القديس أبوفانا - منتدى ام السمائيين و الارضيين
الرئيسية التسجيل مكتبي
Image
البحث الأعضاء الرسائل الخاصة


منتدى ام السمائيين والارضيين


   
العودة   منتدى ام السمائيين و الارضيين > منتدىالبطاركه والمطارنه والاباء الرهبان > قسم راهب فاضل قديس
 
قسم راهب فاضل قديس يشمل سير حياه ومعجزات سائر الاباء الرهبان القديسين الذين تنيحوا فى المسيح بعد ان عاشوا حياه الرهبنه بكل امانه سالكين طريقهم حتى نالوا اكاليل البتوليه والطهارة

إضافة رد
   
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 12-16-2013, 08:55 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية اربسيما
 

 

 
نة القديس أبوفانا






القديس أبوفانا

القديس أبوفانا

25 أمشيــر المبارك

ولد القديس فى ممفيس سنه 355 ميلادية من أبوين تقيين وبارين، وكانا غنيين فى النعمة والثروة فكانا يمتلكان أموالا كثيرة. وقد نشأ فى بيت شريف وأسرة تقية، فنشأ فى حياة القداسة وصلابة الإيمان ودفء الحياة المسيحية، مما كان له أعظم الأثر فى حياته المبكرة. فمنذ طفولته استقى الكتب المقدسة وتعاليم الكنيسة. تعلم القديس حياة الصلاة والصوم والعطف على الفقراء فقد كان والداه يصنعان صدقات كثيرة، فأحب الرب ووصاياه منذ طفولته، ولما بلغ سن الشباب لم يكن مثل أقرانه فى القرية، إذ كان يقضى وقته فى الصلاة والتسبيح وعاش حياة الطهارة وأحبها، وكان بالحقيقة إناءً نقياً مقدساً لسكنى الروح القدس فيه، وكان طويل القامة هادئ الوجه وكانت نعمة الله حالة عليه، وكان كل من يراه يحس بالراحة فى نفسه ويدخل السلام إلى قلبه، وكان يوماً بعد يوم ينمو فى النعمة والقامة وتتزايد أشواقه بمحبة شديدة لطريق الرهبنة.
سطعت أنوار الكاملين فى الصعيد، فقد ازدهرت الحياة الرهبانية
وتزايدت جماعات الرهبان والمتوحدين. وكان القديس أبو فانا فى سن الشباب فاشتاق أن يسلك هذا الطريق الروحاني، وكان عليه أن يتردد على سكان المغاير والشيوخ ويتعلم منهم طريق الكمال، ويرتشف من رحيق حياتهم النسكية ويتدرب على محبة الوحدة. وكان كلما مرت الأيام يزداد إصرارا وعزماً فى أن يقتدي بهؤلاء النساك، ويقتنى الكنز المخفي. فكان يدرب ذاته أن يقتنى كل فضيلة يسمع عنها أو يراها فيمن كان يزورهم من الآباء، وفى حياة جادة كان يجاهد فى الفضائل ويجهد ذاته فى عبادات شاقة، فتدرب على حياة السهر والصلاة وعلى تعب الجسد والنسك فى الأصوام وحفظ المزامير، وكان فى وقت راحته يعمل بيديه فى ضفر الخوص وصنع الليف وكان يبيعه ويشترى بثمنه ما يحتاجه من ضرورات المعيشة ثم يتصدق بالباقى على المحتاجين الذين كانوا يقصدونه لسد أعوازهم. وكان يغيث المتضايقين ويحمل الملابس لمن يحتاج إليها ويطعم كل جائع ويداوم على زيارة المرضى، وافتقاد المحبوسين فى السجون ويسرع لكى يسد احتياجاتهم.
تزايدت أشواق أبو فانا لحياة الوحدة والانفراد فى البرية بعيداً عن ضجيج العالم وأهوائه، وبعد أن كان قد تردد لسنوات كثيرة يتعلم ويتدرب على يد ساكنى الجبل من الرهبان والمتوحدين ويتتلمذ على يد الشيوخ والمرشدين، وقد نمى الغرس الحسن واشتد عوده، وحان الزمان أن ينقل حياته من وسط الناس إلى الأرض الخصبة ليأتى بثمر أكثر، فعزم على أن يترك مسكنه. فوزع ما كان يمتلكه وقصد الجبل ليحيا وسط هؤلاء النساك ليشاركهم فى حياتهم الخشنة عزوفاً عن كل تعزية أو صداقة بشرية، لكنهم مملؤون من التعزيات الروحية والفرح السمائى والسلام الذى يفوق كل عقل، فقد أحب حياتهم ووضع فى قلبه أن يتشبه بجهادهم وزهدهم، وسرعان ما أحضر الميراث الوفير لعائلته المرموقة من ممفيس ووزعه على الفقراء حينما ترك ممفيس إلى هيرموبوليس.
فى سنوات شبابه لم يكن القديس يمتلك شيئاً لنفسه إذ قد تدرب على حياة التقشف والزهد. وبعد أن وزع أمواله على الفقراء كان عظماء تلك الجهات القريبة يأتون إليه وهم يخضعون له فى مهابة عظيمة، وجاء إليه كثيرون وقدموا له أموالاً كثيرة أما هو فلم يأخذها منهم، ولكن حينما ألحوا عليه أن يقوم بتوزيعها على الفقراء وكان يسير فى المدن والقرى وقد تطول فترة تجواله إلى عشرة أيام. وهذه كان يقضيها القديس فى صوم انقطاعى دون طعام أو شراب.
بعد فترة وجد مغارة مظلمة لا يدخلها نور النهار فى الجبل الغربى خارج قرية أبو صير

ففرح بها إذ كانت هى ضالته المنشودة. لم يكن الماء متوفراً فى المكان، وكان الرهبان يقطعون مسافات طويلة ليحصلوا على الماء من بعض الآبار المتناثرة، وعندما سكن القديس أبو فانا المغارة أنبع الله ينبوع ماء عذب عند مدخل المغارة. فامتلأت نفسه عزاءً بسبب تلك العناية الإلهية وهذه العلامة التى صارت من السماء والتى اطمأنت لها نفسه فى أن الله يريد له أن يقيم فى هذا المكان. فسكن القديس هذه المغارة كل سنوات جهاده.
فى الوحدة المقدسة بالمغارة انفرد القديس أبو فانا وكان يبلغ من العمر22عاماً، فسلك طريق الجهاد الروحى الذى كان قد تدرب عليه قبل أن يجئ إلى الجبل. فأضنك جسده بالصوم الكثير، ولم يذق طعاماً مطهياً قط. وكان يصوم يومين يومين فى الشتاء، وفى الصيف كان يتناول القليل من الخبز والماء والبلح الجاف عشية كل يوم، وكان يصوم الأربعين المقدسة طياً بأكملها عدا الثلاثة أيام الأخيرة فكان يأكل فيها شيئاً يسيراً. وذات مرة سأله تلميذه افرآم عن سبب إفطاره الثلاثة أيام. فأجاب القديس باتضاع عظيم إن السيد المسيح صام أربعين يوماً ولم يكن فى حاجة إلى الصوم، هؤلاء الذين صاموا أربعين يوماً كانوا قديسين كاملين، لكن من أنا المسكين حتى أتساوى مع الذين اختارهم المخلص موسى وإيليا، وأنا يا ابني إنسان ضعيف. وهكذا كان القديس أبو فانا يحب الاتضاع ويكره الافتخار ويهرب من الكبرياء.
كان قانونه ثلاثمائة ميطانية أثناء الليل ومثلها فى النهار، وأحب حياة السهر فكان يقضى الليل كله فى الصلاة وإذا ما غلبه نعاس النوم كان يرقد على الأرض الخشنة. ولم يكف القديس عن تزايده فى التعب حتى إنه كان دائم الوقوف على رجليه حتى تورمت رجلاه من كثرة الوقوف، ولصق جلده بعظمه من شدة النسك وصار مثل خشبة محروقة، ومع ذلك لم يخفف من كثرة أتعابه. وظل مداوماً على الجهاد والنسك حتى صار جسده محنياً ومقوس الظهر، ولم يعد يمكنه أن يرقد ممدداً جسده على الأرض. فكان كلما غلبه النعاس ينام وهو يستند متكئاً بصدره على جدار مقام له خصيصاً بنى له لهذا الغرض. فكان ينام فى غير راحة، إذ كان يغمض عينيه ويميل برأسه مستنداً على الحائط. وظلت هذه طريقة نومه، وهكذا قضى ثمانية عشر سنة حتى يوم نياحته، وبسبب هذا العيب الجسدى ربما يكون سمى القديس بالنخلة بسبب تقوس ظهره من النسك الشديد الذى كان يمارسه فى حياته.
لم تمر سوى سنوات قليلة حتى استضاءت جموع كثيرة من تعاليمه وتكاثر أولاده جداً. وعندما اجتمع حوله المئات من الرهبان ابتدأ ينظم لهم حياة جهادهم فى الصوم والصلاة وشغل اليدين، وكان لا يفتر عن تعليمهم وإرشادهم وتشجيعهم على تلك الحياة، ويدربهم على سكنى القلاية ومحبة الوحدة والصلوات الكثيرة. وكان كلما وجد منهم من يتقدم فى النعمة يلبسه إسكيم الرهبنة المقدس، فألبس كثيرين منهم هذا الاسكيم، وكان تلميذه افرآم يلازمه دائماً. وقد امتلأ الجبل فى زمانه بالرهبان القديسين. أما القديس أبو فانا فكان يطوف على قلالى الرهبان الذين يسكنون الجبل يقدم لهم أعمال المحبة بأى شئ يحتاجونه أو يطلبونه، خادماً للجميع فى محبة وتواضع.
فى عشية الآحاد كان القديس يجلس بين أولاده يرشدهم بتعاليمه وعظاته عن محبة الله وحفظ وصاياه، وكان يحثهم على الجهاد فى الطريق الروحى، ويدربهم على الوصايا والجهاد ليشتد عودهم وكانوا يسمعون تعاليمه بفرح. وكان الشيوخ الساكنون فى مغارات أخرى بالجبل يأتون إليه ليسمعوا منه كلمة المنفعة.
ذات مرة سأله بعض الشيوخ أن يسمعوا منه كلمة لبنيان نفوسهم فأجابهم القديس: "يا آبائى القديسين إن سيدنا يسوع المسيح تمجد اسمه لم يترك شيئاً من التعليم إلا وقد أوضحه لنا فى إنجيله المقدس، وقد أوصانا أن نحبه فوق كل شئ إذ قال إن الذى يحب نفسه يبغضها ويهلكها فى هذا العالم، أى أنه يبغض كل ما يشتهيه جسده أو ما تحبه نفسه من محبة الذات، وإن كل من يبغض نفسه فى هذا العالم الزائل فإنه يحييها إلى حياة أبدية.

لأن ترك اللذات المظلمة والزهد فى سائر الأشياء هو حياة، ومن أتعب جسده وأماتها فى مرضاة الله هو قوت يحي الروح وهو يأخذ نعمة من الله، إذ أمرنا بالمحبة الروحية لأن فى هذا كمال الناموس والأنبياء، ولتكن صلواتنا رائحة طيبة كما قال داود النبى فى المزمور ليكن رفع يدى كقربان المساء، واجعل لفمى حافظاً وعلى شفتى ستراً حصيناً.
فيكون الإنسان فمه دائم التسبيح، ولا نكون مثل الأشرار الذين يسمعون كلام الله لكنهم لا يحفظونه أو يسلكون فيه. فمضى من عنده الشيوخ منتفعين بكلامه وإرشاده وانتعشت روحهم إذ وجد بينهم قديس كهذا يرشدهم ويصلى عنهم.
قيل عن القديس أبو فانا أن الآباء الأخوة كانوا يفرحون عند سماعهم كلام القديس وكان عندهم أحلى من العسل، وينصح زائريه بالاستنارة بتعاليم الشيوخ.
سأل الأخوة القديس ذات مرة عن فائدة نسكه وأتعابه الأولى الكثيرة، فأجابهم إن الجهاد فى بداية الطريق والذى يكون بنشاط وبغير ملل أو فتور من كثرة التعب فى الصوم والصلاة وخدمة المساكين وحياة العفة والطهارة هى أشبه بالخمير الذى يخمر العجين كله، لأنها هى الأساس الذى يبنى عليه حياة الراهب. وحينما سمع الأخوة هذا الكلام مضوا وهم فرحين وممتلئين بالتعزية فى نفوسهم.

كان القديس يحث أولاده على أعمال المحبة ويقول لهم يجب علينا أن نعمل الحسنات فى الخفاء، لأن التظاهر بها يفقدها أجرها، وإن عملناها فى الخفاء نصنع لنا أصدقاء روحانيين وهم يكملون عملنا. وذات مرة سأل الشيوخ افرآم تلميذ القديس عن سبب تحول أبو فانا من خدمة توزيع الصدقات إلى حياة النسك، فأجابهم القديس باستطاعته الآن وهو فى حياة النسك والجهاد أن يطلب بركة الرب لهذا الجيل كله عن طريق يديه المرفوعتين فى الصلاة.
ومن وصاياه للرهبان على قهر الشهوات أنه قال لهم حينما سأل التلاميذ السيد المسيح لماذا لم نقدر نحن أن نخرج الشيطان الردئ؟ أجابهم إن هذا الجنس لا يخرج إلا بالصلاة والصوم.

فعلينا أن نكثر من الصلاة والصوم، وسأل الأخوة أبو فانا قائلين يا أبانا إنه عندنا قوم يكثرون الصلاة وهم لا يقدرون على إخراج الشياطين. فأجابهم القديس هؤلاء لم يقدروا على إخراج الشياطين لأنهم لم يقهروا بعد جميع الشهوات الجسدية والنجاسات الشيطانية ولم يغلبوا الذات. لذلك يا أولادى علينا أن نتقدم نحن الرهبان فى حفظ قوانيننا ووصايانا، وإن الراهب إذا نزل العالم لقضاء أمر يجعل نفسه غريباً عن هذا العالم فلا يتأمل فى شئ ولا يشتهى منه شئ، ولا يتهاون أو يحل قانون صلاته أو صومه حتى لا يجد العدو الشرير سبيلاً يمسكه به، فتعزى الرهبان بهذا الكلام ومضوا منتفعين بكلامه.

وتحدث القديس عن الطريق إلى الله فقال إن الله خلق آدم ليس فيه شئ من الفساد وكان يحيا مع امرأته فى الفردوس كأولاد الله نيراً بسيطاً مثل طفل برئ، فكان يأكل من أشجار الجنة وكان يملأه نور الحياة إذ كان يسير فى طاعة الله ولم يدخل فى قلبه خوف أو ألم وكانت بتوليته سبباً لحياته الأبدية وحينما عرف الشر وكسر الوصية الإلهية بعد أن غلبته الحية وقويت عليه وصار يعرف الخير والشر وانجذب إلى شهوته، وفقد طهارته وهربت منه روح طفولته البريئة، فإن رجع إلى طهارته الأولى فإن روح الله يحل فيه والرب يعيده إلى ملكوته، لأن الذين يسعون إلى الطهارة ويثبتون فيها يصلون إلى المكان الذى سمى مدينة الأبكار لأنهم لم يتنجسوا بأهواء الجسد لأنهم حفظوا طهارتهم.

وفى تعليمه عن الصلاة قال: "إن الصلاة التى تخرج من العقل فقط تولد الكبرياء." ومن تعليمه لأولاده قال: "إن سيدنا قال لنا تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم.

إذن فالراحة فى التواضع، كن متواضعاً لأخيك من كل قلبك ويكون باطنك كما هو فى الظاهر. وكان يقول إن الذى ترضاه لنفسك هو الذى ترضاه لأخيك والذى تحبه لنفسك حبه لأخيك أيضاً."
كان قساً يلازم أبينا أبو فانا ليقدس عنده ويتناول من يده الأسرار الإلهية المقدسة، جاء إليه وهو باك وجع القلب. وعندما فرغ من صلاة التقديس وجلس مع الأخوة قال له القس: "يا أبانا إن القحط قد وقع بكثرة وتتضور الناس فى الشوارع من كثرة الجوع." فصلى القديس أبو فانا حتى يرحم الله خليقته وينقذها من المجاعة. فأرسل الرب إليه الملاك ميخائيل، ولما رآه جزع منه فقال له الملاك: "يا فانا، يا فانا، يا فانا، لا تجزع ولا يخف قلبك فإن الرب أرسلنى إليك." فأجاب
أبوفانا الملاك: "ها أنا ذا." فقال له الملاك: "انطلق إلى مدينة أسيوط وعل سائر أهلها فإن الرب يعرف كيف يعول سائر العالم ويدبر أمر خليقته." فقال أبو فانا: "من أين لى أنا المسكين الحقير ما يقوم بأهل المدينة وأنا لا أقدر أن أعول رجل واحد خاصة فى هذه الأيام المجدبة والقحط، اغفر لى يا سيدى." فقال له الملاك: "لا تقدر أن تعول نفساً واحدة ولا نفسك أيضاً، لكن الله يعول خليقته حتى ولو كانت كرمل البحر وهو سمح بالمجاعة لتأديبهم ولمنفعتهم." وحينما دخل القديس إلى المدينة ورفع يديه بالصلاة انقشعت ظلمة المجاعة عنها.

ذات مرة حضرت جماعة لزيارة القديس ولم يكن عنده خبزاً يقدمه لهم كعادته حينما يحضر إليه زائريه، وكان تلميذه افرآم قلقاً. وبينما كان يفكر فى نفسه دعاه القديس وطلب منه أن يدخل إلى داخل المغارة ويحضر ما فيها من الخبز ويقدمه أمام الزائرين. ووجد افرآم هناك خمسة أرغفة فقط فأحضرها وقدمها للزائرين وكان عددهم كثيراً جداً، فأكل الجميع وشبعوا وفضل عنهم رغيفاً كاملاً صحيحاً وبعض الفتات.
وقد وهبه الله نعمة شفاء المرضى. وكان له سلطان على الأرواح الشريرة فكان يطردهم ويشفى الذين كانت متسلطة عليهم.
ذات مرة بعد أن عاد افرآم من التجول فى الجبل لنسكياته الروحية وخلوته فى الجبل شاهد على باب مغارة القديس قساً كان واقفاً يتألم من مرض فى رأسه وقد تورمت هامته تورماً عظيماً وكان يصرخ من شدة الألم ولم يستطع أحد أن يتحدث معه، وعندما رأى تألم القس تأثر فى نفسه وأشفق عليه. وكان القس متعلقاً بباب المغارة إذ كان يبصر من شقوق الباب نوراً يملأ المغارة والقديس فى داخلها. ودخل افرآم المغارة وتقدم إلى القديس يخبره بأمر القس فخرج إليه أبو فانا ورفع يديه بالصليب ورشمه بزيت وصلى عليه فشفى فى الحال. وعندئذ التفت إليه أبو فانا وخاطبه قائلاً: "ها أنت قد شفيت من كثرة أتعابك فلا تعد تخطئ لئلا يصيبك أشر." فمضى من عنده القس معافى صحيح وكان يمجد الله الذى استجاب طلبة قديسه أبو فانا.
فى مرة كان الجبل يزدحم بالزائرين الذين يريدون نوال بركة القديس أبو فانا وطالبين صلاته عنهم، وكان منهم رجل مصطحباً ابنه الصبى، وبينما كان الصبى يصعد على الجبل زلت قدمه وتدحرج من فوق الجبل إلى أسفل سفحه فمات. لكن أباه لم ينزعج بل كان له ثقة فى القديس أبو فانا فحمل ابنه وأرقده أمام باب المغارة التى يسكنها القديس. وبينما كان القديس خارجاً من مغارته ليبارك الزائرين، إذ به يرى الصبى مطروحاً ميتاً أمام مغارته ليبارك الزائرين، فلما رأى الصبى مطروحاً ميتاً أمام مغارته، فرفع عينيه إلى السماء فى صلاة حارة ورفع يده ورشم الصبى بعلامة الصليب المقدس ودعاه أن يقوم. فإذ بالصبى تتحرك ويداه ورجلاه. فدعاه القديس أن يذهب إلى أبيه ففى الحال قام الصبى وذهب إلى أبيه، فتعجب الجميع من هذه المعجزة، أما والد الصبى فكان مبتهجاً وفرحاً بسلامة ابنه، وعاد الجميع إلى بيوتهم وهم يمجدون الله الذى تعظم بقوته فى قديسه أبو فانا.
حدث أن تاجراً كان يتجول كعادته، وكان معه ألف دينار وابتدأت الشمس فى المغيب فدخل إلى قرية بالقرب من الجبل. ووجد هناك قساً كان يسكن فيها، فآوى إليه التاجر وهو مطمئن النفس. وقد شاهد القس الذهب الذى مع التاجر، فدخل الشيطان فى نفسه وأوقع فى قلبه الطمع. فقام وأعد مائدة وقدم خمراً فأكل التاجر وشرب خمراً كثيراً حتى تثقل عقله بالخمر وغلبه نوم ثقيل. وكان الشر قد تملك فى قلب القس فقام بغدر عليه وقتله وأخذ ما معه من ذهب، وحمل جثة التاجر فى أثناء الليل إلى الجبل وطرحه أمام باب مغارة أحد الأخوة الرهبان. وحينما استيقظ الأخوة وخرجوا من قلاليهم كعادتهم كل صباح لحضور الصلاة فى الكنيسة وجدوا القتيل مطروحاً أمام الباب فقرعوا باب المغارة، وحينما خرج الأخ من المغارة سألوه عن أمر القتيل فأجابهم أنه لا يعلم شيئاً عن هذا الأمر. فذهب الأخوة إلى القديس أبو فانا وأعلموه أن قتيلاً وجد فى الجبل مطروحاً أمام باب مغارة أحد الأخوة. فأجابهم القديس قائلاً: "اذهبوا إلى الميت واسألوه من الذى قتلك؟!" فعاد الأخوة ومعهم القديس ووقفوا أمام جسد الميت وسألوه: "من الذى قتلك؟!" فقام الميت جالساً وتكلم معهم وأخبرهم أن الذى قتله هو القس، وأوصاهم أن يأخذوا منه الذهب ويرسلوه إلى أولاده وحدد لهم مكان إقامتهم. فقام الأخوة وأرسلوا إلى القس وأخذوا منه الذهب الذى سرقه من التاجر وأسلموا القس إلى الحاكم. أما القديس فتقدم وقال للرجل الميت اضطجع بسلام إلى يوم الدينونة. فرقد الرجل فى الحال، وأرسل أبو فانا إلى أولاده رسالة يعزيهم فيها عن أبيهم.
ذات مرة فكر تلميذه افرآم إذ نظر كثرة التعب والنسك الذى يمارسه القديس قائلاً فى نفسه: "ماذا ينتفع هذا الأب من وراء هذه الأتعاب المضنية والشقاء الكثير، وبعد أن أهلك جسده حتى صار كالميت؟!" وعرف القديس بالروح ما يدور فى نفس تلميذه، وما يجول بخاطره من أفكار. فأراد أن ينقذه من تلك الهواجس والشكوك التى تقلقه، فناداه القديس وطلب منه أن يحضر ثلاثة أحجار صغيرة من الجبل ثم قال له القها فى حوض الماء الذى عند باب المغارة حتى يعيد الرب معجزة فأس الحديد التى حدثت مع اليشع النبىمع أحد هذه الحجارة فإذ بإحدى هذه الحجارة الثلاثة التى ألقاها تلميذه تعوم طافية فوق الماء. وبعدما عمل افرآم ما أمره به القديس دعاه وسأله: "كم تعبت يا ابنى وأنت تلقى الحجارة فى الماء؟!" فأجابه التلميذ: "إنه تعب قليل وزهيد يا أبى." فأجابه القديس على الفور: "يا ابنى إننى أخبرك أنه حتى ولو كان تعبك زهيداً بهذا المقدار فإن الله سوف يجازيك عنه من أجل طاعتك، فتيقن التلميذ أن القديس قد عرف ما كان يدور بفكره فخر عند قدميه وسأله أن يغفر له.
كما أعطى الرب للقديس روح النبوة إذ فى يوم 19 يناير سنة 395م دعا القديس أبو فانا تلميذه افرآم وقال له: "إن الملك ثيئودوسيوس قد تنيح اليوم، فأثبت التلميذ التاريخ عنده. وعندما توجه إلى المدينة ليبيع شغل اليد ويحضر بعض الاحتياجات، أخذ يستقصى عن الخبر فعلم أن الملك فعلاً قد مات فى نفس ذلك التاريخ الذى سمعه من القديس. فتعجب أن معلمه قد علم بالروح وهو فى قلايته عن موت الملك.
وأخيراً بعد سنوات مملوءة بالجهاد، وحياة مزدهرة بالثمر المتكاثر، تزايدت شدة المرض على الجسد الضعيف حتى أصبح ملازماً للفراش. لقد جذب القديس أبو فانا الكثيرين بشبكته الروحانية، فأتوا إليه يحيون قداسته وطريقه.
وفى صباح يوم السبت الموافق 25 أمشير، وقبل أن يشرق نور الشمس أتاه المسيح يدعوه ليختم جهاده وينقله من هذا العالم، فوقف قائماً ودعا أولاده وأخبرهم بأن المسيح يدعوه إليه. وأعلن لهم أن الله أراد أن يريحه. وأشار بإقامة القداس الإلهى. وبسرعة تطايرت الأخبار وانتشرت فى الجبل وهرعت جماعات الرهبان مسرعين إلى مغارة القديس حتى اجتمع حوله جماعة كبيرة من الرهبان والشيوخ، وبعد صلاة القداس تقرب القديس من الأسرار المقدسة، وبالرغم من ضعفه وشيخوخته كان واقفاً على قدميه ولم يجلس قط، وودعه الرهبان وتقدم حوله أولاده الذين كان يرشدهم وتباركوا منه. وفى تواضع طلب منهم القديس أبو فانا أن يباركوا هم عليه، وودعوه ببكاء وتباركوا منه. وبعد أن رفع القديس قلبه فى صلاته الأخيرة أمال رأسه إلى جانب المكان الذى كان ينام فيه واسلم روحه بيد الرب القدوس لتصعد وسط جوقة من الملائكة وأرواح القديسين. وللوقت فاحت من جسده المقدس رائحة طيب زكيه ملأت المكان، فقام الأخوة وكفنوه بأكفان غالية من الكتان الثمين ودفنوا جسده الكريم بإكرام عظيم، وكان الجميع يأتون إلى مكانه وأظهر الرب من جسده الطاهر آيات كثيرة وعظيمة.



عن كتاب: "سيرة القديس أبو فانا وتاريخ ديره ناحية جبل قصر هور" إعداد القمص مكسيموس وصفى وتقديم الأنبا ديمتريوس أسقف ملوى وأنصنا والأشمونين
abba Beni pimand*rit/c القديس أفافينى (أبو فانا) المتوحد. معنى اسم القديسabba Beni نخلة ولفظت بالصعيدى أبو فانا apa Bane وحرفت أحياناً إلى إبى فانى ومنها أتى اللبس فى الاسم فتحورت إلى ابى فانيوس وظن أنه القديس أبيفانيوس (الأنبا ديمتريوس ـ مقدمة الكتاب)

+ القديس أبو فانا عاش فى النصف الثانى من القرن الرابع، فيكون بذلك قد عاصر الأنبا شنودة رئيس المتوحدين وعظماء القديسن والمرشدين الأوائل فى رهبنة الصعيد.
بالقرب من قصر هور فى الأشمونيين
القديس أبوفانا بركة صلواته وطلباته تكون معنا أمين.القديس أبوفانا

القديس أبوفانا
القديس أبوفانا

القديس أبوفانا

القديس أبوفانا







hgr]ds Hf,thkh







التوقيع

آخر تعديل اربسيما يوم 12-16-2013 في 08:59 AM.
رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين