الغضب .....للقديس كاسيانوس الرومى - منتدى ام السمائيين و الارضيين
الرئيسية التسجيل مكتبي
Image
البحث الأعضاء الرسائل الخاصة


منتدى ام السمائيين والارضيين


   
العودة   منتدى ام السمائيين و الارضيين > منتدى العظات المسيحيه > قسم العظات المكتوبه
 
قسم العظات المكتوبه يشمل كل العظات الروحيه المسيحيه المكتوبه

إضافة رد
   
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 08-15-2012, 01:38 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مشرف
 
الصورة الرمزية بنت مارمينا
 

 

 
6001 الغضب .....للقديس كاسيانوس الرومى





" الغضب"
للقديس كاسيانوس الرومي




الغضب .....للقديس كاسيانوس الرومى



رابعُ حربٍ هي حربنا ضد هوى الغضب، ويجب علينا أن نقطع، بمعونة الله، سيلَ هذا السمّ القاتل في قلوبنا. إنّ الغضب الكامن في القلب يُعمي بالاضطرابات المظلمة عيونَنا، ولا نعود قادرين على تمييز مصلحتنا وخيرنا، ولا نمتلك معرفةً روحية، ولا تكتمل لدينا أية فكرةٍ صالحة، ولا نكون مشاركي الحياة يقية، ولا يكون ذهننا قابلاً لرؤية النور الإلهي. فإنّ الكتاب المقدس يقول: "اضطربتْ عيناي من الغضب"، ولن نصير مشاركي الحكمة الإلهية ولو كان يظن بنا الجميع أننا فلاسفة عظام؛ فإنه مكتوب: "في أحضان الجهّال يتربّع الغضب"، ولن نكون عقلاء نميز الأفكار الخلاصية، وإن اعتبرَنا الناسُ أعقلَ البشر. فقد كُتب: "الغضب يضيّع الحكماء". ولا يمكننا أن نحكم بالعدل كما كتب: "لأنّ غضب الإنسان لا يجلب عدالة الله". ولا نقدر أن نقتني الوداعة والاتزان اللذين يرغب بهما كلّ الناس، لأنّ الغضوب غير متزنٍ وغير وديع. فكلّ من يشتهي الكمال ويريد أن يجاهد حسناً عليه أن يتغرّب عن الغضب، وليسمعْ ما يوصينا به الإناء المختار لحمل اسم المسيح: "أزيلوا من بينكم كلّ شراسةٍ وغضبٍ وصخبٍ وشتيمةٍ وكلّ ما كان سوءاً"، هنا بكلمة (كلّ) لا يترك لنا الرسول أية حجةٍ في غضبٍ ضروريٍّ أو بغضبٍ مبرَّرٍ أو مقبول. فإن كان أحدٌ، مثلاً، يريد أن يؤدّب أو يصلح أخاه أو أن يعاقبه عندما يخطئ، عليه أن يقوم بذلك وهو هادئٌ غير مضطرب. وإلا فإنه وهو يحاول إصلاح آخر يمرضُ هو ذاته. ويحكم عليه قولُ الإنجيل: "يا طبيب اشفِ نفسكَ". وأيضاً سيسمع القول الآخر: "أيها المرائي، أخرج الخشبة من عينكَ أولاً، وبعدئذٍ تبصر فتخرج القذى من عين أخيك"، لأنه، وإن كان السبب هو الإصلاح فإنّ الغضب يعمي أعين النفس ويمنعها من رؤية شمس العدل. كمثل رجلٍ غطى عينه، ولو بقطعةٍ ذهبيةٍ غالية أو رصاصية بسيطة، في كلتا الحالتين، يفقد قدرته على النظر؛ ولا تفيد قيمة الذهب ولا تعيد له نظره ولا تعيق عماه؛ هكذا مهما تكن علّة الغضب صالحة أم شريرة، مبرّرة أم مذمومة، عندما تُشعل نارهُ فينا تفقدنا على الفور نظرنا الروحي السليم.

يمكن أن يكون الغضب مفيداً في حالةٍ وحيدةٍ وأن يعمل ويخدم غايته الأصلية، وذلك عندما نغضب ونثور على أفكار الشهوة الرديئة وعلى كلّ خطيئة. لهذا يعلمنا النبي قائلاً: "اغضبوا ولا تخطئوا"، أي اغضبوا على أهوائكم وعلى أفكاركم الشريرة لئلا تخطئوا متمّمين ما توحي به إليكم هذه الأفكار. وهذا ما يقصده عندما يتابع ويقول: "والذي تقولونه في قلوبكم تندّموا عليه في مضاجعكم"؛ أي عندما تراودكم أفكارٌ سيئة وتطردونها، فإنكم تحصلون عندها في هدوءٍ وسلام نفسيين كما وكأنكم في مضجعِ راحةٍ، تندمون بتوبةٍ وخشوع. يتوافق قول بولس الرسول مع ما سبق: "لا تغربُ الشمس على غيظكم ولا تعطوا مكاناً لإبليس"؛ أي لا تحزنوا يسوع المسيح، شمس العدل، بتجاوبكم مع الأفكار السيئة فيغيب عن قلوبكم ويأتي الشيطان فيجد له فيها مسكناً بعد رحيل المسيح منها. وعن هذه الشمس، شمس العدل، يقول الربّ على فم ملاخيا النبي: "ولكم أيها المتقّون اسمي تشرق شمس العدل والشفاء في أجنحتها..."؛ فإن فهمنا الكلام السابق كلّه بدقةٍ عرفنا أنه لا يسمح لنا أن نبقى مغتاظين ولا حتى الغروب.

فالأسلوب يقي لشفائنا من الغضب ولاقتناء السلام الداخلي فينا لا يكمن بالواقع في طول أناة الآخرين معنا، ولكن في وداعتنا نحن وطيبتنا تجاه الآخرين. عندما نلجأ إلى الوحدة والعزلة في البرية هاربين من الجهاد الروحي، عندها كلّ أهوائنا غير المشفية تبقى مخفية داخلنا ولا تكون قد زالت. لأنّ الانعزال والبعد لكلّ من لم يتخلّص من أهوائه يعملان على تغطية تلك الأهواء ويحافظان عليها، ولا يسمحان لهم بالتمييز لا بل، إنّ الحياة في البرية والعزلة تفرض بشكلٍ تجعل هؤلاء يتخيلون أنهم بدؤوا يمتلكون فضائلَ، وتقنعهم أنهم قد نجحوا في اقتناء الوداعة وطول الأناة والتواضع، طالما لا يوجد أحدٌ يثير أهواءهم أو يدخلهم في تجربة. لكن عندما تصدف وتظهر علةٌ ما للغضب تثيرهم على الفور فتظهر أهواؤهم المخزونة والكامنة، مثل حصانٍ دون زمام، تقفز من حيث كانت نائمة، وقد زادتها الوحدةُ الطويلة والانكماش حماوةً وحدّة، وبعنفٍ وقساوةٍ أكبر، ترمي فارسها إلى الهاوية. حتى وإن كان لدينا صبرٌ قليل حين كنّا مع الإخوة، هذا أيضاً، نفقده بالوحدة بسبب الكسل الحاصل عن العزلة. مثلها مثلُ الحيات السامة البرية المعشعشة في أوكارها، عندما يقترب منها أحدٌ تُظهر وحشيتها؛ كذلك الذين ينعزلون ليس بسبب فضيلتهم ولكن تفضيلاً للانعزال، هؤلاء يسكبون سمومهم عندما يقبضون على أحدٍ أثار هناك غضبهم.

يجب أيضاً على الذين يجدّون في طلب الوداعة الكاملة ألا يغتاظوا، قدر استطاعتهم، ولا حتى ضد الحيوانات ولا المادة الجامدة. فإني أتذكر عندما كنتُ في البرية اغتظتُ من قصبةٍ لم تعجبني ثخانتها، ومرةً أخرى من خشبةٍ لم أستطع كسرها. أيضاً غضبت مرةً عندما حاولت أن أقدحَ حجرين ولم أستطع أن أخرج منهما شعلةً بسرعة. لقد ازداد غضبي لمقدارٍ صار يثور من المواد الجامدة.

للشفاء من هوى الغضب كلياً يجب أن نؤمن أنه علينا ألا نغضب بسببٍ أو من غير سبب. لأنه إذا أظلمَ الغضبُ ذهنَنا لن نعودَ نميّز ّ من الباطل، ولن تعود نفسنا قادرة أن تصير هيكلاً ومسكناً للروح القدس، لكن سيمتلكنا هوى الغضب ويسيطر علينا. إضافةً لكلّ ذلك، يجب أن نضع نصب أعيننا دائماً ساعة الموت المجهولة لكي نتحفّظ من هوى الغضب. ولنعرف أيضاً أنه لا العفة ولا الزهد بالعالم المادي، لا الصوم ولا السهر أيضاً لن يفيدنا في ساعة الدينونة إذا وُجدنا هناك مدانين بالغضب ود والغيظ
الغضب .....للقديس كاسيانوس الرومى





hgyqf >>>>>ggr]ds ;hsdhk,s hgv,ln







آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 01-17-2013 في 08:06 AM.
رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين