سلسلة رحلة البرية - الصفحة 2 - منتدى ام السمائيين و الارضيين
الرئيسية التسجيل مكتبي
Image
البحث الأعضاء الرسائل الخاصة


منتدى ام السمائيين والارضيين


   
العودة   منتدى ام السمائيين و الارضيين > منتدى الطريق نحو الابديه > قسم الموضوعات الروحيه المختلفه
 
قسم الموضوعات الروحيه المختلفه يشمل كل الموضوعات الروحيه التى تهم كل انسان مسيحى

إضافة رد
   
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 03-06-2012, 02:20 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ابو بيشو
 

 

 
افتراضي







عربات موآب و نبوة بلعام

بعد أن مات هارون وبكاه إسرائيل ثلاثون يومًا، تركوا جبل هور، وبعد خمسة أشهر وصلوا إلى حدود موآب. وفي أثناء هذه الفترة دارت ثلاثة معارك هي: معركة عراد الكنعاني في حرمة (21: 1-3). ومعركة سيحون ملك الاموريين، فمع أن أرض الأموريين تدخل ضمن عطايا الله لشعبه (تكوين15: 16-21) لكن موسى أرسل ليستأذن سيحون ملك الأموريين للمرور فقط في أرضه، فلم يشأ وخرج لمحاربتهم (21: 21-25). ومعركة عوج ملك باشان الذي خرج للقاء إسرائيل للحرب فدفعه الرب إلى يده (21: 33-35).

وبعد هذا، سمع بالاق ملك موآب بما حدث لملكي الأموريين وباشان؛ فخاف. ومع أن الرب أوصى إسرائيل: «لا تُعادِ موآب ولا تثر عليهم حربًا» (تثنية2: 9)؛ لكن موآب هو الذي أظهر العداوة لشعب الله. عجيب أمر هذا العالم، فمع أننا لسنا في خصومة معه لكنه يبغضنا (يوحنا15: 18-20)!

الشيطان والجولان

من مصر إلى كنعان، والشيطان لا يهدأ ولا يستسلم للهزيمة. فبعد أن حاول في البداية منع الشعب من الخروج من مصر، مستخدمًا قوته المنظورة (فرعون الملك)، وغير المنظورة (الساحران ينيس ويمبريس)، وفشل في هذا، وخرج الشعب وعبر البرية، وها هم على مشارف الأرض البهية؛ فهل يتركهم ليدخلوها ويتمتعوا بثمارها وخيراتها؟ لقد أتى ليُعيد الكَرَّة لثاني مرة، مستخدمًا أيضًا قوة منظورة (بالاق الملك)، وغير منظورة (بلعام الساحر).

عربات موآب وعجب العجاب

مشهد نرى فيه الآتي:
* تحالف شرير مكوَّن من بالاق (المُتلِف)، وبلعام (المُهلِك). فبعد أن رأى بالاق أن الشعب أعظم منه، وأن هناك قوة روحية تعمل لحسابهم، فكَّر في استخدام قوة العالم غير المنظور؛ فاستعان ببلعام العرّاف، ذلك النبي صاحب القلب المتدرب في الطمع، والذي اعمت عينيه أموال بالاق، للدرجة التي فيها لم يرَ أو يسمع أو يفهم ما تفوَّق فيه حماره عنه. والعهد الجديد يوضح شره الممثل في ضلالة بلعام (يهوذا 11)، وطريق بلعام (2بطرس2: 15)، وتعليم بلعام (رؤيا2: 14).

* داخل الخيام يسكن الشعب وينام، وهم لا يدرون شيئًا مما يُحاك ضدهم.
ومن يدري ماذا كانوا يفعلون أو يقولون في خيامهم. هل كانوا يرنمون، أو يرددون أجزاء من الشريعة ليعلموها لأولادهم؟ أشك في ذلك. أم كعادتهم كانوا يتذمرون ويتمرمرون؟ أظن ذلك!

* ولكن فوق الكل، إله محب، في نعمته لا يرى الشعب فيما هم عليه، بل في استحقاق المُحرَقة الدائمة يراهم بلا عيب ولا إثم. وإن تطلَّب الأمر أن يمد يده بالتأديب، كأبٍ لابنه، فهو يحكم ويدين على ما لا يتوافق مع قداسته. لكنه لا يسمح للعدو أن يمد عصاه، أو يفتح فاه، ضد شعبه الذي سبق وفداه.

أقوال في الأمثال

من ثلاثة اتجاهات، ومن فوق ثلاثة أماكن مرتفعة، رأى بلعام الشعب، ووافاه الرب ثلاث مرات، ونطق بأربعة أمثال.

الاتجاهات الثلاثة هي: الجنوب والشرق والشمال، ولم يرَهم من الغرب؛ لأن هذا كان يتطلب عبور الأردن، وهذا مُحال لشخص خاطىء كبلعام.

الأماكن الثلاثة هي: مرتفعات بعل، ورأس الفسجة، ورأس فغور. فعندما نوجد في الأماكن المرتفعة (جو السماويات)، طالبين ما فوق، وقريبين من الرب، وفي شركة معه؛ سنرى إخوتنا كما يراهم الرب: قديسين وبلا لوم، بغضِّ النظر عن حالتهم. فما أجمل المؤمنين في المسيح!

مرات موافاة الرب الثلاثة هي: «فوافى الله (الآب) بلعام»، «فوافى الرب (الابن) بلعام»، «فكان عليه روح الله (الروح القدس)» (23: 4، 16؛ 24: 2). وهنا نرى الله المثلث الأقانيم وهو يبارك ولا يلعن، يتمم وعده ولا يندم، ساهر ليحامي عن شعبه ولا ينام. فما أعظمه إله!

الأمثال الأربعة

في المثل الأول (23: 7-10) نرى صفات الشعب «يسكن وحده وبين الشعوب لا يُحسب»؛ فهو منفصل عن بقية الشعوب وقد اتخذهم الرب لنفسه خاصة. فليت حياة الانفصال تظهر فينا!

في المثل الثاني (23: 18-24) نرى صفات الرب وتبريره لشعبه «ليس الله إنسانًا فيكذب ولا ابن إنسان فيندم... لم يبصر إثمًا في يعقوب.. ما فعل الله». فهو لا يمكن أن يتغير في مواعيده أو عطاياه، أو يكذب، أو يندم، بل يفي بكل ما تكلم به؛ لأن هباته ودعوته هي بلا ندامة (رومية11: 29). فليتنا نتمسك بمواعيده ونتكل على أمانته!

في المثل الثالث (24: 3-9) نرى جمال المؤمنين في نظر الرب (بلعام يرى الشعب لا برؤياه بل برؤيا القدير). وأيضًا ترتيبهم حوله وسكنهم بجوار مصادر الانعاش والبركة (تذكر المياه 3 مرات)، وبالتالي يفيضون على الآخرين لإروائهم «يجري ماء من دلائه (جمع دلو)».

في المثل الرابع (24: 15-19) نبوة عن المسيح في يوم قادم «يبرز كوكب من يعقوب ويقوم قضيب من إسرائيل». فهو كالكوكب، رجاء الكنيسة التي تنتظره ككوكب الصبح المنير (رؤيا22: 16). وكالقضيب، فهو رجاء الشعب الأرضي عندما يأتي كالملك ويحطم أعداءه قبل تأسيس ملكه الأرضي (مزمور2).

دروس للنفوس

* عندما قال الرب لبلعام «اذهب معهم» (22: 20)، ثم وافاه وحلّ عليه الروح القدس؛ فليس هذا مصادقة منه على ما يفعله بلعام. بل تعامل معه طبقًا لعناده وشرّه، وليعلن أسمى مقاصد البركة لشعبه في مشهد حماقة النبي.

* في المذابح التي بناها بالاق، والذبائح التي قدمها مع بلعام، نرى أن ليس كل من له معرفة بالصليب (المذابح)، أو بالمسيح في حياته وموته (الذبائح)، ينال رضا الله؛ بل بالإيمان القلبي بالمسيح، وقبوله مخلصًا وفاديًا.

* أمر خطير ارتكبه هذا العرّاف الساحر بلعام، ألا وهو ربط اسم الرب بأعمال سحره؛ فنسمعه يقول «كما يكلمني الرب»، «لا أتجاوز قول الرب»، «الذي يضعه الرب في فمي...». وهذا ما يحدث من بعض من يُدعى اسم المسيح عليهم؛ إذ يأخذون اسم المسيح، وبعض أجزاء من الكتاب المقدس كتعويزة في سحرهم وأحجبتهم!

* أخيرًا: لا تخف أخي المؤمن؛ فكل آلة صوِّرَت ضدك لا تنجح، فالرب ساهر وأنت محفوظ به وله. وإن سقطت أو فشلت فهذا لا يغيّر قصد الله ولا محبته ونعمته من جهتك












التوقيع

آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 03-06-2012 في 04:21 PM.
رد مع اقتباس
قديم 03-06-2012, 02:17 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ابو بيشو
 

 

 
افتراضي




محطة قادش
أم الخطايا
وصلنا الآن إلى المحطة الفاصلة في تاريخ الشعب، وإلى النقطة الجوهرية في رحلة البرية. فرغم ما حدث من فشل وشكوى وشهوة وتذمر ورغم الخطية الكبرى والإهانة للرب في حادثة العجل الذهبي والسجود له، ورغم أنهم جربوا الرب عشر مرات، رغم كل هذا، وهذا لا يُحتمل، فقد احتملهم الرب وحملهم، ولم يقسم في غضبه أنهم لن يدخلوا راحته. أما الآن، فقد فعلوا لا خطية أخرى تُضاف لملف خطاياهم، بل فعلوا أم الخطايا؛ إنها خطية: عدم الإيمان، والتي بسببها طالت الرحلة من إحدى عشر يومـًا إلى أربعين سنة، وصاروا لا سائحين قاصدين وطنهم، بل تائهين في البرية، إلى أن سقطت جثثهم في القفر. إن أي خطية يفعلها الإنسان، حتى وأن كانت زنى أو قتل أو سرقة، لها علاج في دم يسوع المسيح الذي يطهِّر من كل خطية، إلا خطية عدم الإيمان؛ لأنه بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه (عبرانيين 11: 6).
إرسال الجواسيس
من تثنية 1 نفهم أن الرب لم يأمر بإرسال الجواسيس، بل أن الشعب طلب ذلك، وعندما رأى الرب عدم إيمانهم وثقتهم في كلامه ومواعيده السابقة، والتي تشمل وصفًا كاملاً للأرض وثمارها وحدودها؛ لما رأى ذلك، سمح لهم بما يتناسب مع حالتهم، فأعطاهم سؤل قلبهم ليمتحنهم. وواضح أنهم لم يتعلموا درس قبروت هتأوه عندما طلبوا لحمًا فأعطاهم شهوتهم وماتوا في قبورها (سفر العدد10). ودرس اليوم لم يتعلموه في المستقبل، إذ في يوم قادم طلبوا لأنفسهم ملكًا منظورًا كسائر الشعوب، وأصروا عليه رغم تحذير الرب من النتائج؛ فأعطاهم شاول (1صموئيل 8). إن الإيمان لا يفكِّر مطلقًا في تجسس شيء أعده الرب وأعطاه، ولا يطلب شهادة بشر محدود وزائل ليؤكِّد لنا صدق أقوال الله. وإن حدث ذلك فلا ننتظر إلا حصد النتائج المُرّة.
غير أن
ورغم ما فعلوه، كانت لهم فرصة أخرى لمراجعة حساباتهم؛ فبعد عودة الجواسيس الاثنى عشر الذين داست أقدامهم الأرض، وأكلوا من خيراتها، وشربوا من مائها، وحفظهم الرب أربعين يومًا، ورجعوا سالمين حاملين عنقودًا من العنب كعينة لخير الأرض؛ كان يجب على الشعب أن يثق في الرب، وأنه كما فعل مع الاثنى عشر رجلاً سيفعل مع الاثنى عشر سبطـًا. ولكن مع الاعتراف بالأرض البهية والثمار الشهية، شكّوا في القدرة الإلهية!!
ما يُرى ومن لا يُرى
أن السبب في ما حدث أنهم رأوا بالعيان الأرض وسكانها وأنفسهم، ولم يروا بالإيمان من ترنموا به وله قبلاً (اقرأ خروج 15).
فقد رأوا أن الأرض تأكل سكانها..
ولم يروا من يمد يمينه فتبتلعهم الأرض.
ورأوا أن المدن حصينة وعظيمة..
ولم يروا من بكثرة عظمته يهدم مقاوميه.
ورأوا أن شعب الرب مُعتز..
ولم يروا أن يمين الرب معتزة بالقدرة.
ورأوا أن الشعب أشد منهم..
ولم يروا أن الرب رجل الحرب، الرب اسمه.
ورأوا الجبابرة بني عناق (طويل وعالي)..
ولم يروا أن الرب هو الأعلى فوقها يلاحظ.
ورأوا أنهم لا يقدرون على الصعود..
ولم يروا الذي يجيء بهم ويغرسهم في جبل ميراثه.
ورأوا أنهم كالجراد في أعين أنفسهم..
ولم يروا أنهم أجناد الرب (خروج 12: 41).
الإيمان واثنان
عشرة رجال من الاثنى عشر قالوا إن إمتلاك الأرض صعب ومستحيل، فانقاد كل الشعب وراء الأغلبية. فأحذر، صديقى القارئ، من السير وراء الأغلبية والأكثرية؛ فإن باب عدم الإيمان واسع، وطريقه رحب، وكثيرون يدخلون فيه. ولكن ما أتعس وأشقى نهايتهم! ولكن كان هناك اثنان (للأسف نسبة قليلة) كان لهم الإيمان القوي بالرب ومواعيده، ولم ينظروا لحالتهم أو للأرض وسكانها، بل نظروا للرب فقالوا:
عن أنفسهم: «إننا نصعد ونمتلكها لأننا قادرون عليها».
وعن شعب الأرض: «لا تخافوا من شعب الأرض لأنهم خبزنا».
وعن الرب: «الرب يدخلنا إلى هذه الأرض ويعطينا إياها والرب معنا».
كالب ويشوع الفائزان
وهنا نصل لمكافأة الإيمان. لأنه بحسب إيمانك يكون لك. اثنان فقط دخلا الأرض من 600 ألف الخارجين من مصر. وانظر ما قاله الرب عنهما:
«أما عبدي كالب فمن أجل أنه كانت معه روح أخرى وقد اتبعني تمامـًا أدخله إلى الأرض التي ذهب إليها وزرعه يرثها» وهذا ما حدث (اقرأ يشوع 14).
وقال لموسى عن يشوع «يشوع بن نون الواقف أمامك هو يدخل إلى هناك، شدِّده لأنه هو يقسمها لإسرائيل» (تثنية 1: 38). وقد حدث هذا (إقرأ يشوع 1).
صديقي القارئ:
أن الرب يسوع مات وقام وجلس عن يمين الله في السماويات (أفسس20:1)، وهذا نصيب المؤمن الآن «ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح. بالنعمة أنتم مخلصون. وأقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع» (أفسس 2: 6،5). فهل قبلت بالإيمان هذا؟ إن كنت مؤمنـًا بالمسيح يسوع فطوباك! وأن كنت تسعى لامتلاك شيء بأعمالك؛ فما أشقاك! وأن كنت تشك ولا تصدِّق أقوال الله وعطاياه؛ فإنك بهذا ترتكب أمّ الخطايا التي ستقودك للهلاك!










التوقيع

آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 03-06-2012 في 04:14 PM.
رد مع اقتباس
قديم 03-06-2012, 02:19 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ابو بيشو
 

 

 
افتراضي




برية صتن و الحية النحاسية

طالت مدة تيهان الشعب في برية صين - وهي قادش - إلى 38 سنة، وهم يدورون بجبل سعير إلى أن قال لهم الرب «كفاكم دوران بهذا الجبل» (تثنيه 1: 1-7). حتى فنى من هذا الجيل رجال الحرب، كما أقسم الرب، بعد حادثة إرسال الجواسيس. وهنا بدأ الشعب في التحرك من قادش، في خطوات سريعة، مرورًا بمحطات كثيرة نذكر منها:

محطة قادش: وعندها ماتت مريم أخت موسى ودُفنَت هناك. وهناك تذمَّر الشعب من أجل الماء، فأمر الرب موسى أن يكلِّم الصخرة، إلا أنه ضربها بالعصا، مما جعل الرب يحرمه هو وهارون من دخول الأرض لأنهما لم يؤمنا بالرب ويقدساه أمام أعين بنى إسرائيل (عدد20: 1-13).

محطة جبل هور: هناك أخذ موسى هارون وألعازر ابنه، حسب قول الرب، وصعد بهما إلى جبل هور وخلع عن هارون ثيابه وألبس ألعازار ابنه اياها، ومات هارون هناك على رأس الجبل (عدد 20: 22-29).

محطة صلمونة: هناك ضاقت أنفس الشعب، وتكلموا بكلمات صعبة على المن، طعام السماء، وقالوا عنه هو طعام سخيف وقد كرهناه (عدد21: 5).

وهنا نرى قلب الإنسان المملوء بالخطية والنتائج التي حصدها. وقلب الله الذى دبَّر العلاج لقلب الإنسان ونتائج خطاياه.



الحية النحاسيه
لم يرضَ الشعب بالمن وماء الصخرة، فقالوا «لا خبز ولا ماء». فأرسل الرب الحيَّات المُحرِقة، ولدغت الشعب؛ فمات قوم كثيرون. وهذا يذكِّرنا بآدم في الجنة حين جاءت الحيه ولدغته هو وحواء بسم الخطية، فصار تحت حكم الموت. لكن الله أتى له بالعلاج الممثَّل في الأقمصه الجلدية (تكوين 3).

الحية المميتة
«فلدغت الشعب»، أى أن كل الشعب أصبح ملدوغًا! وهنا صورة لحقيقه وهي «بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع» (رومية5: 12). وهنا أمر مهم يجب أن ننتبه له، وهو أن الإنسان لا يُحسب خاطئًا عندما يسقط في الخطية؛ بل إنه مولود بها! وهذا ما كتبه داود «هآنذا بالإثم صُوِّرتَ، وبالخطية حبِلت بي أمي» (مزمور51: 5)، كما أضاف «زاغ الأشرار من الرحم؛ ضلّوا من البطن» (مزمور58 :3). ولأن الأصل فاسد؛ فالطبيعي أن يكون الثمر أفسد.

الحية المحيية
أمامنا أهم رموز العهد القديم، وهذا ما أشار إليه الرب نفسه «وكما رفع موسى الحية في البرية، هكذا ينبغى أن يُرفع ابن الإنسان؛ لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية» (يوحنا 3: 14، 15). والحيه النحاسية رمز للرب في الآتي:

1-خالية من السم: والمسيح أُظهر لكى يرفع خطايانا وليس فيه خطيه (1يوحنا 3: 5). لقد جاء المسيح وصار إنسانًا؛ ليحتمل في جسده غضب الله على الإنسان بسبب الخطية، ويدفع أجرة خطايانا، ويحمل اللعنة إذ صار لعنةً لأجلنا.

2-مصنوعة من النحاس: النحاس من أكثر المعادن احتمالاً لقوة النيران، وفيه نرى دينونة الله للخطية. وهذا صورة للدينونة التي احتملها المسيح على الصليب.

3-دخولها النار لتشكيلها: والمسيح على الصليب تم فيه ما جاء بالنبوة: «تطلعوا وانظروا: إن كان حزن مثل حزني الذي صُنع بي، الذي أذلَّني به الرب يوم حموِّ غضبه. من العلاء أرسل نارًا إلى عظامي، فَسَرَت فيها» (مراثي1: 12، 13).

4- وضعها على راية: هذا لتكون ظاهرة للجميع. والرب يسوع رُفع على الصليب على جبل الجلجثة.

5-الحياة لكل من ينظر إليها: قد يكون وُجد بين الشعب من لم يصدِّق، فقال: ما علاقة حية من نحاس بسمٍّ يسري في جسدي؟ والآن ما أكثر الذين لم يصدٍّقوا أن الإيمان فقط بالمسيح المصلوب يعطي حياة أبدية!



الملدوغ وماذا يفعل

1- يعترف: «قالوا: قد أخطأنا». وهنا بداية طريق الرجوع والإيمان؛ أن تعترف: “قد أخطأت.. انا الخاطىء”. وإن اعترفت بخطاياك؛ فالمسيح يغفر ويطهِّر.

2- يشعر: طبيعي ألا يصرخ إلا من يشعر بوجود السم في جسده. وأنت لا بد أن تُقِّر بهذا «ليس ساكنًا فيَّ - أي في جسدي - شيء صالح». ولا تنظر لأعمالك التي تظن أنها صالحة؛ لأن ما يخرج من كيان فاسد يكون فاسدًا. «وقد صرنا كلّنا كنجس وكثوب عدة (خرق نجسة) كل أعمال بِرّنا» (إشعياء 64: 6).

3- ينظر: وهذا كل المطلوب؛ نظرة إيمان للمصلوب، كما فعل اللص المصلوب، والذى لا يملك إلا النظر والكلام. لقد نظر بعينيه، وطلب بلسانه؛ فبات ليلته في الفردوس. وإليك دعوة الرب «التفتوا إليَّ واخلصوا يا جميع أقاصي الأرض» (إشعياء45: 22).

4- غرض النظر: «نظر إليها». كان على الملدوغ لا أن ينظر إلى نفسه، أو يبحث عن الحيه التى لدغته، أو يستنجد بموسى أو هارون أو أحد الكهنة؛ بل يولّي نظره إلى العلاج الإلهى «لا تتكلوا على الرؤساء، ولا على ابن آدم حيث لا خلاص عنده» (مزمور146: 3).

الأمر شخصي: أي أن كل إنسان هو مسؤول عن نفسه أن يكون له اتصال شخصي ومباشر مع علاج الله.

هبة وعطية مجانية: «من يؤمن بالابن له حياة أبدية»، وهي هبة مجانيه من الله (رومية 6: 23). وهذه الحياة ليست استمرارية للحياة الأولى، بل صنف حياة يؤهِّلنا أن نكون لله أبناء، وللمسيح عروس، وللروح القدس مسكن.

عزيزى القارىء.. هل عرفت من أنت؟ وهل اعترفت؟ وهل نظرت لمن مات عنك؟ وهل تحصَّلت على الحياة الأبدية من المسيح؟ ليتك تكون قد فعلت.








التوقيع

آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 03-06-2012 في 04:18 PM.
رد مع اقتباس
قديم 03-06-2012, 02:21 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ابو بيشو
 

 

 
افتراضي




العبور العظيم

انتهت رحلة الشعب، وها نحن معهم في المحطة الأخيرة لنرى أحداثها ونتعلم دروسها. فبعد أن عبروا البحر الأحمر، وساروا رحلتهم التي استمرت 40 سنة، مارِّين بأكثر من 40 محطة - توقفنا عند بعضها في الأعداد السابقة - ها نحن الآن معهم في مواجهة نهر الأردن. لكن قبل أن نعبره، نلقي الضوء على الفرق بينهما:
عبور البحر الأحمر

عبور نهر الأردن
لعبوره استُخدمت عصا موسى (رمز للقضاء)

لعبوره سبقهم التابوت (رمز لحضور الرب)
فصلهم عن مصر (العالم) وأدخلهم البرية

فصلهم عن البرية وأدخلهم أرض كنعان
بعده لم يرَ الشعب أعداءهم (فرعون وجنوده)

بعده ظهر الأعداء ليمنعوهم من امتلاك الأرض
عنده تبرز شخصية موسى كالمُخَلِّص والراعي

عنده تبرز شخصية يشوع المحارب والمُقَسِّم للميراث
بعد عبوره تطلعوا بالإيمان لإحسان المستقبل
بعد عبوره تذكروا إحسان الماضي ويد الرب القوية بعد عبوره لم يقيموا نصبًا على الشاطيء
بعد عبوره أقاموا تذكارًا مزدوجًا في قاعه، وفي الجلجال
فيه نرى موت المسيح والخلاص الذى صنعه لأجلنا
فيه نرى موتنا مع المسيح لامتلاك البركات والتمتع بها



التابوت فى المقدمة
2000 ذراع هي المسافة بين التابوت والشعب السائر وراءه عند العبور، وفيها نرى:

  1. عجز الشعب عن فعل أي شيء لخلاص نفسه.
  2. مسافة نرى منها المسيح كرئيس الإيمان، الذي يعطي قوة لحياة الإيمان لتابعيه.
  3. مسافة منها ترى الخراف الراعي وهو يسير أمامها، وهي تتبعه على المثال الذي تركه لها.
  4. هي كالمسافة بين الشعب الملدوغ في المحلة والحية النحاسية التي على الراية ليراها الجميع ويحيا كل من ينظر إليها.
  5. في الكهنة حاملي التابوت، نرى المسيح كرئيس الكهنة في تقدمه على الكل في طريق الموت.
  6. كان لا بُد أن يسبق التابوت الشعب في دخول كنعان، كرمز للمسيح الذي دخل السماء كسابق لنا.
  7. الفرق الكبير بين قداسة المسيح المطلقة وقداستنا.
الأردن رجع إلى خلف

«ما لك أيها الأردن قد رجعت إلى خلف؟... من قدام الرب، من قدام إله يعقوب» (مزمور114: 5، 7).
في العاشر من الشهر الأول (موسم الربيع)، وهو توقيت ذوبان ثلوج جبال لبنان التي منها ينبع نهر الأردن، حيث يكون النهر ممتلئًا وفائضًا إلى جميع شطوطه، ولا يمكن حجز المياه المنحدرة من أعلى. ولكن عند انغماس أرجُل الكهنة حاملي التابوت في مياه الأردن، تراجعت المياه إلى الخلف، إلى أن وصلت لمدينة آدام ثم وقفت كسدٍ هائل. وفي الاتجاه العكسي، جَرَت المياه إلى البحر الميت، وأصبح قاع النهر جافًا ويابسًا؛ فوقف فيه حاملو التابوت إلى أن عبر كل الشعب. و“آدام” تعني “آدم”؛ وكأننا في الرمز نرى الحقيقة، وهي أن موت المسيح هو الأساس الوحيد لقبول جميع مؤمني العهد القديم من آدم وحتى الصليب. وهذا ما يقوله الكتاب المقدس: «الذي قدَّمه الله كفارة بالإيمان بدمه، لإظهار بره، من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله» (رومية3: 25).
كيفية العبور
لقد أثبتت البرية فشل الشعب الذي لم يصدر منه إلا التذمّر والشكوى والشهوة. لكن النعمة قادته للسير في طريق لم يعبره من قبل. وها هي تصحبهم لعبور هذا المانع العظيم، مسرعين ومختبرين قوة الانتصار على الموت، ومتمتعين بالغلبة. وهذا هو



اختبار من هم في الجسد. فمهما طالت أيام البرية، لن نجد بداخلنا إلا جسدًا هائجًا وممتلئًا بالأعمال الشريرة؛ جسدًا لا يستطيع أحد أن يروِّضه. وهنا تأتي الصرخة: «ويحي أنا الإنسان الشقي! من ينقذني من جسد هذا الموت؟» (رومية7: 24). هذا ما يحدث معنا الآن. فكل ما كنا عليه في الجسد، انتهى أمره في الصليب، ولنا أن نقول ونختبر عمليًا إننا الآن أموات للخطية «نحن الذين مُتنا عن الخطية»؛ وللناموس «قد مُتُّم للناموس بجسد المسيح»؛ وللعالم «صليب ربنا يسوع المسيح، الذي به قد صُلب العالم لي وأنا للعالم»؛ وللجسد «الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات» (اقرأ رومية6: 2؛ 7: 4؛ غلاطية5: 24؛ 6: 14). ففي الصليب؛ موتنا كأبناء آدم، وقيامتنا لحياة الغلبة، ودخولنا لدائرة السماويات. صحيح أن الموت لم يُبْتَلَع بعد، والطبيعة القديمة باقية فينا؛ وهذا ما نراه في الأردن الذي رجع بعد عبوره إلى حالته الأولى وجرت مياهه كما كانت من قبل. فإن لم نسهر ضد الجسد، فالخطية التي انتصرنا عليها قبلًاً قد تعود، وبأكثر شراسة. وهذا إلى أن يتم القول: «متى لبس هذا الفاسد عدم فساد، ولبس هذا المائت عدم موت؛ فحينئذٍ تصير الكلمة المكتوبة: ابتُلِع الموت إلى غلبة» (1كورنثوس15: 54).
أحجار الجلجال
اثنا عشر حجرًا أصعدوها من القاع ونصبوها في المكان الذي باتوا فيه أول ليلة في أرض كنعان؛ في الجلجال. فكانت بمثابة نصب تذكاري لهم ولبنيهم. وهكذا نحن؛ فبإيماننا بالمسيح وعمله، يمكننا إدراك حقيقة خلاصنا وعِتقنا من الحالة التي كنا عليها، ودخولنا إلى المقام الجديد. وهذا لا ندركه إلا بعد اختبار طويل وتدريب عميق - استغرق 40 سنة بالنسبة لإسرائيل - يختلف من مؤمن لآخر. فعندما نحكم على ذواتنا ونُقِّر أنه ليس ساكنًا فينا شيء صالح، ونختبر الموت عمليًا مع المسيح؛ هنا يمكن لحياتنا أن تكون نصبًا تذكاريًا تراه الأجيال القادمة، شاهدًا على نصرتنا في المسيح. عندئذٍ نستطيع أن نبيت ونستريح في ميراثنا وبركاتنا.
أحجار في القاع
اثنا عشر حجرًا لا يراها إلا الإيمان؛ إشارة للموت ودليل عليه. فعلى الشاطيء الآخر يجلس المؤمن وينظر للأردن ويقول: “هذا مكاني، ولكن الرب أحبني ووصل لأعماق اللجج، وانتشلني وخلصني من إنساني العتيق الذي تركته مدفونًا في أعماق الأردن”.
هذا هو الصليب: إننا نرى الصليب فى أهم 3 أحداث في رحلة الشعب
q لكل من يريد أن ينجو من دينونة الله العادلة، فقط يأتي ويحتمي في دم الفصح الحقيقي (خروف الفصح).
q ولكل من يريد أن يتحرر من عبودية إبليس وذُل الخطية، يلجأ لمن مات على الصليب فيحرِّره ويعتقه، فيترنم على شاطيء النجاة (عبور البحر الأحمر).
q ولكل من يريد أن يتحرر من الجسد العتيق وأعماله الشريرة؛ فليحسب نفسه ميتًا عن الخطية مع المسيح وحيًّا لله ( عبور نهر الأردن).








التوقيع

آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 03-06-2012 في 04:24 PM.
رد مع اقتباس
قديم 03-07-2012, 05:14 AM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
 
افتراضي




شكرا جزيلا للموضوع القيييييييييييييييم جدااااااااااا

وأن كنت تسعى لامتلاك شيء بأعمالك؛
فما أشقاك! وأن كنت تشك ولا تصدِّق أقوال الله وعطاياه؛
فإنك بهذا ترتكب أمّ الخطايا التي ستقودك للهلاك!

بركة الرب تكون معك






التوقيع

:p:p:p

رد مع اقتباس
قديم 03-07-2012, 08:33 PM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ابو بيشو
 

 

 
افتراضي




شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااا على ردكم الرب يباركم






التوقيع

رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين