أبللو تلميذ الأنبا صموئيل

12-16-2013, 08:08 AM

عن كتاب روحانية التسبحة حسب طقس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ـ الأنبا متاؤوس

+ أنبا أبللو هو أحد تلاميذ الأنبا صموئيل المتقدمين، وكان نشيطا ومطيعا وكان يساعد أباه فى إداره شئون الدير وإنشاءاته، فعندما شرع الأنبا صموئيل المعترف في بناء كنسية في الدير علي اسم السيدة العذراء مريم كان أنبا أبللو في الريف يعاونه بعض الأخوة الرهبان وكانوا يحملون إلي الدير ما يلزم علي الجمال، ولما سمع أراخنة الأقاليم المجاورة أن القديس أنبا صموئيل شرع في بناء الكنيسة بوادي القلمون كانوا يرسلون مع أنبا أبللو كل ما يلزم لبناء الكنيسة طالبين بأعظم إيمان بركة الكنيسة وصلوات القديس الأنبا صموئيل.
وكان الأنبا صموئيل يحيل إلي ابنه المشاكل العويصة لحلها لثقته في حكمة أبللو وعلمه وإفرازه ومن ذلك أن أحد شيوخ الدير القدامى تضايق من عيشة الدير وأراد مغادرة الدير سرا وحرض تلميذيه علي الخروج معه، واتفق ثلاثتهم علي مغادرة الدير عند منتصف الليل حتى لا يراهم أحد.
حينئذ علم القديس أنبا صموئيل بالروح فقام مسرعا وأخبر أنبا أبللو بالأمر وقال له: "اذهب إلى باب الدير وأجلس هناك حتى إذا خرج الأخوة الثلاثة لا تدعهم يفعلون ذلك بل عظهم من الكتب المقدسة بالكلام اللائق النافع لخلاص نفوسهم."
خرج أنبا أبللو وجلس عند باب الدير متخفيا وفي الموعد المحدد خرج الشيخ فقابله الأنبا أبللو وقال له: "إلى أين تمضي أيها الأخ الحبيب ألا يوجد أحداً من الأخوة تكشف له أفكارك حتى لا تتبع هوي قلبك وحدك وتتلف جميع تعبك بطلب راحة وقتية." وأخذ يعظه من الكتب المقدسة عن النسك والجهاد والاحتمال فضرب له الشيخ الناسك مطانية قائلا له: "اغفر لي يا أبي لأنني أخطأت لتركي المشورة." واستراح قلب الشيخ الناسك من كلام أنبا أبللو، ورجع إلى قلايته بداخل الدير وابتدأ كما كان في عادة نسكه وأكمل جهاده حسنا ممجدا الله وشاكرا قديسيه الأنبا صموئيل والأنبا أبللو.
ولما أراد الأنبا صموئيل في أواخر حياته أن يحيا في الوحدة والسكون جمع أولاده الرهبان، وأتي بالأب أبللو في الوسط وأقامه علي الدير مدبراً علي جميع الأخوة وأعطاه سلطة لكي يصنع كل شئ مثله، وصار أبونا أنبا صموئيل في هدوء عظيم منفردا مثل إيليا النبي حيث كان بجبل الكرمل، لأنه كان غربي الدير واد يدعي "نهر بوار" يبعد عن الدير مقدار ست ساعات سيرا علي الأقدام، نزل إليه أنبا صموئيل وسكن فيه، وكان يصعد إلى الدير دفعة كل ستة أشهر أو كل سنة3.
فقام الأنبا أبللو برعاية الدير والرهبان خير رعاية، وكان أنبا أبللو صاحب دالة مع الله وصلاة قوية مقبولة لدي عرش النعمة، ومن ذلك أنه في إحدى المرات نفذ الخبز من الدير وكان في الدير ضيوف كثيرون، ولا يوجد مكان قريب لإحضار الخبز اللازم، فصلي أنبا أبللو لله قائلاً: "يا اله القديس أنبا صموئيل استجب لي أو أرسل إلينا اليوم بركتك فان نفسي قلقت جدا من أجل الجموع الذين اجتمعوا في هذا الدير، وكما أنك لم تتخل عن أبينا الأنبا صموئيل فلا تتركني أنا أيضا من أجل خطاياي لأن مكتوب أن بركة الرب هي تغنى ولا يكون معها تعب، ولما دخل الخازن إلى المخزن وجد خبزا متوفرا فقدم للأخوة.
وعند نياحة القديس الأنبا صموئيل حضر جميع الرهبان يتقدمهم أنبا أبللو، وكان أنبا أبللو جالسا أمامه وجميع الأخوه ينظرون إليه باكين ولما تنيح الأنبا صموئيل بسلام طلب جميع الأخوه إلى أنبا أبللو قائلين: "نريد أن تتركنا لنقبل وجهه قبل تكفينه." فأجابهم إلى ذلك وقال لهم تقدموا جميعكم وقبلوه كل واحد بطقسه، وهكذا قبلوه جميعهم، وكان أنبا أبللو ممسكا بيده يضعها علي كل واحد فواحد من الأخوة.
وهكذا خلف أنبا أبللو أنبا صموئيل في رئاسة الدير وتدبير شئون الأخوة ولم يعرف بالضبط تاريخ نياحته وانطلاقه إلي المظال الأبدية.

بركة صلاته فلتكن معنا. أمين.

المصدر: منتدى ام السمائيين و الارضيين - من قسم: قسم راهب فاضل قديس

Hfgg, jgld` hgHkfh wl,zdg