشرق وقام بجمع نسخه وأحرقها. وقد نالت البابا يوأنس في مدة رئاسته شدائد وضيقات كثيرة من حكام البلاد والولاة العثمانيين وقام القائد التركي بمصادرة الخزينة البطريركية وأخذ أموالها الأمر الذي اضطر البابا إلى أن يختفي من ظلم هؤلاء الحكام الذين أرهقوا المسيحيين بأحكامهم الجائرة وبزيادة الضرائب المقررة عليهم واشترك البابا يوأنس مع المعلم إبراهيم الجوهري رئيس كتاب مصر في ذلك العهد في تعمير الأديرة والكنائس كما قام بعمل الميرون المقدس وتنيَّح في اليوم الثاني من شهر بؤونه المبارك سنة 1512 للشهداء الأبرار (الموافق 7 يونيو سنة 1796 م.) بعد أن قام علي الكرسي البطريركي 26 سنة و7 أشهر و16 يوما ودفن بمقبرة البطاركة الأبرار في كنيسة القديس مرقوريوس أبي سيفين وظل الكرسي بعده خاليا مدة ثلاثة أشهر وستة وعشرين يوم.

صلاة هذا القديس تكون معنا.


معلومات إضافية
كان اسمه يوسف من الفيوم وكان راهبا بدير الأنبا انطونيوس رسم بطريركا في عام 1770، وقد وقعت في عهده شدائد نتيجة سوء معاملة الوالي العثماني له -وهو حسن باشا- الذي وصل به الأمر أن ضبط خزينته وصادر أمواله، إلا أنه رغم هذا فقد شارك المعلم إبراهيم الجوهري في إعمار الكنائس والأديرة.

وفي عهده لم يسكن الكاثوليك، وعملوا كل جهدهم على استيمال الأقباط من جديد، ونشروا كتاب (أعمال مجمع خلقدون) ووزعوه على البلاد الشرقية ولاسيما مصر، كما أرسلوا مندوبا كاثوليكيا إلى البطريرك المصري من بابا روما يدعوه فيها إلى الاتحاد معه، فسلمت الرسالة إلى الأسقف الأنبا يوساب الأبح أسقف جرجا، وطلب منه البطريرك الرد عليها، وكان هذا الأب عالما في العلوم اللاهوتية فدافع عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وله كتاب (سلاح المؤمنين) وله كتاب آخر اسمه (الأدراج)، فكتب ردا فنَّد فيه كل مزاعمهم.

واستمر البابا يوحنا على كرسيه 27 سنه وكسور وتنيَّح بسلام في 1796.


صلاته تكون معنا آمين.
ولربنا المجد دائما أبديا أمين






البابا مرقس الثامن
البطريرك رقم الـ 108
( 1769 - 1809 م.)

الوطن الأصلي : طما
الأسم قبل البطريركية : يوحنا
الدير المتخرج منه : دير أنبا أنطونيوس
تاريخ التقدمة : 24 توت 1513 للشهداء - 2 أكتوبر 1796 للميلاد
تاريخ النياحة : 13 كيهك 1526 للشهداء - 21 ديسمبر 1809 للميلاد
مدة الأقامة على الكرسي : 13 سنة و شهران و 19 يوما
مدة خلو الكرسي : 3 أيام
محل أقامة البطريرك مدة الرئاسة : حارة الروم و المرقسية بالأزبكية
محل الدفن : كنيسة مارمرقس بالأزبكية
الملوك المعاصرون : السلطان عبد الحميد و ابراهيم بك و مراد بك
و الاحتلال الفرنسي و محمد على الكبير + ولد فى بلدة طما وترهب بدير الأنبا أنطونيوس وسيم بطريركاً فى سنة 1796م.

+ فى أيامه جاءت الحملة الفرنسية على مصر.

+ فى أيامه حدثت مواقف مؤسفة ومظالم للكنيسة وللأقباط ، ومن أمثلة هذه النكبات التى
حاقت بهم حرق الكنيستين العليا والسفلى بحارة الروم.
+ وفى أيامه نقل المقر البطريركى من حارة الروم إلى حارة الأزبكية ، حيث نجح المعلم
ابراهيم الجوهري فى أخذ فرمان ببناء كنيسة بالدرب الواسع وبناء مقر بطريركى ، وقام
أخوه المعلم جرجس بإتمام هذا المشروع وتم نقل مقر البابا إلى هذه الكنيسة التى أطلق عليها
اسم كاتدرائية الكاروز مارمرقس ، فعرفت باسم الكنيسة المرقسية.
+ كان عالماً ، فكتب بعض القوانين الخاصة بالأنظمة الواجب إتباعها بالكنيسة أثناء اقامة الصلوات.
+ امتاز عهده برجال عظام أمثال : الأنبا يوساب الأبح أسقف جرجا وأخميم ، المعلم
جرجس الجوهرى ، المعلم ملطى ، الجنرال يعقوب.
+ تنيح سنة 1809 م ، ودفن فى مقبرة البطاركة بالأزبكية وهو أول بطريرك دفن فيها.
صلاته تكون معنا آمين.



معلومات إضافية
من مواليد طما بمديرية جرجا وكان يسمى يوحنا، وكان من أسرة متدينة، وترهب في دير الأنبا انطونيوس، ثم عاش في الدار البطريركية مع البابا يوحنا الثامن عشر ، وحضر ما حل بها من ويلات، وبعد وفاة البابا يوحنا وافق الأساقفة على أن يكون بطريركا على الكنيسة ووقعت عليه القرعة الهيكلية، ورسم بحارة الروم في يوم الأحد 28 توت؟ 1513، 1797 في عهد السلطان سليم الثالث، وفي عهده وصلت الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت، كما حضر هذا البابا السنوات الأولى لحكم محمد علي باشا.


ولم يكن وصول الحملة الفرنسية إلى مصر مكسبا للأقباط كما قد يظن، وإنما جرت عليهم الكثير من الويلات، فبسببها نقل مقر البطريركية من حارة الروم إلى الأزبكية بالدرب الواسع؛ إذ حرقت في تلك الفترة الكنيستان العليا والسفلى بحارة الروم، وكان الميرون الذي عمله سلفه موضوعا في أعلى دهليز الكنيسة السفلى بحارة الروم فحُرِق، وكان باقيا من هذا الدهن المقدس في بعض الكنائس بمصر القديمة الذي عمل منذ عهد البابا متاؤس الثاني ومن أيام البابا يوحنا 16، وقبل حرق الكنيسة بثماني سنوات في رياسة البابا مرقس انتقلت القلاية البطريركية من حارة الروم إلى حارة الأزبكية، والسبب في نقلها أنه عندما دخل الفرنسيون أهان المسلمون الأقباط بهم، فانتقلت البطريركية إلى الأزبكية في مواضع كان قد بناها المعلم إبراهيم الجوهري قبل وفاته وترجع ملابسات بناء هذه الدار التي أقام فيها البطريرك أن المعلم إبراهيم الجوهري استطاع أن يحصل على فرمان ببناء الكنيسة، وأودعه في القلاية في يدي حبرية البابا يوحنا 18، وبعد ذلك اشترى عدة محلات وهدمها، وبدأ بوضع أساسات الكنيسة وبجوارها أماكن أقام فيها الأنبا مرقس، ولم يكن الحصول على فرمان بناء الكنيسة أمر سهلًا، إلا أن المعلم إبراهيم الجوهري استغل مركزه وتقدير السلطة له، وانتهز فرصة قدوم إحدى قريبات السلطان العثماني في زيارة لمصر من القسطنطينية في طريقها إلى الحج، فكان في استقبالها بحكم منصبه الرفيع في ذلك الوقت، وأشرف بنفسه على ما قدم لها من خدمات، وعندما استحسنت الأميرة ما فعل، سألته مقابلا لما قدمه لها، وهنا التمس منها المساعدة في استعداد فرمان سلطاني بالترخيص بإنشاء كنيسة كبرى في الأزبكية حيث كان يقيم هو أيضًا، كما التمس منها التوسط لدى السلطان أن يرفع الجزية عن الرهبان وغير القادرين، وقبلت رجاءه، وفعلا صدرت هذه الفرمانات إلا أن الأجل لم يمهله وكما سنرى في حياته ومات إبراهيم الجوهري ولم يستكمل البناء فأكمله أخوه المعلم جرجس.

وعندما دخل الفرنسيون بحملتهم إلى مصر قامت حرب بينهم وبين العثمانيين في القاهرة بعد ثمانية عشرة شهرًا من وصولهم، واستمرت هذه الحرب أربعة وثلاثين يوما وكان الصوم الأربعين المقدس، فعمل البابا مرقس جمعة البصخة المقدسة وعيد القيامة في فناء الكنيسة القديمة بحارة الروم لأنها كانت قد احترقت هي وما حولها من محلات وكانت كارثة إذ امتدت يد الحرافيش إلى نهب الكنائس بسبب هجوم الفرنسيين على الممتلكات الإسلامية وإيذاء المسلمين والأزهر، حتى امتد النهب إلى الإسكندرية، فنهبت كنيسة مارمرقس ولم يتبيَّن إلا بعد خروجهم بمساعدة المعلم إبراهيم الجوهري أيضًا وكرسها البابا مرقس على اسم مارمرقص عوضا عما هدمه الفرنسيين.

نعود إلى البطريرك الذي كان يشتهر أيضًا بعلمه بجانب تقواه، فوضع الكثير من المواعظ لتقرأ في الكنائس وكانت أشبه بقواعد إصلاحية لما لحق النظام الكنسي من خلل في أوقات الصلوات،(ستجد الكثير والكثير عن تاريخ الآباء بطاركة الكنيسة البطيه الأرثوذكسيه هنا فى منتدى أم السمائيين والأرضيين). فزجر فيها من كانوا يتكلمون أثناء الصلاة في القداس الكنسي، وعظات عن التماس الأدب والاحتشام في الكنيسة، ومنع فيها دوران الفقراء في الكنيسة مع أطباق التبرعات (أنا أسألكم بلين المسيح وتواضعه أن تبطل دورة الأطباق ولا يدور الفقراء، فالأطباق يقفون بها في الخورس التحتاني وذلك في وقت التسريح، ومثل ذلك الفقراء بجانبهم بأدب ووقار) وغير ذلك من الرسائل في موضوعات دينية ومواد للتعزية (إن الكتب الشرعية يا أبني الحبيب عزى الله قلبك بعزاء الروح القدس المعزى تدعونا إلى تعزية بعضنا بعضًا، والعقل والأدب والمحبة، والعادة مجمعة على ذلك فقد صار مستحبًا وفرضا، وما هذا إلا لأن المباشر بذاته الألم والحزن قد يعدم الرأي الصائب عند حلول الصائب، أو ليس الأمر الواجب الاكتئاب عليه فيحتاج إلى من يذكره، لذلك كتبت هذا إليك).

وقد روى عن هذا البابا أنه كان شديد الاهتمام بأمر الكنائس والأديرة وإصلاح ما تخرب منها، وكان مقدرا لمنفعة الوعظ، فثابر على إلقاء العظات بنفسه ولم ينقطع عن التعليم في أي وقت، وقد رسم جملة أساقفة ومطرانا للحبشة.

اشتهر كذلك بعمل الخير وتقديم الخدمات والإحسان، وكان قصير القامة شديد التقشف، مصفرًا بسيطًا في أكله وملبسة، تنيَّح في 13 كيهك 1529 / 1810 وكان أول من دفن في كنيسة الأزبكية من الآباء البطاركة بجوار المذبح في الكنيسة الصغرى.


صلاته تكون معنا آمين.
ولربنا المجد دائما أبديا أمين



تابع تاريخ الباء بطاركة كرسى مارمرقس الرسول فيما بعد.







التوقيع

آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 06-16-2013 في 12:18 PM.
رد مع اقتباس
قديم 06-16-2013, 12:37 PM   رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ملاك حمايه جرجس
 

 

 
6011 تابع تاريخ الاباء بطاركة الاسكندرية





الآباء بطـــارقة القرن التاسع عشــر






البابا بطرس الســابع
الطريرك الـ 109
( من 1809 - 1852م )

الوطن الأصلي : الجاوليه
( الجولى ) مركز منفلوط

الأسم قبل البطريركية : منقريوس قبل الرهبنة و مرقوريوس بعدها
الدير المتخرج منه : دير المحرق
تاريخ التقدمة : أول مسرى 1094 للشهداء - 25 يوليو 1378 للميلاد
تاريخ النياحة : 5 طوبه 1125 للشهداء - 31 ديسمبر 1408 للميلاد
مدة الأقامة على الكرسي : 30 سنة و 5 أشهر و 6 أيام
مدة خلو الكرسي : 3 أشهر و 20 يوما
محل أقامة البطريرك مدة الرئاسة : حارة زويلة
محل الدفن : الأنبا رويس باخندق
الملوك المعاصرون : على شعبان المنصور و جاجى بن شعبان الصالح
السلطان برقوق و فرج بن برقوق الناصر و عبد
العزبز بن المنصورو فرج بن برقوق


+ يدعى البابا بطرس الجاولى إذ أنه من قرية الجاولى مركز منفلوط.

+ ترهبن بدير الأنبا أنطونيوس ، وكان زاهداً ناسكاً قديساً فرسموه قساً فقمصاً على الدير.
+ رسمه البابا مرقس الثامن مطراناً على بيعة الله المقدسة واسماه ثاوفيلس.
+ ولما خلا الكرسى المرقسى رسموه بطريركاً فى 16 كيهك سنة 1526 ش.
+ كان أباً وديعاً متواضعاً حكيماً عالماً لاهوتياً.
+ فى مدة رئاسته عاد إلى الكرسى الإسكندرى كرسى النوبة والسودان ، بعد أن
انفصل مدة خمسمائة عام.
+ رفض وضع الكنيسة القبطية تحت الحماية الروسية.
+ ولما أكمل سعيه تنيح بسلام فى الثامن والعشرين من شهر برمهات سنة 1568 ش ،
وأقام على الكرسى المرقسى 42 سنة و3 شهور و12 يوماً.
صلاته تكون معنا آمين.





السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار

نياحة البابا بطرس السابع البطريرك الـ109 (28 برمهات)

في مثل هذا اليوم من سنة 1568 ش. (5 أبريل سنه 1852 م. ) تنيَّح القديس البابا بطرس السابع البطريرك الـ109 ولد هذا الأب بقرية الجاولى مركز منفلوط، وكان اسمه أولا منقريوس. زهد العالم منذ صغره فقادته العناية الإلهية إلى دير القديس العظيم أنطونيوس فترهب فيه وتعمق في العبادة والنسك والطهارة كما تفرغ إلى مطالعة الكتب الكنسية وتزود بالعلوم الطقسية واللاهوتية الأمر الذي دعا إلى رسامته قسا علي الدير ففاق أقرانه في ممارسة الفضائل وتأدية الفرائض وقد دعي القس مرقوريوس، ثم رقي قمصا لتقشفه وغيرته وطهارة قلبه.
ولما وصلت أخباره إلى مسامع البابا مرقس الثامن استدعاه إليه. وكان قد حضر جماعة من الأثيوبيين من قبل ملك أثيوبيا يطلبون مطرانا بدل المتنيَّح الأنبا يوساب مطرانهم السابق ومعهم خطابات إلى حاكم مصر وإلى البابا مرقس الثامن فبحث البابا عن رجل صالح وعالم فاضل فلم ير أمامه إلا القمص مرقوريوس فاختاره لمطرانية أثيوبيا فرسمه مطرانًا، إلا أنه في وقت الرسامة لم يقلده علي أثيوبيا بل جعله مطرانا علي بيعة الله المقدسة وسماه ثاوفيلس ورسم بدلا منه الأنبا مكاريوس الثاني مطرانا لمملكة أثيوبيا في سنة 1808.
وبعد رسامة الأنبا ثاؤفيلس مطرانا عاما استبقاه البابا معه في القلاية البطريركية، يعاونه في تصريف أمور الكنيسة وشؤون الأمة القبطية.
ولما تنيَّح البابا مرقس الثامن في يوم 13 كيهك سنة 526 ش. (21 ديسمبر سنة 1809 م.) وكان الأساقفة موجودين بمصر فاجتمعوا مع أراخنة الشعب وأجمع رأيهم علي أن يكون خليفة له فرسموه بطريركا في الكنيسة المرقسية بالأزبكية بعد ثلاثة أيام من نياحة البابا مرقس أي في يوم الأحد 16 كيهك سنة 1526 ش. (24 ديسمبر سنة 1809 م.). ودعي أسمه بطرس السابع واشتهر باسم بطرس الجاولي وكان أبا وديعا متواضعا حكيما ذا فطنه عظيمة وذكاء فائق وسياسة سامية لرعاية الشعب والكتب المقدسة. وقد وضع كتابا قيما دافع فيه عن الكنيسة وتعاليمها كما قام بتزويد المكتبة البطريركية بالكتب النفيسة وفي عهده رفرف السلام علي البلاد فنالت الكنيسة الراحة التامة والحرية الكاملة في العبادة وتجددت الكنائس في الوجهين القبلي والبحري.
. وفي مدة رئاسته عاد إلى الكرسي الإسكندري كرسي النوبة والسودان، بعد أن انفصل مدة خمسمائة عام. ويرجع فضل عودة النوبة إلى الحظيرة المرقسية إلى أن عزيز مصر محمد علي باشا الكبير فتح السودان وامتلك أراضيه وضمها إلى الأقطار المصرية فعاد كثيرون من أهل السودان إلى الدين المسيحي، كما استوطن فيه الكثيرون من كتاب الدولة النصارى ورجال الجيش وبنوا الكنائس. ثم طلبوا من البابا بطرس أن يرسل لهم أسقفا ليرعى الشعب المسيحي بهذه الأقطار فرسم لهم أسقفا زكاه شعب السودان من بين الرهبان اسمه داميانوس. وقد تنيَّح هذا الأسقف في أيام البابا بطرس فرسم لهم أسقفًا غيره. ومن ذلك الحين تجدد كرسي النوبة الذي هو السودان. وقام هذا البابا في مدة توليه الكرسي الإسكندري برسامة خمسة وعشرين أسقفا على أبرشيات القطر المصري والنوبة، كما رسم مطرانين لأثيوبيا: الأول الأنبا كيرلس الرابع في سنة 1820 والثاني في سنة 1833 م.

صلاته تكون معنا آمين.


معلومات إضافية

ولد في قرية الجاولى التابعة لمركز منفلوط، ترهب في دير القديس انطونيوس وكان اسمه العلماني منقريوس، ورسم قسا في دير مرقوريوس ثم رقى لدرجة القمصية. لما لاحظه فيه رئيس الدير الكثير من التقشف والاستقامة، وقد وصلت سمعته إلى مسامع البابا مرقس فاستدعاه إليه وكان في حاجة شديدة إلى رجل صالح يرسمه مطرانا للحبشة بناء على طلب الملك الحبشي إجوالا سيون Egwale Seyon ولقبه نوايا ساجاد Newaya Sagad وأرسل وفدا إثيوبيا لهذا الغرض وكان يطلب راهبا تتوافر فيه الجمع بين الدين والسياسة، فأنتخبه البابا لهذا المنصب، غير أن عناية الله اختارت رسامته لكي يفوز بما هو أسمى، حيث سيم مطرانا عاما على الكنيسة في مصر باسم (وكيل الكرازة المرقسية باسم تاوفيلس، فأقام مع البابا مرقس في الدار البطريركية وشاطره القيام بجمع مصالح الأمة إلى أن توفي البابا مرقس فأجتمع رأى الكل على إقامته بطريركًا، وقد تمت رسامته في يوم الأحد 16 كيهك 1526 س 1810 م. بعد وفاة سلفه بثلاثة أيام، في عهد الوالي محمد على باشا، وهو أول من وضعت عليه الأيدي في مركز البطريركية.

اتصف هذا البابا بالتقوى والورع والتقشف والزهد، قليل الكلام مع هيبة ووقار، يقضي يومه منكبًا على المطالعة، أو مواظبًا على الصلاة من أجل سلام الكنيسة، ويروى أحد المقربين إليه أنه احتاج إليه في أمر فدخل عليه حجرته فوجده يصلى والدموع ملء عينيه وليس عليه من الملابس إلا ما يستره، ومن هنا أمر تلميذه بألا يدخل عليه أحد وهو منفرد.
لم يكن يهتم بما يأكل أو يشرب، حتى أنه اشتهى يومًا طعامًا فأحضروه له، فأمر بإبقائه حتى انتن، ومن ثم أكله مرغما مشمئز النفس، ليزيد النسك لنفسه وتبكيتا لها، ولم يكن يلبس عليه سوى الخشن من الصوف ولا ينام إلا على الأرض في الصيف وعلى دكة خشب في الشتاء، وكان يجدل الخوص أثناء فراغه
كان لا يتعرض إلى أمر من أمور السياسة، ولا يخرج من دار البطريركية إلا إذا دعته الحاجة وإذا سار في الطريق وضع على وجهه لثامًا أسودًا، وإذا تكلم كان صوته منخفضا ولا ينظر إلى وجه سامعه، ولم يكن يرغب في حضور الأكاليل في المنازل، وإذ دعي لذلك دعا العروسين لحضور القداس في الكنيسة أولى لهما.

البطريرك الدارس:

كان الأنبا بطرس منذ أن كان راهبا محبا للدراسة ومطالعة الكتب على اختلاف أنواعها، فلما تولى مقاليد الرياسة لم يكن للدار البطريركية مكتبة بالمعنى المعروف نظرا لما تعرضت له الكنيسة في ألازمنه السالفة من نهب وتخريب، فأخذ يجمع المراجع التاريخية والإسفار اللاهوتية والطقسية من جهات متفرقة، حتى حصل منها على مجموعة ثمينة، كان من بينها عدد من المخطوطات النادرة التي لا تقدر بمال، ولما ازداد رصيده من هذه المجلدات النفيسة أعد لها مكانا في المقر البابوي يتناسب مع قيمتها، وأخذ بنفسه يرتبها ويرصها، ووضع لها سجلًا خاصًا.

كما كلف عددا من مشاهير النُسَّاخ بنسخ الكتب الفريدة التي جاء بأصولها من دير القديس الأنبا انطونيوس ومن الكنائس الأثرية في القاهرة، كما كتب عدة مقالات في التثليث والتوحيد لتثبيت المؤمنين.
أضاف هذا البابا إلى صفاته هذه صفة الحلم في الرئاسة والحكمة في التصرف وفي الكلام، فأصبح موضع احترام لدى الكل، ورضي عنه محمد علي وبذلك حصل للأقباط على الأمن والرفاهية، ونجح الأقباط في عهده في الوصول إلى المناصب الإدارية الرفيعة وإقامة شعائرهم الدينية وباشروا عبادتهم في حرية وكانوا يخرجون موتاهم وأمامهم الصليب بدون خوف.
وكان في النوبة 17 إيبارشية أيام أن كان أهلها يدينون بالمسيحية، فلما خضعت لمصر بعد الفتح العربي ودخلها الإسلام ابتدأت بحكومة إسلامية، ولما فتحها محمد علي باشا 1820 كان لا يزال فيها آلاف من الأقباط، وعاد الذين تظاهروا بإنكار الديانة المسيحية إلى الاعتراف بها، وطلبوا أن يرسم لهم أساقفة، فرشم لهم البابا بطرس أسقفين.

حارب السيمونية ورسم كثيرًا من الأساقفة والكهنة، وفي مدته تجددت كثير من الكنائس في الوجهين البحري والقبلي ومطرانين للحبشة ومن أشهر الأساقفة في عهده:

الأنبا يوساب الاطينتى - الأنبا أثناسيوس الغمراوى - الأنبا توماس المليجى - الأنبا سرابامون المتوفي الشهير بابى طراحة.

أهم الأحداث في عهده:
حدث أن اشتكى إليه أقباط بلدته الجاولى من قسوة بعض العائلات المسلمة معهم في التعامل، فلكي يحل هذه المشكلة في محبة، استدعى إليه أكابرهم وكلفهم بانتقاء، مائتي فدان من أفضل أراضيهم وإهدائها لشريف باشا، وكان يرمى من وراء ذلك أن يعين لها الباشا متى دخلت حوزته مندوبا من قبله ليرعاها ويشرف أيضًا على شئون البلدة وبذلك يحسم هذا الحاكم الموقف بين الطرفين مع إعطاء الأقباط حقوقهم، وكان أن أشار البابا على شريف باشا بتعيين هذا المندوب وهو قبطي اسمه المعلم بشاى من أسيوط، فوافق شريف باشا على ذلك وأعطى المعلم بشاى 36 فدانا ليعيش فيها من هذه الأرض مقابل عمله، وبهذا استطاع الأقباط أن يعيشوا في سلام. وفي عهده أجرى الله على يدين كثيرا من المعجزات بين الناس وبين الحكام، منها أن قل فيضان النيل في سنه 1525 ش وجعل كل المصريين يصلون من مسلمين ويهود وأقباط، إلا أنه أقام قداسًا وألقى بمياه غسل الأواني المقدسة في النيل فارتفعت مياهه.
إلا أن عدو الخير لم يترك البابا في علاقته الطيبة مع محمد علي إلى المنتهى، وإنما دفع بعض الأشرار ليشوا به لدى إبراهيم باشا ابن محمد علي وكان قائدًا فذًا في طريقه لفتح بلاد الشام فقالوا له أن ما يدعيه المسيحيون من ظهور النور على قبر السيد المسيح في القدس هو زور وبهتان، فصدق إبراهيم باشا هذه الوشاية، وزادوه شكا أن هذا النور لا يظهر إلا على أيدي بطاركة الروم الأرثوذكس، ولما كانت ثقة إبراهيم باشا وأبيه بالبابا بطرس كبيرة، استدعاه إليه من مصر وكان حينئذ في القدس، فسار البابا إليه، فاستقبله إبراهيم بات وحاشيته معه، وافهمه بالأمر وطلب منه أن يصلى ليخرج النور على يديه، وهو يريد بذلك عدم الإيقاع ويحضر هو معهما فرافقهما، وكانت الكنيسة مكتظة بالمصلين فأمر إبراهيم باشا بإخراج جميع الفقراء والزوار إلى الخارج.
وكان البابا واقفا يصلى وهو مقدر سوء العاقبة أن لم يظهر النور،
أمر ليس في يده، وكان قد قضى ثلاثة أيام صائما مصليا مع مطران الروم، وانطلقت أصواتهما بالصلاة كالمعتاد، وفي الوقت المعتاد انبثق النور فضجوا (النور النور) بصوت كل الجماهير فذهل ابراهيم باشا وكاد يسقط على الأرض قائلًا: "آمان بابا آمان"، وزاد تكريمه للبابا.

البابا والعلاقات الخارجية:

لما كان محمد علي موفقًا في فتوحات شرقًا وغربًا خشيت الدول الأجنبية من هذا، ومنها روسيا التي قدرت سوء الموقف لو استمر في فتوحاته، ففكرت أن تستعين بالأمة القبطية في الوصول إلى أهدافها ضد محمد علي باعتبار مسيحيتها، فأرسلت أميرًا روسيًا يعرض على البطريرك قبول حماية قيصر الروس لشعبه.

فذهب هذا المندوب الروسي إلى الدار البطريركية ظنا منه أنه سيرى رئيس أكبر أمة مسيحية في أفريقية بحالة تدل على عظمة، وكانت أخبار هذه الزيارة قد وردت إلى البابا من قبل ولكنه لم يأبه، ولما وصله المندوب الروسي رأىإنسانًا بسيطا يحمل الكتاب المقدس بين يديه يقرا فيه وهو يرتدى زعبوطا خشنا جالسا على دكة خشبية وحوله مقاعد مبعثرة، ولم يبال به فسأله في شك: "هل أنت البطريرك"؟!
فلما عرف منه طلب إليه أن يجلس بجواره، فجعل المندوب يتفرس فيه وهو لا يصدق أنه يجالس البطريرك وبدأ المندوب يسأله لماذا يعيش بهذه البساطة ولا يهتم بمركزة في العالم المسيحي فأجابه البابا (ليس الخادم أفضل من سيده، فأنا عبد يسوع المسيح الذي اتى إلى العالم وعاش مع الفقراء ولأجلهم، وكان يجالس الخطاة ولم يكن له ابن يسند رأسه، أما أنا فلي مكان أقيم فيه وأحتمى فيه من حر الصيف وبرد الشتاء، لم يكن للمسيح ارض ولو أنه ملك السماء والأرض ولم يكن له مخزن فيه موؤنة، وها أنا آكل وأتمتع فهل هناك أفضل من هذا؟ فبعد تعجب من المندوب، بدأ يعرض على البابا في بساطة: وهل ملككم يحيا إلى الأبد؟ قال له: لا يا سيدي البابا بل هو إنسان يموت كما يموت سائر البشر. فأجابه: "إذن أنتم تعيشون تحت رعاية ملك يموت وأما نحن تحت رعاية ملك لا يموت وهو الله". حينئذ لم يسع المندوب الروسي إلا أن ينطرح تحت قدميه واخذ يقبلها وتركه وهو يشعر بعظمة هذا الرجل البسيط وقال " لم تدهشني عظمة الأهرام ولا ارتفاع المسلات، ولم يهزني كل ما في هذا القطر من العجائب بقدر ما هزني ما رأيته في هذا البطريرك القبطي. ولما وصل نبأ هذه المقابلة إلى مسامع محمد علي سر جدا وذهب إليه ليهنئه على موقفة وما أبداه من الوطنية الحقة، فقاله له البابا (لا تشكر من قام بواجب عليه نحو بلاده) فقال له محمد علي والدموع في عينية (لقد رفعت اليوم شأنك وشأن بلادك فليكن لك مقام محمد علي في مصر، ولتكن مركبة معدة لركبك كمركبته).
+ حصل خلاف بين الأنبا سلامة مطران الحبشة وبين ملكها بسبب أنه لما فتح محمد علي السودان سنه 1820 طلب النجاشي من البابا بطرس رسم الكهنة على الحدود للحبشة، فَلِبُعد المسافات كلف الأنبا سلامة باختيار الكهنة، فرسم الأنبا سلامة من العلمانيين الأقباط العدد المطلوب على الطقس القبطي، فلم يرض بهم الكهنة الأحباش الذين معه ونصحهم ليعودا إلى معتقدهم الصحيح فرفضوا، فهددهم بتطبيق شريعة الكنيسة وعقوباتها، فحاولوا شكايته لدى البابا فشجعه البابا على موقفه.
فدار الأحباش من ناحية أخرى ليلعبوا بمسألة دير السلطان بالقدس، مستغلين شقاقًا وقع بين الأحباش والرهبان في الدير، حتى وصلت إلى الشجار بالأيدي، فأخرج الرهبان الأقباط الأحباش خارج الدير وأغلقوا الباب، فحاول الأحباش الدخول عنوه، ( أنظر ستجد الكثير عن تاريخ الآباء البطاركة الأقباط هنا فى منتدى أم السمائيين والأرضيين) ، فذهبوا إلى القنصل الإنجليزي ليشكوا الأقباط، وكانت بريطانيا تكره محمد علي والأقباط والمصريين جميعا فناصرهم القنصل الإنجليزي لدرجة أنهم ادعوا ملكية الدير وأن الذي أسسه هو ملك الجيش، وأوعز القنصل للجيش بأن يرفعوا تظلماتهم إلى السلطان العثماني، وكان السلطان في تلك الفترة يكره المصريين فسار منهم مجموعة إلى القسطنطينية وأراد البابا أن يحتوى الموقف فأرسل مندوبا عنه إلى ملك الحبشة، لأنه أراد أن يذهب هو بنفسه ولكنه كان شيخا لم يستطيع السفر فأرسل بدلا عنه القس داود (كيرلس الرابع فيما بعد) على أساس أنه إذا نجح في مسعاه يرسمه مطرانا هناك.
إلا أنه ما أن وصل إلى هناك حتى مرض البابا بطرس وأوشك على الموت ونصح بأن داود هو الذي سيخلفه، فأرسلوا إليه يستحضروه من الحبشة فحضر بعد وفاته بأكثر من شهرين.

وتنيَّح البابا بطرس الجاولي في سنة 1852 م.

صلاته تكون معنا آمين.
ولربنا المجد دائما أبديا أمين







البابا كيرلس الرابع ( أبو الاصلاح )
الطريرك الـ 110
( من 1853 - 1862م )



الوطن الأصلي : الصوامعه مركز أخميم
الأسم قبل البطريركية : داود
الدير المتخرج منه : دير أنبا أنطونيوس

تاريخ التقدمة : 11 بؤونه 1570 للشهداء - 17 يونيو 1854 للميلاد
تاريخ النياحة : 23 طوبه 1577 للشهداء - 30 يناير1861 للميلاد

مدة الأقامة على الكرسي : 6 سنوات و 7 أشهر و 13 يوما
مدة خلو الكرسي : سنة واحدة و 4 أشهر و 16 يوما
محل أقامة البطريرك مدة الرئاسة : المرقسية بالأزبكية

محل الدفن : كنيسة مارمرقس بالأزبكية

الملوك المعاصرون : عباس الأول و سعيد باشا
+ ترهب بدير الأنبا أنطونيوس سالكاً طريق النسك الزائد والصلاة الحارة.

+ رسمه البابا بطرس الجاولى قساً وعينه رئيساً لدير الأنبا أنطونيوس.
+ أقاموه بطريركاً فى 28 بشنس سنة 1571 ش.

+ أنشأ المدرسة القبطية الكبرى بالبطريركية ، وفتح مدرسة أخرى فى حارة السقايين وشدد
فى تعليم اللغة القبطية فيهما.
+ اشترى مطبعة كبيرة طبع فيها جملة كتب كنسية.
+ ولما أكمل سعيه المبارك تنيح بسلام فى 23 طوبه سنة 1577 ش.
صلاته تكون معنا آمين.



السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
نياحة البابا كيرلس الرابع أبي الإصلاح الـ 110 (23 طوبة)
في مثل هذا اليوم تنيَّح الأب العظيم الأنبا كيرلس الرابع بابا الإسكندرية العاشر بعد المائة. وقد ولد هذا الأب ببلدة الصوامعة الشرقية من أعمال جرجا من أبوين تقيين حوالي سنة 1816 م.، وأسمياه داود باسم جد أبيه، واعتني والده بتربيته وتعليمه. وفي الثانية والعشرين من عمره قصد دير القديس أنطونيوس لزهده في أباطيل الحياة. وهناك سلك طريق الفضيلة والنسك، مما جعل القس أثناسيوس القلوصني، رئيس الدير وقتئذ أن يلبسه ثوب الرهبنة، فدأب منذ ذلك الحين علي الدرس والمطالعة. وبعد سنتين من ترهبه تنيَّح رئيس الدير، فأجمع الرهبان علي اختيار هذا الأب رئيسا، فرسمه الأنبا بطرس الجاولي البابا المئة والتاسع قسا وعينه رئيسا علي الدير، فاهتم بشئون الدير والرهبان أبلغ اهتمام. وكان حاد الذكاء وعلي قسط وافر من الإلمام بالمسائل الدينية، ولذلك فإنه لما نشب خلاف بين الأحباش في بعض الأمور العقائدية، استدعاه الأب البطريرك الأنبا بطرس الجاولي، وكلفه بالذهاب إلى البلاد الحبشية لفض هذا النزاع. فقام بمهمته خير قيام. وعاد الأب داود من الحبشة في يوم السبت 13 يوليه من سنة 1853 م. وكان قد تنيَّح البابا بطرس الجاولي في 15 أبريل سنة 1852 م. وعند الشروع في اختيار خلف له، اختلفت أراء الشعب، فالبعض اختار الأب داود، والبعض اختار غيره. ثم استقر الرأي علي رسامته مطرانا عاما سنة 1853 م. واستمر سنة وشهرين، أظهر خلالها من حسن التصرف، ما جعله أهلا لأن يقام بطريركا، فتمت رسامته في 28 بشنس سنة 1571 ش. ( 1854 م.). وقد أفرغ قصارى جهده في سبيل تهذيب الشبان وتعليمهم. فقد أنشأ المدرسة القبطية الكبرى بالبطريركية، وفتح مدرسة أخرى في حارة السقايين وشدد في تعليم اللغة القبطية فيهما، كما اشتري مطبعة كبيرة طبع فيها عدة كتب كنسية. وعموما فإن إليه يرجع الفضل في تقدم الأقباط، وقد هدم كنيسة البطريركية القديمة وشيد غيرها، ولكنه لم يتمكن من إتمامها لتغيبه في البلاد الحبشية للمرة الثانية. وكان هذا الحبر العظيم عالما شديد الاعتصام بقوانين الكنيسة، وكان محسنا ذا عناية شديدة بذوي الحاجة ومحبوبا من رعيته، وتنيَّح في 23 طوبة سنة 1577ش (1861 م.).

صلاته تكون معنا آمين.

معلومات إضافية

ولد في عام 1532 ش. / 1816 م. بقرية نجح أبو رزقالي من الصوامعة سفلاق (الصوامعة الشرقية) أخميم، مديرية جرجا (محافظة سوهاج الآن) وكان اسمه داود بن توماس بن بشوت بن داود، وكان أبوه أميا لا يعرف القراءة والكتابة، إلا أنه اعتنى كثيرا بتعليم ابنه حتى صار ملما بالقراءة باللغتين العربية والقبطية وشيء من الحساب، ولما كبر اشتغل داود مع أبيه بالزراعة، وفي هذه الأثناء اختلط بالعربان المجاورين لقريته، فتعلم منهم الفروسية وركوب الخيل والهجن (الجمال).

ومنذ نشأته لم يعبأ بمهام هذه الحياة كأن العناية كانت تجهزه لعمل أشرف ولغاية أعظم بل كان عفوفًا تقيا ورعا محبا للفقراء، وكان يميل إلى العزلة والتفكُّر في سير القديسين.

ولما بلغ الثانية والعشرين من عمره أحب الرهبنة وعزم على الرحيل من وطنه فمنعه أبواه، ولكنه أصر على الرحيل وانتهز الفرصة وودع أصحابه وهرب سنه 1554 ش. إلى دير القديس انطونيوس في الوشن حيث توجه إلى عزبة الدير، وقابل هناك القمص أثناسيوس القوضى رئيس الدير وعرض عليه نيته أن يكون راهبا، فظل فترة تحت الاختبار، ولما نجح في هذا الاختبار انضم إلى رهبان دير الأنبا أنطونيوس بجبل العربة بالصحراء الشرقية.

وقد أظهر محبة كبيرة للرهبان والذكاء والورع والميل لدراسة الكتاب المقدس، وكان يجمع أخوته الرهبان ويقرأ عليهم الكتاب المقدس ويشرحه لهم ويحببهم في دراسته، فسر منه رئيس الدير، ولما ذاع صيته بين الرهبان ووصل إلى آذان البطريرك البابا بطرس السابع، استدعاه إليه، ولما حضر بين يديه رأى فيه ما أكد له نبوغه وعبقريته فباركه ودعا له بالتوفيق وكان ذلك في حضور الأنبا صرابامون أبو طرحة أسقف المنوفية، ورسمه قسا.

وبعد أن قضى الراهب داود سنتين في دير الأنبا انطونيوس تنيَّح القمص أثناسيوس القلوض رئيس الدير عام 1840، وعلى الرغم من حداثة عهد داود بالرهبنة، إلا أن الرهبان اجمعوا على تزكية رئيسا للدير، ورفعوا الأمر إلى البابا بطرس فوافق على ذلك، ومنذ ذلك الحين بدأ يتألق بنور مواهبه، فوضع نظاما للدير حرم به على الرهبان مغادرته إلا لضرورة قاطعة وأخذ في إصلاح أحواله الأدبية والمادية والروحية، وفي نفس الوقت وسع من ثقافته هو بالقراءة والدراسة والإطلاع.

اهتم القس داود بدراسة اللغة العربية نحوا وحرفا، فاكتسب منها ما ضبط ألفاظه، كما عني بتعليم الرهبان، فخصص من العزبة بناحية بوش مديرية بنى سويف، التي كانت مقرا للدير مكانا جمع فيه كثيرا من الكتب بالإضافة إلى ما كان موجودا، ودبَّر حلقات للدرس والمناقشة في الموضوعات الدينية والأدبية والتاريخية على السواء، كما افتتح كتابا في بوش لتعليم الأولاد اللغتين العربية والقبطية.

سفره الأول إلى الحبشة:

اختلف الأحباش في بعض القضايا اللاهوتية والطقسية مع مطرانهم الذي كان البابا بطرس السابع قد رسمه في 20 أغسطس 1815 باسم الأنبا كيرلس، وإذ لم يستطيع الأسقف تقويم رعاياه حسب المفهوم الكنسي حرم عددا منهم، واعتدى بالضرب على الآخرين، فلما سمع البطريرك بذلك كتب إليه يأمره بالإقلاع عن هذا الأسلوب الجاف، وينصحه باستعمال الرأفة والليونة ولكن الأسقف لم ينجح في علاج الموقف، واستمر الوضع هكذا، حتى اغتاله رجل اسمه سبغيدس في مدينة عدوة بالحبشة، فأرسل إليهم البطريرك سنة 1841 مطرانا آخر هو الأنبا اندراوس وكان قد تعلم اللغة الإنجليزية في مدرسة ليدرس الإنجليزية بالقاهرة.

ولما وصل الأنبا أندراوس إلى إثيوبيا وجد المشاكل التي تركها سلفه متفاقمة، فكتب للبطريرك بطرس السابع يشرح له أوجه الخلاف، ويسأله المعونة في تصفية هذه المشاكل، فأرسل إليه القس داود رئيس دير الأنبا انطونيوس وحمله رسالتين واحدة للمطران والأخرى للشعب الاثيوبى (الحبشي) فسافر القس داود الصوامعى سنه 1815 واصطحب معه القس برسوم الانطونى الذي صار فيما بعد مطرانا للمنوفية باسم الأنبا يؤانس، وقد حاول القس داود أثناء وجوده في الحبشة أن يحل المشاكل العقائدية القائمة بين المطران والشعب، وأن يضع حدا حاسما لمشكلة دير السلطان الذي تتنازعه الكنيستان، إلا أنه لم يتوصل إلى تسوية قاطعه في كلا الأمرين، وكان للأسف للقنصل الإنجليزى يدًا في هذا النزاع، لدرجة أنه أثار النجاش عليه فأخر موعد عودته إلى مصر وضايقه إلى حد ما، ثم سمح بعد ذلك بالسفر، فعاد إلى القاهرة في 17 يوليو 1852 بعد أن قضى هناك سنه وبضعة أشهر.

وفيما بعد نقم الأحباش على الأنبا اندراوس فأودعوه السجن حيث ظل فيه إلى أن تنيَّح بسلام 1867.


ترشيح القس داود للبطريركية:

كان البطريرك بطرس السابع قد وعد القس داود بترقيته إلى رتبة المطران إذا نجح في تسوية المشكلة الاثيوبية، ولكن داود عاد إلى القاهرة بعد نياحة البابا باثنين وسبعين يوما، ووجد الشعب يعمل لترشيح بطريرك جديد، وقد انقسمت صفوفه إلى ثلاثة أحزاب هي:
الحزب الأول: كان ينادى بترقية الأنبا يوساب أسقف جرجا وأخميم إلى رتبة بطريرك
الحزب الثاني: قال بصلاحية القس داود الصوامعى إلى منصب البطريركية على أساس توصيه البابا الراحل بذلك
الحزب الثالث: رأى أن الأنبا أثناسيوس أسقف أبو تيج هو رجل المهام الصعبة الذي يليق بالموقف الراهن حينئذ.
وقد تزعم أنصار أسقف أخميم الأرخن "جاد افندى شيحة" وآخرون من وجهاء الأقباط الذين عمدوا إلى ترديد شائعة تقول "أن أصحاب الدجل وعلوم المطالع يؤكدون انه لو صار داود بطريركا فسوف يكون قدومه شؤما على الحاكم والمحكومين!!

ولكن هذه الأمور وغيرها لم توهن من عزيمة أنصار القس داود، بل أخذوا يزدادون نفوذًا وعددًا، حتى أصبحوا يمثلون صوت الشعب القبطي برمته، وخدمتهم الظروف بانسحاب الأنبا أثناسيوس من المعركة.

أما أتباع أسقف جرجا فلما رأوا أن فوز مناهضيهم قد أًصبح وشيكا، ادعى عميدهم أنهم اخذوا أمرا شفويا من عباس باشا الأول بتنصيب أسقف أخميم بطريركا وتأهبوا لرسامته يوم الأحد الموافق 10 ابريل 1853، ولكن أنصار القس داود أصرّوا على رسامته رغم وقوف عباس الأول في صف الآخرين خصوصا بعد أن أرجفوه بما قاله الدجالون من أن رسامته مستجلب الخراب على البلاد.

ولما كاد الشقاق يستعلى استعان أنصار القس داود بالمستر ليدر احد مرسلى جمعية التبشير الإنجليزية وطلبوا منه التوسط لدى قنصل انجلترا في مصر لتعليم عباس الأول في قبول القس داود بطريركا، وفعلا كلمه فوعد ولكنه ماطل في وعده حتى قدم من الحبشة قس حبشي ومعه كثير من الهدايا وكتاب من النجاش لعباس باشا، فقابله عباس ومكث الرجل لدية أياما، فأشيع أيامها أن القس داود سار إلى بلاد الحبشة ليستعين هو وأتباعه بالنجاش على الخروج على طاعة عباس، فاستدعى القس داود إلى دار المحافظة واستجوب في شأن هذه الإشاعة على ما كان بينه وبين نجاش الحبشة، وكان الباشا قد أمر أن يذهب به إلى مجلس الأحكام بقلعة الجبل، فكانوا يأتون أمام المجلس كل يوم مرة أو مرتين، ويضيقون عليه الخناق في التحقيق، أما هو فكان هادئا ثابتا يتكلم برزانة وتعقل، فاغتاظ عباس باشا، واشتد غضبه على الأقباط، فأمر بفصل الموظفين منهم من خدمة الحكومة، ونفي الأعيان منهم إلى ستار في السودان ودارفور، وأذل الباقين في مصر كلها وعاشت الكنيسة والشعب في اضطهاد رهيب.

استدعى بعد ذلك كتخدا باشا (في مرتبة رئيس الوزراء الآن) جاد أفندي شيحة وأعلمه برغبة الباشا في اختيار بطريرك غير القس داود، وطلب منه التعجيل في ذلك خشية تدخل القنصل الإنجليزي، فجمع جاد أفندي الأساقفة وعرض الأمر: فكثرت آرائهم وحججهم، في الوقت الذي اتفق فيه حزب أسقف أخميم على تنفيذ رغبتهم بالحيلة. وكانت حيلتهم أنهم يجتمعون ليلا في دير ليرسموه بطريركا، فإذا أصبح الصباح وجد أنصار القس داود أن السهم قد نفذ، فيرضخون مكرهين أمام الواقع، وكما قبل من قيل أن جاد أفندي شيحة قد حصل على أمر شفهي من عباس الأول برسامته.

اجتمع الأساقفة بالدار البطريركية ويتبعهم الغوغاء سرا ومعهم أسقف أخميم وجاد أفندي وبعض أقاربه، وأغلقوا عليهم الأبواب، ووضعوا عليها حراسا، وبدأوا يتممون الرسامة في الداخل سرا، ولكن حيلتهم لم تتم. إذ بينما هم كذلك ظهر أحد العميان العرفان وجعل يطوف في شوارع المسيحيين والحارت والأزقة وينادى أن قوموا من نومكم يا قوم، ففي هذه اللحظة يتممون رسامة أسقف أخميم. وظل ينادى ويصيح حتى استيقظ الناس وانطلقوا مسرعين إلى الدار البطريركية فتصدى لهم الحراس فاقتحموا الأبواب، وكثر الهياج، وكان في البطريركية بعض الأحباش نيام فاستيقظوا وسألوهم الخبر، فأوعزوا إليهم بإخراج الأساقفة من الكنيسة بالقوة، فأمسكوا القس وكسروا أبواب الكنيسة، واخرجوا الأساقفة رغما عنهم، واختلطت الأصوات وتعالى الصياح، واستمر الهياج خارج الكنيسة وداخلها وفي الشوارع المؤدية إليها حتى مطلع الفجر!!

ولما خابت جهود المتشعين (المُناصِرين والذين وراءه) للأسقف جعلوا يختلقون الأقاويل على القس داود، فأشاعوا انه في مدة إقامته بالحبشة تزوج من إمرأة حبشية وله منها ولدان، وكان أصل هذه الإشاعة قسيس حبشي كان مغتاظا منه بسبب ما ذهب إلى الحبشة من أجله، وكان قد أتى ليشي به بهذا القول إلى البطريرك ليعطل رسامته فوجده قد تنيَّح، ولما استقصى الناس عن حقيقة هذا الإشاعة أتضح كذب القس الحبشي.

ورأى القنصل الإنجليزي أن الفتنة كادت تعم، فحذر عباس باشا من سوء العاقبة، وكان الخلاف قد ظل قائما عشرة أشهر، انتهى بتوسيط الحكومة الأنبا كيرلس مطران الأرمن الأرثوذكس بالقاهرة في الصلح بين الفريقين، ولم يوفَّق أولًا، لكنه أعاد الكرة ونجح أخيرا في إقناع الطرفين برسامة القس داود مطرانا عاما أو مطرانا لبابليون على رأى بعضهم، فإن ثبتت كفاءته قلدوه البطريركية بعدئذ، وان لم تثبت فيظل مطرانا لمصر، ويتجه الأقباط بعد ذلك إلى مرشح آخر، ثم كتبت له تزكية بذلك ووقع عليها كل من: الأنبا صرابامون أسقف المنوفية، الأنبا ابرام أسقف أورشليم، الأنبا باكوبوي (ياكوبوس - يعقوب) أسقف المنيا والاشمونين، الأنبا أثناسيوس أسقف منفلوط، الأنبا مكاريوس أسقف أسيوط، الأنبا يوساب أسقف جرجا واخميم، الأنبا إبرام أسقف قنا وقوص، الأنبا ميخائيل أسقف إسنا، الأنبا اسحق أسقف الفيوم والبهنسا والجيزة.

ومن رؤساء الأديرة: القمص عبد القدوس رئيس دير السريان، والقمص حنا رئيس دير البراموس، والقمص جرجس كاهن دير أبو مقار وإذ كان جماعة الأحباش لا يحبون القس داود ولم يرضوا عن رسامته اجتمعوا مع بعض العامة وبأيديهم العصي ودخلوا الكنيسة قبل إتمام الرسامة، وصاحوا في وجوه المصلين بالسب والشتم، واشتد الهياج، فهرب الأساقفة، وتعقب الأحباش القس داود ليقتلوه فاختفي، ولكن الكتلة كانت قد اتحدت على رسامته مطرانا، فرشم في اليوم الثاني باسم كيرلس وكان ذلك في يوم 10 برمودة 1569 / 1853 م.

وقد لاقى في أيامه هذه أسوأ معاملة وأسوأ مقابلة (فقام خصومه وحالوا بينه وبين إنجاز مصالح الطائفة، واشتدوا عليه شدة بالغة، حتى كان إذا أراد النوم لا يجد لرأسه وسادة ينام عليها، ولا لجبينه فراشا، وإذا جاع لا يقدمون طعاما إلا ما يسمحون به له، وإذا زاره احد لا يسمحون له بلقاؤه، أما هو فكان ساكن البال، رائق الحال لا يألوا جهدا في تأليف القلوب المتفرقة والنفوس المتنافرة، حتى طرحوا الخلاف جانبا، ومنذ ذلك الحين أخذ يباشر أعمال الطائفة.


أعماله بعد الرسامة:

بعد أن استقر الأنبا كيرلس في منصبه كمطران عام لجميع تخوم الكرازة المرقسية بدأ بهمة لا تعرف الكلل في تنفيذ مخططه الإصلاحى دون حساب لما يدور حوله، فوجه اهتمام إلى نشر التعليم بين أبناء شعبه، وكتب في ذلك منشورا مطولا ينتقد فيه طرق تعليم النشئ في الكتاتيب التي يديرها عرفاء فاقِدوا البصر، وجعل يحث الأراخنة والمعلمين وأرباب الحرف على المساهمة في جمع المال لإنشاء المدارس النظامية لتهذيب البنين والبنات ونشر المعارف الصحيحة في كل البلاد، فاستجاب الشعب لرغبته وانهالت العطايا عليه، فبلغ ما جمعه من تبرعات لهذا المشروع 44106 فرشا، وبالطبع كان لهذا المبلغ قيمته في تلك الفترة.

وكان أول عمل باشره هو بناء المدرسة الكبرى للأقباط وكانت إلى فترة وجيزة موجودة في فناء البطريركية القديمة بالدرب الواسع، كما اشترى عدة منازل وهدمها وأقام على أنقاضها مدرسة مسيحية ويقال أنه أنفق في بنائها 600 ألف قرشًا، فكان بناؤها موجبا لإجماع الجميع على اختياره بطريركا، وطلبوا من قنصل انجلترا معاونتهم على ذلك لدى عباس باشا الأول، واخذ فعلا موافقته بحضور الأساقفة ما عدا أسقفي أخميم وأبو تيج ورسم بطريركا ولقب بكيرلس الرابع في 28 بشنس 1570 س / 1854 م.

ومما هو جدير بالذكر أن الذين كانوا يوصَفون بالزايرجة وأصحاب الطوالع الفلكية من مرشحي الأنبا يوساب كما أسلفنا أشاعوا انه لو جاء كيرلس بطريركا فسوف يكون شؤمًا على حاكم البلاد، وتلعب الصدفة دورها ويقتل عباس الأول في قصره بينها في 14 يوليو 1854 أي بعد رسامته بطريركا بأربعين يوما فقط، فعمد البعض إلى تصديق هؤلاء الدجالين!


+ وكان من إصلاحاته المبكرة أيضا أن أصدر أيام أن كان مطرانا على مصر منشورا في 23 أغسطس 1853 يوصى فيه بالآتي:

1- منع الكهنة من عمل عقد أملاك عند إجراء الخطوبة حتى تترك فترة للتعارف.

2- تحذير الكهنة من تزويج البنات القاصرات.

3- تحذير تزويج النساء المترملات المتقدمات في السن من الشباب.

4- تحتيم أخذ رضاء وموافقة الزوجين قبل الإكليل المقدس.

ولما تمت رسامته بطريركا باحتفال عظيم قدمت عليه الوفود للتهنئة، أما هو فسعى لجمع قلوب الناس على المحبة وإزالة أسباب النفور حتى تم له ما أراد، ثم عكف على العمل لما فيه رقى الأمة القبطية، فنظم إدارة البطريركية والأوقاف، وأتم بناء المدرسة ليجعل التعليم في متناول الجميع بعد أن كان قاصرا على مدارس الدولة التي كان قد أنشأها محمد على واقتصرت على أبناء الوجهاء، وبعد جلوسه على الكرسي البابوى وسع مساحتها حتى تستوعب أكبر عدد من التلاميذ وافتتحها رسميا بحضور وجهاء الدولة في سنة 1855، وكان يقوم بكل مطالب التلاميذ من دفع مرتبات المدرسين واختارهم من المهرة في تعليم اللغات الحية من عربية وتركية وفرنسية وإنجليزية وإيطالية مع كافة المواد الأخرى التي أقرتها برامج المدارس الحكومية، وجعل فيها التعليم والكتب والأدوات بالمجان.

ومن شدة اهتمامه بها كان يزور غرف التدريس دائما كل يوم مرة أو مرتين، ويستمع لالقاء المدرسين للدروس، ثم أنشأ بالمدرسة قاعة يستقبل فيها الزوار لاسيما الأجانب الذين كان يكلفهم بفحص غرف التدريس وإبداء ملاحظاتهم عليها وما يؤول لنجاحها.

وكان يقوم هو نفسه بإلقاء بعض الدروس التاريخية والأدبية على الطلبة مما يناسب إدراكهم وسنهم، وجعل تعليم اللغة القبطية إجباريًا مع الإشراف على ذلك بنفسه، وإذ رأى أن بعض الطلبة من جهات بعيدة يتكبدون مشقة الحضور إلى المدرسة أنشأ لهم مدرسة بحارة السقايين كان يزورها كل أسبوعين، كما أنشأ بحارة السقايين مدرسة أخرى للبنات فكانت أول لفته في مصر لتعليم البنات، حيث كانت البنات تعانى من قبل من الجهل وعدم العناية بها.


مشكلة في طريق التعليم:

لقد كان إقبال الأقباط -رغم ذلك- على التعليم في مدرسة الأزبكية (الأقباط الكبرى) قليلا، فلم يزد عدد طلبتها على مائة وخمسين طالبا، وكان المشار إليهم في تعليم الأطفال حينئذ جماعة من العرفان، فلما أحسوا بما أجراه البطريرك سعوا يلقون بالفتنة ضده في البر، وجعل هؤلاء العرفاء يوهمون أهالي الأولاد بأن بين البطريرك والوالي عقدا على أن يجند له من الأولاد ألوفًا، وكان إذا وصل الدار البطريركية شيئ من الأدوات المدرسية بكوا وناحوا، وقالوا هذه آلات للحرب وإذ رأى البابا كيرلس الرابع هذا الخطر يتزايد من جراء إشاعات هؤلاء العرفان، بدأ يستميلهم بأن أشركهم في مراحل التعليم الأولى في الدارس التي أنشاها، فلم تمض مدة حتى بدأوا يرتلون بحمده ويستديروا مائة وثمانين درجة!!

ولقد أنجبت المدارس أبناء كثيرين تكلموا باللغات المختلفة، وكانوا من الأقباط المسيحيين منهم عبد الخالق ثروت باشا رئيس الوزراء في العشرينات من هذا القرن، وكان يدعو سنويا كبار القوم ليوزع الجوائز الفاخرة على التلاميذ النابغين تشجيعا لهم وتنشيطا لسواهم.

وقد كلف أحد قسوس الكنيسة الكبرى بالأزبكية (القمص تكلا) وكان يجيد الألحان بأن يختار من بين التلاميذ عددا من ذوى الأصوات الحسنة، وعهد إليه بتعليمهم، وأعد لهم ملابس خاصة ليقوموا بالخدمة في الكنيسة، مما دفع الأهالي للإعجاب بالمشروعات ودفعوا أولادهم على الالتحاق بمدارسة والانتظام فيها.

وبعد قليل تخرج من هذه المدرسة عدد كبير، واتفق إنشاء مصلحة السكك الحديدية بمصر فدخلوها موظفين، وانتشروا في محطاتها، وكانوا يؤدون أعمالهم باللغة الإنجليزية، وعمل بعضهم في البنوك وعند التجار لمعرفتهم باللغات الأجنبية.

كان اهتمامه عظيما باللغة القبطية وإحيائها، فطبع منها عدة كتب، وبدأ الطباعة بلندن، فتعلمها أعضاء الكتبة القبطية، وتكلموا بها، فكانت في آخر أيامه من أهم اللغات التي كان يتكلم بها أبناء المدارس لديه، وقد أنشأ حوالي 12 مدرسة منها مدرسة للبنات علا فيها التدريب المنزلى من طهى ونسيج وخياطة وتطريز وبعض أعمال الخدمة الطبية إلى جانب علوم الدين واللغات.





إصلاحاته الأخرى:

1- وجه عنايته إلى ترميم الكنائس وإعادة ما تخرب منها فأعادها إلى ما كانت عليه، ولما رأى صعوبة تحمل مساكن حارة السقايين والجهات القريبة منها المشاق لحضور الصلاة في الكنيسة المرقسية بالأزبكية سعى لدى سعيد باشا سنه 1572 س ليحصل على إذن ببناء كنيسة في تلك الجهة فصدر له في 5 ربيع الأول 1272 هجرية، فكرس مكانا بمنزل رجل شهرته القيصاوى ليكون كنيسة إلى حين التمكن من بناء جديد، وأقام أول صلاة شكر في تلك الكنيسة وبقيت كذلك إلى أن بنيت الكنيسة الحالية في عام 1881 م.

2- أما كنيسة البطريركية بالدرب الواسع بالأزبكية فقد وجد مبناها الذي كان قد بناه المعلمان إبراهيم وجرجس الجوهرى ضيقا متواضعا، وأن عمارتها ضعفت ومهدده بالانهيار فقام بهدمها من أساسها ووضع تصحيحا يليق بكاتدرائية كبرى تليق بمركز الرئاسة وترفع من شأن قومه أمام الجاليات الأجنبية، واحتفل بوضع أساسها يوم الخميس 6 مايو 1858 بحضور كثيرين من وجهاء مصر وكبار رجال الدولة إلا انه مات أثناء بنائها فأكملها خليفته وبمثريوس الثاني.


إنشائه للمكتبة:

عقب هذا التقدم والنجاح العلمي والديني، وجه نظره نحو إنشاء مكتبة تجمع الكتب النفيسة، فوجد في الدار البطريركية كثيرا من الكتب المهملة دون عناية، وبها كتب نفيسة للغاية، فجعل يصلح نظمها وتنظيمها ووضعها في مكان خاص بها أخذ يجمع من خزائن الأديرة الكتب الثمينة والسجلات المهمة لوضعها في المكتبة، كما أمر بتصحيح الكثير من كتب الكنيسة، حيث كانت تضم كثيرا من الحشاوي والتخاريف فأصلحها وضبطها.

إنشائه المطبعة:

عندما انتظمت مدارس البنين والبنات التي أنشأها، رأى أن رسالتها لا تكتمل إلا بوجود مطبعة تتولى طبع الكتب المدرسية، وما تحتاج إليه الكنيسة من الكتب الدينية على اختلاف أنواعها، وكانت حتى ذلك الحين تعتمد على الكتب المخطوطة التي حرفها النساخ أو كتبوها بخطوط رديئة تصعب قراءتها، فكلف صديقًا له يدعى رفلة عبيد الرومى بشراء مطبعة من أوربا وفعلا حقق له رفلة رغبته واشترى له مطبعة من إيطاليا، وصلت ميناء بولاق وكان يومها في دير الأنبا انطونيوس بالصحراء الشرقية، فكتب إلى وكيل البطريركية بالقاهرة بأن يستقبلها في زيه الكهنوتي ويكون الشمامسة بملابسهم الكهنوتية، وهم يرددون ألحان الفرح والسرور، ولما عابه البعض على ذلك بعد مجيئه من البرية، أجابهم لو كنت حاضرا فور وصولها لرقصت أمامها كما رقص داود النبي أمام تابوت العهد.

+ قام بتوسيع بعض الأديرة مثل دير السريان، وأرسل من قبله عمالا قاموا بقطع الأحجار من هضبة مجاورة، وزودهم بعربة لنقلها ونقل مواد البناء ومستلزماتها أثناء العمل.

+ نظرا لما كان يعرفه من خطورة بعض الكهنة وتأثير المادة عليهم، بدأ يصلح أحوالهم المعيشية وربط مرتبات شهرية لبعضهم حتى لا تقف المادة عائقا لخدماتهم، وبدأ في عمل مدرسة إكليريكية لتعليمهم.

+ كان راهبا صلبا، ولكنه بجانب عطفه على الرهبان الذين اختاروه رئيسا لهم في الدير إلا أنه كان قاسيا عليهم ليحد من حريتهم، فكان خشنا رسمى (أبو نبوت) فلم يسمح بخروج الراهب من ديره إلا للضرورة.

+ كانت المرأة تعد من سقط المتاع، إلا في مجال الأمومة، فجاء البابا كيرلس الرابع ليغيرها، فأصبحت شريكة الرجل في كل أطوار حياته، وعمل على تعليمها وتهذيبها في مدرسة خاصة بها وكانت الأولى في مصر، وقد اقتدت الحكومة به، ونظرت إليه كرائد اجتماعي وفتحت بعده مدارس البنات، كما حفظ للمرأة كرامتها فلم يكن يسمح بالطلاق إلا لعلة الزنا تطبيقا لمبدأ الإنجيل، كما كان يوصي أولاده المسيحيين بعدم التفريق بين الاثنى والذكر في الميراث فهم سواء لأن الله لا يميز بين روح الرجل وروح المرأة.

+ من الأعمال النافعة التي حققها أنه أقنع الحكومة باستعمال التاريخ القبطي، وقال في ذلك صاحب كتاب التوقيعات الإلهامية (في ابتداء 21 شوال سنه 1271 ه استعملت التواريخ القبطية بحسابات مصر) أي من أول أبيب 1571 شهداء الموافق 7 يوليو 1855، وبقى مستعملا إلى أن أبدل بالتوقيت الإفرنجي من أول ديسمبر 1875 م.

+ ومن تأثيره كذلك أنه نهض باللغة القبطية، وأصلح النطق بحروفها بمساعدة أحد مدرسي اللغة اليونانية في المدرسة العبيدية،

فنبغ في مصر وقتها كثيرون كان في مقدمتهم، المعلم عريان جرجس مفتاح - القمص فيلوتاوس إبراهيم عوض - برسوم إبراهيم الراهب - فانوس ميخائيل جرجس - الدكتور إبراهيم بك حلمي من مركز صحة السويس.

+ ولما صدر الفرمان السلطانى في 18 فبراير سنه 1856 بمساواة كل المواطنين والتمتع بكافة الحقوق، قام البابا كيرلس الرابع وتقدم إلى الوالي يطلب منه تطبيق نصوص الفرمان على جميع المصريين فوعده الباشا بذلك، ولكن عندما رآه يماطل في تنفيذه استاء من تهربه وتوجه إلى دير الأنبا انطونيوس ومعه الأنبا كلينيكوس بطريرك الروم الأرثوذكس الذي كانت تربطه به صداقة قويه، ومكثا هناك قرابة ستة أشهر، فانتهز قنصل فرنسا هذا الخلاف وعرض على البطريرك تسوية الأمر بينه وبين أمير البلاد شريطة أن يسمح للرهبان اليسوعيين بتأسيس مراكز تبشيرية في الحبشة إلا أن البابا رفض هذه الوساطة التي لا تتفق ومصلحة الكنيسة.

+ عندما تولى سعيد باشا الحكم واجهته مشاكل متعددة فيها الجيش والتجنيد، فجعل التجنيد إجباريا على كل المصريين، وشن نظاما للاقتراع يدعى بموجبه كل المصريين بلا فارق بينهم لحمل السلاح حتى الأقباط، وقد رحب البابا كيرلس بهذا ليكون القبطي مواطنا لأخيه المسلم ويكون هذا مبررا لرفع الجزية التي كانت تدفع بدعوى الدفاع عن المسيحيين، وان كان الأقباط قد خافوا ووقعوا ضده في هذا، إلا أنه استمر في موقفة وشجع سعيد باشا على هذا، ليكون للمسيحي شرف الجندية وشرف المواطنه كمصرى.


سفره الثانى إلى الحبشة:

وقع في أيام البابا كيرلس الرابع خلاف بين الحكومتين المصرية والحبشية بسبب تعيين الحدود بينها، وقيل أن السلطان عبد المجيد العثمانى هو الذي أوعز إلى سعيد باشا خديوي مصر بأن يرسل بطريرك الأقباط إلى البلاد الحبشة لعقد اتفاق بينه وبين ثيودور ملك الحبشة Tewodros II أو Theodore II الذي كان قد تعدى على بعض نقاط الحدود في إقليم هرر Harrar وحدثت مشاكل للتابعين في ذلك الوقت للحكومة المصرية العثمانية، فجهزت له باخرة، وقام البطريرك بهذه المهمة السياسية بدون أن يدرى به أحد إلا الذين رافقوه في السفر وبعض خدامه، وألفت النظر هنا إلى أن الكنيسة القبطية لا تعمل بالسياسة أصلا ولا تتدخل فيها إلا إذا طلب منها، وأن تنفيذها للسياسة في حدود ما تكلف به فقط ويقود إلى حياتها الدينية كما هو موضوع بها.

وقد سافر البابا كيرلس الرابع رغم أن السفر كانت تعلوه الكآبة ويشوبه التشاؤم من هذه السفرية، وكان يرافقه اثنان من أغوات المنزل (جمع أغا)، فانتهز فرصة طول السفر وتعلم منهم التركية.

ولما علم النجاش بقدومة خرج لملاقاته بموكب حافل على مسيرة ثلاثة أيام من عاصمة مملكته، وطلب منه أن يمسحه ملكا بحضور جميع ملوك الحبشة، وكان في الحبشة بعض من المرسلين الإنجليز المرسلين من (جمعية التبشير بالإنجيل) لبث تعاليم ما رتبه لوثر كينج البروتستانتية بين الأحباش، وقد تقربوا من النجاش بعمل المدافع وصنع الاسلحة لحبشة، وتعليمهم فنون الحرب والقتال، حتى سأل إليهم وأعطاهم الحرية ليجولوا في كل مكان، فكانوا يعبثون بطقوس الكنيسة القبطية، ولم يفلح مطران الحبشة في مقاومتهم، فانتهز فرصة وجود البطريرك ورفع أمرهم إليه، فبعد انقضاء الأفراح طلب البطريرك من النجاش أن يرد لبلاد مصر ما أخذه منها، فأجابه إلى طلبه بسرور زائد، ثم كلمه بشأن المرسلين الإنجليز وطلب منه ترحيلهم، فاعتذر بكونهم يعلمون جنوده فنون الحرب، فأفهمه أن الحال غير داعية للحرب، فأمر النجاش بإخراج المرسلين من بلاده، فحقدوا على البطريرك وعملوا على الانتقام منه.

وكان البطريرك قد بعث يطلب من سعيد باشا أن يسير إليه بعض الصناع والمعلمين، فدس إليه قنصل الإنجليز بأن كيرلس هذا يريد أن يسلم بلاده إلى النجاش، ومازال سعيد باشا حتى قام إلى الخرطوم بجيش عظيم، وفي الوقت نفسه كان الإنجليز يحيكون مكيدة أخرى ضد كيرلس لدى النجاش، فدسوا عليه أنه قدم لطرد الإنجليز الذين كانوا يعدون لك الآلات الحربية ليمكن والي مصر منه، وقد حمل إليه من قبل سعيد باشا كسو (كساء) مسموما إذا ما لبسته قضي عليه! وكان فعلا من بين الهدايا التي قدمها البابا كيرلس للنجاش برنسا مزركشا بالجواهر الكريمة فهاب النجاش الأمر، لاسيما لما علم بقدوم سعيد باشا بجيشه إلى الخرطوم، فأمر بسجن البطريرك وضيق عليه الخناق، وخشية من أن يفلت البطريرك، ويمسح ملكا آخر للحبشة سواه، اصطحبه معه، فكان يسوقه أمامه في كل مكان يحل به محاطا بالحراس وكان إذا جلس يقف أمامه، ويبكته بأغلظ الألفاظ.
تمكن البابا من أن يصل إلى والدة النجاش، وكانت تقية ورعة، وأفهمها بحقيقة الأمر، فتوسلت إلى ولدها من جهته، فسمح له أن يدافع عن نفسه، فتمكن من إقناعه بجليل مقاصده، ومن ثم طلب أن يلبس الثوب الذي ارتاب فيه فلبس البطريرك مدة يومين دون أن يصاب بأذى، ولبسه رجل محكوم عليه بالإعدام مدة ثلاثة أيام فلم يصبه سوء، وكان النجاش قد أمر بحرم البطريرك حيا، فعفي عنه، وأرسل البطريرك إلى سعيد باشا أن نجاحه متوقف على رجوعه من حيث أتى، فرجع سعيد باشا إلى مصر بقواته من الخرطوم، وهنا عرف النجاش حقيقة الموقف، واعتذر للبطريرك على سوء فعلته وذلك برفع حجر على رأسه كعادة الأحباش وكان قد مر أكثر من سنه منذ خرج الأنبا كيرلس من مصر ولم يرد عنه خبر أو يسمع عنه شئ،
( أنظر ستجد الكثير من سير الآباء بطاركة الكرسى المرقسى السكندرى هنا فى منتدى أم السمائيين والأرضيين ). وكان الناس قد قلقوا عليه كثيرا، وبعد سنه وأربعة اشهر حل مكتوب منه ينبئ بأنه وصل إلى الخرطوم ومعه اثنان من رجال حكومة الحبشة، أحدهما قسيس الملك والثاني وزيره، فسر الشعب بعد أن ظنوا أنه مات، ووصل إلى القاهرة في 17 أمشير 1574 ش. وقد استقبل استقبالا عظيما.


نهاية البابا كيرلس:

لم ينسى الإنجليز له موقفه هذا فدبروا له مأساة محزنه لقاء إيعازه للنجاش بطرد تابعيهم من الحبشة، ولم يمكنهم من أخذ السلطان، كما اشتد غيظ الإنجليز عندما علموا أنه ينوى توحيد الكنائس الأرثوذكسية، فبعد رحيل وزير نجاش إلى الحبشة شعر البابا كيرلس بتغير محمد سعيد باشا عليه واتفق انه اصطحب معه بطريركي الروم والأرمن إلى دير القديس انطونيوس كما أسلفنا ترويحا عن أنفسهم، فانتهز القنصل الإنجليزى ودس له عند سعيد باشا بأنه يريد توحيد الكنائس تحت حماية روسيا التي كانت مكروهة من السلطان ومن سعيد باشا، فأرسل سعيد باشا إلى مدير مديرية بنى سويف يأمره بأن يستدعى البطريرك فورا، فاستمهله أياما، فاشتد غيظ سعيد باشا، ويروى التاريخ أنه كان في أحد الأيام أن جاء إلى البابا رسول من قبل محافظ مصر يستدعيه إلى الديوان لأمر لا يتم إلا بحضوره، فلم يقبل الذهاب، وصرف هذا الرسول بالحسنى فعاد إليه مرة ثانية وثالثة، فلم ير البابا بدا من الذهاب، واصطحبه وغاب ساعة وعاد ووجهه يقطر منه العرق، وقد نزلت به حمى، فعرف العلة وأشار بالدواء، فلم يأته حتى أتاه طبيب محمد باشا بأمر منه، وأخذ في علاجه، وظل يعالجه أياما، وقد اشتدت عليه الحمى وعظم مرضه، وفقد الرشد وسقط شعر رأسه ولحيته على وسادته وانحل جسده.. ومات.

ويروى من كانوا حوله، انه لم يقبل السم في القهوة لأنه سمعهم يتكلمون بالتركية وكان يفهمها، ورجع إلى قلايته حزينا، حتى حضر إليه كل من صديقه ربيب الأرمن والخواجة حنا مسرة وأحضرا له طبيبا قالا عنه أنه أمين، ولكنه دس له السم في الدواء، ولما شعر به يمزق أحشاءه من الألم سلم أمره لله وجعل يردد

(لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد، بل خافوا من يقتل النفس).
وكانت وفاته في ليلة الأربعاء 23 طوبه 1577 ش. / 1861 م. ودفن بقبره الذي كان قد بناه لنفسه بالكنيسة الكبرى، بعد أن قدم للكنيسة ولمصر كل هذه الأعمال الجليلة والإصلاحات الكبيرة ومن ثم دعي (أبو الإصلاح).

ولربنا المجد دائما ابديا امين .




تابع تاريخ الأباء بطاركة الأسكندريه فيما بعد.








التوقيع

آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 06-16-2013 في 03:20 PM.
رد مع اقتباس
قديم 06-16-2013, 04:00 PM   رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ملاك حمايه جرجس
 

 

 
6011 تابع تاريخ الاباء بطاركة الاسكندرية







البابا ديمتريوس الثانى
الطريرك الـ 111
( من 1862 - 1871م )

الوطن الأصلي : جلده بني سويف
الأسم قبل البطريركية : ميخائيل
الدير المتخرج منه : أبو مقار
تاريخ التقدمة : 9 بؤونه 1578 للشهداء - 15 يونيو 1862 للميلاد
تاريخ النياحة : 11 طوبه 1586 للشهداء -18 يناير 1870 للميلاد
مدة الأقامة على الكرسي : 7 سنوات و 7 أشهر و 3 أيام
مدة خلو الكرسي : 4 سنوات و 9 أشهر و 14 يوما
محل أقامة البطريرك مدة الرئاسة المرقسية : بالأزبكية
محل الدفن كنيسة مارمرقس بالأزبكية
الملوك المعاصرون : سعيد باشا و اسماعيل باشا

+ ترهب بدير الأنبا أنطونيوس.
+ اختاروه رئيساً للدير.
+ رسموه بطريركاً نظرا لتقواه وعلمه.
+ طاف فى باخرة حكومية متفقداً كنائس الوجه القبلى فرد الضالين وثبت المؤمنين.
+ بعد أن كمل جهاده وأكمل فى الرئاسه سبع سنين وسبعة أشهر وسبعة أيام تنيح بسلام فى 11 طوبه سنة 1586 ش.

بركة صلاته تكون معنا آمين.

السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
جلوس البابا ديمتريوس الثاني البطريرك ال 111 (10 بؤونة)
في مثل هذا اليوم من سنة 1578 ش. (15 يونيو سنة 1862 م.) تذكار جلوس البابا ديمتريوس الثاني البطريرك ال 111 علي كرسي الكرازة المرقسية. ولد هذا الأب ببلدة جلدة محافظة المنيا وترهب بدير القديس مقاريوس ولما تنيَّح رئيس الدير اختاروه للرئاسة فأحسن الإدارة. ونظرا لما اتصف به من حسن الصفات رسموه بطريركا خلفا للبابا العظيم الأنبا كيرلس الرابع البطريرك ال 110 وقد أكمل بناء الكنيسة المرقسية الكبرى كما شيد جملة مبان في البطريركية وفي ديره بنواحي اتريس. وفي سنة 1869 م. حضر الاحتفال بفتح قناة السويس وقابل أعظم الملوك ونال حسن الالتفات من السلطان عبد العزيز، انه عندما تقدم منه هذا البابا للسلام عليه، قبله علي صدره ففزع السلطان من ذلك. فوثب الحجاب عليه ثم سألوه قائلين: لماذا فعلت هكذا؟ فقال: أن كتاب الله يقول: قلب الملك في يد الرب (ام 21: 1). فأنا بتقبيلي هذا قد قبلت يد الله. فسر السلطان من حسن جواب البابا وأنعم عليه بكثير من الأراضي الزراعية لمساعدة الفقراء والمدارس وقد طاف البطريرك في باخرة حكومية متفقدا كنائس الوجه القبلي فرد الضالين وثبت المؤمنين وبعد أن أكمل في الرئاسة سبع سنين وسبعة أشهر وسبعة أيام تنيَّح بسلام ليلة عيد الغطاس 11 طوبة سنة 1586 ش. (18 يناير سنة 1870 م.)

صلاته تكون معنا.

معلومات إضافية

هو ميخائيل وكان رئيسا لدير القديس مقاريوس ببرية النطرون وانتخب للبطريركية وسيم بطريركا في 1862 م. أواخر عهد الخديو محمد سعيد، ولما زار الخديوي بعد الرسامة قال له الخديوي: "لا تفعل مثل سلفك فكل ما يلزمك قل لي عليه وأنا مستعد لتأديته لك". وفي هذا ما يشير إلى ارتكاب جريمة قتل البابا ابى الإصلاح.

وقد بدأ هذا البابا رحلة عمله باستكمال ما قد بدأه أبو الإصلاح، فاكمل الكنيسة الكبرى بالأزبكية، كما استمر يدير حركة المدارس التي أنشئت في عهد سلفه، وكان من خطر انه في ولاية إسماعيل باشا أبو التنوير أن لقي مشروع المدارس هوى في نفسه، فأنعم عليه بمساحة من الأراضي الزراعية وقفا على البطريركية والمدارس.

كما أصدر أمرًا كريما له بإجراء امتحان مدارسه بعد امتحان المدارس الأميرية كالرسوم الجبرية، وكان الامتحان يبدأ باحتفال يحضره كل عام كرام القوم والعلماء والأمراء، مما عزَّز مركز المشروع وتكريم الخريجين الذين سمح لهم أكثر بالتعيين في وظائف الحكومة.

ولما قدم السلطان العثماني عبد العزيز لزيارة لمصر 1863 بدعوة من إسماعيل باشا ليرضى عنه وعن تصرفاته، دعا إسماعيل العلماء والوزراء والآباء الروحيين والوجهاء ليحظوا بمقابلة هذا السلطان في يوم حدد لهذا اللقاء العظيم، وقد وافق هذا اليوم يوم الجمعة العظيمة للأقباط الأرثوذكس، كانت العادة (البروتوكول) أن من يدعى للمثول بين يدي السلطان يقبل طرف ثيابه، فلما جاء دور البابا ديمتروس تقدم إلى السلطان، ولثم صدره مما أزعجه وادهشه، كما اندهش الحاضرون لأنهم اعتبروا هذا جسارة من البابا لم يجرؤ عليها أحد منهم، ولما شكى عن معنى هذا التقبل الغريب، أجاب: (إنما أنا اقبل يد الله ملك الملوك وسلطان السلاطين لأنه ورد في الكتاب المقدس "إن قلب الملك في يد الرب" (أم 21: 1) وكان مع البابا القس سلامة ترجم هذه العبارة بالتركية للسلطان الذي سر جدا منه واقسم مسرورا ووهب ألف فدان من أملاك الحكومة للمدارس القبطية، ثم زادها الخديوي إسماعيل خمسمائة فدان أخرى في مديرية الشرقية.

وكان هذا البابا يتابع أولاده ويفتقدهم حيث كانت الذئاب الخاطفة من المذاهب غير الأرثوذكسية نشطة في تلك الأيام، وكان يصحبه في هذه الزيارات الايغومانس فيلوتاوس رئيس الكنيسة الكبرى، وعنيت له الحكومة مركبا نهاريًا من طرفها زار بها بلاد وكنائس الوجه القبلي.

توفي ليله عيد الغطاس 1870 م.
ولربنا المجد الدائم الى الأبد أمين






البابا كيرلس الخــامس
الطريرك الـ 112
( من 1874 - 1927م )





الوطن الأصلي له : تزمنت بني سويف
الأسم قبل البطريركية : يوحنا
الدير المتخرج منة : البراموس
تاريخ التقدمة : 23 بابه 1591 للشهداء - أول نوفمبر 1874 للميلاد
تاريخ النياحة : أول مسرى 1643 للشهداء - 7 أغسطس 1927 للميلاد

مدة الأقامة على الكرسي : 52 سنة و 9 أشهر و 6 أيام

مدة خلو الكرسي : سنة واحدة و 4 أشهر و 10 أيام

محل أقامة البطريرك مدة الرئاسة : المرقسية بالأزبكية

محل الدفن : كنيسة مارمرقس بالأزبكية

الملوك المعاصرون :
اسماعيل باشا و توفيق باشا و عباس باشا
الثاني و السلطان حسين و فؤاد الأول


+ كان راهباً ناسكاً قديساً بدير السيدة العذراء الشهير بالسريان بوادى النطرون ثم انتقل
إلى دير البراموس وهناك رسموه قساً ثم قمصاً.
+ ذاعت فضائله من علم وحلم وتقوى ، فرسم بطريركاً فى 23 بابه 1591 ش.
+ ازدادت الكنيسة فى عصره بالقديسين والعلماء مثل الأنبا ابرآم مطران كرسى الفيوم حبيب
الفقراء ، والإيغومانس فيلوثاؤس ابراهيم رئيس الكنيسة المرقسية الكبرى ، والأب العالم
الجليل القمص عبد المسيح صليب البراموسى ، والشماس حبيب جرجس مدير الكلية
الإكليريكية.
+ بذل البابا أقصى جهده فى النهوض بشعبه إلى أرقى مستوى ، كما اهتم بطبع الكتب
الكنسية وتنيح بسلام بعد أن قضى على كرسى البطريركية اثنتين وخمسين سنة وتسعة أشهر
وستة أيام ، وذلك فى اليوم الأول من شهر مسرى سنة 1643 ش.
صلاته تكون معنا آمين.





السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
نياحة البابا القديس كيرلس الخامس بابا الإسكندرية المائة والثاني عشر (1 مسرى)
وفي مثل هذا اليوم من سنة 1643 ش. (7 أغسطس سنة 1927 م.) تنيَّح الأب التقي الجليل البابا كيرلس الخامس المائة والثاني عشر من باباوات الكرازة المرقسية. ولد هذا الأب في مدينة تزمنت بمحافظة بني سويف سنة 1831 م. من أبوين تقيين فسمياه يوحنا وربياه أحسن تربية وأنشأه علي الآداب المسيحية وكان ذا ميل شديد إلى الدراسة في الكتاب المقدس وأخبار القديسين.

وفي سنة 1843 م. رسم شماسا وهو ابن اثنتي عشرة سنة فقام بخدمة الشماسية خير قيام. ولما كان ميالا بطبعه الفطري إلى الزهد والتقشف وحب الوحدة فقد ترك العالم وقصد دير السيدة العذراء الشهير بالسريان بوادي النطرون، وهناك تتلمذ للأب الشيخ الروحي القمص جرجس الفار أب اعتراف الرهبان وعلم أبوه بمكانه فحضر إليه وأخذه ولكن حب النسك الذي كان متملكا عليه لم يدعه يلبث قليلا فعاد إلى البرية وترهب في دير البرموس سنة 1850 م. فأحسن القيام بواجبات الرهبنة واشتهر بالنسك والعفة والحلم حتى أصبح قدوة صالحة لسائر الرهبان فرسموه قسا سنة 1851 م. ثم قمصا سنة 1852 م. وكان عدد الدير في ذلك الوقت قليلا جدا وإيراد الدير يكاد يكون معدوما فكان هذا الأب يكد ويجد في نسخ الكتب وتقديمها للكنائس ويصرف ثمنها علي طلبات الرهبان من أكل وكسوة وذاعت فضائله من علم وحلم وتقوي فرسم بطريركا في 23 بابه سنة 1591 ش. (أول نوفمبر سنة 1874 م.) باحتفال مهيب فوجه عنايته إلى الاهتمام ببناء الكنائس وتجديد الأديرة والعطف علي الفقراء والعناية بشئون الرهبان. وفي سنة 1892 م. فضل أن ينفي من أن يفرط في أملاك الرهبان كما نفي معه الأنبا يؤنس مطران البحيرة والمنوفية ووكيل الكرازة المرقسية وقتئذ وبعد ذلك عاد الاثنان من منفاهما بإكرام واحترام زائدين.
وقد ازدانت الكنيسة في عصره بالقديسين والعلماء: منهم الأب العظيم رجل الطهر والوداعة والإحسان الأنبا ابرآم مطران كرسي الفيوم (كتب تاريخه تحت اليوم الثالث من مسرى) هذا الحبر الذي بلغت فضائله حدا بعيدا من الذيوع والانتشار وبلغ من تناهيه في الإحسان علي الفقراء وذوى الحاجات أنه لم يكن يدخر نقودا بل كان كل ما يقدمه له أهل الخير يوزعه علي المحتاجين وله من العجائب التي أجراها في إخراج الشياطين وشفاء المرضي الشيء الكثير.
ومن العلماء الأب اللاهوتي الخطير والخطيب القدير الايغومانس فيلوثاؤس ابراهيم الطنطاوي رئيس الكنيسة المرقسية الكبرى والأب العالم الجليل والراهب الناسك الزاهد القمص عبد المسيح صليب البرموسي الذي كان ملما إلماما تاما باللغات القبطية والحبشية واليونانية والسريانية وقليل من الفرنسية والإنجليزية وقد تحلي بصبر لا يجاري في البحث والتنقيب في ثنايا الكتب الدينية فترك مؤلفات ثمينة تنطق بفضله.
وقد اتخذ البابا كيرلس المرحوم حبيب جرجس الذي كان مديرا للكية الإكليريكية شماسا له: فكرس حياته للكلية ونهض بها وساعد البابا في توسيع مبانيها بمهمشة وكان البابا يزورها ليبارك طلبتها وكان هذا الشماس واعظا قديرا رافق البابا في رحلاته إلى الصعيد والسودان وقام بترجمة الكتب الدينية من اللغات الأجنبية إلى العربية وأصدر مجلة الكرمة لنشر الحقائق الإيمانية بأسلوب إيجابي. وألف كتبا كثيرة منها: كتاب أسرار الكنيسة السبعة وكتاب عزاء المؤمنين وسر التقوى وغيرها وقد علم وربي أجيالا كثيرة من رجال الدين الذين نهضوا بالكنيسة وملأوا منابرها بالوعظ وإصدار المؤلفات الدينية. وقد بذل البابا البطريرك أقصي جهده في النهوض بشعبه إلى أرقي مستوي كما أهتم بطبع الكتب الكنسيَّة. وتنيَّح بسلام بعد أن قضي علي كرسي البطريركية اثنتين وخمسين سنة وتسعة أشهر وستة أيام .
صلاته تكون معنا.





معلومات إضافية
ولد يوحنا في بلده تزمنت مديرية بنى سويف سنه 1824، وبعد ميلاده بفترة هاجر به أبواه من تزمنت ليستوطنا كفر سليمان الصعيدي (كفر فرج) بمديرية الشرقية ثم توفي والده وهو طفل، فتكفل به شقيقة الأكبر المعلم بطرس، ولما بلغ سن الرشد رسمه الأنبا إبرام مطران القدس شماسا، وكانت تبدو عليه دلائل التقوى والميل إلى الزهد والانقطاع عن العالم، ومحبة الكتب والقراءة، فكان يتجنب أصدقاءه الشبان ويعكف على الروحيات.
ولما بلغ العشرين من عمره أى في سنه 1844 تردد بين أمرين: إما أن ينذر نفسه لله ويعيش بتولا بين الرهبان، أو يتزوج ويصبح أب أسرة، إلا أن الوازع الأول تغلب عليه، فقصد دير السريان ولكن أسرته سعت لإرجاعه ورجوه ألا يتركهم، إلا أنه ما لبث أن هرب ليعيش راهبا في دير البراموس.
وكان دير البراموس آنذاك يعانى من الفقر، وكانت إيراداته في أيدي الغير يستغلونها لأنفسهم، حتى أن رهبانه كانوا يقتاتون على الترمس الذي كان مدخرًا في الأديرة منذ أيام المعلم ابراهيم الجوهرى، ولذلك كان عدد رهبانه قليل وصلوا إلى أربعة رهبان، أما هو فكان معهم فتعلم أصول الفضيلة، ومن ثم اتفقت كلمتهم على ترقيته إلى درجة الكهنوت، وكتبت له ترقية ورسم قسا 1845 على يد الأنبا صرابامون أسقف المنوفية في حارة زويلة.


وبعد قليل طلبه الرهبان ليتولى إدارة شئونهم، فتسلم تدبير مجمع الرهبان بدير البراموس فنجح لأنه احتقر نفسه ليرفع الرهبان، وكان يوزع عليهم ما يكسبه من حرفة نسخ الكتب ومن هنا سمى "يوحنا الناسخ"، وتحسنت أحوال الدير في عهده وزاد عدد رهبانه.
ولما فاح عطر سيرته الحسنة، رغبت الأمة القبطية في إحضاره إلى القاهرة وتعيينه في رتبه أعلى فلم يقبل، ولم يسمح كبار الرهبان بأن يتركهم، إلى أن استدعاه البابا ديمتويوس عام 1855 ورسمه إيغومانسا ليكون مساعدا له في الكاتدرائية بالأزبكية، إلا أن الرهبان في البراموس شق عليهم هذا فكتبوا يستعطفون البابا في رجوعه فأرجعه.
القمص يوحنا ودير المحرق:
ثار رهبان دير المحرق على رئيسهم القمص عبد المسيح الهورى سنه 1857 ووفدوا إلى القاهرة برئاسة القمص عبد المسيح جرجس المسعودى مطالبين بعزل الهورى، ولما حقق البابا كيرلس الرابع في شكواهم ووجدها بسيطة لا تستحق كل هذه الثورة، لطم زعيمهم على وجهه وأمره بالتوجه إلى دير البراموس، فسار إلى هناك ومعه كل من القمص حنس والقمص ميساك والقمص ميخائيل الاشقاوى وغيرهم.
ثم ثار رهبان نفس الدير مرة أخرى في سنه 1870 وعزلوا رئيسهم القمص بولس غبريال الدلجاوى الذي هاجر بعدها إلى دير البراموس سنه 1871 ومعه مجموعة من خلصائه القمامصة، واستقبلهم هناك القمص يوحنا الناسخ، وأحبهم ولم يعاملهم كضيوف أتوا ليقيموا بشكل مؤقت بل حسبهم أخوته، لهم كافة الحقوق كرهبان الدير البراموسيون، وأشركهم معه في شئون الدير وتنمية موارده المادية والروحية.
حتى أنه لما جاء بطريركا فيما بعد لم ينسى هؤلاء الرهبان المهاجرين، بل قدَّر أتعابهم وأفسح لهم مجال الخدمة، فجعل القمص عبد المسيح المسعودى أبا الرهبان دير البراموس، ورفع عددا منهم إلى رتبة الأسقفية.


ترشيح القمص يوحنا للبطريركية:
بعد نياحة البابا ديمتريوس اجتمع الأساقفة مع وجهاء الشعب الأرثوذكسي، وقرروا تعيين مطران البحيرة ووكيل الكرازة المرقسية نائبا بطريركيا إلى أن يتفقوا على اختيار بطريرك جديد، إلا أن هذا المطران لم يقنع بهذا المنصب المؤقت بل طمع في المنصب بشكل دائم، فرشح نفسه بطريركا، ولكى يكسب عطف الشعب، شكل لهم مجلسا مليا من أربعة وعشرين عضوا واعتمده من الخديوي بقرار حكومي صدر في 29 يناير 1874.
وكان هذا المطران يخطو بثقة، بل أن وهبة الجيزاوي كبير كتاب المالية آنذاك استطاع أن يقنع الخديوي بصلاحيته دون غيره للكرسي البطريركي، فأخذ إسماعيل باشا برأيه، واظهر استعداده له متى اجتمعت كلمه الأقباط عليه.
إلا أن الأساقفة برئاسة الأنبا ايساك أسقف البهسنا والفيوم زاروا وهبه بك هذا في داره، وافهموه أنهم اتفقوا جميعا على ترشيح القمص حنا الناسخ البراموس بطريركا، وأنهم لن يرضوا غيره بديلا، كما حملوه بلهجة شديدة مسئولية تأخير الرسامة، وما يترتب عليها من سوء العواقب تضر بالأمة القبطية وبالكنيسة والشعب، وقالوا له أنه قد مات أساقفة قسقام ومنفلوط وأسيوط وقنا واسنا والخرطوم وإنهم يخشون من تأخر الرسامة أكثر من ذلك فلا يجدون فيما بعد العدد الكافي من الأساقفة لتنصيب البطريرك، وصارت مشكلة بين وهبه بك والأنبا ايساك، وما لبث أن مات وهبه بك من الحزن لما فعل، كما حزن إسماعيل باشا على وهبه بك فأرجأ إصدار أمر عال بالرسامة.
إلا أنه في هذا الوقت كانت الكنيسة الحبشية تعانى من بعض المشاكل التي لا يمكن حلها إلا عن طريق البطريرك، لهذا وسط النجاش قنصل روسيا لكي يتدخل ويعجل برسامة بطريرك في مصر عند الباب العالي في الأستانة، وبعد أن درس الباب العالي القضية في الديوان العثماني بالأستانة، كتب السلطان يتعجل الخديوي في سيامة البطريرك، فلم يجد إسماعيل باشا بدا من التنفيذ بان أعطى الحكومة أمرًا بهذا.
وعليه التمس الشعب القبطي رسامة القس يوحنا، طلب من المنام الخديوي عن طريق المجلس الملّي إحضاره بمساعدة الحكومة لرسمه بطريركا، فتم ذلك، وكلفت الحكومة مدير أمن البحيرة بإحضاره، فحضر القمص يوحنا إلى القاهرة وانتخبه البطاركة والأساقفة الأعيان بطريركا للكرازة المرقسية في 23 بابة 1591، 1 نوفمبر 1874 باحتفال كبير حضره كبار رجال الأمة والرؤساء الروحيون وكان ذلك في الكنيسة الكبرى في الأزبكية.

أعمال البابا كيرلس الخامس الإصلاحية:
كثرت أعماله الإصلاحية ومساعدة طبقات شعبه المحتاجة، فشيد تعوزا في كل دير من أديرة القاهرة ومصر القديمة وشيد ثلاثة عشر كنيسة بمصر والخرطوم والجيزة منها: كنيسة مارمرقس بالجيزة 1877، وكنيسة الملاك غبريال بحارة السقايين 1881، وكنيسة العذراء بالفجالة 1884، وجددت كنيسة الملاك البحري 1895، وشيدت كنيسة العذراء بحلوان 1897 ووضع أساس كنيسة مارمرقس بالخرطوم في 27 مارس 1904، وأساس مدرسة بولاق القبطية الصناعة في 25 يونية 1904، وانتظمت في عهده كنيسة الرسولين بطرس وبولس بالعباسية سنه 1912 وكنيسة الشهيدة دميانة ببولاق 1912، ومار مرقس بمصر الجديدة 1922 والعذراء بشارع مسرة بشبرا 1924 وغيرها من الكنائس.
كما بدأ أيامه باستكمال الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالأزبكية، ولم يهمل أديرة الراهبات كدير أبو سيفين بمصر القديمة وديريّ العذراء ومارى جرجس بحارة زويلة، كما كان يعطف على المتبتلات بهذه الأديرة ويجود عليهم من جيبه الخاص وحسن أحوالهم.
أنشا تسع مدارس بالقاهرة والجيزة منها المدرسة الإكليريكية ومدرسة البنات بالأزبكية واشترى السراي الكائنة بمهمشة حيث المدرسة الإكليريكية كما اشترى خمسمائة فدان مما زاد معه إيراد البطريركية وارتفع قدر الأمة القبطية في عهده، فانتشرت الحرية، واتسع نطاق العمل وعم العلم، وأنشئت مدارس للرهبان.

البابا ومشكلة المجلس الملى:
وفي هذا نعتمد على ما ورد في كتاب يوسف بك منقريوس "القول اليقين في مسألة الأقباط الأرثوذكسيين":
"لما ارتقى غبطة البطريرك كرسي البطريركية، وضع مع أعضاء المجلس حسب روايتهم لائحة تقضي بوجوب نظر المجلس في مصالح الكنائس وأحوالها وفي المدارس والأوقاف والفقراء والأحوال الشخصية، ورسامة القسس وغير ذلك، والتمس البابا البطريرك من الحكومة التصديق على اللائحة فصدقت عليها بتاريخ 14 مايو سنه 1883، إلا أن هذه اللائحة كانت حبرا على ورق، لأن أعضاء المجلس لم يهتموا بشيء ولم يوجهوا نظرهم للاهتمام بما يستدعى جهادهم، ولبث مجلسهم ينحل شيئا فشيئًا حتى فارق الحياة.
وبعد مدة تحرك بعض أبناء الأمة، فطلبوا من غبطة البطريرك تشكيل المجلس فأبى أن يجيبهم بدون تعديل اللائحة وحذف ما فيها مما يخل بالسلطة، فلم يقبلوا بل رفعوا أمرهم إلى الخديوي، وكان وقتئذ توفيق باشا، وعزموا على عقد اجتماع لإعادة الانتخاب، فكتب البابا كيرلس يحيط مجلس النظار علما بالمسألة، وطلب منع ذلك الاجتماع فمُنِع.
ثم استدعى البابا كيرلس المطارنة والأساقفة وكبار القسوس من كل الجهات وعقد بهم مجمعا إكليريكيًا، أصدروا فيه قرارا يقضي بضرورة عدم تدخل أحد من الشعب في تدبير أمور الكنيسة ومتعلقاتها.
وحمل البابا كيرلس ونيافة الأنبا يؤانس مطران الإسكندرية هذا القرار إلى توفيق باشا ورفعاه إليه فوعد بالمساعدة، وقضى البابا بالإسكندرية مدة شهرين ما فتئ فيها أعضاء المجلس يسعون ليحققوا أغراضهم، غير أنهم لما قابلوا توفيق باشا أدركوا استحالة عدم فعل شيء بدون رضاء البابا كيرلس، فأكرهوا على ملاطفته ومحاسنته، ولما رجع من الإسكندرية استقبل استقبالا فخما.
وكان المرحوم بطرس غالى باشا بأوربا في أثناء هذه الحوادث، وحضر بعد ذلك فألقى إليه توفيق باشا متعالية المسألة وكلفة بحسم هذه المشاكل، فوبخ أبناء الطائفة، وأرغمهم على كل الصفح من غبطة البابا، وانتهت المسالة على ما يرام، واهتم البابا بعد ذلك من تلقاء نفسه بتعليم الرهبان ونشر المعارف وتشييد المدارس في البلاد، حتى أصيب بمرض فانطلق إلى دير العريان ترويحا للنفس مدة.
وعقب ذلك تأسست جمعية التوفيق، وحررت نشرة تطلب فيها ضرورة الإنفاق من ريع الأوقاف على ترقية المدارس، وتسهيل وسائط التربية العالمية لأبناء الأمة، فتعرض لهذه النشرة بعضهم يفندها ويكشف أغلاطها، وأعقبت النشرة بنشرة أخرى طلب فيها تعيين مرتب للإكليروس القبطي أسوة بإكليروس باقي الطوائف، فأظهر الجميع موافقتهم على هذا الرأي لتأكدهم بأنه سر نجاح وتقدم إكليروسنا. ثم كتب نشرة أخرى بضرورة إعادة تشكيل المجلس الملي، ثارت عليها الجمعية الأرثوذكسية، واحتدم الجدال بين الفريقين مدة ما.
وفي خلال تلك المناظرات استدعى بطرس باشا غالى نيافة الأنبا يؤانس مطران إسكندرية إلى القاهرة وكلفه أن يبلغ غبطة البطريرك بأن الأمة ترغب في إنشاء مجلس ملى، فرد البابا برضاء عن تشكيل مجلس إذا عدلت اللائحة القديمة، فأبى بطرس باشا تغير اللائحة وأصر البابا على طلبه، ولما كانت جمعية التوفيق قد تحدت غبطة البابا بكلام لم تضع في الاعتبار فيه مركزه الديني، كتب للديوان الخديوي بطلب منعها فلم يرد عليه، وكان بطرس باشا عازما على السفر إلى أوربا وتقابل مع الخديوي ليأخذ منه إذنا بالسفر فذكر أمامه النزاع الطائفي الحاصل، فأجابه بطرس باشا بأنه لا يمكن أن يهدأ ما لم يشكل المجلس فصدر الأمر لبطرس باشا بتأخير سفره ليسعى في تشكيل المجلس.
وأبلغ البابا كيرلس هذا القرار نفسه، وفي مساء ذلك اليوم استدعى نحو خمسمائة نفس من رجال الطائفة بدعوة موقع عليها من بطرس غالي باشا بصفته نائب مجلس الأمة لإجراء انتخاب المجلس.
وفي الغد قصد بطرس غالي الدار البطريركية تتبعه عساكر البوليس ومنع الدخول إلى البطريركية وصرف التلاميذ وطرد الخدم وضبطت أبواب الدار البطريركية، فأرسل البطريرك يستنجد بالمعية السنية فلم ترد عليه، والناس حيارى لا يعرفون ماذا يتم، وبعد الظهر جاءت جنود أخرى، وأقبل محافظ القاهرة وطلب من غبطة البطريرك أن يقبل الرئاسة على الانتخاب فأبى، فقام المحافظ إلى المجلس المعد للانتخاب بالمدرسة الكبرى وافتتح الحفلة باسم الحفرة الفخيمة وبدأ بالانتخاب".
وحدث بعد ظهور نتائج الانتخاب أن أخطر البطريرك الخديوي بأن ما حدث كان بغير إرادته ولا يوافق عليه بأي حال كان، وانتهز البابا فرصة عيد الأضحى فذهب مع بعض المطارنة لتهنئة سموّه بالعيد وأحاطه علما بما جرى، إلا أن الخديوي رفض مقابلتهم وأعلمهم فيما بعد عن طريق ديوانه، أن وقته لا يسمح بمناقشة البطريرك، وإن كان له على أحد شيء فليدفع شكواه إلى جهات الاختصاص .
اجتمع مجلس أعلى بعد أن اعترفت الحكومة بقانونية انتخابه وحاول اكتساب رضاء البطريرك أو التفاهم معه فلم يوفق، فاصدر قرار برفع يد البابا عن المجلس وكافة الشئون الطائفية وعرض هذا القرار على مجلس النظار فوافق عليه في يونية 1892 وعبثًا حاول البطريرك أن يقنع الحكومة بأنه المسئول الأول عن إدارة الكنيسة.
رأى المجلس بعد إعفاء البطريرك من مهامه أن يقنع أحد الأساقفة بقبول رئاسة المجلس وإدارة البطريركية، وفاوض في ذلك الأنبا مكاريوس أسقف الخرطوم والنوبة، والأنبا ابرام أسقف الفيوم والجيزة، ولكنهما امتنعا، فاتجهوا إلى الأنبا أثناسيوس أسقف صنبو وقسقام، فسافر إليه مقار باشا عبد الشهيد وعرض عليه هذه المسئولية، فاظهر الأسقف تجاوبا مع المجلس، وبعد التفاهم على نقاط معينة عاد مقار باشا إلى القاهرة، وأذاع المجلس بيانا في 26 أغسطس 1892 أعلن فيه نبأ قبول أسقف صنبو لمطالب المجلس بالنيابة عن البطريرك .
فلما علم البطريرك بالخطوات التي اتخذها أسقف صنبو وانه الآن في طريقة إلى القاهرة أبرق إلى الأنبا يوساب أسقف بني سويف وكلفة أن يقابله عند وقوف القطار في بنى سويف ويبلغه حرم البطريرك له وكذلك حرم المجمع المقدس، فنفذ الأسقف أمر البطريرك ولكن الأنبا أثناسيوس لم يعبأ بالحرم وواصل سفره إلى القاهرة وعندما وصل إلى العاصمة توجه مع مرافقيه إلى البطريركية، ( أنظر ستجد الكثيرعن سير الأباء بطاركة الاسكندريه هنا فى منتدى أم السمائيين والأرضيين ). ولكن المُوالين للبطريرك من الكهنة والخدم أوصدوا الأبواب في وجوههم ولم يمكنوهم من الدخول، فتوجه الأسقف إلى منزل عوض بك سعد الله ونزل به ضيفا إلى أن تمكن أتباعه من اقتحام البطريركية، ولكن البابا وقتئذ كان في الإسكندرية فقد عقد مجمعا من الأساقفة وكبار الكهنة وكرر قطع الأنبا أثناسيوس وحرمه.
ولما رأى أعضاء المجلس الملى أن وجود البطريرك بالإسكندرية بجانب الأنبا يؤانس مطران البحيرة ووكيل الكرازة المرقسية يعطل إجراءاتهم اجتمعوا في 31 أغسطس 1892 وشغلوا مجلسا زوجيا من القمص بشاى راعى كنيسة العذراء بحارة زويلة والقمص جرجس بشاى كنيسة الدمشيرية والقمص بولس جرجس وكيل قضايا البطريركية، واتفق المجلسان الملي والروحي على إبعاد البطريرك إلى دير البراموس والأنبا يؤانس إلى دير الأنبا بولا، ورفعوا القرار إلى مجلس النظار فأقره سريعًا، وفي صباح الخميس أول سبتمبر 1892 توجه محافظ الإسكندرية إلى البطريرك وأعلمه بهذا الأمر فقبله البابا عن طيب خاطر ووعد بالسفر في اليوم التالي، وهكذا كان الأمر مع الأنبا يؤانس.
وفي صباح يوم الجمعة 2 سبتمبر 1892، غادر البابا المقر البطريركي بالإسكندرية وتوجه إلى قرية المطرانة من أعمال مركز كوم حماده، كما سافر في نفس الوقت الأنبا يؤانس إلى مدينة بوش ومنها إلى دير الأنبا بولا.
وبعد نفي البابا إلى دير البرموس قام أعضاء المجلس الملي بمساعدة رجال الشرطة باقتحام الدار البطريركية، ومكنوا الأنبا أثناسيوس أسقف صنبو من دخولها عنوة، وفي يوم الأحد 4 سبتمبر 1892 تجاسر الأسقف ورفع السرائر المقدسة في الكاتدرائية رغم حرمه من البابا.
وقد وقعت أثناء القداس أمور غير عادية تشاءم منها الكثيرون بأن انقلبت الصينية فتأثر الشعب.
ولما وجد الغيورون من الشعب أن حالة الكنيسة بعد غياب البطريرك يسير من سيء إلى أسوأ قدموا عرائض استرحام إلى المقام الخديوي، واشترك معهم أساقفة الأقاليم، وبعد مقابلات مع الخديوي ومصطفي باشا فهمي ناظر النظار، أصدر الخديوي أمرًا خديويا في 20 يناير 1893 بعودة البابا والأنبا يؤانس.
وفي يوم السبت 4 فبراير استقبلت الجماهير البطريرك في محطة العاصمة بكل الفرح والبهجة وبعد عشرة أيام من وصوله جاء بطرس باشا لزيارته ومعه الأنبا أثناسيوس والأساقفة والكهنة الذين ساعدوه واعتذروا للبابا على ما صدر منهم فصفح عنهم ومنحهم الحل والبركة ونصحهم ألا يعودوا لمثل ذلك مرة أخرى، ولما رأت الحكومة أن السلام لا يتم في الكنيسة القبطية إلا بترضية البابا والاعتراف بطاقة حقوقه كمسئول أعلى، عادت وأصدرت أمرًا بإرجاع الإدارة الدينية والمالية إلى غبطته، على أن يتصرف بالطرق الودية حتى تتوحد الصفوف، إكليروسًا وشعبا. وعندما ترضت النفوس نسبيا، اتفق البابا مع بطرس باشا على تشكيل المجلس الملى للمرة الرابعة فانتخب الشعب مجلسه من أعضاء ونواب، وصدر مرسوم من الدولة باعتمادهم رسميا في أول مارس 1906، ولكن الهيئة الجديدة أخذت تضرب على النغمة القديمة، فلم ينسجم البابا معها وتنحى عن رئاسة المجلس الملي وفوض لإدارة جلساته القمص بطرس عبد الملك رئيس الكنيسة المرقسية الكبرى.

رحلات البابا الرعوية:
بعد أن استقرت الأوضاع تفرغ البابا لافتقاد شعبه، فقام برحلات طويلة في الوجه القبلي سنه 1954 ورحل إلى أسوان، ثم زار السودان ووضع حجر الأساس لكنيسة مارمرقص بالخرطوم، وقام برحلة للسودان مرة أخرى سنة 1909.


المؤتمر القبطي:
دعا أعيان الأقباط في الوجهين البحري والقبلي إلى عقد مؤتمر لبحث مشاكلهم الداخلية والاجتماعية ومساواتهم بمواطنيهم في كافة الحقوق الوطنية والإدارية، واستقروا أن يكون في أسيوط وخشى البطريرك من وقوع فتنه طائفية يدرها الاستعمار، فكتب للأنبا مكاريوس مطران أسيوط يحذره من هذا الأمر، وحضَّ في كتابة على استعمال الحكمة والتروي حتى لا يحدث ما لا تُحمَد عقباه. فرد المطران بتعهده بمراقبة الموقف وعدم حدوث شيء.
واجتمع المؤتمرون في مدرسة أخوان ويصا بموافقة وزارة الداخلية، ولكي يعطوا المؤتمر صفة وطنية وضعوا في صدر القائمة صورة الخديوي عباس حلمي الثانى، وافتتح المؤتمر جلسته الأولى برئاسة بشرى بك حنا يوم الاثنين 6 مارس 1911، ثم توالت الجلسات التي تكلم فيها الأستاذ ميخائيل فانوس حيث تكلم عن سلامة الوحدة الوطنية، وكان منهم أيضًا: اخنوخ فانوس - توفيق بك دوس - مرقس حنا - مرقس فهمي - حبيب دوس، الذي طالب بوضع نظام لمجالس المديريات يكفل التعليم للجميع دون التفريق بين أتباع دين آخر.
وبعد انتهاء الاجتماعات توجه بشرى بك حنا وأعضاء لجنة المؤتمر إلى سراى عابدين وقدموا إلى السر تشريعاتى الخديوي نسخه من محاضر الجلسات لرفعها إلى الخديو، وطلبوا أن يتشرفوا بمقابلته شخصيا ليرفعوا إليه مطالبهم ولكن السر تشريعاتى أبلغهم في 27 مارس 1911 أن صاحب العرش لا يرغب في مقابلتهم لأنهم خالفوا أوامر الحكومة.
وقد حاول الاستعمار أن يستغل مطالب المؤتمر لمصالحة، وادعى أن الأقباط يشكون من الاضطهاد ولكن عقلاء الأقباط وعلى رأسهم البابا كيرلس الخامس احتاطوا لهذه اللعبة وزودوا المؤتمر بالنصائح الوطنية الخالصة حتى يعود الاستعمار خسران.
وما لبثت أن جاءت ثورة 1919 التي شارك فيها المسيحيون وباركها البابا كيرلس الخامس وكان على اتصال مستمر بسعد باشا زغلول، وكان سعد يزوره بين الحين والآخر في البطريركية وشهد له بالوطنية وحب مصر.


البابا وإثيوبيا:
بعد نياحة الأنبا أثناسيوس مطران الحبشة 1876 طلب النجاش من البابا كيرلس الخامس رسامة مطران آخر، وأيضًا طالب بإعادة النظر في التقليد الذي كان يسمح بمطران واحد للحبشة، فقد تطلب النجاش رسامة مطران وثلاثة أساقفة، فرشم لهم البابا أربعة رهبان جعل، أولهم مطرانا لإثيوبيا والثلاثة أساقفة، فزاد ذلك من حب الأحباش له ولمصر.
البابا وزعماء مصر:
كان على علاقة ودية قوية بأقطاب السياسة في مصر وفي مقدمتهم الزعيم الوطنى سعد زغلول فكان يزوره ويدعو له بالبركة وبالتوفيق في كل خطواته، كما كان على صلة به مستمرة به خاصة بعد قيام ثورة 1919، فجعل من كنائسه منابر للخطباء، وأمر القساوسة أن يتعاونوا مع شيوخ الأزهر على توعية المصريين في طلب الاستقلال ووحدة وادى النيل.
وعندما تشكل الوفد المصري برئاسة سعد زغلول وسفره إلى لندن في 11 إبريل 1919 لمفاوضة الإنجليز في الاستقلال، كان من بين أعضائه أربعة من وجهاء الأقباط مثل: سينوت حنا - جورج خياط - ويصا واصف - مكرم عبيد.
وقد ظل البابا مرتبطا بسعد وبالثورة حتى توفي مع سعد زغلول في نفس السنة ونفس الشهر (7 أغسطس 1927) ومات سعد زغلول في 27 من نفس الشهر، وكان البابا قد بلغ السادسة والتسعين من عمره، وزادت عليه الأمراض، وتم تجنيزه ودفنه في مقبرة البطاركة مقبرة القديس استفانوس المجاورة للكنيسة المرقسية الكبرى.




صلاته تكون معنا آمين.
ولربنا المجد دائما أبديا أمين


تابع تاريخ الأباء البطاركه فيما بعد.






التوقيع

آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 06-16-2013 في 04:22 PM.
رد مع اقتباس
قديم 09-08-2013, 08:01 AM   رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ملاك حمايه جرجس
 

 

 
افتراضي تابع تاريخ الاباء بطاركة الاسكندرية





الأباء بطــاركة القرن العشرين




البابا
يوأنس التاسع عشر
البطريرك الـ 113
( من 1929 - 1942م )



الوطن الأصلي : دير تاسا

الأسم قبل البطريركية : يوحنا الراهب ثم يوأنس مطران البحيرة و المنوفية
الدير المتخرج منه : البراموس
تاريخ التقدمة : 7 كيهك 1645 للشهداء - 16 ديسمبر 1928 للميلاد
تاريخ النياحة : 14 بؤونه 1658 للشهداء - 21 يونيو 1942 للميلاد
مدة الأقامة على الكرسي : 13 سنة و 6 أشهر و 5 أيام
مدة خلو الكرسي : سنة واحدة و 7 أشهر و 22 يوما
محل أقامة البطريرك مدة الرئاسة : المرقسية بالأزبكية
محل الدفن : كنيسة مارمرقس بالأزبكية
الملوك المعاصرون : الملك فؤاد الأول و فاروق الأول

+ ولد من والدين تقيين فنشأ على البر والتقوى وتشرب حب الفضيلة وشغف منذ صغره بقراءة سير
القديسين.
+ ترهب بدير السيدة العذراء المعروف بالبراموس بوادي النطرون ، رسم قساً ثم قمصاً على الدير
وأصبح رئيساً للدير.
+ رسم مطراناً على كرسى ايبارشية البحيرة فى 12 برمهات سنة 1603 ش ، وعين أيضا وكيلاً
للكرازة المرقسية.
+ بعد نياحة الأنبا يوأنس مطران المنوفية فى ذلك العهد زكاه شعب الايبارشية لرعايته فمضت إليه
فى سنة 1610 ش ، وأصبح بذلك مطراناً للبحيرة والمنوفية ووكيلاً للكرازة المرقسية.

+
اختاروه بطريركاً - بعد نياحة البابا كيرلس الخامس - بعد أن قضى فى المطرانية اثنين وأربعين عاما

+ ورسم بطريركاً فى 7 كيهك سنة 1645 ش.
+ أنشأ مدرسة لاهوتية عليا للرهبان فى مدينة حلوان.
+ عمل الميرون المقدس سنة 1648 ش ، ثم عمله مرة ثانية خصيصاً للمملكة الأثيوبية.
+ أسلم الروح فى 14 بؤونه سنة 1658 ش.

صلاته تكون معنا آمين.


السيرة كما زكرت بكتاب السنكسار




نياحة البابا يوأنس التاسع عشر البطريرك (113)
( 14 بـؤونة)



في مثل هذا اليوم من سنة 1658 للشهداء ( 1942 م ) تنيح البابا يوأنس التاسع عشر وهو الثالث عشر بعد المائة من باباوات الإسكندرية . ولد بدير تاسا التابعة لمركز البداري بمديرية أسيوط في سنة 1571 للشهداء ( 1855م ) من والدين تقيين فنشأ علي البر والتقوى وتشرب حب الفضيلة وشغف منذ صغره بقراءة سير القديسين ، ثم تاقت نفسه إلى الاقتداء بهم فقصد دير السيدة العذراء بالبرموس بوادي النطرون في شهر برمودة سنة 1591 للشهداء . وهناك قضي مدة الاختبار - التي يقضيها عادة طالب الترهب - علي الوجه الأكمل . ثم أندمج في سلك الرهبنة في 3 كيهك سنة 1592 للشهداء ( 1876م ) . ونظرا لما اتصف به من حدة الذهن والذكاء المتوقد والعبادة الحارة فقد استقر رأي الأباء علي تزكيته قسا . فرسمه السعيد الذكر المتنيح البابا كيرلس الخامس البطريرك ( 112) قسا في سنة 1593 ش ثم قمصا في برمهات سنة 1594 ش . وفي اليوم نفسه أسندت إليه رئاسة الدير ، فمكث في الرئاسة عشر سنوات كان فيها مثال الهمة والحزم والأمانة وطهارة السلوك والتقوى وحسن التدبير.

وعندما خلا كرسي أبرشية البحيرة اختاره الشعب مطرانا لهذا الكرسي فرسم في 12 برمهات سنة 1603 للشهداء ( 1887 م ) ، وعين أيضا وكيلا للكرازة المرقسية . وبعد نياحة الأنبا يوأنس مطران المنوفية في ذلك العهد زكاه شعب الأبرشية لرعايته فضمت إليه في سنة 1610 للشهداء ( 1894 م ) وأصبح مطرانا للبحيرة والمنوفية وكيلا للكرازة المرقسية .

ولما كانت الإسكندرية هي مقر كرسيه فقد أنشأ بها مدرسة لاهوتية لتعليم الرهبان كما أرسل من طلبتها بعثة إلى أثينا للاستزادة من دراسة العلوم اللاهوتية .

وكان أيراد أوقاف الإسكندرية ضئيلا ولكن بحسن تصرفه وغيرته زاد الإيراد سنة بعد أخري بفضل ما شيده من العمارات الشاهقة وما جدده من المباني القديمة كما يرجع إليه الفضل الأكبر في النهوض بالمدارس المرقسية إذ بذل عناية كبيرة واهتم بأمرها حتى وصلت في قسميها الابتدائي والثانوي إلى مستوي أرقي المدارس . ونظرا لما أمتاز به من بعد النظر وصائب الرأي فقد اختارته الحكومة ممثلا للأقباط في عدة مجالس نيابية كمجلس شوري القوانين والجمعية العمومية ولجنة وضع الدستور وغيرها .

وقضي في المطرانية اثنين وأربعين عاما حفلت بجلائل الأعمال إذ ساهم في إنشاء جملة مدارس وبناء وتجديد أغلب كنائس أبرشيته وكان له أوفر نصيب في تعضيد المشروعات النافعة كذلك وجه عناية خاصة إلى الأديرة البحرية فارتقت شؤونها بحسن أشرافه عليها ورعايته لها .

ولما تنيح البابا البار الطيب الذكر الأنبا كيرلس الخامس في أول مسرى سنة 1643 للشهداء ( 7 أغسطس سنة 1927 م ) اجتمع المجمع الإكليريكي في ( 4 مسري سنة 1643 ش 10 أغسطس سنة 1927 م ) من الأباء المطارنة والأساقفة بالدار البطريركية وأستقر الرأي علي اختياره قائما مقام البطريرك لإدارة شئون الأمة والكنيسة لحين رسامة بطريرك . وعلي أثر ذلك تلقي المجمع تزكيات من عموم الابرشيات والمجالس الملية بالموافقة علي هذا الاختيار .

ولبث قائما بأعمال البطريركية سنة واحدة وأربعة أشهر وعشرة أيام دبر في أثنائها شئون الكرازة المرقسية أحسن تدبير وفي خلالها أصدر المجمع الإكليريكي برياسته قانونا لتنظيم شئون الأديرة والرهبان .

أما الأوقاف القبطية فقد رأي بصائب فكره أن تؤلف لجنة برئاسته وعضوية أثنين من المطارنة وأربعة من أعضاء المجلس الملي العام لمراجعة حسابات أوقاف الأديرة وقد صدر قرار بذلك من وزير الداخلية .

ونظرا لما يعرفه الجميع عنه من طهارة السيرة والخصال الحميدة والنسك والزهد وكمال الأخلاق فقد انتهي الإجماع علي اختياره بطريركا بتزكيات من الأباء المطارنة والكهنة وأعيان الشعب والمجالس الملية فرسم بطريركا في صباح الأحد 7 كيهك سنة 1645 للشهداء ( 16 ديسمبر سنة 1928 م ) بالكاتدرائية المرقسية الكبرى بمصر باحتفال عظيم حضره نائب الملك والأمراء والوزراء وكبار رجال الدولة وعظماء المصريين من مختلف الطوائف ومطارنة الطوائف الشرقية والغربية ووزراء الدول المفوضون .
وبعد رسامته وجه عنايته إلى الاهتمام بشئون الأمة والكنيسة وكان أول مظهر لهذه العناية أتشاء مدرسة لاهوتية عليا للرهبان في مدينة حلوان كما رسم للمملكة الأثيوبية مطرانا قبطيا وأربعة أساقفة من علماء الأثيوبيين . وتوثيقا لعري الاتحاد بين الكنيستين القبطية والأثيوبية سافر إلى البلاد الأثيوبية ومكث هناك ثلاثة عشر يوما كان فيها موضع الاحتفاء العظيم . ورسم في أديس أبابا رئيس رهبان الأحباش ( خليفة القديس تكلا هيمانوت الحبشي ) أسقفا ، وشاءت العناية الربانية أن يتولي عمل الميرون المقدس فعمله في سنة 1648 للشهداء ( 1930 م ) وكان قد مضي علي عمله مائة وعشر سنين منذ عهد المتنيح البابا بطرس المائة والتاسع من باباوات الإسكندرية كما عمله مرة ثانية خصيصا للملكة الأثيوبية بحضور الأنبا كيرلس مطران أثيوبيا والأنبا بطرس أحد الأساقفة الأثيوبيين.

ويضيق المجال عن تعداد فضائله التي تجلت من حين لآخر في السهر علي مصلحة الكنيسة والعطف علي المحتاجين ومؤازرة ومعاونة الجمعيات الخيرية ومعاهد التعليم ماديا وأدبيا وتعضيد المشروعات النافعة التي عادت علي الأقباط بالخير والبركات .

وفي أثناء رئاسته الكرسي المرقسي نشبت الحرب بين مملكة أثيوبيا إلى الديار المصرية لأنه لم يوافق إيطاليا علي انفصال الكنيسة الأثيوبية عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية .
وفي 27 نوفمبر سنة 1937 قرر نائب ملك إيطاليا استقلال كنيسة أثيوبيا وانفصالها عن الكرسي الإسكندري . وعين الأنبا أبرآم الأسقف الأثيوبي بطريركا علي أثيوبيا ، لكن الله عاقبه علي هذه الخيانة فأصيب بالعمي ومات . ثم قرر المجمع المقدس الإسكندري حرم أبرآم المذكور وعدم الاعتراف به ولا بالأساقفة الذين رسمهم .

ولكن هذا الحال لم يدم كثيرا إذا قامت الحرب العظمي في سنة 1939 ودخلت إيطاليا الحرب ضد إنجلترا وفرنسا . وفي سنة 1941 م استرد إمبراطور أثيوبيا مملكته من إيطاليا وعاد الأنبا كيرلس مطران الإمبراطورية الأثيوبية إلى كرسيه مكرما في 30 مايو سنة 1942 م مصحوبا بوفد بطريركي مكون من سعادة صادق وهبه باشا ومريت بك غالي وفرج بك موسى قنصل مصر بأثيوبيا سابقا .

وبعد أن اطمأن البابا يوأنس علي عودة أثيوبيا إلى حظيرة أمها الكنيسة القبطية كان قد اعتراه مرض الشيخوخة فاسلم الروح في الساعة الثانية من صبيحة الأحد 14 بؤونة سنة 1665 ش ( 21 يونية سنة 1942 م ) بركة صلاته تكون معنا .
ولربنا المجد الدائم الى الأبد أمين





البـابا مكاريوس الثـالث
البطريرك رقم 114
( من 1944 - 1945م )



الوطن الأصلي له : المحلة الكبرى
الأسم قبل البطريركية : عبد المسيح الراهب و مكاريوس مطران أسيوط
الدير المتخرج منه : دير أنبا بيشوي
تاريخ التقدمة : 5 أمشير 1660 للشهداء - 13 فبراير 1944 للميلاد
تاريخ النياحة : 25 مسرى 1661 للشهداء - 31 أغسطس 1945 للميلاد
مدة الأقامة على الكرسي : سنة واحدة و 6 أشهر و 19 يوما
مدة خلو الكرسي : 8 أشهر و 24 يوما
محل أقامة البطريرك مدة الرئاسة : المرقسية بالأزبكية
محل الدفن : كنيسة مارمرقس بالأزبكية
الملوك المعاصرون : الملك فاروق الأول




+ ولد فى مدينة المحلة الكبرى من أسرة متدينة ، ترهب بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون ،

رسم قساً هناك.
+ توجه إلى دير البراموس وهناك سامه البابا كيرلس الخامس قمصاً واختاره كاتماً لاسراره

ثم رسمه مطراناً لأسيوط فى 5 أبيب 1613 ش.
+ رسم بطريركاً عندما خلا الكرسى المرقسى بنياحة البابا يوأنس التاسع عشر.




+
أقام على الكرسى المرقسى سنة واحدة وستة أشهر وتسعة عشر يوماً ، وتنيح بسلام فى الخامس

والعشرين من شهر مسرى سنة 1661 ش.
+ دفن فى بابلون الرج.

صلاته تكون معنا آمين.

السيـــرة كما ذكرت بكتـــاب السنكســـار


نياحة القديس البابا مكاريوس الثالث البطريرك

أل 114 ( 25 مســرى)


وفي مثل هذا اليوم من سنة 1661 ش ( 31 أغسطس سنة 1945 م ) تنيح القديس مكاريوس الثالث البطريرك الرابع عشر بعد المائة .

ولد في مدينة المحلة الكبرى في 18 فبراير سنة 1872 من أسرة عريقة مشهورة بأسرة القسيس امتازت بالفضيلة والتدين فنشأ منذ نعومة أظفاره في وسط متدين تقي تلقي علومه الابتدائية والثانوية بالمحلة الكبرى وطنطا وكان منذ صباه زاهدا مولعا بالوحدة مهتما بحفظ الألحان الكنسية . ولما بلغ السادسة عشرة هجر العالم وقصد دير القديس أنبا بيشوى بوادي النطرون في سنة 1888 م لحقق رغبته في العبادة والزهد وكان اسمه الراهب عبد المسيح فتفرغ للعبادة ودرس الكتاب المقدس والكتب الكنسية والطقوس القبطية وسرعان ما ظهرت فضائله وتقواه وذاعت سمعته الطاهرة بين الرهبان وقد امتاز بنسخ الكتب وحسن الخط القبطي والعربي ، كما أتقن فنون الزخرفة القبطية الدينية . وبعد أن سيم قسا قضي في الحياة النسكية الطاهرة نحو ست سنوات ثم توجه إلى دير البراموس سنة 1895 م حيث سامه البابا كيرلس الخامس قمصا وكاتما لأسراره ، كما كلفه بالتدريس في مدرسة الرهبان وأسند إليه تدريس اللغتين القبطية والفرنسية وكان في نيته أن يرسمه مطرانا لكرسي مصر ولكنه بعد مضي 25 شهرا علي وصول القمص عبد المسيح إلى القاهرة انتقل إلى رحمة الله الأنبا ميخائيل أسقف أسيوط فحضر إلى القاهرة وفد من أسيوط ووقع اختيارهم علي هذا القمص الجليل وزكوه مطرانا لأسيوط فلم يقبل البابا في بادئ الأمر طلبهم لأنه كان يحتفظ به ليقيمه مطرانا للقاهرة ومساعدا لغبطته في إدارة شئون الكرازة المرقسية.




الأنبا مكاريوس مطرانا لأسيوط
في 11 يوليو 1897 م

+ ولما ألح الوفد في الطلب واشتدوا في الرجاء قبل البابا اختيارهم له ورسمه مطرانا لأسيوط في 11 يوليو 1897 م ( 5 أبيب 1613 ش ) وكان وقتئذ في الرابعة والعشرين وسماه مكاريوس فذهب إلى مقر كرسيه وهو شاب يافع لا سلاح له إلا تقواه وزهده وعلمه فشمر عن ساعد جده وماضي عزمه وحنكة الشيوخ وتجربتهم رغم حداثة سنه . في ضم الشتات وتركيز العقيدة فحفظ للشعب وحدته وللكنيسة مقامها وقدسيتها ونجح نجاحا باهرا ولم يكتف بالبرنامج الذي وضعه للإصلاح الكنسي , بل عقد مؤتمرا قبطيا عظيما في مدينة أسيوط سنة 1910 م رغم الاعتراضات التي قامت في سبيله ولم يكتف بذلك بل قدم للبابا كيرلس الخامس في أول سنة 1920 م رسالة عن المطالب الإصلاحية الملية بالاشتراك مع زميله الأنبا ثاوفيلس أسقف منفلوط وأبنوب وقتئذ مما دل علي عظم كفاءته ورغبته في إعلاء كلمة الحق .




+ ولما تنيح البابا كيرلس الخامس في سنة 1928 م رشحه الشعب للكرسي البطريركي لتحقيق مطالب الإصلاح ولكن حالت الظروف وقتئذ دون تحقيق ذلك ولما تنيح البابا يؤنس التاسع عشر سمحت العناية الإلهية أن يتبوأ الأنبا مكاريوس العرش المرقسي ورسم بطريركا علي الكرازة المرقسية في يوم الأحد 13 فبراير سنة 1944 م .









وبعد أن تبوأ كرسي البطريركية أصدر في 22 فبراير سنة 1944 م وثيقة تاريخية غرضها الأساسي إصلاح الأديرة وترقية رهبانها علميا وروحيا وأمر بمحاسبة نظارها ورؤسائها وقد أدي هذا الأمر إلى انقسام كبير بين المجمع المقدس والمجلس الملي العام .


وفي 7 يونية سنة 1944 م قدم المجمع المقدس مذكرة إلى البابا البطريرك والي وزير العدل بالاعتراض علي مشروع الأحوال الشخصية للطوائف غير الإسلامية لأنه يهدم قانونا من قوانين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كما أنه يمس سرين من أسرارها المقدسة وهما سر الزواج وسر الكهنوت وهما من أركان الدين والعبادة .

وقد استمر النزاع وتعذر التوفيق بين المجمع والمجلس وفشلت المحاولات التي قام بها البابا لإزالة سوء التفاهم وأصر المجلس علي تدخله في غير اختصاصه . بل فيما هو من صميم اختصاص المجمع المقدس . حتى اضطر البابا إلى هجر العاصمة مقر كرسيه والاعتكاف في حلوان ثم الالتجاء إلى الأديرة الشرقية بصحبة الآباء المطارنة وبعد ان استقر في دير أنطونيوس قصد دير أنبا بولا وقد كان لهذه الحوادث المؤلمة ضجة كبيرة في جميع الأوساط واهتز لها كل غيور علي الكنيسة .




ولما علم رئيس الوزراء بهجرة البابا إلى الدير عمل علي عودته مكرما إلى كرسيه فكلل عمله بالنجاح ورفع المجلس الملي إلى البابا كتابا يلتمس فيه عودته حتى يتسنى تصريف شئون الكنيسة والتضافر علي السير في طريق الإصلاح المنشود وبعد ذلك عاد البابا من الدير فاستقبله الشعب استقبالا حافلا .


وانعقد المجمع المقدس برئاسته وأصدر في أول يناير سنة 1945 م بعض القرارات منها

تمثيل كنيسة أثيوبيا في المجمع الإسكندري - تبادل البعثات بين مصر وأثيوبيا وإنشاء معهد إكليريكي بأثيوبيا – قصر الطلاق علي علة الزنا – وضع قانون للأحوال الشخصية – جعل لائحة ترشيح وانتخاب البطريرك متفقة مع القوانين الكنسية وتقاليدها - إنشاء كلية لاهوتية للرهبان - تشكيل لجنة دائمة لفحص الكتب الدينية والطقسية - المحافظة علي مال الوقف وحسن سير العمل بالديوان البطريركي - تنفيذ قانون الرهبنة الصادر في 3 يونية سنة 1937 بكل دقة ، واستدعاء الرهبان المقيمين خارج أديرتهم - إنشاء سجل في كل كنيسة يقيد فيه أفراد كل عائلة قبطية ، وآخر يقيد فيه أسماء المعمدين والمرتقين إلى رتبة الشماسية والمنتقلين .

وفي يوم 6 يونية سنة 1945 م حل في القاهرة بطريرك روسيا فأوفد البابا مكاريوس وفدا من الآباء المطارنة لاستقباله ثم تبادلا الزيارات الودية .

وبعد ذلك اشتد الخلاف بين قداسة البابا والمجلس الملي العام مرة أخري ولم يحل هذا الخلاف دون تولي البابا أمر الدفاع عن كيان أمته وقوانين الكنيسة خصوصا قانون الأحوال الشخصية للطوائف غير الإسلامية . فرفع رؤساء الطوائف غير الإسلامية بالقطر المصري وعلي رأسهم بطريرك الأقباط الأرثوذكس بتاريخ 30 مايو سنة 1945 م مذكرة إلى وزارة العدل بالاعتراض علي القانون الخاص بتنظيم المحاكم الطائفية للأحوال الشخصية وأخري إلى مجلس الشيوخ والنواب في 25 يونية سنة 1945 م تحوي الاعتراضات التي يجب الالتفات إليها حتى يصبح موافقا لأحوالهم وتقاليد عائلاتهم .

وكان البابا يشكو ضعفا شديدا ألم به في الأسبوعين الأخيرين من حياته اضطره لأن يلازم قصره معتكفا وفي مساء الخميس 24 مسرى 1661 ش ( 30 أغسطس 1945 ) شعر بتعب شديد وأصيب بهبوط في القلب فأسرع الأطباء لإسعافه حتى مطلع الفجر وفي التاسعة والربع من صباح الجمعة 31 أغسطس سنة 1945 م صعدت الروح الطاهرة إلى بارئها وأحتفل قبل ظهر يوم الأحد 2 سبتمبر بتشييع جثمانه الطاهرة إلى مقره الأخير بالكنيسة بين مظاهر الحزن والأسى ووضع تابوته بجانب أجساد البطاركة السابقين بعد أن أقام علي الكرسي البطريركي سنة واحدة وستة أشهر وتسعة عشر يوما أسكنه الله مساكن الأبرار.

وتصادف أن حصلت زلزلة في القاهرة في الساعة الثانية والدقيقة 45 وقت الدفن شعر بها الجميع فتأثرت نفوس المؤمنين لمشاركة الطبيعة لهم في الحزن علي انتقال هذا القديس الطاهر

صلاته تكون معنا .

ولربنا المجد الدائم الى الأبد أمين







البـابا يوســاب الثـانى
البطريرك رقم 115
( من 1946 - 1956م )




الوطن الأصلي : النغاميش البلينا

الأسم قبل البطريركية : أقلوديوس و يوساب مطران جرجا
الدير المتخرج منه : دير أنبا أنطونيوس
تاريخ التقدمة : 18 بشنس 1662 للشهداء - 26 مايو 1946 للميلاد
تاريخ النياحة : 4 هاتور 1673 للشهداء - 13 نوفمبر 1956 للميلاد
مدة الأقامة على الكرسي : 10 سنوات و 5 أشهر و 17 يوما
مدة خلو الكرسي : سنتان و 5 أشهر و 27 يوما
محل أقامة البطريرك مدة الرئاسة : المرقسية بالأزبكية
محل الدفن : كنيسة مارمرقس بالأزبكية
الملوك المعاصرون :
الملك فاروق الأول و محمد نجيب
و جمال عبد الناصر





+
ولد فى دير الشهيد فيلوثاؤس بالنغاميش من أعمال مركز البلينا سنة 1876 م ، وترهب بدير
الأنبا أنطونيوس سنة 1895م وسافر فى بعثة إلى أثينا سنة 1903م حيث درس ثلاث سنوات

العلوم اللاهوتية والتاريخ الكنسى وعاد سنة 1905م ثم اختير رئيساً لدير يافا فى فلسطين ، وفى
سنة 1912م اختير رئيساً للأديرة القبطية بالقدس ، وفى سنة 1920م رسم مطراناً لابراشية جرجا
وأخميم.
+ انتدبه البابا يوأنس لمصاحبته فى زيارة الحبشة ثم للقيام على رأس وفد للكنيسة القبطية وتتويج
الأمبراطور هيلاسلاسى.
+ وقد نصب بطريركاً سنة 1946 م باسم البابا يوساب الثانى.




+ قام بسيامة الراهب متياس المقارى مطرانا باسم " الأنباميخـــائيـــل "

على مدينة أسيوط في 25 أغسطس 1946م وذلك بناء على طلب القديسة العذراء مريم والدة الاله التى ظهرت له

و أمرته بالإسراع إلى دير أبو مقار و أنه سيجد راهبا اسمه متياس
فعليه أن يرسمه مطرانا على أسيوط الذي كان كرسيها شاغرا
أسرع البابا إلى الدير و فوجئ الرهبان بزيارته
و احتفلو به لكنه سألهم فورا عن الراهب متياس المقارى فظن الرهبان انه سمع عن الخلاف بينه و بين رئيس الدير فقالوا له أنة سيغادر الدير اليوم!!
فأجابهم نعم سيغادر الدير لأنه سيرسم مطرانا على أسيوط
و لم يكن يتجاوز عقده الثاني بعد

+ وفى آواخر أيامه اشتد النزاع بينه وبين المجمع المقدس ، فقام المجمع بتعيين لجنة ثلاثية من الأساقفة
للقيام بأعمال البطريرك الذى سافر إلى دير المحرق ، وفى دوامة النزاع بين البابا والمجمع المقدس قامت
الحكومة بإلغاء سلطة المجالس الملية فى قضاء الأحوال الشخصية وأصبحت لأول مرة من اختصاص
المحاكم الوطنية .




+ وقد تنيح بسلام فى 13 نوفمبر سنة 1956م
صلاته تكون معنا

ولربنا المجد الدائم الى الأبد أمين



تابع تاريخ الأباء البطاركه فيما بعد.









التوقيع

آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 09-08-2013 في 10:28 AM.
رد مع اقتباس
قديم 09-08-2013, 06:08 PM   رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ملاك حمايه جرجس
 

 

 
lkl تابع تاريخ الاباء بطاركة الاسكندرية










البـابا كيرلس الســادس
{ رجــل الصـــــلاة }
البطريرك رقــم الـ 116
( من 1959 - 1971م )


الموطن الأصلي له : دمنهور
الأسم قبل البطريركية : عازر يوسف قبل الرهبنة و القس مينا البراموسي بعدها
الدير الذي تخرج منه : ديــرالبراموس
تاريخ التقدمة : 2 بشنس 1675 للشهداء - 10 مايو 1959 للميلاد
تاريخ النياحة : 30 أمشير 1687 للشهداء - 9 مارس 1971 للميلاد
مدة الأقامة على الكرسي : 11 سنة و 9 أشهر و 29 يوما
مدة خلو الكرسي : 8 أشهر و 5 أيام
محل أقامة البطريرك مدة الرئاسة : المرقسية بالأزبكية
محل الدفن : دير مارمينا بمريوط
الملوك المعاصرون :
جمال عبد الناصر و السادات






+
ولد سنة 1903م فى دمنهور وكان اسمه عازر يوسف ،

وترهب فى دير البراموس باسم مينا البراموسى ، ورسم قساً سنة1931م ثم قمصاً.

+ تتلمذ فى دير البراموس على يد القمص عبد المسيح المسعودى فنشأ محباً للفضيلة و العبادة والصلاة.




+
فى سنة 1936م ترك الدير واتجه إلى مصر القديمة فإستأجر احدى طواحين الهواء بتلال جبل
المقطم وأقام فى دورها الثانى مذبحاً يقدم عليه القرابين.
+ على أثر اعتماد لائحة انتخاب البطريرك سنة 1957 م وبعد القرعة الهيكلية تمت سيامته بطريركاً
سنة 1959م.
+ تم فى عصره
+ تدعيم صلة الكنيسة القبطية بالكنيسة الحبشية فقد رسم لأثيوبيا بطريركاً جاثليق سنة 1959م .
+ وضع حجر الأساس لدير مارمينا بمريوط سنة 1959 م .




+ سيامة أساقفة عامون فقد رسم نيافة الأنبا شنودة أسقفاً للمعاهد الدينية والتربية الكنسية
(حاليا حضرة صاحب الغبطة و القداسة البابا شنوده الثالث بطريرك الكرازة المرقسية 117) ،
و الأنبا صموئيل أسقفاً للخدمات العامة ،



والأنبا غريغوريوس أسقفاً للدراسات العليا و البحث العلمى.
+ في عهده بدأت خدمة كنائس المهجر فى أمريكا وكندا واستراليا وغيرها.
+ وضع حجر أساس الكاتدرائية المرقسية الجديدة بالأنبا رويس بالقاهرة.




+
إرجاع جسد القديس مارمرقس إلى القاهرة.




+
ظهور السيدة العذراء مريم بالزيتون سنة 1968م.



+
تنيح بسلام فى 9 مارس عام 1971م بعد أن أكمل جهاده المبارك ، ودفن بالأنبا رويس ونقل
جسده إلى دير الشهيد العظيم مارمينا بمريوط طبقاً لوصيته.
صلاته تكون معنا آمين.

السيره العطره لحياة البابا كيرلس السادس كامله




نشأته
اسمه عازر يوسف ، ولد ببلدة طوخ النصارى بدمنهور في مصر في الجمعة 8 اغسطس سنة 1902،
ووالده هو يوسف عطا المحب للكنيسة وناسخ كتبها ومنقحها المتفانى في خدمة أمه الأرثوذكسية حريصاً على حِفظ تراثها.
ابتدأ عازر منذ الطفولة المبكرة حبه للكهنوت ورجال الكهنوت فكان ينام على حجر الرهبان.. فكان من نصيبهم ولا سيما وأن بلدة طوخ هذه كانت وقفٌ على دير البراموس في ذلك الوقت ولذلك اعتاد الرهبان زيارة منزل والده لِما عُرِفَ عنه من حُب وتضلع في طقوس الكنيسة

بدأ حياة فضلى تشتاق نفوسنا لها متشبها بجيش شهدائنا الأقباط وآباء كنيستنا حماة الايمان الذين ارسوا مبادىء الايمان المسيحى للعالم أجمع المبنية على دراستهم العميقة في الكتاب المقدس فكان عازر مفلحا في جميع طرقه والرب معه؛ لأنه بِقَدر ما كان ينجح روحياً كان ينجح علمياً.




إذ بعد أن حصل على البكالوريا، عمل في إحدى شركات الملاحة بالاسكندرية واسمها "كوك شيبينج" سنة 1921 فكان مثال للأمانة والإخلاص ولم يعطله عمله عن دراسة الكتب المقدسة والطقسية والتفاسير والقوانين الكنسيّة تحت إرشاد بعض الكهنة الغيورين.

ظل هكذا خمس سنوات يعمل ويجاهد في حياة نسكية كاملة، فعاش راهبً زاهداً في بيته وفي عمله دون أن يشعر به احد، فكان ينام على الأرض بجوار فراشه ويترك طعامه مكتفياً بكسرة صغيرة وقليلاً من الملح.



إنطلاق للبرية

اشتاقت نفسه التواقة للعشرة الإلهية الدائمة؛ للانطلاق إلى الصحراء والتواجد فيها، وبالرغم من مقاومة أخيه الأكبر فقد ساعده الأنبا يوأنس البطريرك الـ113، وطلب قبوله في سلك الرهبنة في دير البرموس بوادي النطرون، بعد أن قدم استقالته من العمل في يوليو سنة 1927 (تلك التى صدمت صاحب الشركة الذي حاول استبقاءه برفع مرتبه إغراءً منه، ولكن عازر كان قد وضع يده على المحراث ولم يحاول أن ينظر الى الوراء).

فأوفد البابا معه راهبا فاضلًا؛ وهو القس بشارة البرموسى (الأنبا مرقس مطران أبو تيج) فأصطحبه إلى الدير وعند وصولهم فوجئوا باضاءة الأنوار ودق الأجراس وفتح قصر الضيافة وخروج الرهبان وعلى رأسهم القمص شنوده البرموسي، أمين الدير لاستقباله، ظنًا منهم أنه زائر كبير! وعندما تحققوا الأمر قبلوه على أول درجه في سلك الرهبنة فورًا مستبشرين بمقدمه، إذ لم يسبق أن قوبل راهب في تاريخ الدير بمثل هذه الحفاوة واعتبرت هذه الحادثة نبوة لتقدمه في سلك الرهبنة وتبوئه مركزًا ساميًا في الكنيسة.

تتلمذ للأبوين الروحيين القمص عبد المسيح صليب والقمص يعقوب الصامت، أولئك الذين كان الدير عامرًا بهم في ذلك الوقت، وعكف على حياة الصلاة والنسك. ولم تمض سنة واحدة على مدة الاختبار حتى تمت رسامته راهبًا في كنيسة السيدة العذراء في الدير، فكان ساجدًا أمام الهيكل وعن يمينه جسد الانبا موسى الاسود وعن يساره جسد القديس إيسيذوروس. ودعى بالراهب مينا وذلك في السبت 17 أمشير سنة 1644 الموافق 25 فبراير سنة 1928. وسمع هذا الدعاء من فم معلمه القمص يعقوب الصامت قائلًا "سِر على بركة الله بهذه الروح الوديع الهادىء وهذا التواضع والانسحاق، وسيقيمك الله أمينًا على أسراره المقدسة، وروحه القدوس يرشدك ويعلمك".

فازداد شوقًا في دراسة كتب الآباء وسير الشهداء، وأكثر ما كان يحب أن يقرأ هو كتابات مار إسحق فاتخذ كثيرًا من كتاباته شعارات لنفسه مثل "ازهد في الدنيا يحبك الله"، و"من عدا وراء الكرامة هربت منه، ومن هرب منها تبعته وأرشدت عليه". مما جعله يزداد بالأكثر نموًا في حياة الفضيلة ترسمًا على خطوات آباءه القديسين وتمثلًا بهم. وإلتحق بالمدرسة اللاهوتية كباقي إخوته الرهبان،



فرسمه الأنبا يؤانس قسًا في يوليو سنة 1931، وهكذا اهٌله الله أن يقف أمامه على مذبحه المقدس لأول مرة في كنيسة أولاد الملوك مكسيموس ودوماديوس بالدير، كل ذلك قبل أن يتم ثلاث سنوات في الدير. فكان قلبه الملتهب حبًا لخالقه يزداد إلتهابًا يومًا بعد يوم، لا سيما بعد رسامته وحمله الأسرار الإلهية بين يديه.



تَوَحُّده

اشتاقت نفسه إلى الإنفراد في البرية والتوحد فيها، فقصد مغارة القمص صرابامون المتوحد الذى عاصره مدة وجيزة متتلمذًا على يديه، فكان نعم الخادم الأمين. ثم توجه إلى الأنبا يؤنس البطريرك وطلب منه السماح له بالتوحد في الدير الأبيض وتعميره إن أمكن، وفعلا مضى إلى هناك وقضى فيه فترة قصيرة، ثم أقام فترة من الوقت في مغارة القمص عبد المسيح الحبشي، فكان يحمل على كتفه صفيحة الماء وكوز العدس إسبوعيًا من دير البرموس إلى مغارته العميقة في الصحراء حتى تركت علامة في كتفه الى يوم نياحته.
زاره البطريرك الانبا يؤنس عام 1934 وأعجب بعلمه وروحانيته وغيرته، وشهد بتقواه مؤملًا خيرًا كبيرًا للكنيسة على يديه.




شهادته للحق

حدث أن غضب رئيس الدير على سبعة من الرهبان وأمر بطردهم فلما بلغ الراهب المتوحد هذا الامر أسرع اليه مستنكرًا ما حدث منه، ثم خرج مع المطرودين وتطوع لخدمتهم وتخفيف ألمهم النفسي،
+ ثم توجه معهم إلى المقر البابوي وعندما إستطلع البابا يوأنس البطريرك الأمر أمر بعودتهم إلى ديرهم وأثنى على القديس المتوحد.
إلا أن قديسنا إستأذن غبطته في أمر إعادة تعمير دير مارمينا القديم بصحراء مريوط،



قبل التعمير ***************** بعد التعمير
( الطاحونة من الخارج )



السلم الذى يؤدى الى الدور الثانى ،،،،، مذبح الكنيسة بالدور الثانى

+ ولكن إذ لم يحصل على الموافقة توجه إلى الجبل المقطم في مصر القديمة -
الذي نقل بقوة الصوم والصلاة -
وإستأجر هناك طاحونة من الحكومة مقابل ستة قروش سنويًا
* وقسم القمص مينا المتوحد الطاحونه الى دورين فجعل الدور الأول قلاية لحياته ،
والدور الثانى قسمه الى كنيسة ليقيم فيها القداس الالهى كل يوم وفى المساء عشية
وأقام فيها مستمتعًا بعشرة إلهية قوية وذلك في الثلاثاء 23 يونيو عام 1936م.
+ حقا لقد أحب القديس سكنى الجبال كما أحبها آباؤه القديسين من قبل الذين وصفهم الكتاب المقدس بأن "العالم لم يكن مستحقا لهم لأنهم عاشوا تائهين في براري وجبال ومغاير وشقوق الأرض" (عب 38:11). "لعظم محبتهم في الملك المسيح"
(القداس الإلهي).


+ وهناك إنصهرت حياته من كثرة الصوم والصلاة والسهر حتى تحولت إلى منار ثم إلى مزار بعد أن فاحت رائحة المسيح الزكية منه وتم القول الإلهي لا يمكن أن تخفى مدينة كائنة على جبل.



ايمانه بشفاعة القديسين

حدث أن داهمه اللصوص مرة في قلايته التي بناها بنفسه في الكنيسة الصغيرة داخل الطاحونة ظنًا منهم أنه يختزن ثروة كبيرة واعتدوا عليه بأن ضربوه ضربة قاسية على رأسه، ثم فروا هاربين بعدما تحققوا أنه لا يملك شيئا سوى قطعة الخيش الخشنة التي ينام عليها وبعض الكتب. أما القديس فأخذ يزحف على الأرض لأن رأسه أخذت تنزف نزفًا شديدًا حتى وصل إلى أيقونة شفيعه مارمينا العجايبي وصلى أسفلها وهو في شبه غيبوبة وفي الحال توقف النزيف وقام معافى. على أن علامة الضرب هذه في جبهته لم تزل موجودة إلى يوم إنطلاقه إلى الأمجاد السماوية إلا أنه لم يبق في هذا المكان الذي تقدس بالصلوات المرفوعة والذبيحة الإلهية المقدمة يوميا طويلًا إذ أثناء الحرب العالمية الثانية. وفي الثلاثاء 28 أكتوبرعام 1941 ظنه الإنجليز المحتلون أنه جاسوسًا وطلبوا إليه مغادرة المكان فخرج متوجها إلى بابلون الدرج وأقام في فرن بكنيسة السيدة العذراء.
+ عاش في العالم وهو ليس من العالم تعلق بالسماويات وزهد بالأرضيات، عرف معنى الغربة التي قالها مخلصنا فلم يعز عليه مكان مهما تعب فيه وعمل بيديه وسهر.لأنه كان يحس تمامًا أنه ليس له ههنا مدينة باقية وإنما يطلب العقيدة، فشابه معلمه الذي لم يكن له أين يسند رأسه.
ولذياع صيته وتقواه كان الكثيرون على مختلف طوائفهم ومللهم يسعون إليه للتبرك منه وطلب صلواته. فقام بطبع كارت خاص به عليه (بسم الله القوي) باللغتين القبطية والعربية، ثم إحدى الآيات التي كان يعيشها القديس ويحياها مثل (ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه)، أو (ماذا يعطي الإنسان فداءً عن نفسه) أو غيرها من الآيات المُحببة إليه وكان يوزعها على زائريه كما أصدر مجلة بسيطة شهرية أطلق عليها اسم "ميناء الخلاص".
+ وفي عام 1944 أسندت إليه رئاسة دير الأنبا صموئيل بجبل القلمون بمغاغة. وسرعان ما إلتف الشباب المتحمس الذين إستهوتهم الحياة الرهبانية حوله، الذين زهدوا في مجد العالم وزيفه وقصدوا، إليه فاحتضنهم بأبوة صادقة وفتح لهم قلبه، فوجدوا في رحابه ورعايته ما أشبع نفوسهم الجوعى وروى ظمأ قلوبهم، وتتلمذ العديد على يديه فترعرع الدير وإزدهر، وسرعان أيضا ما أقام لهم المباني وبنى أسواره المتهدمة بفضل تشجيع الغيورين الذين الذين تسابقوا على رصد أموالهم وقفا للدير وفي وقت قصير تمكن من تدشين كنيسة الدير ببلدة الزورة
(التابعة الآن لمركز مغاغة محافظة المنيا).





+ وعلى أثر ذلك منحه المتنيح الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف في ذلك الوقت رتبة الأيغومانوس (القمصية) الذي قال يومها
"اشكر إلهي الذي خلق من الضعف قوة كملت به نعمته في الإبن المبارك القمص مينا وأتم هذا العمل العظيم".

+ وفي سنة 1947 أنتقل إلي مصر القديمة حيث بنى كنيسة القديس مارمينا بالنذور القليلة التي كانت تصله، وكان يقوم بالبناء بنفسه مع العمال، وقد تتلمذ علي يديه نخبة من الرهبان الأتقياء.
+ ولكن كما هو معروف عن قديسنا الحبيب أنه كثير التعلق بشفيعه مارمينا وقد رأينا كم حاول أن ينفرد في بريته بصحراء مريوط ولم يتسنى له فصمم على بناء ولو كنيسة صغيرة باسم شفيعه العجايبي يعيش فيها إلى أن يكمل غربته بسلام، وبالفعل قد أعانه الرب وهناك في مصر القديمة من المنح والهبات والهدايا المتواضعة التي كان يتلقاها من أفراد الشعب الذين عرفوا طريقه والذين كانوا يقصدونه طالبين الصلاة للشفاء من العلل وغيرها، إستطاع ببركة ربنا يسوع أن يبني له قلاية وكنيسة باسم حبيبه مارمينا وذلك سنة 1949.
+ ثم توسع في البناء فأقام دارًا للضيافة كان يستقبل فيها الشباب الجامعي المغترب ليقيم فيها مقابل قروش زهيدة. فكانت لهذه النواة بركة كبيرة، لأن اولئك الشباب سعدوا بالعشرة الإلهية لأن هذا المكان الطاهر لم يقهم وحسب من أجواء العالم الصاخب، ولكن أضفى عليهم روحانية عميقة حتى خرج الكثيرون من هذا المكان المتواضع ليسوا حاملين للشهادات العلمية من جامعاتهم ولكن فوق ذلك كله رهبانًا أتقياء، تدربوا على حياة الفضيلة والزهد وحياة الصلاة الدائمة والسهر، حيث كانوا يشاهدون معلمهم يستيقظ كل يوم مع منتصف الليل ليبدأ الصلاة وقراءة فصول الكتاب على ضوء مصباح صغير داخل حجرته المتواضعة. وقبل أن يطرق الفجر أبوابه إعتاد أن يغادر صومعته ويتجه نحو فرن الكنيسة ومن دقيق النذور يبدأ عمل القربان ويشمر عن ساعديه ويعجن العجين، ثم يقطعه أحجاما متساوية ويختمه ويضعه في فرن هادئ ويظل يعمل ويتلوا المزامير حتى يفرغ منه وعرقه يتصبب ثم يتوجه إلى الكنيسة ليتلوا صلوات التسبحة ثم يقدس الأسرار الإلهية ويعود إلي مكتبته وقلايته وخدمته. فكانت حاجاته وحاجات الذين معه تخدمها يداه الطاهرتان، يغسل ثيابه لنفسه ويطبخ ويخدم الجميع. على أن حجرته هذه باقية كما هي للآن : السرير البسيط، المكتبة، الملابس الخشنة التي كان يرتديها كل شئ كما هو قبل رسامته إلى لآن.

+ وقد قام غبطته برسامة أخيه الأكبر قمصًا على هذه الكنيسة باسم القمص ميخائيل يوسف ليشرف على هذا المكان الطاهر، ويواصل عمل القداسات وتلاوة الصلوات فيه حيث تقدس هذا البيت كما يقول الرب "وقدست هذا البيت الذي بنيته لأجل وضع إسمي فيه إلى الأبد وتكون عيناي وقلبي هناك كل الأيام" (مل 3:9).
كما كان يحلوا له وهو بطريرك أن يتوجه إليه ليخلوا قليلا "ليملأ البطارية" أي ليأخذ شحنة روحية على حد تعبيره.




إختيـــــــــاره للبابوية


"وأعطيكم رعاة حسب قلبي فيرعونكم بالمعرفة والفهم"
(إر 10:3).
+ إن إختيار قداسة البابا لم يكن بعمل إنسان ولكن المختار من الله لكنيتنا القبطية وقصة تبوأه كرسيه الرسولي تدعو إلى العجب وإلى تمجيد إسم الرب يسوع الذي ينزل الأعزاء عن الكراسي ويرفع المتضعين.

كان ترتيبه بين المرشحين السادس، وكان على لجنة الترشيح حسب لائحة السبت 2 نوفمبر 1957 أن تقدم الخمسة رهبان المرشحين الأوائل للشعب. وفي اللحظة الأخيرة للتقدم بالخمسة الأوائل، أجمع الرأي على تنحي الخامس، وتقدم السادس ليصبح الخامس. ثم أجريت عملية الاختيار للشعب لثلاثة منهم فكان آخرهم ترتيبا في أصوات المنتخبين
+ وبقى إجراء القرعة الهيكلية في الأحد 19 إبريل 1959 ولم يخطر ببال أحد أن يكون إنجيل القداس في ذلك اليوم يتنبأ عنه إذ يقول هكذا "يكون الآخرون أولين والأولون يصيرون آخرين" وكانت هذه هي نتيجة القرعة.






إجراء القرعة الهيكلية في الأحد 19 إبريل 1959م فى الكاتدرائية المرقسية بكلوت بك وسحب ورقة القرعة الطفل رفيق الطوخى من مدينة طنطــا


+ ودقت أجراس الكنائس معلنة فرحة السماء وأتوا بالقمص مينا البرموسي المتوحد ليكون البابا كيرلس السادس بابا الإسكندرية المائة والسادس عشر من خلفاء مارمرقس الرسول.




القمص مينا البراموسى المتوحد يسجد أمام هيكل الرب
قبيل سيامته بطريركا وبابا للكرازة المرقسيـة



البابا كيرلس يقرأ فصل انجيل القداس يوم سيامته بابا الاسكندريه والكرازة المرقسيه

+ وعند ذاك أيقن الشعب أن عناية الله تدخلت في الانتخاب ومن الطريف أن يكون عيد جلوسه يلحق عيد صاحب الكرسي مارمرقس الكاروز، يتوسط بينهما عيد أم المخلص . كما إعتاد أن يدعوها غبطته .
وكتبت تقاليد رئاسة الكهنوت على ورقة مصقولة طولها متر وعرضها 7 سنتيمترات.


وقد سأله وقتئذ أحد الصحفيين عن مشروعاته المستقبلية، فكانت إجابته "لم أتعود أن أقول ماذا سأفعل ولكن كما رأى الشعب بناء كنيسة مارمينا بمصر القديمة وكان البناء يرتفع قليلا قليلا هكذا سيرون مشروعات الكنيسة".

لقد كان أمينا في القليل فلا عجب أن إئتمنه الروح القدس على الكثير، ومنذ ذلك الإختيار الإلهي والبابا كيرلس هو الراهب الناسك المدبر باجتهاد.

ورأيت عزيزى القارىء أن أعرض عليك مشهد
قداس رسامة البابا كيرلس السادس الكنيسة المرقسية

بالفديو وهذا الفديو نادر الوجود.




+



باباويتــــه


تميز عهد قداسته بانتعاش الإيمان ونمو القيم الروحية ولا شك أن ذلك راجع لان غبطته إنما وضع في قلبه أن يقدس ذاته من أجلهم - أي من أجل رعيته - على مثال معلمه الذي قال: "لأجلهم أقدس أنا ذاتي".



فحياته هو والراهب مينا كانت هي وهو البابا كيرلس في ملبسه الخشن وشاله المعروف وحتى منديله السميك ومأكله البسيط فلم يكن يأكل إلا مرتين في اليوم الأولى الساعة الثانية والنصف ظهرا والثانية الساعة التاسعة مساءًا، وفي الأصوام مرة واحدة بعد قداسه الحبري الذي ينتهي بعد الساعة الخامسة مساءًا وفي سهره وصلواته كذلك فكان يصحوا من نومه قبل الساعة الرابعة من فجر كل يوم ليؤدي صلوات التسبحة ويقيم قداس الصباح وبعدها يستقبل أولاده.. وهكذا يقضي نهار يومه في خدمة شعبه وفي الوحدة حبيس قلايته في التأمل في الأسفار الإلهية..




لا يعرف ساعة للراحة حتى يحين ميعاد صلاة العشية فيتجه إلى الكنيسة تتبعه الجموع في حب وخشوع.



فعلا كان مثال الراعي الصالح للتعليم لا بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق والقدوة الصالحة. إنه عينة حقيقية من كنيسة أجدادنا القديسين كنيسة الصلاة وتقديس الذات أكثر منها كنيسة المنابر والوعظ الكثير...





فهو رجل الصلاة نعم إنه رجل الصلاة الذي أدرك ما في الصلاة من قوة فعالة فكانت سلاحه البتّار الذي بواستطها استطاع أن يتغلب على أعضل المشكلات التي كانت تقابله.
وفوق ذلك فقد حباه الله موهبة الدموع التي كانت تنهمر من مآقيه طالما كان مصليًا وموهبة الدموع هذه لا تُعطى إلا لِمُنْسَحِقي القلوب، فكان يسكب نفسه انسكابًا أمام الله ويذوب في حضرته، فإذا ما كنت معه مصليًا أحسست أنك في السماء وفي شركة عميقة مع الله.


كثيرا ما كان يزور الكنائس المختلفة فجر أي يوم حيث يفاجئهم ويرى العاملين منهم والخاملين في كرم الرب فكان معلما صامتا مقدمًا نفسه في كل شئ قدوة مقدما في التعليم نقاوة ووقارًا وإخلاصًا.

وهذه الحياة المقدسة وهذه الروحانية العالية التي لأبينا البار فقد ألهبت قلوب الرعاة والرعية فحذوا حذوه وفتحت الكنائس وأقيمت الصلوات وإمتلأت البيع بالعابدين المصلين بالروح والحق. وأحب الشعب باباه من كل قلبه وأصبح كل فرد يشعر بأنه ليس مجرد عضو في الكنيسة بل من خاصته. وأصبحنا نرى في حضرته مريضا يقصده لنوال نعمة الشفاء، مكروبا وشاكيا حاله طالِبًا للصلاة من أجله ليخفف الرب كربه. وقد وهبه الله نعمة الشفافية الروحية العجيبة فكثيرًا ما كان يجيب صاحب الطلب بما يريد أن يحدثه عنه ويطمئنه أو ينصحه بما يجب أن يفعله في أسلوب وديع، حتى يقف صاحب الطلب مبهوتًا شاعرًا برهبة أمام رجل الله كاشف الأسرار.

وهكذا يفتح بابه يوميًا لإستقبال أبناءه فقيرهم قبل غنيّهم، صغيرهم قبل كبيرهم ويخرج الجميع من عنده والبهجة تشع من وجوههم شاكرين تغمرهم راحة نفسية لما يلمسونه من غبطته من طول أناه وسعة صدر تثير فيهم عاطفة الأبوة الحقيقية الصادقة.

+ بدأ البابا كيرلس السادس زياراته الرعوية بالأسكندرية فى 25 مايو 1959 م - فقام بزيارة جميع الكنائس وكان يطمئن على احوالها والتعرف على إحتياجاتها , وقام ايضاً أثناء وجوده بالقاهرة بزياره كنائسها ..
أما بالنسبة للإيبارشيات فقد زار : السويس الشرقية - الدقهلية - الغربية - المنوفية - الجيزة - القليوبية - بنى سويف - المنيا - أسيوط .. وأقام الصلوات والقداسات الإلهية فى كنائس الإيبارشيات مع الاباء المطارنة والأساقفة وكانت أجراس الكنائس تدق بوصوله وكانت رناتها تعلن فى كل كنيسة عن العهد الجديد .
وعندما كان يعلم الأقباط بزيارة باباه كانت الجموع تتدفق وتزدحم على محطات السكك الحديدية لإستقبال قداسته بالفرح والتهليل والتراتيل .

* كما انه اهتم بخدمات القرى والنجوع




سيامة بطريرك جاثليق لإثيوبيا في 28 يونيو 1959 م

+ وفى الأسبوع الثانى من يونيو 1959 م حضر وفد أثيوبى للمفاوضات وفتح باب الحوار من جديد وكان الوفد الأثيوبى يتكون من :
- الدجازماشى أسارات كاسا نائب جلالة الإمبراطور هيلاثيلاسى الأول
- نيافة الأنبا ثيؤفيلس أسقف هور
- أتومرسى حزن النائب بالبرلمان ألأثيوبى .
وأثناء القاء طلب الوفد من غبطة البابا كيرلس السادس
أن يقوم بسيامة بطريرك لكنيستهم باثيوبيا





+ وقام البابا كيرلس السادس بزيارة لأثيوبيا قبيل نهاية الشهر ،
وكان فى استقبالة جلالة الامبراطور هيلاثيلاثى امبراطور أثيوبيا





وقام غبطة البابا كيرلس السادس برسامة بطريرك جاثليق لإثيوبيا
وعقدت اتفاقية بين كنيستي مصر وإثيوبيا لتأكيد أواصر المحبة بينهما



بناء وتعمير دير مارمينا بصحراء مريوط

+ ولما كانت العلاقة بين البابا كيرلس والزعيم جمال عبد الناصر علاقة وطيدة جدا تربتها المحبة الفياضة ففى احدى زيارات البابا كيرلس للزعيم الراحل جمال عبد الناصر فى منزله طلب البابا من الزعيم ان يسمح له بتجديد بناء دير مار مينا العجائبى بالآثار القديمة للدير فى صحراء مريوط ليعيد أمجاد هذا الدير مرة أخرى فوافق السيد الرئيس على التجديد بشرط ان يكون بجوار الاثار وبأى مساحة على أن تترك آثار المبانى القديمة شاهدة لتاريخ مصر وذلك أفضل ولمصلحة مصر وافق قداسة البابا كيرلس وطلب شراء 50 فدان فى أرض مستوية تبعد كيلوا متر واحد عن الآثار فوافق الزعيم جمال عبد الناصر على ذلك وتبرعوا أولاد الزعيم فى ذلك اليوم بما فى داخل حصلاتهم من نقود لتكون اول التبرعات لتجديد بناء الدير وأخرج البابا من جيبه منديله القماش
( المحلاوى ) وفرده ووضع فيه
ما قدمه له أولاد الرئيس / جمال عبد الناصر ، وخرج البابا والخادم الذى كان معه ( وهو من أراخنة الكنيسة ومستشارا للرأيس جمال عبد الناصر فى ذلك الوقت ) من منزل الرأيس عبد الناصر تغمره الفرحة ،وكلف البابا هذا الخادم بتولى المسئولية لأتمام المشروع وأعطاه المنديل، وكان البابا يأخذ كل التبرعات التى يقدمها إليه الشعب من الفقراء ويضعها فى هذا المنديــل، وسعى البابا كيرلس السادس لدى هيئة تعمير الصحراء فأشترى خمسين فداناً بجوار آثار دير مار مينا وتقع على حدودها الشمالية ، وكان المبلغ المطلوب لثمن الـ 50 فدان هو 500 جنيه مصرى لاغير . وعند فتح المنديل لحصر المبلغ المجموع فيه لسداد قيمة الأرض فوجئ الجميع أن المبلغ زاد عن الـ 500 جنيه بجنيهات معدوده ورفض البابا رجوع أى مبلغ لأن ما كان فى المنديل هو تقدمات الناس وقد خصصها لدير مار مينا .




البابا كيرلس السادس مع بعض اراخنة الكنيسة
فى زيارة لمدينة بومينا الأثريه
( المدينة الأثرية لمارمينا بصحراء مريوط )
++++++++++++



البابا كيرلس السادس يقيم القداس الالهى على مذبح الكاتدرائية
الأثرية فى مدين
ة بومينا الأثريه
( المدينة الأثرية لمارمينا بصحراء مريوط )

++++++++++++



البابا كيرلس السادس يزور مزار ( قبر ) مارمينا الموجود
أسفل أثار الكاتدرائية بالمدينة الأثرية لبومينا

++++++++++++



+
وفي 27 من شهـــر نوفمبر سنة
1959 أرسي حجر الأساس لدير الشهيد مارمينا العجايبي بصحراء مريوط،
وأهتم به إهتماماً كبيراً , وبدأ ينشئ هذا الدير
وفى الواقع إن العمل الذى قام به هذا الدير هو عمل عجيب جداً , يدل على إقتناع عجيب بالفكرة , وإصرار , وتصميم على إنشاء الدير , إذ لم يكن بالأمر الهين إحضار مواد بناء والماء , فكانوا يحضرون الماء من قرية بهيج

وأعاد للدير جزء من جسده، وبني به كنائس وكاتدرائية تشابه في مجدها الكاتدرائية القديمة في المدينة الأثرية.
وقام البابا كيرلس بوضع أساس الكاتدرائية بالدير
















ولقد سمح السيد المسيح له المجد أن يحقق حلم البابا كيرلس السادس
لمحبته له وللشهيد مارمينا فجعــل العمار
بدير الشهيد العظيم مار مينا العجائبى بمريوط
بعد أن كان
فيه سبعة من الآباء الرهبان فقط والآن به أكثر من المئة وعشرون راهبا
وذلك بعد نقل جسد البابا كيرلس السادس اليه
كمـــا انه تتوافد اليه يوميا اللألوف من كل مكان لنوال البركات



بناء الكاتدرائيه المرقسيه بأرض الأنبا رويس بالعباسيه

أولأ : أحب أن أروى قصة هذه الأرض التى تم البناء عليهــــا

+ أرض الأنبا رويس التى بنيت عليها الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة كان يطلق عليها قديما اسم "دير الخندق" يرجع أصل هذا الدير إلي عام 969م عندما شرع جوهر الصقلي قائد جيوش الخليفة المعز لدين الله الفاطمي في تأسيس مدينة القاهرة وبناء قصر كبير بجهة الجمالية ليكون مقرا لإقامة المعز فصادف عند تخطيط القصر ديرا للأقباط في تلك الجهة يسمي "دير العظام" مدفونة به أجساد القديسين فأراد جوهر ادخال هذا الدير ضمن تخطيط القصر فأخذه ونقل الأجساد المدفونة بداخله إلي منطقة الخندق وبذلك عوض الأقباط عن دير العظام أو "دير العظمة" بدير الخندق الذي انشيء في القرن العاشر الميلادي.

+ وتعد منطقة دير الخندق هي المنطقة الممتدة من دير الملاك البحري إلي العباسية. ولهذا سمي الدير "بدير الخندق" الذي يتضمن منذ سبعة قرون عشر كنائس من بينها كنيسة للأرمن وتم تجديد كنيستين منها إحداهما باسم رئيس الملائكة غبريال والثانية باسم القديس مرقريوس وهي الكنيسة التي دفن فيها القديس الأنبا رويس عام 1404 ميلادية وعرفت فيما بعد باسم كنيسة الأنبا رويس وكنيسة القديس غبريال وشيدت بدلا منها كنيسة باسم العذراء شرقي كنيسة الأنبا رويس التي هدمت عام 1968 لتحل محلها كاتدرائية مارمرقس الجديدة.

+ وصدر الأمر الحكومي للبابوية القبطية بأن تكون أرض الأنبا رويس تعويضا لها وأقر بحق الكنيسة في اقامة العديد من المباني منها أسقفية التعليم وللخدمة العامة من بينها اسقفية العلاقات العامة والخدمات الاجتماعية التي أسسها الانبا صموئيل أول اسقف للخدمات الاجتماعية وكانت من بين الاسقفيات التي انشئت لأول مرة في تاريخ الكنيسة القبطية سنة 1968م.

+++
كيف بنيت الكاتدرائيه المرقسية بالأنبا رويس





+ لقد تميزت العلاقة بين البابا كيرلس السادس والرئيس الراحل جمال عبد الناصر بكل المحبة الحقيقية الحميمية ، والتى عبر عنها الأستاذ محمد حسنين هيكـــل
فى كتابه " خريف الغضب " بقولـه ( كانت العلاقة بين الرئيس جمال عبد الناصــر والبابا كيرلس السادس علاقة ممتـــازة ، وكان بينهمــــا اعجــاب متبادل ، وكان معروفا أن البطريرك يستطيع مقابلة عبد الناصـــر فى أى وقت يشــاء.)
+ وفى لقاء ودى خاص بين البابا كيرلس والرئيس عبد الناصر وكان ذلك فور سيامة البابا بطريركا فى عام 1959م قال البابا للرئيس عبد الناصر انى بعون الله سأعمــل على تعليم أبنائى معرفة الله وحب الوطن ومعنى الاخوة الحقيقية ليشب الوطن بالوحدة القوية لديها الايمان بالله وحب الوطن .

+ وكان أمل البابا كيرلس بعد سيامته بطريركا للأقباط هو أن يكون لديهم كاتدرائية عظيمة لتسع أكبر عدد ممكن من المؤمنين ولتتم فيها الصلوات والاجتمعات فى المناسبات الكبرى ويكون مكانها فى أرض الأنبا رويس بالعباسية ، ولكنه لم يكن لديه الاعتمادات المالية الكافية ،



+
وفى احدى زيارات البابا كيرلس للرئيس جمال عبد الناصر فى منزله عرض البابا على الرئيس جمال عبد الناصر على آماله فى بناء كاتدرائية كبيره فى أرض الأنبا رويس فوافقه الرئيس على بناء هذه الكاتدرائية فى نفس الزيارة مباشرة .
حيث كان يرى أهمية وحقوق الأقباط فى النسيج المصرى الواحد ، ثم انه كان على وعى كامل بالمركز الممتاذ للكنيسة القبطية ودورهـا الأساسى فى تاريخ مصر.

* وهكذا قرر أن تساهم الدولة بمبلغ مائة وخمسون ألف جنيهــــا مصريا على أن يدفع نصفها للبطريركيه نقدا ، ونصفها الآخر يدفع عينيا بواسطة شركات المقاولات للقطاع العام والتى يمكن أن يعهد اليها بعملية البناء .




+
وبالفعل
تم وضع حجر الأثاث لبناء الكاتدرائيه فى صباح يوم الثلاثاء الموافق 25 من شهر يونيه عام 1965 م
بيدالسيد الرئيس الراحل الزعيم جمال عبد الناصر وقداسة البابا كيرلس السادس
وبحضور جلالة الامبراطور
هيلاثيلاسى الأول إمبراطورإثيوبيا فى ذلك الوقت .
عدد كبير من رجال الدين المسيحى ، وكذا فضيلة شيخ الأزهر فى ذلك الوقت
وبعض الساده شيوخ الأظهــر ،
كما حضره أيضا العديد من الساده الوزراء وكبار رجال الدوله ،
وأيضــــا ألساده أعضاء المجلس الملى، والســاده أراخنة الأقباط.




+ وأقام البابا حفلا بهذه المناسية افتتحهــــــــا برفع صلاة الشكر للرب
فى وجود الساده الحضور .




والقى الرئيس عبد الناصر خطابا قال فيه


" أيهــا الاخوة يسرنى أن أشترك معكم اليوم فى ارثاء حجر الأساس للكاتدرائية الجديده، فحينما تقابلت أخيرا مع البابا فى منزلى فاتحتحه فى بناء الكاتدرائية وأن الحكومة مستعدة للمساهمة فى هذا الموضوع ، ولم يكن القصد من هذا فعلا المساهمة المادية ، فالمساهمة المادية أمرهـا سهــل ويسير ، ولكنى أقصد الناحية المعنوية ، ان هذه الثورة قامت أصلا على المحبــــةبالآخاء .. بالمساواة .. وتكافؤ الفرص , نستطيع أن نخلق الوطن القوى , الذى لا يعرف للطائفية معنى , ولا يحس بالطائفية أبداً بل يحس بالوطنية .. الوطنية التى يشعر بها الجندى فى ميدان القتال .
فإذا كنا ندعو إلى تمكين هذه الأخوة وهذه المحبة فإنما نعمل بما املاة الله علينا .. لم يدع الله أبداً للتعصب .. ولكنه دعى للمحبة .. وحينما دخل الإسلام مصر إستمرت المحبة بين الأقباط والمسلمين , لم يتحول القباط عن دينهم قسراً , ولا عنفاً , لأن الإسلام لا يعترف بالقسر , ولم يعترف بالعنف , بل أعترف بأهل الكتاب , وأعترف بالمسيحيين أخوة فى الدين وأخوة فى الله
* على هذا الأساس سارت الثورة وكنا نعتقد دائماً أن السبيل الوحيد لتأمين الوطنية هى المساواة وتكافؤ الفرص . بلد المسلم وبلد المسيحى 100% كل واحد فينا , كل واحد منا له الفرصة المتساوية المتكافئة
* الدولة لا تنظر إلى الدين , والمجتمع لا ينظر إلى الدين , ولا ينظر إلى الأب ولا ينظر إلى الأصل , ولكنه إلى العمل وإلى الجهد , وإلى الإنتاج , وإلى الأخلاق , وبهذا نبنى فعلاً المجتمع الذى نادت به الأديان السماوية التى نص الميثاق على إحترامهأ
وباقول لكم فيه متعصبين مسلمين , وفيه متعصبين مسيحيين , ولكن المتعصب المسلم لا يمثل إتجاه المسلمين ابداً والمتعصب المسيحى لا يمثل إتجاه المسيحين أبداً كل دول شواذ
* أرجو الله أن يدعم المحبة بين ربوع هذا الوطن , وأن يدعم الأخاء , وأن يوفقكم جميعاً
والسلام عليكم ورحمة الله



البابا يقوم بتوصيل الرئيس جمال الى السيارة
بعد الاحتفال بوضع حجر الأساس للكاتدرائية



+
وكان البابا كيرلس يرفع الصلوات وبالأخص صلوات المزامير
على سلم الكاتدرائية أمام الباب الرئيسى لهــــا أثناء بنائها
طالبا من رب المجد أن يتمم بنائهــا بمعرفته على خير
لكى يفرح فيها شعب المسيح بالصلوات .




افتتــــــاح الكاتدرائية




+ وتم افتتاح الكاتدرائية فى عام 1968م حيث أقام البابا كيرلس السادس
أول قداس الهى فيها حضره جلالة الامبراطور
هيلاثيلاسى الأول امبراطور أثيوبيا. والعديد من الأباء أساقفة المجمع المقدس
والعديد من الأباء الكهنة
وأعضاء المجلس الملى وجمهــور غفير من الشعب
القبطى من كل مكان فى مصــر .

حفل افتتاح الكاتدرائية












وفى صباح 25 يونيه 1968م وفى أرض ديرالأنبا رويس بالعباسيه أقيم إحتفال رسمى تحت رئاسه البابا كيرلس السادس وحضره السيد الرئيس جمال عبد الناصر رئيس الجمهوريه فى مصر فى ذلك الوقت ، وحضره أيضا الإمبراطور هيلاسلاسى الأول إمبراطور إثيوبيا فى ذلك الوقت وعدد كبير جدا من رؤساء الأديان ومندوبى الكنائس العالميه والمحليه .
وكان هذا التجمع لم يحدث له مثيل فى العصر الحديث لتكريم قديسا مسيحيا قتل منذ 1935 سنه ، وبعد إلقاء كلمات الترحيب بهذه المناسبه ، قام قداسه البابا كيرلس السادس والرئيس جمال عبد الناصر والإمبراطور هيلاسلاسى الأول إمبراطور إثيوبيا ، الى مدخل الكاتدرائيه الجديده وأزاح الستار عن اللوحه التذكاريه التى أقيمت بمناسبه تسجيل ذكرى هذا الحدث التاريخى لكنيسه مصر أول وأقدم كنيسه فى أفريقيا .

كلمة قداسة البابا كيرلس فى افتتاح الكاتدرائية

+ نشكر الله على هذه النعمه العظيمه و إذ جعلنا اهلا بأن نحى الذكرى المباركه التى تشهد بعمل الله ومحبته وأمانته على مر الأجيال , فهذا التراث الروحى والحضارى الذى إزدهر فى هذه البلاد المباركه بمجئ قديسنا مرقس الرسول إليها منذ 1900 سنه , قدمه أبناء مصر وإخوانهم فى أفريقيا اولا ثم فى أنحاء العالم ليشاركوهم فى نعم الله , وأصبح جزءا من التراث الحضارى العالمى . ثم أضاف قائلا .
+ ويسرنى أن أذكر بالفخر والإعجاب فى هذه المناسبه ما تفضل به السيد الرئيس جمال عبد الناصر من إرساء حجر أساس هذه الكاتدرائيه خلال أعياد العام الثالث عشر للثوره المجيده فى 24يوليو 1965ومن المساهمه القيمه التى قدمها سيادته فى إقامتها تعبيرا عن سماحته وكريم مشاعره


+ كما يسرنى أن أشيد بفضل قداسه الأخ الحبيب البابا بولس السادس الذى سمح بنقل جسد القديس مرقس الرسول الطاهر لحفظه كذخيره مقدسه بهذه الكاتدرائيه , وتكرم بإيفاد ممثليه الموقرين الحاضرين معنا فقدم بذلك دليلا على سمو مشاعره , كما يقول يوحنا الرسول : محب لا بالكلام واللسان بل بالعمل والحق .
وإلى الله القدير نتضرع أن يجعل هذه الأحداث المباركه الباهره خير بشير لرفع ألويه السلام فى العالم أجمع وإزدهار المحبه والأخاء بين البشر جميعا .


وقد ألقى كلمات بهذه المناسبه كل من

غبطه مارأغناطيوس يعقوب الثالث بطريرك أنطاكيه ثم ، الكاردينال دوفال أسقف الجزائر ورئيس وفد بابا روما والأنبا ثاوفيلس مطران هور بأثيوبيا ، والدكتور يو ين بلاك السكرتير العام لمجلس الكنائس العالمى ،






ومندوب البطريرك اليكسى بطريرك الكنيسه الروسيه الذى أعلن فى كلمته أن كنيسه روسيا قدمت للكاتدرائيه الجديده مذبحا مذهبا وكذلك وحده علميه للكليه الإكليريكيه.



+ وبهذه المناسبة أصدرت هيئة البريد المصــــرية طابع بريد عليه صورة الكاتدرائية والقديس مارمرقس الرسول كاروز الديار المصرية وذلك فى عام 1968م.

ورأيت عزيزى القارىء أن أعرض عليك مشهد حفل
افتتاح الكاتدرائية المرقسية بحضور امبرطور اثيوبيا والرئيس جمال عبد الناصر
بالفديو وهذا الفديو نادر الوجود







+




وعندما أعلن الرئيس الراحل جمال عبد الناصــر خطاب التنحى فى 9 يونيوعام 1967م توجه البابا كيرلس لمنزل الرئيس جمال بمنشية البكرى



بصحبة ثلاثة من المطارنة ونحو خمسة عشر كاهنا ، وعندما وجدوا طوفان البشر محيطــــا بمنزل الرئيس صدرت تعليمــــات من رآسة الجمهـــورية أن تقوم سيارة بفتح الطريق أمام سيارة البابا ، وعندما دخل المنزل قال أنا عاوز أقابل الريس ، فأخبروا الرئيس برغبة البابا فى مقابلتــه، وطلب البابا من الرئيس أن لايتنحى ويستمر فى حكم مصر وأن هذه هى رغبة الشعب فقال له الرئيس وأنا عند الشعب وأمرك يا والدى .






البابا كيرلس يعيد جزء من رفات القديس مارمرقس الى مصر وبعد ان ظل جسد مرقس الرسول فى مدينه البندقيه بعيدا عن تراب أرض مصر الذى رواه بدمه منذ سنه 828 م حدث أن طلب البابا كيرلس السادس بطريرك الأقباط الأرثوذوكس المصرى من بابا روما إعاده الجسد الى موطنه الأصلى فى مصر وتصادف وصوله حدثين هامين هما :-



** مرور 19 قرناعلى إستشهاده بمصر.
** والحادث الثانى بناء الكاتدرائيه المرقسيه الكبرى بأرض الأنبا رويس بالعباسيه لتكون مقرا للجسد وأيضا مقرا لباباوات الإسكندريه.

+ وكان قداسه البابا كيرلس السادس قد بعث الى قداسه البابا بولس السادس بابا روما يطلب فيه إعاده جزء من جسد القديس مرقس الذى سرقه البحاره الإيطالين سنه 825 م ونقلوه الى فينسيا (مدينه البندقيه الإيطاليه ) إستجاب قداسه البابا بولس السادس إلى طلب البابا القبطى كيرلس السادس فإختار قداسه البابا كيرلس السادس وفدا رسميا مكون من سبعه من الآباء المطارنه والأساقفه وثلاثه من الأراخنه للسفر إلى روما لمقابله البابا بولس السادس لإستلام رفات القديس مرقس.

+ وفى يوم السبت 22 يونيو 1968 أقيم إحتفال دينى كبير فى قاعه البابا بولس السادس بالفاتيكان تلك التى يبلغ طولها أكثر من 20 مترا حيث إصطف الحاضرون ليشاهدوا حرس البابا وهو يدخلون وورائهم حامل الرفات ثم حراس آخرون وبعد ذلك ظهر البابا بولس السادس وعلى يمينه نيافه الأنبا مرقس مطران أبو تيج رئيس الوفد المصرى ومندوب البابا كيرلس السادس وعلى يساره الكاردينال دوفال مندوب البابا بولس السادس فى إحتفالات القاهره , وعلى منضده كبيره وضع الصندوق الذى يضم الرفات مفتوحا تحوطه الزهور والشموع .
ووقف الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمى وألقى كلمه باللغه الإنجليزيه , وبعد أن ألقى البابا بولس كلمته تقدم وحمل الصندوق فى خشوع وسلمه إلى رئيس الوفد القبطى , وسلمه أثنائها وثيقه رسميه خاصه بالرفات , والتى تنص على :-
الأب بتروس كاتيزويوس فان ليرد , من جماعه رهبان القديس أوغسطينوس بنعمه الله وبأمر الكرسى الرسولى , أسقف لورفسير حارس زخائر الكرسى الرسولى , معاون بقصر قداسته , ومساعد للكرسى البابوى والوكيل العام للفاتيكان
بموجب هذا المستند نؤكد ونشهد لوجه الله وتكريم قديسيه أننا تحققنا من أن رفات مرقس الإنجيلى قد أستخرجت من مكانها الأصلى وأننا وضعناها بكل وقار فى وعاء من الفضه وضع بدوره داخل صندوق فضى مشغول بفن رفيع وجوانبه من البلور وأغلق بإحكام , والوعاء مغلق داخل الصندوق المذكور بخيط رفيع ومختوم بخاتمنا بالشمع الأحمر لكى يتمكن حائزه من الإحتفاظ به ومن عرضه ليكون موضع الإجلال والإحترام العام من قبل المؤمنين .

وإننا ننذر المؤمنين الذين قد توجد هذه الرفات بين أيديهم فى يوم من الأيام بأنه لا يحق لهم أن يبيعوها أو يستبدلوها بأشياء أخرى مما يباع ويشترى وإقرار منا بذلك نسلم هذه الوثيقه موقعه منا وعليها خاتمنا.

+ وفى يوم الأحد 23 يونيو 1968 أقام الوفد القبطى قداسا إلهيا فى إحدى الكنائس الفاتيكان حضره كثيرون حيث إسترعت إنتباههم الألحان القبطيه ونالت إعجابهم , وفى مساء الإثنين 24 يونيو 1968م تحرك الوفد القبطى الذى أرسله البابا كيرلس السادس، ومعه أعضاء البعثه المرافقه للرفات مرسله من قبل بابا روما ، من كنيسه القديس أثناسيوس الرسولى ، فى موكب رسمى لأعظم شخصيه فى تاريخ مصر ، وتقدمت الدراجات البخاريه الموكب حتى وصلت مطار روما الدولى ،

* وإستقلوا طائره خاصه وصلت الطائره الى مطار القاهره الدولى فى
الساعه 45,10 من مساء اليوم نفسه .
وإحتشد فى المطار مئات الألوف من شعبه القبطى الذى آمن على يديه يرتلون الألحان الدينيه

+ وكان فى إنتظار الجسد قداسه البابا كيرلس السادس ومعه مندوب عن إخوتنا فى الإيمان مارأغناطيوس يعقوب الثالث بطريرك أنطاكيه وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس وعدد لا يحصى من المطارنه والأساقفه الأقباط والأجانب ورؤساء الطوائف والأديان المختلفه من المصريين والأجانب .

+ وإهتز المطار بالتهليل والتصفيق لرؤيتهم حمامه كبيره الحجم تتقدم الطائره فى الجو وعندما رست الطائره فى أرض المطار صعد البابا كيرلس السادس سلم الطائره وتسلم من يد رئيس الوفد الإسكندرى الذخيره الثمينه .

وفى هذه اللحظه شاهدت الجموع ثلاثه حمامات بيضاء كبيره الحجم ناصعه البياض يشع منها نور وهاج تحلق فوق الطائره الراسيه بالمطار وفوق الصندوق

(هذا الوصف مأخوذ من كتاب بطاركه عظماء اعده الشماس جميل فخرى المدرس بمعهد الدراسات القبطيه ويشرفنى ككاتب هذه المقاله بأن أشهد بأننى رأيت بعينى ما حدث لأننى كنت حاضرا فى المطار وما قاله الأستاذ جميل رآه كل الشعب الذي كان موجودا)

ومن المعروف أن الحمام لا يطير ليلا .ورأينا البابا كيرلس نازلا وعلى كتفه صندوق الرفات وبدأ الشمامسه بالترتيل بين هدير الشعب وفرحته التى لا توصف فهى لحظه من الزمان حضر أبانا مرقس رسول المسيح الى أرض مصر بعد أن طال فراق قديسنا عن بلادنا مصر

وتحرك الموكب الجماهيرى والكتل البشريه والقلوب تنبض بالوفاء لما بقى من هذا الإنسان الذى عرفنا طريق المسيح فالفرح عم أرض مصر .

+ وحمل البابا كيرلس الصندوق الى الكاتدرائيه المرقسيه الكبرى بالأزبكيه ووضع الصندوق على المذبح الكبير الذى دشن على إسم مرقس الرسول ، ومكث على المذبح ثلاثه أيام ، وعاد رفاه أول من بشر مصر بالمسيح الى الأرض التى روت دمائه مضحيا بحياته من أجل نشر كلمه الله فى مصر فمرحبا عودتك ياأبينا ورسولنا من عند المسيح إنتظرنا عودتك ياحبيبنا ويارسولنا مده 1140سنه



+
وفى صباح 25 يونية 1968م وفى أرض دير الأنبا رويس بالعباسية المعروف فى التاريخ باسم دير الخندق أقيم أحتفال رسمى تحت رئاسة البابا كيرلس السادس وحضره السيد الرئيس حمال عبد الناصر رئيس جمهورية مصر فى ذلك الوقت , وحضره أيضاً الإمبراطور هيلاسيلاسى الأول إمبراطور أثيوبيا فى ذلك الوقت وعدد كبير من رؤساء الأديان ومندوبى الكنائس العالمية والمحلية
- ولم يحدث مثيل لمثل هذا التجمع فى العصر الحديث لتكريم شخص مات منذ
1400 سنة مثلما حدث للقديس مار مرقس رسول المسيح إلأى أرض مصر.وبعد الاهتفال بقدوم الرفات أقام البابا كيرلس قداسا فى الكاتدرائيه حضره
جلالة الامبراطور
هيلاسيلاسى الأول إمبراطور أثيوبيا
ومارأغناطيوس يعقوب الثالث بطريرك أنطاكيه وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس وعدد لا يحصى من المطارنه والأساقفه ورجال الاكليروس الأقباط
والأجانب ورؤساء الطوائف والأديان المختلفه من المصريين والأجانب .
- وبعد صلوات القداس حمل قداسة البابا كيرلس الصندوق الذى يحتوى على الرفات المقدسة وتوجه الجميع مع البابا أمامهم الشمامسه حاملين الصلبان ومرنمين بالألحان الفريحية الى المزار الذى أعد للقديس مارمرقس والموجود أسفل هيكل الكاتدرائية وتم وضعه فيه بكل اكرام مع الألحان والتمجيد .


ورأيت عزيزى القارىء أن أعرض عليك مشهد قدوم رفات القديس مارمرقس
بالفديو وهذا الفديو نادر الوجود







+


تصرفات البابا غير المعتادة فى آخر زيارة له لدير مار مينا

+ فى مايو عام 1970 ذهب البابا إلى ميناء الخلاص وهو دير مار مينا بمريوط , والشئ الغريب أن أن تصرفاته كانت غير معتادة !!! وقد ذكر القس رافائيل أفا مينا تلميذ قداسة البابا وأحد رهبان الدير : " إعتاد قداسة البابا قبل أن يغادر ادير مار مينا أن يجلس مع كل راهب من رهبان الدير , ويتحدث معه ويمنحه البركة ويعطيه هدية تذكارية شيئاً من ملابسة الخاصة , ثم يتوجه إلى الكنيسة الكبيرة حيث يصلى صلاة الشكر ويغادر الدير مبتسماً فرحاً .
ولكن فى مايو 1970 م ودع البابا الدير بطريقة مخالفة تماماً , فقد أستدعى القمص مينا افامينا (أصبح فيما بعد نيافة الأنبا مينا أفامينا رئيس الدير ) أمين الدير وتحدث معه حديثاً قصيراً وهو يحاول أن يغلب دموعه , ولكنها هى التى غلبته , ثم سلمه عدد من القلنسوات بعدد رهبان الدير , ثم توجه إلى الكنيستين الموجودتين بالدير , وعمل تمجيداً للشهيد مار مرقس الرسول والشهيد مار مينا , وكان ممسكاً بصورة القديس مار مرقس كانت معه منذ توحدة بالجبل , وقد حاول قداسته أن يبتسم أمامنا , ولكنه لم يقدر وإنسابت دموعه بغزارة , ولم يجلس مع أحد منا , بل ركب قداسته سيارته ودموعه لم ينقطع سيلها .. لقد رأينا ذلك وتسائلنا : أين إبتسامة البابا ؟ وأين جلسته الطويلة معنا ؟ ولم أهدى لكل راهب منا قلنسوة ؟ .. وأيضاً ما سر دموعه؟ ولم كان يمسك صورة القديس مرقس بيده " القس رفائيل افامينا / حنا يوسف عطا : مذكراتى عن حياة البابا كيرلس السادس

+ فى يونيو 1970 أختار البابا كيرلس القمص تيموثاؤس المحرقى وكيل بطريركية الإسكتدرية ليكون أسقفاً على كرسى البلينا بإسم نيافة الأنبا يوساب فى 14 من يونيو
فى صباح يوم الثلاثاء 29 سبتمبر رأس صلاة القداس الإلهى وعمل ترحيم لروح الزعيم عبد الناصر وكان غاية فى التأثر والحزن لفقد هذا الصديق .

+ فى 13 اكتوبر 1970 م تلقى البابا خبر من اثيوبيا بإنتقال الأنبا باسيليوس بطريرك جاثليق أثيوبيا إلى السماء , فأرسل قداسة البابا وفداً قبطيا فى نفس اليوم مكون من : نيافة الأنبا أسطفانوس مطران أم درمان وعطبرة والنوبة , نيافة الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمى , القس مكارى عبدالله كاهن كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بطوسون شبرا .. وذلك لتقديم العزاء للإمبراطور هيلاسيلاسى وللآباء مطارنة وأساقفة الكنيسة الأثيوبية والمشاركة فى الصلاة عليه ..

+
فى 24 أكتوبر 1970 حينما أصيب قداسة البابا فى جلطة فى الشريان التاجى فى القلب - وأشرف على علاجة فريق من الأطباء برئاسة الفريق رفاعى كامل , كما خصص د / عبده سلام وزير الصحة ثلاثة من الأطباء للعناية بقداسة البابا والتواجد معه ليلاً ونهاراً .. وبعد ثلاثة أسابيع تحسنت صحة البابا ومرت مرحلة الخطر ولكن صدرت ألوامر بمنع الزيارات لحين يستعيد قداسته صحته تماماً , تم تركيب سماعات فى قلاية البابا بالمقر الباباوى لكى يستمع إلى القداس وهو راقد فى فراش المرض .


+ فى ديسمبر 1970 كانت آخر أفكاره بإنشاء لجنة باباوية لرعاية أسر الكهنة الذين توفوا , وقد منحها قداستة 600 جنيهاً من مخصصاته أعانه لها , كما تبرع بمبلغ 50 جنيهاً لرابطة مرتلى الكنيسة القبطية بالقاهرة .


+ فى ليلة عيد الميلاد المجيد 1971 م قام قداسة البابا كيرلس السادس بصلاة القداس الإلهى وإستقبلة الشعب بالفرح والزغاريد .


+ فى الأسبوع الأول من مارس 1971 م أصيب البابا بالإنفلونزا وكان يستقبل أولاده ومباشرة كل مهام الكنيسة وحل مشاكلها وكان مل ما كان يقوله جملتين هما .. " الرب يرعاكم " .. و.. " الرب يدبر أموركم "


+ يوم الحد 7 مارس 1971 م اقام صلاة القداس الإلهى رغم طلب الأطباء بعدم الحركة حتى يتم الشفاء كاملاً وقد استقبل أولاده وباركهم .




+ فى يوم الأثنين 8 مارس 1971 م قام قداسة البابا كيرلس بالأتصال تلفونياً بالسيد صلاح الشاهد الأمين الأول برئاسة الجمهورية لتحديد موعد مع الرئيس السادات لتأكيد تأييد الكنيسة القبطية له فى موقف الرئيس تجاه العدوان الإسرائيلى ولكن شكر السادات البابا لمشاعره وترجاه إرجاء الزيارة حتى تتحسن صحته , ولما لم يكن له قوه فى المشاركة أرسل برقية للسادات قال فيها : " سيخلد التاريخ لسيادتكم فى أنصع صفحاته دوركم العظيم فى الحفاظ على السلام فى الشرق الأوسط , ولكن غصرار العدو على التوسع , أغلق الأبواب فى وجه محاولات السلام , ولم يكن أمامكم إلا الطريق المشروع "


+ وفى صباح يوم الأثنين 8 مارس دخل إليه القمص بنيامين كامل فقال له البابا : " خلاص يا أبونا " فقال له القمص : " يعنى ايه يا سيدنا " قال البابا : " خلاص كل شئ أنتهى " قال القمص : " متقلش كده يا سيدنا .. ربنا يعطيك الصحة وطول العمر " قال البابا : " الصحة .. ! ما خلاص .. العمر .. ما أنتهى .. خلى بالكم من الكنيسة إهتموا بيها وربنا معكم ويدبر أموركم " ثم سلم قداسة البابا للقمص بنيامين سكرتيره بعض الدفاتر الهامة التى لم يتركها لأحد وقال له : " ربنا معاكم يا ابونا " وأعطاه البركة والصليب ليقبله.



اليوم الأخير الذى تنيح فيه البابا كيرلس السادس

9 مارس سنة 1971 م

+ صلى البابا كيرلس صلاة نصف الليل , وفى الساعة 5 صباحاً إستيقظ قداسته فى قلايته صلاة باكر وصلواته الخاصة , وأستمع إلى القداس الإلهى الذى يقام فى الكاتدرائية عن طريق السماعات .


+ وفى الساعة الثامنة صباحاً كشف د/ ميشيل جريس الطبيب المقيم بالبطريركية على البابا وقرر أن حالته الصحية مستقرة .

+ وفى الساعة 10 خرج من قلايته إلى صالون الإستقبال وتقابل مع الزوار وصل عددهم 50 زائر منهم بعض الآباء الكهنة , وكان القمص حنا عبد المسيح كاهن كنيسة العذراء بروض الفرج هو آخر من قابلة وقال له : " ربنا يدبركم "

+ وبعد نصف ساعة توجه قداسة البابا إلى قلايته وأثناء سيره شعر بدوار شديد وكاد يسقط على الأرض بين باب القلاية والسرير ,
فجرى تلميذه الأستاذ فهمى شوقى ( الأب متياس البراموسى حالياً ) وسند البابا حتى أصعده على السرير , ثم صرخ منادياً د/ ميشيل الذى دخل إليه مسرعاً وحاول تدليك القلب إذ أصيب بهبوط حاد , وفى ذات الوقت تم الإتصال بالأطباء الذين الذين توالى حضورهم , وتم إبلاغ وزير الصحة الذى كان بالإسكندرية فأمر بنقل الأجهزة اللازمة الموجودة بمعهد القلب , كما طلب إبلاغه تطورات حالة قداسة البابا الصحية أولاً بأول .

+ أما آخر كلمات البابا كيرلس السادس كانت : " الرب يدبر أمـــــــــــوركم " وأسلم روحه الطاهرة لتصعد حاملة أعماله الحسنة ليقدمها للرب وكان ذلك فى تمام الساعة العاشرة وأربعين دقيقة من صباح 9 مارس 1971م .

+ وقد توقفت ساعة البابا كيرلس الخاصة عند لحظة أنتقاله إلى السماء , وهى معروضه فى مزاره الخاص بدير مار مينا بمريوط




الكنيسة تعلن وفاة البابا كيرلس رسمياً

قام المقر الباباوى بإخطار رئاسة الجمهورية والمسئولين والآباء المطارنة والأساقفة ورؤساء الكنائس فى العالم بإنتقال قداسة البابا كيرلس السادس إلى الكنيسة المنتصرة , ودقت أجراس الكنائس دقاتها الحزينة الثلاثة والمستمرة لحين الصلاة على البابا الراحل .
البيان الرسمى الذى أصدرته البطريركية : " تنعى البطريركية القبطية الرثوذكسية ببالغ الأسف غبطة راعيها الأول مثلث الرحمات طيب الذكر البابا الأنبا كيرلس السادس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الذى أنتقل إلى الأمجاد السماوية فى الساعة العاشرة والنصف صباح امس ..
النعى الذى كتبه المجمع المكدس فى جريدة الأهرام : " المجمع المقدس للكرازة المرقسية , ينعى ببالغ الأسى رئيسه وأياه الكلى الطوباوى مثلث الرحمات السعيد الذكر البابا كيرلس السادس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية المائة والسادس عشر من البطاركة خلفاء القديس العظيم مرقس الرسول كاروز أفريقيا , إنتقل إلى أحضان القديسين تاركاً فى قلوب الأقباط وسائر المصريين والعالم أجمع أطيب ألثر بعد أن ادى رسالته كأحسن ما تؤدى رسالة رئيس الكهنة ورائد بار لكفاحنا الوطنى , فتال إكليل الجهاد المعد له عوض الرب الكنيسة والأمة عنه خيراً .. وستقام الصلاة على جثمانه الطاهر الساعة الخامسة مساء باكر الخميس بالكاتدرائية الجديدة بشارع رمسيس .



الشعب القبطــى يودع راعيــة:


قام بتحنيط جسد البابا الأنبا كيرلس السادس ودهنه بالطيب الأطباء الأقباط شفيق عبد الملك , ومشيل أسعد , ويوسف يواقيم , وميشيل جرس .. ثم البسوه الملابس الكهنوتية وأضيئت الشموع حول الجسد المسجى .. ووقف المطارنة والأساقفة يتلون المزامير ,



ثم حملوه بدموع تنهمر من عيونهم وأجلسوه على كرسى مار مرقس رسول المسيح إلى أرض مصر بالكنيسة المرقسية الكبرى لكى يلقى شعبه القبطى نظرة الوداع الأخيرة , ويقدر عدد الذين ألقوا نظرة الوداع 75 ألفاً ،

وكان طابور الذين حضروا لنوال بركته والقاء نظرة الوداع له أمام باب الكنيسة المرقسية يمتد لأميال وأحضرت قصارى ورد خصيصاً لتجميل المكان لحضور بعض الشخصيات الهامة والسفارات ..
وفى مساء يوم الربعاء 10 مارس 1971 م إجتمع المجمع المقدس لبحث موضوعين وسكرتير المجمع المقدس - وقد تم إختيار نيافة ألنبا أنطونيوس مطران سوهاج والمنشاة بعد إعتذار كل من نيافة الأنبا ساويرس مطران المنيا ونيافة الأنبا مرقس مطران ابو تيج وطهطا - وتم إختيار الأنبا أثناسيوس أسقف بنى سويف والبهنسا ليكون سكرتيراً للمجمع المقدس .

+ وقد صدر قرار جمهورى بتعيين الأنبا أنطونيوس قائمقام بطريرك .

* فى الساعة السابعة والربع من مساء يوم الأربعاء ذهب الرئيس محمد أنور السادات لتقديم العزاء شخصياً إلى القائمقام بطريرك وأعضاء المجمع المقدس وكان الجميع فى أستقباله وإنضم إليهم الدكتور كمال رمزى أستينو , والسيد كمال هنرى أبادير , والمهندس أبراهيم نجيب .


** وقال الرئيس السادات : " إننى كنت دائماً أعتز بقداسة البابا الراحل الذى احبه وأرجوا أن يخلفه من يسير على منواله , وأن تمضوا فى إختيار خليفته حسب طقوسكم المعروفة , ولكن فى أتحاد بغير أنقسام .. إننى أعتبركم عائلتى , وأرجوا ألا يكون بين عائلتى أى إنقسام "



الصلاة على جثمان البابا كيرلس الراحل



+ وضع جثمان البابا فى صندوق فاخر من خشب الساج الذى لا يسوس مبطن من الداخل بقماش أبيض ثمين وفتحته العلوية من البلور المتحرك , وكان إشتراه أحد المحال الكبرى لدفن الموتى من لبنان ووصل مصر يوم 8 مارس وكان شيئاً غريباً أن يتواجد مثل هذا الصندوق فى مثل هذا الوقت

+ أما الصندوق الذى به البابا حمله الآباء الكهنة على أعناقهم واتجهوا به الى الكاتدرائية الكبرى بأرض الأنبا رويس بالعباسية )


+ وفى الساعة الخامسة صباحاً فى يوم 11 مارس 1971 م نقل الصندوق وبه جثمان قداسة البابا كيرلس السادس إلى الكاتدرائية الكبرى بأرض الأنبا رويس وأستقبله الآباء المطارنة والأساقفة والكهنة والشمامسة بالألحان المناسبة , ووضع أمام الهيكل الرئيسى على منضدة خاصة .. وهنا ألتف حول الصندوق رهبان دير مار مينا وهم يتلون الصلوات والمزامير والدموع لا تتوقف من عيونهم .

+ وتوافد الألوف من الشعب القبطى للكاتدرائية بأرض الأنبا رويس وأمتلأت الكاتدرائية التى تسع الألاف وأمتلأ المقدمة أمام الكاتدرائية وحولها الكاتدرائية بألاف أخرى ولم يكن هناك موضع لقدم .

+ وفى الساعة الثالثة بعد الظهر بدأت صلوات طقس تجنيز الآباء البطاركة , وبدأ كبار رجال الدولة والسفراء الحضور لمشاركة الأقباط حزنهم لفراق راعيهم الصالح .

+ وألقى نيافة الأنبا أنطونيوس مطران سوهاج وقائمقام بطريرك كلمة عن البابا الراحل بالدموع والبكاء: " قال الوحى الإلهى : " عزيز فى عينى الرب موت أتقيائة " أعنى أن الرجال الأتقياء أو الذين يتقون الرب غال جداً فى عينى الرب موتهم , ولكن هذه هى إرادة الرب التى نخضع لها , لأن الرب فعل ..

+ لقد كان البابا كيرلس السادس له الشخصية الشيعى بالنعمة والبركة المملوءة رحمة وطهارة وأثماراً صالحة.

فعسير علينا أن نقف لنرثيه .. عسير علينا أن نلقى نظرة الوداع على جثمانه الطاهر المسجى بيننا فى هذه الكاتدرائية العظيمة التى شيدها والتى يبذل الجهد عزيزاً ليتم بناؤها ويدوى بين ربوعها رنين أجراسها كما ترتفع الأصوات الملائكية من الشعب بالصلاة .



إلى المثوى الأخير


+ وحمل الأباء المطارنة والأساقفة والكهنة والشمامسة الصندوق الذى يحوى جثمان راعى الرعاة ورئيس الكهنة البابا كيرلس السادس ودخلوا به إلى الهيكل وطاروا حوله طورة ثلاثية يرددون الألحان الجنائزية الحزينة ثم خرج الموكب إلى صحن الكنيسة وعلا صراخ الشعب وبكائة وخرجوا من باب الكاتدرائية الجانبى وهبطوا السلم إلى البهو السفلى حيث توجد المقبرة التى أعدت بسرعة بجوار مزار القديس مارمرقس ودفن بها والكل يصلى فى بكاء على باباه الراحل

{ بكت القاهرة , وســـاد ظــلام دامــس يوم وفاتة ، و تخبط علماء الارصاد الجوية فى معرفة سبب المطر الغزير الذى أنهمر على القاهرة يوم نياحة البابا كيرلس .. حيث وصفها الدكتور عبد الحميد طنطاوى رئيس هيئة الارصاد الجوية المصرية فى هذا الوقت " مفاجأة جوية " ، فهى كانت مفاجأة حقيقة .. حيث بكت القاهرة و أظلمت سمائها حزناً على رحيل البابا كيرلس السادس } ..

واليك عزيزى القارىء
فديو نياحة البابا كيرلس السادس





+


+ عاش البابا كيرلس السادس عمراً يناهز الــ 69 عاماً مع الرب وقديسيه مار مينا .

وفى عام 1964 م كتب وصيته بخط يده ولما كان يحب مار مينا فقد إشتاق لأن يدفن فى ديرة العامر بمريوط بالرغم من أنه أسس أكبر كاتدرائية فى الشرق الأوسط ولكنه لم يغير وصيته ليدفن بها


ولما تمت رسامت الأنبا شنوده أسقف التعليم بابا وبطريرك للكرازة المرقسية خلفا للبابا كيرلس السادس ، وجد وصية قد كتبها البابا كيرلس يوصى فيها




+ وقرر البابا شنودة الثالث وفاءً للبابا كيرلس الراحل تنفيذ وصيته أن ينقل جسده الطاهر إلى المكان الذى أحب أن يدفن فيه فى ليلة عيد القديس مار مينا .

+ وفى ظهر الأربعاء 22 نوفمبر 1972 م أخرج الصندوق الذى به جسد البابا كيرلس السادس من مدفنه المؤقت تحت الكاتدرائية المرقسية بأرض الأنبا رويس ووضع أمام الهيكل للمرة الثانية .

+ وقام برفع صلاة بخور العشية قداسة البابا شنودة الثالث وكثير من الآباء المطارنة والأساقفة والكهنة والشعب , وألقى البابا شنودة الثالث عظة قال فيها : " .. البابا كيرلس يرتبط تاريخة , بحدث هام ينسب إليه ,( عزيزى القارىء ستجد الكثير عن البابا كيرلس السادس هنا فى منتدى أم السمائيين والأرضيين فى القسم الخاص بالبابا كيرلس السادس ). وهو إنشاء دير القديس العظيم مار مينا العجايبى , وفى الحقيقة إن البابا كيرلس إغتبط قلبه بهذا الدير إغتباطاً فاق الوصف , وهى النقطة التى أريد أن أتكلم عنها اليوم .

* ففى رهبنته كان أسمه مينا المتوحد , وأحب هذا القديس الذى أخذ إسمه , محبة كبيرة , ورغم أنه كان من دير البراموس , إلا أن قلبه إلى دير مار مينا , وعندما أضطر إلى ترك مغارته فى الجبل بنى ديراً بإسم مار مينا لمحبتة لهذا القديس , وأصبح كل من يذهب إلي المنطقة يزور دير مار مينا , ويأخذ بركة القمص مينا المتوحد , وعندما كان فى كنيسة مار مينا بمصر القديمة التى عاش فيها زمناً طويلاقبل الزمن الذى قضاة فى الباباوية كان فى نفس الوقت يسعى فى السكنى فى منطقة مار مينا بمريوط , وإتصل بجمعية مار مينا بالإسكندرية , وبالأخص د/ منير شكرى لعمل الإجراءات ليعيش فى مار مينا .

* وعندما بدأت الصلاة بمنطقة دير مار مينا تهلل قلبه جداً , وكان قد بدأ بهذه الصلاة الأنبا ثاؤفيلس قبل أن يكون هناك دير , وكانوا يصلون فى العراء فىالمنطقة الأثرية .

ولما جلس البابا كيرلس السادس على كرسى مار مرقس , أهتم بدير مار مينا إهتماماً كبيراً , وبدأ ينشئ هذا الدير

*
وفى الواقع إن العمل الذى قام به هذا الدير هو عمل عجيب جداً , يدل على إقتناع عجيب بالفكرة , وإصرار , وتصميم على إنشاء الدير , إذ لم يكن بالأمر الهين إحضار مواد بناء والماء , فكانوا يحضرون الماء من قرية بهيج

* نذكر بالشكر فى هذه المناسبة المقدس شاروبيم أقلاديوس , وأخاه المقدس فرج أقلاديوس على تعبهما .

+ بعد هذه الكلمة نقل الجسد الطاهــر بموكب عظيم بواسطة الآباء المطارنة والأساقفه والكثير من الأباء الكهـــنة ومئات من شعب الكنيسة الى دير مارمينا العجائبى




مزار البابا كيرلس السادس بدير مارمينا بمريوط

ووضع فى مزار خاص قد أعد ليليق بمكانة البابا كيرلس السادس وهـــو أسفل مذبح الكاتدرائية الكبرى بالدير وكان ذلك يوم

15 هاتور - 24 نوفمبر 1972





+ وفى حياة وحبرية البابا توادروس الثانى البطريرك رقم 118 ، اجتمع بالمجمع المقدس واعترفوا أن البابا كيرلس السادس قديس ويذكر اسمه فى صلوات المجمع المقدسبالقداس الالهى .
كما قام الأنبا كيرلس أفامينا أسقف ورئيس دير مارمينا مع الأباء رهبان الدير العامر ببناء كنيسة رائعة باسم البابا كيرلس السادس
وأصبحت أول كنيسة تبنى على اسمه فى العالم كله.




وقام البابا توادروس الثانى بتدشينها فى عهد الأنبا كيرلس
أسقف ورئيس دير مارمينا بمريوط .وعمت الفرحة على كل أباء الدير.




تابع فيما بعد من سير وحياة الأباء بطاركة الاسكندريه









التوقيع

آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 10-01-2013 في 08:48 AM.
رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين