تابع دراسة العهد القديم 6 - منتدى ام السمائيين و الارضيين
الرئيسية التسجيل مكتبي
Image
البحث الأعضاء الرسائل الخاصة


منتدى ام السمائيين والارضيين


   
العودة   منتدى ام السمائيين و الارضيين > منتدى الكتاب المقدس > العهد القديم
 
إضافة رد
   
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 08-04-2011, 01:40 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
افتراضي تابع دراسة العهد القديم 6





الخلاصة

اجمع الباحثون في دهاليز الزمن من علماء تاريخ وآثار وجغرافيا وديموغرافيا وجيولوجيا وأحياء قديمه , على أن سورية وخاصة القسم الجنوبي منها الذي يعرف باسم فلسطين , هو المكان الأول الذي خطا فيه الإنسان خطواته ألحضاريه الأولى , وذالك ابتداء من العصر الحجري القديم الذي يمتد من العام 500 ألف ق م إلى العام 14 ألف ق م , اى عصر البلايستوسين من الزمن الجيولوجي الرابع , وهو العصر الذي شهد أعظم نقله حضاريه في تاريخ البشرية , اى الانتقال بالبشرية من ألمرحله ألحيوانيه إلى ألمرحله الانسانيه , وقد قدمت الاستاذه دوروثى جارود براهين من فلسطين تدل على وجود شظايا ومدى حجريه وآلات اشو ليه وليفالوازيه وموستيريه واوريناسيه وسهام عريضة ومخارز ومكاشط ومدى ذات ظهور غير حادة وأسلحه ترجع إلى أواخر العصر الحجري القديم , وكلها أدق صنعا من نظيرتها في غرب أوروبا , وقد أضافت الاستاذه دوروثى إلى هذا , انه حيث وجدت آلات حجريه لا تصلح إلا للكشط فمعنى هذا اشتغال الناس بصيد الحيوانات الكبيرة , وهذا يتطلب تعاونا بين أفراد المجتمع للتعاون في حفر الحفر لاقتناص هذه الحيوانات , كما أضافت أيضا إلى أن تطور صناعة المكاشط والمخارز قد مكن الإنسان من استخدام جلود الحيوانات في الغطاء والكساء , كما أن الشظايا ألمدببه الدقيق الصنع مكنت الإنسان أيضا من استخدام العظام والعاج , كما انه لا بد أن نضيف إلى هذا أن البحث الدقيق في كثير من أنحاء العالم قد اثبت استخدام النار , وهذا ما يشكل ثاني أعظم نقله حضاريه في تاريخ البشرية , اى الانتقال بالبشرية من مرحلة الإنسان الجزء إلى مرحلة الإنسان المجتمع , خاصة وان قامة الإنسان المنتصبة واكتشاف النار والصيد , وقصر الخيشوم عند الإنسان الذي تطور إلى فم والتخفيف من عضلات الفك الأسفل القوية مما جعل حركته سهله , وجعل اللسان والشفاه تتحرك حركات كثيرة التنوع , وكذالك طول عناية الأم بطفلها , وتعاون الرجال في الصيد والحياة والالتفاف حول النار , كل هذا ساهم في نمو اللغة لدى الانسانيه المبكرة , كما أن تبادل العواطف بواسطة أصوات بين الأم وطفلها , وبين الرجل وزوجته , كانت وبلا شك من الخطوات الهامة نحو تطور اللغة من المستوى العاطفي إلى مستوى إعطاء الأسماء للأشياء , وهو ما شكل عامل بالغ الاهميه في التقدم العقلي والذهني , أما الخطوة الكبرى ألتاليه في تطور البشرية وهى الزراعة فقد ظهرت فئ العصر الحجري الحديث الذي يمتد من 8000ق.م إلى عام 4500 ق.م , وقد وجدت الأستاذة دوروثى جارود في كهوف وادي الناطوف في جبل الكرمل أدلة على وجود شعب ترك آلات خاصة بالصيد ولكنه ترك أيضاً آلات صوانيه يمكن أن تثبت في تجويف قطعة عظم، وكانت هذه الآلات الصوانية مشوشرة ولكنها بليت بعد طول الاستعمال، ولا بد أنها كانت تستعمل كمناجل لقطع أعواد الحشائش الغنية بالسيليكا وكانت بعض أيادي المناجل مزينة بنقوش حيوانات محفورة فيها، كما وجدت الدكتورة كينيون (1952-1953) في أريحا محلة للزراع القدماء دون أن تجد فيها فخاراً وأن وجدت تماثيل بديعة لرؤوس، وتعرف الزراعة دون الفخار في أجزاء عديدة من جنوب غرب أسيا، كما وجدت أيضا حجارة رحى , وحفرا في الأرض لخزن الحبوب , وعظام حيوانات , وآلات حجرية لحفظ الطعام في الكهوف , وحفر تستخدم للصيد وحفر صغيرة ذات أرضية وجدران صلصالية محاطة بقطع من الحجارة وأكوام من الرمل تستعمل كمواقد للنار ومطابخ، بالإضافة إلى استعمال الكهوف كمساكن ودور عبادة تحت الأرض , ومساكن من الطين المجفف في الشمس وتماثيل صور نساء حوامل , وحيوانات من العاج والصلصال، ومدافن يدفن فيها الإنسان في وضع يشبه وضع الجنين في رحم أمه، وتوضع معه بعض أدواته وزينته ومخارز وسكين ومسلة لازمه لإعداد الملابس مما يدل على ترسيخ فكرة البعث بعد الموت وعلى أن شعب فلسطين هو أول الشعوب التي عرفت الزراعة واستئناس الحيوان، وترى الدكتورة كينيون أن ما وجدته في أريحا لا يدل فقط على بدء الزراعة بل على الحياة المدنية وبدء ما يعرف في التاريخ باسم نظام الدولة المدينة.
ولكن بعيداً عن العاطفة والتعصب الطائفي والعرقي يجب أن نعترف بأن الحضارة الإنسانية وهي كل ما خلفه الإنسان من أثر على سطح الأرض , يثبت به وجوده ويدل على ذاته , هي من صنع كل البشر , لأن الإنسان لم يستقر في مكان واحد بل كان ينتشر ويهاجر من مكان إلى آخر, كما أنه كان يتبادل المعرفة والخبرة مع غيره فيما وصل إليه من فنون الصناعة والمعرفة وألوان الخبرة والتجربة بوسائل عديدة مثل التقليد والاقتناع والإكراه والقسر و التجارة والارتحال والفتح والغزو، وذلك بالإضافة إلى أن قوانين التطور تعمل على أن يسير الذهن البشري في خطوات متتابعة ومتلاحقة , ولما كان العقل البشري – أساساً واحداً لوحدة النوع البشري المنحدر من أصل واحد في كل مكان، فليس ثمة ما يمنع من الناحية المنطقية أن يصل العقل البشري في إقليم ما إلى نفس النتائج التي وصل إليها العقل في إقليم آخر إذ تساوت الظروف البيئية , وبذلك تكون الحضارة ليست وحيدة النشأة .
وقد استمرت مسيرة فلسطين في صنع الحضارة خلال العصر الحجري النحاسي الذي يمتد من عام 4500 ق.م إلى 3300 ق.م , وهو عصر ظهور الكتابة , والبدء بتدوين التاريخ وظهور الإمبراطوريات في الشرق، في وادي النيل وبلاد الرافدين، وقد تم اكتشاف مواقع أثرية وحضارية في بئر السبع وبين جبال الخليل والبحر الميت والخضيرة على الساحل الفلسطيني , ولكن العامل الحاسم والأكثر أهمية في تاريخ فلسطين كان قدوم الكنعانيون والأموريون من سواحل الخليج العربي إلى سورية في العصر البرونزي القديم الذي يمتد من 3300 ق.م إلى عام 2000 ق.م حيث استقر الكنعانيون في الساحل السوري والأموريون في المناطق الجبلية الداخلية ، وقد قام الكنعانيون والأموريون بتأسيس أكثر من 200 مدينة دفاعية في السواحل والجبال ومنها القدس وأريحا وشكيم وبلاطة وتل الفارعة وبيسان وعسقلان والعفولة وعكا وحيفا والخليل وأسدود ويافا وعاقر وبئر السبع وبيت لحم وغزة ومجدو ورأس الناقورة في فلسطين ، و صور وصيدا وبيروت وبيبلوس في لبنان، واللاذقية وطرطوس وبانياس وأرواد وأوغاريت وحلب وحماه في سوريه ، وجرش وعمان والبتراء في الأردن , وذلك بالإضافة إلى صناعة السفن والصبغة الأرجوانية واكتشاف الأبجدية وتأسيس المدن التجارية على طول سواحل البحر الأبيض المتوسط و منها قرطاجنه (قرطاج) في تونس، وعنابة (هبونه) وسكيكدة (روسيكاد) وجيجل والجزائر (أكسيوم) في الجزائر، وسبته ومليله والعرائش وجبل قلب الفينيقي في المغرب ، وملقا وطرشوش في اسبانيا ومرسيليا في فرنسا وجزيرة صقلية في إيطاليا , وهكذا تحول البحر الأبيض المتوسط إلى بحيرة كنعانية , وأصبح ساحل الشام المدرسة الأولى الذي تعلم الإنسان فيها فن الملاحة , وقد استمر نظام الدولة المدينة هو نظام الحكم السائد في فلسطين حتى عصر البرونز الوسيط الذي يمتد من عام 2000م ق.م إلى عام 1550 ق.م عندما قام الهكسوس وهم كنعانيون (أطلق عليهم المؤرخين اسم الملوك الرعاة) كما أطلق عليهم المصريون اسم (حقاو خاسوت) أي حكام البلاد الأجنبية بتوحيد فلسطين واحتلال مصر عام 1774 ق.م , وقد استمرت سيطرتهم على فلسطين ومصر حتى هزيمتهم في معركة مجدو أمام الجيش المصري بقيادة الفرعون المصري أحمس بن سقنن رع عام 1567 ق.م، كما شهد هذا العصر قدوم إبراهيم وأبن أخيه لوط من مدينة أور الكلدانية في بلاد الرافدين إلى فلسطين عام 1805 ق.م.وبعد معركة مجدو في عصر البرونز المتأخر الذي يمتد من عام 1550 ق.م إلى العام 1200ق.م بدأ الحكم المصري لفلسطين وقد شهد هذا العصر قدوم الموجة الثانية من اليهود من حران " الرها " إلى فلسطين بقيادة يعقوب ، وكان يعقوب قد غادر فلسطين إلى حران "الرها" ليتزوج ابنتي خاله لابان ليئه وراحيل وجاريتيهما زلفا وبلهه , حيث أنجب منهن أبناؤه الأحد عشر في حران، أما ابنه الثاني عشر بنيامين وهو أصغر أبنائه فقد ولدته أمه راحيل أثناء عودتهم من حران إلى فلسطين في مدينة بيت لحم وهم في طريقهم إلى بلدة سعير في منطقة الخليل ليستقروا فيها، لكن يعقوب غادر فلسطين هو وأولاده واحفادة الذي كان عددهم يتراوح من 66 إلى 70 شخص مرة أخرى إلى مصر بسبب القحط عام 1656 ق .م , وقد استمرت إقامتهم في مصر 430عام , لكن التحول الأخطر الذي كان له الأثر الأكبر في تحديد مسار التاريخ في فلسطين حدث في العصر الحديدي الذي يمتد من العام 1200 ق.م إلى العام 330 ق.م ، وهو قدوم شعوب البحر (الفلسطينيون) من كريت و جزر بحر إيجه بعد هزيمتهم أمام الآخيين وتدمير دولتهم في كريت واحتلال عاصمتهم كنوسوس الذي ظلت ميناء كريت الأولى في الفترة بين 2000 ق.م – 1400 ق.م مما اضطر سكان كنوسوس إلى الالتجاء إلى ساحل الأناضول الجنوبي وساحل فلسطين الجنوبي, وساحل مصر الشمالي الشرقي , لكن فرعون مصر رمسيس الثالث هزمهم في معركة بلوزيون وأجبرهم على الاتجاه إلى ساحل فلسطين الجنوبي أيضا . وقد أسس الفلسطينيون في ساحل فلسطين الجنوبي الذي يمتد من يافا في الشمال إلى غزة في الجنوب خمس ممالك هي غزة وأسدود وجت وعقرون وعسقلان بالإضافة إلى اللد وصقلغ , وهى جميعا مدن كنعانية أعاد الفلسطينيون توسيعها وتنظيمها , وبالإضافة إلى ذالك استولى الفلسطينيون على مرج بن عامر والساحل الفلسطيني حتى جبل الكرمل , واندمجوا بالكنعانيين واستعملوا لغتهم وعبدوا ألهتهم بعل وعشتار وداجون وتزوجوا من فتيات كنعانيات ولكنهم أعطوا البلاد اسمهم , كما أعطوا الكنعانيين الكثير من فنون الملاحة التي أضيفت إلى خبراتهم الملاحية مما جعلهم يكونوا اكبر قوة بحرية في البحر الأبيض المتوسط , وقد ساعدهم على ذالك البيئة البحرية وخشب الأرز والشربين والقسطل والصنوبر والسرو واستعمال الحديد في صناعة السفن بدل البرونز مما أدى إلى تطويرها بحيث أصبحت أكثر قوة وسرعة وحمولة, حتى استحقوا عن جدارة لقب حمالين البحار ورواد الكشوف الجغرافية ومؤسسي المستعمرات التجارية , وقد قام سكان قرطاجنه الكنعانيون برحلتين إلى المحيط الاطلسى , الأولى قام بها البحار الكنعاني هيميلكو في عام 500 ق . م وزار فيها أوروبا ووصل إلى ايرلندا , والثانية كانت كما يذكر المؤرخ الجغرافي افينوس في القرن الرابع ق . م وقد قام بها أيضا البحار هيميلكو وكانت إلى المحيط الاطلسى , غير أن أهم رحلة استكشافيه قام بها سكان قرطاجنه كانت رحلة البحار الكنعاني هانو في عام 520 ق . م وكان الهدف منها هو تأسيس المستعمرات الكنعانية التجارية على سواحل غرب أفريقيا , وقد كانت هذه الرحلة مكونه من 3000 بحار رحلوا على طول الساحل الشمالي لأفريقيا واخترقوا مضيق جبل قلب الكنعاني ( جبل طارق ) حتى وصلوا إلى ربو دي أور حيث أسسوا مركزا تجاريا استخدموه فيما بعد كقاعدة خرجوا منها في عديد من الرحلات الاستكشافية نحو الجنوب , فوصلوا إلى نهر السغال والرأس الأخضر ونهر غامبيا , و قد سجلوا ملاحظاتهم عن هذه الرحلة والتي تتضمن على وصف لأهم الظاهرات ألجغرافيه على طول الساحل الشمالي والساحل الغربي لأفريقيا , وعلى وصف للنيران التي تنبعث من داخل الحشائش والقردة الموجودة في تلك المناطق وغيرها من الملاحظات التي تدل على أهمية هذه الرحلة وان كانت في نفس الوقت لا تخلوا من خلط بعض الحقائق بالخيال , هذا وقد ذكر المؤرخ الجغرافي بلينى أن هانو دار حول أفريقيا إلى أن وصل إلى شبه الجزيرة العربية مرورا بما يعرف اليوم باسم رأس الرجاء الصالح , وذالك قبل فاسكو دي جاما بأكثر من ألف عام , وهكذا استمرت قرطاجنه الكنعانية ومستعمراتها الكنعانيات في شمال وغرب أفريقيا تسيطر على السواحل ألشماليه والغربية لأفريقيا والبحر الأبيض المتوسط وجبل قلب الكنعاني (جبل طارق ) والمحيط الاطلسى مئات السنين حتى اضمحلت واندثرت في عام 146 ق . م بعد هزيمتها أمام جيوش روما في معركة زاما , أما الحدث الأكثر خطورة والأكثر تأثير في تحديد مسار التاريخ في عصر الحديد فقد كان قدوم الموجة الثالثة من اليهود إلى فلسطين بقيادة موسى ويشوع بن نون , (يوشع في المصادر العربية ) وهى الموجة الوحيدة التي أخذت طابع الغزو العسكري , وكان اليهود قد ذهبوا إلى مصر مع الهكسوس في منتصف القرن السابع عشر قبل الميلاد ,ولذالك وبعد طرد الهكسوس من مصر , اعتبر المصريون أن كل من جاء مع الهكسوس , أو من كانوا في حمايتهم , أو من تمتعوا بمزايا خاصة في ظلهم خونه , وفرضوا عليهم شروط قاسيه أخذت تزداد قوة بمرور الزمن , وذالك لأسباب منها ما هو ديني يتعلق بالتناقض الايديولوجى بين ديانة التوحيد اليهودية وعبادة الفرعون في مصر , ومنها ما هو اقتصادي يتعلق باستغلال اليهود للمصريين , ومنها ما هو وطني يتعلق بتعاون اليهود مع المستعمرين الهكسوس , وقد وصل الاضطهاد المصري لليهود في مصر إلى أقصى درجاته عندما أمر فرعون مصر القابلتان اليهوديتان " شفرة وفوعه " بقتل كل مولود ذكر تلده امرأة يهودية , وقد جاء تأكيد ذالك في التوراة " وكلم ملك مصر قابلتي العبرانيات اللتين اسم إحداهما شفره واسم الأخرى فوعه , وقال حينما تولدان العبرانيات وتنظرانهن على الكراسي , إذا كان ابنا فاقتلاه , وإذا كان بنتا فتحيا " ولذالك وأمام هذا الاضطهاد لم يكن إمام موسى إلا أن يخرج بقومه من مصر متجها إلى صحراء سيناء في طريقه إلى ارض كنعان , وتصف التوراة خروج اليهود من مصر في سفر الخروج فتقول "فاختار الرب موسى نبيا وقائدا , وناداه قائلا ...انأ الله اله أبيك ...واله إبراهيم ...واله اسحق ويعقوب ...انى قد رأيت مذلة شعبي ...فنزلت لأنقذهم من ايدى المصريين ... وأصعدهم إلى ارض جيده وواسعة ... إلى ارض تفيض لبنا وعسلا ... إلى مكان الكنعانيين ... فالآن هلم لأرسلك إلى فرعون ... وتخرج شعبي بني إسرائيل من مصر" وهكذا خرج اليهود من مصر بقيادة موسى واتجهوا إلى سيناء في طريقهم إلى ارض كنعان عام 1225 ق.م لكن سوء أفعالهم , وارتدادهم عن عبادة الله إلى عبادة العجل ساقتهم إلى مصيرهم المحتوم في التيه في صحراء سيناء لمدة أربعين عاما , وبعد ذالك وفى ظل جيل يهودي جديد أكثر قوة وشجاعة واستقامة وصل اليهود إلى مدين في جنوب سيناء , وواصلوا سيرهم إلى مدينة بئر السبع , ولكنهم ارتدوا عنها بسبب قوة مقاومة أهلها الكنعانيين إلى شرق الأردن حتى وصلوا إلى جبل هور قرب مدينة البتراء , وهناك مات موسى ودفن , وتولى قيادة اليهود من بعده يشوع بن نون احتلال أريحا وإقامة الدولة :
بعد موت موسى واصل اليهود سيرهم بقيادة يشوع بن نون في اتجاه الشمال بمحاذاة الضفة الشرقية لنهر الأردن حتى وصلوا إلى ضفة النهر التي تواجه مدينة أريحا , فعبروا النهر إلى المدينة في عام 1190 ق . م , وهنا يظهر بكل وضوح التلفيق الاسطورى للتاريخ , والقراءة الانتقائية المغرضة للنصوص التوراتية في وصف دخول المدينة , التلفيق الاسطورى الذي لا يأخذ من التاريخ إلا ما يبرر الحرب , والقراءة لانتقائية المغرضة التي لا تأخذ من التوراة إلا ما يبرر الذبح , رغم وجود نصوص تاريخية وتوراتية مختلفة , فقد قال المؤرخ الأب ديفو وهو عالم مسيحي حريص على تاريخية العهد القديم , في كتابة " التاريخ القديم لإسرائيل إن قصة الاستيلاء على مدينة أريحا قصة مختلقة من أساسها , لان علم الآثار اثبت أن مدينة أريحا دمرت في القرن الرابع عشر قبل الميلاد , كما أن نصوص التوراة تختلف في وصف دخول اليهود إلى أريحا , فسفر القضاة يصف دخول اليهود إلى المدينة بأنه كان تسلل بلا قتال , أو بقتال بدون مجابهة كبيره مع المدن الكنعانية التي كانت لها عربات قوية بالنسبة إلى القبائل اليهودية التي كانت كل واحدة منها تعمل لحسابها الخاص , وقد سجلت " ترنيمة انتصار " دبورة " في الإصحاح الخامس من سفر القضاة ذالك عندما قالت " فأحبوا الغريب لأنكم كنتم غرباء في ارض مصر " ( سفر التثنية ,الإصحاح العاشر, الايه 19 ) وفى سفر الخروج , الإصحاح 12 , الايه 49 "تكون شريعة واحدة لمولود الأرض وللنزيل النازل بينكم " وهذا ما يتناقض مع ما جاء في سفر يشوع الذي يصف الدخول إلى ارض كنعان بأنه غزو اتحدت فيه القبائل جميعا في دولة واحدة وأنهم ذبحوا كل من قابلوه في طريقهم كما جاء في الإصحاح السادس الايه 21 "وقتلوا كل من في المدينة من رجل وامرأة , من طفل وشيخ , حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف " لكن وبعيدا عن التفسير الاسطورى للتاريخ , والقراءة الانتقائية المغرضة للتوراة , دخل اليهود بقيادة يشوع إلى مدينة أريحا في عام 1190 ق . م , وغزوا عاى قرب مدينة رام الله , وحاولوا احتلال القدس والانتشار في المناطق ألجبليه ألمجاوره , ولكن مقاومة سكان تلك المناطق من القبائل الكنعانية والاموريه من جهة , وقلة عدد اليهود الذين لم يكن يتجاوز عددهم الستة آلاف شخص من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال من جهة أخرى حالت دون تحقيق مشروعهم في التوسع والانتشار .

عصر القضاة:
بعد يشوع الذي استمر حكمه خمسة عشر عاما تولى الحكم في أريحا زعماء عرفوا باسم القضاة وعرف عصرهم بعصر القضاة , وقد امتد حكمهم الذي استمر مائة وخمسون عاما إلى المرتفعات الجبلية ألمحيطه بالقدس والسهول ألشماليه في فلسطين , ولكنهم أخفقوا في إصلاح قومهم وساد عصرهم الفوضى والخلافات والنكبات والفساد والانحلال الاخلاقى والديني والقتال الجزئي بين القبائل التي تدافع عن الاراضى التي استولت عليها , ولذالك وأمام تردى الأوضاع طلب اليهود من النبي صموئيل آخر قضاة بني إسرائيل أن يولى عليهم ملكا يحاربون تحت رايته,
عصر الملوك
اختار صموئيل شاؤول بن قيس (طالوت في المصادر العربية ) ملكا على اليهود , ولكنهم اعترضوا وقالوا إن شاؤول لم يؤتى سعة من المال , فقال لهم صموئيل , إن الله قد اختاره عليكم ملكا وزاده بسطة في العلم والجسم , فوافق اليهود , وقام صموئيل بمسح رأس شاؤول بزيت الزيتون كعادة ملوك الكنعانيين ونصبه ملكا على بني إسرائيل في عام 1025 ق . م , وعندما حاول شاؤول أن يتقدم نحو الشمال باتجاه بيسان تصدى له أهلها الجرجاشيون الكنعانيون وهزموه في معركة جبل جلبوع عام 1004 ق . م , وقتلوا أبنائه الثلاثة إمامه وجرحوه هو نفسه , مما أدى إلى إصابته بمرض نفسي انتحر على أثره , وخلف شاؤول اكبر أبنائه يوناثان الذي اشترك معه في معركة جبل جلبوع , ولكنه قتل في نفس العام في إحدى المعارك مع الكنعانيين , فتوج صموئيل داوود بن يسى زوج ميخال ابنة شاؤول ملكا على إسرائيل , ويعتبر داوود الذي ولد في بيت لحم واشترك في معركة جبل جلبوع وقتل جالوت بالمقلاع وهو فتى , المؤسس الحقيقي لدوله متعددة الجنسية على جزء كبير من المناطق ألمرتفعه من فلسطين بلغت مساحته حوالي 20 ألف كم2 , كما يعتبر المؤسس الحقيقي لجيش متعدد ألجنسيه أيضا يتكون من العبرانيين والكنعانيين والفلسطينيين والكريتيين والمؤابيين والحثيين والمصريين , استطاع بواسطته أن يحتل مدينة القدس بقيادة القائد الفلسطيني ايتائى غات عام 995 ق . م , وقد ساعده على ذالك أيضا المؤابيين والحثيين لان جدته لأبيه روث مؤابيه وزوجته أم ولده سليمان حثيه , ولكن ورغم أن عهد داوود كان عهد حروب إلا انه يعتبر من أزهى عهود فلسطين , فقد نقل العاصمة من الخليل إلى القدس وبني فيها معبدا وضع فيه تابوت العهد مؤكدا بذالك توحيد القبائل الإسرائيلية الاثنتى عشر , وعقد معاهدتي صداقه مع مدينتي صور وصيدا , واجبر دمشق على دفع الخراج , ولكنه اخفق في السيطرة على السهول وخصوصا السهل الساحلي الفلسطيني الذي لم يلامسه إلا من خلال فتحه صغيره بالقرب من مدينة يافا ,
وبعد موت داوود في عام 965 ق م ورث سليمان بن داوود الذي ولد في القدس من أم حثيه مقام أبيه الروحي والزمني , لكن عهده لم يكن مثل عهد والده عهد حروب بل كان عهد سلام وازدهار , وتزوج من ابنة فرعون مصر ,وبني الهيكل الذي يحمل اسمه في القدس ,وسيطر على البحر الأحمر وطافت أساطيله ألتجاريه في كل جهاته ,وجمع بين تجارتي الهند والهندستان واليمن , بالإضافة إلى إلزامه القبائل العربية المتنقلة في براري كلده بدفع الجزية له .

الانقسام والسقوط: 923 ق . م – 586 ق . م
بعد موت سليمان في عام 923 ق . م اجتمعت القبائل الاسرائيليه الاثنتى عشر في شكيم ( نابلس ) لمبايعة ابنه رحبعام , ولكن عشرة من هذه القبائل رفضت مبايعته لأنه رفض أن يعطيها وعدا بتخفيض الضرائب , وأعلنوا الانفصال وانتخبوا أخوه يربعام ملكا عليهم ,وأطلقوا على مملكتهم اسم مملكة إسرائيل وعاصمتها شكيم , أما قبيلتا يهوذا وبنيامين فقد حافظتا على ولائهما لرحبعام ,وكونتا تحت حكمه مملكة يهوذا وعاصمتها القدس , وقد عانت هاتان المملكتان المتعاديتان في كثير من الأحيان من الفساد الداخلي والانحلال الاخلاقى والضعف السياسي والعسكري وثورات الكنعانيين وعداء الدول الكنعانية المجاورة .

مملكة إسرائيل: 923 ق . م – 721 ق . م
استمرت هذه المملكة التي أطلقت عليها دائرة المعارف ألبريطانيه ألمملكه ألذيليه حوالي قرنين من الزمان من عام 923 ق . م إلى عام 721 ق . م , ولكن ورغم أنها كانت اكبر مساحة وأكثر سكانا من مملكة يهوذا ألجنوبيه إلا أنها كانت اقل منها أهمية من الناحية ألدينيه لأنه لم يكن لها مركزا دينيا مثل القدس , ولذالك حاول يربعام أن يعوض هذا النقص بان يوجد مثل هذا المركز, وخاصة بعد أن منعت مملكة يهوذا ألجنوبيه حجاج مملكة إسرائيل ألشماليه من دخول القدس , وتصف التوراة محاولة يربعام هذه فتقول" وحصن يربعام ملك ألشماليه مدينة شكيم " نابلس " في جبل " افرايم " وأقام فيها ...وبعد ألمشاوره سك الملك عجلي ذهب وقال للشعب ... إن ذهابكم لاورشاليم للعبادة يعرضكم لمشقه عظيمه , فها هي الهتك يا إسرائيل التي أخرجتك من مصر " وهكذا غضب الرب على بني إسرائيل لأنهم ارتكبوا المعاصي ولذالك تقول التوراة أيضا " وارتكب بنو اسراائيل في الخفاء المعاصي في حق الرب إلههم ...فقال لهم الرب ...ارجعوا عن طرقكم الاثيمه ...وأطيعوا وصاياي ...لكنهم أصموا أذانهم " وهنا تصف التوراة غضب الرب على يربعام والإسرائيليين فتقول " لم يعدل الإسرائيليون عن ارتكاب جميع خطايا يربعام بل أمعنوا في اقترافها .. . فنفى الرب إسرائيل من حضرته ...فسبى الإسرائيليون إلى أشور " وهكذا تؤكد التوراة أن خطايا يربعام والإسرائيليون من بعده ساقتهم إلى مصيرهم المحتوم وزوال دولتهم بعد حوالي قرنين من الزمان , وقد كان من ابرز ملوك هذه ألمملكه عمري (885 ق م – 874 ق . م ) الذي بني مدينة السامرا واتخذها عاصمة له ,وآخاب ( 874 ق . م- 852 ق . م ) الذي سمح لزوجته الاميره الكنعانية( ايزابل ) ابنة ملك صيدا وصور بفرض عبادة الإله الكنعاني بعل , مما أدى إلى قيام ثوره ضده بقيادة الضابط ( ياهو) الذي أطاح به وأعاد عبادة (يهوه) , ويربعام الثاني ( 875 ق . م- 745 ق . م ) وهو الثالث من سلالة ( ياهو ) الذي توسع شمالا على حساب الآراميين , لكن ذلك لم يستمر طويلاً فقط غزاه الدمشقيون مملكة إسرائيل واستعادوا كل الأراضي الواقعة شرق نهر الأردن وشمال نهر اليرموك, كما أن ظهور الملك الأشوري تجلات بلسر الثالث (745 ق.م – 727ق.م) قد أدى إلى الحد من توسع مملكة إسرائيل شمالاً على حساب الآراميين, كما قام خليفته شلمنصر الخامس ومن بعده سرجون الثاني بتأديب يشوع آخر ملوك إسرائيل والقضاء على دولته عام 721ق.م ونقل سكانها إلى حران والخابور وكردستان وفارس حيت اندمجوا بأهالي تلك البلاد وأحل محلهم جماعات من الآراميين.
فلسطين تحت الحكم الفارسي : 539 ق . م – 332 ق . م
بعد سقوط ألدوله البابلية الكلدانيه أمام التحالف الفارسي - اليهودي بقيادة الإمبراطور الفارسي قورش الثاني عام 539 ق . م , دخلت فلسطين تحت السيطرة الفارسية , وسمح الإمبراطور قورش لليهود تحت تأثير زوجته اليهودية استر ( هدسه ) بالعودة إلى فلسطين وإعادة بناء الهيكل في القدس , لكن معظم اليهود رفضوا العودة , ولم يرجع إلا عدد قليل من اليهود المتشددين الذين رفضوا الاندماج , وقد قدر المؤرخون عددهم بحوالي 42 ألف , وقد قام هؤلاء بإعادة بناء الهيكل في القدس عام 515 ق . م , كما أنهم تمتعوا بنوع من الحكم الذاتي الادارى المحدود في منطقة القدس في مساحه لا يتجاوز نصف قطرها عشرين كيلومتر في اى اتجاه تحت السيادة الفارسية.

بني إسرائيل ومملكة اليونان :
بعد وفاة نحميا والي اليهودية لم يتم تعيين والي بعده وأصبح الجد العظيم يمارس الأمور الدينية والسياسية معاًُ من قبل والي الشام إذ أصبحت اليهودية جزءاً من ولاية الشام ولكن وظيفة الكاهن العظيم تولاها البعض بالحيلة والمكر وسفك الدماء وساءت حالة الشعب .
وأثناء هذه الظروف جاء الإسكندر الأكبر من مقدونية في اليونان بجيش عظيم واكتسح في طريقه كل العالم القديم حتى وصل إلي " سيليا " سنـة ( 333 ) ق.م وفيها هزم ملك فارس داريوس ، واستدار إلى سوريا واليهودية لينـتـقم من اليهود لأنهم ساعدوا أعدائه أثناء الحرب بحكم ولائهم لوالي الشام ، ولما سمع يدوع الحبر العظيم بقدوم الإسكندر دعا الشعب ليتحدوا معه في تقديم الذبائح والصلوات لله لينقذهم، فأوحى الله ليدوع في الحلم أن يرحل لابساً الملابس الحبرية ومعه الكهنة بالملابس الكهنوتية ويلاقي الإسكندر، ففعلوا هكذا وتبعهم جمع كبير وعليهم الملابس البيضاء حتى وصلوا إلى رابية يقال لها صفا ولما تقدم الإسكندر ورأى اليهود ارتعب ونزل إلى رجل الله وسلم عليه باحترام ديني ولما سأله أحد رفاقه عن سبب ذلك قال أن هذا السجود ليس لهذا الكاهن بل لإلهه شكراً على رؤيا شاهدتها وأنا في مقدونية فيها رأيت هذا الكاهن بعينه لابساً هذه الملابس نفسها ووعدني أن يهـبني سلطنة بلاد فارس. وقيل أن الإسكندر ذهب بعد ذلك إلى أورشليم وقدم ذبائح لله في الهيكل وحينئذ أراه الحبر يدوع نبوات دانيال عن دمار السلطنة الفارسية على يد ملك يوناني كما جاء في سفر دانيال
( ص 39:2 ) ، ( ص 2:8 ، 5 ، 7 ،20 ،21 ) ، ( ص 2:10 ) .
فلما اطلع الإسكندر على هذه النبوات اشتدت عزائمه وسعى خلف جيوش داريوس الفارسي حتى تحقـقت له الغلبة الكاملة. وقد استجاب الإسكندر لطلبة يدوع الكاهن العظيم بالترخيص لليهود بممارسة طقوسهم الدينية وعـفاهم من دفع الخراج سنة كل سبع سنين. وعندما فتح مصر وبنى الإسكندرية أحضر إليها عدداً كبيراً من اليهود ليعمروها وأعطاهم هبات وحقوقاً مثل اليونانيين .
وفي سنــــة ( 323 ) ق.م توفي الإسكندر وانقسمت مملكته المتسعة إلى أربعة أقسام وزعتبين قواده :
?أ- حكم مقدونية كاساندر
?ب- حكم آسيا الصغري أنتيجونس
ج?- حكم السلوقيون سوريا
د?- حكم البطالمة مصر
وتنازعت المملكتان الأخيرتان على اخضاع اليهود .

مملكة البطالمة :
حكم ملوكها إقليم مصر وأولهم بطليموس لاجوس وبعد فترة عندما نسي اليهود في مصر اللغة العبرانية سعوا في ترجمة الكتب المقدسة إلى اللغة اليونانية التي تعلموها في مصر وتم إحضار سبعين شيخاً من اليهود - أشهرهم سمعان الشيخ - قاموا بترجمة الكتب المقدسة وهي الترجمة التي تعرف بالترجمة السبعينية وذلك في عهد بطليموس فلادلفيوس سنـة ( 280 ) ق.م ، وصارت هذه الترجمة هي المستعملة في كل مجامع اليهود خارج اليهودية وهي التي مهدت أفكار الناس لفهم العهد القديم ونبواته عن مجئ المخلص .

مملكة السلوقيـين :
تولى حكمها ثمانية ملوك متتاليين أولهم سلوقوس نيكانور سنـة (312) ق.م وآخرهم أنطيوخس أبيفانس سنـة (175) ق.م الذي ضايق اليهود ومنعهم عن ممارسة عبادتهم ومنع الذبيحة اليومية في الهيكل ودنس الهيكل بذبح خنزير داخله ووضع تمثالاً للإله جوبتر داخل الهيكل وتصدى المكابيون لمقاومته ، ويحكي سفر دانيال عن هذا الرجل كثيراً ويصف ما قام به علي أنه معصية الخراب كما ذكر في الأصحاح ( 8 ) .



jhfu ]vhsm hgui] hgr]dl 6







رد مع اقتباس
قديم 08-05-2011, 10:52 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
 
افتراضي




شكرا نيتا ربنا يزيدك فى النعمه







رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين