المتنيح القمص أنجيلوس السريانى - منتدى ام السمائيين و الارضيين
الرئيسية التسجيل مكتبي
Image
البحث الأعضاء الرسائل الخاصة


منتدى ام السمائيين والارضيين


   
العودة   منتدى ام السمائيين و الارضيين > منتدى الشهداء والقديسين > قديسون معاصرون
 
إضافة رد
   
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 07-23-2011, 09:29 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ملاك حمايه جرجس
 

 

 
Forum New[1] المتنيح القمص أنجيلوس السريانى






السيرة العطرة للمتنيح القمص أنجيلوس السريانى

المتنيح القمص أنجيلوس السريانى

القمص أنجيلوس السريانى

نسبة وميلاده
شرف نسبه:
ينتسب الراهب القمص أنجيلوس السريانى لأسرة تنحدر من عائلة (الطفاش) من قرية أبو جرج- مركز بنى مزار بمحافظة المنيا. ويرجع السبب فى إرتباط العائلة بهذا اللقب لما قام به أحد أفراد العائلة من قتل أحد الحكام الإقطاعيين ، الذى حاول إغتصاب أرضه ونتيجة لذلك تركت العائلة بأكملها تلك النواحى ، وهجروا أرضهم وقيل عنهم أنهم (طفشوا) ، لذلك أطلق على أفراد هذه العائلة (الطفاش).
نزح الجد الأكبر (يعقوب سلامة عبد الملك سلامة) الى منطقة تفتيش الشيخ فضل ، وسكن بتلك النواحى فى عزبة تتبع قرية بنى صامت ، وتبعد عنها ثلاثة كيلومترات ، وعمل كاتبا فى هذه القرية.
وبعد أن إستقرت الأمور فى حياة المقدس يعقوب سلامة ، تزوج بفتاة تقية من عائلة (البشايرة) المقيمة معه فى نفس العزبة وبعد زواجه إنتقل الى قرية بنى صامت ، حيث إشترى هناك أرضا
بيت العائلة يتحول الى كنيسة مارمرقس ببنى صامت:
إعتاد أن يمر على بيوت تلك القرية رجل تقى يدعى (إسكندر الصباغ) والذى صار فيما بعد أبونا إبراهيم البسيط ، وكان يقيم لهم الاجتماعات الروحية ويعظهم ويثبت إيمانهم وكان لهذا الرجل إشتياق كبير بسبب ما فى قلبه من غيره روحية ، وهو أن يقيم مذبحا للرب بتلك القرية. وذات مرة ظهر له فى رؤيا القديس مارمرقس الرسول وحثه على إقامة كنيسة بإسمه فى قرية بنى صامت. وحدد له القديس المكان الذى تبنى فيه الكنيسة. وفى صباح هذا اليوم لم يتأخر إسكندر الصباغ عن تنفيذ ما أعلمه به القديس مارمرقس فى الرؤيا فذهب الى تلك القرية ومعه القمص عبد السيد كاهن كنيسة قرية الشيخ فضل فى ذلك الوقت وكانت تبعد خمسة كيلومترات من بنى صامت وبدآ يحددان أبعادها فى المكان الذى حدده القديس وكانت حدود هذه الكنيسة تقع داخل منزل العائلة (الطفاش) الذى هو المقدس الذى هو المقدس يعقوب سلامة جد أبينا أنجيلوس السريانى. وأثناء قيامهم بقياس أبعاد الكنيسة خرجت زوجة المقدس يعقوب سلامة جدة أبينا أنجيلوس السريانى من منزلها وما أن علمت أن الكنيسة تقع فى حدود منزلهم حتى قالت لهم (لقد أوقفنا منزلنا ليكون كنيسة بإسم القديس مارمرقس). ولم تقبل هذه العائلة أن تأخذ أى مقابل مادى عن تركهم للمنزل. وبالفعل تركت العائلة المنزل ليكون النواة الأولى لكنيسة مارمرقس ببنى صامت وبعد الانتهاء من تأسيس الكنيسة رسم عم إسكندر الصباغ كاهنا عليها بإسم (أبونا إبراهيم) وإشتهر فيما بعد ببساطته فأطلق عليه (أبونا إبراهيم البسيط) كاهن بنى صامت.

المتنيح القمص أنجيلوس السريانى
كانا والداه بارين:
أثمرت الأسرة المباركة للمقدس يعقوب عدة أبناء مباركين ، أحدهم الشاب مرقس ، وقد تزوج مرقس يعقوب سلامة من إبنه خاله مريم خليل فرج بشارة ، وكان أبوها عميد عائلة (البشايرة) فى ذلك الوقت ، وكان أيضا عمدة قرية (المنشأة) والتى تبعد حوالى ثلاثة كيلومترات جنوب قرية بنى صامت. وعرف مرقس بين المزارعين بحكمته وعدله فأطلقوا عليه لقب (المعلم الحكيم مرقس أبو يعقوب) وبرغم مكانته فى القرية وغناه وضيق وقته ، إلا أنه كان يحرص على حضور القداسات فى الكنيسة والمواظبة على صلوات الأجبية ، وقراءة الكتاب المقدس.
وكانت زوجته سيدة فاضلة مؤمنة تقية ، تتحلة بفضائل مسيحية كثيرة وعلى الأخص فضيلة الرحمة على المساكين. فكانت تعد لهم الطعام ثم تذهب به لتوزعه على بيوت الأرامل والفقراء دون أن يدرى بها أحد. كما كانت تجمع نساء القرية المسيحيات فى بيتها وتستدعى أحد الخدام الذين يقومون بالوعظ ليشرح لهم الكتاب المقدس. وكانت لها عادة يوم 12 من كل شهر قبطى أن تقيم تذكار الملاك وتقرأ ميمر الملاك ميخائيل فى بيتها حيث تقوم بعمل فطير الملاك وتوزعه على أهل القرية.
وقد شهد ببرهما وتقواهما كل من تعامل معهما عن قرب وكانت سيرتهما الصالحة على لسان كل أحد. وكما شهد الكتاب المقدس عن زكريا وأليصابات أنهما كانا بارين أمام الله سالكين فى جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم هكذا شهد الله لبرهما فباركهما ورزقهما عام 1912م بالإبن البكر فسمياه فضل الله وبإبن ثان عام 1914م فسمياه يعقوب ثم رزقهما الله بإبن ثالث فى 5 يناير 1917م يوم برمون عيد الميلاد فسمياه يوسف وإشتهر بإسم (سلامة) بين أقاربه وأهل قريته (وأصبح يوسف هذا فيما بعد الراهب القمص أنجيلوس السريانى) ثم رزقا بإبن أخر عام 1924م وسمياه مكرم الله.

المتنيح القمص أنجيلوس السريانى
طفولته المباركة
الطفل يوسف وسط نيران الفرن دون أن يحترق:
بعد ميلاد الطفل يوسف بفترة قصيرة لا تزيد عن سنة حدث به أمر عجيب تحاكى به أهل قريته يومئذ.
كانت العادة قديما فى أرياف الصعيد – وربما مازالت آثارها للآن أن تقوم ربة البيت بخبز الخبز أو الفطير فى فرن بالمنزل ، فبينما كانت والدته تعد فطير الملاك مع بعض السيدات لعمل تذكار الملاك كما هى معتادة كل شهر ، وكانت والدته أمام الفرن المشتعل بالحطب وتستعد لخبز الفطير ، وكان الجو فى ذلك الوقت شديد البرودة. ودون أن تشعر إذ كانت منهمكة فى الخبيز ، حبا الطفل يوسف حتى وصل الى أمه ، وتلذذ بالدفء الخارج من الفرن. وما إن قامت والدته من أمام الفرن لبضع دقائق ، لتحضر الفطير حتى تخبزه ، إذا بالطفل يوسف يحبو حتى دخل وسط الوقيد ، دون أن يراه أحد. وبعد أن إنتهوا من خبز فطير الملاك ، لاحظت الأم عدم وجود إبنها فذهبت تبحث عنه مع السيدات هنا وهناك فى أركان البيت لكنها لم تعثر عليه وهنا بكت بحرقة ، وطلبت معونة الملاك ميخائيل وأن يدلها على مكان إبنها. وهنا وجدت من يقودها ويحركها تجاه الفرن ، وما إن نظرت نحو الفرن ، حتى رأت الطفل نائما وسط الوقيد فى هدوء وسلام ، وفى لهفة أخرجته وهى تصرخ وتبكى على الطفل الذى من المفروض أن يكون قد مات وتفحم ، ولكنها فى عجب وجدته صحيحا حيا سليما ، ولم تمسه النار بأى أذى ، وهنا تحول صراخها الى فرح وشكر ، وتذكرت قصة الثلاثة فتية القديسين وسط آتون النار وكيف أن ملاك الرب كان معهم وسط الآتون ، وحول لهيب النار الى ندى بارد المذكورة فى سفر دانيال الاصحاح الثالث وإن حافظ الأطفال هو الرب.
نما الطفل يوسف فى النعمة والقامة فكثيرا ما كان يرى والدته تصلى وتقرأ الكتاب المقدس ، وتتعامل بحب وبساطة مع الجميع. فأصبح يعمل ما يرى أمه تعمله ، وإنطبعت صورة أمه القديسة فى شخصه. فأحب الصلاة وتماجيد الملائكة والقديسين وخاصة الملاك ميخائيل.
وكانت أمه تعلمه حب العطاء للفقراء والمحتاجين ، فكانت تطهى الطعام وتضعه فى أطباق وتعطيه ليوسف ليرسله الى بيوت الفقراء والمحتاجين وكانت تحذره ألا يبصره أحد حتى لا يضيع أجره عند الله ، فكان يأخذه ويضعه أمام المنزل ويقرع الباب ويختبىء بعيدا حتى لا يراه أحد ، وبعد أن يتأكد من أخذهم الطعام ينصرف راجعا الى والدته فكانت تشجعه على ذلك وتحثه على عمل الخير ومساعدة الجميع.

المتنيح القمص أنجيلوس السريانى
شبابه المقدس
وفاة والدته:
شب الفتى يوسف فى خوف الله ، وأحبه الجميع لبساطته وطيبة قلبه ، ولكن حدث أمر أحزنه كثيرا ، إذ مرضت والدته مرضا بسيطا ولكن لم يستطع أحد أن يداويها فى ذلك الوقت ، فتدهورت حالتها الصحية سريعا وإنتقلت عام 1929م وأولادها كلهم حديثى السن وكان يوسف يقترب لاتمام عامه الثانى عشر.

المتنيح القمص أنجيلوس السريانى
يتعلم فى كتاب الكنيسة:
بعد وفاة والدته إهتم والده بتعليمه ، فأرسله الى كتاب الكنيسة ليتعلم ، على يد المعلم بيلاطس عريف الكنيسة فى ذلك الوقت. فكان يوسف فنى نشيطا ذكيا حتى أنه إستطاع أن يحفظ التسبحة والمزامير وهو بعد فى الثانية عشر من عمره ، مما دفع المعلم بيلاطس أن يأتمنه على القيام بتحفيظ الأخرين. وكما كان الرب مع يوسف فكان ناجحا ، هكذا كان الرب مع يوسف الجديد (سلامة) فكان رجلا ناجحا. وزاد إرتباطه بالكنيسة وزادت محبة الناس له يوما بعد يوم لما وجدوا فيه الشاب الطاهر العفيف المحب لله.

المتنيح القمص أنجيلوس السريانى
حريق يشب فى البيت:
حدث يوما أن شب حريق فى حظيرة المواشى ، الكائنة شرق المنزل الذى يقيمون فيه . وكان الحريق شديدا جدا. وكان أن يحرق كل شىء. فلما أحس به يوسف إذ كان ساهرا يصلى. نزل مسرعا من حجرته وصاح لينبه من بالبيت وينادى على (حنا) الكلاف وإستطاع بمفرده بعد مجهود كبير أن يبعد المواشى من الحظيرة ، وأن يبعد النار المشتعلة عن البيت ، وكان يصرخ بتلاوة المزامير والصلوات وهو فى وسط النيران الى أن أطفأها.

دعوة الذهاب الى الدير:
كل هذه السنين والأحداث مرت على الشاب يوسف ، ولكنها لم تغير فيه شيئا مما تعلمه منذ صباه بل زادت محبته لله ، إذ كان يحفظ قول الكتاب إحفظ نفسك طاهرا وأذكر خالقك فى أيام شبابك قبل أن تأتى أيام الشر.
وساعده على النمو الروحى تلمذته للقمص إبراهيم كاهن كنيسة بنى صامت ، المعروف بأبينا إبراهيم البسيط ، فكان يعترف عليه كل أسبوع ، مسترشدا بنصائحه وإرشاداته فى جهاده وحروبه الروحية ، وكان يحرص عند عودته من الحقل كل يوم أن يذهب الى الكنيسة لينظفها ويرتبها للقداسات والإجتماعات الروحية ، بالإضافة الى أنه كان يأخذها فرصة للإختلاء والجلوس فى بيت الله. إذ كان يقول مع المزمور مساكنك محبوبة يارب إله القوات ، تشتاق وتذوب نفسى للدخول الى ديار الرب لأن يوما صالحا على باب الرب ، أفضل من أن أسكن فى مظال الأشرار ، وفرحت بالقائلين لى الى بيت الرب نذهب ، طوبى لكل السكان فى بيتك يباركونك الى الأبد.
وكان يصوم الأصوام الكنسية كلها ، وينقطع فيها عن الطعام لفترات طويلة حيث كان يوزع طعامه على الفلاحين ويبقى هو صائما حتى المساء. وكان من عادته أن يصوم ثلاثة أيام (صوم نينوى) إنقطاعيا ، دون أن يأكل أو يشرب أى شيئ ، ولما رأى أبونا إبراهيم البسيط قوة محبة إبنه يوسف لله ، قال له (إطلق لحيتك ) وإذهب للدير. وفعلا أطاع يوسف وأطلق لحيته ، وخرج ذاهبا الى برية القلمون ، حيث دير الأنبا صموئيل المعترف. وما إن علم والده بمكانه ، حتى أرسل إخوته ليحضروه ، ولما رجع مع إخوته دون رضاه ، رجع مرة أخرى الى الدير ، ولكن والده كرر ما عمله فى المرة الأولى ، بل زاد عليها إذ كتب حيازة الأرض بإسمه ، حتى يربطه ويلزمه بالبقاء معه ، ويضمن عدم فراره للدير مرة أخرى.

ذهابه للدير ورهبنته


إنتقاله الى القاهرة ومقابلة القمص مينا المتوحد:
المتنيح القمص أنجيلوس السريانى
المتنيح القمص أنجيلوس السريانى
المتنيح القمص أنجيلوس السريانى
المتنيح القمص أنجيلوس السريانى
المتنيح القمص أنجيلوس السريانى



فى عام 1936م تنيح والده المعلم مرقس يعقوب ، وقد تأثر بإنتقاله جميع أولاده وبخاصة يوسف ، الذى زادت مسئولياته تجاه إخوته وكل عائلته وفى عام 1949م ذهب أخوه الأصغر مكرم الله ليدرس بالجامعة بالقاهرة ، وأخذ معه أخاه يوسف ليؤازره ويسنده فى غربته بعد أن ترك مسئولية الأرض والزراعة لأخيه الأكبر فضل الله ، فأتى مع أخيه وسكنا معا فى حى غمرة ، وإشتغل أخوه فى مصنع نسيج ، بقرب الحى الذى يسكن فيه. أما يوسف فكان عليه الإهتمام بباقى المسئوليات. فساعدته الظروف على الإرتباط بزيادة فى علاقته مع الله ، إذ أتيحت له فرصة أوسع للإختلاء والإنفراد ، أثناء تواجد أخيه فى العمل. وجدد هذا الجو الروحى مشاعر يوسف القديمة ، نحو تكريس القلب كله لله ، أى ليعيش حياة الرهبنة التى إشتاق اليها.

وما إن سمع يوسف عن الراهب القمص مينا المتوحد (المتنيح قداسة البابا كيرلس السادس) حتى راح يسعى فى كيفية الوصول اليه ، وكان يطلب كثيرا فى صلاته أن يدبر الله له طريقة يتقابل بها مع أبينا القمص مينا المتوحد ، وحيث أن هذا الفكر إزداد عنده ، فقد رأى فى حلم القمص مينا المتوحد يرحب به ويسمح له بالبقاء عنده.

ولما إستيقظ من نومه ، فرح بما رآه فى الحلم وتأكد من إستجابة الله لصلاته. وفى الصباح طلب يوسف من أخيه أن يذهب معه الى القمص مينا المتوحد بمصر القديمة. فإستجاب أخوه لطلبه وذهبا سويا الى القمص مينا المتوحد وطلب أن يجلس معه بمفرده. ولما علم القمص مينا المتوحد بإشتياقاته الصادقة الأمينة فى محبة الله ، ورغبته الأكيدة فى حياة الرهبنة ، أذن له أن يبقى عنده ليتتلمذ بعض الوقت ، ثم يرسله الى أحد الأديرة. وبعد هذا اللقاء مع القمص مينا المتوحد ، خرج يوسف الى أخيه وأعلمه بما نوى عليه ، وودعه وصرفه الى منزله ، وأكد عليه ألا يخبر أحد من إخوته بما حدث معه وما عزم عليه.


ذهابه الى دير السريان


سكن يوسف مع القمص مينا المتوحد وتتلمذ على يديه فترة تزيد الستة أشهر ، وعهد اليه بتدبير شئون المكان والإهتمام بالضيوف الزائرين له. ولما حانت الفرصة للقمص مينا المتوحد ، تكلم مع المتنيح نيافة الأنبا ثاؤفيلس رئيس دير السريان بخصوص قبول الأخ يوسف للرهبنة فى دير السريان ، فوافق على قبوله ، وبالفعل ذهب مع نيافة الأسقف الى مقر دير السريان بكلوت بك (بالأزبكية). ثم أرسله المتنيح الأنبا ثاؤفيلس مع بعض الآباء الرهبان الى دير السيدة العذراء السريان فى وادى النطرون ، وبقى هناك الى حين سفر نيافة الأسقف الى الدير وسيامته راهبا. وما إن وصل الأخ الى الدير فى صحبة الأباء ، حتى بدأ فى خدمة الأباء بضعة شهور ، كفترة إختبار يتعرف عليه الأباء من خلالها.


سيامته راهبا

ومرت الأيام فى سعادة بالغة ونشوة روحية رائعة وفى أحد الأيام حضر الى الدير المتنيح نيافة الأنبا ثاؤفيلس رئيس الدير. وكان من عادته أن يختبر الأخ قبل أن يقوم بسيامته ، كأن يعلق تعليقا ويسمع رد الأخ ، أو ينظر فى عينيه ويعرف بفراسته ما يجول بداخله من مشاعر. ولما أراد أن يقوم يسيامة الأخ يوسف راهبا إختبره كعادته عدة مرات قبل أن تتم سيامته فكان يقول له (أنت أقرع متنفعش فى الرهبنة) فكان الأخ يوسف حبا فى الحياة الرهبانية يحاول أن ينفى بشدة ويحاول أن يغطى صلعه ويقول ( أنا مش أقرع يا سيدنا) فكان يتركه الأنبا ثاؤفيلس.

وفى يوم 18 أمشير 1667 للشهداء الموافق 25 فبراير 1951م دق ناقوس الدير لصلاة العشية ، وبعد الانتهاء من صلاة المزامير ، نادى الأنبا ثاؤفيلس على الأخ يوسف فحضر أمامه وعمل ميطانية وقبل يده ، فقال له الأنبا ثاؤفيلس (أنت أقرع ما تنفعش فى الرهبنة) فرد عليه الأخ فى إستسلام (أقرع أقرع أعمل إيه) ، وهنا فهم رئيس الدير أن الأخ يوسف أصبح غير ملاجج ، أو يحاول إخفاء شىء ما. ففرح فى داخله إذ تيقن من عمل النعمة فى الأخ يوسف ونجاحه فى فترة الاختبار ، وهنا قال له رئيس الدير أن يعمل ميطانية أمام الهيكل ، وأمام الآباء الرهبان وتقبيل يد كل راهب. وبعد أن أطاع ما أمره به رئيس الدير ، وقف أمامه وأعطاه الثلاثة رشومات بإسم (الراهب أنجيلوس السريانى) وسهر طوال الليل فى الكنيسة حتى الصباح. وتمت رسامته بعد رفع بخور باكر كطقس سيامة الرهبان. وفرح به كل الأباء الشيوخ بالدير وقد أظهر فيه حبا جما وعطفا شديدا ، تجاه كل أب بل وأظهر تفانيه فى خدمتهم ، لذلك أحبوه من كل قلوبهم وفرحوا بسيامته راهبا.

يشرف على الزراعات وعمال الدير:

وبعد فترة من رهبنته إهتم المتنيح الأنبا ثاؤفيلس بزراعات الدير ، فعمل على إستصلاح رقعة كبيرة من الأرض المتاخمة للدير وزراعتها ولما كان العمل فيها مرهقا وشديدا ، ويحتاج لراهب أخر مع الراهب متياس الذى يعمل فى الزراعة ، فقد كلف المتنيح الأنبا ثاؤفيلس رئيس الدير الراهب أنجيلوس ليقوم بالإشراف على الزارعات مع الراهب متياس (حاليا نيافة الأنبا دوماديوس) ، وكذلك الإشراف على عمال الدير. فكان أبونا أنجيلوس يطهى الطعام للعمال ، ويصلى لهم كل يوم ، قبل العمل وبعده ، وكان يظهر عطفا وحبا للعمال بطريقة متناهية ليس لها نظير.

قلاية فى حديقة الدير:

نظرا لاتساع الزراعات بالدير ومحاولة من نيافة المتنيح الأنبا ثاؤفيلس مساعدة الأباء الرهبان المسئولين عن الزراعة على إتمام قوانينهم الروحية أثناء الإشراف على الزراعة خلال النهار. قام ببناء قلايتين بحديقة الدير فى الجهة القبلية ، واحدة جهة الغرب أخذها الراهب متياس (نيافة الحبر الجليل الأنبا دوماديوس مطران الجيزة الحالى) والأخرى جهة الشرق على مقربة من الدوار (سكن العمال وحظيرة المواشى) ، وأعطاها للراهب أنجيلوس السريانى المشرف على العمال والزراعة وعاش أبونا أنجيلوس فى هذه القلاية أياما جميلة ، إذ ذاق فيها حلاوة الوحدة والرهبنة. وكان يحضر اليه دائما بعد الغروب ، أبونا أغابيوس وأبونا مرقس وأبونا يوسف ، وكانوا يقضون الوقت فى حفظ الألحان والتسبحة. وظلت هذه القلاية يتوارثها الراهب المشرف على الزراعة الى أن وقفت عند أبينا ديسقوروس (نيافة الأنبا برسوم أسقف ديروط الحالى) وبقيت خاصة به الى هذا اليوم.

رسامته كاهنا وذهابه لتعمير دير مارمينا

رسامته قسا:

فى صباح يوم الجمعة 20 يوليو 1956م الموافق 13 أبيب خرج القمص متى المسكين ومعه 12 راهبا من دير السريان ، قاصدين وادى الريان ، وذلك نتيجة بعض الاختلافات بين القمص متى المسكين ونيافة الأنبا ثاؤفيلس. ولما علم أبونا أنجيلوس وأبونا أغابيوس وأبونا مرقس بهذه الأحداث ، إختبأ الرهبان الثلاثة فى قلاية أبونا أغابيوس وأشعلوا وابور الجاز حتى إذا طرق أحد عليهم باب القلاية لا يسمعوا ولا يفتحوا له وذلك خوفا لئلا يأخذوهم معهم الى وادى الريان ، وقيل أيضا أن بعض رهبان الدير الذين خرجوا مع القمص متى المسكين رفضوا أن يأخذوهم معهم بحجة أنهم غير متعلمين. ولما حضر المتنيح الأنبا ثاؤفيلس الى الدير ، وعرف ما عمله الرهبان الثلاثة أراد أن يكافئهم فقام بسيامتهم كهنة على كنائس الدير فى يوم 27 ديسمبر 1956م الموافق 17 كيهك 1673 للشهداء الأطهار ، وعهد للراهب يوسف معلم الدير أن يسلمهم ألحان القداس.

ذهابة لزيارة الأماكن المقدسة فى القدس:


حينما كان القمص متى المسكين أمينا لدير السريان ، أراد أن يضيف بعض العوائد والنظم ، والتى كان يعتقد أنها مفيدة للرهبنة ، ومن هذه العوائد ذهب ثلاثة رهبان كل عام من الدير لزيارة الأماكن المقدسة بأورشليم ، على أن يعودوا بعد عيد القيامة مباشرة ، ولما حدثت تلك الزوبعة من الخلافات السابق الاشارة اليها ، أراد المتنيح نيافة الأنبا ثاؤفيلس رئيس الدير مكافأة الذين ثبتوا فى الدير ولم يخرجوا مع القمص متى المسكين ومجموعته ، فأمعن فى مكافأة أبينا أنجيلوس وأبينا أغابيوس وأبينا مرقس فأوفدهم الثلاثة لزيارة الأماكن المقدسة ، وكان ذلك فى أسبوع الآلام من عام 1957م على أن هذه العادة لم تستمر ولم يعمل بها سوى مرة واحدة فقط.

فى دير مارمينا لتعميره:

كانت هناك محاولات ومجهودات كثيرة من القمص مينا المتوحد ومجموعة من المتحمسين ، أسسوا جمعية بإسم مارمينا. وكان غرضهم إعادة الحياة الرهبانية لمنطقة (مارمينا ) المنطقة الأثرية الموجودة حاليا بقرب دير مارمينا. وبعد أن إعتلى القمص مينا المتوحد عرش مارمرقس بإسم البابا كيرلس السادس (1959 – 1971) أراد تحقيق هذه الرغبة ، فقام فى مايو 1959م ببناء بعض القلالى وكنيسة صغيرة ملحقة بالمبنى ، وطلب من المتنيح نيافة الأنبا ثاؤفيلس رئيس دير السريان ، إيفاد بعض الرهبان الى المنطقة ليبدأ بهم الحياة الرهبانية فإختار الأسقف أربعة رهبان من رهبانه وأرسلهم الى هناك وهم (أبونا متياس السريانى – نيافة الأنبا دوماديوس مطران الجيزة الحالى- ، أبونا أنجيلوس السريانى ، وأبونا مرقس السريانى ، وأبونا فلتاؤس السريانى الذى عاد الى ديره مرة أخرى بعد حوالى أربعة أشهر). وقام الراهبان متياس وأنجيلوس بالاهتمام بالحياة الرهبانية من تسبحة وعمل قربان وصلاة قداسات .. وغيره من ضروريات لاقامة حياة رهبانية ، وكذلك قاما بإستصلاح قطعة من الأرض ، لزراعتها بالقمح لعمل الخبز والقربان. وكذلك بعض الخضروات والحشائش لاطعام الحمار الذى كانوا يتنقلون به.

فى قبر مارمينا:

إعتاد أبونا أنجيلوس أن يذهب كل يوم بعد الغروب ، ومعه ثلاث شمعات الى داخل قبر مارمينا ، ويقضى الليل كله فى صلوات وتسابيح ويعود فى الصباح الى الدير ، وفى إحدى المرات كان أحد الإخوة العلمانيين موجودا فى الدير. وأراد أن يذهب مع أبينا أنجيلوس الى قبر مارمينا. وأثناء سيرهم فى الطريق الى القبر ، تذكر الأخ أنه نسى أن يأخذ معه شموعا ليضىء فى الليل ، وأعلم أبونا أنجيلوس بذلك. وأيضا أبونا عرفه أنه لم يأخذ شموعا هو الأخر. ولأنهما قطعا مسافة كبيرة فلم يوافق أبونا أنجيلوس على العودة الى الدير لأخذ شمع ، وفضل أن يواصلا السير ، وقال الأخ (المزمور يقول الرب نورى .. لو خايف إرجع!!) ولكن الأخ أصر أن يكمل السير مع أبينا أنجيلوس. وما أن وصلا الى القبر ، حتى بدأ أبونا أنجيلوس فى عمل تمجيد لمارمينا ، وأثناء عمل التمجيد غلب النعاس الأخ فنام قليلا ولما نام من نومه فجأة ، وجد أبونا أنجيلوس واقفا يصلى بالأبصلمودية تسبحة نصف الليل ، وأمامه ثلاث شمعات منيرة ، ولما سأله الأخ عن كيفية حصوله على هذه الشموع ، رغم عدم أخذهم معهم أى شمعة أجابه أبونا أنجيلوس (ما تشغلش بالك المهم نصلى).

نزوله للخدمة

1- فى كنيسة مارمرقس برشيد:

بعد أن تعب أبونا أنجيلوس فى تعمير دير مارمينا بمريوط. عهد اليه المتنيح قداسة البابا كيرلس السادس ، بخدمة ورعاية شعب مدينة رشيد وكانت الكنيسة بإسم القديس مارمرقس ، وكانت لها روح جميلة هادئة ، لقدمها ولرونقها الأثرى الجميل. وقد قام أبونا القمص أنجيلوس بمجهود كبير فى عمارتها ، وتنظيم الخدمة بها ، وإفتقاد كل شعبها ، حتى إجتمع اليه كل المسيحيين بالمنطقة. وبالاضافة الى خدمة كنيسة مارمرقس برشيد كان يخدم أيضا القرى المحيطة بها ويصلى فيها القداسات على مذابح متنقلة.

2- فى كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس بالاسكندرية:

اشترى المتنيح قداسة البابا كيرلس السادس مبنى ملجأ لجمعية صديقات الكتاب المقدس بحى محرم بك وحوله الى كنيسة بإسم مارجرجس والانبا أنطونيوس ، وجعله وقفا على دير مارمينا العجايبى بصحراء مريوط ، وقد أرسل قداسة البابا أبانا القمص أنجيلوس السريانى ليخدم فى هذه الكنيسة. وأعد حجرة فيها بالطابق العلوى لسكن أبينا أنجيلوس. وكان قداسة البابا يحب هذه الكنيسة كثيرا جدا ويحب الصلاة فيها.

وقد ظل القمص أنجيلوس السريانى يخدم فى هذه الكنيسة من خريف 1969م أى ما يقرب من سنتين. وكان بسيطا فى كلماته وإرشاده الروحى الذى يقدمه للشعب ، ولذلك إستطاع أن يدخل فى قلب كل أحد من أفراد الشعب ، بسهام بساطته ومحبته وكان يركز دائما فى عظاته على أعمال المحبة والصلاة ، والتمسك بشفاعة وتمجيد القديسين وخاصة شفاعة رئيس الملائكة ميخائيل ، وكانت نصيحته لكل من فى ضيقة أو مشكلة أن يعمل فطير للملاك ميخائيل ، وفعلا كانت تحل المشاكل بعد عمل فطير للملاك.

والجدير بالذكر أن حجرته هذه بقيت كما هى رغم التعديلات الكبيرة التى حدثت بالمبنى لاحتياجات الخدمة بالكنيسة. الى أن قام كاهنها الحالى القس أغسطينوس فؤاد وكان من أبناؤه الأوفياء وفى لمسة وفاء منه لروح أبينا الطاهر بتحويل هذه الحجرة أثناء التوسعات بالكنيسة الى مذبح على إسم رئيس الملائكة ميخائيل ومازالت حتى الآن.

أب إعتراف للراهبات:

بالإضافة الى خدمة أبينا أنجيلوس فى كنيسة المدافن ، أسند اليه المتنيح قداسة البابا كيرلس السادس مهمة جديدة ، وهى أن يكون أب إعتراف للراهبات فى أديرتهن بالقطر المصرى بأكمله. وظل حوالى عشرين عاما فى خدمتهن ، بكل أمانة وإخلاص ، مظهرا حكمة أباء البرية فى إرشاداته ونصائحه للراهبات ، كما كان يقوم بخدمة القداسات لهن ، وكذلك كان يستلم حصصهن الشهرية من المال من البطريركية ليسلمها لرئيسات الأديرة. كان كل هذه الأعمال التى أسندت اليه بلاشك ، تثبت حكمته وقداسته ، فليس من السهل إسنادها الى راهب عادى.

- فى المقر البابوى بدير الأنبا بيشوى ( للمرة الأولى )

بعد معجزة شفاء عين أبينا أنجيلوس وخروجه من المستشفى ، تفضل قداسة البابا شنودة الثالث- أطال الله حياته- بإعفائه من الخدمة ، نظرا لتدهور صحة أبينا أنجيلوس ، واصطحبه معه لينزل فى المقر البابوى بالقاهرة ، ثم بعد ذلك أخذه معه الى المقر البابوى بدير الأنبا بيشوى وذلك لتوفير الرعاية الصحية له. وكان ذلك فى خريف عام 1992م.

فى مستشفى السلام بالمهندسين

بعد أن مكث ثلاثة أشهر فى المقر البابوى بدير الأنبا بيشوى ، إوداد المرض عليه وضعفت صحته ، وعلى الفور أمر قداسة البابا بنقله الى المستشفى ، فنقل بسيارة قداسة البابا شنوده الثالث ، الى مستشفى السلام بالمهندسين بالجيزة. ومكث حوالى أربعة أشهر ، تحت العلاج والملاحظة ، الى أن تحسنت صحته. وأثناء وجوده بالمستشفى تحولت غرفته الى مزار كنسى. إذ تحول الكل أطباء وعاملين ومرضى وزوار نحو غرفته لنوال بركته طالبين الصلاة من أجلهم ، وكان لا يبخل على أحد بكلمة تشجيع أو إبتسامة أو تعزية ... وكان الجميع يخرجون من عنده وهم مسرورون متهللون روحيا من كلماته البسيطة المملوءة عزاء وقوة.

البابا كيرلس يساعده:


ذهب الراهب المرافق لأبينا أنجيلوس لمقابلة الدكتور المشرف على علاجه وترك أبانا أنجيلوس نائما على سريره. ولما عاد الى الحجرة وجد أبانا أنجيلوس قد قام من سريره ، ويمشى فى اتجاه الحمام بمفرده رغم أن ابانا أنجيلوس لم يكن يقدر على السير بمفرده فى ذلك الوقت ، بل يتحرك دائما على الكرسى المتحرك. فأسرع الراهب المرافق وسنده حتى أكمل المسافة معه ، ولما عاد الى السرير سأله الراهب المرافق ، كيف استطاع أن يقوم وينزل من السرير ويسير بمفرده فقال له أبونا أنجيلوس (أنا لم أجدك قلت للبابا كيرلس ، فجاء وقومنى ومشانى لحد ما جيت).

قبل الدخول لإجراء العملية:

حضرت الى غرفته بالمستشفى إحدى السيدات ، تطلب الصلاة من اجلها قبل أن تدخل غرفة العمليات لاجراء عملية إستئصال ورم خبيث بالرحم. وكانت السيدة فى حالة نفسية سيئة للغاية ، ولكن أبونا أنجيلوس صلى لها ورشمها بالزيت ، وقال لها (إنتى سليمة ما فيكيش حاجة..) ولما مضت من عنده عادت بعد حوالى ثلاث ساعات ، ومعها الدكتور المعالج لها وبعض المساعدين ، وهم فى دهشة إذ لم يجدوا أى أثر للورم الخبيث عند فحص السيدة قبل إجراء العملية مباشرة ، وعلموا أن الشفاء قد تم بواسطة صلوات أبينا البار القمص أنجيلوس السريانى ، فحضروا ليشاهدوه ويشكروه ويطلبوا بركته وصلواته.

فى المقر البابوى بدير الأنبا بيشوى (للمرة الثانية):

بعد الانتهاء من فترة العلاج بمستشفى المهندسين ، عاد أبونا أنجيلوس يوم 7 مايو 1993م الى المقر البابوى بدير الأنبا بيشوى ، ثم نقل الى وحدة العلاج الطبيعى بدير الأنبا بيشوى ، ليكون هناك تحت إشراف الأباء الأطباء ، حيث أنه توجد بالدير وحدة كاملة للعناية المركزة والحالات الحرجة ، ولم يبخل الأباء الأطباء بأى مجهود أو عناية بأبينا أنجيلوس ، إذ شعروا أنهم ينالون بركات وفيرة من خدمة أبينا القمص أنجيلوس.


عودته الى دير السريان

بعد أن إستقرت الأمور فى دير السريان ، بتجليس الحبر الجليل نبافة الأنبا متاؤس رئيسا لدير السريان العامر ، وذلك فى 6/6/1993م. أعد قلاية فى مبنى القلالى الجديدة بالدير ، وقام بتكليف أحد الأباء ، ليجهزها بكل المتطلبات الضرورية والعلاجية لرعاية أبينا القمص أنجيلوس السريانى. وحدث هذا لتعود الحمامة للفلك مرة أخرى ، وعاد ابونا أنجيلوس الى ديره العامر الذى أحبه ، ليكون تحت رعاية وإشراف نيافة الأنبا متاؤس ، الذى قدم له الرعاية على أكمل وجه. فأحس أبونا أنجيلوس بملء السعادة والراحة النفسية لانطلاق الروح.

ظهور السيدة العذراء له

فى أحد الأيام بعد تناول الفطار. جلس أبونا أنجيلوس على سريره وفجأة أخذ يحدق فى سقف الحجرة ، وهو يبتسم فى وداعة وفرح ويشير ويلوح بصليب اليد الذى بيده لشىء فى سقف الحجرة وهو يردد ويقول (سلام الرب عليك يا ستى ، يا أم النور ياأم الفرح والسرور شفاعتك يا ستى ياعذراء) واستمر هكذا لمدة وجيزة وسكت بعدها. ولما سمع ورأى الراهب المرافق له ما حدث ، ألح علي أبينا انجيلوس أن يعلمه بما رأى ، فقال له وهو يشير الى فوق (هى جات .. الست العذراء سلام الرب عليها).


ظهور رب المجد له

كانت الساعة الواحدة ظهرا يوم الأربعاء من الأسبوع الثالث للصوم الكبير عام 1994م وبينما كان الراهب المقيم مع أبينا انجيلوس بالمطبخ ليقوم بإعداد الطعام له ، سمع صوت أبينا انجيلوس فأسرع الى حجرته فإذا به يجد أبانا انجيلوس رافعا يديه وهو على سريره ونظر محدقا الى اعلى ، وقد أخذته رعدة شديدة ، وهو يردد الصلاة الدائمة بقوة وحماس ، ثم بعد ذلك قدوس ، قدوس .. ومع بعض عبارات التمجيد لاسم ربنا يسوع المسيح له كل المجد ، واستمر فى تكرارها وترديدها عدة مرات وهو رافع الصليب وشمله فرح وسرور غير عادى بالمرة. ثم بعد ذلك كان كمن يعانق احدا ويقبله ، وكان الراهب من خارج يراقب الموقف كله فى ذهول مفكرا ما عسى ا يكون هذا؟ وبعد هدوء وصمت أبونا انجيلوس اقترب منه الراهب فإخذه أبونا انجيلوس فى حضنه ولما استفسر منه الراهب عما رآه ، قال له (رب المجد قال لى لا تخف .. قل لإخوتك أنا ماسككم بقبضة يدى) فأخذت الراهب رعدة شديدة بسبب هذا الكلام ، فإحتضنه أبونا انجيلوس وبدأ يهدىء من روعه. فسأله الراهب هل رأيت رب المجد فقال له رأيته ولكن لا تعلم أحد بهذا. ثم سأله الراهب مرة أخرى عما قاله رب المجد ايضا. فغضب أبونا انجيلوس وقال له (فيه حد يقول رب المجد قال ايه) ثم سأله الراهب (تأخذنى معاك على جناحك ياأبونا أدخل على حسك) فرد عليه أبونا انجيلوس (لا لا مينفعش طبعا) فقال له الراهب (ياأبونا أنا مش ابنك) فقال (طبعا طبعا) فقال له الراهب (خلاص ياأبونا ينفع) فابتسم ونظر اليه أبونا انجيلوس وقال له (هو ينفع بالعافية .. وأنا ياريتنى أقدر بس احط رجلى على الباب .. صلى وربنا يعطيك مافى قلبك) ، ثم طلب بعد ذلك عمل تمجيد وفعلا عمل تمجيد للسيدة العذراء ورئيس الملائكة ميخائيل ومارجرجس ومارمينا والبابا كيرلس).

يحرق الشيطان بالصليب

حضر بعض الأباء الرهبان باكر يوم الاثنين من الأسبوع الأخير من الصوم المقدس عام 1994م لعمل قنديل بقلاية أبينا انجيلوس لأن حالته لا تسمح بحضور القنديل العام بالكنيسة يوم جمعة ختام الصوم ، وبعد أن أنتهت صلاة القنديل ، رشم جميع الموجودين بالزيت ، وتلا البركة الختامية، وإنصرف الآباء وخرج الراهب المقيم ليودعهم عند الباب . ولما عاد الى أبينا أنجيلوس فوجىء به يصوب الصليب بقوة لأحد أركان الحجرة. فاقترب الراهب من ابينا انجيلوس وقال له (لماذا تفعل هكذا بالصليب) فأجابه بوداعة (لا لا أنا لم أرم الصليب أنا بأحرق الملعون) وتكررت هذه الواقعة عدة مرات ، إذ عرف الراهب انها واحدة من الحروب المنظورة التى كان يواجهها أبونا انجيلوس بقوة وثبات. وكان بعد ذلك يقبل الصليب كثيرا ويصلى.

ومن المعروف ان حروب الشياطين تزداد بقوة على النفوس البارة قبل انتقالها ، لعلها تنال منها شيئا ، وقد تدعى عليها خطايا لم تعملها ، لذلك يصلى الكاهن فى تحليل الكهنة (أعنا يا الله على سكرات الموت وماقبل الموت وما بعد الموت).

الذهاب الأخير للكنيسة

طلب أبونا انجيلوس ان يذهب الى الكنيسة ، وكان ذلك يوم الأربعاء من البصخة المقدسة ، فأعده الراهب المقيم معه للذهاب الى الكنيسة ودخلا الكنيسة وكانت الساعة السادسة من ليلة الخميس الكبير ، والكنيسة مكتظة بالمصلين ، من الرهبان والإخوة العلمانيين ، وماأن دخل أبونا انجيلوس على كرسيه الى الكنيسة ، حتى تقاطر عليه الرهبان والعلمانيين فى استقبال حافل وتهافت يفوق الوصف لنوال لبركته ، وتقدم نحوه نيافة الأنبا متاؤس رئيس الدير ودعاه ليجلس بجانبه ، بعد الانتهاء من الصلاة ، خرج أبونا انجيلوس بصعوبة بالغة من الكنيسة بسبب التفاف الجميع حوله لنوال بركته ، وهو أيضا كان فى غاية الفرح.

رحيله من العالم الى المجد السماوى

إزدادت حالة أبينا أنجيلوس سوءا فى الأيام الأخيرة بداية من مساء يوم الخميس (خميس العهد) ، إذ كان يعانى آلاما مبرحة ، دون ان يعرف أحد سببها ، أو أى علاج لحالته. واستمر غائبا عن وعيه فى شبه غيبوبة ، حتى يوم الجمعة إذ كان ينتبه قليلا ثم يعود لنفس الحالة وهكذا أيضا قضى يوم السبت بأكمله. وفى صباح الأحد أخذ قليلا من الماء وملعقتين من الزبادى ورفض أن يكمل ، وإن كان بصعوبة قد أخذ هذه الكمية البسيطة من الماء والزبادى. ولما حاول الراهب المقيم لخدمته أن ينبهه ويكلمه أخذه أبونا انجيلوس فى حضنه وابتسم له بدون ان يكلمه ، وقبله وكأنه الوداع الأخير شاكرا له محبته وتعبه معه.


لحظة انتقاله

جاء يوم الأحد عيد القيامة ، لكن أبونا أنجيلوس كان فى نفس حالته بل أسوأ كثيرا حتى أن الأباء الرهبان لم يتمكنوا من زيارته فى العيد وأخذ بركته. وفى عصر ذلك اليوم إستدعى الراعب المقيم معه أحد الآباء الكبار بالدير وهو طبيب حاذق ، الذى أومأ للراهب المقيم بسوء حالة أبونا القمص ولم يرد أن يصرح له بشىء!! وبعد ذلك مر أحد الرهبان لأخذ بركة أبونا فوجده فى شبه الموت ، فخرج بسرعة من قلاية أبينا انجيلوس ، أحد الآباء الرهبان وذهب الى أبينا القمص أرمانيوس الذى كان معروفا بشفافيته وبقوة صلواته ، يطلب منه أن يصلى لأبونا أنجيلوس إذ أنه يسلم الروح. فقال له أبونا أرمانيوس لقد انتقل وحملته السيدة العذراء والملائكة الى السماء. فمضى الراهب بسرعة الى قلاية أبينا انجيلوس ، فوجده فى تلك اللحظة أسلم روحه الطاهرة. وكان حاضرا وقتها المتنيح القمص مينا الذى قرأ عليه التحاليل وبعض الآباء والمتنيح الراهب يسطس الذى كان يحاول أن يسعفه .. ثم جاء رهبان كثيرون وبقية مجمع الآباء لأخذ بركة الجسد الطاهر.

قداسة البابا شنوده الثالث يصلى على جثمانه الطاهر

بعد أن أسلم أبونا انجيلوس روحه الطاهرة يوم عيد القيامة الموافق 6/5/1994م الساعة الخامسة مساء التف حوله الآباء الرهبان وألبسوه ملابسه الكهنوتية ، ثم حملوه على أعناقهم فى موكب خاشع رهيب ، حتى أدخلوه الى كنيسة العذراء السريان. وصلوا عليه التسبحة والمزامير وانتظر الجميع حتى وصل قداسة البابا شنوده الثالث ومعه ثمانية من الأحباء الأساقفة ، وبعض رهبان دير الأنبا بيشوى ودير البرموس ومجمع رهبان دير السريان بأكمله ، وبدأ قداسة البابا فى صلوات التجنيز ، حتى ساعة متأخرة من مساء الأحد أى حوالى الساعة الثامنة مساء ثم حمل الأباء الرهبان جثمان أبينا البار القمص أنجيلوس على اعناقهم وداروا به فى الهيكل وصحن الكنيسة ثم خرجوا بالجسد الى طافوس الأباء الرهبان بالدير ، حيث دفن فى الطافوس الشرقى القبلى. بركة صلاته تكون


بركة صلواتة مع جميعنا
أأأأأأأأأأأأأأمين



المتنيح القمص أنجيلوس السريانى
المتنيح القمص أنجيلوس السريانى
صلوا من أجل الخدمة فى
منتدى أم السمائيين والأرضيين
ومن أجل ضعفى أنا الخاطى
الشماس / ملاك حمايه جرجس

المتنيح القمص أنجيلوس السريانى
المتنيح القمص أنجيلوس السريانى

المتنيح القمص أنجيلوس السريانى
المتنيح القمص أنجيلوس السريانى
المتنيح القمص أنجيلوس السريانى



hgljkdp hgrlw Hk[dg,s hgsvdhkn







التوقيع

آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 03-02-2013 في 11:45 AM.
رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين