عظة عن القيامه

05-17-2012, 01:03 PM

عظة عن القيامه

لقداسة البابا شنوده التالث

القيامه وماذا سنرى فيها

القيامه وماذا سنرى فيها .. فيعلمنا الكتاب المقدس انه مالم تره عين ولم تسمع به اذن ولم يخطر على بال انسان ما أعده الله لمحبى اسمه القدوس ، ولذلك يقول لنا الكتاب المقدس " غير ناظرين الى الأشياء التى ترى بل الى الأشياء التى لا ترى ، لأن الأشياء التى ترى وقتية أما التى لا ترى فأبدية "

قيامة الموتى

فما هو اذن ما لم تره عين ولم تسمع به اذن ولم يخطر على بالانسان ؟!!!

1- أول شئ فى ما لم تره عين: الأبديه :

نحن نقرأ عن الأبديه ونعرف عنها من وعود الله لنا فى الكتاب المقدس ولكننا لم نرى الأبديه ما هى ! وكل ما نعلمه ان هذا العالم الى زوال .. اما الأبديه فلا نعلم عنها شيئا ً

هذه الأبديه اى ما لا نهايه من الزمان هى ما سوف نتمتع به فى القيامه العامه والذى تهمه الأبديه انما يستعد لها بالعمل الصالح وبنشر الخير فى كل مكان ومع كل أحد .. وأيضا ًبالبعد عن مُشتهيات العالم الحاضر وعن المادة ، فالعالم كما يقول الكتاب يبيد وشهوته معه وليس فى العالم شئ باقى .. هو من الأشياء التى ترى .. وكذلك الماده من الأشياء التى ترى

والانسان الروحى الذى يهدف الى حياه ابديه سعيده لا يهتم بأمور العالم ، لا يجعلها تشغل ذهنه ، ولا تشغل قلبه ، ولا تستحوذ على عواطفه

2- الشئ الثانى فى الأمور التى لا ترى : الملائكه

نحن نعلم ان الملائكه يحيطون بنا وأنهم ينقذونا من ضيقات كثيره وانهم يأتون برسائل من السماء للبشر ولكننا لم نرى الملائكه ولعلنا سوف نراهم فى الأبديه ويقينا ً سنراهم هناك

انها متعه من متع الأبديه ان نرى الملائكه ورؤساء الملائكه وكل الجمع غير المُحصى الذى للقوات السمائيه ، وكذلك نرى ارواح الأبرار الذين سبقونا الى السماء

3- ايضا ً من الأشياء التى لا تُرى : الروح

الجسد ظاهر ونراه ولكن الروح لا نراها ، حتى عندما تفارق الروح الجسد لا نراها الى اين هى ذاهبه

والانسان الروحى يهتم بما يخص الروح .. يهتم بغذاء الروح ، ان كان الجسد غذاؤه الطعام فإن الروح غذاؤها محبة الله ، وغذاؤها الفضيلة، وغذاؤها التسبيح والصلاه

هذه هى الروح التى ينبغى ان نعمل لها ولا ينبغى ان نضع كل آمالنا فى هذا الجسد الذى سيأتى وقت نتركه ويتحول الى تراب ولا يذهب معنا الى السماء

4- أيضا ً من الأشياء التى لا تُرى : متع العالم الآخر

لا نراها ولكن وُعدنا بها. هذه المتع التى فى العالم الآخر نشتاق اليها ونرجوها بالإيمان ومن اجلها النساك زهدوا العالم كله ولم تعد لهم رغبة فيه لأنهم تعلقوا بمتع الأبديه التى لا تُرى

ومن اجل هذا أيضا ً نرى القديس أغسطينوس الذى ذاق العالم وزهده وتاب وصار أسقفا ً ومصدرا ً من مصادر الروحيات نراه يقول : جلست على قمة العالم حينما احسست فى نفسى اننى لا اشتهى شيئا ً ولا اخاف شيئا

العالم يااخوتى نعيش فيه ولكن لا يصح ان يعيش هو فينا والماده من حقنا ان نملكها ونستخدمها للخير ولكن لا يحق للماده ان تملكنا وتُصرِّف أمورنا وأفكارنا

5- من الأمور التى لا ترى أيضاً : المعنويات

الحق ... والقيم ... والمُثل
نتبعها ونحن لا نراها

6- ومما لا يرى أيضا ً : السماء

ولا اقصد هذه السماء التى أمامنا .. الغلاف الجوى الذى يحيط بنا ، الذى تسبح فيه الطيور ، وتُحلق فيه الطائرات ، ولا اقصد ما هو ابعد من ذلك .. الفلك الذى توجد فيه الشمس والقمر وسائر الكواكب والنجوم البعيده

انما اقصد سماء السموات التى يوجد فيها عرش الله ، هذه السماء لم نرها ولكننا نحلم بها ونشتاق اليها

7- أيضاً الذين يتوجهون بأفكارهم وقلوبهم الى ما لا يرى : يتجهون الى الله نفسه تبارك اسمه

لأن الله لم يره أحد قط بلاهوته ... فى الأبديه سوف نتمتع بعشرة الله

لأن السماء والأبديه بدون الله ليست شيئا ً

ولكن كيف سنتمتع بعشرة الله .. عن هذا الأمر من الخير لى ان اصمت ستعلنه لنا الأبديه كيف نتمتع بعشرة الله .. لأن اللغه التى نستخدمها فى العالم لا تستطيع ان تُلِّم بما يختص بالله .. لا تستطيع ان تعبر .. ولا تستطيع ان تشرح

ما دام الأمر هكذا ونحن وُعدنا بما لم تره عين ولم تسمع به اذن ولم يخطر على بال انسان ، فليتنا نستعد لهذه الأبديه بأن ننقى قلوبنا لله ، وان ننشر المحبه بين الناس ، وان نعيش فى قدسية تليق بالسماء ، ولا تكون فى قلوبنا شهوات العالم الحاضر تُصرِّفنا كما تشاء

لأن الذى يتعلق بالمرئيات وبالماديات مثل هذا الشخص المسكين عندما يصعد الى السماء ولا يجد امامه هذه المرئيات ولا هذه الماديات ، ماذا تُراه يحدث له! هل يصاب بإحباط ؟ ام يقول الأرض افضل ؟ عليه اذن ان يتعلق بما لا يُرى

أخيرا يا اخوتى ..

نصلى من اجل بلادنا العزيزه ان يحفظها الرب فى خير وسلام

وكل عام وجميعكم بخير

المصدر: منتدى ام السمائيين و الارضيين - من قسم: عظات بقلم قداسة البابا

u/m uk hgrdhli