الاستشهاد المسيحى ومجد الشهداء - منتدى ام السمائيين و الارضيين
الرئيسية التسجيل مكتبي
Image
البحث الأعضاء الرسائل الخاصة


منتدى ام السمائيين والارضيين


   
العودة   منتدى ام السمائيين و الارضيين > منتدى علم وتاريخ الكنيسه > قسم تاريخ الكنيسه الارسوزكسيه
 
إضافة رد
   
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 06-05-2012, 07:31 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية اربسيما
 

 

 
109 الاستشهاد المسيحى ومجد الشهداء





الاستشهاد المسيحى ومجد الشهداء

الاستشهاد المسيحى ومجد الشهداء


بقلم المتنيح الأنبا ياكوبوس
أسقف الزقازيق ومنيا القمح



مقـدمــة

قصة الاستشهاد فى تاريخ الكنيسة المبكر ، هى قصة المسيحية المبكرة وانتشارها عبر الزمان وفى كل مكان حية مضيئة الطريق ، طريق الملكوت بنور الايمان الحقيقى الذى وهبه الرب لنا لا عن استحقاق بل بحبه الفائق الذى تجلى على الصليب ، إذ قدم ذاته ذبيحة كفارية عن العالم ، لكى يهب الخلاص والحياة الأبدية لكل الذين يؤمنون به ويريدون أن يحيوا حياة القداسة الحقيقية سائرين على طريق الملكوت فى جهاد مستمر طول الحياة . أعمالهم مضيئة أمام عيوننا وثمار فضائلهم نتذوقها ، فنذوق طعم الأبدية .
لهم الأكاليل المعدة فى السماء ، أكاليل الاستشهاد وأكاليل الغلبة والعفة والخدمة ، وأكاليل البذل والعطاء والشهادة للمسيح الذى أحبنا وبذل ذاته لأجلنا لكى يحضرنا قديسين وبلا لوم قدامه فى المحبة .
إن الاستشهاد المسيحى بنتائجه هو برهان عملى على صحة قول السيد المسيح له المجد : " إن لم تقع حبة الحنطة فى الأرض وتمت فهى تبقى وحدها . ولكن إن ماتت تأتى بثمر كثير . " (يو12: 24) ..
ويقول القديس يوستينوس الشهيد : [ها أنت تستطيع أن ترى بوضوح أنه حينما تقطع رؤوسنا ونُصلب ، ونلقى للوحوش المفترسة ، ونقيد بالسلاسل ، ونلقى فى النار ، وكل أنواع التعذيب، أننا لا نترك إيماننا . بل بقدر ما نعاقب بهذه الضيقات ، بقدرما ينضم مسيحيون أكثر إلى الايمان باسم يسوع المسيح .
إن الكرام يقطع أغصان الكرمة التى تحمل ثماراً ، حتى تنمو أغصان أخرى . وهذا يصيرها أكثر حيوية وأكثر اثماراً . وهذا ما يحدث معنا . فالكرمة التى غرست بواسطة الله مخلصنا يسوع المسيح هو شعبه ] .
لقد آمن كثيرون بسبب آلام الشهداء وموتهم ، بما صاحب استشهادهم من معجزات ، وما أظهروه من ثبات واحتمال وصبروليس من المبالغة فى شئ إن قلنا أن الايمان المسيحى انتشر فى العالم كله باستشهاد القديسين ، أكثر مما انتشر بوعظ المبشرين وتعليمهم ... فدماء الشهداء روت بذار الإيمان فنما الايمان وأتى بثمار كثيرة لحساب ملكوت الله .
لقد كسب المؤمنون المسيحيون الأوائل نفوساً كثيرة . ونالوا هذا الكسب بموتهم أكثر مما نالوه بحياتهم أو معجزاتهم ...والشهداء قدموا برهاناً عملياً على صدق تعاليم المسيحية وفضائلها ...وكما تختبر المعادن بالنار ، كذلك تختبر الفضائل بالآلام والضيقات ... وكانت الاضطهادات العنيفة التى قاستها المسيحية ، برهاناً على أصالة فضائلها .
لقد أثبت الاستشهاد أصالة الفضائل التى علمت بها المسيحية ، متجسدة فى أشخاص المعترفين والشهداء ، الذى لم تقوى آلامهم المبرحة على تحويلهم عن الفضيلة وسموها فى شتى صورها ...
ويقول يوسابيوس المؤرخ الكنسى الذى عاش وسط الاضطهادات بخصوص عفة وطهارة العذارى والنساء : [ لم يكن النساء أقل من الرجال بسالة فى الدفاع عن تعاليم الكلمة الإلهية ،إذ اشتركن فى النضال مع الرجال.ونلن معهم نصيباً متساوياً من الأكاليل من أجل الفضيلة . وعندما كانوا يجروهن لأغراض دنسة ، كن يفضلن تسليم حياتهن للموت عن تسليم أجسادهن للنجاسة ] !! .
والسؤال الذى يطرح أمامنا ، ما الذى دفع المسيحيين لاحتمال أهوال العذابات التى تصيب الانسان بالهلع لمجرد سماعها ؟! .
الاجابة على هذا السؤال الذى يبدو غريباً على أذهاننا وعلى مفهومناما يلى:
[1] قدمت المسيحية مفهوماً جديداً للألم ...
لم يعد الألم أمراً يتعلق بالجسد ، لكن غدا له مفهوم روحى يرتبط بالحب – محبة المسيح !! ونحن نرى الحب فى شخص المسيح يسعى نحو الألم ليستخلص من براثنه من اقتنصهم ، ويحرر من سلطانه من أذلهم ...
لقد تغيرت مذاقة الألم ، وأصبح صليب الألم شعار المجد والغلبة والنصرة ، بل الواسطة إليها ...
فى المسيحية ننظر إلى الصليب على أنه علامة الحب الذى غلب الموت وقهر الهاوية ، واستهان بالخزى والعار والألم !! .
لقد أصبح احتمال الألم من أجل المسيح هبة روحية ... " لأنه قد وُهب لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا به فقط بل أيضاً أن تتألموا لأجله ." (فى1: 29) .
وهكذا تبدلت صورة الألم ومذاقته فارتفع إلى مستوى الهبة الروحية !!. وأصبح شركة مع الرب فى آلامه :
" ان كنا نتألم معه لكى نتمجد أيضاً معه " (رو8: 17) ... " لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهاً بموته . " (فى3: 10)
وإذا كانت المسيحية هى الحب ، فالموت فى سبيلها هو قمة الحب والبذل بحسب تعبير اكليمنضس الاسكندرى : [ الاستشهاد ليس مجرد سفك دم ، ولا هو مجرد اعتراف شفهى بالسيد المسيح ، لكنه ممارسة كمال الحب ] .
[2] علمت المسيحية أن الانسان مخلوق سماوى :
السماء بالنسبة للإنسان هى الهدف الأسمى ، والغرض المقدس ،هى كل شئ بالنسبة له ، هى الكنز الحقيقى الذى يطلبه ويقتنيه .
هى وطنه الأصلى ومستقرة النهائى . هى الوجود الدائم مع الله .
فبداية الإنسان يوم خُلق كانت فى السماء ، وسوف تكون فيها نهايته حينما يعود إليها ... ومن هنا أحس الإنسان بغربته فى العالم . هذا العالم الفانى الذى سوف يمضى وشهوته معه .
وجعل كل أشواقه أن يعود إلى وطنه الأول السماء .. وأكدت أسفار العهد الجديد هذه الحقيقة ...
فيذكر معلمنا بولس الرسول فى رسالته إلى العبرانيين قائلاً : " فى الايمان مات هؤلاء أجمعون وهم لم ينالوا المواعيد بل من بعيد نظروها وصدقوها وحيوها وأقروا بأنهم غرباء ونزلاء على الأرض . " (عب11: 23) .
ويكتب إلى أهل كورنثوس ... " فإذا نحن واثقون كل حين وعالمون أننا ونحن مستوطنون فى الجسد فنحن متغربون عن الرب ... فنثق ونسر بالأولى أن نتغرب عن الجسد ونستوطن عند الرب . " (2كو5: 6،8) .
[3] وعلمت المسيحية أن الانسان المؤمن يجب أنتكون أشواقه نحو السماء
ويكتب معلمنا بولس إلى أهل كولوسى مشجعاً إياهم بقوله : " من أجل الرجاء الموضوع لكم فى السموات " (كو1: 5) ...
وفى هذا المعنى يكتب بولس الرسول قائلاً : " فإن سيرتنا فى السموات التى منها أيضاً ننتظر مخلصاً هو الرب يسوع المسيح " (فى3: 20) .
ويقول لأهل كولوسى : " اطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله . اهتموا بما فوق لا بما على الأرض " (1كو3: 1،2) ..
وانطلاقاً من هذا المفهوم أن الانسان مخلوق سمائى ، وأن أباه فى السماء ، فإنه فى صلواته يناجى الله فى السماء ، ويقدم صدقاته عالماً أنه يكنز فى السماء (مت19،20). ويتشفع بالملائكة ، والقديسين الذين انطلقوا إلى السماء ..
بل وأكثر من هذا أن نفسه سوف تزف إلى العرس السمائى .. وبسبب كل هذه الأحاسيس والمفاهيم المقدسة كانت معنويات المعترفين والشهداء عالية جداً فى السجون .
كان غرض الأباطرة والملوك والحكام والوثنيين من سجن المعترفين المسيحيين ، هو تحطيم شجاعتهم واضعاف روحهم المعنوية . لكن على العكس ، كان حبس المعترفين وتعذيبهم سبباً فى اعلاء شجاعتهم .
إنه أمر خارج حدود المنطق ، وفائق لطبيعة البشر المألوفة ، ان الأحزان تنشئ أفراحاً ، والضيقات تولد تعزيات ... لكنها المسيحية بمفاعيل النعمة الإلهية – بعمل الروح القدس فى المؤمنين هى التى تفعل ذلك ... فبعض شهداء قرطاجنة – بعد أن وصفوا أهوال السجن – قالوا : [ إننا لم نخشى ظلام المكان . فلقد أضاء السجن الموحش ضياء روحانى . ولقد كان الإيمان والمحبة كالنهار يفيضان علينا ضوءاً أبيضاً ] ... أما أسباب ذلك فكانت :
1) المعونة الإلهية التى وعد الله بها جميع الذين يضطهدونمنأجلاسمه .
(لو21: 12-19) .
2) التطلع بإيمان إلى المجد العظيم الذى ينتظرهم ، وأن المسيح له المجد
سيمسح كل دمعة من عيونهم (رؤ21: 4) .
3) تعاطف الكنيسة – بكل أعضاءها كجسد واحد – معهم ، سواء بالصلوات
التى ترفع لأجلهم أو العناية بالاهتمامات المادية واحتياجات أسرهم .
4) الرؤى المجيدة التى كانت تعلن لهم ، وأن لها أعظم الأثر فى تشجيعهم .
وأصبح السجن فى نظرهم باباً للسماء !! .
هكذا كان المعترفون فى السجون تفيض نفوسهم سلاماً ... كانوا يتعجلون موعد محاكمتهم – لا احتمالاً للأفراج عنهم ، بل لأنهم بوقفتهم أمام الحكام ، يشعرون أنهم يشاركون الرب يسوع فى وقفة محاكمته أمام بيلاطس البنطى ..
وتتجلى هذه الروح المعنوية العالية ، والشجاعة المسيحية فى الحوار الذى جرى بينهم وبين قضاتهم ...
لم يكن للمتهمين الذين يتمسكون بالايمان المسيحى سوى رد واحد يجيبون به ، ظل يُسمع قرابة ثلاثة قرون فى ساحات القضاء بأنحاء الامبراطورية ...
أما هذا الرد فهو [ أنا مسيحى Christian us Sum ]أما صيحة الشعب الهائج التى كانت تعقب هذا الاعتراف فهو [ الموت للمسيحى ] ..
كان المتهم لا يجيب عن وضعه الاجتماعى فى العالم ، لأن الأمور الأرضية كانت تافهة القيمة فى نظره . حتى لو أراد القاضى أن يعرف ما إذا كان عبداً أو حراً ، وهو موضوع كان على جانب كبير من الأهمية فى تلك الأزمنة ، فإنه ما كان يهتم بالاجابة ... لأن كل فكره كان مركزاً فى الاهتمام بالانطلاق من هذا العالم الحاضر ليفرح بالاكليل المعد له من قبل الرب والميراث الأبدى . لينضم إلى كل الذين سبقوه من الشهداء والقديسين ليحيا معهم حياة التسبيح الدائم فى الفردوس .
إن الشهداء قبلوا الآلام ، لا للآلام فى حد ذاتها ولكن لأنها علامة الشركة الحقيقية التى تربطهم بالسيد المسيح له المجد الذى قبل الآلام لأجلنا ليهبنا الحياة الأبدية .
إن سحابة الشهداء مازالت مضيئة فى الكنيسة إلى يومنا هذا ، وهم يتشفعون أمام المسيح لأجل اخوتهم إلى أن يكمل العبيد رفقائهم .
بين يديك أيها القارئ العزيز كتاب :
" الاستشـهاد المسيـحى ومجـد الشهـداء "
يوضح لك فى سبعة فصول عن المفاهيم الروحية للاستشهاد ، والاضطهادات العشرة التى عبرت على الكنيسة ، ودوافع الاستشهاد ، ووسائل التعذيب المختلفة التى كان يستخدمها الأباطرة الرومان ، والولاة والحكام والتى يجزع لها كل انسان ويتألم كل من يسمع بها . ونماذج من الشهداء الأبطال الذين احتملوا الآلام والتعذيب فى صبر واحتمال يفوقان الوصف مسنودين بالنعمة .
وكلمات الشهداء الآخيرة وأدعيتهم ، والفصل الأخير يتحدث عن تطويب الشهداء .
ليت الرب يستخدم هذا الكتاب بركة لحياتنا لنعرف كم هو عظيم إيماننا المسيحى الذى تسلمناه من الآباء نقياً ، الايمان المسلم مرة من القديسين ، الإيمان الذي روى بالدم الذكى ، دم الشهداء الأبرار .
وكم هى عظيمة ومجيدة كنيستنا القبطية الأرثوذكسية . أم الشهداء جميلة ، أم الشرفاء نبيلة ، عبرت بحر الآلامات حفظت بدمائها الحق قويم .
كنيسة الآباء الرسل ، كنيسة الشهداء والمعترفين ، كنيسة القديسين الذين نحن نسير على دربهم وببركة صلواتهم المرفوعة عنا أمام عرش النعمة .
نطلب من الرب أن يسند كل مسيحى فى جهاده ليكمل مسيرته على طريق الملكوت ، ناظراً الى رئيس الايمان ومكمله الرب يسوع ليفوز بالحياة الأبدية.
بشفاعة القديسة العذراء مريم والدة الإله ، وسائر الملائكة والشهداء والأبرار والقديسين .

وبصلوات صاحب الغبطة والقداسة
البابا شنودة الثالث
الاستشهاد المسيحى ومجد الشهداء الاستشهاد المسيحى ومجد الشهداء

الاستشهاد المسيحى ومجد الشهداء
الاستشهاد المسيحى ومجد الشهداء
لاتقرأ وتذهب بل سجل بالمنتدى لتكون عضوا مشاركا معنـــــــا
الاستشهاد المسيحى ومجد الشهداء الاستشهاد المسيحى ومجد الشهداء






hghsjaih] hglsdpn ,l[] hgai]hx







رد مع اقتباس
قديم 06-06-2012, 03:46 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية بن الملك
 

 

 
افتراضي








يطيب لى أن أرفع عميق شكرى الى الآب السماوى الذى وهب ابنتى نعمة الأستشهاد من أجل اسمة القدوس ، ووهبنا نحن أيضا أن تكون لنا فى الفردوس شهيدة لنا لكىترفع صلواتها من أجلنا نحن المحتاجون الى رحمة الرب يسوع المسيح ،


السلام لك يا أبنتى يامن أتكلتى طوال حياتك على زراع الرب الأمين ،


السلام لك يامن كنت صديقة القديسيين ، فطوبى لك يامن أنكشف لنا موطنك الابدى ،ويامن كنت تلتهبين الية بالشهوة والشوق ، طوبى لك لأنك اقتنيتى أعمالا صالحة للبلد الأبدى وجعلت القديسيين ، كنتى تترنمين دائما بقول المرنم داودالنبى قائلة أنت يارب ستر لى من الضيق تحفظنى ، بترنم النجاة تكتنفنى .


مز32:7


ولقد أعطاك الرب ثقل قلبك وحفظك فى يمينة ووضعك تحت المذبح مع كافة الشهداء .


أبنتى الغالية نسألك أن تذكرينا أمام عرش النعمة لكى يغفر لنا الرب خطايانا ويعيننا الى النفس الأخير ، الى ان القاكى ياأبنتى فى السماء .


والدك يسرى ذكى والأسرة









التوقيع


رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين