لماذا الصليب وكيف نتصالح معه - منتدى ام السمائيين و الارضيين
الرئيسية التسجيل مكتبي
Image
البحث الأعضاء الرسائل الخاصة


منتدى ام السمائيين والارضيين


   
العودة   منتدى ام السمائيين و الارضيين > منتدى الطريق نحو الابديه > قسم الموضوعات الروحيه المختلفه
 
قسم الموضوعات الروحيه المختلفه يشمل كل الموضوعات الروحيه التى تهم كل انسان مسيحى

إضافة رد
   
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 11-03-2015, 09:52 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية عادل جبران
 

 

 
Question لماذا الصليب وكيف نتصالح معه






لماذا الصليب؟ وكيف نتصالح معه

لماذا الصليب وكيف نتصالح

للأب متى المسكين


اليوم يا أحبائي تُعيِّد الكنيسة لعيد ظهور الصليب. صحيح أنه خشبة لا تزيد عن كونها شجرة، ولكن الكنيسة لا تتمالك نفسها إزاء سر هذه الخشبة فوصفتها عن حق ويقين أنها الخشبة المحيية!! وبوقار شديد بل وهُتاف القلب بالإيمان تنشد: السلام لصليب ربنا يسوع المسيح، السلام للخشبة المحيية!

ولكن ما سر هذا التمجيد الأرثوذكسي للخشبة؟
صحيح أنها الخشبة التي مات عليها الرب موته المحيي ثم قام، فانعكست بالضرورة كل أمجاد القيامة وأفراحها وبهائها على موت الرب، وبالتالي على القبر وعلى الصليب!!
إذن، فتكريم الصليب نابع من كرامة القيامة، لأن الموت الذي باشره الرب على الخشبة أثمر قيامة وبالتالي مجداً. فيكون الصليب باختصار هو سبب المجد!!
وفي هذا يصف القديس يوحنا - في إنجيله - الصليب بالمجد قائلاً في موضوع انسكاب الروح: «لأن يسوع لم يكن قد مُجِّد بعد»
(يو 7: 39)
مشيراً بذلك إلى الصليب!! والمسيح نفسه سمَّى الصليب ارتفاعاً: «وأنا إن ارتفعت عن الأرض أجذب إليَّ الجميع، قال هذا مشيراً إلى أية ميتة كان مزمعاً أن يموت»
(يو 12: 33،32)!!

إذن فحقَّ لنا هنا أن نهتف بملء أفواهنا: السلام للصليب مصدر كل ارتفاع ومجد!! فإن كان الصليب هو أقصى صورة للاتضاع والمذلة، فهو قد صار أعظم واسطة للارتفاع والمجد.

ولعل قول الرب: «مَنْ يضع نفسه يرتفع»
(مت 23: 11)
يشير إلى أن الاتضاع هو في الحقيقة حالة صليب وبالتالي فهو ارتفاع مؤكد.

ولكن هناك أيضاً عمقاً آخر تستمد منه الكنيسة تمجيدها الشديد وتوقيرها المتفاني لخشبة الصليب. وهنا يلزمنا أن نفرِّق بين الموت الذي ماته الرب وبين الصليب بحد ذاته. لأن كون الرب يموت بأية طريقة مهما بلغت أقصى التعذيب شيء، وأن يموت الرب بواسطة الصليب فهذا شيء آخر!
فالرب لم يأتِ ليموت فقط، بل جاء ”ليُصلب“، حيث الموت على الصليب بالذات كان عملاً أساسيًّا معلوماً مسبقاً منذ الدهور، كشف عنه الأنبياء: «ثقبوا يديَّ ورجليَّ»
(مز 22: 16)،
«فينظرون إليَّ الذي طعنوه وينوحون عليه كنائح على وحيد له»
(زك 12: 10)؛
بل إن المسيح نفسه سبق وأعلن عن سر الصليب الذي سيجوزه هكذا: «وابن الإنسان يُسلَّم إلى رؤساء الكهنة والكتبة، فيحكمون عليه بالموت ويسلِّمونه إلى الأمم، لكي يهزأوا به ويجلدوه ويصلبوه وفي اليوم الثالث يقوم»
(مت 20: 19،18).


إذن، فالله صمَّم ونفَّذ أن يكون موت ابنه صليباً.

أي أن ”الصليب“ كأداة للموت كان كائناً في ترتيب الله منذ الأزل. وهذا يُضفي على ”الصليب“ رهبة وقوة وأصالة إلهية فائقة.
ولكن لماذا تحدَّد أن يكون الصليب خشبة؟
هنا نصير في مواجهة أمام أعمق مفهوم لاهوتي للصليب!!
فالرب قصد أن يتحمَّل لا ”الموت“ فقط بل ”الموت في حالة لعنة“ تكميلاً للقصاص المنصوص عليه في الناموس لكل مَنْ يتعدَّى ناموس الله!! والذي جاء فيه ذكر الموت تعليقاً، أي صلباً، على خشبة.

نقرأ في سفر التثنية 21: 23،22:
+ «وإذا كان على إنسان خطية حقها الموت فقُتِلَ وعلَّقته ”على خشبة“، فلا تَبـِتْ جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم، لأن المعلَّق ملعون من الله!».
ومن هذا نرى أن المسيح قصد أن يتحمل لا الموت فقط ثمناً للتعدِّي البسيط، بل الموت واللعنة، أي الغضب الكلِّي والحرمان من الله وذلك نيابة عن الإنسان، كل إنسان، كمتعدٍّ عمداً على ناموس الله!

وفي هذا يقول القديس بولس الرسول:
«المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا (عندما عُلِّق على الخشبة)، لأنه مكتوب ملعون كل مَنْ عُلِّق على خشبة»
(غل 3: 13).
ولقد ذاق المسيح المر (مت 27: 34)
على الصليب تعبيراً عميقاً عن مرارة اللعنة.

وهنا يلزمنا أن نفرِّق بين الموت، وبين الموت في حالة لعن.
فالموت كان قصاص خطية، ولكن الموت واللعن هو قصاص تعدٍّ متعمَّد لناموس الله: «لأن جميع الذين هم من أعمال الناموس هم تحت لعنة لأنه مكتوب ملعون كل مَنْ لا يثبت في جميع ما هو مكتوب في كتاب الناموس ليعمل به»
(غل 3: 10).
هنا كلمة: «كل مَنْ لا يثبت في جميع ما هو مكتوب»، تفيد التحرُّر الإرادي من الوصايا والتعدِّي المتعمَّد على ناموس الله.


لذلك فَسِرُّ موت المسيح الإرادي معلَّقاً على خشبة، هو لتكميل قصاص كل تعدٍّ إرادي أو متعمَّد على ناموس الله، بأية صورة وبأية كمية وفي أي زمان ومكان ولأي إنسان!

كذلك فهنا ”التعليق“ كفعل موت، وعلى «الخشبة» بالذات، يدخل في صميم الفعل الكفَّاري لرفع اللعنة عن كل إنسان يؤمن بالمسيح ويتمسَّك بالصليب.
هذا الأمر أدركه بطرس الرسول بوضوح عند قوله: «الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة، لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر»
(1بط 2: 24).

وبهذا المفهوم الواضح يكشف بطرس الرسول بمنتهى الاختصار والكثافة اللاهوتية عن سر غفران خطايانا على خشبة الصليب.
فقبول المسيح اللعنة بارتفاعه على خشبة الصليب كان بمثابة حمل خطايا البشرية في جسده وجميع اللعنة المستحقة بسبب التعدِّيات على ناموس الله.

وبذلك، «بخشبة الصليب»، نكون قد متنا بالفعل ووفَّينا في جسد المسيح كل لعنة التعدِّي على ناموس الله، ونكون قد قبلنا ”الحياة“ المبررة. ولهذا يحق لنا أن نحمل خشبة الصليب ونصرخ بإيمان راسخ:
[السلام للخشبة ”المحيية“]!!
[السلام للصليب]!!

إذن، خشبة الصليب التي كانت عاراً ولعنة، صارت هي نفسها افتخارنا، وليس افتخارنا نحن فقط بل افتخار المسيح!! لأن المسيح لما قَبـِلَ اللعنة عنا محاها لنا إلى الأبد.

إذن، فصليب المسيح في حقيقته هو صليبنا وخشبة اللعنة هي خشبتنا، عليها نموت كل يوم عندما نجوز توبتنا عن خطايانا، ونتبرَّر عندما نستقبل دم المسيح.

انتبهوا يا أحبائي إلى المسيح المصلوب على الخشبة.


انتبهوا جداً لأنه في الحقيقة هو أنا وأنت وكل مَنْ تعدَّى على ناموس الله. فاللعنة أصلاً لعنتنا والموت في الحقيقة هو قصاصنا. ولكنه جاز هذا كله عنا لأنه أحبنا ومات، مات من أجلنا، ثم سلَّمنا الصليب ”خشبة اللعنة“ كقوة نموت بها معه كل يوم عن خطايانا. وإذ نشرب دمه نتبرَّأ من اللعنة، فنحيا!!

كذلك فالخطية لم تَعُدْ إزاء خشبة الصليب قادرة بعد على أن تُحدر إلى الجحيم كالأول، فقد دانها المسيح في جسده على الخشبة، وأبطل سلطانها بموته، كما قال بولس الرسول: «دان الخطية في الجسد»
(رو 8: 3).
ولكن ليس جسدنا نحن بل جسده هو، لذلك نأكل جسده فننجو من الدينونة.

السلام للصليب الذي عليه دفع المسيح ثمن كل خطايانا ...
السلام للخشبة المحيية التي بها زالت اللعنة وقبلنا الحياة الأبدية.
المصالحة مع الصليب:
إذن، جيد لنا جداً أن نمجد الصليب وإشارة الصليب، فهو محور كل طقس وبداية ونهاية كل تقديس، سر القوَّة المندفقة في كل سر، والنعمة الحالة على كل نفس.
ولكن الأرثوذكسي لا يعوزه عظة عن تمجيد الصليب، فهو يعيش هذا التمجيد منذ أن يدخل جرن المعمودية حتى تستودعه الكنيسة إلى مقره الأخير. فإشارة الصليب ترافقنا من المهد إلى اللحد، وفي كل قداس ينضح النور على وجهنا من كثرة رشم الصليب.
الذي يعوزنا حقاً بالنسبة للصليب هو أن نتصالح معه، فبالرغم من فرحنا الشديد به إذا قُدِّم لنا كهدية على هيئة ذهب أو فضة أو خشب منقوش أو سن فيل جميل، إلا أنه لا يوجد إلا القليل جداً مَنْ يحتمل الصليب أو يَرْضَى إذا قُدِّم إليه كصليب حقيقي من الآلام! كما رَضِيَ به المسيح واحتمله بسرور!!
لا يمكن أن نتصالح مع الصليب إلا إذا كان لنا «فكر المسيح»: «فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضاً، الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خُلسة أن يكون معادلاً لله، لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبدٍ صائراً في شبه الناس.
وإذ وُجِدَ في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب»
(في 2: 5-8).
«وضع نفسه»، «وأطاع حتى الموت، موت الصليب».

فإن كان لنا فكر المسيح هكذا نكون فعلاً في مصالحة مع الصليب: «وضع نفسه فأطاع حتى الصليب».

حينما نحاول أن نعيش حسب وصايا المسيح، قبل أن يكون لنا «فكر المسيح»
(1كو 2: 16)
من جهة المصالحة مع الصليب وطاعة المسير في الدرب المؤدي إليه، نخفق بشدة، ويتزيَّف لنا التعليم المسيحي كله، فنصير معلمين كذبة ومتعلِّمين لأكاذيب.

لأن معرفة الإنجيل ووصايا يسوع لإنسان ليس له «فكر المسيح» من جهة الصليب، تصبح كلها معرفة للافتخار والمجد والدينونة.
أما الذي له «فكر المسيح»، وقد وضع ذاته فعلاً وأطاع مصمماً على المسير في درب الصليب حتى إلى الموت، فلمثل هذا تصير معرفة الإنجيل لا لدينونة آخرين، ولا لتمجيد الذات أو الافتخار بالمعرفة، ولكن لقيادة الآخرين إلى «فكر المسيح» عينه وللمصالحة مع الصليب.
الأب متى المسكين
(1) عن كتاب: ”مع المسيح في آلامه حتى الصليب“، الطبعة السادسة: 2000، من صفحة 240-245. وذلك بمناسبة عيد الصليب المقدس 17 توت.


لماذا الصليب وكيف نتصالح

لماذا الصليب وكيف نتصالح
لماذا الصليب وكيف نتصالح





glh`h hgwgdf ,;dt kjwhgp lui







التوقيع

آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 11-08-2015 في 06:03 AM.
رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين