التواضع - منتدى ام السمائيين و الارضيين
الرئيسية التسجيل مكتبي
Image
البحث الأعضاء الرسائل الخاصة


منتدى ام السمائيين والارضيين


   
العودة   منتدى ام السمائيين و الارضيين > منتدى الطريق نحو الابديه > قسم الموضوعات الروحيه المختلفه
 
قسم الموضوعات الروحيه المختلفه يشمل كل الموضوعات الروحيه التى تهم كل انسان مسيحى

إضافة رد
   
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 05-13-2012, 10:25 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
نة التواضع





التواضع

التواضع

مما لا شك فيه أن التواضع هو من أهم الصفات التي يجب ان يتميز بها المسيحي الصادق , والتي يجب أن تتواجد أيضا في نفس وعقل كل بشر ,, وذلك لان الله أعطانا العقل والذي به ميزنا عن سائر المخلوقات , وبالعقل نتذكر وجود الله وقدرته في العالمين ,, كما أن الإنسان مجرد مخلوق ضئيل ليس له أن يتكبر على الله ول
التواضع
هو عدم نسب نجاحات الإنسان وانجازاته إلى نفسه , بل يجب أن ينسبها إلى الله الذي أعطاه من القدرة للنجاح , وبدون الله لا يقدر الإنسان أن ينجح في حياته ,, لذا فكلما ازداد نجاحك وتفوقك فانه من قدرة الله في ذاتك ,, يقول الرب يسوع :
( متى فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا : إننا عبيد بطالون , لأننا إنما عملنا ما كان يجب علينا , ) لو 17 : 10 )


لذا فان التواضع هو الذي يعطي الإنسان القدرة في رؤية نفسه وتقييمها باستمرار , كما انه يعطيه القدرة على تطوير ذاته والعمل من تفوق إلى تفوق , كما انه يحسن من صفاته ويعطيه القدرة على تقبل آراء الآخرين ونصائحهم , بهذا ينظر الله إلى كل متواضع ويباركه ويفيض عليه النعم , كما نرى فيما قالته أمنا القديسة مريم العذراء في لوقا :
( فقالت مريم : تعظم نفسي الرب , وتبتهج روحي بالله مخلصي , لأنه نظر إلى اتضاع أمته , ) لو 1: 46- 48)
وأما الرب يسوع المسيح فانه قد تواضع حتى الموت , ( موت الصليب ) , مع العلم انه كان قادرا أن يحارب , وينتصر , ويتعظم !!!
وإذ يقول في أعمال الرسل ( 8 : 32 – و 33 ) وعلى فم اشعياء النبي :
( مثل شاة سيق إلى الذبح , ومثل خروف صامت أمام الذي يجزه هكذا لم يفتح فاه , في تواضعه انتزع قضاؤه ,)


فالتواضع هو أن تتعامل مع الناس وتخدم بكل إنسانية وصفاء نية وسريرة , دون التعالي عليهم أو ترك انطباع لديهم بأنك تتباهى بذاتك ,
المتواضع ينسب كل ما يقوم به إلى الله خالقه وهذا يأتي من الإيمان به , ولو أراد له الله أن لا ينجح فلن ينجح مهما تعظم ومهما علا !!! كما قال بولس الرسول في ( أعمال الرسل 20 : 19 )
( اخدم الرب بكل تواضع ودموع كثيرة , وبتجارب أصابتني بمكايد اليهود , ) كما انه يوصينا بالتواضع إذ يقول :-
( اطلب إليكم أنا الأسير في الرب : أن تسلكوا كما يحق للدعوة التي دعيتم بها " بكل تواضع " ووداعة , وبطول أناة , محتملين بعضكم بعضا في المحبة , ) افسس 4 : 1 و 2 )


إخوتي الأحبة : إن التواضع هو من أهم مؤشرات الحياة والنجاح , لأنها دليل على الثقة بالنفس والثقة في قدرة الله ,
إن التواضع لا يوقفك عند نجاح بعينه , بل يعطيك محبة الناس الذين هم حولك والتي هي من محبة الله لك , لأنك عرفت قدر نفسك باتزان بذلك تجبر الناس على احترامك لتواضعك ,, وقد أوصانا بولس الرسول بقوله : -
( لا شيئا بتحزب أو بعجب , بل بتواضع , حاسبين بعضكم البعض أفضل من أنفسهم , لا تنظروا كل واحد إلى ما هو لنفسه , بل كل واحد إلى ما هو لآخرين أيضا , ) فيلبي 2 : 3 و 4 ) ,,,
كما يعطينا بولس الرسول التعليمات بقوله :
( فالبسوا كمختاري الله القديسين المحبوبين أحشاء رافات , ولطفا , وتواضعا , ووداعة , وطول أناة , محتملين بعضكم بعضا ,,) كولوسي 3 : 12 ) ,,,,
أما الرسول يعقوب فيقول : - ( اتضعوا قدام الرب فيرفعكم , ) يع 4 : 10 )

التواضع هو معاكس للكبرياء والاعتداد بالذات , فالقوة , والجمال , والشباب , والغنى , والمركز , والعلم , والقبول من الآخرين , تصبح كلها أو بعضها بشكل أو بأخر , من دوافع
الكبرياء التي هي مكروهة جدا في نظر الله, كما هو مكتوب :

( يقاوم الله المستكبرين , وأما المتواضعين فيعطيهم نعمة , ) يع 5 : 5 ) وكذلك : -

( مستكبر العين ومنتفخ القلب لا احتمله , ) مزمور 101 : 5 ) ,,,, وأيضا في الأمثال يقول :

( الرب يقلع بيت المستكبرين ويوطد تخم الأرملة , ) أم 15 : 25 )

التواضع
وكثيرة هي الآيات بصدد الكبرياء والتعظم , فربما كان كره الله للكبرياء معادلا لكرهه الخطية بحد ذاتها , ولا ننسى أنها سبب سقوط لوسيفورس من مركزه كرئيس الملائكة , وتحوله إلى رئيس وقائد لمملكة الشر والعداء لله , مع أجناده الملائكة الساقطين على شاكلته , والذي كتب عنه اشعياء قائلا : -

التواضع

(”أُهْبِطَ إِلَى الْهَاوِيَةِ فَخْرُكَ، رَنَّةُ أَعْوَادِكَ. تَحْتَكَ تُفْرَشُ الرِّمَّةُ، وَغِطَاؤُكَ الدُّودُ. كَيْفَ سَقَطْتِ مِنَ السَّمَاءِ يَا زُهَرَةُ، بِنْتَ الصُّبْحِ؟ كَيْفَ قُطِعْتَ إِلَى الأَرْضِ يَا قَاهِرَ الأُمَمِ؟ وَأَنْتَ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ: أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاوَاتِ. أَرْفَعُ كُرْسِيِّي فَوْقَ كَوَاكِبِ اللهِ، وَأَجْلِسُ عَلَى جَبَلِ الاجْتِمَاعِ فِي أَقَاصِي الشَّمَالِ. أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ السَّحَابِ. أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيِّ. لكِنَّكَ انْحَدَرْتَ إِلَى الْهَاوِيَةِ، إِلَى أَسَافِلِ الْجُبِّ“ (إشعياء 11:14-15). ,,,, كما مكتوب أيضا في حزقيال :

(( ”هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: أَنْتَ خَاتِمُ الْكَمَالِ، مَلآنٌ حِكْمَةً وَكَامِلُ الْجَمَالِ... أَنْتَ الْكَرُوبُ الْمُنْبَسِطُ الْمُظَلِّلُ، وَأَقَمْتُكَ. عَلَى جَبَلِ اللهِ الْمُقَدَّسِ كُنْتَ. بَيْنَ حِجَارَةِ النَّارِ تَمَشَّيْتَ. أَنْتَ كَامِلٌ فِي طُرُقِكَ مِنْ يَوْمَ خُلِقْتَ حَتَّى وُجِدَ فِيكَ إِثْمٌ“ (حزقيال 12:28-15 ))


وعلى نفس المنوال تتشامخ قلوب البعض فيعتبرون أنفسهم خيرا من الآخرين , فيسقطون في نفس الهوة التي سقط بها أولئك الملائكة المنحدرين إلى أسافل الجب !!!>>
والكبرياء هي مرض خبيث يبدأ كوهم خفي خادع ثم يفسد النفس , وأمرها ذلك النوع الذي يسيطر على المتشيعين لبدعة أو ضلالة أو انحراف , لان سيدهم الشيطان يلقنهم ما يتلفظون به ويدربهم كيف يسلكون أو ينظرون إلى الآخرين : يقول ( قف عندك , لا تدن مني لأني أقدس منك , هؤلاء دخان في انفي , نار متقدة كل النهار , اش 65: 5)
والكبرياء ينتج عنها :
التواضع
1-تقسّي القلب عن معرفة الله والتماس رحمته ,,,

2 - تعمي الذهن عن معرفة الحق والانصياع له ,,,

3-تجمّد الحسّ عن حقوق الآخرين ومطالبهم ,,,

4- تميت الضمير وتستعبد النفس لتحقيق الذات مهما كانت الوسائل ,,,

أما التواضع والخضوع فتشير إليه كلمة الله في الكثير من الأماكن , وتؤكد لنا انه من رضا الله ووصيته , ويقسم التواضع إلى قسمين متلازمين في بعض الحالات ,
التواضع
فالمؤمن يعتبر تدابير مشيئة الله صالحة دائما ويثق بها أنها للخير مهما كانت , يقول بولس الرسول :
( ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله , الذين هم مدعوون حسب قصده, رو 8 : 28 )
ويقول بطرس ( فتواضعوا تحت يد الله القوية لكي يرفعكم في حينه , 1 بط 5 : 6 )

ويقول النبي إشعياء: ”لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الْعَلِيُّ الْمُرْتَفِعُ، سَاكِنُ الأَبَدِ، الْقُدُّوسُ اسْمُهُ: فِي الْمَوْضِعِ الْمُرْتَفِعِ الْمُقَدَّسِ أَسْكُنُ، وَمَعَ الْمُنْسَحِقِ وَالْمُتَوَاضِعِ الرُّوحِ، لأُحْيِيَ رُوحَ الْمُتَوَاضِعِينَ، وَلأُحْيِيَ قَلْبَ الْمُنْسَحِقِينَ“(إشعياء 15:57).

فنحن نرى في هذه الآية وعداً ضمنياً بأن المتواضع والمنسحق الروح سيسكن في الموضع المرتفع المقدس مع الأب الذي يحيي الأرواح المنسحقة ,, كما انه لا يخسر شيئا في هذه الحياة , بل يرى العكس بان الناس سوف تحترمه وتقدره وترفعه لتواضعه ,,
التواضع
2-- تواضع المؤمنين بعضهم تجاه بعض

تقول كلمة الله : ( خاضعين بعضكم لبعض في خوف الله ( اف 5 : 21 ) ويقول الرب يسوع معلّماً:
(وأكبركم يكون خادماً لكم. فمن يرفع نفسه يتّضع ومن يضع نفسه يرتفع“ (متى 11:23-12). وقد غسل - له المجد - أرجل التلاميذ قبيل الصلب متخذاً لنفسه وظيفة العبد في أروع مثال للتواضع العظيم لكي يعطي أجيال المؤمنين درساً عملياً لا يُنسى وله كل قوة وعناصر الإقناع طالباً منهم أن يتشبّهوا به فيغسل بعضهم أرجل بعض ليس كتقليد حرفي كما يفعل البعض بل بكل معنى الكلمة الأمر الذي لا نراه على أرض الواقع في المؤسسات المسيحية التي تعطي للبعض مراتب السمو والعظمة على الآخرين!!! فلو قصد الرب ذلك خلال فترة وجوده على الأرض لرتّبه وكرّسه بذاته، فهو قد جعل نفسه مثالاً يُحتذى وقدوة صالحة لكل العصور، وليس كغيره من المعلّمين الكذبة الذين يقولون ما لا يفعلونه... ويفرضونه على الآخرين دون أن يتقيّدوا به !!! وقد وبّخ الكتبة والفريسيين ونطق عليهم بالويل لأنهم يتظاهرون بالترفّع عن الآخرين ويحمّلون الناس أحمالاً عسرة الحمل وهم لا يمسّونها بأطراف أصابعهم . فكيف يستطيع أولئك أن ينجوا من ذلك الويل؟

سار أحدهم في حقل مزروع بالقمح فرأى معظم السنابل قد نضجت، ولكنه تعجّب أنه رآها
تميل منحنية على جذعها إلى أن رأى سنبلة شامخة فلما قطفها وفركها وجدها فارغة لا حَبَّ فيها وعرف لتوّه سبب شموخها! فقد كانت فارغة لا ثمر فيها.

إن النفس البشرية بطبيعتها ميّالة إلى التمرّد والجموح ولا يوجد سوى الإيمان الصادق يعطي الإنسان أن يكون له سلطان على نفسه، وهذا السلطان يؤخذ من يد المسيح. فالتواضع ليس عملاً سلبياً نصوّره في عدم التكبّر بل هو عمل إيجابي إرادي هو كسر شوكة النفس واستعباد الذات تيمّناً بما فعله يسوع. يقول الملك داود: (” ذبائح الله هي روح منكسرة . القلب المنكسر والمنسحق يا الله لا تحتقره “ )(مزمور 17:51) . فهو يصوّر من يكسر الذات أمام الله كأنه يقدّم أعظم الذبائح !!!

وخلاصة الأمر بأن التواضع خطوة فعلية نخطوها أول مرة حينما نريد أن نفتح القلب لصوت روح الله الذي يدعونا لقبول المسيح وخلاصه، وحلوله في القلب، وتسليم الذات والمشيئة والأفكار له. فقد كانت الكبرياء هي السبب الأكبر لرفض الكثيرين عمل النعمة وانحدارهم إلى هوة الهلاك. والحرص على لجم مشاعر الكبرياء طيلة الحياة لكي لا يتقسّى القلب بغرور الخطية لأن الكبرياء هي أصل جميع الخطايا.

والسؤال الكبير هو:

أين يستطيع المستكبر أن يخفي كبرياءه حينما يقف مجرّداً ضعيفاً أمام هزة من هزات الزمان أو مرض عضال يسمح به الله أحياناً للتأديب؟ فإن أي مخلوق لا يستطيع أن يخفي كبرياءه حينما يظهر معرّى أمام كرسي الدينونة...

عزيزي القارئ الكريم يحتاج كل منا إلى وقفة أمينة مع نفسه الخالدة لئلا يتسبب لذاته الخالدة بنكبة كان يمكن تجنّبها بقليل من التعقّل والسيطرة الذاتية لتسمو على المشاعر الجامحة والنفس التي تريد أن تحقّق الذات لتسمو فترة لا تستحقّ المجازفة والعناء. ويسوع وحده القادر أن يعطي ذلك التوجّه الصحيح ويقيناً من السقوط في تجربة الكبرياء له كل المجد والسلطان. آمين .

التواضع




hgj,hqu







التوقيع

رد مع اقتباس
إضافة رد


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين